ملكتَ قلبي


بقلم : #tulip
(possess my heart )
الحب .... كلمه حيرتني .....بحثت عن معناها بين السطور.....املت ان افهم هذا الغموض ... ان اتجرع من كاسه حلو الشعور ...
احبك ....
اخيرا سمعت هذه الكلمه .... نطقها و جعل من قلبي اسيرا بلا قيود ....شعرت بمذاقه الحلو يغلف قلبي ...كقطعه حلوى ذابت في شرايني ...
ولكن كثرت الحلوى سودت قلبي .... وكانها سم شلت احاسيسي ... و جعلت من قلبي الحالم يستيقظ ويستفيق ...على واقع اليم ...
لأدرك من حينها ان الحب .... ليس الا اوهام...و اساطير ...من نسج الخيال ...لا صله لها بهذا الواقع المغلف بنفوس انانيه لا تحركها سوا المصالح ...
صدقا فهل سمعت يوما عن قصه حب نهايتها سعيده ....
كعادتها تجلس وسط الازهار في تلك الحديقه و نسيم الهواء الممتزج برحيقها يداعب خصلات شعرها المموج وقد غارت من اشعه الشمس التي جعلت من شعرها يشع نورا ...
كان وجهها خاليا من اي تعبير ولكن عينيها تعكس الما وحزن عميق كانت اشبه بزهره ذابله وسط بستان الزهور ...
نظرت الى الخادمه التي همست لها ببعض كلمات جعلت منها تغادر هذه اللوحه الفنيه لتعود كحديقه عاديه وقد فقدت اجمل زهره .
استقبلها الامير ببتسامه وفي عينيه نظرت حب و عاطفه محمومه ..
ولكنها لم تؤثر فيها فقد حصنت قلبها باسوار عاليه ...
خاطبها بشوق ..
-اميرتي اعتذر عن مغادرتي منذ يوم زفافنا .
زفافنا...صحيح .. انا تزوجت امير هذه المملكه مرغمة ... وككبش فداء تم التضحيه بي تحت شعار السلام ... لتسلم مملكتك زوجني ابنتك ...
هذا ماقاله لوالدي آن ذاك ...
رغم ذلك لم اهتم فقد نلت كفايتي من الحب وتلك الخرافات ..
تزوجته و انقذت مملكتي ... الا ان زواجنا لم يحل المشلكه ... واشعل نار الحرب والثوره ... فشعبه معترض على زواج الامير مني ..
وانا من حينها لم اره ابدا فقد انشغل باخماد الثوره ..
اقترب منها والتعب باد على ملامحه من يعلم منذ متى لم يذق طعم النوم ...
اجلسها بجواره ...امسك يدها ...ثم اخذ يمسح عليها بنعومه ..
-اميرتي ارجوك تحملي قليلا ..
لاتنظر الي هكذا وكانك تهتم لامري ... صدقا انا لا اهتم ... سواء تم قبولي في هذه المملكه ام تم رفضي ..
اكمل ...
-انا اعلم انك تشعرين بالحزن والاسى بسبب الاوضاع .. ارجوك اعطني بعض الوقت ..
نظرت اليه وقد جردت عينيها من المشاعر ... بعكس عينيه الملتهبه ...
ليتك تعلم ...اني لا اهتم ... ليتك تعلم ان مشاعرك هذه قلبي لن يستطيع تقبلها ...ليتك تعلم ان هذا الجسد قد فارقته الروح ولم يعد يكترث لما يحدث ..
طبع قبله على جبينها ثم غادر المكان ... عاد الى شؤون المملكه ...
وهي عادت الى شؤونها ...
مضت الايام و الامير لم يظهر بعد ... قضتها .. اما في تلك الحديقه شارده ...او مع الخدم متكلمه ... فهذا القصر ليس فيه غيرها ...حرصا على سلامتها...
وفي يوم ما كانت تتسامر مع الخدم فقالت احداهن حاسده ..
-اميرتي كل النساء يحسدنكي على زواجك من الامير ... فهو و سيم و لطيف شهم و نبيل و كل الاميرات وهبن انفسهن له ...الا انه لم يختر غيرك وحارب الرعيه لاجلك ...لابد انه يعشق...
اشارت لها الخادمه الاخرى ان تصمت فقطعت كلماتها الاخيره ... ظنا منها انها تجاوزت حدودها وفقدت لباقتها امام الاميره ...
انا لم تؤثر فيا كلاماتها ... ولم اعر اهتماما لرسمية الحديث بيننا ...ولكن تلك المحادثه اخذت حيزا من تفكيري ... وقد ادركت ذلك هذا المساء...
سمعت صوتا بالخارج ... تملكني الرعب .. نزعت الغطاء عني ... ارتديت وشاحا دفات به جسدي ...خرجت لتفقد الصوت ...
