رواية صراع الأفاعي
#السلطة أفعى سامة تلدغُك من حيثُ لا تدري ،وما إن يجري سمُها فيك حتى تُصبح عبدها ،ومن تربع على عرشها فقد جوهره وعُميت بصيرته.
الصراعات وإلاقتتالات بينَ الممالك خلفت شعوبا جائعة وهيهات من يمد لهم حبل النجاة .ملوك يأكُلون طيورَ السمان على موائدهم وفقراء يقتاتون الزرع لإسكات قرقرة بطونهم الجائعة ويا حبذا لو عُكست الآية.
ليس #ذنبها إن توشحَت بلباسِ رجلٍ في سبيلِ قمع الظُلم منذ ان أبصرت تلك العجوز تُضرب في عقر دارها وليس ذنب #مثيلتها إن تبسمَ لها شبحُ السلطة وأوهمها إن الإنتقام لوالدتها هو السبيل ﻹجفال أعدائها ..وعلى من يُلقى الذنب ؟
" كِلتانا ضحيتانِ في هذا العالم القاسي يا أميرتي أُناس تموت ﻷجل أن يحيا أخرون وأُناس تحيا ﻷجل السلطة كما ينمو الزرع سريعاً ينمو الطمع والجشع وستُلون الأرضُ بدماء سكانها و لن يتوقف حمام الدم هذا إلا بإقتلاع الجذور المتعفنة أضنُ بأنني سأندم على ذلك ولكن لاعطائك السلام سأرسِلُكِ بعيداً ﻷجلك ﻷجل مليكنا ﻷجل الشعب "
<><><><><><><><><><><><><> <><><
الفصل الأول
مجموعة من الجنود المسلحين تتقدمهم ملكة مملكة "شيلا "وهي في قمة غضبها نحو مهجع المحظية المفضلة لدى الملك في ليل مظلم بارد تتراقص فيه الشياطين كي تلقي بشعوذتها على عبيدها يجبر حرس المحظية ووصيفاتها على التنحي جانباً ويتم تطويق الغرفة يدفع الباب وتدخل الملكة لتراها نائمة في فراشها غير واعية عما يجري حولها وتصرخ
-سيدة "يون"أيتها الوقحة كيف تجرأين على النوم والقصر في حالة فوضى
تقفز سيدة "يون"من فراشها وتنحني لها
-ججلالتك ...مماذا يجري ؟
-هه...لا تعرفين مايجري ؟ نعم فأنتي تقضين معظم وقتك نائمة ..فتشوا غرفتها حالا
-جلالتك ...لماذااا
-صمتا ...فتشوها الان
ردد من حولها من الجنود
-حاضر جلالتك
أستجابت سيدة "يون"وتنحت جانباً مطلقة العنان لهم في فعل مايريدون مرتجفة من الداخل ضعيفة لا تقوى على مواجهة من هم أسمى منها درجة .
في وسط مهمتهم صرخ أحد الرجال
-جلالتك..أنظري لهذا
تقرب من الملكة وبيده قطعة قماش داكنة اللون ما إن فتحها حتى تبين إنها سم قاتل وشهقت الملكة إرتعابا مما رأته ووجهت نظراتها لسيدة "يون"ألتي كانت واقفة بكل كبرياء موجهة نظراتها الواثقة للملكة بدون نطق أي كلمة أقتربت منها الملكة وصفعتها
-ت...تجرأين على تسميم الأمير أيتها...الوقحة ..تسميم طفلي ...تسميم ولي العهد هااا
ليس غريباً أن يتم صفعها من قبلها فهي ملكتها الآمرة الناهية في القصر وكل من فيه يخشاها تعامل المحظيات والخدم كنفايات وليس عليهم سوى إطاعتها حتى الواحد منهم يقتل ﻹجلها في سبيل حياته ماعدا سيدة يون الرافضة لحكمها وتصرفاتها لا تطيعها عندما يتعلق الأمر بإقتراف جرم ما ومن يحميها منها هو الملك والآن وجدت الملكة فرحتها في إسقاطها
أجابتها بنفس البرود
-لا ..أملك شيئاً أدافع به عن نفسي ..
ركعت على ركبتيها
-أنا أستحق الموت جلالتك
-أنتي لست سوى محظية وقحة ..سرقتي مني الملك والآن تريدين سرقة طفلي مني هل تظنين أنك ستحصلين على العرش هههه حمقاء لنرى كيف سينقذك الملك.. أنتم لا تدعوا أحد يدخل لغرفتها وغدا سيتم محاكمتها
-نعم ...جلالتك
أبتسمت بمكر ونظرت إليها نظراتها المستحقرة وكأنها تعلن إنتصارها وغادرت لتبقى سيدة يون في عشها منتظرة مصيرها القادم مسحت على بطنها وقالت بثقة
-عزيزي ستكون بخير ..ستكبر وستحظى بمنزلتك لن أدع أحد يؤذيك
خارج مهجع سيدة يون رافقت خادمة تقارب الثلاثين طفلة صغيرة جميلة بعمر الثامنة كانتا متوجهتين لغرفة المحظية
-أميرتي...لابد وإن والدتك نائمة الآن فلنؤجل مجيئك إلى الغد
رفضت كلماتها قائلة بنبرة طفولية عذبة
-لم أرى والدتي منذ يومين ..لما تمنعوني عنها ثم إنها كثيرة النوم هذه الأيام
-هذا ﻷنها ...
لم تكمل جملتها إلا والأميرة قد ركضت لتصل الى المهجع وتفاجأ بالجنود المحيطين بالمكان وصلت إليها الخادمة
-أميرة سونغ هي ...فلنعد الوقت متأخر
أمرت الأميرة أحد الجنود بالتنحي
-تحرك من مكانك أريد أن أرى والدتي
الجندي
-آسف مولاتي جلالة الملكة منعت زيارة أي شخص لهذا المكان
إزدادت حدة نبرتها إلى غضب
-أنا...لست أي شخص أنا الأميرة تنحى جانباً
دفعته لتدخل ليمنعها صوت قادم من خلفها
-أيتها الاميرة يمنع عليك زيارة والدتك الخائنة من الآن ستودعينها في الغد
-أودعها جلالتك !!و...ولماذا ..أين ستذهب
-هه..إلى مكان أفضل أيتها الخادمة خذيها لغرفتها ولا تدعيها تخرج
أخذتها خادمتها وهي تنادي على والدتها والدموع بللت وجهها البرئ لتكون ضحية مؤامرة الراشدين في زمن الخيانة والدسائس .
-------------------------- -------------------------- --------------------
في مملكة أخرى مملكة "غوغوريو"
دخل سيد "تشوي"لمنزله الفقير المعدم مقطب الجبين وإمارات حزن لاحت في عينيه الذابلتين فهو رجل في نهاية الاربعينات من عمره وجد التعب والقهر والأذى موطنا في جسده الضخم فعمله كحداد القرية لأكثر من عشرين سنة أمتص روحه المسكينة ولا يملك خيارا آخر سوى الرضوخ بما أختاره القدر له وكيف له أن يرفض مهنة كهذه وهي مهنة الأجداد والاباء أستمرت في عشيرتهم وتوارثها الأجيال فمن هو ليأتي الآن أو كيف له أن يخلف وعده مع أباه في وراثة مهنته ومركزه في القرية لذا حفاظاً على هذا الموروث فلا بد من بعض التضحيات ،أستقبلته زوجته لكن على غير عادتها فكانت تستقبله بإبتسامة تسكن أوجاعه رؤيتها له بهذه الحالة المثيرة للشفقة منعتها من الابتسام جلس على سريره الصوفي وتنهد بينما هي جلست بجواره تمسح على كتفيه
-أنت حزين على غير عادتك ماهو الأمر يا ترى ثم إنه منتصف الليل لما تأخرت كثيراً أقلقتني
إكتفى بإجابة باردة
-سهرت مع بضعة رجال
-يستوجب أن تعود فرحا بعد سهرتك لا أن تحزن هكذا
-آه..لما لم نرزق بصبي ؟هاا
-مابال سؤالك ومادخله بالسهرة ؟
-لقد تعبت أريد من يساعدني في العمل وفي أمور عدة ماذا...ماذا لو حدث شئ لي هاا أليس من المفترض أن يحل محلي أبني ..أو...أو..هذا الإرث من سيحمله عني ﻷجيال عديدة و...
قاطعته باكية لحالته باكية تلوم نفسها لعدم مقدرتها على إنجاب طفل يفرح قلب زوجها المتشوق لرؤية صبي يحمل إسمه كما تجري العادات فبعد إنجابها لفتاة أصيبت بمرض منعها من الإنجاب بيد إنها لو حملت فسيؤدي لمهلكها وخوفا على سلامة زوجته لم يطالب بالكثير وأكتفى بطفلة واحدة ولم يفاتحها في الموضوع منذ زمن فكيف به الآن يفتح جروحا أليمة
-أنا هي السبب لو إنني أمتلك القدرة على الإنجاب لانجبت العديد من الأطفال لك لكن..لكن لما لما تعيد فتح موضوع طوى عليه الزمن بعدما تواعدنا أن نمتثل للواقع ..لما
-أنا لا ألومك عزيزتي أنا فقط ..تحدثوا آليوم عن أبنائهم فشعرت بالضيق والحسرة قالوا لي أن أتزوج
شهقت زوجته ونهضت
-ت..تتزوج!!
نهض وعانقها
-مستحيل أن أتزوج شخصاً غيرك لا تأخذي الأمر على محمل الجد أنا فقط أعبر عن مابداخلي ..أريد عيش ماتبقى من عمري معك أنتي ..أنتي فقط وإن كان صبي سيفرقنا فأنا لا أريده
يكذب ليريح زوجته يحبها يعشقها كثيراً ولكن فكرة الحصول على طفل هي ما يشغل تفكيره الآن فلم يعد يتحمل البقاء وحده لا يتحمل فكرة أن يموت في أي وقت ويترك زوجته وابنته بلا معيل وهو بالتأكيد لا يريد الزواج فمن تتزوج بحداد فقير معدم مثله ويترك زوجته الطيبة ألتي أستبدلت حياتها السعيدة في كنف والديها لتعيش معه حياة الفقر والجوع لن يحتاج الآن إلا لشخص يزيح عنه هذه الأفكار ويعيده كما كان قبل أن تتفشى في جسده ويخونه قلبه ويرتكب جرما بحق زوجته ،وبدون سابق إنذار تدفع إبنته ذات العشر سنوات الباب وتدخل راكعة على ركبتيها بعدما كانت تستمع لكلامهما راجية باكية
-أبي...أرجوك...لاتتزوج على أمي...إن ..إن أردت إبنا فسأكون إبنا لك ..لكن لا تفعلها ..أبي
فوجئ بكلماتها وأمرها قائلاً
-لاتتفوهي بهذه الكلمات لن يحصل أي من هذا أنا أحبكما ولن أضحي بكما
الزوجة مسحت دموعها وأقتربت منها
-نعم...والدك لن يفعل هذا حبيبتي هل كنتي تتنصتين علينا طيلة الوقت
الابنة -نعم..أستوقفتني كلمات أبي وكونت مااريده الآن
الأب محاولا فهم قولها
-ومالذي تريدينه الآن ؟
بلهجة واثقة وتعابير جدية بددت تلك الملامح الطفولية البراقة نطقت مالم يستوعبه الوالدان
-دعني أكن أمرأة في ثوب رجل
صرخا متعجبين
-ماذااااااا
إزدادت حدة جديتها
-دعني أكن لك صبيا يحمل همك ويساعدك في عملك أمرأة لن يهزها كائن كان مستقبلاً ..إمرأة تحمل سيفا تقاتل من أجل العدل ..من إجل العائلة ..ضد الضلم..علمني صنعتك ..علمني القتال وسأشرفك وأجعل أسم العائلة يزهو ويخلد طويلاً
أهتزت قدما والدها فللحظة ما اشعرته كلماتها بالخوف منها كأنها ليست أبنته التي أعتاد على رؤيتها وسماعها تغني أغاني الأطفال كأن روحا راشدة مستها ووالدتها هزتها لتعيدها لرشدها
-أون سون عودي يا طفلتي ..هل أنتي من تتحدثين أيتها الروح أعيدي إلي طفلتي أرجوك
أبعدت يدا والدتها عنها ونهضت تستجمع قوتها في بث رغباتها
- ماذا..إلا أنني طفلة لا يحق لي التحدث بهذا الشكل أنتما تريانني على إنني طفلة تلعب في الحقول مع الأطفال وتعيش طفولتها كما يعيشها غيري..أفعل هذا فقط ﻷجلكما حتى لا تظنا أن خطبا ما أستولى علي ..في الواقع لا أحب لعب الأطفال كلما يستهويني هو شئ واحد فقط يا أبتي وهو السيف ..
الأب لم يعد بوسعه التحمل أكثر فجلس يستمع منصتا ﻷبنته
-لن أخفي عليكما سرا ..دائماً أذهب إلى معسكر القرية أراقبهم من بعيد وهم يتدربون أفعل كما يفعلون بالمثل ...
الام أظهرت غضبها لأول مرة لابنتها
-أون سون كنتي تخفين علينا كل هذا أنتي..أنتي جننتي ..
أون سون بذات الهدوء
-أعلم أني مخطئة وأطلب رضاكما لكن هذا ما أطمح إليه ..أعتذر كوني هكذا..أمي يجدر بي مساعدتك والتعلم منك ماتتعلمه الفتاة من إنها لكن أنا مختلفة نعم..طفلة مختلفة ..تريدين مني أن أتزوج وأنجب الأطفال في المستقبل ..لكن هذا حلمك وليس حلمي هذه هي اللحظة المناسبة ألتي قررت فيها الإعتراف لكما ..لم أعد أتحمل أريد تعلم القتال لاحميكما...
الأب بكامل عصبيته
-يكفي...يكفي لا أريد سماع هذه الترهات فلتخرجي
أسرعت إليه راكعة تمسك بقدمه رافعة رأسها تسترجيه قبول طلبها المنافي لعقلية والديها بدموع منهمرة
-أبي...أرجوك ..لا أريد أن أكون إبنة عاقة وارتكب شيئاً مخالفا لاوامركما وأتبع ما يمليه علي ضميري فقط علمني ولن تندم ...بالأمس..امرأة عجوز تعرضت للضرب أمام ناظري من قبل الصعاليك لعدم دفعها أجر سكنها ورماها مع امتعتها في الشارع واحفادها إلى متى اضل أراقب ..إلى متى ..نحن ضعفاء في زمن يستوجب القوة والقسوة ..النساء ضعيفات ..يحتجن القوة من يدافع عنهن ..
-وهل أنتي من ستدافعين عنهن ؟
--نعم..إن امتلكت القوة سأدافع عن الحق ..عن كل بشري يتعرض للاهانة ..قسوة الزمن علمتني الكلام هذه هي رغبتي إن حققتها فسأجعلك فخورا ...
إكتفى من السمع شعر بصداع شعر بالذنب بالشفقة على أبنته فأشار لها بالخروج ووجهه لا يكاد يميز عنه القبول من الرفض فأستجابت متمنية داعية أن يكون الحظ الجيد إلى جوارها وتحقيق أحلامها الطفولية .
الكاتبة daisy
تتحدث عن جيلين ..وفيها شخصيات عديدة كل واحد منها لديه قصة مختلفةأتمنى أن تلاقي على اعجابكم .
ألفصل الثاني
من رواية
صراع الأفاعي
مملكة شيلا
في صبيحة اليوم التالي أجتمع الوزراء والقادة في القاعة الكبرى للأستماع لشهادة المحظية "يون"بحظور الملك الجالس على عرشه بانتصاب بهيبته وشموخه المرسومتان على وجهه الموحي بالقوة والعظمة فبإشارة من أصبعه تكفي لأخراس شعبا برمته صفاته الملوكية تقف ضدا لعاطفته تجاه النساء فهذا الملك القوي ضعيف تجاه ملكيته سليطة اللسان قاسية القلب خارقة الذكاء تفوقه دهاءا وعظمة تجلس بجواره متحمسة لرؤية عدوتها تجر وراءها خيوط الذل والعار فأخيرا تحقق ما تمنته لسنوات طوال من الحروب في سبيل إمتلاك قلب الملك والحصول على العرش فازت هي وخسرت الأخرى لكن إن كانت قد أستولت على جسد وروح الملك فقلبه لا يزال معلقا بحبيبته فهو ما نكث وعده لها بأن يجعلها ملكة إلا ﻹخماد تلك الألسنة تلك النيران المتأهبة لحرق القصر ومن فيه في سبيل وضع إبنتهم على ذلك العرش لكن الآن عليه نسيان ضعفه وحماية حبيبته
-جلالتك ...وصلت المحظية يون
صوت أحد الخدم يعلن عن قدومها يفتح باب القاعة وتدخل متجملة بتاجها وفستانها الحريري الأحمر فمهما إشتد بها البلاء تكره الظهور أمام حبيبها أمرأة عادية جمالها وروحها العذبه هي كل ما استهوته حتى في آخر أيامها معه تحاول فرض جمالها عله يمنع عنها ما سينطق به لسانه ،جلست أرضاً تتوسط القاعة وعن يمينها وشمالها عيون حائرة غير مصدقة إن تلك الفتاة البريئة الهادئة يخرج منها ما صدم الجميع
وقف أمامها ألقاضي التابع للملكة
-سيدة يون لدينا دليل يثبت إدانتك في محاولة تسميم ولي عهد هذه البلاد ولو لا فطنة الخادمة لمات أميرنا فهل تعترفين بجرمك القبيح
-نعم...
أهتز الملك فما سمعه الآن مخالفا لما تمناه وأنفرجت إبتسامة نصر على فاه الملكة
-أنا هي من سممت طعام الأمير ..أستحق الموت جلالتك
الملك في قرارة نفسه مدركا إنها ما فعلت هذا إلا ﻹنقاذه
"كيف تطلبين الموت في حين تعلمين إني لن أنفذه "
القاضي -وتدركين العقاب لذنب كهذا ؟
-نعم...
إستدار للملك -جلالتك ..هي بلا شك مذنبة ..والقانون يجب أن يأخذ مجراه ..إنها خائنة والخائن يستحق الموت
صمت الملك وصمته أثار شكوك الملكة فنهضت
-مولاي..لا داعي لكل هذا التفكير إنها خائنة مجرمة أرادت قتل ابننا ..هي لا تستحق الرحمة ..فلتنطق بحكمك
واثقة تمام الثقة بإنه لن ينفذ أمرها وهي ما قالت هذا إلا لتجس نبضه
-أحبسوها في السجن إلى أن أنطق بحكمي
الملكة تحاول إمساك نفسها من الصراخ
-مولاي...
نهض متجاهلا إياها فالآن لا بد أن يفوز عليها ويمنع أيا كان من أن يقف ضد مايريد
-كل من سيتجاهل حكمي سيعتبر خائنا من الدرجة الأولى ينفذ به حكم الإعدام ويعلق جثمانه على بوابة القصر
رفع يده آذنا للجميع بالانصراف وقلوبهم مرتعبة خائفة من حكم كهذا وأخذت سيدة يون إلى السجن
-أواثق أنت من عدم الندم.. حبك لها قد أعماك وأبعدك عن المنطق من أرادت قتله هو أبني من عشيرة هان لاتنسى إن لم أحصل على إنتقامي منها ف...
-فسوف ماذا ..هاا..مهما كانوا فأنا لازلت ملك هذه الأمة ..كلمتي هي القائمة..لاتنسي هذا من جعل نفسه عظمة أكلته الكلاب ..كلامي إنتهى
تركها مغادرا تحيك الخطط ﻹفشال قراره
"هه..هل هذا تهديد مليكي ..عشيرتي قوم لا تهزهم الرياح العاتية مستعدون ﻷجل إبنتهم ملكتهم ..ستموت تلك القذرة على يدي ولا حكمك ولا أي شئ سيوقفني "
جناح الأميرة الصغيرة
-أريد أمي...أريد رؤيتها دعوني أراها ...أرجوكم
البكاء وتحطيم أثاث الغرفة هو كل ما قامت به الأميرة تنفيسا عن غضبها ولوعتها لرؤية والدتها ،خادمتها لا تملك القوة على إسكاتها وكلما حاولت تهدئتها تثار من جديد وتحطم ماهو أمامها
-مولاتي ..لا تتصرفي هكذا ..والدتك بخير ..
-كاذبة ..سمعت أحد الحرس يقول إنها في السجن..مالذي فعلوه بها..أمي ..
ألتقطت آنية ورمتها أمامها لتصطدم بقدم الملكة فتنطق إسمها بعصبية
-سونغ هي...
تراجعت خادمة سونغ هي منحنية والطفلة سالت دموعها مجدداً تطلب رؤية والدتها من الملكة
-دعيني أراها...دعيني...أرا....
صفعتها لتبقي أثرا داميا على خدها وتسقط أرضاً وتثير خوف الخادمة
-تصرفك همجي سونغ هي...الأميرات لا يتصرفن على هذا النحو يبدوا إن والدتك لم تعلمك النبل والأخلاق ..هه..فهذا طبيعي من ناحيتها
أحنت ظهرها وقربت وجهها لوجهها ممسكة ذقنها
-إن كنتي ترغبين بالعيش فأطيعيني وسترين والدتك
توقفت عن البكاء كإطاعة لأمرها وأستدارت الملكة متمتمة ضاحكة
-ربما ستريان بعضكما في حياة أخرى هههه
عانقت الخادمة سونغ هي فهي كوالدتها من بعد سيدة يون ربتها على يديها واعتنت بها
-هل أنتي بخير حبيبتي ؟
-هل...هل ستجعلني الملكة أرى أمي ؟
-نعم...سترينها سترينها فقط أطيعي الملكة
"جلالتك لو لا إصرار سيدتي علي في أن التزم الصمت لكنتي الآن في عداد الأموات حتى لو كلف ذلك موتي"
كانت مستعدة للتضحية بكل شئ من أجل سيدتها فهي من أنقذتها من حياة البؤس بعد وفاة زوجها وجعلتها خادمة لها .
جناح الملكة
تأتي خادمتها المخلصة ألتي لا تقل خبثا وقسوة عن سيدتها مسرعة
-مولاتي ..
-ماذا هناك ؟
-ذهب جلالته لزيارة سيدة يون في السجن
وخزت أصبعها بعدما كانت تطرز منديلا وعقدت حاجبيها مستشيطة غضباً نظرت لاصبعها وأمتصته
-ناوليني الورقة والريشة
-حاضر مولاتي
جيء بمطلبها وكتبت بضعة كلمات لم تستطع خادمتها إصطياد شئ منها مع محاولتها في التلصص ختمتها وسلمتها لها
-سلميها لخادمي الشخصي قولي له أن يذهب بها إلى أخي
-حاضر...مولاتي
"أخي..فلتريني ما أنت قادر عليه من بعد وفاة أبي "
في السجن
-لستي من فعلها واثق من هذا
يمسك بيديها من وراء القضبان ثائرا لرؤيتها على حالتها الحالية
-وما أدراك بأني لست الفاعلة ؟
-ﻷن حبيبتي لا تفعل جرما ..لست الملكة ..لو كنتي تريدين منصبها لقاتلتها عليها في يوم زفافي بها لأعترضتي علي
-كيف أعترض وعائلتها كانت بجوار والدك ملقية بسيوفها حول عنقه لأجل تتويجها ..
-مستحيل ..برري مافعلته
افلتت يدها ووضعت يده على بطنها
-من أجل إبني ..
أتسعت عيناه غير مصدق مايسمعه
-أنتي حامل!!!
-نعم.. أخبرني الطبيب إنه صبي ..إن كنت لم أحصل على مكانتي في العيش كملكة لك فسأجعل أبني وريثا لك لذا حاولت قتل الأمير ..
-لا أصدق ما تسمعه أذناي كم..كم أنتي غبية
-غبية !!
-غبية بفعلتك أتضحين بطفلنا هكذا هااا تدركين إن مصيرك الموت هل تريدين له الموت أيضا
-أعتقدتها ستنجح بغياب الأدلة ...
-حتى لو أعترفتي فأنا سأضل أصدق بأنك بريئة ووراء هذه الفعلة الملكة ..تسمحين لها أن تسقطك بهذا الشكل لم أعهدك هكذا
-سواء صدقت أم لا فهي أنا نفذ حكمك
-هل أنتي واثقة انني لن اطلب موتك ؟
-نعم..واثقة فقلتها بنفسك أنت تصدقني فلتستمر بكذبتك ..واعلم أيضا لن تفعلها بعدما أخبرتك بحملي
-سأنفيك ..هذا كل ما سأفعله لأجلك ولابننا وابنتنا ..أخاطر الآن بكل شئ من أجلك فالملكة لن تسكت ابدا
-إذا نفذ لي طلباتي
-لم تطلبي في حياتك شئ مني ..سعيد لسماعها الآن أطلبي ما تريدين
-إنفيني لمملكة "غوغوريو"مع أبنتي وخادمتي
-غوغوريو!!
-لا تنسى فهي موطني الام ترعرعت على سفوحها وجبالها
-حسناً..سأطلب كتابة مرسوم لملكها ربما سيستغرق ذلك أياما لوصول الرسالة فهل أنتي قادرة على التحمل ؟
-نعم...من أجلك سأتحمل كل شئ
شرد بذهنه قليلاً
"من أجلي إذا...هذا كل مافي الحكاية "
-ربي إبننا تربية جيدة ..وعندما يحين الوقت سأطلبه لينافس أخاه على العرش ..
-مولاي...لكن...الملكة...
-في المستقبل لا هي ولا عشيرتها سيكون لها دور لن أعود لعبة بأيديهم ..وجه أوامره للحارس
-الطعام والشراب لن ينقطعا وإن أمرت الملكة بغيره أخبرها بأوامري
-حاضر جلالتك
قبل يداها ونظر إليها نظراته الأخيرة فمن بعد الآن سيتحجر قلبه ولن يطئه الحب والحنان أبداً .
يتبع
الكاتبة #Daisy
الفصل الثالث
من رواية
صراع الافاعي
مملكة غوغوريو
أستيقظت الوالدة فتحت باب الغرفة وشهقت
-هااااا...أون...أون سون
خرج الأب نتيجة صراخها
-ماذا يحدث !!
فيجدانها جالسة على ركبتيها وآثار التعب والإرهاق واضحتان على وجهها البيضوي المصفر الشاحب أعتمدت طريقتها للتأثير على قرار والدها في ما أقترحته عليه بالأمس
الام-لا تقولي لي بأنك على هذه الوضعية منذ الأمس
تجاهلت والدتها محدثة الأب بصوت متحشرج
-أبي ...ماذا قررت ..سأزيد إصرارا إن لم تلبي طلبي
-أيتها الطفلة ...
وضع يده على جبينه وصمت لدقيقة وعاد بعدها للواقع-_حسناً..إن كنتي راغبة بشدة فسأعطيك ما تريدين
الأم-كلا...لا تفعل
أون سون فرحة -حقاً...
حاولت النهوض فخانتاها أقدامها
-أخ...لن...لن تندم أبي أعدك ش...شكراً لك
-عليك تحمل ما سأفرضه عليك ولا تتململي وتنزعجي مما سيلقى على أكتافك فهذا ما تريدين
-لن أفعل ...لن..أفعل
-إنهضي الان ..
ساعدتها والدتها على النهوض وإيوائها في فراشها ثم عادت لزوجها غاضبة
-كيف لك أن توافق على أمر شنيع كهذا..إنها طفلة
-لا تلقي باللوم علي فهذا ماتريده ..وأيضاً لا داعي لكل هذا الغضب ..ستستسلم مع ما ستمر به وتعود لرشدها متمنية لو لم تتفوه بمطلبها
خففت من غضبها قليلاً
-هل تعتقد هذا ؟فهي عنيدة
-نعم..ستستسلم متأكد
-هذا مريح سأذهب لإعداد الطعام
أعتقد أن ما يفكر به سيحدث لكن ثقته بنفسه ليست كثقة وإصرار وعزيمة إبنته .
مملكة شيلا
فتحت بوابة القصر لﻷبن الأكبر لعشيرة هان هذه العشيرة تعتبر من أكبر العشائر سليلة أحد الأمراء المغوليين سلطتها أكبر من سلطة ملك البلاد وقوتها لا يمكن إلاستخفاف بها ساعدت الملك الراحل في إستعادة عرشه المغتصب من إبن عمه وقتله وتوجته ملكا تتلاعب به وتوجهه أينما كان وفق شروط في سبيل إلاحتفاظ بعرشه وأحد هذه الشروط تزويج إبنة زعيمهم لولي العهد وهذا مانتج عن إتفاقهم تخلي ولي العهد المدرب على إيديهم عن محبوبته ﻹرضاءهم ووالده وإلا سيفقد عرشهم مجدداً ،وبعد وفاة الزعيم تولى إبنه الزعامة .
حث خطاه نحو جناح أخته وأحاط رجاله المكان في حين كان الملك متربعا في غرفته مع أمين سره يشرب الشاي دخل أحد أتباعه منحنيا
-مولاي ..زعيم عشيرة هان قد دخل البلاط
توقف عن الشرب مركزاً نظره على مايحتويه فنجانه
-وصل بهذه السرعة هه..
قال لأمين سره
-أوصلت رسالتي إلى مملكة غوغوريو ؟
-نعم..مولاي ما علينا سوى إلانتظار..لكن ...
-لكن ماذا ..
-لما إلى تلك المملكة مولاي إنهم أعداؤنا
-هناك أوقات تتطلب منا إتخاذ أعدائنا أصدقاء لنا
-مولاي هل هناك شئ يجول في خاطرك مستعد لسماعه
-دعنا لا نستبق الأمور عندما يحين الوقت المناسب فقط
"لو تحالفت مع تلك المملكة سنقضي على هذه العشيرة وتغلغل المغول في أراضينا "
عند الملكة
أستقبلت أخاها باكية
-أخي... أرادت تسميم أبني إبني الوحيد
أبعدها برقة عنه وسألها
-هل هو بخير تكلمي ؟
-نعم..إنه بخير شكراً لمجيئك بهذه السرعة
-تركت كل مافي يدي وجئت إليك مسرعاً فلتأمريني
جلسا حول طاولة صغيرة بعد إن جائت الخادمة بالشراب وامرتها بالخروج تحدثا عما يجول في خاطريهما
-أطلب منك مقابلة الملك
-ﻷي أمر
-تلك اللعينة لن يقتلها متأكدة من ذلك لذا يا أخي أنا أعتمد عليك في التأثير عليه اضنه سيفلت من بين إيدينا ..
-ماذا تقصدين بقولك؟
-لقد تغير لم يعد ذلك الشخص عندما كان في حظرة والدنا لم يعد يخاف منا خائفة يا أخي على طفلي أكثر من نفسي لا بد أن تستمر سلالتنا
-لقد كبرت شوكته إذاً حسناً يا أختي سأرى ما بإمكاني فعله
-لا أريدك أن تحاول بل أن تجبره تذكره من نحن لا أريد شيئاً سوى موتها ..موتها سيريحني
نهض للمغادرة بعدما إكتفى من السمع
-لا تتوقعي الكثير فأنا لست كوالدي
خرج ووجهته التالية الجناح الملكي فهو حقاً ليس كوالده لا يملك ذلك التأثير القوي على من حوله لكنه يحاول بذل مجهود أكبر في سبيل تشريف إسم والده
-مولاي الملك..زعيم عشيرة هان يطلب مقابلتك
صوت أحد الخدم خارج الغرفة يعلن عن وصوله
-فلتدخله ...
إنحنى له وجلس أمامه أرضاً لتتلاقى أعينهما منبأة عن مدى ثقتهما وكبريائهما القوي
-أثق بأنك كنت بخير..جلالتك
أبتسم
-هه..كيف لا أكون بخير وأنا ملك هذه الأمة
-صدقت فالضعف قد يلقي بك إلى منحى آخر
طرف بعينيه محاولا فهم قوله "تترقبون فرصة موتي ﻷجل حفيدكم هه "
-سأعتبر هذا إطراءا منك ..مضت فترة لم أرك فيها قللت زيارتك للقصر
-نعم..فبعد وفاة والدي أنتقلت كامل المسؤولية لي لا أملك حتى فرصة ﻷريح بها نفسي
-يجدر بك أن تتقاعد إذاً وتسلم الأمور ﻷخاك
-هه..أتقاعد ..أنا هو اليد الكبرى بعد والدي لن أكسر القوانين من أجل نفسي
فهم ملكه ماتخفيه كلماته وحاول مجاراته
-إذاً تبين لي إن ما أفعله هو ﻷرضاء ذاتي
-العاطفة في بعض الأحيان تضرك وربما لا تعرف إن حبك هذا قد ينقلب ضدك
-إذا أنت تعلم
-كيف لا أعلم وأختي هي الملكة إبنها تعرض لمحاولة قتل وأقف مكتوف الأيدي؟؟!!
-وماذا تطلب الآن ؟
-أنا لا أطلب ..أنا أجبرك على قتل محظيتك فالقانون يبقى قانون
سادت فترة من الصمت المشحون بمشاعر سلبية حتى حاول الملك أن يفقد أعصابه ليثور على هذا الكم من التهديدات إلا إنه أراد أن يظهر بمظهر الملوك الأذكياء الأقوياء الذين لا يرعبهم من أمامهم بل هم من يرعبون أعدائهم
-وأنا أجبرك على أن لا تتورط في هذه القضية
فقد الآخر أعصابه
-جلالتك...لا تنسى من أنت ومن نحن
-لا تعيرني بما فعلتموه لي فما مضى قد مضى ونحن الآن نعيش في الحاضر
-لن تقتلها إذاً ..أنت بذلك تكسر القوانين
-انا الحاكم والقوانين قوانيني أكسرها متى أشاء لا سلطة ﻷحد على سلطتي
ألتقت الأعين مجدداً بشرارة مهددة الواحد الآخر وبعد الصمت المثقل نهض الأخير
-لقد تغيرت ..أتمنى أن لا تتغير كثيراً فربما الآن تراني هادئاً لكن لا تعرف متى ستنطلق شرارتي لتحرق المكان
-وأنا أتمنى لك عودة سالمة فهذا الضعيف آلذي تراه بأعينك لن تدري متى ستنبثق قوته
كم هو واثق بنفسه إكتفى من السكوت والتقيد بقيودهم فلا بد من كسر تلك الأغلال والتحرر من أثرها الدامي .
دخل عليها ليصدمها بما تخشاه
-أختي عليك أن تقاتلي وحدك
وقفت مقتربة منه مستفهمة كلماته
-ما...ماذا تقصد ..هل ..فشلت بمحادثاتك معه
-في بعض الأحيان يستوجب علينا البقاء خارج المواقف المستعصية ليس في كل مرة نعلن الحرب فيها فلتتفهمي هذا
ثارت غاضبة
-مستحيل...أنت لا تملك ذرة من هيبة والدي كيف..كيف لك أن تفعل بي هذا
-أختي لن اتردد عن فعل أي شئ لك ولو كان الأمير قد مات لاحرقت القصر ومن فيه وقلتيها لست والدي لانريد إشعال حرب الآن وخصوصاً إن الأمير بخير إنتهى دوري وألعبي دورك فأنتي ذكية
إنحنى لها مغادرا فما فعله ليس إلا خوفاً من تهديدات الملك ألتي تلمسها منه ليس راغبا أن يفقد رأسه ورجاله في سبيل غيرة النساء من بعضها لكن لو كان الأمر كما ضن ومات الأمير فهذا لن يردعه بقتل حتى الملك نفسه فهو في النهاية حفيدهم من سيعلي شأنهم أكثر فأكثر .
مملكة غوغوريو
بعد ثلاثة أيام
أبتدأت فترة التدريب لأون سون ورأت جانباً آخر من والدها ولمعاملته القاسية لها لكنها سرعان ما أدركت إن هذه الطريقة هي ألتي ستتعلم بها القسوة والقوة،في مسية هذا اليوم الحار حيث وجدت الشمس فرصة للتتفيس عن غضبها على هؤلاء الفقراء فما زادتهم سوى عذابا فوق عذابهم دربها على حمل السيف في باحة منزلهم وعلى حمل ألاثقال الحديدية والحجر لتقوية جسدها كمحاولة منه لجعلها تستسلم لكن يخاب ظنه في كل مرة يشدد عليها الحمل وفي كل مرة تنزف والدتها ألما لرؤية وحيدتها تعاني
-أنت تعذبها ..فلتكف عما تقوم به أرجوك
-سأجعلها تستسلم فقط راقبيني
- ليس هكذا أنظر إليها كيف تعاني لا تزال طفلة
-لم يجبرها أحد على قرارها ..لا بد أن تتحمل إثم ما نطق به لسانها
سمعت بعض من حديثهما وهي مارة تريد شرب الماء من الجرة وابتسمت بخبث
-هه..تضن بأني سأستسلم يا أبتي..أنت مخطئ فأنت لا تعرف إبنتك سأريك
في قصر ملك غوغوريو
جالس مع ملكته يضحكان ويتناولان الفطور ليقطع سعادتهما خادمه يحمل برسالة له
-مولاي ..وصلت هذه الرسالة من ملك شيلا للتو
ناوله الرسالة وقرأها بتمعن وأبتسم سألته زوجته بفضول
-ماذا كتب فيها ؟
-يطلب الأذن مني بفتح أبوابنا ﻹستقبال محظيته في بلادنا
-محظيته!!!لما وماذا تدعى
-سيتم نفي السيدة يون ..
أرتجفت يداها ووضعت القدح بتوتر لاحظه زوجها
-هل أنتي بخير ؟
-هاااا
أجابته غير واعية لسؤاله
-ماذا حدث لما أنت مصابة بالذهول
عادت لواقعها تنفي قوله
-كلا..كلا..أنا بخير فقط شعرت بصداع فلتكمل كلامك
-حسناً يبدوا أنها متهمة بمحاولتها تسميم ولي العهد هه..غريب كيف أستطاع التفوه بحكم النفي فهذا مخالف للقانون حتى وإن كان هو من وضعه بنفسه
-هل ترى إن هذه بادرة للصلح
-أستطيع تمييز كلماته فطلبه ليس فقط لأنها أبنة هذه المملكة كلا هناك ما يدور بعقله
-هل..ستوافق بطلبه
-بما إنه من أبتدأ سأوافق لنرى ما سيأتي بعد هذا
-وأخاك
-سيخالفني بالتأكيد لكني متلهف فقدنا دماء كثيرة بحروبنا مع والده وبعهده الآن أريد الصلح
-فلتفعل ما تراه مناسباً
-فلتكتب الآن
بدأ خادمه يكتب وزوجته في عالم آخر تتخيل المستقبل "اللعبة ستبدأ الآن ..إنتظرت هذا كثيراً "
عند حدود المملكة
يبارز تلميذه بكل شراسة حتى أسقطه أرضاً ووجه سيفه على صدره
-هكذا القتال ...تحسنت عما في السابق
مد يده وساعده على النهوض
-من تدرب على يديك فبالتأكيد سيتحسن
-ههه..أحسنت
جاء أحد رجاله مسرعاً بخبر يعكر به مزاج قائده
-سيدي علمت من مصادري في القصر إن الملك منح أذنه لملك شيلا بإدخال منفيته إلى بلادنا
تغيرت تلك الملامح المبتسمة وأكتستها العصبية والغضب
-مااااااذا...أخي ...كيف لك أن توافق بدون مشورتي ..تبا أرى إنه يريد التحالف مع أولئك الحثالة أتباع المغول ...جهز حصاني سأعود للقصر
-حاضر سيدي
يتبع
الكاتبة #Daisy
الفصل الرابع
من رواية
صراع الأفاعي
ملاحظة: الرواية كما قلت سابقا أحداثها في مملكتين من ممالك كوريا القديمة شيلا وغوغوريو ..تجسد الواقع..أما العرش أو الموت وكيف إن الجيل الثاني من شخصيات الرواية ستتحد معا في سبيل الحصول على ماتريده وتصحيح أخطاء الجيل الأول .
مملكة شيلا
مضت ثلاثة أيام أخرى وهي المدة المحددة ﻹيصال الرسائل بين المملكتين وتلك السجينة ﻻزالت قابعة خلف تلك القضبان معتصرة قلبها وجسدها ولا سبيل لحبيبها سوى مراقبتها خوفاً من إنقلاب أتباعه عليه فبالكاد أخرسهم لإعتراضهم على قرار نفيها ، وبين الفينة والأخرى يزورها الطبيب الملكي متخفيا بأمر الملك للاطمئنان عليها وعلى صحة الجنين فإن علم أحد آخر بحملها وخصوصاً الملكة فستأمر بقتلها في خلسة حتى وإن كان لدى الملك أولاد من محظياته الآخريات ففكرة إنجاب طفل يزاحم إبنها على العرش من أكثر إمرأة تكرهها على الأرض هو موت بالنسبة لها أستطاعت تخييط شفاههم بنفوذها ووحشيتها إلا عدوتها لكانت قتلتها منذ زمن لكن والدها لم يكن يسمح لها أن تبدو أمام زوجها كمجرمة وينفر منها غير مدركة إنه يأبى حتى سماع إسمها ،وما إن توفي أظهرت كل ما أخفته في دواخلها من كره وإنتقام .
-هههه ...هل تستمتعين بمكوثك هنا ..إنه أمثل مكان ﻹمثالك
صوت ضحكاتها الهستيرية مﻷ السجن وأيقظ من هم في سباتهم وسيدة يون تنظر إليها بكبريائها آلذي لم تفقده صامتة وصمتها أشعل ثورة عدوتها لتقترب من القضبان مشددة قبضتها على الحديد
-بحالتك هذه. .لابد أن تطلبي الرحمة مني ..ألن تنحني لملكتك
يون -هل جئتي لتتشمتي بي لن أنحني لك من بعد الآن هه نفيي هو راحة لي من رؤيتك
الملكة -أيتها الوقحة القذرة لعبتي دورك بشكل جيد لتتخلصي مني ومن رؤيتي
يون -لا تغتري بقوتك وجبروتك فهما أمتلكتي فمصيرك الزوال
الملكة بعصبية -أنا والدة هذه الأمة ..أبنة التنين ..نادمة ﻷخذ كلام والدي ولم اقتلك ..كيف لك أن تصمدي طيلة هذه المدة
يون -لا أعلم لما هذا الكره الشديد لي هل لأن الملك يحبني أكثر منك أم ماذا
أرخت دوافعها وأفصحت بحزن عن مايثقل صدرها
-هه..أمتلكت كل شئ في هذه الدنيا سوى شئ واحد وهو الحب في قمة الحصول عليه دخلتي أنتي وأنهيتي كل شئ لم أرد سواه ...أنتي السبب فيما أنت عليه
يون-كان بإمكانك الحصول عليه لولا تصرفاتك الشريرة ستموتين وأمنيتك معك لن تحصلي عليه أبدا أتعرفين لماذا ؟ﻷنك إمرأة حقود متسلطة أنانية لو لو فقط أنتبهتي لنفسك وبما أصبحتي عليه لربما أحبك صفات المغول تجري في دمك ولو فكرتي جيداً لما حدث كل هذا ..لديك خير في قلبك فقط اضهريه
تستمع وكل كلمة منها تهز جسدها وتؤنبها لربما وعيت لحالها لربما صحى ضميرها ولكن أن تقاتل نفسك هو أقسى شئ ..ذلك الشعور بالتجديد في أن تولد مجدداً يلوح لك من بعيد يمد يده ﻹنقاذك من الهاوية ثم فجأة يتحطم الجسر المبني للوصول إلى روح جديدة وتعود تلك الشياطين لتذكرك بجذورك
-كلا...
تراجعت والعرق يتصبب من وجهها
-لن أسمح لك بالتأثير علي ابدا ابدا
قامت سيدة يون بعد إن أدركت كيف أثرت بها وهناك أمل في إصلاحها حتى لو تأخر الوقت
-أرى فيك خيرا يحاول الخروج فأستمعي لكلماتي وكوني تلك المرأة التي سيحبها الملك أنا سأسامحك على كل مافعلته لي في السابق
الملكة -هههه...فلتحلمي ...فات الآوان قلبي مات منذ زمن والحقد سيطر علي كل مايهمني الآن هو موتك ..لن يحققه الملك لكن...سأتأكد من موتك
يون-بهذا سيزداد كرهه لك
الملكة -لا يهمني ...فأنا ألتنين بذاته لن يتجرأ على مس شعرة مني اترين هؤلاء المتعفنين
تشير إلى المساجين المحتقرين
-ستتعفنين مثلهم هههههه
غادرت وما من علاج يسكن مرضها سوى إشباع روحها المظلمة بموت من تكرههم.
سمح لها بمغادرة عشها الصغير والتنعم بطعم الحرية الأخير بين حدائق القصر و أنهاره وتحت شجرة تجمعن إخوتها يلعبن بمرح متناسينها تماماً وما إن أقتربت منهم فرحة لرؤيتهم صرخوا عليها
-إبتعدي..لا نريد رؤيتك أنتي إبنة خائنة
علموا منطق هذه الكلمة من أمهاتهم محظيات الملك العديدات ﻹراحة وإسعاد ملكتهم دافع عنها أحد أخوتها آخذا بيدها للبعيد والملك يستمع ويشاهد من وراءهم متقطعا قلبه نازفا ألما لرؤيتها تعاني كوالدتها وإن تحرك أكثر مما ينبغي فسيف العشيرة جاهز ليقطع رأسه وما عليه إلا إنتظار المدد ممن كانوا أعدائهم في آلماضي وما أشعره بالرضى لوهلة وجود إبن حنون يأخذ بيد أخته ويلاعبها بعيداً عن الأنظار أقترب منهم هامسا ﻷبنه الخامس من محظيته إبنة خالته الحنون
الملك -لا تكره أختك كن لها عونا في المستقبل
-حاضر أبي فأنا أحبها ووالدتها إنهما يعاملانني بلطف عن باقي سيدات القصر
مسح على رأسه وقبله كما قبل أبنته
-أحبكما
الأميرة سونغ هي -أبي متى سأرى أمي
-في القريب العاجل حبيبتي .
إستدار وأمين سره همس له
-وصل المرسوم من ملك غوغوريو
-جيد سننهي الأمر أريد حراسة مشددة لموكب سيدة يون في طريقها للمنفى فلا أحد يدري ماستفعله الملكة من جرم آخر .
-حاضر مولاي .
