قصة قصيرة | ابقى بعيداً عني




للكاتبة ترانيم قلم 

ملامح غضب الطفولة احتلت وجهها 
بإنهماك فكرها ..وترنح قلمها على ورقة الاسئلة 
من يراها ظنّ انها في ساحة حرب وليست في قاعة اختبار 
خصلات شعرها الحريري داعبت وجهها فما زادها الا جمالاً.. ردته خلف اذنها فما زادها الا بهاءً ارادت الخلاص منه فرفعته فما زادت الا وقاراً..تركت القلم يتدحرج وانظارها تتابعه بتأمل ..لم تنتهي من عدّ 3 حتى تعالى صوت الجرس وصحبه تذمر الطالبات ...تجمعت اترابها حولها ونظرات الاعجاب تلاحقها ويكأنها اميرة من عالم الخيال ...المديح ينهال عليها وكأنه رعد يصحبه غيث الرحمن ...انفردت بصديقتها...سؤال اصاب الوتر الحساس...نظرات الحقد وشرارات الغضب تصاعدت من عينيها ...كسرت القلم بيدها ...لينطق ثغرها ...والصرير على اسنانها قد بان
_ اريده ان يبقى بعيداً عني ...سأفعل المستحيل لادخل مدرسة خصوصية ...فإجتماعنا..محال !


* خلف الستار *
اخرج لسانه ..ليشق طريقة على شفتيه بطريقة خبيثة ..فتح فاه لينطق حتى ظننت انه علم الغيب
_ بل ان لقاءنا ...آتٍ..وميعاده قد حان !

بعينيها الذي حاوطها كحل ربانيّ..زين بها عينيها حورية الجمال ..مقلتين سود وكأنها ليل زينه قمر السماء بتلك اللألأة الخفيفة ...اصابعها النحيله اخذت تتابع سطور الكتاب بعناية ...حتى
_انسة ابتع...د....ي
سائل احمر انتشر ..سيارات الاسعاف والمسعفين حاوطوا المكان ...ذلك الجسد الصغير ..على سرير ابيض اللون حديدي الاركان ..اخذت تفتح عينيها الناعستين وثغرها يهذي ..
_ الامتح...ان ... عل...ي حضو...ره..ار...جو...ك

#Marsha
تسلل الى أذني صوت صرير الاجهزة ..سمحت لجفناي بالارتفاع..لالمح وجهاً عبوسا ذابلا ..دنت مني بعدما سحبت جهاز الضغط عني
_ انتشعرين بالم ؟ لقد نمت اسبوع كامل خسرت كثير من الدم زمرة دمك فعلا نادرة ولكن الحمد لله وجدنا متبرع ونجوتِ
_ مالذي تقصدينه..نمت اسبوع ..متبرع .. اخبريني من يكون المتبرع
_ اعذريني لم يسمح لنا بالافصاح عن هويته !

_ لااااااااااااا علي الذهاب
_ مجنونة لن يسمح لك الطبيب
اخذت احاول نزع تلك الابر التي غذتني وريديا اثناء غيبوبتي ...تصارعت مع تلك الممرضة حتى دخل ليلي الشعر عسلي العينين عليه ذقنة خفيفة حنطي البشرة عرفت فورا انه عربي فهذه المواصفات تدل على ذلك ..اقترب مني ..اخذ بكفي ..اجلسني وطلب اجراء بعض الفحوصات..سحب كرسيا وجلس بجانبي ..ابتسم بهدوء حتى اراحني فنطق فاه
_ اذا انسة مارشا كيف تشعرين
تسللت الدموع لعيني..واخذت تجري على وجنتي وصوت شهقاتي يعلو اكثر واكثر
_ ااانسة اهناك خطأ ...ارجوك تعاوني معنا ..
تلعثم وتربك بين شهقاتي نطقت
_ لقد عملت لهذا....اليوم الكثير ...6 سنوات ....والان ...لاااااا لا اريد ...
_ اريد ان افهم ....ااااا

_ طبيب طارق هل اعطيها حقنة مهدئ ؟!
نطقت الممرضة العبوس فرد بكفة بمعنى "لا "

اجل انا مارشا اعتبرت احلامي انتهت هنا وتلاشت مع الريح ...لكن من تسبب لي بهذا الحادث اللعين اقسم انني لن اغفر لك !!

