للكاتبة ترانيم قلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ¥ بقلمي ترانيم _قلم
قصة قصيرة : فداك يا وطني
¤¤قراءة ممتعة ¤¤
.
بستان كاد يذبل ...في كل دقيقة تمر تذهب زهرة مع رياح القدر ....ايصح القوم انها تحترق بسبب الحروب في وطني ؟؟! ...
شعر كسواد الليل ..خصلاته تطير مع نسمات الهواء الباردة ..امعت النظر الى ما خطته يدي في تلك الورقة البيضاء الصافية وهل كل كتاباتي تصف حبي لوطني ؟!
حملت اوراقي واقلامي وقد اشتد البرد ..الاجواء تعصف ...ؤتقطف معها ازهار ذلك البستان ..وقفت واتجهت نحو ازهار كلوديا ..تلك التي احبها امعنت النظر ثم رفعت نظري للسماء لادعو لعل ربي يستجيب .لملمت ثوبي المخملي الطويل ..واتجهت نحو البيت معدوم السقف ..لم اجد قطعة قماش تقي جسدي الهزيل من تلك التيارات الباردة ..جلست بالقرب من عائلتي ..ونمت ..والدموع تحرق وجنتي وجعا !!
مرت شهور ..ضننتها سنين ..شابة ذات 20 ربيعاً سألت نفسي ..بينما انتِ تحت بيت من دون سقف ..وياليت لي قوت يوم اسكت به اصوات معدتي المتعاليه يوما بعد يوم .. ربما كنت فتاة شابة ولكن الا استطيع اثبات ولائي لهذا الوطن المجيد سأنهي معاناتنا ..ومعاناة المعانين.. ..لربما اصير افضل من اولئك الرجال من يضنون انهم يحمونه...وياليتهم ما ظنوا ولا عملوا !!
اخذت اغراضي ولم تكن بالكثير ..اتجهت مقلتي بلون بن بلدي نحو ذلك الدرب الطويل ..الذي لا رجعة فيه ..قطارات الوقت تطلق صافراتها لتبدأ سفرة جديدة نحو ساحة معركة فيها اما الحياة والنصر واما الموت والنصر ...لا خيار ثالث في قاموسي !
طائرات فوق رأسي ...والغام تحت اقدامي..اخذت دورة اسعاف كي كون عونا لا عبئا ...وها هيا الايام تمضي كعادتها لا تنتظر احد ...اصوات التفجيرات اصمت اذناي..الوان الدماء غيرت مقلتاي..لاتقع انظاري الا على دموع فراق والم ..دماء ..تقطع قلبي ..لم اعد ادري هل ابكي ..ام اضحك عما ادى به الحال فيك يا وطني ..يوما بعد يوم ...صارت شابة 21 ربيعا ً من قيادات الجيش ..ماذا..الا يصح ذلك ؟!..بلى ان كان الرجال خونة بلا دم او وفاء فنحن النساء من سيكون واجهة الوطن ..اجل وهذا ما حدث معي!!
اشتد النزاع ..صار نصف البلد في الارض ..ونصف الشعب في السماء ...شابة في مقتبل العمر ...لا يزال معي الكثير لاعمله..
لاتزال اهدافي تتوالد جديدة كل يوم ..ايصح ان تخترق رصاصة جسدي ..وتحمل روحي لسماء زرقاء واسعة ...لا يجب علي ذلك ..ان فررت هاربة مع الاعداء ستعيشين حياة جديدة فارهة ...لما لا افعل ذلك .. رسالة امامي ..الان تعرض علي ما قد عرض .. اشتاظ غيضي..بحرقة مزقت تلك الورقة النجسة وجعلت نيران تشعلها لتحلوها رمادا لادفنها تلك التراب ..المعذرة يا اعداء وطني ..فإني عاهدت وطني الوفاء فلا يجوز لي اخلافه....شمرت ساعداي..ورفعت شعري لاعلى ..وبمقلتي كالسهم اتجهت نحو أرض المعركة ...اغلب الجنود ..هربوا من قصف الطائرات في ساحة المعركة...رجالك تراجعوا يا وطني ؟؟ ما المشكلة فداك جسدي وبكل خلاياه فداكِ يا وطني ..من بين رصاصات العدو ..اخترقت جسدي ..لتسيل دمائي ..على ارض وطني ...فالتحيا يا وطني الحبيب مكرما..فدمي وجسدي فاليتعوض باجيال بعدي على الاقل هذا ما استطيع تقدميه كشكر لما قدمته لي لـ21 عاما فما بال من سكنوا بها القرون الا يدافعوا عنها ..سحقا ..لهم ..سحقا !
...شريط ذكرياتي مر كفيلم سينمائي ازهار كلوديا ها هيا تطير وتقطف..وانا على ثقة انها ستزهر من جديد ....لم اندم على لحظة في حياتي..على الاقل ..لم اخن وطني على الاقل .لم افر هاربة خائفة ..على الاقل سيجل التاريخ ان فتاة غامضة ...سقت الوطن من دمها.. في اخر لحظاتي رسمت ابسامة باهةً على ثغري ..لان قلبي ينبض واثقا ان هناك من بعدي من سيثبت ولاءه لهذا الوطن لانه سيبنيه..سيعمره..سيزرع ارضه ..اجل هناك ..واكاد أجزم ذلك ..شكرا لكم مقدما ..شكرا... !
وانا على هاويه النهاية واثقة ان هناك من سيأتي وسيكمل طريقي ..وسيثبت ولاءنا لليمن...هنا النهاية ...وبداية النهاية. !!!
.
.
بقلمي : ترانيم_قلم
تعليقات