قصة قصيرة | سر ذنبها بأعاقتها


للكاتبة ليان


~~اتسعت عيناه معلنة صدمته ..هدأ قليلا ليستوعب ماحدث ..ثم هاجم الطبيب بهستيرية ..امسك به حرس المشفى واخرجوه خارج المشفى ...~~
★ في الجانب الاخر ★
《بغرفة كساها البياض ..وضع الطبيب الطفلة الصغيرة ذات العام الواحد بحضن والدتها ...غادر تاركا اياها بدوامة من الافكار والهواجس التي لاحقتها ..قطع حبل افكارها ابتسامة بريئة اطلقتها صغيرتها وهي تضع يديها الصغيرتان بوجه والدتها ....》
¥ بعد خروجهم من المشفى ¥
●الكثير من البشر تجمعوا بمنزل عائلة غودين ●
◆وبدأت الكثير من الشائعات تقال ◆
[ لن تتحدث ثانية ..ستكون عائقا للعائلة ..انه حادث سيء ]
★كبرت لارا غودين وهي الان بسن ال18 ★
●كبرت ..وكبرت معها احزانها ..كبرت ..وكبرت معها الامها ..كبرت لارا غودين وهي منبوذة من والدها والاخرين من حولها ...اغلقت لارا على نفسها وانطوت بغرفتها تحاول نسيان ماضيها الاليم ...ماذنبها ان كانت صماء ..لن تسمع او بكماء لاتتكلم ...هذا ليس ذنبها ..ولدت باعاقة ..ليتم تجريمها بعالم وحشي وقاسي ...لما يعامل اخوتها بأفضل منها ويتلقون الاهتمام ..بينما لايعيرها احد اي اهتمام .. تذكرت كم من الالام بداخلها واحتضنت وسادتها لتبكي كل اوجاعها ...وبهذه الاثناء وصل لمنزلهم بعض الضيوف ليخبرها اخوتها ان تاتي لتخدمهم ...تتذكر لارا والدتها فهي الوحيدة التي كانت تساندها وتهتم بها ..لكنها ماتت وتركتها وحدها ..ماتت حسرة على ابنتها ..وعاشت هي مع ابيها وزوجته تتجرع من الالم ..خرجت من المنزل لتجلب بعض الحاجيات ....
~~صوت مكابح السيارة القوي ازعج كل من على قارعات الطريق الا لارا التي اخذت تحدق بالكثير من البشر يحدقون بها ويتمتمون بكلمات لم تسمعها او حتى تفهم معناها ..لكنها فهمت شيئا واحدا ..نظراتهم كانت سيئة تجاهها ..ركضت مبتعده وهي تذرف الدموع ....~~
◆استغرب صاحب السيارة تصرفها ..رغم غضبه وصراخه بها الا انه شعر بالاهانة وهو يراها تركض دون ان تعتذر ولو بكلمة ....◆
★جلست لارا بقرب شجرة كبيرة باحدى الحدائق العامة ..تتذكر ما حدث ..وتتالم من داخلها ..الكل ينظر لها بنظرات سيئة ..بينما هي تسترجع ذكرياتها ★
■ تقلبت السماء ..لتعلن عن قدوم عاصفة قوية ..لم تستطع لارا الصراخ وطلب النجدة ..كل مافعلته ..ركضت بسرعه لتصطدم بشخص ما ..رفعت عيناها ونظرت اليه بخوف ■
•°: مابك الى اين انتي ذاهبه
حركت رأسها بالنفي فهي لاتعرف اين تذهب
°•بغضب : لقد ضقت ذرعا من تصرفاتك انتي حقا تستحقين الموت ...بينما كنت سأ صطدم بك وتتحطم عربتي تركضين دون اي اعتذار
حركت لارا رأسها نفيا وعيناها تشعان خوفا
°•دفعها بغضب : حين اتحدث اليك اجيبيي
لارا سقطت ارضا وقد تلطخت بالطين
°•مشى بقربها ليتفاجأ بها تمسكه من قدمه ليستشيظ غضبا : ماذا تريدين
لارا ضمت كفيها الى بعض وهي تترجاه لمساعدتها فقد اظلم المكان بفعل الغيوم المتلبدة بالسماء واكثر ماتخافه هي الظلام
°•ركلها بعيدا : الى ماذا تريدين الوصول
لارا اخذت تبكي وتسابق دمعاتها قطرات المطر فأخر امل لها تلاشى بقيت مكانها ولم تلتفت له
°•مشى متبخترا ليصعد عربته ويلقي بنظرة غاضبة تجاهها ويغادر