_____________________
_ اممممم اجل هناك في الشعبة D علي الذهاب

اخذت اسير وقد تملكني الرعب ..لاول مرة في حياتي ادرس في مدرسة مختلطة ..تنفست الصعداء
وفتحت الباب بهدوء تسللت للداخل كي لا اجذب الانظار جلست على مقعد خلفي واخذت اراسل صديقاتي في مدرستي القديمة
" اذا كيف هي المدارس المختلطة ؟! "
" حمقاء اكاد ابكي ..لا اريد انهاء دراستي ان كنت سأدرس هنا "
" تفكيرك ضحل كنت اتمنى ان اكون مكانك لولا بعض اشخاص 😒"
" هههههه تعرفين الامر لم يكن بيدي فقد وقع الحادث فجأة ولم اتمكن من تحصيل معدل جيد كي ادخل معكن..كم مره علي اعادة القصة طوال ال 3 اشهر وانا اكررها سحقا لك "
" اهدئي مارشا سأخبرك نصيحة...انتِ الان في السنة الاولى من المرحلة الثانوية تعلمين ما اقصد صحيح "
" ان وجدتك فلن تري مني خير ابدا انا المخطئة لاني قلت سأرى كيف انتِ "
" ههههه وداعا دخل المعلم اراكِ لاحقا "
" تهربين لكن صدقي لن تستطيعي "
اغلقت الهاتف ..ِونظرت حولي ...لاحظ توتري..اقترب مني ...وعلى فاهه ابتسامة لطيفة مد يده لمصافحتي ونطق ثغره معرفا
_ اسمي هاك سررت بمعرفتك
نظرت ليده الممدودة بإشمزاز..فنطقت ونظري مصوب للا مكان
_ وانا كذلك
وضع يده خلف رقبته بتوتر .. حاول قول شي لكن الكلمات بانت وكأنها وقفت على عتبة حنجرته وجهت اليه نظرة متسائلة بأومأ بالنفي وهو راحل
_ ان احتجتي اي شي فأنا في الخدمة

حرير بني تخلله الذهب ..عينان بلون العسل الصافي ..وجه برونزي .. لا اريد ذلك ... سحقا فعلت المستحيل لادخل مدرسة خاصة لا ادري كيف انتهى بي الامر هنا !
رغم كل محاولاتي الفاشلة انظار الذئاب حاوطتني حتى شعرت بالغثيان

دونت من الارض ابدل حذائي ..اخذت حقيبتي ..وسمحت لقدمي ان تسابق الريح ...عينان تراقبان..القشعريرة سرت بجسدي...ببطئ ادرت المفتاح ...تمنيت لو استطيع سماع كلمات الترحيب كلما عدت اليه .. مرت ايامي ..و خوف يلاحقها من ذلك الجنس المخيف. !!

تسللت خلايا الشمس لتدغدغني ..صحوت مجبرة ..على كرسيّ جالسة اعبث بهاتفي..فتاة سمراء.اللون .شعر ليلي ساد ظهرها ..اقتربت مني ..حديثها رائع يأسرك به ..
_ فعلا انك لطيفة ما اسمك اااتمنى ان اكون صديقتك
_ هه وانا كذلك فانا احب مسايرة الاذكياء ادعى جيسي ..امممم ما رأيك ان نذهب غدا الى الملاهي احب ان نقضي وقت الاجازة هناك
_ رائع لا اتذكر متى كانت اخر مره امم الساعة 10 جيد
_ ممتاز ..نلتقي
لوحت لها بيدي والابتسامة تكاد تشق وجهي ...عينان ..ثانية انها تراقب ..الهي اهذا مجرد هواجس ..

