قصة قصيرة | اصدقاء رغم كل شيء




للكاتبة ترانيم قلم

قصة قصيرة :
*اصدقاء ،،،
رغم كل شئ...* 
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
الصداقة كلمة عظيمة ...وليست اي صداقة بل الحقيقة ...منحتني الايام مرة ...ولكن غبائي فرط فيها ولم يعرف قيمتها ...ابتعدت عني..فهل سامحتني ؟! 
***** في يوم من الايام *****
كنت عائدة فأنقذتني ...ساعدتني ..اعجبت بها ..اقتربت مني لتمسح دمعي ولتلبس حلة الابتسامة ..لينطق ثغرها بما اراحني
- كل شئ على ما يرام !
وسط دموعي المتناثرة هي الوحيدة التي استطعت في قربها ...الابتسامة ...اسفة لم الحق قول شكراً ...تحولت وهلة لشيطان وبدأت تفرقع اصابعها وتقول بخبث
-اولئك الاوغاد كيف يجتمعون على فتاة وحيدة المرة القادمة سأكسّر عظامهم !
اسعدني كلامها ودفاعها عني فنطقت بخجل
- اا..نسة شكراً على مساعدتي !
- عزيزتي لا شكر على واجب ^^
افترقنا في ذلك اليوم ..لم اعرف حتى اسمها ولكن ..يكفيني الذكرى الطيبة التي تولدت من دقائق !
على باب المدرسة الثانوية ...اقف باحثةً عن اسمي بين كومة اسماء ..حتى لمحته مقلتاي العسلية ..دخلت الصف لاجد صديقاتي في الاعدادية ...مرت الايام ..فتاة جميلة مثلي تتعرض دائماً للمضايقات ..كما حدث اليوم ...!
ظهرت كالمنقذ لتوسعهم ضرباً ..يفرّون هاربين ..لتدنو مني قائلة بإبتسامة
- كل شئ على ما يرام !
ذلك الصوت مألوف ..قبل ثلاث سنوات ...هي نفسها ..الدموع المتجمعة في مقلتيّ جعلت رؤيتي ضبابية ... ولكنني وثقت انها هي ..دائماً هي ..كانت من تنقذني ..مسحت دموعي المتناثرة ..فقد كنت خائفة ..مسحت شعري بيدها الدافئة عدة مرات حتى هدأت ...فتطق ثغري بإبتسامة
- شكراً لك للمرة الثانية ^^
بدى الاستغراب عليها فتلعثمت
- اااا ...لا اتذكر ولكن لا شكر على واجب ^^
- اذاً انت تدرسين هنا ؟
- اجل هذا صحيح
- اعرفك نفسي ادعى ستيلا
- وانا ادعى سايا تشرفت بك ستيلا
- وانا كذلك سايا سان ^^
مرت الايام وتلتها الشهور لتقوى صداقتنا دون ان نشعر ..كنا في نفس المرحلة لكن في شعبتين مختلفتين ..قد تظنون ان مظهر سايا رجولـيّ لكن لا ..فهي في قمة الانوثة ولكنها في نادي الكراتيه وهذه ميزتها ..قوية بقوة الرجال وانثوية ك انوثة النساء انها رائعة...حقاً ..!
مر العام سريعاً واصبحت مع سايا في ذات الشعبة ..اصبحنا ..اممم صديقتين ..اختين..توأمتين ..لا اكثر ..حتى وان تم سؤالي كيف اصبحنا هكذا ..لقلت ..اسئلوا الايام ...فالقلوب على بعضها ..سايا ..اصبحت وكيلة اسراري وانا كذلك اصبحت ذات الامر بالنسبة لها...ولكن ...لم اتوقع ان يحدث ذلك ..السر المشؤم الذي ادّى الى تفرقنا :"( !
اجتمعنا خلف المدرسة ...مع مجموعة صديقات ...لينطق ثغر سايا بذلك السر الذي جعلنا نتيبس مكاننا ويحجر ثغورنا ..
- انني احب ..جايك ..>\\\\\\<
كلنا بصوت واحد بعد صمت دام برهة
- م...مــــــــــــــاذاااااااااااااااااااا ! 😨😨😨😨😨😨
ان جايك يعتبر امير المدرسة كفارس احلام الفتيات ..فتاة بجمالها ..لا اعتقد انها سترفض فقالت والانزعاج بادٍ على وجهها
-مابكن يا فتيات الم تقعن بالحب مرة
- ب..بلى وولكن جايك ..انه بعيد المنال
- اعرف ذلك وايضاً هناك امر اخر ....لقد ..تمت خطبتي
- م..م..مـــــــــــــــــــــــاذاااااااااااااااااااا ؟!!
- اجل تمت خطبتي على ابن عمي كيڤن
- لكنك لم تكملي المدرسة بعد و...