《 بقيت لارا وحيدة على قارعة الطريق وهي تفكر لما نستها عائلتها ولم تفكر بها ..والدها ..اختاها ..واخويها ..هل يتمنون الخلاص منها لهذه الدرجه ..شعرت بالاعياء ..واخذت رؤيتها تتلاشى ..وشاهدت ظلا مشوشا يتجه نحوها ..واغلقت عيناها مستسلمة لواقعها المرير فقد اكتفت بكل ماجرى معها. من الام واحزان ...غابت لارا عن الوعي 》
■ استيقظت من اغمائها البسيط بسرير حريري ناعم ..وثياب نظيفة ورائعة ..جالت بعينيها بالمكان ..نهضت من فراشها ..ونظرت حولها فاذا بمرآة طويله امامها ..اخذت تراقب نفسها بالمرآة وهي ترتدي ذاك الفستان الاسود ذو المظهر المتألق يصل لمنتصف ساقها يتوسطه حزام بالازرق الداكن وحذاء بسيط بالازرق وشعرها مسدول بشريط ازرق بسيط ..اعجبها مظهرها واخذت تدور بسعادة ..وتفكر ..لربما انا بحلم ..وقد ضحكت الحياة بوجهي اخيرا ...لم تكتمل سعادتها بدخوله ■
°•: مالذي تظنين نفسك فاعله وكيف وصلتي لبيتي
لارا هزت رأسها بالنفي فهي لاتعرف كيف وصلت او ماذا قال الغريب لها
°•مشى ناحيتها بتغطرس واضعا يديه بجيبه : انا اسالك فلما لاتجيبين
ﻻرا حركت يديها ملوحة بالنفي فهي لاتعرف كيف تخبره او تجيبه او عن ماذا يسأل
°•صرخ باستفزاز : لما لاتتحدثين الي *دفعها الى زهرية موضوعة الى طاولة لتتحطم وتجرح يدها *
°•: هذا لتتعلمي ..حين يتحدث اليك داي هاملتون يجب ان تجيبي
بكت لارا دون ان يؤثر دمعها به
◆بهذه الاثناء دخل شخص اخر الى الغرفة ليشاهد مايحدث.فيصرخ بغضب ◆
'": دااااي لما فعلت هذا
داي : انها فتاة مختلة ومستفزة هي حتى لاتتحدث معي ان كلمتها
"'بغضب : بالطبع هي لن تتحدث معك فهي تحتاج لمن يفهم اعاقتها فهي فتاة بها اعاقه
لارا نهضت بسرعه من الارض وركضت بدموع كالمطر خارج منزل داي
'": رأيت نتائج افعالك
داي : لكن كيف عرفت انها ...
'": لاني قد زرت منزلها مرة لعمل مع والدها وعلمت منه ان ابنته تعرضت لحادث بعمر العام ذاك الحادث غير مجرى حياتها
داي : وماهو هذا الحادث
'": لا اعلم لكن الانسة لارا ليس بوسعها الحديث ولا الاستماع كل ماتفهمه هو لغة الاعين لان والدها لم يذهب بها الى اي مركز لتندمج مع الناس عاشت الامرين مع زوجة ابيها اصبحت كخادمة لها ولاخوتها بعد موت والدتها ووالدها يشعر انها عبئ كبير عليه لذا لن يهتم احد ان لم تعد للمنزل
داي : كل هذا ...*ضغط على يده * سحقا ..علي اعادتها الى هنا
'": انتظر ارجوك لاتؤذها ثانية
داي : حسنا مات كن واثقا اني سأعتذر اليها بطريقتي
مات : حسنا
■ لارا كانت وحيدة على قارعة الطريق ..واخيرا وجدت حلا لانهاء معاناتها ..اتجهت نحو الطريق العام ووقفت لعل هناك سيارة مسرعة تصطدمها وتنهي حياتها ■
★ الكل اصبح يترقب تلك الفتاة المجنونة التي القت بنفسها للتهلكة ولا يستطيع احد الحديث معها وماهي الى بضع دقائق حتى جاءت سيارة مسرعه يقودها شاب طائش وما ان رآها حتى فقد السيطرة على سيارته ★
◆ اغمضت لارا عيناها مودعة هذا العالم البائس ..الذي لم تتذوق منه سوى الالم والمعاناة ◆
●قفز الشاب الطائش من سيارته ..ويد حنون امتدت لتسحب لارا اليها لم تشعر الا وهي بحضن شخص ما وملقاة على الارض ..فتحت عيناها لتكون المفاجاة ●
★داي هو من خاطر بحياته لانقاذها ..وهاهو يمسح بيديه دموع لارا ويتمسك بها بقوة ..رغم انها حاولت الابتعاد عنه لكنها لم تستطع فقد كانت خائفه ...★
داي : لقد خفت حقا ..