_ اهذا ؟؟ اممم لا اعتقد ان هذا انيق اكثر ..سحقا ولكن هذا جميل ايضا ..هناك الكثييييير سحقا 😭

*********10:00********
فتاة بشعر حريري اشبه بلحاء الشجر البني ..بثوبها الانيق الذي يصل لاعلى ركبتيها ...حذائها صغير الكعب ..اخذت تتأمل الالعاب ...
_ تأخرت !
*********11:15********
بدأت الدموع تترقرع في عينيها المكحلة...تنفست الصعداء وادعت الشجاعة
_ سحقا ...سأدخل وحدي والعب حتى انهك
امسكت بحقيبتها بقوة ..لكن كل ما فعلته هو تأمل الاشخاص وهم يتأرجحون على الالعاب .. صوت اقدام ..تحرك الاعشاب خلفي ..ايعقل انها جيسي ..التفت والابتسامة شقت وجهي لكن سرعان ما تلاشت لارى امامي الشخص الذي تجنبته سنوات
_ اهلا ميشو كيف حالك بعد كل هذه السنوات يااا الهي اصبحتِ اجمل دعيني ارى كيف كبرتي بغيابي
افترب اقترب ..وقدامي حتى القوة فارفتها..دست عليه بكعب قدمي وصرخت
_ ابتعد عني ابقى بعيدا.... بعيدا لا تتجرأ وتقترب افهمت
_ لم افهم يا ناكرة الجميل ..الا تعلمين ان دمي المقدس يجري الان بين بين اوردتك وشرايينك
_ ل..لا تقل انه انت ..الذي ...
_ هو انا
ملامح وجه الساخرة تحولت لجدية..عيناه معلقتان على شي واحد ..هو انا ..
اغمضت عيني ..فجأة سيناريو الحادثة عاد يسير اماك عيني واتضح اغلب الاشياء
_ الست انت من تسببت بالحادثة ايها الحقير
_ حسنا توقعت ان تكتشفي ذلك " قالها رافعا كتفيه "
_لماذا ...لماذا فعل هذا
_ لنلتقي...لن نلتقي الا هكذا
اخدت الدموع تأخذ مجراها على خدي ..وصوت صراخي علا
_ اليها المجنون ..كيف تفعل ذلك..الا تعلم انني عملت على تحصيل اعلى العلامات فقط لادخل مدرسة التقي بها بك ..ايها الحقير ..سحقا لك ..حطمت ما بنيته لسنوات ..ابقى بعيدا عني ..الا يكفي منظر الدم الدي رأيته ...الا تكفي جثتان امامي ...الا يكفي لا استطيع النظر لكم ابدا ...لا اريد ..انتم خونة ..تركتني بين هناك وحدي وكأن الأمر لا يعنيك ..بأي حق تعود الان ..لقد نسيتك الا تفهم ..بأي لغة اتحدث كي تبتعد
_ لن ابتعد وسأبقى شبحك حتى تقبلين بي
_ اووه حقا لديك امال فعلا.
_ من تظنين تسبب على عائلتك غير انفسهم
_ لا تهنهم وهم بالقبر
_ ابي نفذ عمله لا غير انتِ من فهمتِ الموضوع خطأ