- اعرف ستيلا ولكن هذا ما تريده كلا العائلتين ستتم الخطبة هذا العام اما الزفاف بعد ان اتم الثانوية
- سحقاً ماذا عن حبك ل جايك ؟
- لا اعلم ربما اتخلى عنه فهي مشاعر وستزول !
هذا كان الحوار الذي دار بيننا في ذلك اليوم ..حفظت السر لم اخبر اختي حتى رميته الى قاع بئر ونسيت ..ولكنها فاجأتني بعد شهر ..تركض في الممرات باكية ...لتلقاني في اخره لترتمي في احضاني تجهش بالبكاء
- ظننت انني استطيع ولكنه يمنعني اااااااه ستيلا ساعديني .....اااااه !
شعرت بقلبي يتقطع عليها ...فلم يكن مني سوى ان مسحت على شعرها ..وقلت لها بلطف
- سايا ..مالذي حدث
- ستيلا ابتسامته تسحرني حديثه اللطيف معي مساعدته لي ..كلما حاولت الابتعاد اقع في حبه اكثر لا ادري مالعمل اااااااه
- الاعتراف !
- ماذا؟!
- اعترفي له وانظري مالذي سيقوله لنعرف صدق مشاعره
- س..سأفعل !
اخبرتني بعد 3 ايام انها اعترفت ...وهو قبل ..شعرت بالسعادة ..ولهولة بالغيرة لكنني اطفأت تلك النار قبل ان تلتهم قلبي ...لم اعرف مالذي ستفعله بأمر الخطوبة ...صديقاتنا بدأن يطلقن اشاعات عن سايا و جايك شعرت سايا بالخزن وخيبة الامل لكنني كنت معها طوال الوقت .فهي صديقتي ..ولكن بعد تفكير طويل ...لم ارى سايا وجايك يوما مع بعض ..فبدأت الشكوك تدب في قلبي لكنني واسيت نفسي بقول
- يستحيل ان تكذب سايا ..!
الاشاعات كثرت ...ولكنها تتجاهلنا بثقة زائدة ..!
كنت سائرة المنزل بعد المدرسة ..سارحة بتفكيري ...فرأيت والدة سايا في الطريق ..اقبلت اليها بالابتسامة وبدأنا نتبادل اطراف الحديث فقلت لها
- هل حقاً خطوبة سايا بعد اسبوع من كيڤن ؟!
رأيت اندهاش امها واستغرابها ..فقالت لي بإستغراب
- من قال ذلك ؟! تعرفين اننا عائلة عريقة لا تزوج بناتها الا عند انتهاء الجامعة
اردفت بحزم
- ستيلا من الذي قال اخبرك بذلك ؟!
لم ارد قول ذلك فقلت لها
- ل..لا اتذكر
- ستيلا !!
- حسناً اخبرتني سايا بذلك قبل فترة ...وايضاً انها تواعد جايك انه فتىً جيد بحق ان ابنتك محظوظة به ^^
توسعت مقلتاها ونطق ثغرها
- هكذاً اذاً جايك ...سايا لم تواعد احداً بعد ...ستيلا شكراً لاخباري بذلك !
- لحظة مالذي تعنينه بذلك ...لم تواعد احداً وجايك
- الى اللقاء
غادرت وتركتني هائمة بتساؤلاتي
قبل فترة كانت سايا تخبرني ببعض المواقف المحرجة التي تعرضت لها من كيڤن ...عرفت بوقت لاحق ان والدة سايا ..تحققت من كل الفتيات وعرفت تلك المواقف كاملة....وياأسفااااه ........
- سايا اكنتِ تكذبين علي ....بمشاعري الحزن والسعادة التي شعرت بهما معك وانت تكذبين لماذااا ؟!
- لم اكذب وانت ايضاً خنت صداقتنا ...لماذا اخبرت امي
- امك؟! ظننتها تعرف كل شئ ...وخصوصاً الخطوبة ...اكنت تكذبين ... ...لماذااا ؟
لم تستطع الرد بل اكتفت بالجلوس هادئة وشعرها غطى عينيها !
تحطمت فعلاً من هذه الحادثة فجلسنا ما يقارب الشهر لا ننظر لوجوه بعضنا او نتحدث .. راجعت نفسي فقالت لي
- انها صديقتك بعد كل شئ لا يجب ان تبقى الامور هكذا
شعرت بصدق ذلك الصوت فانفردت معها قائلة
- س..سايا ...لايجب ان نبقى هكذا ...علينا ..ان نتحدث على الاقل
ظهرت ابتسامة مخفية بثغرها ونطقت
- اجل معك حق ستيلا ^^
ه..هل سامحتني ...لا اعرف ولكن على الاقل لابد ان نتحدث ...مرت الايام اصبحنا نتحدث ونضحك سوياً ولكن ..لا تصدق المظاهر فكل منا كانت مجروحة من الاخرى ..ولكن ...لا سبيل لارجاع الوضع كما كان ..فذلك الجرح ..صعب ان يلتأم في قلبينا او هذا ما ظننته .. قد تعود المياه الى مجاريها ولكن ...قد لا تعود صالحة للشرب مرةً اخرى!