سرت ببطا شديد بينما قلبي يخفق بقوة خوفا... ايعقل ان احد الرعيه اقتحم القصر ... زادني التفكير في هذا رعبا ...
دخلت البهو الرئيسي و انا احسب خطواتي الهامسه ... و اذ بظل رجل يظهر امامي ... ويرتجف قلبي ... خارت قواي .. و عجزت قدماي عن حملي ... فهويت على الارض ... وبدني يرتجف ..
يد حنونه امتد الي .. مسحت على شعري ثم اعتذر ... رفعت بصري اليه بينما دموعي تنهمر ...
تبدلت ملامحه ... ثم ضمني الى صدره ... وقد شعر بالذنب لاخافتي ..
شعرت ببدني ينتفض من لمسته ... و يشتعل حراره من اقتراب جسده ...
ابعدته عني وقد شعرت بالخوف .... اظنني علمت سببه ..
ولكنه لم يتزحزح ...
رفعت راسه و اذ به فاقد للوعي ... وجهه شاحب ... و التعب باد على ملامحه ...
بمساعدت الخدم استطعنا نقله الى الغرفه ... جهزت له وسادتين مريحتين ... ثم وضعت عليه الغطاء ..
غادر الخدم و انا بقيت بجانبه قليلا ..
الهي انه ينام بعمق و كانه طفل رضيع ...
اقتربت منه اكثر .. عاد الى ذهني لا شعوريا حديث الخادمه ...
تحركت يدي ... الى شعره الاسود القاتم ... امسحه ... اراقب خصلاته ... اشتم رائحته ...
فجاه عدت الى وعي و قد اكتسى الرعب ملامحي ..
وضعت كلتا يديها على قلبها ...
ارجوك يا قلبي ... لا تفكر بالحب مجددا ... الم يكفك ما لقيت من الم ... الم تتعلم مما سبق ...
تحركت تريد المغادره ... الهروب ... قبل وقوع ما تخشاه .... و لكن يده منعتها من الحركه ...
التفتت اليه ببطا ... لترى على وجهه الارهاق . .
-ارجوك ابقي بجواري قليلا ..
ولم يكن منها سوا الاستجابه و الجلوس بجانبه ..
حل الصباح ... استيقظ الامير ... وراى زوجته و قد غلبها النوم ... اقترب منها ...حملها ...ثم مددها على السرير ... و غادر المكان ...
فتحت عينيها فقد كانت مستيقظه ... وضعت يدها على صدرها فالضيق تملكها ...
الهي ارجوك لا تعلق قلبي باحد مجددا .... ارجوك يا الهي فقلبي لن يتحمل المزيد من الغدر .... وحب المصلحه ...
زادت زيارات الامير للقصر و قد بدات نار الثوره تخمد شيئا فشيئا ...
اما انا فكنت اتجنبه .... ابتعد عنه ... قدر الامكان ...
وفي يوم ما ... اتى الي وعلى ثغره ابتسامه و في مقلتيه السعاده ... اخبرني يومها ... ان الثوره انتهت والشعب اخيرا ...قبل بي كجزء من هذه المملكه ...
حسنا لن اكذب عليكم حزنت عند سماعي لذلك ... تمنيت لو اعود الى مملكتي ... وقصري ... اريد الابتعاد عن هنا ...
-اميرتي جهزي نفسك للحفله الليله في القصر ..
من على السلالم .... هبطت برويه ... تتمايل بمشيتها ... مع صوت احتكاك فستانها طويل الذيل بدرجات السلالم ... اما شعرها فقد لف على راسها بشكل تاج جعل منها ... كاحدى بطلات القصص الخرافيه ...
امسك بيدها يرشدها ... يتاملها ... يحاول ان يروي شوقه ... بالنظر اليها ... احمرت وجنتيها خجلا ... ابعدت نظراتها عنه ... تتجنبه ..
قدمها للجميع ... وقد ظهر جليا اعجاب الحضور بها ...
بدا الازواج بالرقص ... و الرجال بالحديث ... اما النساء فبدان بالنميمه ...
تعبت من هذه الاجواء ... و الاكاذيب ... ابتسامات مزيفه من هنا ... تملق كاذب من هنا ... كل ما يدور حلوي يدل على نفوسهم المريضه ...
ارادت ان تختلي بنفسها قليلا ... بعيدا عن هذا الجو الخانق ...
تحركت بعيدا ... وقبل ان يلحظ الامير ابتعادها ... بهدوء ... و رويه تركت كل ذلك خلفها ...
في البدايه كان كل شيء يسير بخير ... الى ان. .
صوت صراخها ملا المكان ... سمع الامير صوت زوجته ... تحرك سريعا يبحث عن المصدر ...