مملكة غوغوريو
نزل من على حصانه الأسود بملابسه العسكرية المدرعة وسيفه ناحية خصره الأيسر حتى إن الواحد ما أن يلمحه من بعيد إلا وقد هرب منه خوفاً وإرتعادا فهو أخ الملك الوصي على العرش قائد القوات العامة للجيش وكلمته هي القائمة من بعد الملك ألاكثر شراسة،شجاعة ،وحشية ،وتسلط ضخم الجثة عريض المنكبين صورة المقاتلين الأشاوس أنذاك،حسن الوجه واسع العينين داميتان ثاقبتان بما يكفي لقتل شخص بنظرة منه، فرغم صغر سنه في بداية الثلاثينيات إلا إنه إستطاع أن يثبت مكانته في المملكة وأن يذاع صيته على قدم وساق محققاً مالم يستطع غيره من الأتباع تحقيقه وقف أمام البوابة مطلقاً تنهيدة إلاشتياق مغترا بنفسه
-آه..أشتقت للقصر ههه يبدو الوضع سيئاً بدوني في الداخل...
صاح أحدهم
-إفتحوا البوابة لصاحب السعادة
وفتحت وتوالت الهتافات والتهليلات مرحبين بعودته بعد غياب طال سنة كاملة لتدريب جنده وشق طريقه لقاعة إجتماع الملك والوزراء تبادلوا الرسميات وأمروا بالخروج ليفسح المجال لوساوسهم وتخوفاتهم
-أخي..القصر بكى إشتياقا لخروجك تركتنا طيلة عام في شوق إليك وعودتك الآن قد فاجأتنا قليلاً فما عودتك إلا لأمر جلل ؟
-إذا أنا ضيف ثقيل الضل عليكم الآن ؟
الملك -ههه..دائماً ما تفكر بهذه الطريقة ..هذا قصرك وعائلتك
-يسعدني سماع هذا..وﻷصدقك القول ماعاد بي هو عدم إشراكي في أمور الدولة
-ماذا تقصد؟
-صحيح بأني غبت فترة طويلة لكن أهذا يعني بعدم أخذ مشورتي من بعيد ؟
فهم مغزى كلامه وعلم إن حدة نقاشهما ستحتد
-إذا أعلموك ..لم أرد إخبارك لأنك ستعارض
-أردت إستقبال تلك المنفية ليست لأنها إحدى مواطنينا ولكن لشئ آخر أليس كذلك ؟
الملك -أنت سريع البديهة أخي ..سأقولها بصراحة أريد الصلح معهم.
فقد أعصابه ثائرا
-أخي..لا يجب أن تكسر قاعدة أبي ..
الملك -لم أكسرها بعد ..أنت تريد قتالهم وجعلها مملكة تابعة لنا وأنا أريد السلام
-أي سلام..أنسيت حروبنا معهم في عهد والدي أنسيت كيف خانونا وسلموا أمرهم للمغول متناسين وطنيتهم
الملك -سلموا أنفسهم لهم في سبيل استعادة عرشهم المغتصب
-هل تدافع عنهم الآن
بقي الملك ثابتاً محاولا ألا يفقد رباطة جأشه مفكرا لنقطة تنهي النزاع
- تشونغ..أريد إستئصال العدو الأكبر في البلاد..إنهم ليسوا أعدائنا ..ملكهم قد إستفاق الآن ويريد التحرر أنت تعلم لما أريد التحالف معهم
ضحك مستخفا بكلماته
-ههه...هل تضن إن معاونوهم سيسكتوا ..ما أن يعرفوا بخطتهم وخطتنا إلا ووجدت أمبراطورهم العظيم مكتسحا بجنوده أراضينا ..فلتفكر جيداً ..هناك العديد من الأمراء والقبائل ممن هم مستعدون لنصرتنا في سبيل إخضاع تلك المملكة الخائنة وبالتالي بتلك القوة سنتمكن من القضاء على تمدن المغول في آراضينا
الملك -لا أريد إراقة مزيد من الدماء يكفي ماعاناه الشعب من إستنزاف القوى أريد سلاما الآن
الامير تشونغ -لكن إن تحالفنا معهم سنصبح تحت رحمتهم وماهذه الثقة الكبيرة بملكهم ماذا لو خاننا كما خاننا أباه من قبل حين طلبنا مساعدتهم في قتال أعدائنا هااا .. ثم هل نسيت من زوجته ؟!قلت لك أمعن النظر في قرارك وإلا فسنندم
خرج تاركاً الملك في حيرة من إمره وبخروجه لقي فتى إمارات الذكاء والفطنة مشعتان في وجهه أبتسم إبتسامته المزيفة
-عمي..مرحباً بعودتك هل كنت بخير ؟
رمقه بنظرات إلاستصغار والتكبر
-وكيف لا أكون بخير وأنا وصي للعرش سموك سعدت برؤيتك لقد كبرت
-وكبرت معي فطنتي وذكائي
إبتسم مودعا قائلاً لأحد الخدم ممن يمشون ورائه
-فلتحظروا النساء والشراب والموسيقى فقد عدت والقصر سيحتفل معي ههههها
تصلب جسد الأمير الأصغر غير قادر على الحركة
-مولاي هل انت بخير
صوت العجوز خادمه ومعلمه الحنون مطمئنا عليه
-هل أنت قادر على الحركة ؟
-في كل مرة أراه يتصلب جسدي ..أنا أكرهه ..
-لما تقول هذا
-لا أحب المتخفين برداء الشرف والعفة وفي باطنهم سواد ينخر بدواخلهم ..أنا لن أصبح مثله ولا مثل أبي مستقبلاً ..آه..لو كنت أنا وليا للعهد ﻷستطعت تخليص العالم من براثين هؤلاء الحثالة
-من يسمعك الآن يا مولاي سيعتقد بإنك تريد العرش من أبيك
-وهل أنا الوحيد آلذي أريده ..فذاك عمي يريده ..وأبي غافل عن تصرفاته مسحور بكلماته
-ستلعب لعبة العروش إذا عندما تكبر
أبتسم بذكاء مجدداً
-هه...ولما لا من لا يستحق العرش لابد من رميه بعيداً
-فلتقاتل الآن بسلاحك وهو العلم
-نعم فالرجل العطشان يجب أن يحفر بشكل جيد ..دعنا ندخل الآن لتحية والدي
مشت في الشوارع مع إبيها بلباسها الصبياني آلذي أثار إنتباه الجموع الواقفة مدهوشة غير آلفة منظر معيب كهذا فتاة بزي رجل المنافي لعاداتهم وتقاليدهم بل خزي وعار تشبه النساء بالرجال ما ينتج عنه إختلال في توازن الطبيعة البشرية غير مدركين إن فعلتها الشنيعة بنظرهم ماهي الا لغرض في نفس طفلة شهدت على جرم من هم من صلبها وحز في نفسها الجلوس مكتوفة الأيدي فأندثرت معالم طفولتها لهدف وإن كان سيمحي ملامحها الأنثوية فهي لا تأبه لذلك ابدا.
تبعها الأطفال وهم يضحكون مطلقين كما هائل من إلاهانات
-غول...غول...هيه هيه
وقفت ناظرة إليهم الواحد تلو الآخر لتقفز أمامهم
-نياهاهاهاها..هذا الغول سوف يأكلكم ..فلتهربوا الآن هربوا خائفين فيما سبقها والدها لدكانه الصغير في حالة من الأسى والشفقة عليها نظر إليها تساعده في حمل أغراضه ضانا بإنها ستكون حزينة باكية مما حدث للتو ووجد العكس أنتبهت لنظراته
أون سون -مابك أبي هل هناك شئ ؟
-هل لا زلتي مصرة على ماتريدين بعدما رأيتي مافعلوه بك ؟
-لا تقلق أنا لن أتخلى عن رغبتي لا يهمني مايقولونه عني فهي حياتي...ثم
-ماذا؟؟
اون سون -ليست المرة الأولى ألتي أهان فيها ..لذا تعودت أبي لهذا السبب أريد أن أريهم ماانا قادرة عليه
-حسناً ..لا أملك كلاما أقوله غلبتني.. الآن سأريك كيف يتم تصنيع السيوف
وفي هذه الفترة رجلان أثارت إنتباههما بضربها للحديد فوقفا متحرشين بالاب وابنته
-هل أدركت الآن بعدم قدرة زوجتك على إنجاب الاولاد وجعلت إبنتك تلبس كالصبيان هههه
لم يتوقف ابدا عن طرق الحديد ولرؤيتهما غير مهتم بكلامهم أبتعدوا وفي نفسه ألف حسرة شعرت بالسوء ولامت نفسها
-أبي ..لا تحزن أنا هي السبب
-كلا...لست السبب ..إنه ليس ذنبنا ..لم يعد يهمني شئ أراد لي القدر أن أكون هكذا ..ولكن انعم علي بابنة قوية وولادتك كانت لسبب لربما لو حظيت بابن ﻷشعرني ذلك بالسوء ماذا لو أصبح عاقا عندها ماذا سأفعل ..
"إبنتي..سأدربك تدريب المقاتلين العظام لتشقي بطوم أمثال هؤلاء الرعاع ..أعلم أني سأعض اصابعي ندما ولكن لابد من المجازفة "
بعد قراره الخطير أقترب واحتظنها
-سأجعل منك مقاتلة شرسة لا تخشى أحدا..عديني بعدم تصويب السيف على الفقراء ومساندتهم
-سأفعل..أعدك
-إن كان هذا قرارك فلا أجرأ على رفضه سنبدأ وبقوة
-شكراً لك أبي
علم إن قراره خاطئ ولا يأتي بمنفعة فمهما حاول أن يجعل منها شيئا يفتخر به فستظل إمرأة غير قادرة على وراثته في إستمرار نسل عائلته وما أصعب أن يوهم الإنسان نفسه بأوهام لا يتجرع منها غير الأذى.
مملكة شيلا
أخرجت من سجنها لتلاقي مصيرها مع خادمتين اصطحبنها لغرفتها بإمر منها لتتزين قبل مكوثها بين يدي الملك كعادتها متوجة بتاج النقاء والعزة والكرامة بسطت ردائها وسجدت له تستمع لحكمه مع علمها المسبق به وقف أمامها الحاجب وبيده المرسوم
-نظرا ﻹعمالك ألتي لا تغتفر ولرحمة الملك المطلقة سيتم خلعك من منصبك وتجريدك من أملاكك المعطاة من قبل جلالته ونفيك وأبنتك إلى جبال مملكة غوغوريو حيث ستقضين ماتبقى من عمرك في الشقاء والذل بعدما كنتي معززة يمنع عليك الخروج من منزلك ومقابلة أي كائن كان ستصلك المواد الغذائية كل شهرين وعليك الاقتصاد وإلا فلتواجهي المجاعة أي خبر تمرد وعدم الإلتزام بالقواعد والقوانين المدرجة أعلاه سيكون الموت مصيرك لا محالة ..أرضخي لأوامر جلالته شاكرة إنتهى
صاحت بأعلى صوتها
-كم أنت رحيم جلالتك...فلتعش طويلاً ...فلتعش طويلاً
لم يعد العرش قادراً على حمل سيده أشتعل جسده متألم منكسر لرؤية عشيقته تعاني وهو يقف مكتوف الأيدي تمنى لو يأخذها يطير بها بعيداً تاركاً عرشه يفعل به مايشاء لكنه مطوق بحبل سيلتف عليه في أي لحظة وهو بالتأكيد لا يمكن أن يترك عرشه يغتصب من أعدائه حتى لو كلف ذلك فقدان أحبته ،لحقتها جمع من وصيفاتها الباكيات لحال سيدتهن العطوف ..خلع تاجها وملابسها الحريرية الحمراء وابنتها تقف لجوارها غير واعية عما يحدث وهي ترى والدتها يخلع عنها ردائها الملكي وتترك برداء أبيض لينتهي دورها في القصر كسيدة نبيلة لتلاقي مصيرها الجديد المعتم.
أسرعت تحمل خبرا قاصفا تقذفه على مسامع مليكتها
-جلالتك..سمعت للتو خبرا من خادمات سيدة يون تبادلنه سرا
بدت غير منتبهة لها تكتب رسائل لﻹتباعها وإخوتها راسمة بسمة ماكرة خبيثة
-إنها حامل بطفل الملك ..مولاتي
سقط الحبر على الورق وأتسعت عيناها مصدومة
-مااااااذا....كيف...كيف حدث مثل هذا الشئ ؟هل أنتي متأكدة ؟!!
-نعم...جلالتك .متأكدة
-هههههه
أطلقت ضحكاتها المجنونة وتوقفت
-فهمت الآن لم كتم خبر حملها...
خادمتها -عذراً؟؟
-يريد تربية إبنه في تلك البلاد ليكون تحت إيديهم وعندما يأتي الوقت ستتحطم مملكتنا ..يضن بإنه سينجح في جعل إبنها وريثا للعرش ههه...سأحرمه من هذه الفكرة ..نادي لي حارسي
لم تمض عدة دقائق إلا ومكث بين يديها..همست له بعض الكلمات فيستقبلها منصاعا ليغادر مخلفا ورائه إمرأة تلبسها الشيطان ليحرضها لفعل ستبكي آلسماء دما لجريمتها.
يتبع....
مارأيكم بالقصة لحد الان وبالشخصيات؟
الكاتبة
#Daisy
الفصل الخامس
من
رواية صراع الأفاعي
مملكة غوغوريو
منزل سيد تشوي
أصرت والدة أون سون على أخذها للتسوق وبعد عدة نقاشات حادة إستسلمت أون سون لقرار والدتها بعدما كانت تنوي التدرب مع والدها
الام: فلتخلعي ملابسك هذه وتردي هذا الفستان
أون سون وهي تراوغ :لقد أتفقت معك على الذهاب ولم نتفق على إرتداء هذا الفستان هه
الأم وقد نفذ صبرها تخلع ملابس إبنتها بسرعة والابنة تحاول التملص منها
-دعيني لا أريد إرتداء هذا الشئ لا أشعر بالراحة فيه
-أصمتي أيتها الطفلة الشقية إلى متى ستستمرين بالعناد وبإفكارك التافهة هذه
ألبستها ملابسها وسرحت شعرها لتعيد منظرها ألانثوي الطفولي بعدما كانت ترتدي ملابس الفتيان
الام :واااو...كم أنتي جميلة أكتسبتي جمالك مني ههه أنتي الآن فتاة بحق
أون سون وهي تلوي شفتيها إنزعاجا إستغلت خروج والدتها للحظة من الغرفة وقامت بإخفاء خنجر صغير في جيب فستانها
-خنجري الصغير أتمنى أن لا تكتشف أمي وجودك سأحميها إذا ماتعرضنه لسوء
شرد إنتباهها قليلاً
-أم علي أن أخذ سيفي آلذي صنعه لي والدي ...
وهي تفكر دخلت والدتها وخرجتا للتسوق كان السوق شديد الازدحام ففي الفترة الصباحية يكثر المتسوقون لشراء مستلزماتهم ويقضون ماتبقى من يومهم في النوم والراحة شعرت بالملل وهي ترى والدتها تساوم البائع وإدى بها مللها إلى ترك والدتها مسافة قصيرة بعدما لمحت درع حديدي في دكان أحدهم أقتربت منه وأخذت تتلمسه وتتخيل نفسها في زي القتال تمسك بسيفها وتحارب في الميدان ليقطع هذا الجو من ألتصورات وألاحلام صراخ والدتها
-أون سون أيتها الشقية كيف تتركيني وتجعليني أبحث عنك هااا ...
-أون سون وعيناها على الدرع
-شعرت بالملل
سحبتها والدتها وأثناء شراءهما بعض الخضروات سمعت والدتها حديث سيدتين
-سمعت إن هناك "شامان "لديها قدرة عجيبة على رؤية المستقبل
-حقااا...هذا مثير مارأيك أن نذهب لنستطلع عن مستقبلنا
-هيا دعينا إذا
إستدارتا للذهاب فأستوقفتهما الأم بعجل
-عذراً...أأين هي هذه الشامان ؟
أجابتها إحداهما
-نحن ذاهبتان إليها هل تريدين المجئ ؟
نظرت ﻷبنتها ألتي هي في عالم آخر من التخيلات ووجدتها فرصة جيدة لمعرفة مصير إبنتها ألذي ترثو عليه والدتها ذهبت مع النسوة ودخلوا مكان غريب ملئ برائحة البخور والتماثيل المخيفة فتسائلت أون سون :أمي ماهذا المكان ؟
ألام بشئ من الخوف :هنا...سنعرف مصيرك
-مصيري ؟؟؟
أدخل حارس الغرفة ألمرأتين وترك أون سون ووالدتها تنتظران خارجها حتى خرجتا وسمح لهما بالدخول كل شئ بدا عادياً حتى المرأة الشامان نفسها هؤلاء قلة من الناس الذين يدعون برؤية المستقبل وقدرتهم على الاستبصار تجعل الناس تخشاهم وتهابهم حتى الملك نفسه إذا ماتحقق شئ ممايقولونه فمعرفة المستقبل والإيمان بهذه الخرافات والنبؤات هو مايعيش عليه أناس هذا العصر ..جلستا أمامها ولم يرف لهذه المرأة جفن مركزة نظرها على أون سون مماجعلها تمسك بيد والدتها وهي ألتي لا تخاف حتى من السيف
سألتها والدتها وهي تبلع ريقها خوفاً مما سيلقى على سمعها
-جئت...جئت من إجل ...
قاطعتها الشامان كأنها تعرف ما جائت إليه تتحدث بدون إي تعابير كتمثال ناطق
-أعرف مجيئك لأجل إبنتك لذا لا حاجة للقول
-نعم...متشوقة لسماع ماستقولينه سيدتي
-تنبعث من إبنتك هالة دموية
الأم متفاجئة:هاااا ؟
-أعطيني يدك يا أبنتي
وبدون تردد أعطتها يدها لتمسكها وتغلق الشامان عيناها وتبحر في تنبؤاتها فتهتز يدها وترف جفونها لتفلت يد الطفلة وتخيفهما بتصرفاتها
الام تقترب منها
-ما...ماذا رأيتي ؟
تنفست الشامان ببطئ بعدها تحدثت بتلك التعابير الساكنة
-إبنتك ستكون نورا لهذه الأمة
الأم متعطشة لمعرفة المزيد -أكملي أرجوك أكملي
-ستكون هذه الطفلة وسيلة للعرش من سيقود هذه ألامة نحو السلام وإلازدهار ستكون هي جسره للوصول إليه
تشير لها
-لكن طريقها سيكون مليئاً بإشواك ضارة ستعيق مسعاها ..إن نجحت في إختيار الأمير الصالح فستكون حقاً نورا لهذه الأمة ...لكن إن فشلت ستكون لعنة تلعنها ألاجيال من بعدنا ومصيرنا الهلاك .
أون سون مطرقة تركز بكلامها مستوعبة كلامها كأنه شكل معززا لها ﻹستكمال ماحلمت به إذا فهو قدرها الآن أن يكون مصير أمة معلق على كاهلها ولا سبيل للتراجع أو الندم هذا ماتريده حلول السلام والأمان لمملكتها لن يكون هناك مزيداً من الدم ولن يكون هنالك من سيضرب العجائز في قعر دارهن ويطردهن فعادت لها تلك الصورة المؤلمة للعجوز ألتي كونت لها هذا الدافع فشدت قبضتها مستعدة للصعاب ألتي ستواجهها بنبوءة أو بغيرها فهذا هو هدفها ولن يكون هنالك أحد يجرؤ على كسر السيف ألذي ستقطع به الأعناق لدحر أعدائها والحيلولة بينها وبين دوافعها.
بينما والدتها ذهبت لمنحى آخر تماماً بسؤالها للشامان -هل هذا يعني إن أبنتي ستكون ملكة يوماً ماا؟
-لا يجب على إبنتك أن تشتهي أشياء مظرة بهدفها الأسمى .
دفعت لها النقود وقبل خروجهما أمسكت بيد الطفلة مجدداً تنذرها
-إختاري جيداً مستقبلنا يعتمد عليك .
عادتا لمنزليهما والام متمسكة بتلك الفكرة
:واااااو...سأجعل منك فتاة جميلة نبيلة وأدخلك للقصر عندما تكبرين لتتقربي من الأمراء وتكونين النور حقاً لأمتنا ههههه يا لسعادتي ..
:أحم...أحم...مالذي تتفوهين به ياامرأة ..أراك سعيدة أسرعت إليه زوجته وأجلسته لتقص على مسامعه ذاك الخبر الذي سلب لب أون سون ..فكرت بكل ماستواجهه مستقبلاً حلت عليها أفكار تجعل الجالس بقربها يخشاها تحولت على حين غرة من تلك الطفلة التي مالبثت إن تذوقت طعم الطفولة إلى طفلة شرهة إشتهاؤها الوحيد السيف وألامة المشرقة.
لاحظ سيد تشوي شرودها شرب شايه في محاولة أخيرة ﻹقناعها عن العدول
-أون سون...لا تفكري بالترهات ألتي سمعتها إنها تخاريف .
أون سون :ألا تصدق بها ؟
سيد تشوي :أصدق بالقدر الذي أعيشه كل يوم أصدق بالأمل أصدق بإنه بعد كل مشقة ستأتي السعادة فهل تدركين أين سعادتك ؟
أغمضت عيناها تفكر بسؤال والدها ولاذت بالصمت
-ألحياة يا أبنتي عملة ذات وجهين أما معك أو ضدك حكمي عقلك فما تشتهينه ليس سهل المنال
أجابت بعد تفكير
-أدركت ماهي سعادتي
سيد تشوي:وماهي ؟
أون سون وهي تحاول إنهاء هذا الحوار والتغلب على إبيها
-سعادتي تكمن بسعادة مملكتي
ثارت أعصابه قليلاً :وهل تتوقعين أنك وحدك القادرة على فعل ذلك ؟
أون سون:بنبوءة أو بغيرها هذا هو هدفي منذ الأساس سأحميك وأمي والناس ألابرياء سأقوم بما ليس للملك قدرة على فعله فقط إنتظر وسترى إن لم تتحقق النبوءة بإكملها سأحقق جزءاً منها
تنهد وأدرك قدرته على ألاستسلام
:خذي هذه النصيحة.. حتى وإن حوصرتي من قبل النمر..لو حافظتي على هدوئك فستتمكنين من النجاة وأعلمي إن الحبل الممدود إليك مستقبلاً سيلف حول عنقك إن لم تحسني إستخدام هذا
أشار لرأسه ونصيحة والدها تطرب في أذنها أنحنت له -سأبقي ذلك معي طول حياتي
-إذهبي لتنامي ...
"عجيب أمرك طفلتي تفكرين بمستقبل مملكتك على حساب طفولتك وحياتك الشخصية تراهنين على حياتك في حين النبلاء وغيرهم ينامون على أسرة من ذهب أكاد أصدق نفسي بأنك لستي إبنتي من إين جئتي بهذا الذكاء والفطنة ..آه..فلتنجزي مالم أنجزه لا أنا ولا من قبلي ولا من بعدي "
<><><><><>>>>><><><>>>>>>> <><>
مملكة شيلا
قصر الملك
في جو ومكان آخر أشتعلت فيه مشاعر الحب واللهفة المنكهة بطعم الحقد والكراهية أحتظن الملك حبيبته المنفية يودعها فما أصعب تعلقك بشخص بل ما أصعب ذلك الشعور حين تفتقد شخصاً قريباً جداً منك مقيد بأغلال تصد عنك تقدمك تصدك عن حماية أحبائك ولا مهرب منها سوى إلاذعان لتجبر وتسلط أعدائك
-سأحميك وأطفالي لن أدع مكروها يصيبكم ..لم أستطع إنقاذك...أعلم إن العبئ كبير جداً عليك لكن ..فقط أنتظريني
سيدة يون وهي تبكي
-فكرة أن أبتعد عنك الآن تقتلني ..لم أرتكب هذا الجرم إلا ﻷجل مصلحتي ولم أفكر بالعواقب
أبعدها عنه ونظر لوجهها
:لا تكرري قولك أعلم جيداً من هو خلف كل هذا الصراع وأعلم جيداً فعلتك هذه ما هي إلا ﻹنقاذي
يون :قلت لك إنها أنا لما ترفض تصديقي
:لو قالوا لي بأنك وضعتي لي سما في طعامي أيضاً لن أصدق ..مهما يكن ..سأزورك سرا كلما سنحت لي الفرصة
يون :كلا..لا تفعل سيكون خطراً عليك
:كوني بخير حبيبتي أنجبي طفلنا عندها سأرجعك للقصر
يون :وكيف سترجعني
:حتى ذلك الوقت سيكون كل شئ قد تغير
شدد قبضته :وسأقضي عليهم جميعاً سأدمرهم حينها سأرجعك
يون مسحت دموعها وأبتسمت بعد سماع هذا
:سأنتظرك يؤسفني أنني لن أكون هنا ﻷشهد نصرك
"يوماً ما يا حبيبي سأكشف خيانتها لك إنتظرني فقط "
:سأذهب ﻷودع الأميرة سونغ هي
مسح على بطنها
:بني كن سالما لا تؤذي والدتك ستكون بين يدي قريباً
"حبيبتي لا يمكنني تصور حجم المعاناة ألتي تعانينها لكن ثقي بي ما أن يتم التحالف سندحر قواهم وستكونين بين ذراعي مجدداً "
خرج ومن بعيد رأته وبإبتسامة مكر
:نعم ودعها...سيكون هذا آخر لقاء بينكما وستعود من جديد لعبة بيدي هههههها
تم التحظير لموكب خروج السيدة يون وأبنتها من القصر وسمح لها بإختيار إحدى وصيفاتها لتستمر بخدمتها وقفت أمام بوابة القصر تستعيد تلك الذكريات الجميلة ألتي مرت بها ونبذت ماهو مقيت ما سبب لها ألالم آلذي تعيشه الآن ووعدت نفسها بإنها ستعود لتنتقم ...أنحنت للملك الواقف يشهد على آخر لحظات محبوبته محطم الفؤاد مكسور الخاطر على شفا حفرة من الإنهيار وللملكة الحاقدة بجواره ترددت في إلانحناء لها لكن لم ترد التخلي عن مبادئها وإبنتها بقربها لا تعي ما يحصل أمامها غير مدركة إنها ستكون طرفا في هذا النزاع يوماً ما.
وجهت آخر أوامرها لخادمة إبنتها أمسكت يدها وهمست لها
:فلتغادري القصر في الحال
الخادمة :سيدتي!!!
يون:أختفي عن الانظار لا تدعي أحد يعرف بوجودك هنا أبحثي عن مكان آخر وحاولي البقاء على قيد الحياة
دمعت عينا الخادمة وهي تستمع ﻷوامر منقذتها وسيدتها خدمتها لسنوات عديدة وهي الآن ستفارقها كأن لم يلتقيا أبدا
:سيدتي...كيف لي أن اتركك وحيدة لقد أنقذتني ولست مستعدة للتخلي عنك ...سييييدتي
يون :آسفة...هذه هي الطريقة الوحيدة ..لن ..لن أستطيع إنقاذ وصيفاتي جميعهن لكن على الأقل سأنقذك أنتي...كوني حية مهما حدث ..ما أن تسمعي بخبر رجوعي للقصر فلتدخليه ..ستكونين منقذتي أنا وأنتي سنتخلص من الملكة بشهادتك أليس هذا ما تريدينه ..؟؟
:بلى...هذا ما أريده ..لقد قتلت زوجي لعدم طاعته وأنقذتني منها...
جثت أرضاً :سيدتي سأفعل كل ما يتطلب مني ﻷرد دينك ونتخلص من عدوتنا
عانقتها سيدة يون وهي تبكي :وداعاً أذهبي بسرعة
عانقت الخادمة الأميرة وهبت مسرعة لتنجو بنفسها
إستدارت يون لوصيفاتها الباكيات فأنحنين لها جميعاً إحتراما فهي لم تقصر معهم في شئ بل عاملتهم كأحد أفراد عائلتها لكنها بطريقة ما تشعر بالتقصير والذنب تجاههم
:سامحوني إن كنت قد أخطأت بحقكم يوماً..لن أستطيع حمايتكم من بعد الآن ...فلتغفروا لي أرجوكم
جثون متعهدين بولائهم وإحترامهم قالت قائدتهن
-إن كنا سنموت فسنموت فداء لك أنقذتنا جميعاً من حياة البؤس وسنرد لك دينك
ركبت "المحفة" مودعة ملكها بروح منكسرة لتقاد بعيداً حيثُ مصيرها المحتوم.
ترك الملك الملكة واقفة في مكانها ليأتي حارسها
الملكة شو:هل نفذت الأمر ؟
:نعم...مولاتي..سيتحقق ما تريدين..لكن ...
الملكة شو:لكن ماذاا؟
:آسف...لكن لما تريدين قتلها في مملكة غوغوريو ولما ليس هنا؟
الملكة بإبتسامة منتصرة
:هناك لن يستطيع إنقاذها أحد ..ستأكلها وأبنتها ومن في بطنها الكلاب والذئاب ...وبما إننا سنجعل عملية القتل كأنها من صنع أتباع تلك المملكة ..فهذا سيعني الحرب ...فور معرفة ملكنا بخبر مقتلها على أيدي أتباع ملك غوغوريو ..سيشن حرباً وهذه الحرب ستكون طريقنا للمجد ..وبهذا سنحتل كل الممالك ههه
الحارس:مولاتي...أعتذر ..أعتقد بإنك مخطئة هذه المرة
ثارت بوجهه :كيف تجرؤ
الحارس :الملك ذكي وسيتبين له من الفاعل بسرعة
الملكة :وكيف ذلك
الحارس:ﻷنه يعد مرسوماً للتحالف معهم .
فقدت توازنها :ماااااا...هذا الهراء كيف حدث ...
الحارس:جاسوسنا أخبرنا ..
الملكة:هههههههه....وجهت نظرة قاتلة لحارسها فهم مقصدها وذهب لتنفيذ مهمته التالية
:يون ..لم يعرف أحد أصلك ووجدتي لك طريقة في العيش ههه أعجب بشجاعتك ..آه...سأفقد متعتي في ألايام القادمة هههه
"ههه...التحالف مع ألد أعدائنا ...هههه سترى أيها الملك العزيز "
جناح الملك
الملك لحارسه الشخصي
:ستتبعهم لطريقهم لغوغوريو ...إن تجرأوا بفعل أقضوا عليهم جميعاً ..
الحارس :حاضر...مولاي
خرج ليتحدث أمين سره
:مولاي ...هل تشك بها ؟
الملك وهو يرتجف خوفاً على محبوبته وأبنته
:نعم...ستفعلها ...معظم الجنود الذين أرسلتهم تمت رشوتهم هذا ما قاله جاسوسي ..تلك اللعينة ..
تحدث بنبرة حزن ألهبت مشاعر أمين سره
:إلى متى سأبقى صامتاً ...يقودونني كأنني لا شئ آه...يا أبتي ماكان عليك التحالف مع المغول في سبيل عرشك ..لكنت الآن أتنعم في الحياة مع من أحب هذا ثمن ألاموات الذين قتلوا في تلك الصراعات على العرش أتحمل أثم ألآف ...أنا أعاقب ..
فقد توازنه وجلس على عرشه وأمين سره يحاول تهدئته
-جلالتك ...هذا مقدر لك وعليك الصبر فيوما ستنقشع هذه الغمة
:نعم...كيف تسير أمور مباحثاتنا مع ملك غوغوريو ؟
:كل شئ يتم سرا ..لكن أضنهم يواجهون بعض الضغوطات
:حسناً...سنرى إلى أين سنصل .
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^ ^^^^^^^^^
مملكة غوغوريو
بعد مرور خمسة أيام
مر موكب ألاميرة في سوق المنطقة ألتي تسكن فيها عائلة سيد تشوي ألتي هي الطريق لمنفى سيدة يون بعد سفر متعب وشاق ..تواجدت أون سون في دكان والدها تساعده حينما سمعوا أصوات في الخارج تعلن عن إفساح المجال لموكب سيدة يون ...خرجا مع الجمع ينظرون لتلك المنفية وبين همسات المارة وتساؤلاتهم تنفست يون الصعداء ﻷول مرة بعد سنين طويلة تعود لموطنها وتذكرت أحبتها الذين تركتهم
"أختي...أتمنى أن تكوني بخير "
الأميرة أون سون تنظر هنا وهناك أبعدت الستارة لتنظر أكثر لتسقط لعبتها
:أمي ...سقطت لعبتي ...
أون سون بحدة نظرها أبصرت اللعبة
:أبي سأعود في الحال
:إلى أين ؟
لم تجبه وأسرعت الخطا ألتقطت اللعبة ولكن الموكب أبتعد كثيراً مما أضطرها لتتبعهم
"تلك الفتاة لا بد إنها تبكي لفراق لعبتها ...حسناً أنتظري سأجلبها لك"
وصل الموكب حدود القرية المهجورة لتصل بدورها أون سون
:توقفوا أرجوكم ...
أقتربت من العربة وهي تلهث لركضها طيلة هذه المسافة فتقدم أمامها جندي ضخم
:ماذا تريدين؟
أون سون :لعبة الاميرة...لقد سقطت ...
سونغ هي أخرجت رأسها من المحفة فرحة
:لعبتي...
الجندي :هيا أعطيها لها بسرعة وأذهبي
ألتقت ألاثنتان تنظران لبعضهما بدهشة أون سون دهشة لرؤية جمال كهذا وسونغ هي دهشة لرؤية فتاة ترتدي ملابس الفتيان أخذت لعبتها
:شكراً لك
:لاداعي للشكر
الجندي بحدة :أرجعي من حيث ماعدتي بسرعة
إستدارت للعودة وصورة الأميرة باقية في مخيلتها لا تعرف ربما يوماً سيكون هنالك لقاءا وأي لقاء سيكون هذا .
أعطى الجندي إشارة لتنفيذ الأمر فيذبح العبيد ممن يجرون المحفة وسيدة يون فقدت أعصابها وسيطر الخوف على جسدها لم تتوقع أن نهايتها ستكون بهذا الشكل وهي لاحول ولاقوة لها الآن وخادمتها دخلت وجلست بجوارها لتحميهما وضلتا تدعوان لنجاتهم ،وبدون إنذار وابل من السهام يرشق به هؤلاء الخونة ويسقطون صرعى وجرى قتال دامي ليفوز به أتباع الملك ويقضى به على أتباع الملكة ماعدا شخص واحد تمكن من الفرار ألا وهو ذلك الجندي ..رفع الستار شخص ملثم فترفع بذلك خادمة يون سكينها لتقتله فيكشف عن وجهه وتتعرف عليه يون حينها شعرت بألاطمئنان ..كل هذا جرى أمام ناظري أون سون المختبئة خلف أحد الاشجار شاهدة على معركة دامية ليهتز جسدها وتفر عائدة لدكان والدها آلذي ما إن وصلته لتشهد على صدمة أخرى ...والدها يسحب من قبل أحد الجنود فتثار وتتبعهم صارخة
:أبي ....إلى أين تأخذوه....أبي
تشوي :عودي للمنزل ..سأعود لا تقلقوا علي
:أبي......
إنهارت باكية ووالدها يجر بعيداً ويهان ليكون طرف مؤامرة أخرى لايسلم منها لا الضعيف ولا العاجز .
يتبع....
الكاتبة #Daisy
معلومات :
1-الشامانية هي ظاهرة دينية تتضمن مجالات وممارسات الشامان. بالرغم من أن الشامانية موجودة بعدة أشكال حول العالم، قد يكون موطن الشامانية بشكلها النقي سايبيريا وآسيا الوسطى، بالإضافة إلى السكان الأصليين للأمريكيتين والذين يبدون من أصول وسط آسيوية. للشامانية أيضاً وجود في ديانة الشنتو في اليابان، وممارساتهم متعلقة بشكل رئيسي بالطقوس القروية. وفي الهند الصينية، تهتم ممارسات الشامان بشكل رئيسي بمعالجة المرضى. أما بالنسبة للشامانية في كوريا فهي متعلقة أساساً بعالم الأرواح.
الشامان هم سحرة دينيون يقولون بأن لديهم قوة تتغلب على النيران، ويستطيعون إنجاز الأمور عن طريق الجلسات تحضير الأرواح التي فيها تغادر أرواحهم أجسامهم إلى عوالم الروح أو تحت الأرض حتى تستمر بمعالجة المهمات. الغرض الرئيسي للشامان في أي مكان هو المعالجة. يسيطر الشامان الناجح على الأرواح التي يعمل معها، ويستطيع (كما يدعي) التواصل مع الموتى. يدرب الشامان أحياناً بواسطة "سيد الشامانات" والذي يكون أكثر خبرة منه في الشامانية. يجب على الشامان معرفة كيفية السيطرة واستخدام بعض الأمور الشخصية الطقوسية، مثل قرع الطبال أو العربة التي يقودها للسفر، كما يجب عليه حفظ تلك الأشكال والأغاني الطقوسية المهمة بالنسبة إليه.
الشامانية: دين بدائي من أديان شمالي آسيا يتميز بالاعتقاد بوجود عالم محجوب هو عالم الالهة والشياطين وارواح السلف. وان هذا العالم لا يستجيب الاّ للشامان وهو كاهن يستخدم السحر لمعالجة المرضى ولكشف المخبأ والسيطرة على الأحداث. (عن قاموس المورد) هم أيضًا من زرعوا التبغ وأول من استخدموا السجائر في الاحتفالات الدينية
المصدر :ويكيبيديا
2-المحفة هي عربة ملكية من الخشب يجرها العبيد أنذاك .
3- المثل الكوري
" حتى لو أنك كنت محاصراً من نمر، لو حافظت على هدوئك فستتمكن من النجاة"
الموقف: لو أنك كنت في موقف صعب، حافظ على هدوئك وستتمكن من تخطي الأمر.
مااكتبه هو مايتعلق بديانة هذا الشعب وليس له أي صلة بديننا.
مارأيكم بالبارت
الفصل السادس
من رواية صراع الأفاعي
خيم الظلام على المملكتين وفتحت ألابواب على مصراعيها للمؤامرات كأن الليل هو الغطاء ألامثل للشبهات والجرائم المقترفة ...
مملكة شيلا
تنكرت بثياب خادمة وخرجت من القصر وحارسها بجوارها ..أمتطت حصانها وأسرعت تريد أخويها تزف لهما خبرا ..وصلت منزليهما بأمان ..أنتظرتهما لحين عودتهما في مجلس الضيوف ما إن أتيا حتى أمروا الخدم بإخلاء المكان ليلقي على كل منهم التحية والإحترام
الملكة شو :كيف حالكما
الأخ الأكبر زعيم العشيرة :نحن بخير جلالتك ..
ألاخ الأصغر تحدث باللغة الصينية
:أشتقت إليك جلالتك ..لم أرك منذ فترة
الملكة تبادره اللغة نفسها
:أشتقت إليك أيضاً ..لم تتعلم الكورية إلى ألان؟!!
ألاخ الأصغر :بل أعرفها نحن نعيش بينهم منذ سنوات الا إنني أكره كلامهم على لساني ...
الملكة :ههه...هذا بسبب تلك الفتاة الكورية التي رفضتك
لاذ بالصمت فالحديث عن مشاكله يزعجه ..
الزعيم :فلندخل في صلب الموضوع ..ماأتى بك ..أنتي لا تأنين إلا إذا كان هناك خطر ..
الملكة :نعم...خطر سيهلكنا إن لم نوقفه
الزعيم :هل يعلم الملك بخروجك ؟
الملكة:كلا...ليس لدينا وقت ..أعلمني جاسوسي إن ملكنا سيتحالف مع غوغوريو ..
الاخوان :ماذااااااا...!!
الملكة :نعم...فلنتصرف في الحال ..إخبرا ألامبراطور
الأخ الأصغر:امبراطورنا في حالة حرب الآن ﻹحتلال الجوار لا أضنه سيحشد جيشاً ﻷخافة الملك
الزعيم :لا نريد حرباً الآن سأخبره ونتعامل معه بطريقة أخرى
الملكة :فتسرعا ..أتعلمان إن حدث مانفكر به ..سيقضى علينا ..غوغوريو علاقتها قوية ببقية الممالك إن أتحدوا جميعاً بقواهم سنلغى من على الأرض
الزعيم :لن يحدث أي من هذا فأمبراطورنا سيدق أعناقهم إن تجرأوا كوني مطمئنة ..
الأخ الأصغر :فلتبتعدي عن السياسة الآن ..
الملكة :ماذا...هذا هو السبب في إدخالي للقصر ..أن العب دوري السياسي وأزودكم بالمعلومات
الزعيم :إنتهى دورك الآن ..وستلعبين دور آخر ..دورك كزوجة ..إجعلي الملك يحبك إستغلي فرصتك وقيديه من جديد
الملكة :ههه...هل تحسب أنه سيحبني ..حتى لو بعد ألف سنة ..
الأخ الأصغر :نحن سنتولى الأمور من هنا فلتعودي قبل أن يكتشف الملك خروجك .
في القصر
سار الملك مع أمين سره وأتباعه متوجها لجناح الملكة يحادثها في أمر ما ..وقف أمام المكان وتوترت الخادمة عندما طلب رؤيتها
:أخبري الملكة أني هنا لرؤيتها
الخادمة :ج..جلالتك...إنها نائمة لاتريد إزعاجا
تجاهل كلامها وشق طريقه لغرفتها ومع محاولة الخادمات لمنعه شك في حدوث شئ صرخ امين سره بوجههم ففسحوا له المجال ليدخل ...أقترب من السرير وقلوب الخادمات تطرب خوفاً من إكتشاف أمرهن أطمأن قلبه لرؤيتها نائمة ليغادر المكان وتنهض الخادمة فزعة ترتجف رعباً فكاد أن يكشف أمرها وملكتها...مضت فترة قصيرة لتعود الملكة مهجعها وتنام في سريرها ...وفي جهة أخرى لازم الملك سريره يتقلب هنا وهناك بعد إن خانه النوم وضل حبيسا لتخوفاته وشكوكه .
مملكة غوغوريو
مكان موحش مظلم ملئ بالحراس الملكيين رائحة الدم وأصوات السجناء المعذبين تلمئ المكان وسيد تشوي مقيد اليدين ورجلان يعذبانه بالسياط
:أعترف قمت بمساعدة المتمردين ببيعهم السيوف هيا أعترف
سيد تشوي :ليس...هناك...مااعتر...ف به...لا..أعلم ماتتحدث...عنه ...أنا برئ
الحارس:برئ ؟فلتعذبه اكثر...أخبرنا بمكانهم وسنطلق سراحك
سيد تشوي :لو..كنت أعلم ..ما تتحدث عنه ﻷخبرتك ..وحتى لو كنت أعلم لن ..أخبركم
:ترفض الإعتراف ...شاهدك أحد رجالنا وأنت تبيع سيوفا عديدة لمجموعة رجال في الليل ..كانوا هم المتمردين هذا هو ثمن حياتك ..أعترف وسنطلق سراحك
سيد تشوي زاد إصرارا هو حقاً لا يعرف مايجري لكنه لاينكر بيعه السيوف لمجموعة رجال أتوا في الليلة السابقة
:فلتعذبني كما تشاء قلت لك لا أعرف
هاج الحارس وأمر الآخر بزيادة الضرب حتى أفقدوه وعيه .
في منزل سيد تشوي
أون سون ووالدتها وحيدتان في المنزل تبكيان لا تعلمان ماحل بسيد تشوي لم تناما ليلهما ،وفجأة وبدون سابق إنذار يطرق الباب في ساعة الفجر وتهرع أون سون وتجد والدها في حالة يرثى لها ملابسه ممزقة والدم يغطي أنحاء جسده
:أمي....عاد أبي
تسرع والدتها ويحملانه كان فاقداً قدرة الكلام وماإن عولج من قبل زوجته وأخذه حساءا دافئا أرخى حواسه وأستعاد وعيه قليلاً حكى لهما ماجرى
:فقدت وعيي بعد تعذيبي بعدها سمعت صوتا ينادي إسمي فتحت عيناي ﻷرى رجلا ملثما ومن حولي من الحراس جثث هامدة والأرض أصبحت بحرا من الدماء قال لي إنه سينقذني ﻷني ساعدتهم ...في ذلك الوقت سلمت مجموعة رجال سيوفا ودروعا بدون حتى أن أسألهم عن حاجتهم بها ويتبين أنهم متمردين ضد حكم الملك وأحد ما من حراسهم كان يراقبني ووشى بي طلب مني مغادرة البلدة إلى أخرى
زوجته وهي تبكي لحاله :هل قاموا بكل ذلك ﻹنقاذك
سيد تشوي :قالوا لي أنني ساعدتهم إستعملوا تلك السيوف في قتل حراس الملك عند مهاجمتهم أحد المناطق وجاءوا ليس فقط من أجلي بل ﻹيصال رسالة للملك بقتلهم الجنود وأنقذوني ...
أون سون :إذا هل علينا مغادرة منزلنا أبتي ؟
سيد تشوي :نعم ..غداً سننتقل ﻹحدى المناطق القريبة ونختفي عن الأنظار وإلا سأتهم بالخيانة كل من رأوا وجهي من الجنود والحراس قد قتلوا ..فلتستعدوا ...أون سون عزيزتي الحياة أصبحت مريرة للغاية علينا أن ننجو بأنفسنا
الزوجة :كيف سنغادر وأنت بهذا الحال
سيد تشوي:سأتغلب على ألمي وأحميكما
أون سون :سأحميكما أبتي لاتقلقا ..
في قصر ملك غوغوريو
الملك في حظرة زوجته وأحد أتباعه
التابع :وصلت سيدة يون بأمان لمقرها
الملك :حمدا لله ماذا عن مباحثاتنا معهم هل تجري بشمب جيد
التابع :كل شئ يجري سرا...لكن مولاي المتمردون قد تمركزوا في البلاد بشكل واسع قتلوا مجموعة من رجالنا
الملك تنهد :أرسلت أخي لقمعهم لابد والسيطرة على تلك المنطقة التجارية
بمغادرة التابع دخل ألاميران تاي جو و داي جو كونهما اخوان شقيقان إلا إن ألفرق بينهما واسع جدا فولي العهد تاي جو لايملك الذكاء وكمراهق كل همه المتعة واللهو الغرور والتكبر والكسل هما صفات متلازمة به عكس أخيه الاصغر داي جو الذي يلاقي إستحسانا من الجميع حتى ﻷخوته غير الأشقاء فهو مصدر فخر وأمل لهم و الوزراء في البلاط يرونه الوريث المثالي للعرش بدل تاي جو بسبب شخصيته العبقرية وحنكته محبا للقراءة والكتابة سياسي منذ صغره محبا للخير والتعاون مع الجميع وهو يقف في مواجهة كبيرة بين ولي العهد والوصي على العرش عمه تشونغ رغم نيله إستحسان من في القصر إلا إن والدهم الملك لايتجرأ على كسر القوانين في جعل إبنه الأصغر وريثا له مع علمه التام بصفات ولي عهده لكن وضع في ذهنه أملا في أن يصبح إبنه شخصية جديرة بالحكم يوماً ما...