لارا تنظر اليه وحسب
داي ابعدها عنه ونهض وانهضها ..انحنى ليعتذر : ارجوك سامحيني
لارا حركت رأسها وهي لاتعرف مايقوله
داي انحنى امامها وضم كفيه ليترجاها : ارجوووك
لارا فهمت انه يقول شيئا من عينيه..قرات الندم فيهما ..وضعت يدها الناعمة على كفيه وحركت راسها فيما معناه :لاباس
داي : يبدو انها سامحتني
مات : احسنت داي يجب ان ناخذك للمشفى الان لتعالج جرحك
داي : كلا دعه اريده ان يبقى ليذكرني بخطأي على فتاة مسكينه لعل بهذا اكفر عما اقترفته يداي
لارا : ابتسمت وحسب
مات حمل منديلا وضمد جرح لارا الذي سببه لها داي وذهب بها للمشفى لتلقي العلاج
داي : سادخل هذه الفتاة لمركز تعلم خاص
مات : يبدو انك ستشرف عليها
داي : سافعل ..وايضا ساتعلم لغتها لأتمكن من فهمها ومخاطبتها
مات : جيد ستعاملها كابنتك
داي : كلا بل اكثر من ذلك
★بعد سنتان من التعليم اصبح عمر لارا 20 عاما وهي سعيدة بتواجدها مع مات وداي ★
داي : كيف حال حلوتي لارا الان
لارا اصبحت تقرا لغة الشفاه بفضل مات : اشارت بيدها انها بخير
داي : جيد نعم صحيح انه يوم سفري ..فمات لن ينتظرني طويلا
امسكت لارا بقميصه مشيرة بان لاتذهب
داي : اسف ياعزيزتي لن اتركك وحدك سيكون هناك مربية خاصة ستبقى معك
ﻻرا :حركت راسها باندفاع لا اريد
داي : عزيزتي مابك
وضعت لارا يديها حول جسدها بما معناه انها خائفه
داي : لاشيء مخيف وسنعود خلال شهر واحد
لارا احتضنت داي بقوة
مات : يبدو انها لاتريد البقاء وحدها فلما لاتبقى معها او تأخذها معنا
داي : لكننا قد نشغل عنها
لارا وافقت حديث مات
داي : حسنا سابقى هنا معها واذهب انت
مات : ردك سريع
داي : لاننا لن نجد مكانا لها لذا اذهب
لارا وضعت يديها بشكل قلب : احبكما
داي : ونحن كذلك نحبك
مات : حين اعود اريدك ان تتزوجها
داي : ماذاااا
مات : مابك فزعت هكذا كنت امازحك
داي : لاتمزح هكذا ثانية
لارا بأسى بدى عليها ..
داي: مابك انتي بخير
لارا حركت رأسها بإيماءة بسيطة للنكران وابتسمت ثم عادت ادراجها
داي : انسة لارا ..
لم تجب لارا بكلمة ..كيف ستجيب وهي تعطيه ظهرها ولاتسمع كلماته
داي وضع يديه حول كتفيها وقام بلفتها اليه : اسمعيني سأغادر لبعض الوقت واعود اتفقنا ..ان حدث شيء اطلبي من المربية ان تتصل بي
لارا حركت رأسها بالموافقه
# وبعد يومان من رحيل مات وخروج داي شعرت لارا بالوحدة نزلت من غرفتها علها تجد من يؤنس وحدتها لتتفاجأ بوجود مات مع رجل بملامح عرفتها جيدا نعم فهو والدها ..خافت كثيرا ان يعيدها والدها للمنزل ولخدمة تلك السيدة زوجته مرة اخرى.. وازدادت مخاوفها حين نادى مات عليها لتجلس #
مات : لارا استمعي الي جيدا لقد ابقيتك عندي لعامين وتكفلت بعلاجك لكن والدك اصر على عودتك للمنزل ياعزيزتي
لارا قرأت كل كلمة خرجت من بين شفاه مات لم تعرف بما تجيبه اكتفت بالتحديق به بأعين دامعة وحسب ففي ظنها ماذنب شابان غريبان ان يتحملاها بينما والدها لم يفعل ماذنب هؤلاء الشابان ليتحملا اعاقتها وتعليمها ومعيشتها ومشاكلها فأومأت برأسها موافقة للذهاب مع والدها
#وماهي الا لحظات حتي غادرت لارا ذاك المنزل لتعود لقفصها من جديد ..وعذابها ..رمت تلك السيدة زوجة والدها ملابس مهترئه لتعود وتواصل عملها كخادمة لرعايتها ورعاية قاطني المنزل… وكل من يأتي لزيارتهم كان يتفوه بكلام جارح للارا او يسقطها وهي لا مدافع لها ولا انيس لوحدتها وضعفها سوى وسادتها التي تحتضنها بين ذراعيها ليلا لتبث شكواها وضعفها اليها وتبكي بكل حرقة #
@بمنزل داي ومات @