_ايا يكن ما حدث فقد حدث ...اعلم كل شي عن والدي وعن عملهما كان لدى والدك كل الحق ...لكن انت تركتني وحدي وكأننا لسنا اصدقاء ابدا ...اتعلم شيئا
_ ؟؟
_ لا نصيب لي مع الرجال ..ولا اريد لانهم مصدر تعاسة ..وعلى الاقل سأنفذ وصية احب الأشخاص مني ..
نهضت من على الارض ..مسحت دموعي المتناثرة كحباب اللؤلؤ ..
نضراته تراقب ..شعرت لاول مره بالحياة بهما ..قضيت يومها بين سريري ووسادتي...ابكي .!!

~~~~~~~~~~~~~
_ طبيبة مارشا هناك حالة طارئة اسرعي فقد المريض الدماء
القيت نظرة على الطبيب طارق فما كان منه سوى ابتسامة شجعتني فذهبت ..اكشف على مريضي..الذي يبسني مكاني ..يا إلهي الا زال يصبغ خصلات شعره بالاحمر ..
_ جهزوا غرفة العمليات ..هذا المريض زمرة دمه كدمي..خذي مني له
_ لكن طبيبة انتِ
_ بلا نقاش اسرعي
_ طبيبة مارشا متى ستعقلين انت الطبيبة الان ومن ستجرين العملية " قالها طارق بجدية "
بالفعل دخلت تلك الغرفة وبدأت بإخاطة جرحه بدقة متناهية ..وجدنا متبرع بالدم لحسن حظنا

#Mik
فتحت جفناي الالم يعتصر اضلاعي..لاجد الوجه الذي حلمت به امامي بملامح جاده كالعادة
_ اظنني ادين لكِ بحياتي
_ هذا عملي بالنهاية ..ارى انك سرت على نهج ابيك ايها العميد
_ هه الم تغيري رأيك بعد كل هذه السنين

اشرت بالسبابة في الهواء وقلت بحدة
_ ابقى بعيدا عني !
_ وان اقتربت بطريقة شرعية ؟!
رأيت الاحمرار زين خديها ..تعلثمت وتربكت...حتى نطقت محاولة استعادة رباطة جأشها
_احمق ... احمق
_ اافهم من احمرار خديك الاجابة بنعم
_ ليزا ان المريض يهذي اعطه حقنة مهدئ
خرجت من الغرفة وجدت وجهه البشوش..فنطق بعد ان مسح على شعري برفق
_ اظنه صالح فقد امسك اغلب المجرمين خطورة ..هذه خطوة مهمة في حياتك ابتني مارشا فكري جيدا
_ ما رأيك انت
_ بل ما رأيك انتِ فهذه حياتك

اتى يوم خروجي من المشفى ..وجدت قصاصة بيضاء كتب عليها
" ان جدي يعيش في منطقة ******
ملاحظة " ابقى بعيدا عني "
فعلا هل هي طفلة .اظنني سأتعب معها حقا...ولكن هذا المميز فيها عن باقي سكان الكرة الارضية !

*****************
_ طبيبة مارشا تماسكي بقي القليل
_ مبارك مارشا انها فتاة
_ شكرا لك طارق ..نادي ميك دعه يرى طفلته
_ يااااا الله انها بوسامة والدها
_ ههههخخ بل بجمال امها
_ بل اظنها سترث جنون الاثنين
_ طاااااارق
صرخنا بصوت واحد ...هههه لم نكن بتلك السعادة كما يبدو ولكننا حاولنا !
_ اخبريني ما كانت وصية احب الأشخاص الى قلبك ؟!
_ هه الا زلت تذكر ...كانت امي ..اتعلم مره اخبرتني " ان الحب مصدر تعاستي لذلك لا تجربي فتتعسي بل عيشي حياتك ولا تهتمي لهم وابقي بعيدة عنهم " هذا اخر حوار دار بيننا
_ اظنها كانت محقة شكرا لها
_ ههه لم اتوقعك من تقول ذلك
_ امممم ماذا اسميك حبيبتي
_ اقترح كات
_ جميل ما رأيك صغيرتي كات
#Marsha
ابقي بعيدة عن الرجال ...فهم ليسوا الا جالبوا السوء ولا تصدقي من تعيش من حبيبها ..كوني قوية مهتمة بدراستك مثل والدتك ...عادلة مثل جدك ...قوية مثل والدك ...عليك معاشرة الرجال ولكن بحدود ..كوني مبتسمة حبيبتي ...والدك ووالدتك سيبقيان بجانبك ما. داما هنا ....اظن ان هذه هي القيم التي سأربي ابتني عليها ..او هذا ما تعلمته انا من حياتي ...
_ مارشا تأخرنا
_ قادمة ميك فقط ثواني
_ اثواني ام ساعات
_ اووف قادمة ..هيا حبيبتي اظن ان اباك غاضب ههه

تعليقات