قدما أحترامهما لوالديهما كعادتهم كل يوم وتوجها بعدها لمهاجعهم وفي طريق داي جو لمح عمه من بعيد يعانق إحدى الخادمات فشعر بالاشمئزاز وقال لمعلمه وصديقه المقرب التابعان له
:هل تضنان بأني سأتغلب على عمي في المستقبل ؟
معلمه :ثق بقدراتك وامشي في الطريق الذي تراه سهل
صديقه :نعم كن واثق بنفسك كما أثق بك والمعلم
الأمير داي جو:نعم سأثق بنفسي كثيراً ﻷقضي عليه فعند صعود أخي العرش سيتلاعب به عمي ..أخي لايفقه شيئاً سأجهز نفسي لحماية أخي والجميع منه
المعلم:أتمنى أن أعش طويلاً ﻷراك تفعل هذا
صديقه :سأضل بجوارك مولاي وأحميك لذا فقط ثق بنفسك وبنا.
في آليوم التالي شدت عائلة سيد تشوي رحالها وغادرت المنطقة إلى أخرى بحثاً عن الأمان والسلام وخسر فيها دكانه الذي كان قد سرق أشيائه وقلب أون سون تعلق أكثر بتنفيذ مخططاتها بعد رؤية مملكتها والناس فيها يتعرضون للإذلال والتنكيل .
مملكة شيلا
صباح جنوني لملكة شو ..سمعت بخبر مقتل أتباعها ونجاة سيدة يون لتحطم أثاث غرفتها ويجن جنونها وﻷسكات ثورتها طلبت رؤية حارسها ما إن سمع أوامرها جن هو ألاخر لمطلبها
"ملكتنا جنت أخيراً لتطلب مثل هذا الطلب آه..ليس أمامي مخرج سوى التنفيذ "
شق طريقه نحو مهجع سيدة يون القديم وبصحبته رجلان سيافان قاموا بإخراج وصيفاتها وقتلوهن بدم بارد وحارس الملكة ينظر ينظر إليهن مجرد من الشفقة والرحمة تركوا المكان غارقا في الدماء البريئة ليضل مهجورا تسكنه أرواح ذاقت طعم الذل والهوان ...سمع الملك ماقامت به وقرر المضي قدماً بتنفيذ إنتقامه وتحالفه آلذي وجد فيه مفره من أيادي المغول.
مملكة غوغوريو
مضى تسعة أشهر وحان موعد إنجاب سيدة يون لطفلها زارها الملك بخفية في هذه الأشهر وتحمس كثيراً لإنجابها فبعدها سيعيدها للقصر بعد أن تم تحالفه السري مع شيلا فبعودتها سيحشد جيوشه ليحرر المناطق تحت سيطرة المغول ويعيق تحركهم في قصره ليبين لهم مدى قوته لكن هذه المرة وقف الأقدار ضد رغباته ..توفي الأمير الصغير فور إنجابه وعشيرة هان المغولية أعلمت أمبراطورهم بتحركات الملك فقام بقطع الطرق التجارية بحرا بينهم وبين مملكة غوغوريو وإرسال تهديداتهم مما جعل ملك غوغوريو يسحب تحالفه ويضل ملك شيلا وحيداً مجدداً محاطا باعداءه من كل جانب ويسلم أمرهم إليهم .
في جهة أخرى ..في قرية ريفية
حملت أون سون دلاءها متوجهة للبئر في وسط الاحشاش والأشجار ..ملئتهم بالماء وسمعت صراخا تركت مابيدها متعقبة مصدر الصوت ..رأت رجل يضرب فتاة حتى أدماها لم تتحمل رؤية هذا المشهد وغريزتها نادتها لإنقاذ الفتاة المسكينة
:هيه...أنت ..أبتعد عنها
الرجل :من أنتي ...اذهبي من هنا
وقام بضرب الفتاة مجدداً ..دفعت أون سون الرجل بعيداً عن الفتاة وأمسكت بيدها للهرب لكنه يقفز على الاثنتان ويدفع أون سون أرضاً ويأخذ بيد الفتاة الصارخة ويشتمها ويضربها...عندما رفع سيفه يريد قتل الفتاة أحس بألم ودم ينزف من بطنه ليستدير على أون سون ألتي أستلت سيفها وطعنته في ضهره فيسقط صريعا اقتربت من الفتاة تساعدها مرتجفة
:هل....هل أنتي على مايرام
الفتاة :نعم ...نعم شكراً لك
أون سون:من كان ؟
الفتاة :سيدي ...كان سيدي وأنا عبدة لديه هربت منه فوجدني ...
أون سون :أهربي بعيداً جدا هيا هيا
نهضت الفتاة شاكرة لها واختفت تاركة أون سون تنظر للجثة أمامها مرتعبة خائفة مرتجفة أسرعت للبئر تمسح الدم عن ملابسها وسيفها ملئت الدلاء وعادت للمنزل ...أخذت والدتها ملابسها لتغسلها ورأت بقع دم لتسألها بعصبية
:أون سون فسري لي ماأراه
اضطربت وتلعثمت
:إنه...لقد....ج...جرحت بينما كنت اتدرب ههه
الأم:حقاً...أين الجرح اريني اياه
تحسست يدها ورقبتها فأبعدتها خشية إكتشاف أمرها ووالدها علامات الشك طغت على وجهه ورفض تصديق قصتها
:أمي...أنا بخير ..سأذهب الآن
لم تمضي فترة منذ إن خرجت مع والدها لعمله عند أحدهم وكسابق مهنته حداد ليجمع أكبر قدر من النقود لشراء دكان له إلا وتناقل أهل القرية أخبار قتل أحد التجار حيث وجدوا جثته بين الاحشاش لتتصبب أون سون عرقا ويهتز جسدها حاولت إخفاء مظاهر الخوف والتوتر لكنها فشلت مما جعل شكوك سيد تشوي تقع في محلها أنتهى من عمله وأنتهت هي الآخرى من عملها آلذي أشاد به صاحب المكان كثيراً بقوله إنه اول مرة يرى فيه فتاة تمارس عملها في الحدادة وببراعة لا يتقنها إلا الماهرون ...أخذها بعيداً قرب نهر القرية حيث أعترفت له بكل شئ
تشوي :لا تخبري والدتك ...كيف تشعرين الآن ؟
أون سون :لا أشعر بالذنب لقتله فهو يستحق لكن أشعر بالخوف من المستقبل إن كان علي قتل المزيد من أمثاله
تشوي :هذه أول عملية قتل لك ...في المستقبل ستقتلين الكثير فهل أنتي مستعدة لتعذيب نفسك ذهنيا وجسديا
أون سون : إن كان هذا سيحمي الناس من حولي فلا أخاف شيئاً ولا يهمني إن تعذبت طالما ساتمكن من حمايتكم جميعاً
عانقها والدها فهي من الآن ستصبح أداة للقتل بحجة تغيير مصيير مملكتها .
بعد مضي عشر سنوات ....
خلال تلك السنوات شهدت مملكة شيلا فترة حرب مع إحدى الممالك إستطاع ملكها إحراز النصر والحفاظ على وجوده بمساعدة المغول تبعتها فترة سلام ..أما غوغوريو فحلت الطامة الكبرى ..تفشى الوباء وأستعبد الناس من قبل النبلاء ومرض السلطة نخر جسد ملكهم وأصبح لعبة بيد الوزراء والنبلاء والمجاعة والموت وجدت طريقها لمنازل الفقراء ولاسلام ولا إزدهار حل في تلك البلاد المنكوبة فهي ألان بيد أتباع الملك يسيرونها كيفما يشاؤون .
في جبال مملكة غوغوريو ..كوخ قديم
وضعت الغسيل على الحبل ومسحت العرق عن جبينها وتمثلت صور أمام ناضريها صور تلك المرأة المجهولة ذات العباءة السوداء ألتي لم تتح لها فرصة التعرف عليها ...تلك المدة لم ينقطع الملك عن زيارة سيدة يون وأبنتها لكنه أكتشف من قبل الملكة وقطع زياراته بسبب الضغط المتواصل عليه ..لم يكن هو الزائر الوحيد بل هناك شخص آخر أو بالاحرى أمرأة رفضت سيدة يون إخبار إبنتها عنها ..هذه المرأة ساعدتهم كثيراً وفي كل مرة تحاول سونغ هي إكتشافها أو رؤية جانب منها تفشل في مسعاها ولم تعرف السبب جراء فعلة والدتها ،هم أيضًا لم يسلموا من الوباء وتأثرت به سيدة يون
أسرعت خادمتهم لسونغ هي ألتي لا تزال تعلق الغسيل على الحبل ووجها لا يبشر بخير
:مولاتي ...سونغ هي...سيدة يون إنها إنها
سونغ هي أفلتت مابيدها وتوجهت حيث والدتها ..دخلت الغرفة حيث يون مستلقية على فراشها والمرض سلب منها قوتها فبدا وجهها شاحبا والتجاعيد كساه وتحولت من تلك الجميلة إلى إمرأة عجوز لاحول لها ولاقوة ..هزت جسد والدتها بقوة وهي تبكي
:أمي...أستفيقي ...أمييييي...
فتحت عيناها ببطئ وتحدثت بصعوبة
:أنصتي لقولي...لم يتبقى لي الوقت ...وعليك معرفة ..الحقيقة ...
سونغ هي :لا تتحدثي الان ..فل...فلتنامي
سيدة يون:لا...تكرهي والدك...
سونغ هي :هو السبب في حالتنا هذه ..كيف لا أكرهه ..كيف...
سيدة يون:قبل سنوات لست أنا من حاولت تسميم ولي العهد...
سونغ ها وهي تحاول إستجماع قوتها لتركز في قولها :أمي...ماهذا....
سيدة يون:لا تقاطعيني ...الملكة أتهمتني وزورت الادلة لتخرجني من القصر...وأنا حاولت مجاراة لعبتها لحماية والدك وحمايتك...كنت أملك دليلا قاطعا يثبت تورطها ويفضحها لكني...لم أجرؤ فهي من عشيرة هان ووالدك سيقضى عليه إن أتهمها بشئ ..حتى لوكانت هي الفاعلة فلن يجرؤ اجد على تصديقي ومصيرنا سيكون الهلاك ...لذا حفاظاً على سلامة الجميع أثبت أني الفاعلة ...والآن ..سأموت يا أبنتي جدي ذاك الدليل وأستعمليه ﻹنتقامك ..إنتقمي لنفسك ومن تلك الشريرة ...
سونغ هي :أمي...ماهو هذا الدليل ...أمي
هزتها بقوة لكنها لم تستفق وغادرت روحها جسدها علها تجد السكينة في مكان ما مخلفة وراءها إبنة سبيلها الوحيد في الحياة هو الإنتقام .
يتبع
في الجزء القادم ستبدأ اللعبة الحقيقية بين شخصيات الجيل الثاني .
الفصل السابع من
رواية صراع الأفاعي
ليل آخر حمل معه رياح هائجة ظلام بسط أجنحته على أهالي قرية في غوغوريو ،وفي مكان لتجارة العبيد أنتصب شخص متشح بالسواد كاد لايميز الفرق بينه وبين ظلمة الليل على سطح أحد المنازل رفع سيفه كإشارة لبدء المهمة ..قفزوا على السطوح في سباق مع الزمن المحدد للمهمة بلباس أسود موحد دخلوا مكان تجارة العبيد تعالت أصوات السيوف وصرخات الحراس توسطهم ذاك الشخص وبضربة واحدة جعلهم جثثا خامدة ..قاموا بإخراج العبيد من زنزاناتهم وبقي هذا الشخص وحده يتفحص الانحاء بينما أتباعه خرجوا سمع خطوات أقدام تبع مصدرها فوجد أحد العبيد يتلصص هنا وهناك في حيرة من أمره خائفاً من الخروج كيلا يمسك به احد...ما إن رآى الملثم إلا وتعثر في مكانه ضانا إنه سيقتله
:أ...رجوووك ...لا تقتلني
مد الملثم يده بعد إن اطمأن العبد إنه منقذه ..مشيا سويا يريدان الخروج ليلتف حولهما عددا من الجنود القادمين فور سماعهم بخبر الهجوم سحب الملثم سيفه وتردد قليلاً في قتالهم كانوا يفوقونه عددا وما من أحد من أتباعه يستنجد بهم تنفس بعمق وفكر بخطوته القادمة أبعد عنه العبد وقاتلهم ومما أثار إعجابه هو دخول العبد المفاجئ في أرض الحدث وقاتل كقتال الأبطال بالسيف الملقى جانبه مما أدى لتعرضه لضربة سيف أدمت ضهره ..الملثم حوصر من كل الجهات وعلم إنها ستكون نهايته ..عددا من أتباعه دخلوا هذه الحرب قال أحدهم له
:ستلتقي بالقائد في الغابة أذهب بسرعة سنحمي ضهرك
لم يجب وأكتفى بإيماءة من رأسه ..ساعد العبد على المشي ..ركب أحد الاحصنة مخلفا وراءه زوبعة دامية أنطلق بحصانه بعيداً نحو هدفه التالي...
في جبال المملكة ...
تحظرت الأميرة سونغ هي لرحلتها إلى شيلا بأمر من والدها الملك هي الآن وحيدة ولا قوة لها مما جعل والدها يأمر بإعادتها للقصر لتكون بين أحضان إخوتها لم تمضي فترة وجيزة على دفن والدتها في تلك الجبال النائية قلبها متحجر الآن من قتل والدتها حي يرزق يتنعم في ضل الملك أي قسوة هذه مسببو الدمار وجذور الفساد يتلحفون بثياب من حرير وإسرتهم من ذهب وطعامهم ما لا يتصوره أحد بل يتغذون على لحم أولئك الجياع يدقون أبواب القصر للقمة تسد جوعهم القاتل ليتلقوا الضرب والتنكيل من قبل أسيادهم وهي واحدة منهم ذاقت ما ذاقت من ألاذى جمالها الساحر أختفى بنيتها الجسدية أختفت لسوء العيش والتغذية السيئة موت والدتها وإكتشافها السر المسبب لتعاستها كل هذا جعلها تحسب خطواتها القادمة وهدفها آلذي ستحيا ﻷجله ستنتقم وتقاتل للحياة حتى لو كان على حساب شخص آخر ماذا سيضرها إن أتبعت طريقتهم في الحياة ستجعلهم يركعون لها مقبلين قدمها متوسلين خاضعين وضعت في خلدها كل السبل لسلاحها القادم ﻹخضاع أعدائها...
تناولت طعامها مع خادمتها وعيناها تقدحان شررا وتصاب خادمتها بالرهاب لمنظرها
:ممممممولاتي....مما بك ...وجهك مخيف
لعبت بطعامها تبتسم بجنون
:لن نأكل هذا الطعام من بعد الآن ...فلتفرحي سأصحح ألاخطاء عند عودتي وستساعديني في مهمتي هل ستفعلينها ...
الخادمة بخوف :ننعم...بكل تأكيد كلي ..كلي ولتنامي لدينا رحلة طويلة غداً
سونغ هي:من سيرسل لأخذنا ؟..هل سيرسلون مثل أولئك الأشخاص الذين أرادوا قتلنا منذ سنين
الخادمة : كلا ...تعرفين إنهم كانوا أتباع الملكة بالتأكيد سيرسل لنا أتباعه
تماثلت لسونغ هي صور الملكة لتمسك بالسكين وترميها على الخيال الممتثل أمامها وترعب خادمتها
:الملكة...ههههها ..أنتظريني اللعبة ستبدأ مغولية أولا سأدمرك حتى لو كنت سأموت هههههها
صهيل حصان كسر صمت الليل ..رياح هوجاء ثارت وعفاريت الغابة خرجت من مخابئها تتراقص على سنفونية الليل والملثم يرقص طربا لنصره وصل مخبأ في وسط الغابة نزل من حصانه والعبد مغمى عليه لم يستطع إنزاله بسبب جرح ساعده أطلق صفيرا تبعه صفيرا آخر علامة على إتمام المهمة جاء رجلان حملا المصاب وأدخلاه المخبأ ..دخل معهم الملثم لتلقي العلاج خاطبه أحدهم
:نحن سنذهب أتممنا المهمة وسنأخذ هذا المصاب معنا
الملثم :لكنه مصاب وفاقد للوعي سأهتم به وأجلبه لكم
:السفينة ستغادر الآن ليس هنالك وقت
الملثم :دعه إذا سأتكفل بأمره ...
فورها وقف أمامه رجل مهيب وقف منحنيا بإحترام بينما قال الرجل
:أون سون كنتي عونا كبيراً لنا لا أعرف كيف اكافئك هل تريدين الإبحار معنا ؟
نزعت أون سون لثامها ليكشف عن وجهها الحسن بملامح ثورية جمال بقسوة
:سيدي كان لي شرف القتال جانبكم ولا أستحق مكافأة فهذا واجبي ..وأعذرني فعائلتي وقومي بحاجة إلي علي البقاء بجوارهم وحمايتهم ..المهم اوصلوا العبيد بسلام
الزعيم :إذا سيكون هذا فراقنا
أون سون :نعم أوصل تحياتي للجميع
الزعيم :سنكون في خدمتك دائماً إن احتجتي إلينا لاتترددي في إخبارنا سنعلمك بمخابئنا بمسقط رأسنا الجديد ..
أنحنيا لبعضيهما وغادرا لتهتم بجرحها وبالمصاب أنضمت أون سون في تلك آلسنوات لحركة تحرير العبيد السرية التي دقت أعناق النبلاء والتجار ..دوختهم وأفقدتهم أموال طائلة أصدر الملك مرسوماً للقضاء عليهم ولم يفلحوا كانت الساعد الأيمن لزعيم الحركة حاولت بجهد التستر على عملها حماية لعائلتها وأهل قريتها لينصبها أهل قريتها التي يقارب تعداد ساكنيها المائتي شخص زعيمتهم وحاميتهم لشجاعتها ومساعدة إهلها في اوقات شدتهم ولم يتجرأ أحد على المساس بأهاليها ...هدأت العاصفة وهدأ معها الجريح المتأوه نهض من سريره المهترئ ممسكا بضهره ﻷلمه الشديد حاول الخروج ليمنعه صوت أون سون الحاد
:إلى أين ..تريد الهرب حتى يقبضوا عليك
إستدار لرؤية صاحب الصوت ويفاجأ كونها أمرأة بلباس رجل أشار بأصبعه ناحيته
:أنتي...
وضعت إناء الماء بجانب السرير وأقتربت منه
:نعم..أنا أمرأة لاداعي لقولها وأيضاً أنا من أنقذك هيا تعال ﻷعالج الجرح
أحس بشئ خنقه ومنعه من التكلم فأنصاع لمطلبها حذراً ..سمح لها بكشف ضهره وعلاجه مجدداً كان شابا شعره الطويل ولحيته الكثيفة وشارباه أخفيتا ملامح الشباب فيه فبدا رجل عجوز أكبر من سنه راقبها وهي تعالجه ولم يتجرأ على قول كلمة حتى ضبط أنفاسه وتلعثم في كلماته
:شش...كرا ﻹنقاذي...
نظرت إليه نظرة تراجع بها للخلف من فرط حدتها
:كنت تقاتل ببسالة كيف يعقل أنك عبد
الشاب :كنت حارسا شخصياً ﻷحد النبلاء ..باعني بعد إن أتهمني بتقصيري ومنذ ذلك الوقت وأنا قابع في السجن منتظرا سيدي الجديد ..
أنهت تضميد جرحه بصمت بينما أستمر بطرح الأسئلة
:إلى أين أخذتم العبيد؟
أون سون :لمملكة أخرى ليعيشوا حياتهم أحرار إن بقيوا هنا فصائدي العبيد سيبحثون عنهم ﻷرجاعهم يتكفل بهم شخص ثري يعطيهم مايكفيهم لعيش حياتهم وسأفعل معك بالمثل ما أن يلتئم جرحك ..
الشاب:كلا ..لا أريد ..أريد البقاء في مملكتي
أنفعلت أون سون قليلاً وصرخت بوجهه
:تريد البقاء هنا حتى تعود للخدمة هاااا ماذا إن وجدوك سترحل من هذا المكان وتعش حياتك أفهمت
قامت لتسكب الأناء في الخارج وعند عودتها وجدته جاثيا على قدميه
:مالذي تفعله إنهض الا يؤلمك ضهرك
الشاب:أدعى وونغ دعيني أرد لك ديني سأكون خادمك وحارسك المطيع
أون سون:ماذا...تريد أن تعود خادما من جديد ؟
وونغ:أمضيت حياتي كلها أخدم الناس وأن عشت خارجاً سأفعل المثل لكن لا أعلم نوع هذا الشخص الذي سأخدمه ...لكني أعلم نوعك وأريد البقاء بجوارك أنقذتني من موت محتم وسأرد لك الدين
أون سون :وهل تضن بأنك تعرفني جيدا لمجرد إنقاذي لك ؟
وونغ خافضا رأسه :لو لم تكوني شخص جيد لما أنقذتني وأنقذتي العبيد ليس لدي عائلة ولا أقرباء أعش من أجلهم فدعيني أعش لأجلك وأساعدك في مهمتك أتوسل إليك
لامست الصدق في عينيه ورغبته الشديدة في الدخول لحمايتها ومساعدتها ولن تفرط بحماس شخص مثله ليس لديه عائلة أو أهل ولا شئ يعش من أجله وبدل أن يخدم أشخاصا نبلاء همهم قتل الناس والاشتراك معهم في إثمهم ستستغله لفعل الخير في زمن لم يعد الخير يطرق أبواب الفقراء...
أون سون:حسناً وونغ...فلتقسم لي على الولاء
أحضرت له سيفا وناولته إياه
:هذا سيكون سيفك أقسم بأنك ستعينني على فعل الخير ولن تتزعزع أو تضعف قوتك ..أقسم لي ستخوض معي في كل الطرقات وإن أخلفت وعدك بالخيانة فسأقتلك بسيفي لتكون عبرة للآخرين..
أخذ سيفه وأقسم عليه
:سأكون سيفك وظلك أقسم بأني لن أتهاون في فعل الخير أقسم لك في اللحظة ألتي تزل بها قدمي سأقطع عنقي بنفسي ...
أشرق وجهها بإبتسامة رضا
:أدعى أون سون وسنذهب لبلدتي قص شعرك فهو طويل جدا وأحلق لحيتك لتكون بصورة أفضل ولكي لا يتعرف عليك أحد ...
أخرجت من جيبها خنجرها ألتي إعتادت على حمله منذ صغره وعصابة رأس
:أرجع لي الخنجر عند إنتهاؤك من قص شعرك وضع هذه العصابة على جبهتك لتخفي هذا الندب
وونغ:إنه علامة تميزني على أني عبد
أون سون:أعرف لهذا ستضعها سأجهز الخيل بينما تفعل ماامرتك به وسأثق بكلماتك
نهض منحنيا لها
:سمعا وطاعة ....
جئ بالعربة الملكية يجرها جمع من العبيد وعدد من الحراس الملكيين ..دخلتها سونغ هي وخادمتها متجهة لمملكتها الام شيلا ..حملت في أعماقها مخاوف عدة تجاه الحياة ألتي ستعيشها في القصر كيف ستتمكن من مواجهة الصعاب فالقصر هو الحياة والموت معا أخوتها وعدوتها اللدود كيف ستتعامل معه كل هذا وضعته في الحسبان ...كيف سترسوا على القارب آلذي أختارته هل سيكون نجاتها ..شخصيتها الجديدة ألتي على وشك البدء وخططها المنتظرة لتنفذ على أعدائها وتضعف أقدامهم لتنجو هي معتلية عرش النصر متباهية مفتخرة هل ستكون لجانبها أم ستخونها وتسقط في لعبتهم لتكون فريستهم ..شرحت لها خادمتها كل العوائق ألتي يجب عليها الحذر منها وتجنبها قدر الإمكان كونها كانت خادمة في القصر وتعلمت كل الحيل وأساليب الخداع المقترفة في سبيل الحياة ....
مملكة شيلا ..بوابة القصر الملكي ...
وصلت بعد سفر متعب شاق ..وقفت أمام البوابة وسيل من الذكريات القديمة أنهالت على رأسها البوابة ألتي خرجت منها وهي طفلة بريئة تعود إليها فتاة بالغة وجد إلانتقام والمكر طريقا لقلبها وكان لسر والدتها أثر فتذكرت كلام خادمتها يوم ماتت أمها..
سونغ هي: أين هو الدليل كي..هل تعرفيه
الخادمة كي :نعم أعرفه لكن لا أعلم أين هو الآن
سونغ هي:ماهو ؟
الخادمة كي :إنها الوصيفة ومربيتك السيدة يوان
سونغ هي :يوان !!!
ثم تذكرت كيف إن والدتها أمرتها بمغادرة القصر وأن تبقى على قيد الحياة لمساعدتها في المستقبل
كي:تملك دليلاً أقوى من مجرد محاولة الملكة لتسميم إبنها بل شئ يمكن أن يدمرها بالكامل ...
سونغ هي متحمسة بجنون :إذا سأبحث عنها فهي سبيلي الوحيد...
قطع عليها ذكرياتها صوت بوابة القصر وهي تفتح وصوت الحارس
:أفتحوا البوابة للاميرة المنفية ...
دخلت بحضرة خادمتها ولايوجد أحد ﻹستقبالها سوى أخاها غير الشقيق آلذي أعتاد على حمايتها منذ صغرها ...أسرع إليها الأمير تشيو وعانقها بسرور
:لقد كبرتي أختي مرحبا بك في منزلك
للوهلة الأولى لم تتذكره لكن بمجرد إحتضانها وحنانه الدافئ ألتي إعتادت عليه في صغرها تذكرته ودمعت عيناها شوقاً لرؤيته
:تشيو...أخي...لقد كبرت أنت أيضاً
تشيو :تعالي لندخل القصر وتلقي التحية على الملك إنه في شوق للقياك
أمسك بيدها وسارا معا لقصر الملك وعلى بعد خطوات وقف شاب نبيل بصحبة رجلان آثار الفطنة والذكاء مرتسمتان على وجهه قال أحدهم
:هذه الأميرة المنفية ههه سيبدأ القتال الآن
بينما الآخر قال :إنها جميلة لكن نحيفة جدا
رد عليه صديقه :وكيف لا وقد عاشت بين الجبال ألا توافقنا سعادتك
لم يجبهما وأكتفى بنظرات أصمتتهما بتاتاً ويشق طريقه حيث مايريد ....
أنحنت للملك والملكة وبادرتها الملكة نظرات كره وحقد لتبادرها الأخرى بالمثل وأصبح المكان أشبه بساحة قتال كلا منهما تتوعد ألاخرى بنظراتها
الملك :مرحباً بك في القصر أبنتي أنتي الآن أميرة حقيقية وكل من في القصر من خدم سيكونون تحت إمرتك
لم تعجب كلماته الملكة وقالت
:أنا هي الآمرة والناهية في بلاط السيدات أتمنى منك إلالتزام بالقواعد ألتي ستلقى على كاهلك ففتاة جبلية مثلك بحاجة لدروس عديدة فيما يخص شوؤن القصر
علم الملك مغزى كلامه ولم يتوقع خيرا وتأمل في قرارة نفسه أن تكون أبنته كوالدتها وتتعيش مع حالتها الجديدة وأعجبته حينما ألقت بقنبلتها ألتي ذكرت الملكة بأسوء أيامها مع عدوتها
:بلا شك سأتعلم منك الكثير مولاتي لكن ليس بقدر ماتعلمته من والدتي المرحومة..وخلافا لذلك أوصتني أن أتعلم منك العلم آلذي تكنينه في صدرك..العلم آلذي تتبعينه في العيش على حساب الآخرين
كان وقع كلماتها كالسكاكين في قلب الملكة شو أدركت مغزى الكلام وضبطت أنفاسها وأبتسمت بزيف
:سأعتبر هذا إطراءا منك سموك
بينما إطمأن الملك بقدرة إبنته أمر الخدم بأخذها لغرفتها وقلبها متعطش ﻹراقة دم قاتلة والدتها
"شوو...أيتها الملعونة ..ههه ستبدأ ألاعيبنا الآن ههه"
يتبع...
في الفصل القادم تقف اون سون وونغ ضد احد القبائل التي تحاول الاستيلاء عليها مما يؤدي إلى دخولها القصر وسونغ هي تحاول التكيف مع أوامر الملكة وبدءها شخصيتها الجديدة في خداع الملكة أنتظروني
هل اعجبتكم شخصيتي اون سون وسونغ هي بعد إن كبرتا ؟
الكاتبة#Daisy
الفصل الثامن من
رواية صراع الأفاعي ...
تأليف #Daisy
مملكة غوغوريو..
في قرية ريفية صغيرة في الشمال
على تلك الهضبة العالية وقفت ممتطية فرسها الأسود وبجانبها حارسها "وونغ"بطلته الجديدة حليق اللحية الكثيفة ألتي كانت تخفي ملامحه الآسيوية الحسنة بشاربيه الخفيفين وشعره آلذي قصه لرقبته معلقا سيفه بخصره ناظرا للقرية الريفية موطن سيدته الجديدة متأملاً معها..نظرت إليه تتأكد من مظهره
-وونغ..أجمع شعرك وأربطه بهذه الشريطة..
فكت شريط بنفسجي كانت تشده على معصمها وناولته له ..تردد في أخذه جاهلاً سبب إهدائه هذا الشريط..
-إنه ملكك سيدتي لا أستحقه...
-لا ترفض شيئاً يقدم إليك مني..أنت الآن فرد من عائلتي ..واجبي إطعامك ..كسوتك ..حمايتك..أهدي إليك كما أهدي أفراد عائلتي...
أخذه منها وربط شعره بطريقة ذيل الحصان
-سأحافظ عليه طيلة عمري ...ولكنك لم تبقي لي شيئاً أنا عبدك وواجب علي حمايتك ...
قالت مختصرة فهي ممن يحبون إختصار الحديث بكلمة مفيدة كافية لتخرس من حولها حين يتشعب الكلام
-سيدتك مختلفة ..لاتنسى العصابة ضعها على جبينك لتخفي الندبة ..
أطاعها وأنتهى من تعصيب جبينه لاحظ نظراتها المشتاقة الحنون وهي توزعها كأنها تحتضن القرية تطبع قبلاتها على كل منزل على كل حجر وعلى كل شجر ..أستشعر حنانها الفائض لقربه منها شك أن تكون صفات كهذه تسري في جسد قوي وشخصية جامدة مثلها..سرت قشعريرة باردة في جسده حين نادته مجدداً
-وونغ..مستعد لدخول قريتي ؟
-نعم..سيدتي ..
-فلندخلها إذاً سأفاجئ والداي وأهل قريتي بعودتي
قالتها مبتسمة شوقاً ..وتحركت يتبعها وونغ لدخول قريتها..
في القصر الملكي...
المكتبة الملكية..
شاب ينبعث من وجهه نورا ..حكمة ..حنكة ..مهيب في جلسته..في وقوفه..دقيق لبق في كلامه..غامض في هدوئه ..شاربان خفيفان مهذبتان زادته وسامة عيناه تفيض شاعرية يسحر كلا الجنسين ..باحرا في سفينته الخيالية في بحر يستمد منه الإلهام ..أغلق كتاب الشعر ووضعه يميناً ..تقاتلت أبيات شعرية في عقله ..كل كلمة متلهفة لتأخذ زاوية في ورقته البيضاء..أخذ ريشة ..نقع قمتها في الحبر و أطلق العنان لتخيلاته ..
-داي جو..أخي العزيز ..ماذا تكتب هاا؟!
أفزعه حظور أخيه غير الشقيق من العدم ..
-رسالة غزلية أم شعر لحبيبتك السرية ؟!
حرك حاجبيه فضولي بطبعه يحشر أنفه فيما لايخصه دائم الإزعاج للامير داي جو مع ذلك فهو يحب روحه الحماسية المرحة فقال واضعا ريشته طاويا ورقته
-حبيبة ..لو كان لدي لما رأيتني في المكتبة على الدوام ..
جلس أمامه على الكرسي وأخذ يقلب كتابا قائلا ً متحاشيا النظر لداي جو
-أشعر بالملل القصر سجن..أشعر بأني مراقب في كل خطوة أقوم بها ليس لي خصوصية حتى عندما أختلي مع إحدى النساء..سئمت..
رفع بصره ناحيته -ألا تسأم أنت من بقائك في المكتبة طيلة اليوم ..تكتب الشعر سأسميك الأمير الشاعر منذ الآن..
أثار ماقاله ضحك داي جو -ههه..أحب هذا اللقب وأحبك أيضا عندما تتحدث معي بدون تكلف ..أرى إن الحفلة ألتي جئت منها مللة أو النساء لسن جميلات هه
تنهد "يونغ هو"-آه..جلالة والدنا وولي العهد يقيمان الولائم والحفلات بكثرة ..يومياً وقد مللت حقاً..ثم إن النساء أغلبهن سمينات لايرقصن جيداً ولم تثر أي واحدة منهن إهتمامي ...تبا..
شرد داي جو مفكرا بما يقوم به والده وأخيه
-أتعلم بهذه الأموال ألتي ينفقانها يومياً بإمكانها إشباع شعب مملكتنا الجائع..
أخفض يونغ هو صوته -للجدران آذان..علينا السمع والطاعة يا أخي ..فنحن عبيد أيضاً لوالدنا وأخينا ولي عهدنا ملكنا في المستقبل..لا تحمل هموما وأسعد بحياتك..
لم يتلقى إجابة منه أثارت تحولات وجهه الغاضب تساؤلات يونغ هو "أخي لما أنت غامض لاتخبرني بما يجول في خاطرك..أتراك لا تثق بي "
داي جو -هل تثق بي يونغ هو..عندما أحتاجك هل ستساندني ..
وقف يونغ هو مقتربا منه واضعا يده على كتفه
-يقولون ان الأخوة غير الأشقاء لايكترثون ولا يحبون بعضهم وهذا واضح مع أخوتنا غير الأشقاء لكن أنت وأنا مختلفان تربينا على العطاء والمحبة تربينا على يد إمرأتين عظيمتين لم يشهد البلاط الملكي مثلهما قط أوصتني بك وأقسمت لها ..أي طريق ستمشي به سأمشي به معك .. أجعل ثقتك دائمة بي لن تخسر ..
ربت داي جو على يد يونغ هو مفتخرا
-كلامك ثمين..شكراً لك ..
يونغ هو -قلت لا تكلف بين الأخوة ..آه..نسيت شيئاً
داي جو-ماهو؟!
يونغ هو ضاحكاً -ههههي..جلالة الملكة جهزت لك جارية ..جميلة جدا كما سمعت فلتهنئ بها...
ضرب الكتاب بقوة على الطاولة
-جلالتها لن تكف عن أزعاجي ..قلت لها مئة مرة لا تستخدم هذه الحيل معي...اللعنة ...
يونغ هو -هون عليك..هي في النهاية أم تريد رؤية إبنها سعيدا ..حظا موفقا هذه الليلة هههه
يونغ هو ألابن الأكبر للمحضية الأولى للملك (عشيقة)شغلت هي والملكة قلب الملك وآثرهما على بقية المحظيات وعاشتا سوية في السلم طيلة سنوات ولم تنافس أحداهما الأخرى والدة يونغ هو أحبت داي جو كأبنها ومازاد حبها واحترامها له إنقاذه ﻷبنها في محاولة ﻹغتياله قبل سنوات وأوصته برد الجميل.شغل يونغ هو منصبا في القصر" المدرب الملكي"لبراعته في القتال رغم صغر سنه (20) إضافة كونه أمير وبشخصيته الفضولية قليلاً حاول التقرب من الوزراء ممن يعملون في البلاط ويديرون المملكة لطمعه في منصب ورغبته في الحصول على مساعدتهم إلا إنه لم يلقى إستحسانا منهم مما جعله يركز إهتمامه على التدريب..
خرجا معا من المكتبة يضحكان على دعابة ألقاها يونغ هو فقطع طريقهما خادم ..أنحنى لهما موجها كلامه لداي جو
-مولاي ..سمو ولي العهد يطلب حظورك في الحال
ذهبا معا تلبية ﻷوامره ..دخل القاعة الملكية الفوضوية ..عازفون على أﻵت الغاياغونغ ..راقصات يتمايلن بدون حشمة ..أخوته الأمراء السبعة وأبناء الوزراء فقدوا هيبتهم وكرامتهم..كأنه في بيت من بيوت الدعارة ..ومما زاد الوضع سوءاً ..ولي العهد ثملا يترنح هنا وهناك يداعب النساء ويسقط في أحضانهن ..لم يرق له الوضع ذهب يونغ هو لجهة أخرى وهو ضل واقفاً يتأمل فضيحة ولي العهد أنحنى له من في القاعة وأتخذ له زاوية يجلس فيها متربعا على الأرض أمام طاولة ممدودة مليئة بمالذ وطاب من الأطعمة ..منتظرا سماع سبب دعوة أخيه إليه ..أقتربت منه خادمة
-مولاي هل أصب لك الشراب؟
أجابها بأنفة -لا..لا أشرب خذيه من أمامي ..
لبت طلبه وأبتعدت تخشى غضبه آلذي على وشك الإنفجار ..جلس على أعصابه منتظراً إنتهاء ماسماه بالمهزلة .."قاعة ملكية محترمة تتحول كبيت دعارة لم أعد أحتمل الوضع ..سأخرج "
تجهز للنهوض وسمع همسا قريب منه ..ألتفت يساره ليجد عجوزين برتبة وزير يتهامسان حول موضوع حي متجسد أمامهما
الوزير1-كيف لولي عهد مخمور محب للملذات سيحكم مملكتنا لا أصدق هذا...
الوزير2-نعم..نعم..أرى مستقبل مملكتنا في الحضيض
الوزير1-ولما نهتم أصلاً ..فهي ضائعة ضائعة وماعلينا سوى ملئ بطوننا ههه...
أنتبها ﻷعين براقة مصوبة تجاههما لو كان بيده لأطلق بريقها عليهما وسوى بهما الأرض ..
الوزير2بخوف-هل..ياترى سمعنا سمو الأمير داي جو الوزير1مطمئنا لصديقه-لاتخف لا أضنه قد سمعنا ثم ماقلنا إلا الحق..أعتصر يديه غاضباً ولم يحتمل فهم بالخروج ليمنعه شئ آخر...
-أمير..داي جو..أخي..إلى أين لم ينتهي الحفل
صوت ولي العهد تاي جو أتاه من خلفه ..حاملاً كأس الخمر مقتربا من أخيه متمايلا في مشيته متأثراً بالخمر ..أستدار له مقتضبا كلامه ..مبتسما كرها
-مولاي..أرجو أن تسمح لي بالمغادرة إن لم ترغب في قول شئ لي...
أرتشف من كأسه رشفة متحدثاً بدون وعي
-تعال لنرقص معا..هيا..أطع مولاك ههه..ههه
ضحك داي جو في سره من مطلب سخيف كهذا في أي رتبة هو ليطلب منه الرقص كيف له أن يفقد نفسه وكرامته وسمعته المعروفة بالوقار والحكمة والشرف في آن واحد في سبيل إطاعة ولي عهد مملكته ...
-هل تريد عصيان أوامري ..هاا..ت..عال وأرقص معي إلا إذا كنت جاهلاً للرقص التقليدي ...لات..كن خجولا
محاصر من جهتين وكلا الحالتين سيفقد بهما سمعته فما إن يخرج متجاهلا أوامر ولي العهد سيتهمه الحاضرون بالخيانة وإن أطاع عليه خلع رداء العفة والشرف ...
أمير داي جو -سألبي أوامرك ..مولاي...
إنحنى له وأمير يونغ هو من بعيد يرمقه مصدوما بحركته المفاجئة هذه ...
أمير تاي جو-عظيم ..أعزفوا للأمير داي جو ...
أستل سيف أحد الحاضرين وتقدم لوسط القاعة والاعين تراقب بخوف سيفه الموجه لصدر ولي العهد.
مظاهر فرح عمت أرجاء القرية أهالي القرية يرقصون مهللين فرحين بعودة زعيمتهم ..تسير بينهم شامخة الرأس ثغرها الباسم ينبأ عن سعادتها المفرطة بعودتها سالمة لمن يحبها ويحترمها..ولجت داخل منزل أبويها وتبعها حارسها وونغ ..ويلتم شمل العائلة أحتضنها سيد تشوي-أبنتي..طال غيابك عنا أشتقنا إليك أحتضنتها والدته والدموع تفيض -عزيزتي أشتقنا إليك لابد أنك متعبة تعالي أجلسي ...
ضحكت أون سون -ههه...لم أمت عدت سالمة ولم أطل الغياب سوى ثلاث أشهر أنتما تحباني بحق ههه
الأم-ماهذا السؤال السخيف بالطبع نحبك أنتي أبنتنا..
لاحظ سيد تشوي وونغ جامد في مكانه صلب لايتحرك فهمس باذنها
-أون سون..من هذا الغريب...
أون سون-آه..إنه تابعي الجديد ..وونغ..
قدم أحترامه بإنحناءه لهما ..ولاذ بالصمت
أون سون - أبي فلتسمح له بالبقاء هنا إنه الآن فرد من عائلتنا...
سيد تشوي -لابأس ..أهلاً به بيننا ...
أون سون-أمي هناك غرفة شاغرة أليس كذلك؟
ألام-نعم...تعال معي سأرشدك...
وونغ ﻷون سون -سيدتي..لا أستحق كل هذا بإمكاني النوم في أي مكان ...
صفت حاجبيها معا ووبخته بأدب
-لازلت لا تفهم طبعي..سيدتك تربت على العطاء والكرم ..وإن الجميع متساوي ..إنتهى الكلام أسترح وإن طلبتك فتعال في الحال...
هز رأسه مستعدا لذهابه مع والدتها -حاضر سيدتي
تقرب سيد تشوي منها -هل تثقين به ؟
أون سون-نعم..الثقة بائنة في وجهه ..
القصر ...
أشهر سيفه بوجه ولي العهد وحبس الجميع أنفاسه وتأهب الحراس للدفاع عن ولي عهدهم إن حدث شئ أمير داي جو -مولاي أستميحك عذراً فلتبتعد ﻷن ما سأقوم به خطير..
ضحك بهبل وأبتعد منتظراً ماسيفعل أخاه بعد إن أطمأن أنه لاينوي شرا ..جلست الراقصات وعزف لحن هادئ ..وقف في المنتصف ليؤدي رقصة السيف ..رقصة يتفاخر بها المحاربون بقدرتهم القتالية يتلاعبون بالسيف يتطايرون في الهواء كالريشة .. تعمد توجيه السيف في كل خطوة نحو الوزيرين بنية إخافتهما وتهديدهما ومغزى حركاته إتضحت لهما..أنهى الرقص بهدوء وتعالت الهتافات..بهذه الطريقة ربح الكثير .إثبت مكانته وقدرته ولا سلطان أحد منهم قادر على تصديه..سيفه بيده متوجها به خارج القاعة آمرا حاجب ولي العهد
-أخرج سموه من هنا ..لغرفته في الحال..
-سمعا وطاعة مولاي..
دخل الحاجب برفقة حارسين وحملا الأمير الثمل لمهجعه ..دخل القاعة مجدداً وهذه المرة نيته تسلطت عليه..
-فليخرج من هنا في غضون خمس ثوان فقط ..
خرج الامراء يتبعهم الطبول والآلات وأختفت مع حامليها بإستثناء شخصين..أرتجف العجوزان حد الموت -ممولاي...
مسح داي جو على السيف ونظرة دامية وجهها لهما قائلاً بسخرية ...
-أتمنى أن معدتكما قد أمتلئت ..أليس كذلك ؟أجيبا
قالا معا-ننعم..مولاي ..
داي جو-جيد..إذاً لا تملكان حجة عندما أرسلكما للقبر الآن..ممتلئان تماماً..
جثيا أرضاً يطلبان الرحمة
-أرحمنا سموك..أرحمنا..
داي جو-سأرحمكما عندما ترحمان الشعب ..من الآن لا حفلات لتحضرانها ..وسأراقب عملكما وإلا الكلمات التي تلفظتما بها عن ولي العهد سأسمعها لجلالة الملك وستتهمان بالخيانة..حينها رأسكما سيعلق على بوابة القصر..هل تريدان ذلك؟
الوزير1يرتجف-أأبدا مولاي .ن.نحن عبيدك وتحت طاعتك..
داي جو-غادرا وأبدأ حياة جديدة ..حالا
الوزير2-بأمر سموك
غادرا ليتبعهما ..أرجع السيف للحارس ومضى بطريقه ليصادفه صديقه وحارسه الشخص حاملاً له نبأ على عجل..أنحنى وأخفض صوته قائلاً..
-سمو الأمير تشونغ كان وراء حادثة إغتيال الأمير يونغ هو ..مولاي تحقيقنا طيلة سنوات أتى بنتيجة
لم يضهر أي عﻻمات تعجب كأنه كان على علم بمخططات عمه ..
-شكوكي في محلها..والدليل ..
أخرج من تحت ملابسه قطعة ورقية ..
-هذا مرسوم يحمل ختم سموه يأذن فيه بعملية الإغتيال حصلنا عليه من منفذ العملية..
قلب النظر فيه وخبأه في جيب رداء يده الطويل
-قتلتموه..؟
-نعم..وأخفينا الجثة لن يعرف أحد بما جرى ..
-أذهب وأسترح ..
-حاضر..
"عمي..نهايتك ستكون على يدي يوماً لدي دليل على إحدى جرائمك تفريقي عن أخي وإلقاء اللوم علي بأنني القاتل ههه لم يجدي نفعا معي أنت أفعى وأنا أفعى سمي يدمر أمم "
شق طريقه لمهجع والدته الملكة حيث كانت جالسة تقرأ كتابا ..أنحنى وجلس قبالتها منتظرا إنتهاؤها من القراءة..جائت الخادمة وقدمت له الشاي ..أغلقت كتابها ووضعته جانباً..أبتسمت له وقالت بصوت رخيم
-سموك جئت في وقتك ..أنهيت توا كتابا رائعاً يعلمك طرق التعايش مع الناس من حولك فور إنتهائي منه سأعطيه إليك لتقرأه...
أمير داي جو-متشوق لقراءته مولاتي..جئت إليك بنبأ سيسر خاطرك..