داي : كيف سمحت لك نفسك بأعادتها مات
مات : هي من اتخذ ذاك القرار
داي: واليكن هذا لايعطيك الحق لتجعلها تعاني مرة اخري وما اكثر ذلة من والد قد رفض ابنته
مات : داي
داي قبض على يده وتحديدا جرحه الذي مازال ندبة تذكره بفظاظته مع لارا : سأعيدها يا اخي سأعيد تلك الفتاة الي هنا
مات : حسنا فالتفعل ماتشاء
$منزل غيودن $
--: هاهاها
**: ياللبائسه *وسكبوا عليها الشراب*
#ضربات وسخرية وسكب بقايا الطعام والشراب عليها هذا كل ماتراه ..وتحاول حبس دموعها ..حاولت التماسك كثيرا ..وبعد ان ملت كل هذا العذاب دفعت بزوجة ابيها بعيدا عنها لتحاول الهرب لتمسك بها زوجة ابيها من شعرها وتشدها بقوة ثم ترميها لترتطم بالجدار وتدمي رأسها بغير رحمة منها #
^^: لاراااا
التفت الكل للخلف عدا لارا فهي لاتسمع : مالذي فعلتموه لها
--: من انت
داي : جئت كي اعيد لارا ياسيدتي *امسك بلارا واحتضنها الي صدره * لاتخافي انا هنا
لارا شعرت بالدفء وتمسكت به بكل قوتها
السيدة : اترك تلك الفتاة بالحال
داي : لارا لن تبقى دقيقة واحدة بهذا المنزل وستعود معي
السيدة : سأبلغ الشرطة عنك
داي : لتفعلي ماتشائين وسأخبر الشرطة بافعالك السيئة تجاه لارا
السيدة : انها ابنتي وانا افعل بها ما اشاء
داي: كلا هي ليست ابنتك هي فتاتي انا
دخل الاب فجأة بالنقاش: مالذي تفعله بابنتي ياهذا
داي : لارا عزيزتي وقعي هذه الورقة رجاءا
لارا نظرت اليه واردت الخلاص من عذابها
داي : ثقي بي
لارا اخذت القلم من بين يديه ووضعت ثقتها بداي وقامت بتوقيع الورقه
داي حمل الورقة بين يديه : سأشتري لارا منكما بالمبلغ الذي تريدان وان لم تريدا هذا فسآخذها منكما بكل امتنان واهتم بها فقد اصبحت جزء من عائلتي ولايجوز لكما اخذ ماليس لكما به اذن من الان وصاعدا لارا شقيقة لمات قانونيا وزوجة لي
الاب : ماذا
السيدة وهي تنظر لعقد الزواج : انت تمزح داي هاميلتون من عائلة هانيلتون الغنيه
داي : واليكن اخبراني هل ستوافقان الصفقه ام اخذها دون شراء
السيدة : انا موافقه صحيح يازوجي العزيز
الاب: نعم خذها
داي: حقا هذا قاسي ..
الاب : ماهو
داي : وما اشد قسوة من اب انكر ابنته ..
الاب : لادخل لك ..لقد خسرت الكثير من اموالي بعملياتها ومحاولة جعلها تنطق وتسمع من جديد
داي: لن تخسر شيئا بعد الان سآخذها
السيدة : والمبلغ
داي: سيبقى السكرتير معكما ويعطيكما ماتطلبان
#حمل لارا بين يديه عائدا بها للمنزل وينفاجأ بمات وحضور الطبيب وتعالج لارا وماهي الا لشهر حتى شرح مات للارا كل شيء حدث مع والدها وان داي تقدم لخطبتها والزواج منها#
$فرحت لارا كثيرا وهي تقرأ الكلمات التي يخرجها مات فقفزت بسعادة محتضنة اياه ..وعلي بريق امل عيناها وسعادتها زف احلى عروسين لبعضهما لارا وداي هاميلتون ليحضر زثاجهما الوفا مؤلفة من البشر السعداء $
&قصتنا لم تنتهي عند هذا الحد فمعاناة اي معاق وتحدي اعاقته تكمن بأصراره واعتراف الجميع به وان اعترف به الجميع فسيعترف به العالم اجمع لارا لم تكن الا قصة من وحي الخيال تجسد حياة بعض المعاقين المريرة ..لارا فتاة مثلي ومثلك لكن فقط حبست حريتها وانتشلت سعادتها بذنب انها معاقه… وهكذا الكثير فمالمعاق الا انسان مثلي ومثلك بل ويعمل بجد اكثر مني ومنك ..لذا لاتنتقدوا الاعاقة او تجعلوها سخريه مهما كانت وتذكر ماسخر شخص من شخص قط او عابه الا عافي الله المصاب وابلي بها الساخط والساخر واخر حديثي ..اتمني ان تكون القصة قد حازت علي رضاكم واستحسانكم وشكرا….
.
.
.
.
.
Lyan

تعليقات