كان العيد جميلاً



لـ أيلول
 كـان العـيد جميلا
كان العيد جميلا
بمجرد مروره على مسامع اذهاننا يجعل قلوبنا تنبض
مستبشرة بالخير
مليئة بالفرحة
اتذكرين يا أختاه كم كنا بشوق نتأمل العيد
كم كنا نعد الايام والساعات
مرحبين بقدومه ... كان العيد فرحة كل طفل
غنياً كان او فقير ,
انه العيد ذلك الزائرا الذي يفاجئنا دائما بالرغم من توقع مجيئه
بالرغم من معرفتنا بأنه الان خلف الباب يستعد للدخول
ثياب جديدة , شمس ساطعة , يوم رائع !
نتسابق الى جدتي ونرى من سيفوز
بتقبيل وجنتيها اولاً .؟
تلك الرائحة ... التي تملؤ الحي ..
نتشوق الى فتح الفرن لنرى مصدر الرائحة بالرغم من اننا نعرف ما بداخله تماماً
إلا اننا ندعي العكس حتى نحظى بقضمة صغيرة تغمرنا سعادة
كم اشتاق لتذوقها ...
لتلك " الكليجة " التي كانت تعدها جدتي في كل عيد .. !
وبعد ان يأتي اعمامي وعماتي
بعد ان يكتمل لم شمل العائلة
لم نلتقي منذ عيد الفطر الماضي ؟!
السمك , الدجاج , واشهى انواع الطعام
من يد جدتي الغالية وامي الحنون
تتعالى الضحكات
ابتسامات تغمرنا بالدفء
المعنى الحقيقي للسعادة يكمن هنا
بأجتماعنا من جديد
في كل زقاق من كل حي
قلوب تنبض بأمل جديد
ذلك الرجل الذي يتجول في كل يوم من العيد
" بائع الحلوى "
انه رجلٌ يزيدنا سعادة
يحمل صندوق خشبي مثبت بحبل خلف عنقه
لا تكتمل فرحتنا الى بوجوده
يتجمع اطفال الحي حوله
ليبيعهم حلوى لذيذة ذات شعبية كبيرة
يصنعها بنفسه " العلوجة "
بعدها
نجري مسرعين
الى مدينة العاب الحي
هي ليست بذلك الرقي
وليست بمكان كبيراً
انها بالقرب من حديقة عامة
ذلك المكان
الذي كان يمتلئ بعبق ابتسامات بريئة
وسماء مزخرفة بضحكات الاطفال
هل لا يزال على قيد الحياة ؟
ذلك المكان ؟
ابتسم العيد وأجابني
- ربما سيكون كذلك في يوم ما ... فلا تفقدي الامل
فأخبرته
-هل حان وقت الرحيل ؟
-سأغادر بعد اربعة ايام
- كم كنت اتمنى ان تتواجد برفقتنا كل يوم
- كنتي كذلك ...

عندما أصبح الظلام دامساً
واختفت تلك الابتسامات التي كانت ترحب بك ايها العيد
عندما أختفت النجوم من السماء
وتوهج ضوء القمر .. تأملت لمعانه وقلت
- كم كان العيد جميلاً

____

تعليقات