الملكة -أسمعني ..
أمير داي جو-منفذ عملية الاغتيال قبل سنوات كان وراءها عمي كما ضننا ...وهذا هو الدليل ...
أخرج الدليل وتفحصت كلماته ثم ضحكت مستبشرة
-ههها..وأخيراً خبئه جيداً لليوم آلذي سنقطع فيه مخالبه..يريد قتلك بشتى الطرق..ملكنا في أي ساعة سيغير رأيه ويجعلك وريثا للعرش بدلا من أخيك وما أن يحدث هذا فلن يكون لتشونغ أي قيمة لذا يحاول إثارة الفتنة بين الأخوة لزعزعة العائلة الملكية
-لن أسمح له جلالتك
-إن لم تكن وريثا للعرش فأوصيك بأخيك أحمه ودافع عنه من عمك وأمثاله ممن يستغلون ضعف ولدي حان الوقت لتخلع جلد الأفعى وتلد من جديد ...
-خلعت جلدي القديم يا مولاتي أنا أفعى حديثة الولادة لايزال السم يجري في جسدي سأنفثه على أعدائي وأعداء عائلتنا ومملكتنا...
الخلاف بين الأمير داي جو والوصي على العرش عمه الامير تشونغ نشب منذ زمن حين أعرب الملك عن قلقه من تنصيب ولي عهده الأمير تاي جو ملكا من بعده بسبب شخصيته الضعيفة علم بتأييد جمع من الوزراء للأمير داي جو لرزانته وهيئته الملوكية مما أثار الغيرة والحقد في قلب الأمير تشونغ فحاول بقدر إستطاعته إطاحة أبن أخيه داي جو من أعين الوزراء ليستغل فرصته ويحكم القبضة على العرش ويتحكم بضعيف الشخصية الأمير تاي جو إلا إن كل مساعيه بائت بالفشل أمام دهاء الأمير داي جو الذي في كل مرة يكتشف مخططات عمه وينجو بنفسه .
مشى وحيداً في حديقة القصر وظهر أمامه عمه محتميا بعدد من الحراس وأنحنى له ...
-سموك ..لم نلتقي منذ فترة ..لقد كساك الشيب
ضحك الأمير تشونغ متباهيا -ههها..إلا إني لازلت قويا رغم شيبي..لا أرى حراس حولك ألا تخشى أن يصيبك سهم ..
الأمير داي جو متعمدا قوله-لست ممن يحتمون ببطانة سافلة ..فأنا قادر على حماية نفسي ..وهذا آلذي يريد إغتيالي ربما يكون موجودا في القصر وربما يكون أحد أقاربي...
تقلب وجه الأمير تشونغ وأرتجفت عينه اليمنى وملامح الانزعاج والتوتر ضهرت على محياه..فهذب لحيته قائلاً -لا تغتر بنفسك كثيراً ..وراقب أقوالك لاتدري ربما هذا السهم سيخترقك في أي وقت ...
داي جو-سأحفظ نصيحتك في قلبي وعقلي ...
أهتزت الأرض لخطوات رجاله الذين يتبعونه وقلبه يغلي حقدا وشرا على أبن أخيه..
مملكة شيلا...
جالسة بهيبة وتاجها يبين عزة قوتها وسلطانها يجلسن أمامها محظيات الملك الخمس وألاميرات الثماني بنات الملك من محظياته المتعددات يقدمن إحترامهن وطاعتهن لملكة التنين شو..تفحصت النظر إليهن واحدة واحدة وغلا دمها لعدم رؤية الأميرة الجديدة بين الحظور فدوى صوتها في القاعة الملكية المخصصة للنساء ...
-مالي لا أرى أميرتنا الجديدة ..
أجابتها المحظية الثانية -يالوقاحتها جلالتك إنها لا تفقه في الأصول ربما لا تزال نائمة..
المحظية الرابعة -نعم هذا واضح إنها أبنة خائنة من أين ستتعلم الأصول وقد تربت في الجبال ووالدتها لا تفقه شيئاً...
الملكة شو-تحتاج لمن يعلمها درساً ..
"درساً قاسياً جداً سأفعل بك مالم أستطع فعله مع والدتك "
أمرت الخادمة إحضار الأميرة سونغ هي إليها في الحال فتقديم إحترامها وطاعتها للملكة في الفترة الصباحية أمرا لا بد منه إن أرادت إحدى الاميرات النجاة بحياتها فالقانون مطاع وإن أخلفه أحدهم فبينه وبين مقصلة الموت خطوات..أسرعت الخادمة كي لغرفة الاميرة توقضها..
-مولاتي ..مولاتي أستفيقي في الحال خادمة جلالتها خارجاً تطلب رؤيتك في الحال
"آه..كيف غاب عني تذكيرها بتقديم إحترامها للملكة ماذا سأفعل"
قامت من فراشها مفزوعة ..-هاا..ياالهي أستغرقت في النوم ..كان عليك إيقاضي..
-أسفة سموك هيا لا مجال للكلام ..أخلعي ملابسك بسرعة لترتدي هذا..
ساعدتها في خلع ملابسها وحثا خطاهما لرؤية الملكة يتبعنها ثلاث وصيفات وخادمتها كي ..في طريقها ألتقت أعينها بعيني شخص أدركت من مظهره أنه نبيل فانحنى لها ورفيقيه من بعيد وتجاهلته ..
1-أرأيت كيف تجاهلتنا تلك الأميرة المنفية ..
2-نعم..بالأمس وصلت وها هي الآن تتصرف بكبرياء
1-شئ آخر ههه إنها نحيفة جدا ماهذا لم أرى إمرأة نحيفة مثلها ...ههه
أخذا يستهزئان بها فوبخهما سيدهما الشاب
-أغلقا فمكما وأعلما عمن تتحدثا..قريباً سأكون تحت خدمتها وأي كلام يمسها فسأعاقبه...
قاعة المحكمة الداخلية للنساء...
جثت أمامها راكعة ..
-جلالتك أغفري لي زلتي ..
تهامس الحاظرين مستهزئين منها ..وواحدة من أخواتها أشفقت لحالها وتسرب الحزن لقلبها وهي ترى أختها تعاقب من قبل الملكة ..أمرت خادمة بجلب عصا مصنوعة من الخيزران
-ألا تعلمين إن النوم حتى وقت متأخر مخالفا لقواعد المحكمة الداخلية هااا..
لم ترفع عينها بعين الملكة
-لازلت جديدة ولا أفقه بالقواعد ..لا أستحق العقاب ..
وقفت الملكة شو غاضبة -وتتجرأين على الرد علي بكل وقاحة..حقا فتاة همجية..أرفعي ثوبك حالا..
أعينهن تنبأ شرورهن وحقدهن لم ترد إضهار ضعفها أمام أي أحد تعرف جيداً إن تحدت الملكة فمصيرها الفناء..أفكار تتلوها أفكار صكت أسنانها وخضعت لواقعها المشؤوم هي على شفير الانجرار للقاع ولن تفلت منه إلا بإخضاع نفسها..كشفت عن ساقيها وتحضرت للعقاب..ضربتها على ساقيها مرات لاتحصى توقعت منها ألاستسلام والركوع طلبا للرحمة وتوقعاتها خذلتها أمام روح سيدة يون ألتي تجسدت في جسد أبنتها..صلبة واثقة كوالدتها وجه الشبه العظيم بين الاثنتين زاد جنون الملكة الحاقدة وزادت ضربا لها حتى أدمتها أشتهت دماءا وهاهي دماء واحدة كانت أمها يوماً خصماً أفقدت غريمتها عقلها وجوهرها ..
-هذا تحذير لتجاوزك الحدود في الغد ستبدأ دروسك معي لن أرضى بالتكاسل..غادري...
لم تقوى على المشي ورغم ذلك أنحنت تجر نفسها جرا لتلاقيها خادمتها باكية لحالها
-مولاتي..كم هي قاسية آه..أكشفي ساقيك ﻷعالجهم كيف تحملتي هذا..
لم يرق لها دمعا وكضمت غيضها وألمها وعدت نفسها أن لا تبكي ﻷحد حتى لنفسها لتتصنع القوة بينما هي في أمس الحاجة إليها...
-سأكون كلبتها المطيعة..
الخادمة كي -ماذااا...لاتقولي كلام وضيع عن نفسك
-سأنجرف معها فيما تريد ..فلتضربني وتلعني كيفما تشاء حتى يأتي يومها ولنرى من سيضحك في النهاية
مملكة غوغوريو..
مهجع الامي الأمير داي جو..
دخل غرفته مشتما رائحة العطور ألتي تمﻷ الغرفة ورود متناثرة على الأرض وفتاة مرتجفة تنتظر بخوف قدوم أميرها..تذكر كلام يونغ هو "جلالتها جهزت لك جارية جميلة هذه الليلة هنيئاً ههه"
تنهد متململا فهذا ليس بالشئ الجديد لم تستسلم والدته في إحضار الجاريات له بحجة إلانجاب وتكثير النسل الملكي وليس بجديد عليه رفضهن..تقدم نحو الحسناء المرتجفة بصورة غير طبيعية لتقف منحنية سألها بحنية
-لا تقلقي..لن أفعل بك شيئاً فلتذهبي..
لم ترفع عينها وأجابته بصوت متحشرج
-لكن..مولاي..جلالتها ستعاقبني...
-لن تعاقبك سأتحدث معها بهذا الشأن لا تخافي وعودي حيث جئتي ..
-شكراً لك مولاي شكراً...
وأسرعت تهرب بنفسها ..رمى بنفسه على السرير مرهقا"كل النساء أمامي سواسية..لا فيهن مايهز عظامي ..إمرأة صنديدة خالدة ..متى سأراك يا مخلدة ههه..ربما لن ألتقي بإمرأة مثلها..هذا موجود فقط في الكتب "
في مقر حرس القرية ..
أجتمعت بأفضل عشر حراس تستمع لما تعرضت إليه القرية طيلة مدة غيابها وزف على مسامعها نبأ أفقدها صوابها...
-سيدتي..قبائل الجنوب أستولت على خمس قرى مجاورة وأرسلت تحذيرا لنا بإخلاء القرية في غضون يومين وإلا فسنواجه الموت ...
لكمت الطاولة بقوة -ماذا متى حدث هذا...
-بالأمس سيدتي...ماذا سنفعل الوقت يداهمنا
-مستحيل لن أسلمهم قريتي إلا على جثتي...
-بهذه الشاكلة سيقتلوننا ...
بعد فترة من التفكير نطقت قرارها..
-لنخلي القرية سيمكث أهل القرية في الوادي البعيد عن هنا أربعة أميال..مكان آمن محصن وسيتم ذلك سرا..وسنقاتلهم لنمنعهم من تنفيذ قرارهم الوحشي وما إن نغلبهم سيرجعون إلى هنا ..أطلق جرس الإنذار أطلق جرس الإنذار بنفخة بوق قام بها حرس القرية واجتمع الأهالي لسماع ماعكر عليهم صفو يومهم ..أوضحت لهم ماسيحدث وأيدوها في الهرب حفاظاً على حياتهم آملين خيرا من زعيمتهم في إسترداد أملاكهم.
بعد يومين...
أخليت القرية من قاطنيها مودعة والديها وأهل قريتها ووعدها لهم بالنصر وعودتهم سالمين ..من بقي للقتال أربعون شخصاً فقط بين كبير وصغير فمعظم الأهالي عجائز وأطفال لاقوة لهم على القتال وقرعت طبول الحرب..تقدم جيشها الصغير في مواجهة مع أكبر القوات المحتشدة أمامها بشرارة منبعثة تخترق عين الاخر نابعة منها ومن زعيم تلك القبيلة الثائرة متأكدة من فوزها ومن شجاعة فرسانها ..تذكر وونغ طلبها "إن حدث لي شئ فأعهد إليك بأبي وأمي وأهل قريتي فأحمهم من بعدي..مهما سيحدث لي أقسم الآن على تنفيذ أمري "وتقاتل الطرفان أما النصر أو الموت على عتبات قريتها..للحظة أدركت خطأها بعد رؤية أتباعها يقتلون الواحد تلو الآخر ماكان عليها سوى ألاستسلام واضعة في فكرها إنها ستدشن جنودا كثر وتعود ﻹستعادة قريتها...سهم من بعيد أخترق ضهرها وهي تهرب مع أتباعها حاملين جثث قتلاهم
-أذهب ..أقسمت لي على حماية عائلتي أذهب ..
تركها وحدها تسقط نازفة متأوهة.
يتبع.
الفصل التاسع من
رواية صراع الأفاعي..
تأليف #Daisy
من هو الصالح والطالح؟أحجية غير مفكوكة للآن ..ثيابهم وهيئتهم ماهي إلا وسيلة لخداع من حولهم للحصول على مبتغاهم ..ودواخلهم تضمر ما لا يحسب له قلب بشر ..ينهشون لحم بعضهم البعض ..لا إخاء لا مساواة ..مسميات أندثرت ماعاد لها وجود في العالم ولا ركن في قلب أحدهم ..
قصور قاطنيها متعطشون لسفك دماء غيرهم ماعاد أسم "قريب"ينفع ..أب ضد أبنه ..أبن ضد أبيه.. أم ضد إبنتها ..وأبنة ضد أمها..أخ ضد أخيه ..و..عم ضد أبن أخيه..سلالة ملكية تربعت على العرش بعداءها ضد بعضها ..كل فرد في سباق دموي جائزته "العرش"وشعب ختم على جبهته "لا حياة لكم عندنا فنكسوا رؤوسكم وأطيعوا"
-إن الأمير داي جو أفعى متنكرة بجلد عفيف ..كريم ..حكيم..لا أحد غيري يعلم مايخفيه تحت هذا الجلد..يتحداني ويعيق مسعاي..يضن بإنه قادر على إيقافي ..
وضع أمير تشونغ كأس الشراب بقوة على الطاولة حتى كادت أن تنكسر وأكمل
-سأعيد المجد لهذه الأمة يوماً وسيأتي هذا آليوم قريباً ..أخي بينه وبين طريق الموت خطوات خفيفة في أي وقت خفتها ستضعف وتضعف حتى تختفي أبدياً ..ومن سيعقيني بينه وبين سيفي قيد شعرة..
عقب خادمه الشخصي
-مولاي ولدت لتقود أمتنا نحو الفلاح وكل من سيعارضك سيوفنا مستعدة لقطع الرقاب...
زاده الإطراء غرورا وعاد لمجلسه ..
-عندما يتوج ولي العهد ملكا سأتلاعب به وأعيد ماهو لي ..
خادمه -ستتوج أنت بدلا عنه مولاي لما إلانتظار كل هذه المدة..
أمير تشونغ-كلا..لا أريد الظهور بمظهر غير لائق أمام الوزراء والقادة ولا أريد لهم أن يسموني بمغتصب العرش وأفقد هيبتي أمامهم ..سأوطد علاقاتي بهم حتى عندما يأتي الوقت صعودي للعرش سيكون سليما
خادمه -وسمو الأمير داي جو ؟!
أمير تشونغ-وخزه بالإبرة الآن لن يجعله ينزف ..سنمكر له ولنرى من سيفوز ...
في باحة القصر..
ألاميران داي جو ويونغ هو يتمشيان وحدهما
أمير يونغ هو-مارأيك في الخروج للصيد؟!
بدا وكأنه أعجب بالفكرة
-ولما لا فلنخرج لكن سيتحتم علينا أخذ الأذن من صاحب الجلالة..
أمير يونغ هو -لن يرفض سنبقى عدة أيام في الشمال الصيد فيها مزدهر..
أمير داي جو-لم أذهب للصيد منذ فترة ..مارأيك بدعوة أخوتنا..وولي العهد لا ننساه أيضاً..
تجهم وجه الأمير يونغ هو وصاح معارضاً
-أنسى الأمر لن أذهب وأذهب معهم انت..
أمير داي جو-مابال هذا الوجه..
أمير يونغ هو-أن أتوا معنا فستتحول الرحلة لحرب لا تنسى كل واحد منا يكره الآخر..أنا وأنت وحراسنا فقط ..
أمير داي جو -حسناً حسناً كما تريد..فقط لا تتجهم
رفت جفونها بسرعة ..همس غير واضح أزعج أذنيها فتحت عيناها ببطئ شديد وصورة شخص مشوشة ماثلة أمام وجهها..رائحة عفنة تخللت أنفها وأعادت لها وعيها ففزعت
-أبي..أمي..وونغ..
-أستفقتي..أخيراً..ضننتك لن تستفيقي مطلقاً ..
أدارت برأسها يسارا وحدقت بوجه رجل ثلاثيني بمظهر مزري بملابس دامية ووجه شاحب ..حولت نظرها للمكان تتأكد من وجودها..
-سجن..أنا في السجن
أجابها الرجل-نعم أنتي في السجن..كنتي في غيبوبة ﻷربعة أيام..
أرتفع صوتها متعجبة-هاا..أربعة أيام..
"آه..لم يعد ضهري يؤلمني ماذا حدث لي "
-ومن تكون أنت؟
-أنا سو ..طبيب وأشرفت على علاجك ...
رفعت يدها وراء ضهرها تتلمس مكان الإصابة وبدر لذهنها هاجس مخيف...
-هل...رأيت جسدي؟!!!
سو-أبداً..لاتقلقي..عالجت مكان الإصابة فقط..
أون سون-آه..شكراً..
"ياترى ماذا حدث لهم..خيبت ضن الجميع..لابد وأن أخرج ﻷستعيد قريتي"
-لاداعي للشكر..هذا واجب الطبيب
-ولما أنت هنا..؟
-صدف وإن تواجدت في المكان والزمان الخطأ..أنا طبيب رحالة..آخر معقل لرحلتي كان في قرية قريبة من هنا في اليوم الثاني من بقائي بها جرت معركة وسقطت القرية على أيدي هؤلاء وأخذت رهينة..
أون سون-مالذي سيفعلونه بنا الآن؟
سو-ربما..سيقتلوننا..
في هذه اللحظة وقف أمام القضبان زعيم القرية الجديد مع خادمه يحمل طعاماً..وحدث إن سمع كلامهم..
-لن أقتلكم ..لن أفرط بقوة تملكينها خصوصاً أنتي
ردت عليه وفي نيتها أفتراسه-وفر كلامك أيها العجوز
الزعيم-هههها..عجوز..وذكية أيضاً أعجبتني ..أدركتي غايتي بسهولة.
أون سون-الموت راحة لي من أكون عبدة لك أيها السفاح ..
أمر خادمه تقديم الطعام لهما
-تناولا طعامكما..وأنتي كلامك لن ينفع معي عندما أرى شيئاً لامعا أتهالك عليه..كأنتي أيتها اللامعة
أون سون-لاتغتر بلمعاني يا هذا ربما سيعمي عينيك
"اللعنة عليك..أنت الزعيم إذاً..أنتظرني عندما أضع يدي عليك"
هبط الليل..لاقمر متوسط كبد السماء ولا نجوم متدليات ..سماء توشحت بالسواد..طقس هدوئه غير طبيعي ينبأ عن عاصفة هوجاء..سهام أطلقت من فوق الأشجار المحيطة بالقرية لتغرس في صدور حراس القرية المغتصبة ..حطوا خطاهم على الأرض ملثمين يتقدمهم ثائر تسلق سور القرية ليتبعه أمثاله..جردوا سيوفهم من مغامدها وتعالت أصوات تلاحم السيوف ..سهام أخرى أطلقت من بعيد وفاضت الأرض بالدماء..هدفهم ليس ببعيد ..هجموا على الموقع آلذي كان يوماً ملكا لهم وذبحوا من فيه..هاجت هي الأخرى مع الطبيب يتلمضون هنا وهناك ليدركوا إن فرجهم قد حان ..وكسرت القضبان وأنحنى لها الستة الملثمين مدججين بالسيوف والرماح ..كشف أحدهم عن وجهه وميزته بسرعة
-وونغ..جئت ﻹنقاذي ..
تحدث وونغ على عجل -فلنخرج بسرعة قبل إزدياد أعدادهم..
خطت للخارج والطبيب واقف حيران ..
أون سون-ماذا تنتظر ..موتك يا طبيب سو..تعال بسرعة..
أطاعها وفر معهم ..تجمع عددا من الحراس حولهم وجاءها المدد من أتباعها الآخرين ..ألتقطت سيفا ملقيا قرب جثة وقاتلتهم مع أتباعها وفروا سالمين ..نزل أفراد من على الاشجار بنبالهم وأمنوا لزملائهم طريق الهروب ..أمتطت حصانها وخلفها يجلس الطبيب وأسرعت مع أتباعها لمقر يبعدهم عن مغتصبي قريتها ..مقر آمن تسترجع فيه قوتها وسلطانها.
مملكة شيلا...
تعرضت الأميرة سونغ هي ﻹسوء معاملة في القصر يمكن أن يتعرض لها شخص ..عذاب نفسي وجسدي أخذ محله في جسدها الضعيف..لم تسلم من تلك الألسنة القبيحة ألتي لم تتردد ولو لثانية عن نفث سمها في آذانها..كأنها ولدت من عار..دروس يومية بدأت بإخذها مع أخوتها الأميرات لا راحة ولانوم والمعلم في طوع الملكة يتعمد تحميلها مالاطاقة لها به يميزها عن غيرها من الأميرات..في كل مرة تخطأ تعاقب بالضرب وضحكاتهن تدوي في أذنيها لتنبذ الرحمة و الطيبة من قلبها وتتأجج القسوة والحقد في قلبها .
تهالكت على السرير ..إعياء شديد أصابها وخادمتها تندب حظ سيدتها العاثر ..أخذت تشهق وتبكي ألما لرؤيتها تعاني ..
-مولااااتي..أي لعنة أصابتك ..جلالتها لن يهدأ لها بال إلا بعد موتك..أرجوك..أخبري جلالته لايصح مايجري معك ..
جاءها صوتها المهزوز -فلتفعل بي ماتشاء قلت لك سأتماشى وأتكيف مع الوضع ..إن كانت هي تنين فأنا أفعى لا تعلم في أي ساعة سأنفث سمي وأسقطها
الخادمة كي -ومتى سيأتي هذا آليوم؟
-دعيني أنم الآن رجاءاً...
نامت لنصف ساعة فقط لتأتي خادمتها وتوقضها
-مولاتي..مولاتي..جلالة الملك يرغب برؤيتك في الحال...
في جناح الملكة ...
الخادمة-جلالتك لما تعاملينها بلطف إنها لا تستحق أن تعلميها وتجعلينها في منزلة النبلاء...
أرتشفت شايها ببطئ ..ثم أسترسلت في الكلام..
-أنفذ أوامر جلالته..ببساطة أعطيه مايرضيه ويعطيني ما يرضيني..بدأ يركن لي هذه الأيام وسأستغل ضعفه لصالحي..ثم أني أريد الضهور بمظهر لائق أمام من في القصر..الملكة تضم أبنة غريمتها في الاحضان شئ آخر أثارت إعجابي تلك الوضيعة..كلبة مطيعة حقا
الخادمة-لاتغفلي عنها مولاتي..فمن تهيأ بمظهر كلب وفي ..قلبه من أسد..
الملكة شو-فلتراقبي أفعالها جيداً..سيأتي يوم وأتخلص منها...
جناح الملك...
جثت أمامه وأستوت جالسة أمامه متلهفة لسماع ماعنده ..
الملك-ماتمرين به يصعب علي تحمله فكيف بك تتحملينه بكل هدوء..
أميرة سونغ هي-لا تنسى أبنة من أنا..جلالتك..
نادى الملك على شخص ما
-وانغ يو..فلتخرج..
فتح باب سري خلف عرش الملك وخرج منه شاب عشريني بملامح ثورية بزي حرس شخصي سيفه بيده وجذب أنتباهها لترفع رأسها ناظرة إليه
"هذا ..أضنني ألتقيت به ..نعم..أنحنى لي ذلك الوقت كان يرتدي ملابس نبيلة"
الملك-هذا وانغ يو حارسك الشخصي منذ الآن أبن حاجبي الأكبر..قدم لي الولاء وأقسم على خدمتك ..
أنحنى لها وانغ يو وألتزم الصمت مجدداً..
أميرة سونغ هي-ولما حارس شخصي ..تريد حمايتي من الملكة..
الملك-من كل شخص يحاول أذيتك..ستغادرين في الغد لقصرك الجديد...
أميرة سونغ هي-قصري الجديد!!!ماذا تقصد ؟
الملك -سأحاول إبعادك عن الملكة بشتى الطرق إن بقيتي هنا فحياتك ستتحول لجحيم..لذا قصرك الجديد مؤثث وبه حرس وخدم وستعيشي بهناء...
علا صوتها على الملك -كلا..تريد حمايتي الآن هاا ماذا كان سيحصل لو حميت والدتي في السابق...
الحاجب-مولاتي..راقبي كلماتك فأنتي تتكلمين مع جلالة الملك
رفع الملك يده ﻹسكاته وواصلت هي الكلام..
-لن أغادر مكاني ..سأتنعم كما يتنعم أخوتي هنا من فضلك وكرمك..حياتي كلها جحيم لايفرق شئ الآن أنا ذاهبة ..تصبح على خير...
لم يتمكن من إقناعها وأمر وانغ يو باللحاق بها..
الملك-إنها عنيدة ..كوالدتها..لم تترك لي خيار سأزوجها وأبعدها عن الملكة...
الحاجب-فلتفعل ماتراه مناسباً لها جلالتك..
لحقها وانغ يو يمشي وراءها ببطئ كما تمشي هي فوقفت واستدارت إليه ..
-لم أطلب منك اللحاق بي ولم أوافق على خدمتك أذهب ..
رد وانغ يو خافضا رأسه بإحترام -سأوصلك لجناحك بسلام وأعود ...
مملكة غوغوريو...
حطوا رحالهم في مغارة جبلية وأشعلوا نيرانا تنير ضلمة ليلهم الدامي..تفحصت النظر إليهم واحدا واحدا وأستغربت قلة عددهم ...
-كم عددكم ؟
أجابها وونغ..-خمس وعشرون سيدتي ...
أون سون-ماااذااا..أين بقيتكم..؟
أجاب رجل من بينهم -معظمهم ماتوا في حربنا ومن جرح مات أيضا ..لم نستطع علاجهم...
أون سون -دفنتموهم جيداً ؟
-نعم..مولاتي..
وونغ-أين وجهتنا التالية سيدتي؟
أون سون-أولاً..سنذهب ﻷهالي القرية سآخذهم لمكان آمن بعدها سأجند جنوداً ونستعيد القرية..أستريحوا الآن وغدا سننطلق..
لاحظت علامات حزن وخوف في أعينهم كأنهم يكتمون شيئاً عنها يثقلهم البوح لها ..
-مابال نظراتكم هذه..هل تخافون وأنتم مقاتلون أشاوس هاا..
وونغ-ليس الأمر هكذا..
أون سون-إذاً؟!!
صعب عليه إخبارها وترك الأمر لصاحبه..
-أهالي القرية أختفوا جميعاً..
تلعثمت كلماتها-أ..خ..ماا..ذا تقول...أنت..
-ذهبنا لنجدهم ..ولم يكونوا في المكان بحثنا وبحثنا وبائت مساعينا بالفشل..وقررنا إنقاذك عندما علمنا من أحدنا أنك حية..رآهم يأخذونك ..فأستجمعنا قوتنا وقررنا القيام بالعملية...
أحتضنت رأسها براحة يديها ..
-أختفوا..هكذا..أين..
أخذت تتمتم غير واعية ماتقول ..وبخطى متعثرة دخلت المغارة لتحتضن حزنها وألمها الجديد.
يتبع...
رأيكم ..ماذا تتوقعون أين أختفى أهالي القرية ؟
في البارت القادم يوم الأربعاء..
-هل هناك نساء محاربات في عالمنا يا يونغ هو..أضنني سأقاتلها ..
-سأدخل القصر هل أنت معي وونغ..
الفصل العاشر من رواية
صراع الأفاعي..
تأليف #Daisy
-هل تم الأمر ؟
قال الأمير داي جو موجهاً كلامه لحارسه الشخصي والأخير رد عليه مطمئنا أميره..
-تم الأمر بسرية تامة راقبنا البحر وأنطلقت السفن بسهولة بدون أي عقبات ..
-أحسنت..كل ماعلينا فعله الآن تعزيز قوتنا سيتحتم علينا الآن البحث عن الفتاة المدعوة بأون سون أوكل إليك بهذه المهمة ..
-بأمر مولاي...
خرج الحارس تاركاً الاميران معا..أرخى الأمير يونغ هو ضهره على الكرسي قائلاً بثقة مهزوزة
-تضن إن هذه الفتاة ستساعدنا؟!
رد عليه كحاله لايعلم إن كانت مساعيه ستنجح
-متأكد أنها ستساعدنا..ألم تسمع ماقاله زعيم الثوار إنها بألف رجل تملك أتباعا مخلصين شخص بمثل قوتها لايمكننا التفريط به..
يونغ هو - أتمنى أن نجدها بسرعة..
داي جو-آمل ذلك..علينا أن نعجل في عودتنا للقصر وإلا ستبدأ الشائعات ..
يونغ هو-نعم..أخي أريدك أن تعتمد علي..
-لا يوجد أحد في القصر أثق به أكثر منك..أضن عمي سيبدأ بتحركاته..ماإن يقوم بخوطته فسأتمكن من حماية جلالته وولي العهد والعرش منه
أتخذ الأمير داي جو من رحلة الصيد فرصة ﻹخبار أخيه عن مخططاته لﻹطاحة بعمه وكيف كان هو الرأس المدبر لمحاولة أغتيال يونغ هو..ألتقيا في طريقهم بزعيم ثوار متمردين ضد حكم الملك وعقد صلحا معهم بالاستفادة من قواهم لتعزيز مكانته بجعلهم تابعين له موضحاً لهم فساد المملكة الناتج عن أفعال عمه المنحطة .ماإن يمتلك جيشاً خاصاً به مدربين على يديه فلاشئ سيزعزع طمأنينته وقواه لن تكتمل إلا بدمجها مع قوة كأون سون.
في القصر...
جناح الأمير تشونغ..
إنتهى من ترتيب كتبه في خزانته الصغيرة ألتي لا يسمح لأحد من الخدم فتحها أو حتى تنظيفها إلا هو بنفسه،وجلس على كرسيه يتفحص رسالة أستلمها قبل ساعات..دخل عليه حارسه منحنيا له
-مولاي..شوهد الأمير داي جو في مقر لزعيم المتمردين..
طوى رسالته ورفع رأسه لتظهر تجعدات جبهته .رفع حاجبيه الكثيفين مثارا بما سمعه
-زعيم المتمردين..وماذا بعد.؟
الحارس-أيضاً..سفن خمس غادرت حدود المملكة لم نعلم وجهتها تابعة للأمير..
أمير تشونغ-بماذا كانت محملة؟
الحارس-لم نرى شيئاً بسبب الظلام ..
أشر بيده يأمره بتركه وأطاعه..أخذ يلعب بلحيته الرمادية وعيناه تبرقان غدرا فماسمعه ماهو إلا فرصة ﻹخراج أفعاه من جحرها
"ماذا تخطط إليه أيها الأمير..تريد القيام بتمرد ههها ستسقط بيديك وسأمهد الطريق لسقوطك "
جناح الأمير تاي جو..
ممد على الأرض ردائه الأبيض يكشف عن صدره الأبيض شعره الاسود منسدل على ضهره وعنقود عنب بيده وجارية تصب له الشراب وأخرى ترقص أمامه في حالة لاعقلانية متناسي منزلته وماسيكون عليه مستقبلا..سأل خادمه العجوز
-ألم يعد أخي داي جو بعد ؟
أجابه العجوز منحني الضهر بصوت خشن محترم
-كلا سموك لم يعد..
أطلق تنهيدة تدل على ملله -آه..أشتقت إليه و ﻷشعاره التي يتلوها علي..لما لم يأخذني معه..
جاءه صوت أحد الخدم في الخارج معلنا وصول الأمير تشونغ فسارع بتعديل ثيابه آمرا جارياته بالخروج فوراً فركد في مجلسه متصنعا الوقار والرزانة فآخر مايريده هو نفور عمه تشونغ منه ..دخل عليه بهيبته وشموخه لينحني إلاثنان لبعض ويستقرا جالسين أمر خادمته بصب الشراب لعمه ومغادرتهم..
-كيف حال سموه لم آتي لزيارتك منذ فترة
أمير تاي جو - بخير لا أشكو من شئ وأنت سموك ؟
شرب أمير تشونغ شرابه دفعة واحدة متباهيا بصحته
-ألا تراني كيف أشرب شرابي ..فأنا لست عجوزا بالمرة ..أنت في ريعان الشباب قلل من المسكرات
شرب شرابه كما فعل عمه متباهيا أيضاً
-شاب مثلي بصحة جيدة وقوية لا تؤثر به أشياء كهذه
ضحك عمه مشيداً بنباهة الأمير ثم أبرز أنيابه
-إسمعني سموك ..أهتممت بك منذ صغرك أنت كأبني الذي لم يولد..مصلحتك تهمني..ألم يخطر ببالك ولو مرة مانوع الشخص آلذي هو عليه أمير داي جو ؟!
لم يفهم مغزى كلام عمه وأجابه متسائلاً
-مادخل أخي بلقائنا هذا؟
أمير تشونغ-أحذر منه فلربما يجالسك ..يتسامر معك ويضحكك لكنه يضمر في قلبه خفايا شيطانية ..أتفهمني ...
لم يفهم مجدداً قصده فهو يحب أخيه ولامرة شكا منه أو أتهمه بشئ ودائماً مايشعر بالراحة لوجوده قربه ولاذبالصمت مفكرا بما يريد عمه الوصول إليه وعندما لاحظ شروده أتضح لتشونغ إنه لم يفهم بعد..
-سمعت عن ماحدث في الإحتفال قبل ليالي ..أمير داي جو قام برقصة السيف أتعلم السر المخفي وراء هذه الرقصة ..عندما قام بها فهو كان يريد أن يثبت من هو المسيطر في القاعة..من هو الحاكم المسيطر كان يريد تبيان حقيقتك للجميع بأنك لاتستحق العرش وأنه هو من يجدر به أن يتوج ملكا عليك ..فهمت الآن
وضع طرف إبهامه الأيمن أسفل ذقنه مفكرا بحقيقة كلامه ..كل كلمة قالها عمه أخذت تتضارب في صراع لتقبل الحقيقة ..لم يتوقع خيانة من أخيه لم يبدي أي أثر أو علامة على خيانته سوى تلك الرقصة ألتي لم يفهم نيتها الخيرة وهي تخويف من يريد ويتكلم عن ولي العهد بالسوء بإن خلفه قوة تحميه ..أراد التأثير عليه بشدة وإشعال نار الفتنة بين الأخوة ليجعل من أبن أخيه خاتم في أصبعه ليزيف له الوقائع لصالحه ..
-أضن أن الأمير على وشك القيام بتمرد لخلعك من منصبك ..لاتنسى خلفه خمس قبائل مستعدة للتضحية لأجله ..فكر جيداً وأعلم صديقك من عدوك
بدأ يصدق مايدسه في عقله من سموم وأهتاج في مكانه -إن كان هذا حقيقي فماذا عساني فاعل؟
تأكد من نجاح محاولته في تحريضه على ألامير داي جو-أترك كل شئ لي ..سأبين لك خيانته وشروره وماعليك سوى إقامة الولائم للوزراء والقادة إغريهم وأجعلهم تحت قدميك...
كيف لكلمات مخادعة كريهة تنطلي عليه ليتغلغل الحقد في قلبه فهذا واضح من نفس ضعيفة كنفسه سريعة التأثر بالاكاذيب ليتحول من أخ محب لأخيه ﻹخ يمقت أخيه مفضلا منصبه ومكانته عليه جاهلاً بطانة أخيه الحقيقية
المغارة الجبلية...
منطلية على نفسها هادئة لم تحرك ساكنا منذ ليلتها العسيرة تفكر بما سلب منها ومن حولها أصطاد بعض الأرانب وجعلوها طعاماً لهم ..
-ترفض الطعام منذ الأمس على هذا الحال سيصيبها الفتور وتختفي قوتها...
هذا ماقاله أحد أتباعها لوونغ الجالس يمسح عن سيفه آثار الدم..أنتهى وأعاده في غمده ..أخذ سيخ اللحم متوجها به ﻷون سون ..كان وجهها شاحبا وشفتاها جافة مبيضتان وعيناها ذابلة ..صعب عليه رؤيتها بشكل لم يعتد عليه منذ وقت خدمته لها..قرب إليها الطعام ..-فلتأكلي أرجوك..جسدك ضعيف..
صوبت نظراتها المهمومة عليه ومن ثم على الطعام فجرته منه وأكلت حتى شبعت ..أقترب الطبيب سو منهما حاملاً آنية بها بعض الأعشاب..
-دعيني أضمد جرحك سيتقرح إن لم أستبدل اللفافة
ساعدها وونغ على النهوض وأدخلها المغارة وراقب أفعال الطبيب فهمس بأذنه مهددا
-إحذر أن ترى شيئاً منها وإلا..
سحب سيفه بخفة وتفاجأ لعدم رؤية خوفه ..
-لست بمنحرف ﻷختلس النظر..وخلافا لهذا أنا طبيب ويحق لي الكشف عن مرضاي ..
بدأ بتضميد جرحها متأثراً بقوتها الجسدية ..
-ﻷصدقك القول أنتي أول حالة غريبة مرت علي
ردت عليه مستغربة-وضح ماتقصده ؟
الطبيب سو-أقصد هناك أشخاص يغيبون عن الوعي لمدة طويلة ويستيقضون وهم لايذكرون شيئاً وبنيتهم خاملة ضعيفة شهدت حالات كهذه لكن أنتي مختلفة عنهم ...
لم تتأثر فقد سمعت كلام كهذا منذ صغرها وأعتادت عليه ..-أنعم الله علي ببنية جسدية قوية ماذا أفعل هل أرفس النعمة..
الطبيب سو-بالتأكيد لا...أنتهيت أرتدي ردائك..
بعد لحظات خرجت ﻷتباعها مستردة قواها كما عهدوها -أنصتوا إلي..
هموا واقفين متأهبين لتنفيذ أوامرها
-سنفترق للبحث عن أهالي القرية في القرى المجاورة والأسواق وكل شبر من المنطقة ..في نهاية اليوم سنجتمع هنا لتبادل المعلومات ..متأكدة من إنهم بخير ..وونغ..جوونغ أنتما ستبقيان معي والبقية تفرقوا ..
رددوا بصوت واحد-حاضر سيدتي...
آتاها الطبيب سائلاً عما سيقوم به..-وأنا ماذا سأفعل
أون سون-ستأتي معنا سنستفيد من وجودك..
لم يرتح وونغ له لذا قال معلنا عن مشاعره -سيعيق مسعانا اقترح أن نتركه هنا..
رمقه الطبيب معلنا هو ألاخر عن كرهه له ..تدخلت لفك النزاع الذي على وشك البدء
-ألزما الصمت وكفا عن إزعاجي لست بمزاج لتصرفكما الطفولي..ولنتحرك...
جوونغ-سيدتي كيف ستخرجين بمظهر كهذا أنتي والطبيب
نظرا كلاهما لملابسهما المبقعة بالدماء
أون سون-ليس لدي ماارتديه كل ملابسي عند والدتي
جوونغ-لاتقلقا سأشتري لكما ملابس من القرية المجاورة بحوزتي بعض المال..
أمتطى حصانه وماهي إلا لحظات حتى جاء لهم بملابس جديدة..أراد الطبيب الدخول معها للمغارة لتبديل ملابسه فسحبه وونغ من يده غاضباً
-إلى أين ..أرتدي ملابسك هنا..
أرتدت ردائها المزرق المنقش يصل لركبتيها مفتوح من الجانبين ممايسهل عليها التحرك بحرية طوقت خصرها بشريط أرجواني وبنطال أبيض مع صندالها ولفت شعرها للأعلى ولم تنسى لبس القلادة المصنوعة من حجر اليشم المهداة من والدتها ..خرجت إليهم ليتلقاها تابعها جوونغ ويهمس في أذنيها
-سيدتي..لاتنسي سنخرج للعلن ممايعني المتاعب ربما ستقابلين جنوداً ضربتهم من قبل وأيضاً سمعت أنهم يبحثون عن المتمردين وقد كنتي من ضمنهم لذا أخذ الحذر واجب..
مل وونغ من حديثه المطال -فلتكف عن الكلام ياثرثار
قامت بفك شعرها وجعلته منسدل على كتفيها وقالت
-من الآن أدعوني ب اون جو وعندما نجتمع معا نادوني باسمي القديم..
تفحص الطبيب جسدها متعجبا لتغيرها المفاجئ
-وااا..تبدين أكثر أنوثة الآن بإستثناء ملابس الرجال التي ترتدينها..شكلك تغير بتسريحتك هذه ههه
صرخ عليه وونغ-هيه..إنتبه مع من تتحدث ..
أبتسمت لهم
-وونغ..أريد سيفي..
أعطاها سيفها آلذي أحتفظ به عندما سقطت جريحة في المعركة ..رفيقها الوحيد رافقها منذ لحظة صنعه من قبل والدها ولا تقدر على الاستغناء عنه
بعدها أمرتهم بإتباعها أينما تذهب.
مملكة شيلا...
تنزهت في حديقة القصر وخلفها وصيفاتها وحارسها الجديد ..سألت خادمتها كي ..
-لايزال يتبعني ؟
الخادمة كي-نعم..مولاتي..
لاحظت الخادمة ولي العهد يسير برفقة حرسه وخدمه فنبهت الاميرة سونغ هي
-مولاتي ..إنه سمو ولي العهد ...
نظرت ناحيته لتلتقي أعينها بأعين الشخص آلذي بسببه أتهمت والدتها ظلما بمحاولة تسميمه..أخفت ملامح الكراهية الطاغية على وجهها لحظة رؤيته وأنحنت له عند أقترابه منها..
-كيف حال مولاي..
أجابها ببرود وكره بائن -أبنة من حاولت تسميمي وأخيراً ألتقيت بها..فلتعيشي بهناء هنا ههه
أطلق ضحكات مستهزئة بالحال ألتي تمر به بسبب الملكة بإستثناء أخاها غير الشقيق طيب القلب الأمير تشيو ..أبتسم لها وقال مبينا لها إنه موجود لحمايتها
-أختي..سأشرب الشاي عندك الليلة ..
أميرة سونغ هي-نعم..سأنتظرك..
حول نظره لحارسها -وانغ يو أخدم سموها جيداً
وانغ يو-حاضر..مولاي..
أقترب منها هامسا -أذهبي لوالدتي ستساعدك فيما تنوين القيام به..
كأنه عرف غرضها الأساسي في رفضها دعوة الملك ﻹخراجها من القصر وقرر تقديم يد المساعدة منفذا وعده قبل سنوات للملك عندما طلب منه حماية أخته
-كي..ماذا تعرفين عن السيدة يون هوا ؟
كي-إنها محظية الملك الرابعة والدة الأمير تشيو من عائلة عريقة والدها الساعد الايمن للملك كانت صديقة المرحومة يون تعارض حكم جلالة الملكة سرا لكنها لاتظهر هذا خشية منها..
سونغ هي-سأذهب إليها..لسان وصيفاتي إن تفوهن بشئ لغيرهن فسأقلعه لهن ..أخبريهم بهذا..
أدركت حتمية تحركها بسرعة بعد ماعلمت بنية والدها لاخراجها من القصرفبدل تباطؤها في تنفيذ خططها عليها التسارع تأهبا لحدوث ماينغص عليها حماسها.ألتقت بالسيدة يون هوا إمرأة في منتصف الاربعينات حسنة المظهر حكيمة ذكية ماإن رأت سونغ هي حتى قامت بإحتضانها باكية نادمة لعدم قدرتها على مساعدة والدتها أنذاك ..لامست صدقها وعفويتها فقررت إشراكها معها..
-لاتزالين تكرهين جلالتها ؟
سيدة يون هوا-بل أمقتها ..ألعنها صباحاً ومساءا أنتظر لحظة سقوطها ﻷرقص فرحا...
-بإمكاننا إسقاطها معا
يون هوا -وكيف؟
سونغ هي-لدي دليل يثبت جرمها
يون هوا-جريمة تسميم ولي العهد..
سونغ هي-إذا تعلمين إن أمي ليست الفاعلة ؟!
يون هوا-أمك كانت طيبة القلب تتجرع ألاذى ولاتجرؤ أبداً على الإنتقام لنفسها ..
سونغ هي-أضن هذا الدليل لايرتكز فقط على محاولة التسميم بل أقوى من ذلك..
يون هوا-هل تملكينه الآن؟
سونغ هي -كلا..في القريب العاجل حتى ذلك الوقت أحتاج ثقتك ومساعدتك..
قالت بعد شئ من التفكير-من الصعب جداً إطاحتها فخلفها ظهر قوي ..ألامبراطور الصيني..لو حدث لها شئ فمملكتنا ستتأذى..
سونغ هي-لايهمني سقوط مملكتنا أو تدمير شعبنا كل مايهمني إسقاط من جعل شعبنا يعاني..وجعلني أعاني ..ضعي يدك في يدي والظروف ستكون لجانبنا
تعلم السيدة يون هوا أنها ستودي بنفسها للتهلكة لكن لحقدها المشابه للاميرة ورغبتها في الإنتقام لن توقف ماانتظرته لسنوات ..
"فشل واحد مميت أخطر من مئة نصر..آه..قبل موتي أريد رؤيتها منكسرة "
-سأساعدك بكل ما أوتيت من قوة
سونغ هي-أحتاج لخادمات أهل للثقة مستعدين للتضحية بأرواحهم ﻷجلنا..
يون هوا-لدي ماتطلبينه..
نجحت صفقتها بمنتهى السهولة وماعليها سوى التنفيذ وانتظار الضروف لتكون بجانبها معتمدة على الحظ .أمتثل حارسها وانغ يو أمامها راكع مخفض رأسه
-هل أنت مستعد للتضحية بنفسك من أجلي؟
أجابها بصوت حاد مخلص -سأفديكي بروحي مولاتي ماعلى العبد سوى إطاعة مولاه هذا ماولدنا ﻷجله نحن معشر الحراس والعبيد..
سونغ هي-إذاً سأثق بك..وأوكلك بمهمة ..جد لي الدليل آلذي سأدحر به الملكة..