اوشكت السنة على النهاية ..ففجأني رنين هاتفي ..اخذته لاجيب ...ليصدمني ذلك الخبر
- ان سايا ....تحتاج دم ...
- مالذي حدث
- تعرضت لحادث فقدت الكثير ...ارجوك انسة ستيلا
لم يكن مني سوى ان اردتيت معطفي وخرجت راكضة نحو المشفى ...انحتيت التقط انفاسي ..دخلت مسرعةً ...اجريت بعض الفحوصات ليتأكدوا من فصيلة دمي +A عرفت فقد كنا متطابقتين ..رغم محاولات الطبيب بمنعي لانني فتاةولا يحبذ لنا ان نتبرع بالدم ..لكن لا فائدة ان وصل الامر هنا فسأتبرع بروحي ..لا ادري مالذي اجتاحني ...فقد فقدت عقلي وكل ما همني هو ...سايا !
سحبوا الكثير من دمي ...فقد فقدت الكثير ...ومع محاولات الاطباء الجاهدة ...انقذوها ولكن ...كلام الطبيب اقلقنا
- لست متأكدا حالتها غير مستقرة ولكن ..لندعوا الله لها بالشفاء
لم يكتمل بزوغ الفجر حتى ....فارقت روحها جسدها ..ليس اي جسد،بل جسد صديقتييي التي احببتها ..التي انقذتني ..التي سامحتتي ..التي ...مسحت شعري ..التي ابتسمت بوجههي ...اجهشت بالبكاء على جسدها البارد بالثلج ...لم يستطيعوا ابعادي عنها ...شعرت بالذنب ...ساياااااااا سامحينييييي ...لم اقصد ما فعلته ... خنتك اخرجت سرك ..رغم انها كانت كذبة ..لكن ضميري يؤنبتي !
كانت الجنازة كئيبة ...فاجأتني والدتها برسالة نطق ثغرها بحزن
- هذه الرسالة انها لك من سايا...لا تعلمين كم كانت تحبك ستيلا سان
لم استطع الرد عليها اخذت الرسالة بصمت ..يداي ترتجفان ...لم استطع فتحها حتى ولكن بعد جهاد فتحتها ...كل كلمة كتبتها جعلت دموعي تتناثر ...وكأنها شلال اصبحت اصرخ ..ابكي لعلها تعود ولكن هيهات هيهات لروح فارقت جسد ان يعود !!
* ستيلا ...سامحيني ان كذبت عليك ...كنت اشعر بالنقص ..ولكن لم اتوقع ان تكون كذبة كهذه ستحطم صداقتنا ...اعتذر ....لا تعلمين كم فرحت حين عدنا نتحدث ونضحك رغم انني كنت اعرف انكِ لا تطيقيني ...ان مت قبل ان تصلك الرسالة فسامحيني سايا ...ستيلا قضيت معك افضل ايام حياتي كنت الصديقة التي فهمتني حقاً وفهمتها...سامحيني....اريد لصداقتنا ان تعود ستيلا...احببت صداقتنا ولا زلت احبها
من صديقتك المحبة سايا *
اااااااااااء ساياااااا لم افهمك جيدا ..لم استحق صداقتك ...لم اشعر بك....كنت انت الصديقة الحقيقة التي ءاخذتها على شئ بسيط لم استحق صداقتك ابداً سايااااااااا !
لم اذق بعدها بطعم حلاوة الصداقة التي ذقتها معك سايا ...كانت تشبه الحلوى تماماً و لكن الان هذه الحلوى اوجعت قلبي واسناني ..لم رحلتي عني . .ولكن هذا ما قرره القدر ..و مع مرور الوقت ...اقف على قبرك حاملةً باقة زهور بيضاء ...ابتسم بحزن لانطق بحزن يتخللها ابتسامة ..وسطها دموعي التي تتساقط بحرقة
- سايا ..رغم انك رحلتني لكنني سامحتك ..لا لا انت من يجب عليك مسامحتي ..ولست انا ..رغم ابتعادك عني لكننا سنبقى افضل اصدقاء رغم كل شيء لذا فالترقدي بسلام حبيبتي سايا !!!!!!!

.
.
.
~النهاية~
بقلمي : ترانيم_قلم
اعتذر صديقتي كنتِ انتِ توأمتي ولكن .....صحيح انكِ موجودة ولم يحدث كما حدث في القصة ولكن ان تسافري وتتركيني ...هذا وحده كفيل بإيذاء قلبي ....اعتذرت لكِ صحيح ..ولكن ..هل سامحتني ؟!
اعرف وادرك انكِ لن تقرأي ذلك ولكن يكفيني كتابة هذه الكلمات التي تجتاح قلبي ....قصتي اليكِ فسامحيني !! 

تعليقات