دموع المطر

قصة قصيرة رومانسية حزينة 
للكاتبة #فل_الدار 


قصة قصيرة بعنوان : دموع المطر 

- هاااي كيف تفوز بهذه السهولة في كل مرة 
- هههه ( يفرك رأسها ) عليك ان تتحدي نفسك ... لا تستسلمي
- حسنا هذه المرة انا سأفوز 
- سأتناول البيتزا معك اذا فزتي 
- كـ موعد غرامي ؟ 
- ههههه اجل 
- موافقة 
كانا يجلسان امام العاب الفيديو .... 
" جمانه في سن الـ2 1 و جَواد في سن ال 16"
المكان مليء بضحكاتهما البريئة, لم يعرفا ان هذا اللقاء لن يتجدد ... تلك الضحكات لن تعود .... 
فيقاطع لعبهما وضحكاتهما صوت صراخ َمَّ المَكان في الطابق السفلي ينزلان ليريا ما يحدث .... 
والد جمانة : حسنا اذا ... انت لم تعودي اختي بعد اليوم 
والدة جَواد : هذا ما تريده ؟ ....
والد جمانة : اجل 
والدة جواد : لنذهب جَواد
جمانة : جَـ .... ـواد 
كانت نظراتهما الاخيرة لبعضهما البعض .... شعروا بأنهم سيبتعدون كثيراً .... 
........
جمانة والدموع ملئت عينيها : ابي ما الذي يحدث ؟ لماذا عمتي غادرت فجأة 
والد جمانة : لا تتدخلي في هذه الامور ... 
بعد مرور 6 سنوآت وطيلة هذه الفترة .... جمانة وجَواد لم يلتقيا مجددا بسبب خلافات عائلية ....
________
تستلقي جمانة في غرفتها على السرير تنظر الى النافذة 
جمانة : سحقا .... اختبارات دخول الجامعة ستبدأ .... ( ثم فجأة يخطر في بالها جَواد ) " ذاك الاحمق .... اشتقت له ... وللبيتزا " 
تمتلئ عينيها بـ الدموع 
( طرررق طرررق ) 
والدة جمانة : جمانة هل نحدد موعد الخطوبة الاسبوع القادمة 
جمانة من النافذة الى الحديقة 
جمانة : لا يهم ... 
والدة جمانة : لكن الا يصادف موداً للامتحانات ؟
جمانة : ...... 
والدة جمانة : حسناً ... سنجعله بعد الامتحانات ... سأختار لكِ الفساتين 
جمانة : منذ متى وانتِ وتأخذين رأيي .؟؟ ... 
تلتفت اليها وتكمل دون النظر في عيني والدتها 
جمانة : انتِ وابي تتحكمان بحياتي وبكل شيء يخصني ... وانا ؟ ليس لدي اي رأي 
والدة جمانة : لا داعي لقول التفاهات الان ... جهزي نفسك لخوض الامتحانات ... ستدخلين كلية المحاماة 
جمانة : ....... 
تغادر والدتها .... 
جمانة : وكأني سأفتح الكتب واقرأ ... هه سأستمر في الرسوب عمداً 
" اتصال هاتفي " 
جمانة : من الذي يتصل الآن ؟.... اووه .... رقم غريب .....
- مرحبا من المتصل ؟ 
- هل اشتقتي الي ؟ 
- من معي ؟؟؟ 
- كيف تنسين صوت حبيبك ؟ ايتها الحمقاء 
تقولها وهي متفاجأة 
- جَـــواد ....؟!
- اجل
- لماذا اتصلت فجاة هل حدث شيء
- حمقاء هكذا ترحبين بي ؟ الوعد الذي قطعناه قبل 6 سنوات ... .... اتذكرين 
-ههه اجل .... أذاً ... هل سنلعب العاب الفيديو من جديد ؟؟ 
- ممم بما اننا لن نستطيع اللعب مجددا . ... سأضع بعض التعديلات 
- اذاً ؟؟ 
-معدل دخول الجامعة ...اذا استطعتي ان تحرزي معدلاً اعلى من معدلي ... سنتواعد رسمياً 
( قالت من دون تفكير ) 
- حقاً ؟ ههه هذا سهل ... ... 
( بعد فكرت في الامر ) 
- ياااااا .... الطب ؟ انت في كلية الطب صحيح ؟ 
- اجل ... وبمعدل 97 
-: لكن هذا مستحيل ... هل اتصلت حتى تزعجني ؟ 
‏‎squint‎‏ رمز تعبيري
انت تعلم اني سيئة في مادة الرياضيات 
- تحدي نفسك لا تستسلمي .... سأقفل الآن .... 
- لحظة ..... 
ااوووه ( تبعثر شعرها ) .... هل قال .. نتواعد رسمياً ؟!! ... 
ثم تُرسم البسمة على شفتها 

دَرست بجد لتنال الدرجات النهائية ... لم يكن حلمها ان تصبح طبيبة قَط ..!! لكن حلمها الفتى الذي دائما كان يستمع لها ... والذي يتفهمها ... تناول البيتزا مع جَواد الشخص الذي احبته منذ طفولتها ... الشخص الذي احبته بصدق .... لم تنم كثيرا ... رغم اوضاع البلد ... كانت هناك بعض الحروب الاهلية التي اثرت على باقي الطلاب لكنها لم تستسلم ابداً 

......

في يوم استلام النتائج الممطر
استلمت النتيجة فرحت كثيرا لان معدلها 98 فمن جد وجد 
لم تخبر والديها بهذا ... بل ذهبت مباشرتا الى منزل عمتها ( والدة جَواد ) فاول من ستزف اليه فرحتها كان جَواد الذي شجعها وكل يوم يتصل بها ليراجع الدرس معها ومادة الامتحان .. هو لم يتركها ابداً ..... لكن توقفت لوهلة امام باب المنزل .... مجموعة رجال يرتدون ملابس سوداء ملامح حزينة على وجوههم .... لكن لم تبالي وواصلت طريقها .... مبتسمه ... مستبشرة بالخير .... خطت بضع خطوات حتى توقفت قدمها امام باب المدخل ...... نساء يرتدين الاسود حول تابوت خشبي مبلل .... تتقدم وهي مصدومة فير واعية ... وهي تردد " ما الذي يحدث ؟؟ " لترى جَواد في وسط هذا التابوت ابتسمت ابتسامة خفيفة لانها لم تفهم الوضع لكن سرعان ما قفزت عمتها اليها وهي تخبرها بأن جَواداً مات ... اعز شخصاً عليها فارق الحياة ... قبضت روحه هذا الصباح في الحرب الاهلية عندما كان يدواي الجرحى .... استشهد في سبيل الوطن ... وحتى آخر لحظات في خياته لم يتوقف بـ التفكير بـ جمانة ... طوال هذه الفترة كان في وسط المعركة ... كان يشجعها من هناك ... 
تضعف رجليها فتسقط على الارض واضعتاً يديها بى وجهه
- لماذا ... لماذا فعلت هذا ... اخبرتني ان لا استسلم ... انتَ من اخبرني هذا .... 
تتعالا الشهقات واصوات الآنين والبكاء ... وتعلن عن موت حبٍ جديد
_________________

‏‎frown‎‏ رمز تعبيري
~ مقتبس من احداث واقعية ~
بقلمي

تعليقات