رفع رأسه مصدوما تدحر الملكة هذا شئ ليس بسهل الحصول مع ذلك ماعليه سوى إلاذعان
-ماهو دليلك لابحث عنه ؟
سونغ هي-إمرأة تدعى سيدة يوان أسأل عنها في أرجاء المملكة سرا..قبلها أريد رساما ﻷصف له وجهها ليسهل عليك البحث ..جند أتباعا لك مستعدين للامتثال لي..
-حاضر مولاتي..وهم منصرفا .
مملكة غوغوريو..
لم يسفر بحثهم عن شئ مهم..ضلوا يتجولون جيئة وذهابا سائلين الصغير والكبير وبدون جدوى حطوا أقدامهم في حانة مفتوحة تطل على سوق قرية متعبين وطلبوا طعاماً ...
أون سون-جوونغ من أين لك هذه النقود؟
قهقه جوونغ -ههه..لم أخرج من قريتنا خالي اليدين
أون سون-عندما أحصل على نقود سأردها لك
-كلا..لاتتفوهي بمثل هذه الأشياء فضلك علي كبير أنقذتني من موت محتم ..
صوت عصبي ملئ المكان أدارت وجهها نحو مصدره وكان رجلا يصرخ على أمرأة عجوز صاحبة المكان خادمتها لم تقم بخدمة الزبون جيداً رفع يده وضرب المرأة فثارت غريزتها وقفزت من مكانها متوجهة إليه
-هيه..أنت..ألا تخجل لضربك إمرأة كبيرة في السن هاا؟
-ومادخلك أنتي ..عودي حيث جئتي..أيتها العاهرة
قفز كل من وونغ وجوونغ وأستلاسيفهما
وونغ-صن لسانك وألزم حدودك ..
أعطتهم إشارة بيدها لتسكتهم
-عاهرة هاا..سأريك من هي العاهرة..وونغ جوونغ لا تتدخلا..
الزبائن أتخذوا لهم جهة يختبئون فيها لعلمهم إن عراكا سيحدث ..أصدر ضحكات مستهزئة -إمرأة تقاتلني أنا تعالي إذاً ياحبيبتي ..
بدأ العراك أشبعته فيه ضربا جعلته يندم على ماقاله جر عاره وفشله خارج المكان وعادت هي لرفاقها
الطبيب-لم تتأذي؟على هذا الحال لن يشفى جرحك..
جوونغ -رائع..سيدتي لقنته درساً لن ينساه ههه
أتت السيدة العجوز تشكرها-لاداعي لشكري جدتي هذا واجبي
أما وونغ فكان خائفاً من حدوث مالم تحسب له أون سون حساب فبمجرد خروجهم كان الرجل آلذي ضربته برفقة ست رجال قادمون سعيا ﻷخذ الثأر لصديقهم أخليت الساحة والبائعون أغلقوا محالهم روتين يومي في كل مرة يحدث قتال في السوق ..المشترون رجالا ونساء وأطفالا هربوا بجلدهم ولم يتبقى سواهم أختبئ الطبيب خلف عربة بقالة وأحتدمت المعركة دفعت أون سون رجلا على العربة وسقط الطبيب مهتاجا صارخا-آهههههه...اللعنة..أي ن سأذهب ليتني بقيت في المغارة..
في وقت كهذا خرج ألاميران برفقة حارسين متنكرين بثياب العامة ووجهتهم كان السوق..لمحوا تراباً يتصاعد في آلسماء وأثار فضولهم ..سارعوا لرؤية مايحدث وهنا ألتقى الأمير داي جو بإمرأة تمنى لقياها يوماً ما ..أخذ يتأمل حركاتها القتالية المدروسة بذكاء..أرتجف قلبه ولاحظ يونغ هو شروده -وقعت بحبها من أول نظرة ؟!
تحاشى النظر لأخيه مركزا كلامه ووعيونه عليها-لم أرى أمرأة مثلها ..هل هناك نساء محاربات في عالمنا يا يونغ هو...؟
-مثال حي أمامك..فكر يونغ هو وهو ينظر إليها وخرج بنتيجة -مهلا..هل يمكن أن تكون هي أون سون
وافقه داي جو -من المحتمل أن تكون هي..أريد خوض قتال معها كم أنا متلهف لهذا
إنتهى القتال بفوزها وأتباعها جعلتهم يركعون لها مستسلمين -إن رأيتكم مجدداً هنا لن أتهاون في ذبحكم ..أذهبوا من أمامي..
مرت بجوار الأمير بدون أن تلقي نظرة عليه حتى بينما هو سحر قلبيا وعقليا بها آملا أن تكون فتاتهم المنشودة.
-لنتبعها ..أضنها هي...
شعر وونغ بصدى أقدام أشخاص تتبعهم
-سيدتي ..هناك من يتبعنا...
أون سون وقد لاحظتهم -أعلم..جوونغ خذ سو وعودا للمغارة أنا و وونغ سنأخذ طريقا آخر ونلتقيكم هناك..
وبلمحة بصر أختفت مما جعلت الامير يركض باحثا عنها فأوقفه يونغ هو-ماذا جرى لك ..سحرت من حيث ﻻتحتسب ..
داي جو-تبا..ليس هذا وإنما مواصفاتها نفسها التي قالها الزعيم ..غدا سننتظرها هنا على أمل أن نراها..
أخذت ووونغ منعطف أودى بهما لمكان متجمهر به عدد من الحراس والجنود والناس ..سألت رجل عما يحدث
-ماذا يجري هنا؟
-عملية إعدام...
-إعدام...
قام أحد الجنود بإنزال حبل المشقة ولف حول عنق من سيعدم.."وجهها ليس غريباً أين رأيتها من قبل "
هذا ما فكرت به وهي تحاول جاهدة تذكر المرأة التي ستشنق..أتاها صوت من أمامها مناجيا ...
-أون سون..أختاري جيداً..مصير مملكتنا عاتق برقبتك
أعادتها وقع هذه الكلمات للماضي يوم ألتقت بالشامان لتخبرها بمصيرها رفعت بصرها فارجة فاهها لتعدم الشامان وتذهب روحها لخالقها..ضاق صدرها وشهقت فحس وونغ بعلاقة كانت تربطها بهذه المرأة فسأل الرجل الواقف جوارهم -ﻷي سبب أعدمت هذه المرأة؟
-تنبأت بموت الملك وهذه تعتبر جريمة..الآن الملك سيعدم أمثالها وينهي زمنهم...
-أضنني سأدخل القصر يا وونغ..وليكن الله في عوني
إنتهى..
الكلام السري بين الامير وحارسه في البداية واختفاء الاهالي سيتم ذكره في الفصول القادمة..+رأيكم..
الفصل الحادي عشر من
رواية صراع الأفاعي..
تأليف #Daisy
مملكة شيلا...
مهجع الأميرة ..
أنتظرت بصبر مجئ خادمتها لتروي ضمآن قلبها..أمضت ليلها تدور في غرفتها متلهفة لبدء مهمتها وحتى جائت خادمتها إلا وصبرها قد نفذ..
-تأخرتي كثيراً كي..أين كنتي طيلة الوقت...
ردت عليها تلتقط أنفاسها
-أعتذر مولاتي..أستغرقت وقتا ﻷتذكر أسماءهن ..
-وهل خرجتي بنتيجة ..
ناولتها قطعة ورقية-نعم..دونت أسماء الوصيفات اللاواتي لعبن دورهن بإتقان ﻹيذاء والدتك المرحومة بأسم الملكة..إنهن ثلاث وموجودات حالياً في القصر..
أخذت تقرأ أسمائهن وعيناها تقدحان شررا فتبدلت هيئتها إلى وحش مفترس مستعداً للانقضاض على فريسته..
-ماذا عن وصيفات والدتي ؟
-ذبحتهن بدم بارد منذ سنوات ..
طوت الورقة -وانغ يو في الخارج ؟
-نعم..هل أناديه..
-ناديه..أمتثل أمامها مبهورا بجمالها للمرة الأولى يراها بثياب النوم البيضاء الحريرية مسدلة شعرها الطويل خلف ضهرها جالسة أمامه بكبرياء تناظره بنظرة لاذعة فهم منها أنها تأمره بإلتزام حدوده فنكس رأسه منتظراً أمرها..
-هل أنت مستعد للقتل ..ﻷجلي؟
لم يضهر ردة فعل فهذا ليس شيئاً يصعب تنفيذه فلطالما كان ينفذ رغبات والده الحاجب الملكي الأكبر بقتل من يسيئون للحكم ..
-على أتم الاستعداد..فقط أعطني الأمر حالا وسأنفذه...
ضحكت مفصحة عن مشاعرها ..
-أنت تعجبني..رف قلبه لثانية وقال-لا أستحق هذا..
-لاتفهمني بشكل خاطئ..تعجبني صرامتك وحدتك وإنصياعك لي وغلاظة قلبك أيضاً ..أتمنى أن تضل وفيا لي على الدوام..
وانغ يو-أريحي عقلك ..لن أخونك إن كنتي تشكين ما العبد إلا الانصياع ..
-عن ماذا أسفر بحثك؟
-أوكلت المهمة لرجلين مخلصين سيبحثان عنها مستندين على الرسمة..
سونغ هي-جيد..لديك مهمة الآن..هل تعلم من كان وراء محاولة تسميم ولي العهد قبل سنوات؟
وانغ يو-سيدة يو...أنتبه لما يريد قوله -أعتذر...
سونغ هي-لابأس هذا ماأوهموكم به..الملكة هي من قامت بدس هذه التهمة للتخلص من والدتي..والدليل آلذي أمرتك بالبحث عنه هو من سيخلصني من الملكة ويحقق إنتقامي..
وانغ يو-لم أعلم بهذا..مولاتي..
سونغ هي-هذه الليلة ستبدأ اللعبة ..أقتل لي صاحب الإسم إلاول في هذه الورقة..ناولته الورقة وحفظ الإسم جيداً ثم أعادها وجهت كلامها للخادمة كي...
-دليه على مكانها ليراها..
-حاضر مولاتي"آه..كيف لوجه جميل أن يتحول لشئ قاسي ليتني منعتك من المجئ هنا"
أمرت خادمتها بإحضار ورقة أخرى وريشة ..خطت بضع كلمات وناولتها لوانغ يو ..-تأكد من وضع هذه الورقة في ملابس الجثة...
-حاضر ...كيف تريدين قتلها ؟
-كي الوصيفة بماذا آذت والدتي ؟
-دفعتها في النهر عندما كانت حاملاً بك فجراً..أعتادت أن تتأمل وحدها عند النهر وأستغلت الوصيفة الفرصة ..أخبرتني سيدة يوان أن والدتك رأتها ..لوهلة ضننا أننا سنفقدها لكن الحظ وقف لجانبها
-إذاً..أغرقها "أصبري شو..سأفقدك صوابك "
سارت الخادمة كي معه لمهجع الوصيفات والوقت كان فجرا أنتظرا خروج فريستهما من مخبأها وهناك خرجت ..تأكدا من عدم وجود حراس أو خدم وتبع وانغ يو الوصيفة حيث نهر يجري في القصر ﻷخذ بعض الماء منه للاستحمام ..أحست المرأة بأنفاس شخص خلفها ثم يد قوية تطبق على فمها ضربها بسيفه على رأسها ليفقدها وعيها ومن ثم رماها في النهر..تلفت تأكدا من خلو المكان وقفز للنهر يتفحص نبضاتها بعدما أدرك موتها الحتمي وضع الورقة في جيبها وخرج تسوقه أقدامه ليبشر أميرته.
مملكة غوغوريو...
المغارة ..
تقرفصت في جلستها تفكر بأحداث يومها ومن حولها نائم.."كيف ميزتني تلك الشامان من بين جمع غفير من الناس ..رأتني قبل سنوات طوال حقاً إنهم يمتلكون رؤيا.."ثم أعتراها الشك بخصوص ماقاله لها تابعيها بشأن أختفاء أهلها ..أخبرها أحدهم بأن شاهد رأى مجاميع من الناس عند حدود المملكة مكبلين بالسلاسل يقودهم صائدوا العبيد ،وقال آخر إن شاهدة رأت مجاميع من الناس يذبحون على أيدي قطاع الطرق كل هذا كان كفيل أن يقلب ليلها عليها وتغدرها عيناها ..رفضت الفكرتين بتاتاً وأملت نفسها بأمل زائف فهي ليست ممن يفقدون أملها وتعلن إستسلامها رهينة كلمات غير معقولات رفضت تصديقهن..أراحت عيناها وهي على هذه الوضعية لتشعر بشئ يخز كتفها ..رفعت رأسها لترى الطبيب سو
-آسف ﻹيقاظك..
أرخت جسدها -هل تريد شئ؟
سو-أخشى أني سأفارقكم..وجودي هنا يثقلكم لذا سأرتحل
بداخلها قبلت رحيله فهي ليست بحاجة لشخص يثقل عليها وتهتم به -إلى أين سترتحل ؟
-لا أدري ..ستقودني قدماي ..أستمتعت كثيراً معكم..
-أستمتعت..هه..رجل غريب ..كل هذه المعاناة وتقول أستمتعت
سو-لا يحظى المرء بتجارب كهذه في حياته وهذه أول مرة لي أخوض مغامرة كهذه..ههه..
-هل لديك نقود لتسافر ؟
-جمعت أعشابا من هنا وهناك وسأبيعهم ..لاتقلقي ..معتاد على ألسفر والنقود أحصل عليها من خلال أعمال الطبابة
نهضت لتودعه -حسناً شكراً لك على علاجي أنقذتني من الموت
-لاداعي فعلت ماكنتي ستفعلينه أنتي لأي شخص مصاب..
-ألن تودعهم..
-كلا..علاقتي بهم سطحية وسأوقضهم وذلك الوونغ يكرهني ههه ودعيهم عني..مد يده لمصافحتها وصافحته ..
-خذ هذا الحصان سيساعدك على تخطي العثرات ..
-شكراً أتمنى أن تحققي مرادك..
-وأتمنى لك رحلة آمنة..
راقبته وهي يغادر على حصانه ليستيقظ وونغ آلذي كان يراقبهم خشية إقدام الطبيب على شئ يؤذي بها سيدته فهو على نقيضها تماماً ثقته محدودة بالناس ..-رحل أخيراً..
نظرت إليه-ها..كنت مستيقظ إذا..
وونغ-نعم..أراقب أفعاله..
رفعت رأسها تنظر للسماء -أيقضهم أشرقت الشمس وهناك مااريد قوله لهم..
أيقضهم ووقفوا مكونين صفا واحدا لتلقي أوامرها..
-أثق بل كلي ثقة أن والداي وأهالي القرى على قيد الحياة وإنهم في بقعة ما في هذا الكون لن أستسلم وسأضل أبحث عنهم لكن لدي مهمة سأنجزها معها ..شعبنا يموت جوعاً ..كثر المتسولون قبائل تثور على الأخرى وتسرق قوتهم ومنازلهم..وملك يسيطر عليه النبلاء..لا أحد يهتم بنا ويسأل عنا..كثرت العبودية ومملكتنا لم تعد لنا من هب ودب يأخذ قطعة منا ونحن متفرجون ..لم نعد نشعر بقيمة بلادنا كأنها ليست وطننا..نحن الآن أناس بلا وطن أناس لدينا أنفسنا فقط..لكن إن أردنا أسترجاع وطننا فلن نظل مكتوفي الأيدي..إن لم يبادر ولو شخص واحد للإصلاح فسأبادر أنا أعلم أني إمرأة لكني إمرأة تمتلك عزيمة وإصرار إن قلت شيئاً أنفذه حالا..لذا أبلغكم بقراري سأدخل القصر ﻷضع يدي بيد الشخص آلذي سيعيد المملكة لمجدها القديم..لاساعده في دك رؤؤس المفسدين ..ﻷساعد الشعب ﻷقتل من يسرق قوت الشعب لانصب ملكا تفخر به الناس ليسجل أسمه في التاريخ من ضمن المصلحين..أنتم لامكان لكم هنا من الآن غادروا لمقرأأمن من هذا وأستمروا في بحثكم عن أهالينا لن نفقد الأمل الحلقة الواصلة بيني وبينكم سيكون جوونغ يبلغني أخباركم وأخباري خلال أوقاتكم ساعدوا الفقراء ..أعطيكم الصلاحية لذبح النبلاء الفاسدين..أنتشروا حالا..
ركعوا لها رافعين سيوفهم صارخين بصوت واحد
-فلتحيا قائدتنا أون سون..فلتحيا قائدتنا أون سون ..
وهكذا تولوا عنها بحثاً عن مقر جديد يعصمهم من ألاذى.
في الفترة الصباحية خرج الأمير داي جو مع يونغ هو وحارسه متخفين بملابس العامة لم ينم ليله وهو يفكر في أون سون ذهل بقدرتها القتالية دعا أن تكون هي فتاته المنشودة من ستمد له القوة لتحقيق مراده ..يونغ هو -مصرا على البحث عنها ..
داي جو-متأكد إنها هي ..أتمنى أن ألتقي بها حقاً بل ومصمم على التجول في الشوارع بحثاً عنها..
يونغ هو بطريقة ساخرة -لقب الأمير الشاعر يلائمك الآن أكثر من أي وقت سبق وأيضاً..أحم..تبدوا أوسم من قبل بعد حلاقتك لشاربيك ههه كل هذا من أجل أون سون ههه
داي جو-توقف عن إزعاجي وتذكر نحن نريدها لمصلحة سياسية
يونغ هو -بل قل نستغلها..
تمشت مع حارسها وونغ تنظر لحال المشردين والفقراء ولاحظ وونغ إهتمامها..-سيدتي ماذا سنفعل قبل ذهابنا للقصر وبأي حجة سندخل؟
أون سون-سنقوم ببعض الأعمال لجني المال بعدها سأفكر بطريقة للدخول إلى القصر ..تذكرت هنا ماكانت والدتها تردده دائماً"أبنتي الغالية سأدخلك القصر كسيدة نبيلة أنيقة لتعجبي الأمراء وتكوني ملكة يوماً آه كم أحلم بهذا اليوم"أبتسمت "أمي سأدخله لكن ليس كسيدة نبيلة ولا لاتزوج وأكون ملكة بل لشئ سأجعلك ووالدي تفخران بي "طرأ في عقلها فكرة في لحظة رؤيتها لنزال في حلبة وسط السوق متجمعين الناس حوله مشجعين الصالح والطالح معا ..استفسرت عن نوع هذا النزال ليخبرها رجل من ضمن المتجمعين أنها مبارزة لكسب المال يتراهنون الناس على الفائز ويكسبون الكثير..لمعت تلك الفكرة الجهنمية وقررت خوض نزال رفضه وونغ بتاتاً ..-لاتجازفي الأمر خطير..
-لاتخشى علي سأفوز بالتأكيد..واحصل على النقود
-دعيني أقم به رجاءاً ...اون سون بحدة -كلا..لا أريد لتابعي أن يصاب بأذى..تنحى جانباً..أريد تعليم أولئك الاوغاد درساً عمن هي المرأة ..أشارت بيدها نحو رجلين سمعتهما يسخران منها لملبسها وهيئتها ..وونغ-سألقنهما درساً فقط أبعدي الفكرة عن رأسك..
-وونغ..هذه أول وآخر مرة تأمرني بها..لو أني لست واثقة بفوزي لما كنت سأجازف الآن...أبتسمت بثقة -راقب وشجع سيدتك ..
في القصر ..في جناح الملكة سوبين..
أمتثلت أمام الملكة إمرأة آثار القهر والتعب والألم أخذت محلها على وجهها المترهل ً
الملكة سوبين-يبدوا إن الأميرة سونغ هي تبحث عنك الآن للتخلص من الملكة شو..
-كيف علمتي جلالتك؟
الملكة سوبين-لدي جاسوسة من ضمن خادمات الأميرة تخبرني بكل صغيرة وكبيرة ..
-إذاً سأوفر على أميرتي الصغيرة عناء البحث عني وأعود لمملكتي مباشرة..
الملكة سوبين-سيدة يوان هل تدركين ماهي مهمتك ؟إن كشفك أحد هناك فسينتهي كل شئ..
سيدة يوان-سأتخفى كما كنت أفعل وأفعل الآن صدقيني مولاتي سأعبر النار والبحر والثلج ﻷجل أميرتي وسيدتي المرحومة يون لايهم ماسيحصل لي سأسلم ماعندي وإن مت فسأموت وأنا مرتاحة البال ...
الملكة سوبين-سنعقد آمالنا عليك لكن..أخشى أن الملكة شو لن تسقط بسهولة..أنا عما قريب سأنقذ الأميرة من يدها ..أنتظر فقط صحة جلالته أن تتحسن...
سيدة يوان-سأذهب بحرا لمملكة شيلا الآن..حتى ذلك الوقت شكراً لك ﻹيوائي جلالتك..
أنحنت لها خارجة لقصد مملكتها ألتي نفيت منها مع سيدتها.عندما تم نفي سيدة يون زارتها وصيفتها سيدة يوان في منفاها مرة واحدة وأعلمتها يون عن صلتها القريبة بملكة غوغوريو طالبة منها الاحتماء بأختها ريثما يأتي الوقت المناسب لطلب مساعدتها في إطاحة الملكة شو وهذا مافعلته وطيلة سنوات رعتها الملكة سوبين إمتثالا ﻷمر أختها الكبيرة وعدت عدتها مع سيدة يوان ﻷجل ساعة الصفر.
في هذه الأثناء ألاميران معا يتجولان في الأسواق حتى وصلا لبقعة متجمع فيها الناس لرؤية فتاة مقاتلة هزمت على يديها حتى الآن أربع رجال وتابعها وونغ يجمع المال من المراهنين..هنا وجد ضالته خفق قلبه مجدداً ماتمناه قد تحقق ليس هنالك مهرب منه وماعليه سوى إصطيادها..علا صوت الحكم معلنا عمن يريد نزالها لاحظ الأمير يونغ هو تحمس أخيه -داي جو ..هل تفكر فيما أفكر فيه ؟
داي جو وعيناه مثبتتان عليها -تقرأ أفكاري جيداً ونغ هو ...
أستل سيفه وصاح -أنا..من سينازلها...
رمقته بعفوية ثم أبتسمت-ستكون آخر رجل أهزمه لذا فلنعجل ..
أبتسم لها بدوره -على مهلك..لن تتخلصي بسهولة مني..أريد عقد إتفاق معك..
أون سون-وماهو ؟ ...داي جو-إن تغلبت عليك فكوني تابعة لي ..
قهقهت-ههها..متأكد من فوزك ياهذا..دعني أفكر...
وونغ -سيدتي..هز رأسه يدعوها لرفض دعوته..
أون سون-وإن تغلبت عليك...نظرت ﻷصبعه فأعجبها خاتمه
-ستعطيني خاتمك..نظر لخاتمه -مطلبك بسيط مقارنة بي حسناً موافق ....أون سون -وأنا موافقة ...
وونغ -كلا لاتفعلي...ردت عليه -وونغ فلتثق بي...
أمتﻷ الجو بهتافات المشجعين وتقابل إلاثنان..تبارزا أرادت ضربه في بطنه وإطاحته كما أطاحت خصومها السابقين لكنه قفز عليها وأسقطها لم يهمه في هذه اللحظة جنسها كل مايريده التغلب عليها وسحبها لجانبه..سقط سيفها ووجه سيفه لوجهها..أستعملت قبضتها في صد السيف وألقت بنفسها أرضاً تأخذ سيفها..وعادت له تبارزه "إنه خصم قوي تبا ..لكني لن أخسر أمام رجل "
"يالها من إمرأة..تعجبني حقاً ..محترفة في حركاتها أكاد أجزم بأني سأخسر أمامها..لكن لن يحصل هذا"أستغلت شروده فضربته في بطنه ليسقط مع سيفه متأوها وهتف الجماهير لها ليعلن الحكم إنتصارها ..أقتربت منه تمد يدها أعتقد أنها ستساعده على الوقوف -أعطني خاتمك ..غلبتك..نظر إليها متمعنا بملاحها ..قام من مكانه ..نفض التراب عن ملابسه ثم خلع خاتمه -تفضلي..مهاراتك القتالية بارعة ..
أخذت خاتمه تنظر إليه -خاتم رائع..شكراً..تبدوا عليك السعادة ألن تلعنني وتشتمني كما فعلوا خصومي من قبلك لفوزي عليهم..
داي جو-كلا..ليس من شيمي التعدي على النساء ولو بكلمة يكفيني شرف قتالك..
أون سون -رجل نبيل لو كان هناك رجال مثلك لا يتعدون على النساء الضعيفات لاصبحت الدنيا بخير..وداعا يا نبيل وشكراً على الخاتم أضنك غنيا وستشتري غيره..نادت على وونغ وغادرا ..
وونغ-كنتي رائعة سيدتي تهانينا على فوزك ..
شقت وجهها إبتسامة عريضة ناظرة للخاتم -شكراً..سأبيعه ولنرى كم ثمنه ..
عد وونغ النقود ألتي بيده-حصلنا على نقود كثيرة ومع ثمن الخاتم سنعيش أغنياء ههه
لم يعجبها كلامه -النقود لن تكون لنا ....وونغ متسائلاً-لمن إذاً؟
أون سون-للفقراء..نحن سندخل القصر فماحاجتنا للنقود هيا نذهب لنبيعه...
وانغ يو ساخرا-ههه تغلبت عليك إمرأة يا للعار..ستحتاج إلى تدريب على يدي...
داي جو-لست ضعيف وإنما..سكت لبرهة ثم أكمل -ضعفت أمامها تعالا سألحق بها ﻷسألها عن عن أسمها...
لحقوا بها حيث دكان صغير لبيع الجواهر ..باعت الخاتم وحصلت على ثمن زهيد..أستدارت تريد المغادرة فوجدته واقفاً أمامها -ماذا أيها النبيل للتو أدركت خسارتك؟لم يجبها وسألها ماكان يدور في ذهنه مدة طويلة -هل أنتي أون سون ؟لم تبدي أي رد فعل وتصنعت الجهل ماعدا وونغ أمتعق لونه وأخرج جزءاً من سيفه تأهبا لشئ ..أون سون-كلا..لست فتاتك ألتي تبحث عنها..والآن إن أنتهيت فأعذرني..أصر داي جو على معرفة أسمها -إنها فتاة مقاتلة مثلك ..إن لم تكوني أون سون فماأسمك..؟
نفد صبرها لكثر أسئلته فقالت بحدة محاولة التملص منه -أسمعني لا أحب إماطة الحديث..النساء المقاتلات كثرن في هذا العصر وأون سون تلك ربما ستجدها في أي بقعة من الأرض لكني لست هي..إن كنت لاترغب بالموت فلا تتبعني مجدداً ﻷني لست بهينة ...فولت عنه تاركتا إياه بحيرة -إن لم تكن هي فمن تكون ..تلفت يميناً يسارا ولم يرى يونغ هو -أين ذهب ..وماهي إلا دقيقتين حتى عاد -أسمع ..سألت البائع قال إن أسمها أون جو دون أسمها من ضمن زبائنه..أطرق داي جو يفكر في أمرها وأحتفظ بفكرة أنها هي..أون سون.
مملكة شيلا...
أصبح القصر في فوضى بعدما وجدت جثة وصيفة الملكة في النهر فقدت صوابها وهي تقرأ ماكتب على الورقة المتروكة بملابس الجثة"جلالتك..جاء لي طيف السيدة يون في حلمي الأمس..قالت لي أنها ستجوب القصر لتعذيب من دمروا حياتها واحدا بعد الآخر أنا خائفة مولاتي..سأترك لك هذه الرسالة تحسبا لشئ وإن وجدتها فهذا يعني أن طيفها قد تمكن مني "ذعرت من المكتوب وصرخت بأعلى صوتها-سأقيم جلسة في المحكمة الداخلية ﻷحقق في الأمر..أعلموا ألجميع...أستجابوا ﻷمرها وأجتمع في القاعة الخدم والوصيفات المذعورات لموت زميلتهن المفاجئ..لم تسمع مايثيرها وقررت تأجيل الجلسة لوقت آخر..تحركت الخادمة ألتي وجدت الجثة وركعت قائلة بخوف-مولاتي..كنت خارجا فجراً ﻷبدأ بمهمتي في غسل الملابس..لفت أنتباهي شئ عند النهر..
الملكة-ماهو تكلمي...
-إمرأة برداء أبيض تحيطها هالة غريبة أدارت برأسها ناحيتي وأبتسمت بشيطنة..بدت لي كأنها .س...سيدة يون..
قامت الملكة من مجلسها يعتريها الخوف-هراء..لا وجود للاطياف هذا هراء...أكملت الخادمة.-أختفت من أمامي بلمحة بصر ركضت للنهر فوجدت ..الجثة ...ثم بدأت تذرف الدموع ..طردتهم الملكة بحالة هستيرية وهوت جالسة على الأرض -ألن تكتفي مني تلك الوقحة حتى بعد موتها...عادت لتعذبني من جديد..حظرت خادمتها تهدأها-مولاتي..أهدئي..فكري جيداً هذا ليس بفعل طيف..أضن أبنتها بدأت باللعب معك ...الملكة-هل تضنين هذا ؟
-نعم ومن غيرها..أقترح أن تستدعيها...فكرت قليلاً ثم قالت بعدها-ليس الآن سأنتظر ماسيحدث بعد هذا إن كانت هي فيا ويلها مني سأبيدها وهي في مجلسها ..لا أحد يلعب معي وينجو ..
جناح المحظية يون هوا...
-سيدتي..بلعت الملكة الطعم..لم تري ملامحها عندما أخبرتها عن الطيف ...
وضعت فنجان قهوتها على الطاولة وأبتسمت -أحسنتي التمثيل سننتظر أمر أميرتنا الجديد..تصرفي كما أتفقنا وضخمي قصة الطيف..
-حسناً مولاتي...
جناح الاميرة
سعادتها لسماع ماحدث لغريمتها لاتوصف تمكنت منها بشئ بسيط للغاية فما تكيد لها الآن أكثر أعظم من سابقتها..
-وانغ يو..هل جلبت الأفعى؟
-نعم...مولاتي...
فتح سلة محكمة الإغلاق لتخرج منها أفعى..ألتقت عينها بأعين الأفعى لتروضها بنظرة واحدة ..لاعبتها بيدها وخادمتها أصيبت بالهلع -مولاتي..أحذري منها...
-أنا وأنتي واحد ..أفعاي الجميلة..سأعطيك شيئاً لم تحصلي عليه من قبل ...
الفصل الثاني عشر من رواية
صراع الأفاعي...
تأليف #Daisy
قراءة ممتعة
مملكة غوغوريو...
بعد يوم شاق شقا طريقهما نحو نزل ليبيتا ليلتهما فيه ..قابلهما صاحب المكان وكان رجل عجوز اشعث الشعر ملامحه قاسية صوته خشن -لدينا غرفة واحدة فقط..فماذا ستفعلان؟
ألتقطت أون سون المغزى من كلامه فقالت باسمة -إنه أخي لابأس إن نمنا في غرفة واحدة...تفاجأ وونغ لكلامها لكنه سرعان ماادرك هو الآخر مغزاها..دفعت له أجرة ليلة واحدة وتبعاه لغرفتهما البسيطة الضيقة المؤثثة فقط بفراشين على الأرض وجرة ماء لم يرق لوونغ الوضع -هل لديك غرفة أوسع من هذه؟
-كلا..أخبرتكما أنها آخر غرفة لم تحجز...
أون سون -شكراً لك سيدي ..
تركهما فأغلقت الباب ثم حولت نظرها لوونغ -مابك لن نظل طويلاً هنا ..
وونغ -لاشئ ..لكن..هذه الغرفة لاتلائمك ..
تناولت مغرفة وشربت بها الماء من الجرة-لا أهتم بنوع المكان الذي أنام فيه ..مايهمني هو إراحة جسدي...فلتنم ..
وونغ -كم أنتي بسيطة ومتواضعة سيدتي...
تقبلت مديحه برحابة صدر-شكراً..فلنخلد للنوم الآن ..لانعرف كيف سيقابلنا الغد..
وضعت سيفها جانبها وغطت نفسها نائمة على ظهرها..وقف في مكانه متوترا أول مرة له يبقى فيها مع إمرأة لوحدهما.."ليت لي مثل هدوئها هل لهذه الدرجة تثق بي حتى تنام جواري.."قالت له كانها عرفت مايفكر فيه -لو أني لم أثق بك لما جعلتك تابع لي في أول يوم التقيتك به..
-نعم..شاكرا لك حسن ضنك بي..مع ذلك سحب فراشه بعيداً عنها وأستسلم للنوم وسيفه جواره..مرت ساعة..قلب فيها جسده لليمين فوجدها متكئة على الحائط متعمقة في التفكير..سألها -سيدتي هل من خطب؟..لم ترد عليه فأثارت خوفه ليجلس على فراشه مناديا-سيدتي..أنتي بخير سيدتي..
أنتبهت لندائه -ها..لم أستطع النوم..
وونغ-تفكرين بأهلك ؟أون سون-نعم..وفي كثير من الأشياء..
وونغ-يجب عليك أن تنامي ليس سليما بقائك بدون نوم..
أون سون-النوم ليس صديقي..أريح عيني لنصف ساعة ..كافي جدا
فكر بغرابة أمرها وتبينت مايفكر به مجدداً-تضنني إمرأة غريبة ..تلعثم -ك..ك..كلا..لا أفك..أقصد لا أضن هذا...مع العلم إنه يقر بغرابتها ويحاول فهمها بشتى الطرق..أون سون-لا بأس إن ضننتني غريبة فأنا حقاً غريبة..والآن أخلد للنوم..ودعني أفكر بطريقة أدخل فيها القصر...وونغ-قبل النوم..أنا أفكر بذاك النبيل كيف ياترى يعرف أسمك ...
-توصلت لتتيجة..ربما قبضوا على أحد المتمردين وجعلوه يعترف بأسمائنا..وذاك النبيل ماهو إلا أحد المطاردين ..إن كان كما أشك فسأقطع عنقه..خلد للنوم وبقيت ساهرة تعيد ترتيب أفكارها
ماهي إلا دقائق قصار مرت ليفزع من نومه على إثر صراخ نساء وتضارب السيوف..رأى أون سون تمسك سيفها تختلس النظر من فتحة الباب متأهبة لحدوث شئ ..حمل سيفه وأقترب منها همست له -لاتصدر صوتا سأستعلم عن مايحدث..وونغ -سآتي خلفك..فتحت الباب بخفة وخرجت لترى شخص بملابس سوداء ملثم الوجه يقاتل مجموعة رجال كانوا قد لاحقوه للنزل..صاحب المكان يصرخ عليهم ﻹخراجهم من المكان ونساء خرجن من غرفهن عندما سمعن مايحدث..أمعنت النظر بحركات الملثم القتالية فبدت مألوفة لها..تذكرت عندما كانت تتدرب مع تابعها "جوونغ..مالذي فعله..سحقا"همست لوونغ -إنه جوونغ..دعنا نساعده..
-جوونغ..كيف سنساعده؟
-أعطني ردائك..خلع ردائه وقدمه إليها..قسمته لقطعتين -خذ هذا النصف ولثم به وجهك...لاتقلق سأشتري لك غيره
-حاضر..فعل كما فعلت بتلثيم وجهها..أستلا سيفهما ودخلا القتال أرتاح جوونغ لظهور سيدته المفاجئ..أومأت برأسها ليفر من المكان وأستلمت مهمته في قتالهم مع وونغ..حطموا مايوجد في النزل من أثاث وحين لم يستسلم الثلاث رجال عن قتالهم..أنسحبت و وونغ للخارج..ركضا في الشارع يتبعهم الرجال ..سمعا صوت ينادي عليهم..ليدخلا زقاقا ملتحقين بجوونغ..أستطاعوا الفرار منهم ..فقدوا الرجال أثرهم وولوا حيث جاءوا..خلعوا لثامهم لتبدأ بإستجوابه-ماذا فعلت ها..جوونغ -قتلت تاجرا علمت أنه يحتكر السلع ويبيعهم للفقراء بثمن بخس..وكثير منهم أشتكوا منه فقتلته..ولاحقني حراسه..
-كن دقيقاً في تحركاتك لاتدعهم يمسكون بك..
أعطته صرة من المال كانت قد علقتها تحت ردائها -خذ هذا المال وقسمه مع البقية..ولا تطئ هذا المكان أبداً..هل رأوا وجهك..؟
-كلا..ماذا كنتي تفعلين هنا؟أون سون-أستأجرت ووونغ غرفة..
جوونغ فزعا يؤشر عليهما -هل نمتما معا؟ضربه وونغ بسيفه على يده -أخرس..ماهذا الهراء..
اون سون-لاتزال كما أنت..جوونغ فاركا يده-لم أقصد شئ آسف قصدت في غرفة واحدة وأنت لاتكرر مافعلته للتو مرة أخرى..
وونغ ل أون سون-أين سنذهب الآن سيدتي.؟
أجابه جوونغ-هناك طريقة لدخول القصر سيدتي ..
أون سون-ماهي؟جوونغ-قرأت مرسوماً ملكيا يعلن فيه عن رغبتهم بتجنيد جنود وحراس ملكيين ..قالت بعد فترة صمت تفكر فيها بخطوتها-حسناً..سندخل القصر كمتدربين جدد..الآن سنذهب..
وافقها وونغ -حسناً..سنذهب..
أون سون لجوونغ-شكرا..أبلغ تحياتي للرجالً..سنحمي ضهرك عند فرارك هيا أذهب..
جوونغ -وداعاً وشكراً لانقاذي ...
فر من المكان بسرعة وهي و وونغ راقبا المكان تحسباً لمجئ مطاردي جوونغ.
في القصر..جناح الأمير تاي جو..
أعلن الأمير داي جو عن رغبته في تقديم إحترامه ﻷخيه ولي العهد تاي جو فذهب وحيداً لجناحه..أنحنى له وكان ولي العهد كما هو حاله دائماً برفقة جارياته..
داي جو-هل أنت بصحة جيدة ..سموك؟
تاي جو-بأفضل حال..ضننتك لن تزورني بعد رحلتك..
داي جو-يستوجب على الأخ الأصغر تقديم إحترامه لأخيه الأكبر وهذا شئ لن أمل منه..
رشف جرعة من شرابه -هيا..صب لي..بعدها سأصب لك..
صب داي جو الشراب له -لا..أشرب..أحب الحفاظ على جسدي سليما..
ضحك تاي جو من قوله-ههها..متحفظ ومتزمت..لاإهانة...
ضحك داي جو مجاملة-هها..أحب إهاناتك..لأنها تطابقني تماماً وخصوصاً منك..أخي..
تاي جو-لما لم تدعني معكم لرحلة الصيد..هاا..أم خفت أعكر عليك الجو وأتدخل فيما..تخطط له..كانت بالتأكيد ضربة سيئة من الأمير تاي جو بإفصاح عن ماأكتشفه عنه من عمه غير مدرك إن داي جو ذكيا لايتلاعب معه أحد في الكلام..أكتفى بإجابة يريح فيها أخاه متصنعا الجهل ..
-واجهنا متاعب جمة في رحلتنا..حتى أننا قررنا عدم الصيد مجدداً ولوكنت معنا لتأذيت كثيراً لذا حرصاً على سلامتك..لم نرغب بمجيئك معنا خشية إصابتك بمكروه نندم عليه لاحقاً..
تصنع تاي جو الجهل بالمثل ضاحكاً بهبل موهما إياه إنه تحت تأثير الخمر -هههها..أعرف أنك..تريد سلامتي..كنت أمازحك...وأيضاً لا أحب الصيد.."لم يبدي أي رد فعل ..هل لم يسمع ماقلته بوضوح عن مخططاته "
داي جو-سأذهب سموك..تأخر الوقت..تصبح على خير..
قام من مجلسه ثم ألتفت إليه..-أرح جسدك سموك..ستصبح ملكا يوما ما..نحتاج لملك قوي ..
أعتبر تاي جو ماقاله كإهانة له أكثر مما هي نصيحة فما إن خرج حتى رمى بكأسه على الباب"أراك تريد عرشي يا أخي تضن نفسك أقوى مني..عمي..سأمشي وراء خططك..لن أسمح لأحد بسلب ماهو لي"
حث خطاه نحو مهجعه مستشيطا غضباً ..أوقفه مجئ أحد أتباعه ..أنحنى وهمس -ذهبت لقرية أون سون..لم أجدها هناك ..
داي جو-تابع بحثك سنحتاجها أكثر الآن..فعمي بدأ تحركاته ..هناك من يتبع تحركاتنا ..توخوا الحذر وأمسكوه إن سنحت لكم الفرصة..
-مالذي يجعلك تضن هذا مولاي؟
-ولي العهد ذكر شيئاً عن مخططاتي..من غير عمي يقوم بدس سمه في آذان غيره ليثير الفتن..أنصرف..
مملكة شيلا...
هدأ القصر بعد أحداث آليوم الماضي والملكة تتحين الوقت المناسب لنفث سمها على غريمتها الجديدة..توسطت خادمة الغرفة منحنية تسرد لها التفاصيل الصغيرة عما حدث في المحكمة الداخلية وكيف تصرفت الملكة لسماعها عن طيف السيدة يون وكل كلمةٍ تخرج منها هي بمثابة دعابة تضحك عليها الأميرة الصغيرة مستأنسة متشمتة بعدوتها اللدود..كافأتها بصرة من المال وصرفتها لتجتمع بمساعديها في تنفيذ خطتهم التالية..أخرج وانغ يو الأفعى من مخبأها لتجلس في حضن الأميرة كقط أليف وقلب الخادمة كي يقرع كالطبل على وشك الخروج من مكانه ووانغ يو تثير أعجابه في كل تصرف تقوم به فأصبح أسيرها..
سونغ هي-كي..قولي له قصتك ...
كي -حاضر..قبل سنوات خرجت بأمر الوصيفة سيدة يوان من جناح السيدة يون لاملئ جرة يالماء..وعند عودتي..رأيت إحدى وصيفات الملكة تركض بسرعة خارجة من مهجع سيدتي..علمت بحدوث شئ فسارعت لاشبع فضولي وكانت الصاعقة..أفعى بطول متران تطوق عنق سيدتي يون والخادمات تصرخن ويوان تحاول إبعادها عن عنقها..كانت تنازع ﻹبعادها عن عنقها ضننت أننا سنفقد سيدتنا وطفلتها معا لأنها كانت في شهرها الثامن حبلى بأميرتنا سونغ هي لكن تدخل القدر بمجئ أحد الحراس الواقفين في الخارج ليقطع بسيفه الأفعى لنصفين وأنقذت سيدتنا..
لم يستغرب لافعال الملكة فهو دائماً مايسمع عن شرورها وأفعالها القاسية والوحشية...
سونغ هي-هل فهمت مطلبي منك..
وانغ يو -نعم..مولاتي..تخلصي من اعدائك بالمثل...
سونغ هي-العين بالعين والسن بالسن...
أخرجت قطعة ورق وسلمتها له-ضعها على الجثة وتوخ الحذر لا أريد فقدانك...
سار في ظلمة الليل مع الخادمة كي ترشده على غرفة الوصيفة تسلل بخفة داخل الغرفة بيده كيس حيث تتواجد الأفعى ولم تكن متواجدة قرر تأجيلها ليوم آخر إلا إن كي تذكرت أين يمكن أن تتواجد الوصيفة بمثل هذا الوقت وتأكدت ضنونها ..وجدوها تستحتم في حمام الوصيفات في حوض ملئ بالورود ..أخرج أفعاه بطول متران فزحفت نحو الحوض حيث الوصيفة في حالة تأمل ..شعرت بملمس ناعم يتسلق ضهرها ضنت أنه شعرها وتجاهلته حتى وصلت الأفعى لرقبتها وطوقته..هنا تيقضت حاولت الصراخ لتشعر بيد قوية تطبق على فمها فاسحا المجال لافعاه بأعتصار ضحيتها ودس سمها فيها..
-هذا لأجل أميرتي ووالدتها..لن أعتذر فأنتي تستحقين موتة كهذه
حتى بعد موتها ضلت ملتفة حول عنقها وضع الورقة على الأرض حمل الأفعى وأدخلها الكيس فارا بجلده.
صباح فوضوي..خدم وحرس يتذبذبون هنا وهناك حيارى خائفين وقفت الملكة شو أمام الجثة تلتقط بنفسها الرسالة الثانية
"مولاتي..ستحل علينا اللعنة ..سنعاقب لجرائمنا..رأيت سيدة يون تلاعب أفعى ثم مالبثت إن تحولت هي وهجمت علي ..إن كنتي تقرأين رسالتي فهذا يعني أنها تمكنت مني ..فأحذري مولاتي"
شددت قبضتها اليمنى على الورقة حتى أبيضت أوردتها لتطلق صرخة أهتزت لها الأرض..أقامت جلسة أخرى وهذه المرة عذبت كل الخادمات والوصيفات تنفيسا عن غضبها ولولا ترجي خادمتها لها بإنهاء تعذيبهن على أيدي الحرس لهلكوا جميعا وغرق القصر بدماء عفنة..
-مولاتي..أرجوك عودي لرشدك..هناك من يتلاعب بك وأنتي تسمحين له ...لابد وأنه أفرط من الضحك عليك..
أحتقن الدم في وجهها هي وفستانها الأحمر واحد ..محمران تماما صمتها مخيف ..عيناها شيطانية ترهب من يجالسها..أستأذنت وصيفتها المدرج أسمها ضمن قائمة الأميرة للتحدث مع ملكتها كأنها تبينت نوع اللعبة ...
-مولاتي..هذا ليس بفعل طيف ..هناك من يحاول إرهابك وزعزعة الامن في القصر..أولا تتبينين نوع اللعبة...
الملكة-ماذا تريد التوصل إليه؟
-كما تدين تدان..فلتتمعني في القول..لطالما كنا سببا رئيسيا في تعذيب سيدة يون ..يعاد تكرار ماحدث قبل سنوات..وانا الآن تحت ضلك فأحميني مولاتي ...
عقبت الخادمة الأخرى- ماذا قلت لك مولاتي..إنها افعال تلك الشيطانة اللعينة الأميرة...
كانت متأكدة أنها من أفعال الأميرة مع ذلك لم تحرك ساكناً وقبل أزدياد ضحاياها حسمت أمرها -أطلبوا منها المجئ لرؤيتي حالا..
على تمام الإستعداد كانت..علمت إن الملكة ستطلبها في أية لحظة تبعتها وصيفاتها إلى مهجع الملكة ..لحظة صمت ثقيلة على كلا الطرفين مرت..دخلت في صلب الموضوع...بدون أي مقدمات كأنها على ثقة تامة بفوزها...