ليجدها على السطح ... حيث امسكت بها مجموعه من الرجال المعارضين لها ... واحدهم كان يوقف الاميره على الحافه ... يهدد باسقاطها ..
كان القلق واضح على الامير ... ولكن الارتباك لم يتملكه ... وبسرعه تصرف ... و وجه اوامره للحراس ..
زاد تهديد الرجال .. وقربوا الاميره اكثر من الهاويه ..
الهي ماذا افعل .. اهذه هي نهايتي ..
نظرت الى الاسفل ...
ربي ارجوك ساعدني .. ارسل لي يد العون ..
وصل الجنود الى السطح .. اما الرجال فقد نفذوا تهديدهم والقوا بالاميره ...
لتتلقاها ... يدين ميزتهما سريعا ... كغريق امسكت به ... والدموع تتساقط من عينيها ...
ضمها اليه ...بضع ثوان ... ليتركها بعد ذلك في امان بين يدي الحراس ... ثم توجه حيث الرجال ... وفي نيته الانتقام ...
كانت تجلس هادئه ... تتسابق نبضات قلبها مع عقرب الدقائق ...
تاخر الامير ...
مرت دقيقه بعد الاخرى ولا اثر له ...
صوت دوي اطلاق نار ...
ثم صرخات الحراس تنادي باسم .... الامير ..
لم تصدق ما تسمع ... او ما ترى ... هل مات الامير ... بسببها..
كانت تبكي بجواره بينما هو مستلقي على السرير ...
-اميرتي ارجوك ابتسمي .. فقلبي لا يطيق رؤيتك حزينه ..
نظرت اليه .. تحبس شهقاتها ...
-كدت اموت خوفا ... عند رؤيتي للدماء تسيل منك ...
سحبت نفسا عميقا ... اكملت ..
-لما تفعل كل هذا ... لما تعرض حياتك للخطر ... لماذا اجبرتني على الزواج منك ..و لماذا تنظر الي هكذا ..
مسح قطرات الدموع المالحه من على وجنتيها المحمرتين ... ابتسم لها بحنان ..
-اتصدقين لو قلت اني وقعت بحبك منذ اليوم التي ولدت فيه ...
لا اخفي عنكم صدمت عندما نطق بتلك الكلمات ...
اكمل ...
-نعم احببتك... من النظره ... الاولى .. و وعدت نفسي ان اتزوجك ... فقد كنت في السابعه يوم ولدتي ..
لا اصدق ... ما اسمع هل قال احبك ... انطق منذ قليل بتلك الكلمه الملعونه ...
اكتست تعابير وجهها الرعب ... و الخوف ...
شعر الامير بردت فعلها ... ونفورها ... وقد بدت غائبه عن الوعي ... فعينيها كانت ضبابيه ..
حركها ... هزها ... فقد بدت حالتها غريبه ...
نطقت اخيرا ...
-الحب ... ليس الا وهم ...
بدا متفاجا ..
-انت لا تحبني ... يستحيل ذلك ..
فتح عينيه ..
علت ثغرها ابتسامه حزينه ...
-نعم يستحيل ان تحبني ... لا بد انك ... مثله .. تستغلني ... تكذب علي ... تغدر بي ...
في هذه المره لم يتمالك نفسه ...هزها بقوه لتستيقظ ... لتتوقف عن قول مثل هذا الهراء ...
تساقطت الدموع بحرقت من عينيها ...
هدأها ...
طمأنها ...
خفف عنها ...
ثم وعدها ...
-اعدك ان ابقى معك ... احميك ... احبك ... مخلصا لك ...
نظرت اليه ... بعينيها الدامعتين تريد ان تتاكد ...تطمئن قلبها ... تريد دليلا على صدقه ... فقد تعبت من غدر البشر ... وخيانتهم ...
-ولكنني لا اعد بحبك ..
مسح عن عينيها الدموع ... ضم كلتا يديها بين كفيه ثم قال ...
اميرتي ...
لا اريد من هذه الحياه ...
سوا وطن صغيرا بحجم حضنك ...
و حدود ذراعيك ...
لا صبح اسعد انسان ...
فقط ابقي بقربي وجواري فهذا يكفيني ...
هل اصدقه ... هل اثق به ... هل ابقى معه ...
اغمضت عينيها ... تستمع لنبضات قلبها ... وقد شكلت نوتات موسيقيقه عزفت لها الاجابه الشافيه ...
فتحت عينيها ... تنظر اليه ... فنطقت مقلتيها ....بما لم ينطق به ثغرها ....
ملكت قلبي...
************ The End ***********
تمت بحمد الله ...
رايكم ؟ ^^..
بقلمي ‪#‎Tulip‬
صورة ‏روايات انمي‏.

تعليقات