-كفي عن ألاعيبك الطفولية ..سونغ هي..والدتك لم تتذاكى علي ولامرة في حياتها..فلا تحاولي تحدي من هو أكبر منك...
أضهرت طفولتها البريئة وتلئلئت عيناها-مولاتي..أتشكين بي ..كيف سأثبت لك صدق نواياي وبأنني ممتنة لك لتعليمي دروسا عظيمة توقعت بل وأجزمت أني لن أحضى بها في حياتي ..
لثانية فقط تأثرت ببرائتها ووجهها الطفولي ..لكن قلبها يخبرها بعدم التسرع...
-ماذا إن حصلت على دليل يثبت جرمك ..
سونغ هي-عندها لك الحق في قتلي ..
-تسلمين نفسك ببساطة لي!!!
سونغ هي-إن وجد دليل يثبت جرمي فأستحق القتل لتجاوزي على جلالتك وحتى لو كان دليلاً مزيفا فالموت على يديك رحمة وراحة لي من حياتي البائسة ...
"هذه الطفلة تفقدني صوابي بشدة..ماذا هي بالضبط تتصنع الجهل غبية أم ساذجة..أصبري ..سواءً قدمتي ولاءك لي ام لا فسأقتلك ..شئتي أم أبيتي"
-انصرفي..
-حاضر مولاتي...قبل خروجها قالت شئ جعل من الملكة ثائرة -إن قتلتني فمن سيسليك..فكري ..مولاتي...
لعنتها خادمة الملكة-اللعينة..حقاً عديمة أخلاق...
صكت على أسنانها "حقيرة كوالدتك..سأقتلك اليوم قبل غداً"
-أكتبي رسالة لحارسي أطلبي منه المكوث بين يدي بأسرع وقت
مملكة غوغوريو...
مجاميع متطوعة للتدريب ملئت القصر برمته ومن ضمنهم أون سون و وونغ..وصل لها الدور في تسجيل أسمها وتلقت معاملة مزدرئة من مشرف على العملية بدين بغيض بشاربين سميكين يمتلك نظرة ولسان وقح -أنتي أمرأة أم رجل؟
تعمدت أون سون تدويخه-إلاثنان معا..
-ماذا يعني هذا بالضبط ..إمرأة مسترجلة..!!!
أون سون-هذا ماتضنه في؟حسناً قل ماتشاء عني..سجل أسمي من فضلك
-لانسمح للمسترجلين بالتسجيل عد حيث جئت أو جئتي ههها..
قبضت يداها نافدا صبرها فأوقفها صوت رجولي هز الارض جعل من الموجودين يهتابون منه قافزين ناكسي رؤؤسهم..
-سجل إسمها وإلا قطعت رأسك..لايهم إن كانوا رجالا أو نساءا مايهم هو الهدف الواحد ..الدفاع عن مملكتنا...
-حاضر سمو الأمير تشونغ..
أنحنت له شاكرة -شكراً مولاي..
أمير تشونغ-أتمنى أن أرى منك ماسيثيرني..
لم تفهم ماقاله وأكتفت بالصمت تراقبه يمشي بهيبة بين الجموع مع حرسه.."ماذا قصد ياترى..."في لحظة تفكيرها صرخ عليها الرجل البدين -هيه..ماهو أسمك..يا مسترجلة..
سحب وونغ سيفه ليؤدبه على تماديه فمنعته
-أسمي..أون جو..وهذا أخي وونغ..
لم يرفض وونغ ماأتفقا عليه بإدعاء الأخوة في القصر تفادي المشاكل ومنعا ﻹثارة الشك..سجل أسماءهم وخز وونغ الرجل بنظرات قاتلة كاد قلب الرجل أن يقلع من مكانه..لاقت إستهزاءا وكلمات نابية من بعض المتدربين فتجاهلتها عكس وونغ المشتعل نارا ينتظر أمرا منها بتلقينهم درساً ..في الضهيرة شكلوا ست صفوف مكونة من عشرة أشخاص مستعدين للتدريب..من ضمن المدربين تواجد الأمير يونغ هو وعمه الأمير تشونغ ومساعديهم شاء وإن جعل صف أون سون يقع تحت أيدي الأمير تشونغ وشاء القدر أن لاتلتقي أعينها بأعين يونغ هو الواقف أمامها يعد ويحصي عددهم وشاء أيضاً أن تعجب بقوة وهيبة الأمير تشونغ ووطنيته فقد ترك إنطباعا جيداً عندها متمنية أن يكون عند حسن ضنها...حفظوا الخطابات والقوانين الملقاة على اسماعهم حتى حل الليل وتجهزوا للمبيت في غرفهم المعدة لهم..
وونغ -سيدتي كل شخصين في غرفة واحدة..هل سمعتي؟
أون سون بنبرة موبخة-ألم نتفق مسبقاً أن لاتناديني باسمي ..أنت أخي وأنا أختك الان شئت أم ابيت هذا لصالحنا..
وونغ مبتسما -حاضر..أختي..ههه
-لاتحدثني بتكلف من بعد الآن ..نحن عاديان لاتفرقة بيننا منذ اللحظة ..أفهمت..وأيضاً القصر واسع جدا كالقلعة..ولديهم غرف كثيرة أيضاً..لاتقلق..لن ننام في الشارع..
وونغ-لم تفهمي قصدي..أخ..رفض لسانه نطقها لكنه قاومه -أختي..
أون سون-ماذا تقصد إذاً...
وونغ-أقصد أنا وأنتي في غرفة واحدة...
أون سون -وإن يكن..نحن أخوان"مهلا لحظة..إنها مشكلة كيف نسيت ..أعني لن نبيت لليلة واحدة معا..وإنما فترة طويلة على هذه الشاكلة..لن ..أستطيع خلع ملابسي أو ألنوم بحرية تبا لكن هناك جانب إيجابي..أفضل من النوم مع رجل غريب تحت سقف واحد على الأقل وونغ تابعي ..أنا أتكلم كثيراً ماذا يجري معي "
أدرك وونغ من وصول مغزى كلامه لها بعد ملاحظته إرتباكها وصمتها فطمأنها -كما قلتي نحن أخوان الآن..لن تشعري بوجودي فخذي راحتك..أتفقنا...أختي أون جو...
-حسناً..إنه يوم شاق فلندخل لغرفتنا..أخي ...ونسترح..
مضت ساعة ..أستفاقت من نومها وقررت السير في أرجاء القصر ﻹكتشاف شئ يثيرها..طافت في القصر متأملة جمال بنيانه والطبيعة الخضراء المغلفة المكان..حتى وصلت حديقة خلفية تحسست أذنها أصوات غريبة ..ساقتها قدماها لمصدرها فتسمرت بمكانها فاتحة ثغرها متسعة عيناها.. رجل وأمرأة يقبلان بعضهما وحين أستدارت تريد الفرار أوقفها صوته الحاد -توقف عندك
أدارت بجسدها ناحيته قائلة معتذرة-أعذراني..لم أقصد سأذهب فورا ..حركت قدميها لتذهب فأوقفها مجدداً -لن تذهب ﻷي مكان ستعاقب لتطفلك علينا..
-أعاقب ..لم أفعل شيئاً ..مررت صدفة فرأيتكما وبأي حجة ستعاقبني
-وتجرؤ على رفع صوتك علي أيها الحقير
أون سون "مابه هذا مجنون ..وعديم بصر "
-راقب ألفاضك ياهذا..يا للمهزلة..هذا قصر محترم..لما لاتفعلان ما..كنتما تفعلانه في غرفتكما أو أي مكان ..مستهتران...ولعلمك أنا أمرأة أم أنت أعمى
أنقض عليها ممسكا معصمها بقوة وعيناه تقدحان فأمالت برأسها للخلف معدة قبضة يدها لضربه -أنى لك الحديث مع ولي العهد هكذا هااا..أيها السال..
رفضت تصديقه-ها..ولي العهد..أطلقت ضحكة خفيفة -هها..ولي العهد ليس مستهترا مثلك..يعانق النساء ويقبلهن أمام العلن فاقداً هيبته ..أبعد يدك القذرة عني وإلا ...
أفلت يدها وأوقعها أرضاً مناديا الحراس-أيها الحراس تعالوا بسرعة ..سأعاقبك بشدة أيها النذل ..
أتى الحراس حاملين سيوفهم ملقين القبض عليها..لم تستطع تخليص نفسها كي لاتثير الفوضى في قصر تعتبره مقدس لرؤية جانب واحد مهيب منه وماخفي عنها أعظم..في طريقهم للسجن أوقفهم شخص..-ماذا يحدث..؟
أنحنى الحراس له وقال أحدهم -هذه الخادمة أسائت الأدب مع سمو ولي العهد..
لم ترفع رأسها لرؤية الشخص "إذا..كان حقاً ولي العهد يا..للمصيبة ماذا دهاك يافتاة "
أقترب منها مميزا إياها مصدوما لرؤيتها على هذه الحالة بل غير مصدق مايراه -ألستي أنتي..من أخذ خاتمي مني..
رفعت بصرها لتتشابك الأعين -ألسيد النبيل..
مملكة شيلا...
وقفت أمام بوابة القصر مفطية رأسها بعباءة بيضاء طويلة لفت جسدها من فوقه لتحته تحمل تحتها قماش عقدت أطرافه ليكون أشبه مايكون بالحقيبة توزع نظراتها المشتاقة على المكان
-أخيراً عدت كم أشتقت لرؤية وجهك الجميل أميرتي الصغيرة ...
الفصل الثالث عشر من رواية
صراع الأفاعي...
تأليف #Daisy
قراءة ممتعة
مملكة غوغوريو..
أمر الحراس بإفلاتها فأذعنوا ﻷمره تاركين المكان.."أنحنوا له..أذعنوا ﻷمره حين أمرهم..هذا يعني إنه ذو شأن "فكرت منتظرة حركة منه تقطع صمتهما ..سألها عاقدا ذراعيه خلف ضهره -ماذا تفعلين في القصر ؟
-أنت ماذا تفعل هنا ؟
رفع حاجبيه متوقع إجابة ذكية منها -ماذا تتوقعين؟
فعلت المثل -ماذا تتوقع؟
أجاب بذكاء-متدربة جديدة..
أون سون-وأنت أما أبن وزير أو أمير..
داي جو-سأترك لك إكتشاف منصبي..وأخبريني ماذا فعلتي ليقتادوك الحراس للسجن..
أون سون باختصار-أسأت لولي العهد..
أسبل يديه مكررا قولها بتعجب-أساتي لولي العهد!!!
أون سون-لم أعرفه أهانني في البداية فأهنته..
منعا ﻹثارة الفوضى قرر أخذها لمهجع ولي العهد تقدم إعتذارها له -أنقذتك الآن..أدعي أن يرحمك لفعلتك..
أون سون بجرأة -لو لم يكن وليا للعهد لما قبلت بتقديم إعتذاري ولطرحته ارضا..امير فاسد
أعجب لجرأتها وشجاعتها فمن يتجرأ على ذكر ولي العهد بسوء بينه وبين الموت قيد شعرة ولولا تفهمه لما بقيت حية في لحظتها -أنتي جريئة جدا..توخي الحذر فيما تقوليه فالطيور تستمع الى حديث النهار والجرذان تستمع الى حديث الليل..من يدخل القصر يعمي بصره ..يصم آذانه ويبكم فمه فهمتي..
-سأبقي نصيحتك في عقلي دائماً..
سار بها نحو مهجع ولي العهد حيث كان يستعد للنوم ..قبل مقابلة داي جو جاهلاً من يرافقه..أنحنى له ..
-مولاي..هناك شخص يود تقديم إعتذاره وإخلاصه لك ..
تاي جو -من هو..فلتدخله..
داي جو -أدخلي..
دخلت منحنية له غاضة بصرها عنه..تذكرها فوراً وصاح غاضباً
-هذا الوغد..مالذي جاء بك ها..ألم آمر الحرس بزجك في السجن..
أخذ داي جو زمام المبادرة -مولاي..أولاً هذا ليس برجل إنه فتاة وثانياً هي متدربة جديدة تجهل قوانين القصر ولا معرفة لها بأمراء ونبلاء القصر..فأغفر لها..
رفض جسدها الخضوع لشخص ترك إنطباعا سيئاً عنه في أول لقاء وأمر شئ عندها أن يكون ذلك الشخص هو ولي العهد ملك البلاد مستقبلاً ..شعرت بالقرف تجاهه ولاسيما فعلته المضرة بسمعته لكن ماباليد حيلة سوى إجبار جسدها على الخضوع حفاظاً على روحها الغالية..جثت متوسلة وهي ألتي لا تتوسل ﻷحد هل هذه نهايتها تتوسل لشخص مقرف خسيس يسمي نفسه ولي العهد ﻹنقاذ نفسها..هل عليها ان تنافق كما يفعل البعض خاسرين كرامتهم ..إن كان هذا سيكشف لها خساسة أرواحهم فلا ضرر من المجازفة لتعلم من ستصافح يده مستقبلاً معلنة ولائها ..
-مولاي..إغفر لعبدتك المطيعة جهلها..أستحق الموت لفعلتي و لا تؤاخذني لجهلي وسفاهتي ..لو علمت لحظتها أنك ولي العهد لقتلت نفسي بيدي ..مجيئي هنا ما هو إلا لخدمتك وحماية مملكتك فإن قتلتني لن يتبقى مخلصين لك يحمونك سموك..فدعني اقدم اخلاصي لسموك المتواضعة
ذهل الامير داي جو لتناقضها..قبل لقاءها بولي العهد كرهها له كان واضحا في معالم وجهها حتى لسانها فضحها انفا فكيف لها ان تخضع وتذلل نفسها له هل روحها رخيصة لتقدمها قربان له اطرا يفكر ناظرا اليها وتاي جو شعر بالاطراء لمديحها فرفع صدره متفاخراً ليبين لها إنه عطوف رحيم
-سأسامحك على فعلتك..لا أريد التضحية بأتباعي..أنصرفا أريد ألنوم..
أون سون مهللة -كم أنت رحيم سموك ..كم أنت رحيم..
أنحنيا له وأنصرفا ..أنحنت مجدداً لداي جو شاكرة إياه على صنيعه أعترض طريقها تداعبه أمنية أن تكون هي أون سون ..
-لازلتي تنكرين هويتك ؟
-عفواً!!!
-أون سون ..
بذات الاريحية المدروسة من قبلها قالت -لم تجدها للآن ..يا للسوء أبحث جيداً علك تجدها...أخي ينتظرني سأذهب..
أعترض طريقها مرة أخرى -أخاك..!!
-نعم...لما العجب..
"لديها أخ..أخبرني رئيس المتمردين إنها وحيدة أهلها..إذاً إنها ليست هي "أنطلت عليه كذبتها بسهولة ..عقدت ذراعيها على صدرها مكتفية من إعتراض طريقها
-أيها النبيل..لما تستمر بدعوتي أون سون وماذا تريد مني بالضبط داي جو بطريقة مباشرة-كوني تابعتي لتردي الدين ..ألم أنقذك للتو..
أنفرج ثغرها بإبتسامة أرتاح ورف لها قلبه مرهفا سمعه لتلقي إجابتها..
-لاتحكم علي من مظهري ما أدراك بأنني سأنقلب عليك في أي وقت..لن أكون تابعة لأحد ببساطة..سأرد الدين بطريقة أخرى تصبح على خير..
"أون سون..أون جو أو أيا ماتكونين..سأجعلك تابعة لي بأقرب وقت لن أفرط بشخص مثلك"
تتبعتها عيناه حتى أختفت من أمامه..جاب المكان جيئة وذهابا ماسكا سيفه قلقاً على غياب سيدته ألتي طالت عودتها حتى لمحها قادمة ..منع نفسه من العصبية إحتراما لها ..
-سيدتي أين كنتي طيلة الوقت..؟
-هل قلقت علي ؟
أحرج قليلاً ضاغطا على سيفه -بالطبع..فأنتي..فأنتي أختي..
ربتت على كتفه باسمة ليرتعش جسده -أخ جيد..أدخل ﻷقص لك ماحدث معي..
قصت له ماحدث ليتناقشا متوصلان لما سيفعلاه..
وونغ-ماذا ستفعلين؟
أون سون مرة تصوب نظرها ناحيته ومرة لقلادة اليشم المحتلة كفيها
-صفات سيئة أمقتها...النفاق والمجاملة وإخلاص مزيف..ولسوء حظي سأظطر للاتصاف بهم كرها..
وونغ -ماقصدك..
أون سون-ﻷكتشف الفاسد من الصالح ..سأتبع هذه الطريقة ﻷعرف مع من سأتعامل..سأتعايش معهم حسب مايريدون عندها ستتبين بطانتهم..أريد منك خدمة..
وونغ-ماهي ؟
أون سون-أكشف لي من هو النبيل
وونغ-حاضر في الغد سأسال الخدم..إن تبين إنه شخص صالح فماذا تنوين..أعني هل ستكشفين عن هويتك له..
أون سون-سأتبعه..
وونغ -وإن لم يكن ..
أون سون-سأقتله إنتقاما لمن آذاهم..
تذكر شيئاً فجأة -آه..لقد زارني جوونغ..
أون سون-حقاً ..كيف!!!
وونغ-حارس هنا صديق له فأخبره أنه يود زيارتي ..
لاحظ قلقها-لم يخبره عنك ..وللأسف أيضاً..لم يجدوا خيطا يدلنا على أهالي القرية..
تنهدت -أين يمكن أن يكونوا..
وونغ بفضول-بالمناسبة..كيف ألتقيتي بجوونغ..
أون سون-كان تابع لزعيم القرية السابق وبعد وفاته أتابعه أصبحوا أتابعي ..إنه مخلص ومرح يضحكني كثيراً عندما أحزن لشئ..إنهم عائلتي
وونغ -نعم..تصبحين على خير ..غداً سيبدأ التدريب..
أون سون-كأننا نحتاج لتدريب ..
وونغ-كما قلتي سنتماشى معهم..
سحب نفسه لفراشه الموضوع بعيداً عنها وأستسلم للنوم بينما هي هجمت عليها أفكار لامعدودة أرتدت قلادتها "أبي أمي أثق بانكما بخير وسأجدكما لا محالة"وضعت برأسها على الوسادة ولاتدري لما صورة ولي العهد ومضت في عقلها لتكز على أسنانها مقهورة لشخصيته الدنيئة ألتي يوما ستحكم مملكتها"هذا ملك المستقبل ..هزلت..علي التحرك بسرعة ﻹيجاد من هو أهل لمنصبه وإلا تدهورت مملكتي وقضي الشعب"
مملكة شيلا..
جناح كان يوماً تسكنه روحا طاهرة..حرق ومات صاحبه ليضل مهجورا محطما يرثي فقدانه سيده..
متصلبة في وقفتها..دمعات منسالة مبللة خديها الناعمين ..لم يعد جسدها يحتمل شهقاتها القوية المتواصلة ..طمست معالمها الطفولية ليغتصبها الشر ..مسحت دموعها تقول لنفسها"هذا يفسر آثار الحرق في رقبة والدتي وضهرها ..أمي أنتظري سأريح روحك "أدارت كامل جسدها ناحية حارسها وانغ يو المستاء لحالها
-سأعود لوحدي..وونغ نفذ ماستسمعه من كي..
وانغ يو-بأمرك..مولاتي..
سونغ هي-كي عندما تنتهين وافيني لمساعدتي مع خادمات سيدة يون هوا..
كي -حاضر..قمنا بتجهيز كل شئ..
أنحنيا لها لتتركهما..مسحت كي دموعها اليابسات فكانت تبكي مع أميرتها فقدان سيدتها...
وانغ يو -ماذا يجري لا أفهم..أليس هذا الجناح القديم المحترق يعود لسيدة يون ؟!
لم تبعد مقلتاها عمن أمامها متحدثة بحزن ممزوج بغضب وحقد
-وهو كذلك..بعدما أنجبت سيدة يون الأميرة..أشتعل هذا المكان باللهب..تمكنا من إنقاذ الطفلة والملك دخل بنفسه ﻹنقاذ محبوبته فوجدها مغشي عليها وقطعة خشب كانت فوقها مشتعلة دخلت ويوان لمساعدة الملك وسيدتنا وأنقذناهم بشق الأنفس..حقق الملك بالقضية وأعدم الملك ثلاث أشخاص أبرياء نسبت إليهم التهمة زوراً وأغلقت القضية..علمنا جميعاً إنها من أفعال الملكة لكن سيدتنا فضلت الصمت مضحية بنفسها..وبعد الحادثة بأسبوع كنت متوجهة لجناح الملكة وإذا بي أستمع لحديث وصيفة معها عن فعلتها الشنيعة..أختبأت حتى خرجت ورأيت وجهها..ولم نفعل شيئا ﻷننا لم نملك دليلاً أو أمتلكناه لكن لخوف سيدتنا على الملك آثرت الصمت مجدداً..
وانغ يو-لما الملكة حاقدة على سيدة يون هكذا ..أريد أن أفهم
كي-ﻹنها لم تسلب عقل الملك كما فعلت سيدتنا ..الآن عرفت ماتريد الأميرة؟
وانغ يو-نعم..متلهف جداً..
كي-هذه الوصيفة غالية جدا للملكة..بحيث جعلت لها جناحا خاصاً بقرب جناحها..
وانغ يو-محظوظة..لكن ستودع حظها الليلة..
لثم نفسه حسب خطواته بحذر ..تلفت يميناً يسارا ..لم ينسى ألتقاط بضع حجرات لإوهام الحرس..رماهم أرضاً ليفزعوا ويأخذوا سيوفهم ليتفحصوا المكان ..تسلل لغرفتها بخفة وكانت نائمة..أشعل سريرها أنتظر حتى يشتعل بالكامل وما إن تأكد من إتمام مهمته فر هاربا ليشتعل المكان برمته وتمسي الوصيفة ليلتها متفحمة جراء أفعالها القذرة..دق ناقوس الخطر ..فزعت الملمة من نومها على أصوات مستغيثة ورائحة النار عطرت الجو خرجت بملابس نومها البيضاء الحريرية ..تتبعها خادماتها لتفجع بما رأته..صاحت على خادمتها الواقفة تعطي أوامرها لإخماد النار
-هل ..هل ماتت ؟
-نعم..كما ماتت الأخريات...
صداع شديد نهش رأسها..عيناها ماعادتا تحتملان الألم..إستدارت يائسة شعور فجائي حل بها..لاسابق له..لمحت شخص من بعيد بملابس بيضاء لتتبعه فاقدة حواسها وخلفها خادماتها يترجينها بالعودة حتى إنهن تراهنوا على إصابتها بالجنون..تبعته حتى وصلت قدماها لمكان أعاد الذكريات لها..خرج لها الشخص الأبيض بين الظلام يشبه عدوتها القديمة يغطي نصف وجهه قطعة بيضاء شفافة مشدودة بإحكام قائلاً بصوت مخيف حتى أجزمت أنه شبحها..
-عدت ﻷخذ بثأري..أغرقتيني ..سممتيني و أحرقتيني ونجيت ولم أنتقم..أيام سوداء ستطاردك..سأعذبك أكثر مما عذبتيني حتى تموتي وألتقي في آلسماء بروحك ..لأقتص منك أكثر..ألعنك ولعنتي لن تفارقك حتى تخمد روحك في التراب..
تراجع الشبح خطوات للوراء ليختفي في الظلام بين جدران سوداء محترقة..تصببت عرقا ..أهتزت الأرض من تحت قدميها..هوت أرضاً مصروعة صارخة بإسم يون حتى أوشكت حنجرتها على الإنفجار...
في هذا المكان المحطم عملت خادمات المحظية يون هوا مع الأميرةسونغ هي لجعلها شبحا يخيف ملكتهم المتسلطة ..شو..
وصل الخبر للملك ليوقضه من نومه وينادي على حاجبه
-أطلب رؤية أميرة سونغ هي فوراً...
الحاجب-ما يحدث في القصر سببه سونغ هي..
أدرك كل الحوادث الماضية ليستنتج الآتي -إنها سونغ هي..
وماهي إلا لحظات قصار حتى أمتثلت أمامه جاثية..رمقها بغضب ظاهر..
-إستعدي غدا لزفافك..
رفعت رأسها بصدمة-ز..زفافي!! لما هذا فجأة؟!!
-إنه أبن وزير الحرب ..تقدم لخطبتك ووافقت ..أعلمي أني أفعل هذا لمصلحتك..
سونغ هي بعناد-لن أفعل..
صاح بعصبية -سووونغ -هي..بعد ما فعلته لن تنجي من الملكة
-تضنها فعلتي..؟
-إنه واضح..
-لن أنتظر منك أن تحميني ...وبإهانة متعمدة -لم تنقذ والدتي فكيف ستحميني..الزواج لن ينفع..أقر في داخلك أنت توافقني فيما أقوم به..
-ستؤدين للمملكة إلى الهلاك..
-وكأن هذا لا يحصل فهي متدمرة منذ الأزل..مايهمك هو العرش فقط لو كنت تحب والدتي حقاً لبرئت إسمها من تهمتها الباطلة
عقد لسانه أمام كم إلاهانات ألتي شعر بأنه يستحقها..لافرصة له أمامها لينهي الصراع..بينما هي أكملت..
-ما أفعله ليس إنتقاما لوالدتي وحسب وإنما لك ولكل من ماتوا تحت يديها..سأبرأ أسم والدتي وأنت من سيفعل ﻷنك الملك
قامت من مكانها لتسمعه آخر كلماتها كأنها ملكة عليه
-سأحطم مملكتي بإكملها في سبيل الحفاظ على حبي الوحيد هذا ما كنت سأفعله إن كنت في مكانك..جئت بي للقصر بإرادتك لكن لن تخرجه مني بإرادتك سأنهي مهمتي بتحطم من أبعدت عنك حبيبتك ..
غادرت ليدخل عليه حاجبه ويجده يكح بقوة ..
-مولاي..أنت على مايرام؟
طغى الحزن والندم على صوته ليقول منكسرا فاقداً للأمل
-إنتهى كل شئ..أنا ملك جبان عديم الفائدة...
حاجبه مخالفا مايقوله-كلا..مولاي ..لايجدر وصف نفسك بالسوء..
الملك-لم أستطع حماية مملكتي ولا من أحب ..هويت بها للحضيض أستسلم ..أنا غير قادر على فعل شئ..سونغ هي أقوى مني بكثير...
الحاجب-لا تفقد الأمل مولاي فالسماء أرسلت لنا بهدية..
الملك -ماذا تقصد...
الحاجب-وصلتني رسالة من تابعي في الصين يخبرني بها أن الامبراطور على فراش الموت..وأيضاً أخ الملكة الأكبر قد قتل في إحدى معاركه قبل خمسة أيام...
أستبشر وجهه خيرا ليحل الأمل قلبه
-هل علمت الملكة ؟
الحاجب-كلا..لو إنها علمت لرحلت لعائلتها ...هذه فرصتك لتثبت لابنتك وللكل من أنت...
الملك-سأحميك سونغ هي ..سأفعل مالم أفعله لوالدتك..الحظ أبتسم لي هذه الليلة والسلاسل ألتي قيدتني لسنين قد كسرت الآن...
سارت برفقة خادمتها و حارسها ليصلوا لمهجع الوصيفة ..لايزال الدخان منبعثا منها والخدم ينظفون الفوضى..
-أحسنتما عملا..شو لاتزال في حالة صدمة ..أنا فرحة كثيراً..
خالج كي شعوراً سيئاً في أن تنجرف الأميرة كثيراً في إنتقامها لذا أستجمعت شجاعتها قائلة..
-مولاتي..أطلب منك التوقف فيما ستفعلينه مستقبلاً ..أخشى عليك أن تكوني مثلها..
ضحكت بهدوء حتى لايلاحظ أحد انها تتشمت لموت الوصيفة ..
-سأكون مثلها وأكثر..ﻷحطم أمثالها..أنا يا كي مذ وطأت قدماي القصر هويت بقلبي بعيداً وأختفى كل خوفي..أزددت قوة بعد قوة وهي تقوم بتعذيبي..لاتزال الأفعى متعطشة..لاروي ضمأها سأكثف البحث عن سيدة يوان...
مملكة غوغوريو..
أستيقظ المتدربون الجدد على وقع قرع الطبول..تأهبوا لتدريباتهم وهي تتدرب تنظر للأمير تشونغ وشخصيته المهيبة الحادة تمنت في نفسها أن يكون عند حسن ظنها..أعطيت لهم فترة أستراحة قضاها وونغ بالتحري عن أمير داي ليأتي إليها مسرعاً..قاطع شربها الماء ..
-إنه أميريدعى داي جو..الشقيق الأصغر لولي العهد...
لم تصدم كلياً فهي أستنبطت من ملابسه وهيئته في أن يكون إما أبن وزير أو أمير..أكملت شرب الماء من المغرفة ..
-داي جو..ماعلي سوا إكتشاف نواياه ولما مهتم بي ...
وونغ -كيف؟..عليك توخي الحذر فيما ستقومين به..
أون سون-سأتقرب منه كما سأتقرب من أمير تشونغ
"ألتقيت بأميرين الآن..ولي العهد أستثنيه..هذان الأثنان مرشحان لتولي العرش إن حدث شئ لولي العهد..لكن من منهما فاسد وصالح ..هما الوحيدان اللذان يمتلكان قوة في البلاط الملكي آه إن كانا سواسية فسأعمل لوحدي ..لأنني وبالتأكيد غير راضية عن حثالة مثل تاي جو "
أعترض حديثهما شاب متدرب وقح ألقى بكلماته السامة مدعيا شرب الماء من آنية فخارية جلست أون سون قربها أرضاً..
-آه..فتاة مسترجلة تجلس هنا..
وبحركة متعمدة أسقط مغرفته عليها لتتبلل ملابسها..لم تظهر رد فعل لوقاحته..أما وونغ فقام بضربه على فمه مسقطا إياه..
-إياك والتجرأ على أختي لأني في المرة القادمة سأقتلك..
أستمر الشاب بوقاحته ماسحا الدم من فمه
-ماذا هل تحب أختك كثيراً...
وونغ بعدم مبالاة -نعم أحبها كثيراً لدرجة أني سأقتل من يسئ إليها..هم برفعه ليضربه مجدداً فمنعته ..
-دعه وشأنه..تجاهل السفيه على سفاهته
الشاب-سآخذ بثأري..صدقيني..وساجعلك وأخاك تعتذران لي..
أون سون -أغلبني في نزال إن غلبتني فسأعتذر..
وونغ -لايزال صغيرا غير قادر على إمساك السيف فكيف تقاتليه دعينا نذهب..
الشاب -من يستهزئ بالضعيف يلقى نهاية شنيعة..
لم تهتم بما تفوه به وونغ وأعتبرته مجرد كلام يخوف به أعدائه ليحميها منه غير مدركة إن الصدفة أهدته هذا الموقف ليعترف بما ضاق به صدره فترة طويلة...
أنتهت الإستراحة وعادوا لتدريباتهم..كل كلمة يلقيها أمير تشونغ على مسامعهم تزيدها إعجابا به بوطنيته المخادعة هذه فخطوتها نحو إتباعه ليست بصعبة المنال ..رفع من بين المتدربين شاب يده ليعلن عن شئ..
-هلا سمحت لي مولاي بخوض نزال ؟
ألتفت له أمير تشونغ -ﻷي غرض تريد النزال؟
-ﻷري من أهانني قوتي ...
-أها..تريد التباهي إذاً..هل لديك القوة الكافية لتصرع خصمك؟
-بالطبع..فأنا لست بضعيف وإلا لما دخلت القصر..سأثبت لك إن للنساء لا مكانة لهم بيننا..
عرف أمير تشونغ من يشير بكلامه فقال مشيرا بسيفه له بتحدي مع ثقته التامة بخسارة الشاب
-إن أستطعت إثبات إنها لاتستحق مكانة بيننا فسأنصبك حارسا ملكيا للقصر..وإن فشلت ستأخذ هي منصبك وسأجعلك تنظف القصر ﻷسبوع ولوحدك لتجرأك على الآخرين...
فقال بعدم تفكير-موافق مولاي..
أون سون -وأنا موافقة...
فسح الحاضرين المجال لهما وبسيوف خشبية بدأ نزالهما..منهم من يشجعها ومنهم من يشجعه..لفت إنتباهها الأمير داي جو وهو قادم من بعيد ليتوقف شاهدا على مايحدث..أستغل الشاب شرودها وضربها على ضهرها في منطقتها المجروحة ألتي تكافح لتلتئم بعد إصابة عميقة..سقط سيفها الخشبي ..شعرت بالألم وضنت أنها ستستسلم لهذا آلذي لا يقارن قوتها ولو لذرة..عاد لها وعيها فوثبت عليه كالنمر ولوت يده ليسقط صريعا متأوها وتعالت أصوات الهتافات فرؤيتهم لقوتها جعلتهم يخشونها ومالهم سوى تفادي المشاكل معها..دنا أمير تشونغ منه قائلاً بإستهزاء..
-أثبت للجميع أنك لاتستحق الإنتماء هنا..تحتاج لتدريبات مكثفة للوصول لمستواها..الآن أستعد لتنظيف القصر..
قام ونفض التراب عن ملابسه ليقول بحقد -ستندمين لا محالة
وونغ -نعم..نعم..أذهب ياخاسر..
أمير تشونغ-عودوا لتدريباتكم حالا..
وضع يده على ضهر أون سون داعياً لها أن تسير معه..و وونغ بقي يتدرب قلقاً مما يمكن أن يحدث أكثر..الأميران داي جو ويونغ هو يصوبان نظراتهما ناحية عمهما وأون سون ..
يونغ هو-مجئ الفتاة للقصر مثير للشبهات..
داي جو-حقاً..إنها ليست بعادية ..أخشى أن يستغلها وتسقط في شركه..
يونغ هو-هذا ماأضنه أيضاً..لذا قم بخطوتك نادرا مانرى أقوياء مثلها مخلصين..
داي جو-سأجعلها ملكي..
يونغ هو مازحا-قبل أن يخطفها العجوز أسلب قلبها ههه
داي جو بنظرة وفم واثق-حلمت بفتاة مثلها وسأحصل عليها
لايزالان يسيران في منطقة التدريب ..
أمير تشونغ-مااسمك ؟
أون سون-أون جو سموك..
أميرتشونغ-أثرتي أعجابي أون جو..قوتك لايمكن التفريط بها لماذا تودين ان تكوني حارسة بينما يمكنك الوصول للقمة..
أون سون-لأدافع عن ملكنا ومملكتنا..
أمير تشونغ بطرف عين مستدرجا إياها بالكلام..
-ألا تملكين نوايا أخرى..أون جو..
بادلته بذكاء تستدرجه لتتعرف على شخصه
-وأنت مولاي..ألا تملك نوايا مدفونة..؟
صدرت منه ضحكات متقطعة -ذكية ..تعجبينني ..لو كان غيري يقف معك لعاقبك لتجرأك عليه..أتعرفين أنشرح صدري لك وأشعر بالسوء حيالك لتتدربي مع هؤلاء الحثالة..ببساطة سأعيد المجد ﻷمتنا ..
برقت عيناها مستبشرة به..يماثلها في قولها تماماً..فأستعجلت في حكمها عليه خافيا عنها حقيقته المشأومة..
-إذاً أنت لست راضيا عما يحدث في المملكة ..؟
-وطنيتي ووفائي لايسمحان لي أن أقف مكتوف الأيدي عما يفعله النبلاء بالشعب..سأقطع الشجرة المتعفنة لكيلا تثمر أكثر..وما أريده هو أناس مخلصين أستعين بهم لفعل الخير..يا أون جو أرضنا تتدهور شيئاً فشيئاً وإن لم نتحرك الآن سنوصم بالعار إلى الأبد ..لن أجبرك لكن فكري جيداً..لن تجدي في القصر مخلصين وأوفياء تتبعينهم قدرتك حافضي عليها ﻷناس أكفاء..فكري جيداً..
تركها ترتعش ..كلامها ألهب فيها حس الوطنية المفرطة..لما عليها المخاطرة في السير على الثلج بينما لديها جسر مبني بالكامل..هدفهما واحد أو هذا ما فكرت به..غير واضعة في خلدها أنها ستلعب مع أفعى سامة ربما تلدغها على حين غرة..خفيت عليها أفعاله القاسية في تسييس النبلاء والوزراء على الملك والشعب ..هو من أجبرهم على تقديم مرسوم مطالبين الملك بفرض ضرائب قاسية على الشعب ولضغطهم لم يكن عليه سوى الخضوع لتوسلاتهم متوعدهم أمير تشونغ بالسلطة مكثفا أتباعه وحتى يثور الشعب على سلطة الملك وتقوم القيامة.. يلمع في سماءهم بطلا مغوارا ثائرا معهم ضد أخيه الملك مغتصبا عرشه والشعب في جهل مصفقين مادحين تعميهم غشاوة ستسلبهم أرواحهم لتسقط أون سون بشركه حافرة لها حفرة لامخرج لها منها أبداً.
مملكة شيلا..
أعطى الملك الأذن للتحقيق في حوادث القصر الماضية والحالية وفي رأسه تتراقص خططه متلهفة للتنفيذ..والملكة في صمت مثقل تتراءى لها صور ليلتها العسيرة ..تقدمت نحوها خادمتها الماكرة ..
-مولاتي..شخص واحد فقط مقرب من يون واكب أحداث القصر قبل سنوات..
فهمت بذكاء تلميحات خادمتها ..لتكمل مافي جعبتها..
-وبما إن الأميرة وعدتك بقتل نفسها حين تجدين دليلاً يثبت إجرامها ..
قاطعتها -ودليلي خادمتها كي ..إن أعترفت عليها فستموت عاجلا لا آجلاً..
تحدثت الخادمة كشيطان يزين ﻷنسي فعل المنكرات-نعم..كما إن حارسك لم يأتي للآن وهو الوحيد القادر على تنفيذ أوامرك بسلاسة ودقة فأستمتعي بتعذيب الأميرة بتعذيب خادمتها العزيزة ولنأمل أن يرافقنا الحظ السعيد لتعرف عليها..يامولاتي..
أنفرجت شفتاها بإبتسامة خبيثة -لدي أساليبي في التعذيب ههها
مهجع الأميرة..
أخرجت أشيائها القديمة من خزانة من خشب راقي ..وضمن أشيائها دمية خشبية على شكل بنت لتنقب في ذاكرتها عن سالف الأيام..دخلت خادمة كي تحمل طعام الإفطار..رأتها شاردة الذهن
-مولاتي..من اللذي سلب عقلك؟
هبط عقلها من دنياها الخيالية لدنيا الواقع..
-أعادت لي دميتي ذكراي عن شخص ما..لولاه لما بقيت دميتي معي تذكرني بوالدتي ..
-من هذا الشخص ؟لأني لا أذكر..
سونغ هي وهي تلاعب دميتها باسم ثغرها ملامحها الطفولية زخرت في وجهها كأنها لم تكن فتاة الليلة الماضية..
-فتاة بثوب فتى ..هي من أنقذتها لي..أتمنى رؤيتها ﻷشكرها وأصادقها..
صبت القهوة لها وقالت -تذكرتها كانت جميلة جدا مع إنها ترتدي ملابس فتيان..أتمنى أن تلتقي بها يوماً..
أعادت دميتها لمكانها وتحضرت لتأكل -الملكة صامتة لم تتحرك..
-وحده الله يعلم ما تكيده لنا..
-سأخرج من القصر للتنزه أدعي وانغ يو لمرافقتي . .
-ألن تأخذي أذن الملك؟
-كلا..من الآن لا سلطة ﻷحد علي ..سأتمرد ..
تخفت بعد ساعات بملابس عادية وخرجت سرا مع خادمتها ووانغ يو وأعين تطاردهما لا علم لهم بها..طافت الأسواق حتى خفت نور الشمس وأستسلمت للنوم..راكبة على حصانها يجره وانغ يو وجوارها كي عائدين للقصر ليعترض طريقهم ثلاث رجال ملثمين مستلين سيوفهم وعلم وانغ يو أنها مصيبة..
-أبعدي الأميرة من هنا بسرعة..
نزلت من حصانها خائفة وجريتا بعيداً عنه ..ليهاجمهم ..
سونغ هي-أخشى أن يصيبه مكروه..
كي-لن يصيبه شئ فهو قوي لنعد للقصر في الحال...
حاصرهما رجلان..أمسك أحدهم بكي والآخر بسونغ هي..قال الأول -لاتتاخر إحملها بسرعة..
سبقه بعد أن أفقد كي وعيها وحمل الثاني الأميرة على ظهره ليهرب بها مع حصانه فأتته ضربة سيف طائر من أمامه..ليسقط صريعا مع الأميرة..دنا منها يحركها
-مولاتي هل أنتي بخير..
حركت جسدها بصعوبة ودم يتدفق من يدها المجروحة لسقوطها أرضاً..عانقته باكية ..
-أخذوا كي أخذوها..
جانبها الطفولي تعالى وهي تشهق ليغوص قلبه حزناً عليها
-لنعد للقصر الآن..وسأنقذها..
أبعدت رأسها عن صدره -هل رحلوا؟
-قتلتهم جميعاً لا داعي للخوف..
حملها وأجلسها على ضهر حصان مات صاحبه توا وأنطلقا عائدين للقصر.
مملكة غوغوريو..
حملت سيوفا ونبالا لاعادتهم لمكانهم وتسللت ﻷذناها موسيقى تذوب الأنفس..أغوتها لتنطلق مسرعة نحو مصدرها..حديقة جميلة تتوسطها راقصات ومغننين ونبلاء ووزراء سكارى يتراقصون مع الراقصات وولي عهدهم فاعلا مثلهم.."اللعنة عليكم جميعاً يا فاسدين يامنحطين..هناك بطون تبكي لكسرة خبز وأنتم تبذرون تسحقون على الطعام.."لاسامع يسمعها وهي ترثوا حالهم ليأتيها صوت
-أيتها المتدربة الجديدة تعالي ..
تمعنت في وجهه وإذا به الأمير تاي جو ..وضعت مابيدها جانباً ووافته منحنية -بأمر مولاي..
تاي جاي وهو يشرب من خمرته -أحتفلي معنا هيا تعالي..
-كلا..مولاي..لاأستحق هذا الشرف "أي شرف هذا ..بئسا..جاريه جاريه وحسب حتى يوم موته"
سحبها من يدها غير منتظر إجابتها..رآها أمير داي جو الحاضر للحفل بإلحاح من أمير تاي جو وصعق لرؤيتها هنا"ماذا تفعل هذه الفتاة هنا هل جنت"أشر بأصبعه ليوقف الرقص والموسيقى قائلاً بحالة سكر
-أسمعوني جميعاً..هذه..المتدربة..أقس مت لي على..الوفاء والإخلاص فأهتفوا لها..فعلوا كما طلب منهم بينما هي أوقفته معترضة مجاملةإياه-لا أستحق كل هذا..فأنا عبدتك وواجب علي إطاعتك وإلاخلاص لك..
-برهني هذا إذاً..
أون سون-ك..كيف..!!!
أشر بأصبعه على أبن وزير -أقتلي هذا..فزع الرجل وأنتفض كما أنتفضت هي وداي جو وكل الحاضرين.."هل يمازحني..كلا لن يدعني أقتله فهو يختبرني "سحبت سيف التدريب الخشبي من خصرها ووجهته لعنق الرجل..فقالت مازحة -بئسا إنه سيف خشبي..ههه ..قهقه الأمير ومن معه لمزحتها وأستراح الضحية لتكمل بجدية متصنعة -لو أمتلكت سيفا حقيقيا لما ترددت في تنفيذ أمرك سموك...
تاي جو - أعجبتني حقاً..أنصبك الآن تابعة شخصية لي ...
وهنا تذكر كلام عمه قبل ساعات من إقامة الحفل "أسرق الفتاة من داي جو وإلا سرقها قبلنا..تاي جو-ولما عمي ؟تشونغ -لان داي على علاقة معها كما أخبرني جاسوسي..رآها معه في أحد الأسواق ..من المحتمل جداً إنهما على علاقة..لن نفرط بها سنجعلها تنحاز إلينا..خوف أتباعك بها حتى يعلموا أن وراء ضهرك وحوش "..مد رقبته يدنو إليها هامسا -أوصاني عمي الأمير تشونغ بك..
تشوش عقلها "ماذا يحدث..ألم يقل صاحب السمو أنه سيقطع رؤؤس الفساد..وولي العهد وشرذمته فاسدة..ماذا يجري حبا لله حسنا لاخيار أمامي ..سأكشف مايخبئونه"جثت على ركبتيها -مولاي أقبل كرمك بكل تواضع ..
أعتصر أمير داي جو قبضته حتى أبيضت مفاصله ..خاب ضنه بها وطارت من بين يديه..جلس على مضض وما إن رآها تغادر حتى لحق بها ممسكا ساعدها بعيداً عن أعينهم..
-ماذا تسمين فعلتك ؟
حولت نظرها ليده المطبقة على ساعدها وبحركة خفيفة مهذبة أبعدتها -لم أفهم..
-أعرفي جيداً مع من تتعاملي..
-هل تغار من أخاك لأنني قبلت دعوته بدلا عنك سمو الامير داي جو..
-إذا عرفتي..لم تنصدمي..
-لا أملك شعور الصدمة ..
-ماذا قال لك عمي؟لتصبحي هكذا..
-أخبرتك أن لاتحكم علي من مظهري..لكل شخص مصلحته الشخصية..
-عمي ليس بهين ..أون جو..لا تتبعيه فسيسقطك ويتخلى عنك بسرعة..
-لاتهتم بي وأهتم بما تفعله..أعتقدتك أميرا ذوو هيبة لكن بعد رؤيتي لك تجالسهم وتحضر مهازلهم وتتخم معدتك على حساب شعبك ألاموات..سقطت من عيني.."وسأزيلك كما سأزيل العفنين معك .."
قرب وجهه لوجهها فرف قلبها لعيناه المخترقتانها وبنبرة حادة جادة-ستندمين على فعلتك وحين تكتشفين من هو عمي ستتمنين لو إستمعتي إلي وحتى هذا الوقت سأبعدك عنه وأجعلك ملكي..
مهجع الملك ..
أسرعت الملكة سوبين لتوافي زوجها الملك لأمر جلل طلبها فيه
-هذه فرصتنا..ألامبراطور على حافة الموت ..قبل تنصيب إمبراطور جديد سنعقد الحلف..
الملكة سوبين -وصلني الخبر توا..لنتحالف فهناك طريقة..
-ماهي؟
-عن طريق تزويج تاي جو بإحدى بنات الملك "وهي سونغ هي ..أصبري لن يطيل عذابك أكثر"..
يتبع..
ردود أفعالكم +نقدكم+توقعاتكم..
اي شي لم تفهموا بالرواية اسالوني اعرف في بعض الاشياء غامضة لكنها رح تتضح في الاجزاء الاتية..ولمن يقراها صمتا اتمنى منكم نقدي حتى لو كان سلبي اتقبله😊
لم يتبقى الكثر لتنتهي الرواية ﻷن دوامي سيبدأ قريبا ♥
حقوق الرواية محفوظة..لااحلل من ينسبها إليه
الطيور تستمع الى حديث النهار والجرذان تستمع الى حديث الليل
مثل كوري يقصد به التحذير
الفصل الرابع عشر من رواية
صراع الافاعي...
تأليف #Daisy
مملكة شيلا..
في سرداب تحت الأرض قبعت السجينة المعذبة كي..مربوطة بعمود خشبي ومكبلة بالاغلال ..أوقف الرجل تعذيبها بأمر من ملكته ..دنت منها مستهزئة بحالها..
-أرثو حالك حقاً..هل أميرتك غالية عليك لهذه الدرجة؟
قالت كي بصوت متقطع مبحوح كثر الصراخ تكز على أسنانها مانعة ألمها..
-أكثر مما ..ت..تصورين..جلالتك..
-ولازلتي ترفضين الإعتراف ؟آه..ماذا أفعل بك أكثر من هذا..
-أعترف بماذا..لم أفعل شئ..
شبح إبتسامة حقيرة خطفت على ثغرها..
-ذكية..تضنين أنني جاهلة مثلك..كنتي ملمة بحوادث القصر في آلماضي وأنتي من علمتها فعل هذا بي لتثأر لوالدتها ..
زل لسانها وأعترفت بجرمها عفويا إلا إنها لاتبالي فخادمة وضيعة ك..كي..من السهل قتلها لعدم إمتلاكها قوة أو سلطان يعصمها من إلاذى..
-أتدركين..يا..مولاتي..بأنك للتو أعترفتي بجرائمك ..
الملكة-وإن يكن..لن تضلي طويلاً...حية..سأقتلك كما سأقتل أميرتك..
كي-سيمنعك جلالته..لن تتخلصي منها بسهولة..أقدم نفسي قربانا لك ﻷجل مولاتي...
دوى صوت ضحكاتها ثم خفت -جلالته جبان..لو كان بيده قدرة لانقذ يون..فكيف به الآن وهو على مشارف الموت إنقاذ إبنته..
لم ترد عليها بسبب ألم أسنانها..فأكملت الأخرى
-ببساطة ..سونغ هي ستقدم نفسها لي ﻹنقاذك وبهذا سأتخلص منكما الاثنتان وسأنعم بحياتي...
وجهت أمرها لتابعها-لا ماء ولاطعام تقدمهم لها..
-حاضر مولاتي..
خرجت من المكان تاركة كي بين الحياة والموت.
مهجع الأميرة سونغ هي..
-لم تجدها؟
قالت لوانغ يو الواقف أمامها يطالع تحركاتها المقلقة في الغرفة تحوم حول نفسها تطارد فكرة علها تنجد بها خادمتها..فأجابها
-كلا..أمرت أتابعي بالبحث عنها ..ألملكة لن تخفيها في القصر..
وقفت كأنها وجدت فكرتها..فقالت بيأس..
-هذه المرة..لا أملك قواي..وجدت نقطة ضعفي..جلالته هو الحل الوحيد..سأذهب إليه..
توجهت للقاعة القابع بها الملك مع خادمتين يتبعها وانغ يو ..تعلم جيداً شخصية والدها الضعيفة ..مع ذلك آملت أن كلماتها السابقات ربما قد أثرت فيه..دخلت لوحدها وكان برفقة الملك حاجبه الأمين أنحنت ورفعت رأسها تثبت النظر في عينيه..
-مولاي..أطلب مساعدتك..الملكة خطفت خادمتي..لم أطلب منك شئ قبلا فلا تردني خائبة..
عادت له قوته وهيبته فتحدث بلهجة الواثق مما سيقدم عليه
-لن أردك خائبة..أنا أبن آليوم وجلالتها قوتها ستزول قريباً
تشرب قلبها الأمل هذه المرة لرؤية من كان ضعيفا يستعيد قوته بشكل فاجأها عاقدة أملها عليه.
مملكة غوغوريو...
دخل غرفتهما بعد يوم شاق..إعتاد أن يرى الغرفة مضاءة وسيدته تشحذ سيفها في زاوية الغرفة..هذه المرة رأى العكس..نائمة كالملاك متدثرة بلحافها وشعرات قليلة رميت على وجهها..رغم غرابة الأمر والقلق المتسرب فيه..تدفق الدم في وجنتيه لم يعد قادر على كتمان مشاعره فقرر وهو يبحلق بها أن يعترف لها بطريقة مباشرة..خلع ملابسه مرتديا لباس النوم الأبيض ..وضع سيفه جانبه تدثر مستلقيا على شقه الأيمن حيث نائمة هي على بعد متر منه..بدأ النوم يتلاعب به..تارة يغمض عينيه وتارة يفتحها أخيراً قرر البقاء مستيقظا ريثما يشفق عليه النوم..أحس بوجود خطب ما بسيدته..لما لاتتقلب في نومتها غريب فكر وعقله يزوده بأفكار مرعبة ..أبعد لحافه وتقرب ببطئ ليسكت وساوسه..همس بإسمها بخفة ولا مجيب وهذا ماأربكه..أنار اللمبة الموضوعة على دولاب صغير وحملها ليضئ المكان أكثر..ليصعق برؤية دم يسيل من فراشها..وضع اللمبة جانباً بسرعة ورفع لحافها قالبا جسدها على شقها الأيسر ليرى ضهرها يغطيه دماءكثيرة ..مزق ردائها العلوي ليجد مصدر الدم وإذا به من جرحها القديم فصاح بها ..
-سيدتي..أون سون..أون..
كل مافكر به هو إحضار طبيب لكن من أين في ساعة متأخرة من الليل.. أخذ سيفه خارجاً يبحث عن مساعدة يتعثر في خطواته لكثر تفكيره بها..خرج من المكتبة وتمشى مع حارسه..ليلمح وونغ يسير على عجل ..أنتابه الفضول وأسرع ناحيته..
-تريث..هل من خطب ما؟
أستدار عليه وأنحنى ..هدية أرسلت إليه وماعليه سوى القبول لأنه في أمس الحاجة إليه حتى لو كان لايثق به..رغم مايمر به ..أستمر بتمثيله فيما يخص علاقته بأون سون..
-مولاي..إن أختي في حالة خطرة..أرجوك ساعدها..
مالها تكون بخطر وقد تحدث إليها قبل ساعات ..مؤكد أصابها شئ طيلة الطريق لغرفتها يفكر بخوف بعد إن أمر حارسه بإحظار الطبيب ..عالجها الطبيب الملكي بعدها خرج لطمأنة كل من أمير داي جو و وونغ الواقفان خارجا وكلا منهما يحملان مشاعر متساوية تجاهها..
أمير داي جو -هل هي بخير..أيها الطبيب
الطبيب-قمت بعلاجها وستكون بخير إن لازمت فراشها لمدة على الأقل خمسة أيام..وبما إنها مقاتلة فهذا سيؤثر على حركتها ..لذا عليها الراحة لتستعيد قواها...
ناوله صرة من المال وهمس له -أكتم الأمر..
إن أنتشرت ولو ذرة صغيرة عن خبر مساعدة الأمير داي جو لفتاة عادية في القصر فالشائعات ستتوالى وحينها لن يسلم منها أبداً.
دخلا سوية لرؤيتها وكانت لاتزال في حالة اللاوعي ..
أمير داي جو-بماذا أصيبت ؟
وونغ -إنه جرح قديم وحدث إن نازلت متدربا هذا الصباح وأصابها في ضهرها..
أمير داي جو-سأزورها في الصباح أهتم بها جيدا..
وونغ-حاضر ..شكراً للطفك سموك..
أخذ وونغ إنطباعا جيداً عنه للطفه إلا إن الشك ساوره لملاحظته إهتمام الأمير المبالغ بفتاة لايعرفها وقرر وقتها إكتشاف سر هذا الأمير ليبعده عن سيدته إن نوى شرا.
في الصباح ..
كوابيس عن والديها طاردتها في غيبوبتها القصيرة حيث روحها تهيم في عوالم لامتناهية..
-أبي ..أمي..
فزعت منادية والديها معانقة شخص جالس بقربها..حرك يده اليمنى لاإراديا ماسحا على ضهرها..وعت فعلتها وحسبت من عانقته لاشعوريا هو حارسها وونغ..أرجعت جسدها للخلف لتلتقي عيناها بعينا من لم تحسب له ألف حساب ..أمير داي جو ..ضلت تحدق به مسحورة بنظراتها المثبتة بمقلتاها لم يوقفها سوى صوته وهو يقول ..
-تشعرين بتحسن؟
تنحنحت خجلة ثم أستعدلت في جلوسها تريد الانحناء فمنعها
-وفري على نفسك أنتي مريضة..
-شكراً سموك "يا للاحراج مالذي أتى به هنا "
-لقد قلقت عليك ..يجدر بك الاعتناء بجسدك ..
نظرت إليه متسائلة عن سبب قلقه الغريب عليها..لم ترد التمادي معه فحافظت على المسافة بينهما كأمير و فتاة عادية
-أقدر قلقك علي لكن لا داعي فنحن لسنا على قرابة ..
-وهل القلق على الآخرين محرم ..وحدي من أقرر على من أقلق
ضنت أنه سيقوم بعدما لمحت له أنها تريد مفارقته عنها..فضلت الصمت منتظرة تململه وخروجه ..
-أتشعرين بألم؟الطبيب قال أن لاتتحركي كثيراً..
إذاًإنه جدي في قلقه علي ..فكرت منكسة رأسها..
-ألم خفيف فقط..إنها لمعجزة بقائي حية بعد إصابة قوية..
أنتبهت أنها أكثرت من الحديث في فتح مواضيع تريد تجنب ذكرها معه للتخلص من وجوده ..
-ماهو سبب الإصابة..؟
فوراً غيرت الموضوع متعمدة التخلص منه
-أعتذر مولاي..أنا بخير الآن بإمكانك أن تستريح..
"تضنين أنك ستتخلصين مني بسهولة ..مخطئة ..أون جو "بما إنه الوقت المناسب آلذي ربما لن يتوفر له في بقاءهما وحيدين معا عليه أن يفاتحها بالموضوع وعندما أراد لسانه الانطلاق قاطعته
-أصبحت أدين لك مرتان على إنقاذي..
مهدت له الطريق فيما ينوي قوله..
-أضنك لاتملكين فكرة عما يمكن تقديمه لي..؟
حكت خدها الأيمن بطرف سبابتها مفكرة فيما يمكن تقديمه له ﻹسكات تصرفاته ألتي باتت مزعجة لها ولم تجد شيئاً..
-بإمكانك قول هذا..
تنهد رافعا صدره للأعلى فبدا لها كملك مهيب جالس على عرشه ولم تخفي إعجابها المسيطر عليها القادم من العدم"له صفات الملوك ..ماذا أنت أيها الأمير حقاً تثير فضولي .."
-سأسهل لك الطريق..الدين الأول..هناك مهرجان بعد يومين أريدك أن ترافقيني..متنكرين..
فتحت فمها مستغربة طلبه بشئ بسيط ضنت أنه سيلقي عليها قنبلة ..دين لابد من رده للتخلص من حمل ثقيل لطالما كرهت أن تكون مدينة للآخرين بشئ حدث غصبا عنها..فما عليها سوى الرضوخ وقبل إعلامه بموافقتها سألته
-ألا تملك رفيقة..أميرة..أو أي أحد؟
-لا أملك..كل أميرات القصر متملقات مغرورات ليس فيهن مايثيرني "كأنتي..أون جو ..بحديثي معك أشعر بطبيعتي ليس علي التصنع أمام الغير ..معك أنسى بأني أمير رغم إلتقائي بك فترات قليلة.."
قطعت أفكاره -موافقة وطلبك الثاني..
سعد بموافقتها ولم يضهر تعابيره حفاظاً على صورته..
-أقطعي علاقتك بعمي..
تنبهت لمايريد قوله-هذا شئ لن أنفذه..
علم بعنادها لكنه لن يفشل وضع لنفسه هدفا آخر وهو الحصول عليها وإن لم يكن بالقوة فسيذيب قلبها..
-لم أصل لمبتغاي بعد..أعلمي مع من تتعاملين لاأضنك فتاة سيئة أون جو لاتتبعي الشيطان لوكره..حذرتك منه مرتين عندما يكشف قناعه ستندمين..
أبى عقلها تقبل تحذيراته كأنه سحر وخدع أبدياً من قبل أمير تشونغ..
-ماهو هدفك من تحذيري ؟
-ﻷبعدك عنه..أعلم في أعماقي أن هدفنا واحد
اون سون-لنفترض أن هدفنا واحد..لكني أتبع طرقي الخاصة
مل من جهلها فحد من نبرة صوته-وإن كانت طرقك فاشلة تؤدي بك للانهيار..ماذا تفعلين؟
شعرت بالضعف أمامه فزل لسانها بما لم تشتهيه..
-سأثبت لك أنه ليس بشخص سئ..
أعطته ماتمناه فأبتسم في سره
-هذا ماأردت الحصول عليه من البداية..إن أثبتي لي سوءه فستسلمين نفسك لي..ستتبعينني للأبد..لا آبه أي الطرق ستستخدمين..إن فشلتي..عندها تكونين قد وقعتي في الحفرة ألتي حفرتيها لنفسك..ولن أكون قادر على إنقاذك حينها..
دخل وونغ يحمل صينية الحساء ليراهم على حال لاينبأ بخير فأسرع ينهي الصراع قبل إحتدامه..
-أختي..أستيقضتي أخيراً..جئت لك بالحساء..
قال الأمير كلامه الأخير-ضعي ماقلته في الحسبان..وكلي جيداً لتستعيدي صحتك..أرغب في نزالك والفوز عليك...
أبتسم مغادرا المكان..قدم لها وونغ طبق الحساء فرفضته في البداية قائلة وفكرها بعيداً..
-وونغ انا الان حارسة رسمية لولي العهد سأطلب منه أن يوليك منصباً وسنعمل معا لكشف مايتآمرون عليه..داي جو وتشونغ كلاهما فاسدان ..سأقتلهما معا بعد إيجاد الدليل وبهذا سأقطع الروؤس الكبيرة ولن يتبقى سوى الوضيعين عندها سأعمل لوحدي ..
وونغ-معك في كل شئ سيدتي..لكن ماذا سنستفيد في النهاية؟
-الموت بشرف..نموت ونحن قد حاولنا فعل شئ لبلادنا..خلقنا على هذه الأرض وواجب علينا حمايتها..إن لم أنهض أنا وأنت ببلادنا فمن سينهض..منحنا قوانا لسبب وسنستغلها لحماية وإسترجاع مافقدناه من أرضنا..
بعد يومين..
مملكة شيلا..
ضاقت أميرة سونغ هي لتأخر والدها في حمايتها كما قال لاتعلم إن كانت خادمتها لا تزال حية أم ميتة،فخرجت بنفسها إلى التهلكة
-مولاتي..أعفي عن خادمتي أترجاك وخذيني أنا بدلا منها..
توسلها وتضرعها مازاد الملكة سوى قوة ونصرا..
-تضنين أنها معي ..حسناً..مستعدة للموت بدلاً منها..مهلا جئتي للموت برجليك أنتظرتك طويلاً..أخرج..
خرج من باب سري في الغرفة خادمها القديم الذي أستقال للراحة وهاهو الآن يستعد في تنفيذ أمرا ضن أنه لن ينفذه مجدداً..
دنا من الأميرة الخائفة المرتجفة..رفع سيفه ليقتلها..فداهم الغرفة حراس الملك لتنقذ الأميرة من موت محتم..دخل الملك شخصياً الغرفة فأنحنى الكل وحتى الملكة ..
-أخلعك من منصبك ملكة شو..فأذعني ﻷمري..
رفعت رأسها مقهقهة قائلة بكل وقاحة..
-تخلعني أنا..أونسيت نسبي..أم أذكرك..
-ماعاد لنسبك قوة ﻹنقاذك..أخاك الأكبر قتل في إحدى المعارك تفككت عشيرتك ولاذ أخاك الأصغر بالفرار والامبراطور على مشارف الموت..والامبراطور الجديد ليس كوالده..فأنتهى زمنك
تراجعت للخلف بخطوات مهزوزة خائرة القوى ضعف سيطر على جسدها سلطانها ضاع ولاهناك من ينقذها..فرحت سونغ هي بنصرهاوإنتقامها فأستعدت لمحاكمة غريمتها..انقذت كي من السرداب الذي كان تحت غرفة الملكة..حاولت ملكة شو إلاستنجاد بأتباعها من الوزراء في القصر فخذلوها وجردت من لباسها وتاجها الملكيان فأرتدت البياض وأسدلت شعرها الاشيب فرغم الشيب جمالها لم يبهت لتدخل القاعة كما دخلتها ضحيتها سيدة يون بهيبتها المعتادة لسماع حكم الملك..وقف الحاجب امامها يلقي عليهاحكم الملك..
-نجتمع جميعا هنا لمحاكمة جلالة الملكة شو بناءً على أدلة تثبت جرمها آلماضي والحاضر..أولاً..تهمة خيانة الملك مع حارسك الشخصي ..
صدمت لما سمعته هذه معلومات سرية فمن جاء بها ليكشف أعمالها أمام العلن حالها كحال سونغ هي الشاعرة بالقرف نحوها أكمل الحاجب..
-ثانياً لدينا سجلات بأسماء الأراضي المستقطعة من قبل جلالتها بطريقة غير قانونية أساءت لجلالة ملكنا صارت من نصيب أفراد عشيرة جلالتها..ثالثاً..محاولة تسميم ولي العهد بتعاونها مع عدد من الوصيفات والمحظيات للإطاحة بمحظية الملك سيدة يون رابعاً أستخدام سلطتها في تخويف وترهيب الضعفاء في البلاط الملكي خامساً وأخيراً قيامها بأعمال شغب في البلاط منذ فترة بقتل وصيفاتها للإطاحة بسمو الأميرة سونغ هي..
-التهمة الأخيرة ملفقة لم أفعل هذا ..جلالتك"هناك من كان يتجسس علي وإلا كيف علموا وحصلوا على هذه الدلائل"
لكنه لم يوليها إهتماماً وأكمل الحاجب..
-ليس أماك فرصة للاعتراف فجميع الادلة واضحة تشير لك وبموجب القانون الملكي الموت هو مصيرك لكن لرحمة جلالته وإلتزاما بوعده لوالدك في حمايتك سيتم خلعك من منصبك وتجريدك من أملاكك وتنفين إلى جبال المملكة في معبد"..."لتعيشي بقية حياتك كراهبة تكفري عن ذنبك وأخطاءك أقري بخطأك وأذعني ﻷمر مولاك...
لاذت بالصمت وقبلت بمصيرها مذعنة فمن كان عزيزاً قوياً بالأمس أمسى ذليلا فقيراً..أنحنت مرات عديدة له تنظر فيها لسونغ هي جالسة في مكانها تبتسم إبتسامة النصر ..خرجت من البوابة مع خادمتها يرافقها حرس الملك نظرت نظرتها الأخيرة لتقول
-ربما فقدت سلطاني وجبروتي لكني سأعود وفي عودتي أدعوا الله أن يكون في عونكم..
ركبت المحفة ذاهبة لتقضي حياتها كراهبة متأملة من إبنها ولي العهد ألذي قطع لها وعدا من نظراته وهو يودعها بإعادتها عاجلا وليس آجلاً..
-مولاي لو أمرت بقتلها ﻷستراحت والدتي في قبرها الآن..وأيضاً من أين حصلتم على كل هذه الدلائل..أيعقل..
فكرت وهي تنظر لوالدها لتأتي ضنونها في محلها ..قامت من مكانها غير مصدقة ماتراه..
-سيدة يوان...
دخلت من الباب معانقة الأميرة بلهفة ...
-مولاتي..كبرتي وأصبحتي جميلة تكاد عيناي لاتصدق..
مسحت دموعها الفائضة وبادلتها الأميرة ببكاء لاتستطيع كبحه
-بحثتي عنك كثيراً..أين كنتي ..
قاطعهما الملك يريد تركهما بمفردهما-سونغ هي..لقد منحت شو فرصة لتتغير فيها كل شخص مثلها يمتلك ذرة من الخير إن أخرجناها وبينا له أعماله لربما سيدرك خطأه ويتوب وهذا ما آمله في شو رغم فضاعتها ووحشيتها بينا لها كم نحن رحيمين مثلها وغيرها نشفق عليهم لأنهم لايملكون مانملك ..تفهمي قولي وفعلي وأعتبري منها...
سونغ هي-سأحفظ نصيحتك..جلالتك..
جلستا تتحدثان عن الماضي لتكشف الألغاز
يوان - والدتك وأنا وضعنا هدفا لوجودنا في القصر وهو إلاطاحة بشو نهائياً..حققنا في كل ماتقوم به من أعمال مريبة..كنت أول من أكتشف علاقتها بحارسها الشخصي ..سيدتي هي من أكتشفت قيامها بإستقطاع الأراضي عن طريق وزير في القصر أخلص لسيدتي وحصلنا على سجل اسماء الوزراء الفاسدين المتعاملين معهامحاولة تسميم ولي العهد كشفتها عن طريق تحقيقي مع باعة السم وفي النهاية توصلت للبائع آلذي باع السم لخادمة الملكة رشوته وأعترف..
-سونغ هي كل هذا فعلتموه ولم تخبروا الملك!!!
يوان-لم تكن والدتك تريد إثارة البلبلة في القصر لذا قررت بعد أن تضع مولودها إخبار جلالته مع إننا جزمنا بعدم نجاح الأمر نظرا للقوة ألتي تسندها مع ذلك آملنا خيرا ولسوء الحظ سبقتنا هي في تحطيمنا وفضلت والدتك الصمت بعدما أدركت الخطر الذي سيهدد الملك حتى مجئ الوقت وتوفر الحظ الجيد لجانبنا ..هناك خبر سار لك..
سونغ هي-هل هناك من سيسعدني ويسرني أكثر من هزيمة شو يوان-خالتك هي ملكة غوغوريو..
أنتفضت سونغ هي مصدومة-هاا..تمزحين..لدي خالة وملكة أيضاً كيف..كيف عرفتي
يوان-ﻷني كنت برفقتها هناك بأمر من سيدتي يون ستزورك يوماً ما وتخبرك قصتها ووالدتك معا..
تم إعدام كل المتواطئين مع ملكة شو جميعاً حتى لايبقى لها أمل في التعامل معهم..جردت ثلاث محظيات من مناصبهم لمشاركتهم شو في أفعالها وتم تبرئة أسم يون من التهمة الملفقة لها وخضع من في القصر لسونغ هي معتذرين لما فعلوه بها خائفين متوسلين على حياتهم وأشرق القصر بنور جديد.
مملكة غوغوريو..
أستلمت أون سون مهمتها الجديدة كحارسة شخصية لولي العهد تاي جو وبطلب منها تولى وونغ مهتمه أيضاً كمدرب برتبة لكفائته وقدرته العالية ألتي تغلب فيها على أقرانه..خلال هذين اليومين لم تجد شيئاً يثيرها في ولي العهد بل كرهها له يزداد بالثواني ومرافقتها له ماهي إلا وسيلة تتوصل فيها لمبتغاها.
-جائني جوونغ ليلاً يحمل خبرا مفاجئاً؟
بعيداً عن الأعين وقفا يتبادلان المعلومات في نهاية القصر قرب بئر
أون سون-وجدوا أهل القرية؟!
وونغ-للأسف لا..أخبرني إن أميرا ما تعاون مع المتمردين وهو من يقودهم الآن للإصلاح..
أشرق وجهها نورا وزخر قلبها بالأمل والتفاؤل..
-من هو الأمير هل قال اسمه؟
وونغ بيأس-كلا للأسف لم يعرف إسمه تحفظوا جدا ﻹشهار إسمه
أون سون- إذاً كل ماعلينا فعله هو معرفة إسمه لنمد له القوة وننظم إليه..
مهجع الامير تشونغ..
حمل خادمه خبرا طازجا ألتقطته أذناه بينما كان يتجول في أنحاء القصر ورماه لسيده ..
أمير تشونغ-من كلامك هذا ..فأون جو عضو في جماعة المتمردين إنصرف
بإنصرافه سأله حارسه الشخصي
-مولاي..ماذا ستفعل؟
قال بعد تفكير خبيث-أون جو تبحث عن الإصلاح أدرك سبب قدومها للقصر ويفسر أيضاً لما قبلت بأن تكون تابعة لي بعدما أغويتها بكلامي وهذا أيضاً دليل ﻷقضي به على داي جو نهائياً وأبعدها عنه فبقواها وقوة المتمردين لن أستطيع هزيمته..
الحارس-ولاتنسى يا مولاي على يد اون جو سنبيد المتمردين عن بكرة أبيهم
قهقه بخبث-تلك الفتاة ليست بالذكاء آلذي تمنيته لا تدري بأنها ترمي بنفسها إلى الجحيم سأكسبها لجانبي وأدعها تقتل داي جو فلتحضرها لي..
ماهي إلا دقائق ولبثت عنده ..
-سمعت في الآونة الأخيرة إنك لم تكوني بخير؟
أون سون ورأسها للأسفل-نعم لكن صحتي تحسنت شكراً لقلقك علي مولاي..
أمير تشونغ بنظرة وكلام متملق-فتاة مثلك لايجدر بها أن تمرض إن مرضتي فبمن نستعين لدحر الاعداء
أون سون-لن أمرض مجدداً مولاي
-كيف هو العمل مع ولي العهد ؟
-لابأس به أحاول بكل قوتي تنفيذ طلباته
-أحسنتي..أون جو ساعديني على حماية العرش
-إن كان من سيصعد العرش ملكا قوياً فسأقدم نفسي قربانا له
فهم مغزاها وتابع -أعلم ماتقصدين..ولي العهد أنا من ربيته وأنا الوصي عليه ينفذ كل طلباتي وبإرشادي ونصحي له سيكون ملكا قوياً تنشد له الممالك أجمع ..أنا حالياً أستعين بالمتمردين لجانبي
رفعت رأسها تنظر إليه -متمردين!!!
-نعم إنهم يسعون للإصلاح كما أسعى أنا توحدت معهم للقضاء على المفسدين وحماية العرش من أي شرذمة تريد الاستيلاء عليه
وأخيراً عناء البحث عن الأمير قائد المتمردين لن تتكبده فها هو الآن بلحمه وشحمه ماثل أمامها المتمردين لن يتعاملوا مع شخص قذر فاسد إلا إذا كان صالحاً هدفه كهدفهم بهذه الفكرة سقطت في فخه مجدداً وتعهدت له بالولاء لكنها لم تبين شيئاً له عن حقيقتها وعلاقتها بهم تحسباً وللحيطة فتصنعت الخوف
-مولاي هل أنت واثق مما تفعله ماأن يعلم جلالته سيضنك تريد العرش منه..
-لاداعي للخوف سأكشف كل شئ عما قريب..ومنصبي يكيفيني أن أكون ملكا من بعد أخي هذا شئ لن أجرأ حتى بالحلم فيه
تنهد -آه شخص ما يزعجني ويعيق مساعيي إن طلبت منك التخلص منه فهل ستفعلين؟
هذه المرة بدت جادة متحمسة-كل من يجرؤ على إعاقة هدفنا في إصلاح مملكتنا فسأبيده بيدي هاتين..فقط أخبرني
-إنه أمير داي جو ..وركز النظر لوجهها يلمح ردة فعلها..خف حماسها لسماع إسمه وتخوفت -أمير داي جو مابه؟
-لاتستمعي لكل مايقوله لك فهو أفعى سامة لطالما أضهر رغبته علنا أمام الملك بالعرش بدلاً عن ولي العهد وفي كل مرة أناقش فيها الملك بمايعود بالنفع لبلادنا يعارضني أخشاه فهو لايستهان به إن صعد للعرش فسيقضى علينا وستتدهور مملكتنا وأنا عندها سأقتل نفسي لعدم تقديم قوتي لارضي وشعبي..فخذي حذرك
"كلاهما يحذرني من الآخر..أمير تشونغ يقود المتمردين لحماية المملكة وجعل ذلك ألاحمق تاي جو لعبة بين يديه يوجهه كيفما يشاء هذا يعني إنه لايريد العرش بعكس أمير داي جو هل ياتراني أخترت الطريق المستقيم فكلام أمير تشونغ يثيرني حقاً أرى نفسي فيه وكم هو خائف على مملكتنا آه ليت والدي معي يوجههني وداي جو هذا سأتقرب منه ﻷكشف مدى سوءه عندها سأقتله إن كان كما قال تشونغ "
فكرت وهي تمشي حتى أعترض طريقها صوته وهو يبتسم
-أنتي مستعدة للمهرجان سيبدأ ..
أنتصبت واقفة تنحني له -قطعت وعدا وسأوفيه سموك
"أريد أن أرى منك مايثير الريبة آليوم إن فعلت عكس ماقاله أمير تشونغ فسأقر بإستعجالي في الحكم عليك وأعيد النظر بمايجري أتمنى أن لايتحقق شئ مما أتمناه وأضطر لقتلك لااعلم ولكن قلبي يخبرني الآن بعدم الاستعجال"
داي جو-تعالي معي إذاً..
سحبها من معصمها وتوجه بها إلى حيث لاتعلم ..وفي وقتها خرج أمير تشونغ وحارسه -هل تضنها سموك أقتنعت بما قلناه؟فها هي تمشي معه
تشونغ-دعها إن ضهر منها مالا أحسب له فسأقتلهما معا
تقدم إليه حارس آخر-مولاي..أفراد من الشعب بدأو تحركاتهم قريبا سنرى ثورة...
أنفرجت عنه إبتسامة بشعة -عظيم..أنشر إلاشاعات بأن الملك صحته تتدهور وولي العهد غارق في الملذات ولم يتبقى سواي أخبرهم أني ساعدت الفقراء وسأكلم الملك بمنع الضرائب ..
"عندما يثور سأثور معهم ضد أخي وأجعلهم يقبلون بي ملكا حتى لو أضططرت لقطع أعناقهم فالعرش عرشي والأرض أرضي"
أخذت أون سون بدون حتى معرفة الوجهة إلى غرفة في القصر وثلاث خادمات وقفن أمامها منحنيات على وشك تنفيذ أوامر الأمير ..
أون سون-ماذا يحدث مولاي..
تجنب الرد عليها وقال للخادمات-خذوها ماذا تنتظرن..
سحبتها الخادمات وقلبها يتراقص خوفاً حتى إنها سحبت جزءا سيفها للدفاع عن نفسها إن كان ينوي سوءاً..أدخلتها الخادمات وخلعن ملابسها رغما عنها وهي تترجاهم تحاول التملص حتى خرجت مرتدية "الهانبوك"الزي التقليدي بألوان براقة متناسقة رفع شعرها بالكامل وزين بالدبابيس ومساحيق تجميل خفيفة ليبرز مضهرها الأنثوي آلذي حرمت نفسها منه وحملت نفسها الرقيقة عبئاً لن تتخلص منه إلا بالوصول لمناها ومبتغاها.
أشاح بوجهه عنها ليخفي مايعتمل صدره من إنفعالات وجدانية لرؤيته بهذا الجمال المبهر تنحنح عاقدا يديه خلف ضهره
-هيا لنذهب..سيري ورائي ..
رفضت المشي -مولاي لن أمشي بهذا الشكل ..
-ماهذا الهراء تستنكفين الضهور بشكل أنثوي أنتي حقاً إمرأة غريبة لاتتفوهي بالغباء الوعد هو الوعد..
-لكنك لم تخبرني بهذا..رباه..لا أشعر بالراحة ..
-أصمتي ولاتفضحينا ..هيا لنذهب قبل أن يدركنا الوقت
أنتبهت لشكله الجديد -مولاي شعرك منسدل هذه المرة
مرر أصابعه بين خصيلات شعره قائلاً -لطالما كنت أسدل شعري أنتي عمياء
-هاا..هذه المرة أسدلته كله..
-لنذهب
إستجابت ﻷمره مكرهة تتعثر في مشيتها بسبب الثوب المقيد لحركتها والأمير يضحك ويسخر منها وفي سرها تلعنه ..عند البوابة لقيهم وونغ وقف لتقديم إحترامه للأمير..لم تلمح عيناه مرافقة الامير وحتى رفع رأسه أقشعر بدنه ووجهه تقلب لعدة ألوان -أخ...تي..
أون سون-أحم لاتبالغ برد فعلك وونغ..
-إلى أين أنتي ذاهبة؟
أجاب عنها الأمير -لاتقلق مشوار صغير ثم نعود إطمأن..
-أها..سيفك معك؟
طبطبت على ساقها اليسرى بحركة عفوية -طبعاً أنا لا أستغني عنه..
مد الأمير يده بإشارة ﻹعطائه سيفها -لاتفسدي الأمر لاحاجة لنا بالسيف هذا آليوم..
ضمت حاجبيها غاضبة من وونغ وهمهمت لنفسها كلمات لم يفهماها أخرجت سيفها من تحت ثيابها السفلية وناولته لوونغ وهمت خارج القصر..أعترى وونغ الشك والخوف من حدوث شئ لها فتبعهم سرا.
أبتدأ المهرجان في الأسواق عالم لم تشهده أون سون في حياتها فأنطلقت كالفراشة متناسية همومها وأمانيها المتكدسة تنتظر لحظتها لتشرق تشرب قلبها السعادة في لحظات ربما لن تتكرر لها.أعادت النظر في أحكامها بدأت أفكارها تتزاحم أوليس هذا الامير من يريد إغتصاب عرش أخيه أوليس هو من يتعارض مع أفكار عمه في بناء المملكة أوليس هو أفعى سامة متغطرسة كما قال عمه الامير تشونغ فما باله الآن يضهر العكس في تصرفاته الطيبة العفوية الدالة على شخصه مع أناس فقراء يتسامر يضحك معهم ويساعدهم أمامها..توصلت لنتيجة تريح بها نفسها وضميرها
"كلا ألاميرين صالحان هدفهما واحد إلا إنهما يتبعان طرق مختلفة للحصول على مبتغاهم وكلاهما قويان بشخصيتهما مملكتنا ستزدهر إن وحدا قواهما فالأرض ستخضر ويعم الخير علينا نادمة ﻷني أستجعلت بالحكم عليه..سأعمل على توحيد قواهما ﻷجل الخير"هذا ماضنته وشعرت به غير إن الحقائق قد عميت عليها والمنطق ماعاد يأتي على شفاهها وسمم عقلها لتقود روحها للهلاك فاسحة المجال للعدو الأكبر الدوس عليها واستغلالها.رزء القمر في آلسماء وأنعكس نوره على سطح بحيرة وقفا جوارها داي جو-هل إستمعتي؟
أون سون-نعم..
داي جو-أراهن أنها أول مرة لكي تحظين بهذه المتعة..
أون سون-نعم..
إكتفى من إجابتها المختصرة فدار برأسه ليمعن النظر في وجهها المشع نورا ناظرة للقمر يجوب عقلها معالم أخرى لاتولي مايقوله إهتماماً حركت رأسها لتقول شيئاً وأتسعت عيناها لرؤية وجهه قريباً منها تيبست في مكانها توردت وجنتاها وهو يبعد خصلة مرمية على جبينها وبحلق بها مطولاً تقرب أكثر منها لتشعر بنبضات قلبه ليقطع جوهم الشاعري صوت أحدهم..
-وااا...أنظروا من لقد سقطت بأيدينا ياهذا...
حولا نظرهم ناحية الرجل الماسك رمحا بيده ..أخذ يصفر وعلى إثره جمع من الرجال طوقوا المكان..
أون سون-من..من هؤلاء...
شبك يدها وسحبها خلفه -إبقي وراءي هؤلاء قطاع طرق تعاملت معهم فيما سبق
أون سون-تقصد ضربتهم...
داي جو-شئ كهذا..يريدون الإنتقام مني ..حقاً جئتم في وقت غير ملائم..
الرجل -هذه فرصة ذهبية لن تصادفنا أقضوا عليه
أون سون بتذمر -لو سمحت لي بأخذ سيفي..كيف سأقاتلهم الآن
داي جو-سؤال سخيف إستعملي قواك البدنية..
وتقاتلوا المكان مطوق ولافرصة لهم بالفرار..شخص جاء من العدم طائرا أحتل المعركة وضرب أربع رجال دفعة واحدة..رمى بسيف ﻷون سون ليسقط لثامه وإذا به وونغ..بثلاث قوى مجتمعات جعلوهم ينقلبوا على أعقابهم خاسئين..
داي جو-لنغادر فوراً قبل مجيئهم مجدداً.. إستأجروا أحصنة ليرجعوا بها للقصر..
وونغ -أنتي بخير؟
أون سون-نعم..شكراً لك جئت في وقتك..
داي جو-كنت تراقبنا أليس كذلك؟
وونغ-أعذرني لكني أخشى على أختي..
داي جو-أخ مخلص...
أون سون -لم يعرفوا بك أمير..
داي جو-نعم..قبل شهر أمسكتهم وأتباعي يقومون بتجارة ملح غير قانونية قاتلناهم وأخذنا الملح نبيعه في الأسواق
شكوكها به بدأت تخف وفي أعماقها لاحت لها فكرة فكرت بها مسبقاً بتحالف ألاميران معا ..مملكة مزدهرة وشعب آمن مطمأن.
ليلتهم لم تنتهي بمسير الثلاثة نحو مهاجعهم أعترض طريقهم ولي العهد -داي جو..كنت في المهرجان هذا واضح
داي جو-نعم..سموك..
أمال برأسه ليرى من الفتاة-من هذه ..
أون سون-إنها أنا ..أون جو سموك..
فتح فمه غير مصدق -أون..جو ياللروعة ..تبدين أنثى وجميلة ..
وضع يده على معصمها -تعالي معي..
وضع داي جو هو الاخر يده على معصم يدها الأخرى يمنعها من الذهاب-إلى أين..
أعتصر وونغ قبضة يده غير موافق على مايحدث أراد التحرك هو ألاخر ليخرجها من هذا النزاع آلذي لا طعم له فتمالك نفسه لكي لايظهر أمامها كأنه يريد قطعة منها كما يفعلون أجمع مستغلينها حررت يديها منهما منحنية معتذرة لداي جو لتتبع ولي العهد فبصفتها حارسته عليها تنفيذ الأوامر..
-صبي لي الشراب وأشربي معي..
صبت له الشراب وأمتنعت عن الشرب..
-لما لاتشربين ؟أنتي بعهدة ولي العهد
أون سون-أعذرني سموك ..الشرب مضر بصحتي إن تضررت فمن سيحميك"اللعنة عليك ..أنا اتذلل لشخص مثله لولا وصية امير تشونغ عليك لرفضت منصبي هذا وآثرت التمرغل بالوحل مع المتدربين عليك"
تاي جو-محقة..أمنعك من مرافقة أخي إن لم تفعلي ماآمرك به فسأقتلك
أون سون-هاا..لماذا
تاي جو-إنه أمر..مرافقة الخائنين تعتبر خيانة عظمى
أون سون"خائن..أي هراء هذا..عندما أخذت عن داي جو إنطباعا جديدا مخالفا لتشونغ يأتي هذا ويزرع بي بذور الشك من جديد"
-حاضر مولاي..سأنفذ أمرك
-أرقصي لي فأنا بمزاج جيد الليلة..
لاذت بالصمت تفكر"ارقص له..هزلت هل يضنني راقصة أو إحدى عاهراته..رباه ماهذا الموقف الذي أنا فيه.."
-لا أعرف الرقص..سموك..
وضع كأسه جانباً وقام من مكانه متقربا منها..-سأعلمك قومي..
ناشدته مترجية-مولاي..إن هذا حقاً لا يليق بمكانتك..
سحبها من مكانها بقوة غاضباً - هذا ماينقصني لم يتبقى سواك ليعلمني مكانتي..
-لم..لم أقصد شئ سموك..
-هل يعجبك داي جو..تكلمي ..إن طلب منك أن ترقصي له فهل ستفعلين...
أستجمعت شجاعتها لتقول - مولاي لست براقصة ولا بعاهرة أنا فتاة مقاتلة حارستك الشخصية أنفذ أوامرك أجمع..إلا هذا فهو ليس من إختصاصي..تفهم ذلك..
ضغط على معصمها بقوة -سأعلمك أن تكوني مثلهن وأجعلك ملكي ..
أفلتت يدها بالقوة منه ليتعثر ويسقط أرضاً وخرجت من الغرفة مقترفة إثما تعرف جيدا أنها لن تخرج به من القصر سالمة..
في الليلة ذاتها أجتمع الملك بالوزراء والامراء والاتباع ليفصح لهم عن قراره بالتحالف مع مملكة شيلا وقوبل بالاقبال عليه والموافقة حتى من قبل أمير تشونغ الضامر نوايا شخصية"أخي أنت تسهل الطريق لي .ماأن أصبح ملكا شيلا والممالك الأخرى ستكون تحت رحمتي سأبني إمبراطوريتي والشكر لك"
بقي في القاعة الملك والملكة وأمير تشونغ ليغادر ولي العهد ثائرا على قرار تزويجه..
الملك-الملكة سوبين ستزور شيلا لاختيار أميرة تكون زوجة لولي العهد وأطلب منك إمدادها بأتباعك المخلصين ومع أتباعي وحرسي لن يتجرأ أحد على إعتراض طريقها في سفرها...
-لاتقلق سموك..لدي من هو مناسب لهذه المهمة وهي تابعة مخلصة تدعى أون جو ...
مهجع الامير داي جو ...
أجتمع بسرعة مع أتباعه للتخطيط بماسيفعله..
-موت عمي قريب جداً ..هذه الصلحة هي من ستمحيه من الوجود
يتبع..
الفصل الخامس عشر من رواية
صراع الأفاعي..
تأليف #Daisy
ربما ستجدون بعض الأشياء المعقدة في هذا الجزء أرجو قراءتها بتمعن
مملكة غوغوريو..
خرجت من القاعة الملكية ضائقة الصدر بعد تحميلها مهمة لا تدري هل تفرح بها أم تحزن ..هل تفرح لزواج ولي العهد ألذي عسى ولعل أن يتغير به وتخمد ثورة سيفها المشتهي سفك دمه أم تحزن ﻷن رحلتها هذه ربما لن تعود فيها حية وتندثر جهودها.دب في جوفها مخاوف ووساوس لكن بذرت في أرض مخاوفها بذور الأمل.أتخذت لها مكانا هادئاً نهاية القصر تتدرب فيه وتعيد ترتيب أفكارها..تارة تصوب بسيفها نحو الأعلى وتارة تخفضه وفي كل ضربة في الهواء تهاجمها الأفكار"سأعود سالمة لن أدع الموت يأخذني إلا بعد إكمال مهمتي..ماإن أعود سأطلب من أمير داي جو مساعدتي في البحث عن أهلي في مقابل ولائي له لن أدع أحد يؤثر على عقلي من بعد الآن لو كان أميرا سيئاً لما وقفت خلفه قبائل"...."التي ساعدت الملك السابق في القضاء على من هددوا المملكة إنهم معروفون بتقديم ولائهم وإخلاصهم للاقوى لمن هدفه كهدفهم..بالمعلومات التي جمعها لي وونغ ومما رأيته فيه سأثق به..سأكشف عن هويتي للامير تشونغ ولداي جو سنوحد قوانا جميعاً ونعمل معا..نعم سأبدأ تحركاتي ﻷنني تأخرت سأدعمهما بكل ما أوتيت من قوة لنعمل على فضح الفاسدين أمام الملك وقتلهم ونحفظ مملكتنا من الإنهيار هذا ماخلقت لأجله ولن أعيش أبداً حياة عادية"
حركت سيفها بطريقة خاطفة ليصد حركتها شخص قائلاً محذراً بأدب-إحذري أن تقطعي رأس أحدهم بحركتك هذه..
أنزلت سيفها ووقفت بإستقامة تنحني -سمو الأمير داي جو أعطيتني نصائح كثيرة ..شكراً لك..
داي جو - نصيحة أخرى لاتفكري وأنتي تتدربي أعتبري نفسك في معركة لاتدرين ربما سيباغتك العدو ويقتلك في لحظة تفكيرك..
أون سون-صحيح..هل كنت تراقبني؟
داي جو-شئ كهذا..مستعدة لخوض نزال معي هذه المرة سأغلبك
تذكرت شيئاً حدث الليلة السابقة-سمو ولي العهد منعني من مرافقتك سيقتلني إن رآني معك ..
أخفض رأسه يمسح سيفه براحة يده قائلاً بفضول
-لماذا يمنعك ؟
أون سون محاولة إستدراجه-قال بأنك خائن..
توقف عن مسح سيفه يفكر "تعتبرني خائن إذاً أخي..عمي غيرك بالفعل..تمشي وراءه جاهلاً إنه يستغلك كما يفعل مع أون جو لاتدريان أنكما تحفران قبركما بيديكما حقاً أشفق عليكما..إن لم أستطع إنقاذ كليكما فسأنقذ أحدكما .. قتل أناس مخلصين لم أستطع ولا أي أحد حتى الملك من إيقافه لكني سأوقفه "
نظر لعينيها ببريق أجفلها -أون جو ..نصيحة أخيرة لك..سأضرب لك مثلاً سخيفا بعض الشئ..إن قالوا لك أن الشمس لونها أزرق هل تصدقين؟
أون سون-بالطبع لا أصدق الغبي فقط من يصدق..
داي جو-أحسنتي .. الحكمة من مثلي يا أون جو..لا تبني أحكامك على شخص مما تسمعينه ..إن قالوا لك إن شخصاً رأيته للمرة الأولى أنه وغد وشرير..هل هو كذلك حقاً؟بعض المظاهر تخدعنا ما يهمنا هو باطنه وأفعاله لماذا تغتابينه وربما يكون أفضل منك صدقي ماترينه منه أنتي وليس غيرك ..
فكرت بكلامه بدقة"إن مايقوله صحيح..لقد فقدت مبدأ كنت أشجع عليه وأستبدلته بسوء الضن بالآخرين..لم أرى منه إلا ألاشياء الجيدة مع ذلك خالفت مارأيت وصدقت ماسمعت..إذاً لماذا ولي العهد وأمير تشونغ يقولان عنه سوءاً..هناك شئ لم أدركه بعد"
رغم كل مامرت به معهم لازالت تجهل حقائق واضحة لها وضوح الشمس ..تحاول ربط الأشياء ببعضها للوصول لنتيجة والنتيجة تعارضها ليأكل عقلها الحيرة كأن شيئاً ما يمنع عنها نور الحقيقة
أخذت وضعية الهجوم وبرزت سيفها متجنبة تشعب الحديث بينهما
-المرة السابقة طلبت مني أن أكون تابعة لك ماذا تطلب الآن؟
داي جو-فكرة جيدة لم أفكر بها قبل طلبي نزالك..دعينا نتبارز الآن بعدها سنحدد ..
بدآ النزال وتبادلا الكلام ذات الوقت..
داي جو-أين دليلك عن عمي؟
أون سون-ألا أكفي أن أكون دليلاً..
داي جو-قصدك؟!
أون سون-ناقشت معه عدة أمور أفكاره تشبه أفكاري ليس بشخص سئ كما تقول..سمعت منك عنه أشياء حيرتني وما رأيته منه يخالف أقوالك ورأيت فيك مايخالف اقواله ..طبقت مثلك للتو عرفت..
داي جو -هذا يعني أنك تثقين بي؟..
أراد إطاحتها فتجنبته -شئ كهذا..عندما أعود من شيلا سأضع الامور في نصابها..ستتغير أشياء كثيرة..وستعرف كل شئ عني..
فاجأها بحركة لم تتوقعها ليسقطها مع سيفها..
-فزت عليكي..
إنتبه لما قالته توا-هل قلتي شيلا..ماذا ستفعلين هناك؟
مد يده ليرفعها من على الأرض ولم تأخذ بها ..نفضت التراب عنها
-سأرافق جلالة الملكة في رحلتها ﻹختيار عروس ولي العهد أنه أمر من سمو الأمير تشونغ..
شدد قبضته على السيف وأنفعل داخلياً "ستصعبين المهمة بذهابك معهم أخشى فشل مخططاتي..اللعنة عليك عمي..لما هي بالذات"هدأ من نفسه مستفسرا منها-متى ستغادرون؟
أعادت سيغها لخصرها -غدا..
تقدم نحوها يريد الذهاب -رحلة آمنة أحمي جلالتها جيداً وعودي سالمة..
-لم تطلب مني شئ فزت علي
-كما قلت أحمي جلالتها جيدا وعودي سالمة
تركها متوجها لمهجعه حيثُ أجتمع بأتباعه..أصطفوا ليتلقوا أوامره وهو جالس هيبته وهالته قيدتهم ..
-مهمتكم ستبدأ غدا..سنجعل من تمثيليتنا كأنها واقعية وهذا يعتمد على إدائكم وفطنتكم..إنها فرصتي الأخيرة للاطاحة بعمي لن أجد مثلها قبل أن يغدر بي سأغدر به..كما حاول الكيد لي قبلا ولم يفلح سأكيد له آليوم وسأفلح..أخبرت قائد الحرس الملكي آلذي سيرافق جلالتها بخطتنا ووضحت له ماسيحدث..سأخبركم التفاصيل الآن..سترتدون زي القتلة المستأجرين كالقتلة المستأجرين من قبل عمي ودروعا تحتها تجنباً موتكم ربما ستتعرضون لجراح وستشفون منها..عندما يعود موكب الملكة من شيلا أعترضوا طريقهم وأبتدإوا معركتكم مع قائد الحرس وأتباعه سيميزكم من خلال دخان ستتطلقونه وهنا ستبدأ المعركة أقتلوا الأميرة من ستتزوج ولي العهد وتجنبوا أذية جلالتها مجموعة منكم ستدعي الموت وبقيتكم سيهرب من يبقى ميتا سأوصيه بهذه الرسالة..
أخذها من على الطاولة ومررها لأحدهم -هذه الرسالة تحمل ختم عمي فيها أوامره بقتل الأميرة آذنا لقتلته بتولي المهمة قائد الحرس سيجدها عندك وبمجرد تسليمها لجلالة الملك سيتهم عمي بالخيانة ويقضى عليه..والحرب بيننا وبين شيلا ستبدأ لننتصر عليها ونمحي إسمها من على الوجود
"وعندها يا أخي ستخلع من منصبك ولن يتبقى سواي ﻷحكم مملكتي ﻷعيد النور إليها ﻷنقذ شعبنا البائس وأحقق السلام فبوجودك ووجود أمثال عمي لن نرى النور مطلقاً فأعذرني ﻷنني سأتخلى عنك"
رغبته في الحرب مع شيلا والاستيلاء عليها تماثل رغبة عمه..أخفى في آلماضي آرائه الشخصية والسياسية فيما يخص شيلا موافقاً والده بشأن الصلحة متجنبا تماثل رغباته مع عمه،فموقعه لايسمح له التدخل بشوؤن الملك والسياسيين الكبار في المملكة ممن يديرونها.أتخذا من صمته هذا سلاحاً يقضي به على عمه يوماً لمعرفته بمعارضته الصلحة مع شيلا ،وحين تتفتح للملك الأسباب وتسهل الطرق للصلحة سيتحرك لهدر الدماء..جاسوسه آلذي زرعه بين أتباع عمه بين له رغبة عمه بعدم معارضة الملك وإنه مستعد للصلحة متخليا عن رأيه السابق مما جعل الأمير داي جو يبدأ خطته المدفونة سنوات طوال..وهو تقديم دليل مزيف للملك عن أمير تشونغ يطيح بعمه به..جاسوسه سرق ختم تشونغ وكتب داي جو رسالة تماثل خط عمه فيها ختمه الشخصي آمرا قتلة بقتل أميرة شيلا.
دخل عليه الأمير يونغ هو وجلس أمامه
-أفراد من الشعب حانقين على جلالته مطالبين تنحية ولي العهد وتتويج عمنا عوضا عنه..
داي جو-من أين عرفت هذا؟
يونغ هو-تمشيت في الخارج وأندسيت بين الشعب أستمع ﻵرائه
تنفس عميقاً ثم صمت يريح حنجرته بينما الأمير داي جو يفكر بكلامه .توصل لنتيجة فقال
-علما يبدوا بدأ يتبع إستراتيجية جديدة وهي الإستعانة بالشعب كم هو داهية..
يونغ هو-نعم..قام بإغوائهم وطرح وعود كاذبة لايدركون ماسيفعله بهم لايدرون إن الضرائب ألتي يدفعونها هي من فعلته إن حدثت ثورة فسيستجيب جلالته..
داي جو-الشعب أو بدونه سيحصل على مراده بشتى الطرق إنهم مأخوذون به كما تفعل أون جو..
يونغ هو-إذا علينا التعجيل بموته ..إنه مستولي على كل شئ الجيش يقف لجواره ناهيك عن قبائل"•••••"تمده بالقوة ..صعوده للعرش ليس بعيداً وسنكون تحت رحمته..
قال بنبرة الواثق-لا تقلق سيقع في مكيدتي عن قريب ..الخيانة وحدها تكفي لمحيه من الوجود نهائياً...
يونغ هو-غريب موافقته على الصلحة ضننته سيعارض كما يفعل دائماً..أتراه يخطط لشئ
داي جو-أخبرني جاسوسي إنه مرحب بالصلحة كثيراً ولا ينوي إفسادها وإلا لما كنت سأخاطر الان بإيقاعه..أدعو فقط أن يرافقنا الحظ الجيد في مهمتنا..
يونغ هو-أخي أنت أملنا الوحيد..جلالته مريض لكنه يدعي القوة تاي جو ليس مؤهلاً للحكم وإن حكم فعمي سيستغله ويحكم عنه
صب له شاي وأكمل..
-خمس وزراء سيقدمون عريضة لجلالته يعترضون فيها على حكم تاي جو ويطالبون بتتويجك..
أستغرب داي جو ماقال فلم يرده أي من هذا..وقال بعصبية
-من أين تأتي بكل هذه الأخبار..ألا يعلمون أنهم حين تقديمهم العريضة فعمي سيقف لهم بالمرصاد ..سيلقون حتفهم لا محالة
وضع يونغ هو فنجان الشاي وقال مريحا أخيه
-لاتقلق كثيراً رجالي وأنا من سيحميهم..إن غير الملك رأيه فسيتوجك ..
نهض يريد الذهاب وبشارة أمل نضبت في وجهه
-إن مات عمنا ولم تتوج أنت فثق بأنك يوماً ستصبح ملكنا وملكا عظيماً تفخر الأجيال به..
عند أون سون و وونغ ..جلسا في مكان التدريب وحدهما
وونغ بإصرار-دعيني أذهب معك..أنا أرجوك
أون سون بإنفعال-قلت لك لا..ستبقى هنا تجمع الأخبار لي من جوونغ..إنه أمر فلا تصر أكثر..
كتم زمجرة أرادت أن تمرق من بين أسنانه بقوة وأومأ برأسه مطيعا عارفا رغبتها في حمايته من ما سيصادفها..رأسه يؤلمه لكثر التفكير فيما يود الإعتراف لها به..لاوقت متوفر له للبوح عن مشاعره..وخوفه الأكبر من رفضه..فأستعد الآن لتحرير مشاعره المدفونة بطريقة غير مباشرة ليستعلم منها نظرتها في الحب
-سيدتي..هل سبق وأن أحببتي شخصاً؟
توقفت عن ربط شريط شعرها المفكوك ونظرت إليه بشئ من الغرابة والإستفسار
-ماهذا السؤال المفاجئ..
وونغ بحرج -لاتردي..تجاوزت الحدود..
أحكمت شد الشريط ..أسبلت يداها على فخذيها وقالت -قلبي لم يخلق للحب..لايعرف طريق مسمى الحب..سمعت عنه قصصاً لم تستهويني..إنه لشئ جميل أن تحب وترتبط لكن لا أريد لنفسي هذا الشعور..كرست حياتي لهدف ولا أريد لشئ أن يعترضني إن أحببت فسأحب بقوة ﻷني أتعلق بالأشخاص بسرعة..وهذا سيعيقني عن مساعيي وربما سأعرض من أحب للخطر..
لم يعجبه ماتقول وعارض فكرتها بنفسه وأمله الصغير قد ضاع فقال بنبرة حزينة لم يستطع كتمانها متجنبا النظر في وجهها كي لا تلمح تقلبات وجهه..آخذا راحته في حديثه فهي أعطته حرية التحدث معها
-ألا تشعرين بشئ ناحيتي أو الأمير داي جو عندما تكونين معنا؟
قامت تقول كأنها شعرت بمشاعره ومشاعر الأمير داي جو ناحيتها وخاصةً حركته ألتي قام بها عند البحيرة تلك الليلة
-وونغ..أعرف بأني قاسية القلب..أنا محطمة قلوب الرجال..لست الوحيد والأمير من وقعا بحبي هناك ثلاث غيركم..لن أخفي عليك هويتهم..تاجر شاب تعاملت معه عندما توليت زعامة القرية ..رجل نبيل ساعدنا في تحرير العبيد وآخر شخص هو جوونغ كل هؤلاء رفضتهم..حطمت قلوبهم..لم أدفعهم لحبي ..هكذا خلقت وهكذا سأموت ..لو خلقت بقلب رقيق كقلوب النساء لما بخلت عليك بحبي
نهض بدوره جاثيا -سيدتي..إعذري وقاحتي وعودي سالمة لارضك فهي تحتاجك..قلبك ملكك فأفعلي ماتشائين
ضغطت على كتفه الأيمن -سأعود وأشياء كثيرة ستحدث لن أبقى في منصبي هذا سأشغل منصباً أكبر في القصر وسأحتاجك..إبقى حيا
مشت بضع خطوات ثم وقفت لاتنظر إليه
-وونغ ..
رفع رأسه ينظر لضهرها
أون سون-ربما في حياة أخرى سأحبك فأنت شخص رائع..
بهذه الكلمات إستطب قلبه بعد جرحه ..وجد له هدفا في الحياة ..حماية من سكنت قلبه وتنفس الحياة بوجودها ،وإن لم يحصل على حبها فيكفي وجوده قربها .
مهجع الامير تشونغ..
-مولاي..جئت إليك بطلب ؟
لعب بلحيته ناظرا إليها بطرف عين ..خرج صوته المزلزل سائلاً
-إطلبي لن أرد لك شئ
أون سون-أسأت لولي العهد بشئ وهو غاضب ولا أجرؤ على مقابلته..أضنه سيعاقبني لذا أرجوك مولاي أعفيني من مهمتي..
ضحك قليلاً بعدها توقف ليقول-ولي العهد مشغول حالياً في التفكير بعروسه لا تقلقي لن يحدث لك شئ فأنا موجود..ومهمتك ربما ستتغير أحمي من سترافقينهم جيداً فالرحلة خطيرة..
أون سون-سأعيد ألجميع سالماً..كن بخير سموك..
خرجت تنوي تجهيز نفسها للرحلة فلمحت من بعيد إمرأة في هيئتها ومشيتها تشبه والدتها..من سيسكت ثورة جسد لرؤية من فرقتهم الحياة فجرت خلف المرأة لتأكدها إنها هي والدتها عبرت بوابة القصر وبينهما سوى مسافة قصيرة لتصل إليها لتشعر بيد قوية تستريح على كتفها وصوت ذكوري مرعب ينهرها..فأختفت والدتها من أمامها كالسراب ..
-تعالي ساعدينا في تجهيز الموكب بسرعة..
ضلت تحدق في الموقع آلذي أختفت فيه والدتها..أهي صورة وهمية من مخيلتها تجسدت على أرض الواقع لفرط إشتياقها لهم أم حقيقة نزلت على قلبها كالماء البارد لتغسله وتطمأنه أن من تشتاق إليهم على قيد الحياة..مادامت قد رأتها فبلا شك ليس وهم "أمي..نعم هي..لا أحلم..لم أفلح في إيقافك لكن في المرة القادمة سأوقفك وأعلم منك ماجرى..وجودك ينبأ عن إن ألجميع أحياء فقط إنتظري عودتي وكرري زيارتك أنا أرجوك"
آليوم التالي موعد خروج موكب الملكة سوبين..
إستعد الموكب للإنطلاق محفة ملكية بداخلها الملكة يجرها جمع من العبيد ضخام البنية وحاشيتها خلفها وعن يمينها وشمالها حرس أشداء أقوياء ومحفتان أخريتان بداخلهما مبعوثا الملك يحملان مرسوم الصلحة..بسبب مرض الملك لم يستطع الذهاب شخصيا للقاء ملك شيلا وعوضا عنه زوجته وحدها تكفي لبدأ عهد جديد..يتقدم الجمع قائد الحرس الملكي وجواره أون سون بملابسها العسكرية وحصانها الأسود مهيبة في تحركاتها حتى الملكة خشيت منها"تلك الفتاة تابعة لتشونغ أخشى قيامها بشئ يفسد علينا صلحتنا ..آه..تشونغ متى سأخلص منك "
كان ألاميران واقفان خارج البوابة لتوديعها مع سكان القصر ..
يونغ هو-حصل مالم نتوقعه..المبعوثان برفقة حراسهم أخشى حصول مجزرة وإنكشاف كل شئ..
داي جو-ﻷجل مملكتنا سأخاطر بكل شئ ..رجالنا أقوياء أذكياء سيقومون بمهمتهم على أكمل وجه..وقائد الحرس رجل موثوق به ضد عمنا لذا كل السبل متوفرة وسنضرب ضربتنا ونفوز..
يونغ هو-هل أعطيهم الأذن ؟
داي جو -نعم فليتبعوهم حالا..
عندما أختفت أون سون من أمامه مخاوفه بفقدانها تضاعفت وخوفه الأكبر منها قيامها بتخريب خططه
"أون جو..لاتفسدي علي ماأنتظرته سنوات طوال لاتجعليني أحقد عليك لااريده أن يحدث..إن فشلت خطتي فعمي والعرش خطوة"
مملكة شيلا...
عهد جديد شهده القصر..وتسلط الأميرة سونغ هي..أعطاها الملك الصلاحية بفعل ماتريد ومنها إغراق القصر بدماء خدم الملكة السابقة شو..إنتقمت إنتقاما جنونيا من كل أتباع الملكة ممن كانوا سبباً في تعاسة ألابرياء من وقعوا ضحيايا تحت أيديهم..لم يعد للرحمة والشفقة مكان في قلبها..تشبهت بأفعالها بعدوتها..أخضعت سكان القصر لرحمتها حتى إنها رشحت المحظية يون هوا من ساعدتها في القضاء على شو ملكة وبالفعل تم تتويجها ملكة شيلا الجديدة.وضعت والأميرة قوانين جديدة تخص الخدم لم ترحهم بل كانت أسوء من سابقتها وخشيهم الكل.ضربت بيد من حديد خافي عليها تشبهها بشو ليسري سم السلطة في جسدها لتتحول في يوم وليلة أفعى عملاقة ويكفي فقط فخرها أن خالتها ملكة وبدورها ستصبح ملكة غوغوريو..سيدة يوان رثت حال من ربتها لتقرر ماستقوم به بقية حياتها..دخلت غرفة الأميرة الجالسة تقرأ كتاب فنون السلطة..أغلقت كتابها وأستمعت لمربيتها
يوان-مولاتي..لقد شبت وماعاد لجسدي قدرة على خدمتك..جئت أخبرك أني سأعتكف للعبادة في معبد"..."وأقضي ماتبقى من حياتي في التأمل بعد ذهابك لغوغوريو..فأسمحي لي..
سونغ هي-أتفهم قرارك رغم أني حزينة لمفارقتك..لن أرغمك فلك الفضل العظيم فيما وصلنا إليه الآن لا أعلم كيف سأكافأك..
غطت يوان فمها بمنديل وكحت بعدها أردفت
-فعلت هذا تلبية لوصية المرحومة يون..هذا أقل شئ أفعله لفضلها علي..مكافأتك لي هي بقاءك حية وبصحة جيدة..
دنت سونغ هي منها وعانقتها ..ربتت على ضهرها بحنان..
-إسمحي بتقديم نصيحة لك..أحكمي بعدل تسلمي في حياتك أحكمي بتسلط ووحشية كما فعلت شو ستلعنين في حياتك أبدياً ولن تجدي الراحة..
رغم تغهمها للنصيحة إلا إن شيطانها يهمس لها العكس تسلطي وأحكمي العالم تعيشي ممجدة..وهاهو من يذق طعمها مرة واحدة يدمن عليها.. فالعطشان لا تكفيه شربة ماء واحدة.
وصلوا سالمين إلى غوغوريو لاعقبات ولا ضواهر كونية أعاقت رحلتهم..سكان القصر والملك بذاته وملكته الجديدة أستقبلوا الوافدين من بلاد بعيدة..أنحنوا لها كما أنحنت لهم وأون سون كحارسة مؤقتة لها تقف خلفها..
الملك-أهلاً بكِ في مملكتنا مالي لا أرى ملككم ؟
الملكة سوبين- الملك يقدم إحترامه وإجلاله لك رغب حقا في لقاءك لكن صحته ليست بجيدة فأرسلني والمبعوثان لبدء عهد جديد بيننا ملؤه السلام والازدهار..
أعجب بشخصيتها فلو لم تكن ذكية وذات خبرة سياسية لما عهد إليها زوجها مثل هذه المهمة ولم ينكر في نفسه عواطفه التي نضحت لرؤية سمات في وجهها تشبه حبيبته يون. بدأت مراسيم الاحتفال ترحيبا بها وبالصلحة وغنى الشعب ورقص آملين العيش الكريم.فضحت علاقتها بسونغ هي وأختيرت كزوجة وملكة مستقبلية لغوغوريو لم يتعجب الملك من إختيارها فيوان أفصحت له عن كل شئ ونشبت الغيرة قلوب الاميرات ليستسلمن لواقعهن.
في مكان آخر مقدس في معبد ما جلست إمرأة مرتدية ملابس الرهبان مقرعة رأسها حول عنقها تتدلى سبحة كبيرة في حالة تأمل بعيدة عن العالم. دخلت خادمتها تعلمها بمجئ شخص من القصر.ركعت محظية أبنها ولي العهد المرشحة بمنصب الملكة أمامها فتاة خبيثة متكبرة جمال جاسوستها بعد غيابها عن القصر
-مولاتي متى ستعودين انا وولي العهد بحاجتك سيخلع سموه من منصبه يوما فالامراء ثائرين لعدم عزله عن منصبه كونه أبن خائنة أعذري قولي
رفعت جفنيها ببطئ متنفسة بعمق.. قالت كأنها مخططة لإصلاح الامور -الملك أخطأ بعدم قتلي..سأعجل صعود أبني للعرش لأعود قالت الاخرى بذكاء -كيف ولم تعودي تملكين أتباعا كلهم أعدموا صحيح إن عشيرتي معك لكنها ليست بتلك القوة.. الامبراطور قد مات وأخوك أيضا وأخاك الاصغر فر بعد تفكك عشيرتك والإمبراطور الجديد لم يبلغ السن القانوني للحكم فمن سيساندك
إبتسامة فوز خطفت على ثغرها لتقول-من قال باني لا أمتلك أتباع لاتزال قوتي بأوجها ..سأقتل الملك وأنتي من سينفذ المهمة أرتجفت فقتل الملك جريمة عظمى -ماتقوليه مبالغ فيه كيف كيف لي فعلها بهذا سأقود نفسي للهلاك ..
-عزيزتي للقتل فنون.. ليس وكأني أطلب منكِ طعنه وهو نائم
أشرت لخادمتها بإحظار شئ تعرفه خادمتها مسبقا.. دقيقتان ووصل كيس من القماش محكوم الإغلاق ليد الملكة..مدت يدها وأعطته لمحظية إبنها..
-هذا سم بطئ القتل يدهور الاعصاب يدمر الاعضاء الداخلية ببطئ يشل حركة الجسد يجعل الموت ناتج عن مرض ضعيه في الدواء الذي يتناوله الملك الطبيب يو لايدري أحد أنه تابع مخلص لي تعاملي معه سأرسل أمري إليه أعتمد عليك ِ
أخفته في جيبها بحرص -إعتمدي علي.. هناك مشكلة أخرى سونغ هي ستصبح ملكة غوغوريو..
شو-وكأن هذا سيحصل تعتقدين أن وجودي هنا للتكفير عن أخطائي كلا بل لأعيد صقلهم من جديد.. صحيح بأني قاسية إلا إنني الان حزينة على موت أتباعي وأخواني..حطمتني تلك الحقيرة كليا وسأدمرها.. لن تصل لغوغوريو حية سأقتلها وستنشب الحرب إن مات الملك في ضل هذه الفترة صعود أبني مضمون
ضمت قبضة يديها وضربتها على الطاولة أمامها قائلة أمريكا على أسنانها بقوة - ماهو ملكي سيبقى ملكي..
نظرت إليها المحظية بعين الشفقة ساخرة بداخلها "نعم.. سأحصل على العرش بفضلك بعدها لن يكون لكِ أي وجود أو فائدة"
القصر..
منتصبة في وقتها أمام مهجع الاميرة من يراها يضنها تمثال وبجوارها يقف وانغ يو سألها ليكسر الجمود بينهما مع علمه بسؤاله الغبي
-أنتي حارسة الملكة ؟
ردت متجنبة النظر إليه -نعم..بشكل مؤقت فأنا حارسة لولي العهد..
لم يكتفي وسألها ما أربكها -كيف هو ولي العهد؟
بسؤاله هذا هل عليها الكذب بشأن شخصية ولي العهد وتضهر في الاخير ذات شخصية مخادعة حين ينكشف أمره أم عليها قول الحقيقة وتخريب علاقات المملكتين في كلتا الحالتين ستكون محررا أساسيا في التخريب.. أجابت بذكاء مدروس
-ستكتشف من هو حين تراه..
ثم ساد الصمت وأنشغلا في التفكير
وانغ يو"لو أنني ذو مكانة عالية لأخذتها لنفسي إجابتها لا تبشر بخير "
أون سون"وونغ كيف يبلي الان.. ليتني أخبرته عن رؤيتي بوالدتي ليترصد مجيئها مجددا ونعلم مكان الجميع.. كم هو محير إختفاءهم لكني حقاً سعيدة لرؤيتها"
عند الاميرة والملكة سوبين ..
سردت لها قصتها وإختها ..أخبرتها كيف عاشتا مع أمهما الفقيرة وحياة البؤس بعد وفاة والدهما.عملت كخادمة في القصر وعانت ما عانت من حياة الشقاء لتوفير لقمة عيش لإبنتيها دخلتا للقصر معها بعد بلوغهما وشهدن معاناتها ملتا وسخطتا على الحياة في القصر وخاصة بعد وفاتها فتوعدتا أن تصبحا ملكتين لتغيير القوانين القاسية المؤذية لمن يعيش في القصر.نجحت سوبين في كسب قلب الملك بينما يون لم تنافس أختها بل أحتفضت بفكرة دستها في عقلها إحدى الخادمات في الهرب إلى شيلا وتحقيق مبتغاها هناك.تحمست للفكرة وأعلمت سوبين بقرارها لتفارق أختها وضل سرهما في أنهما أختين مدفونا حتى آليوم كما أخبرتها أنها هي صاحبة الرداء المجهولة من كانت تزورهما في منفاهما.
سونغ هي بنبرة مقهورة-لما أخفت أمي حقيقتك عني ..لماذا لم تساعدينا
سوبين وقد أخذ الحزن موقعه في وجهها-قررت إخبارك عندما تبلغين..لطالما كانت متحفظة كتومة تحاول دائماً تحميل نفسها ذنوبا بغنى عنها حبا وحماية لمن تحبهم..
أضافت بعد فترة صمت إستعادت فيها قوتها-صدقا حاولت إنقاذكما لكن يداي قصيرة الملك لايعرف بماضي مع أختي..والعلاقات بين المملكتين كانت متوترة خشيت حصول شئ سئ لغعلتي..وحين عم المرض المملكة أغلقت أبواب القصر ومنعت من مغادرته حتى حل عنا وأسرعت إليكما ولم أجدكما بل وجدت قبرا لم أدري هل هو لك أم ﻷختي.
بدأ صوتها فجأة يأخذ نبرة جديدة فيها الكثير من المرارة والندم المتراكم سنين طويلة وسونغ هي تستمع بصمت
-أمرت حراسي بحفر القبر وكانت يون آه كم بكيت وتقطعت ملايين القطع ندم نخر قلبي وتمنيت الموت بالثواني والدقائق والساعات فقط لأكون معها..أخذت الجثة ودفنتها في قبر يليق بها وحين علمت بجواسيسي في القصر هنا أنك حية أقسمت على حمايتك وجعلك زوجة ﻷبني ملكة لغوغوريو ﻷحقق حلم أختي ..
مملكة غوغوريو...
قدم وزراء موالين للأمير داي جو وإثنان منهم زعماء قبائل"..."عريضة للملك يطالبون فيها بتنحية ولي العهد من منصبه وتتويج الأمير داي جو عوضا عنه..أخر الرد على مطالبهم حتى إشعار آخر بسبب صحته فهو يحتاج تصفية ذهنه فيما يخص أمر مصير المملكة والشعب .
ظلام دامس وسكون مخيف خيم على القصر.سلك في طريقه لغرفته طريقا مؤدي لمهجع الأمير تشونغ إستوقفه ما أثار حواسه خروج مجموعة رجال غرباء مخيفين من سكن الأمير.تغلب عليه فضوله فتبعهم بهدوء متنصتا عليهم مختبئا خلف حائط.سمع أحدهم يقول -لم أفهم شيئاً مما قاله الأمير..
أجابه الآخر بعصبية-غباءك يقتلني..سنقتل الوزراء الموالين للأمير داي جو بعد منتصف الليل ..
قال آخر متحمس -عظيم سنريق دماءا الليلة لم أقتل أحدا منذ فترة
-سيطلبنا كثيراً هذه الفترة للتخلص ممن يعيقوه في القصر لذا دعونا نتوخى الحذر في أفعالنا وتلثموا جيداً وإلا سيعاقبنا سموه
خفق قلب وونغ بسرعة لايدري مايصنع..شئ واحد تبين له وهو أن من تثق به سيدته ماهو إلا رجل مجرم.منتصف الليل ليس ببعيد ودماء ستراق بعده.درس بحذر وذكاء ماسيقدم عليه إخبار أمير داي جو ماسمعه وتقديم دليل حي لسيدته يثبت فساده وشرفه المصطنع.وقف طويلاً أمام مقر يجتمع فيه الأمير سرا بأتباعه داخل القصر علم بموقعه من تحرياته الدائمة.رآه حارس الأمير الشخصي وتخوف منه سحب سيفه وباغته من خلفه واضعا سيفه على رقبته-ماذا تريد وكيف كشفت المكان؟
قال ليهدأ ثورة الحارس -أريد لقاء الأمير ﻷمر عاجل يخص الامير تشونغ..
أبعد سيفه عنه-إنتظر سأستأذن منه..
وقف هنيهة على حاله حتى عاد الحارس آذنا له بالدخول.إستغرب رؤية جوونغ ورجال كان يجتمع بهم الأمير قفز جوونغ من مكانه يرحب به -وونغ يارجل لم أرك منذ فترة أحمل أخبار رائعة.
أشار داي جو له بالجلوس معهم ومشاركتهم قال مؤنبا
-لماذا كتمت حقيقة أون جو عني ؟
رمق وونغ جوونغ نظرات متسائلة يطلب منه التفسير
جوونغ-لاتخف الأمير علم كل شئ..أخبرته أني أوصل رسائل لفتاة هنا وهي أون سون ..
وونغ-ماهي علاقتك بسموه؟
جوونغ-إنه من يقود المتمردين الآن ..
تشوش فكره -مهلا لحظة ..سيدتي قالت لي أن الأمير تشونغ هو قائد المتمردين
إنتفض داي جو ويونغ هو كما أنتفض الرجال الجالسين ..
داي جو-اللعنة كيف وصلت إليه مثل هذه ألأخبار ..إنه يعلم الآن بسري
صاح زعيم المتمردين غاضباً -هل أعطته أون سون أي معلومات تلك الفتاة مالذي دهاها لترتكب حماقة كهذه
وونغ-لم تخبره بشئ بل توعدت عند عودتها ستفضح كل شئ له ولسمو داي جو حتى إنها قررت عقد صلح بينك مولاي وبين سمو تشونغ
يونغ هو-صلح!! هل هي جادة
داي جو مدافعا عنها-لا تلوموها فقد غسل عقلها كما فعل مع غيرها"يا الهي سترتد الامور ضدي إن أستعمل دعم المتمردين لي دليلاً للملك فسينتهي أمري"تعاون معهم ليس ﻷجل خيانة الملك بل لحمايته وولي العهد والعرش من أمير تشونغ وأمثاله وحين سطت في عقله فكرة أخذ العرش من أخيه لم تفارقه نواياه الاصلية في إستخدامه للمتمردين لحماية الملك والمملكة.إنتبه أمير يونغ هو وعلم مايفكر فيه أخاه بمعلومات كهذه لاشئ يستحيل على تشونغ في تزييف الحقائق وتقديمها للملك ليطيح داي جو ..
-إطمأن لن ينتهي أمرنا هكذا لننتظر ماسيحدث بعد أيام عندما تموت الأميرة فالتخلص منه حتمي..
وونغ- رجاله سيقومون بقتل الوزراء المعارضين له بعد منتصف الليل هذا ماسمعته من رجاله..
يونغ هو-بئسا ..سأجمع رجالي ﻷحميهم..
داي جو-لاتدعهم يموتون إن حميناهم فسيتضاعف ولائهم لنا عجل برحيلك..
ألتفت لوونغ-شكراً لك عند عودة أون سون أخبرها بما حصل ولتأتي لي بها.."كنت متأكدا إنها هي..تلاعبت بي ..أتمنى أن لاتصاب بأذى فيما سيحدث "
اخذ جوونغ وونغ خارجاً وألقى عليه الخبر السعيد..
-أهالي القرية وجدناهم..
أتسعت عيناه وتصور كم ستكون أون سون سعيدة
-كيف!!!!
بعد خمسة أيام..مملكة شيلا..
طلبت أميرة سونغ هي رؤية أون سون لغرض في نفسها أخذتها كي إليها وفي مسيرهم لمقابلتها تذكرت كي شيئاً فقالت بصوت عالي-بمضهرك تشبهين أحدا ذكرته لي مولاتي قبل أيام..
أون سون بفضول-حقاً..من؟!!
كي-طفلة ألتقتها قبل عشر سنوات كانت مرتدية ملابس فتيان لا أعرف لما خطر هذا في ذهني فجأة..
عادت لها الذاكرة بهذا اليوم لتسر بصدفةستجمعها بصاحبة الدمية الخشبية.جلست قبالتها دهشة من منظرها وهيئتها الملوكية"أجمل مماكانت عليه وهي طفلة..ذلك ألاحمق لا يستحقها آمل حقاً أن يتغير على يديها ويد سمو تشونغ ليقود بلادنا نحو الأفضل"
سونغ هي-كيف هو ولي العهد؟وصمتت تترقب الإجابة..
"ياللصدفة كسؤال حارسها..تبا هل علي إلاجابة بكل صراحة وإفساد علاقة المملكتين ألتي حتى لم تبدأ"
-مولاتي ستعرفين الجواب عندما ترينه ..تجالسينه وتتكلمين شخصيا معه..تفهمت الوضع ولزمت الصمت ..
الحدود العسكرية بين شيلا وغوغوريو..
موكب الملكة في وصول لغوغوريو..توقفوا للراحة..ليقع بعض الخدم صرعى سهام قادمة من فوق جبل..أرتعبوا مما يحدث وقائد الحرس علم إنها ليست علامة أتباع الأمير داي جو..نزلوا من على الجبل مترصدين موكب ألاميرة سونغ هي بثياب تماثل الثياب ألتي يرتديها أتباع داي جو وهي في الأصل زي القتلة المستأجرين..فشلت الخطة وأون سون لاعلم لها بالنزاع فموكب الملكة يتقدم موكب ألاميرة والمبعوثان..تحمي الملكة أم الأميرة إنعدمت خياراتها ..ضربة شمس قوية غوشت عيناها وعقلها في صراع تعبت منه... تبقي على من وتقتل من أم تضحي بنفسها للاثنتين.
في غوغوريو ..
أقتحم سكن الأمير تشونغ لص سرق حاجة منه وولى بالفرار.ضن ماقام به سيعود عليه بالنفع لايدري أن خلفه شاهد عيناه كعينا الصقر كشف هويته ليسرع إلى أمير تشونغ في مقره العسكري ويأتي لاهثا لسكنه كأنه يعلم بفقدانه لشئ كبير بحث بين أشيائه ليجد ورقة مفقودة من سجل أسراره وفي الورقة أسماء سياسيين موالين للملك قرر قتلهم لتفرغ الساحة له وﻷتباعه.
-مولاي..كان أخ حارسة ولي العهد وونغ ..
أغمض عيناه ليفكر ثم فتحهما وفي عقله لمعت فكرة جهنمية
-دع أحد رجالك يقتله أمام أون جو عندما تعود ويخبرها إنه قتله بأمر من أمير داي جو.. حاولت قتله مرات لاتحصى..هي خلاصي منه
يتبع..
هذه العلامات "...""••••"تعني قبائل مختلفة لا اريد تسميها فربما ستكون حقيقية...جزءان وتنتهي الرواية أخبروني برأيكم
معلومة تقريع الراس عند الرهبان البوذ جزء من ديانتهم مكتفين بقطعة قماش واحدة تلف اجسادهم ذات لون برتقالي فاقع
المعلومات المذكورة لاتعني باني اشجع عليها وانما بريئة منها مخالفة لتعاليم ديننا الحنيف ذكرتها فقط كمعلومة للفائدة آمل تفهمكم.
الفصل السادس عشر من
صراع ألافاعي...
تاليف #Daisy
مسبلة عينيها متعمقة في التأمل.هبطت روحها من أرض الأحلام إلى أرض الواقع على صوت خادمتها..
-مولاتي..القتلة غادروا قبل ساعات.. أضنهم وصلوا الآن للحدود
شو- رائع..لنرى إن كانت ستنجو
قالت الخادمة بقلق-أخشى فشلهم.. أعني عددهم قليل..
شو- أحياناً القليل ينفع من الكثير.. سأنجح بقتلها هذه المرة..
عند الحدود...
تفصد العرق على جبينها مطبقة قبضتها على السيف مترددة بخطوتها..دنت من محفة الملكة وأبعدت الستارة ليقفز قلب الملكة سوبين رعبا ظانة إن إون سون ستقتلها بأمر من تشونغ..
أون سون -مولاتي لا تخافي إنهم يستهدفون الاميرة أعطيني أوامركِ..
إطمأنت بسلامتها وتحول خوفها ورعبها على سونغ هي فقالت
-أذهبي لحمايتها بسرعة..
هزت يرأسها ووجهت كلامها لقائد الحرس.. تعجبت لبروده الشديد كأنه متضامن مع مايفعله القتلة.. تلمست العون منه بأدب
-سيدي.. جلالتها أمرت بمد العون لحراس سموها.. دعنا نساعد
أنتظرت منه جوابا وحين لم يجب أخذت طريقها لوحدها..لايزال في حيرة من أمره.. إنهم ليسوا أتباع الامير.. عدم تحركه لقتالهم سيضمن موت الاميرة عندها سيتحرك لوضع الرسالة في جثة أحدهم لكنه لا يمتلكها بل عند قائد أتباع أمير داي جو الذين لا وجود لهم هذه الساعة.. وإن تحرك سيكون ذلك بمثابة خيانة الامير..أتاه رجل ملثم ميزه على أنه تابع الامير وسلمه رسالة
-الخطة فشلت لكن ليست بأكملها لايزال بوسعنا تنفيذ الجزء الاخير أُرسل هؤلاء المجهولون لنا هدية.. سيموتون عوضا عنا ضع الرسالة في إحدى الجثث وقاتلهم..
أخذها منه آمرا بعض الحرس باللحاق به وبعضهم بقي لحماية الملكة..بينما أتباع امير داي جو أختبئوا خلف جبل ليشهدوا ما سيحدث.. القتلة العشرة لم يتبقى منهم سوى سبعة وحوصروا من قبل الحرس.. علموا إن الموت ينتظرهم وكيف لهم الموت وقد أقسموا لملكتهم على قتل الاميرة.. سيرحبون بالموت بعد تنفيذهم القسم..وثب منهم رجل ضخم على محفة الاميرة المستنجدة..إنشغل الحرس بقتال الاخرين..أوشك على طعنها لتسحبه يدان من دبره ويسقط أرضا ليواجه أون سون..لم تستطع صد ضرباته القوية عليها لفارق الطول والضخامة بينهما..خدشها بسيفه على خدها الايسر وأسقطها إستغل فرصة إنشغالها في مسح الدم عن خدها وأتجه الاميرة وقف أمامه وانغ يو..
-إلى أين تضن نفسك ذاهب..
وصوت أنثوي مهدد أتى من خلفه
-خدشتني وتضن أنك ستبقى حياً
وانغ يو -إستسلم أنظر لرفاقك جميعهم ماتوا
رفاقه سقطوا جميعا ولم يتبقى سواه لتنفيذ المهمة..سيقتلها حتى لو وصل إليها زحفا حتى لو طعن وقطعت أعضاءه سيقتلها لم يقتل والدتها قبل سنوات في نفس المكان و خان وعده لملكته هذه المرة لا أحد سيمنعه..قائد الحرس قام بحركته بسلاسة ووضع الرسالة في جثة أحد القتلة مستغلا شرود الجميع ...قاوم ضربات وانغ يو وأون سون تارة يضربهما وتارة يضربانه حتى تمكنوا منه وأردوه قتيلاً..
وانغ يو- قاتلتي ببسالة.. أمسحي الدم عن خدك.. تشوه جمالك
أون سون -وأنت أيضاً ..مقاتل بارع..
تأكد من سلامة الاميرة وجاءت الملكة على حصان برفقة حراسها تطمئن على سونغ هي فصاحت بقائد الحرس غاضبة
-إكشف لي من هو مرسلهم.. لن ينجو بفعلته أياً كان..
تفقد القائد جثث القتلة إستخرج الرسالة من ملابس جثة أحدهم ليصيح وهو يمشي للملكة -مولاتي وجدت رسالة في ملابس أحدهم تحمل ختم الامير تشونغ...
أخذتها منه وقرأتها -إنها من فعلته يريد تخريب الصلحة ونشب حرب بين المملكتين اللعين ..أحتفظ بها عندما نصل ستريها لجلالته أوقفت نظرها على أون سون التي كانت تمسح الدم عن سيفها ولم تسمع ما قيل تواً
-ألقوا القبض على هذه الفتاة إنها تابعة للأمير تشونغ
إستجاب الحراس وأمسكوا بها وهي في حالة صدمة وكذلك سونغ هي المشيدة بشجاعتها في إنقاذها صدمت كذلك
أون سون -جلالتكِ مالذي فعلته ليلقوا القبض علي..
أرتها الرسالة لتقول -هذه رسالة من سيدكِ تشونغ يأمر فيها قتل الاميرة.. لا شك بأنكِ متعاونة معه...ستتهمان بالخيانة العظمى
أون سون وقد سطا عليها ألم خدها المجروح ورأسها لم يعد يعي شيئاً-أنقذت سموها فكيف لي أن اكون متورطة معه
تدخلت سونغ هي تدافع عنها -مولاتي لقد أنقذتني لا تقسي عليها..
سوبين بإصرار -لا تنخدعي بهم سموكِ حركتها هذه لتستر على سيدها.. ماذا تنتظرون قيدوها..
لا تقدر على تغيير قرار خالتها فهي مصرة كثيرا.. تم ربط أون سون بالحبال وسحبوها معهم.. إإتمنت وانغ يو على سيفها وتعهد بحفظ الامانة "هل هكذا أجازى انقذت أميرتهم للتو وماهذا الهراء بأني مشتركة مع أمير تشونغ لقتلها..أيعقل أنها فكرته حقا.. لماذا الم يفكر ب الآف الارواح التي ستزهق إن نشبت حرباً بيننا وبين شيلا.. لما تصرف هكذا.. هل أخطأت بالحكم عليه وتعهدت بالولاء والاخلاص له.. لشخص محترف بخداع الآخرين..آه كم كنت حمقاء مع هذا أتمنى أن يكون هذا وهماً ..إن تبين إنها فعلته حقاً لن أسامح نفسي مطلقاً لن أسامح نفسي أبداً"
في القصر..سرداب سري تحت غرفة الامير
-يونغ هو هل هم أحياء.. طمأن قلبي..
قال داي جو بإضطراب شديد
يونغ هو -تمكنا من حماية الوزراء قتلنا منهم إثنان وفر البقية
خفت ضربات قلبه القوية -جيد أين هم الان ؟
يونغ هو -شددنا الحراسة على منازلهم ..نترقب خطوتهم التالية
داي جو -هذه المرة المعركة شديدة جلالته سيموت بأي لحظة علينا التعجيل بفضح عمي أمامه ..ثقته به كبيرة.. أرجو أن تسير الامورلصالحي
بعد يوم
طرقت الطبول معلنة وصول موكب الملكة وتجمع من في القصر لتحية القادمين..عندما دخلت الاميرة وأمتثلت أمامهم أهتزت الارض بداي جو تأكد من بقاءها حية إن خطته بائت بالفشل وما أفقده توازنه أكثر رؤية أون سون مقيدة يسحبوها بالحبال
-ما..ماذا يحدث.. فشلت خطتي يا أخي..
حالة يونغ هو تماثل حالة داي جو الفكرة لديه عما يريانه..تقدم إليه حارسه وهمس له -مولاي الجزء الاكبر من الخطة فشل
داي جو -كيف!!!
-ظهر مجموعة قتلة من العدم أستهدفوا الاميرة لم نعلم هويتهم ولا أضنهم أتباع سمو تشونغ كما بدا لي إنهم من مملكة شيلا
يونغ هو- ماذا فعلتم بسرعة..
-سلمت الرسالة للقائد ونجح في وضعها في جثة لأحدهم وأراها للملكة..
سُر داي جو ويونغ هو فعلى الاقل جهودهم لم تذهب سدى..أضاف الحارس -أون سون وشخص آخر حميا الاميرة
داي جو -وبما إنها تابعة لعمنا فجلالتها شكت بتواطئها معه
"يا ألهي بماذا أدخلتي نفسك.. سأنقذكِ إنتظريني "
وونغ في حالة ثورية لرؤية سيدته تعاني ..إنعدمت الحلول أمامه
-كيف سأنقذها مما هي فيه.. سيقبضون علي إن أخرجتها من السجن وحدي.. فكر مجدداً وخرج بنتيجة -أمير داي جو.. نعم بلا شك سينقذها..
أقيم إحتفالا على شرف ألاميرة ..فضحت الملكة علاقتها بها وأصابت الحاضرين الصدمة.. بحلق ألاميران بوجه الاخر أشرفا على قتل إبنة أخت جلالتها والتي هي إبنة خالة داي جو لو ماتت وكشف عن القاتل الحقيقي لن يجد السلام إطلاقا ووالدته ستلعنه أبديا..قابلت سونغ هي ولي العهد وكلاهما كرها الآخر من أول لقاء ..لا هو إشتهى جمالها العادي بالنسبة إليه و لا هي إشتهت مظهره وشخصيته الهزلية لا توافق بينهما بتاتاً فكيف لها أن تكون زوجته وملكته لتحقق حلمها ووالدتها.
رافق وونغ أمير داي جو وحارسان آخران لزنزانة أون سون
داي جو- لما أنتي هنا ؟
رأى وونغ الخدش الكبير على وجهها فثارت عصبيته
-من فعل هذا بوجهكِ أقسم بأني سأذبحه..
دنت من القضبان -قتلتهُ..
حولت نظرها لداي جو ..أنحنت له وقالت بصوت متعب
-فجأة وجدت نفسي متهمة بالخيانة لتواطئي مع أمير تشونغ في محاولة قتل الاميرة ..
تصنع داي جو الجهل وأستراح لمعرفتها بحقيقة عمه ..
-خيانة ..كيف..
أون سون-هوجمنا من قبل قتلة وتبين أنهم أتباع الامير تشونغ فأمرت جلالتها بحبسي ..
داي جو -أرأيتي ..حذرتكِ منه فأبيتي الانصياع لي وأنظري لحالكِ الان لا زلتي تعتقدين إنه شخص جيد ..أراد إشعال حرب ..
أخفظت رأسها نادمة -لا أملك ماأقول ..أخطأت وخطأي شنيع..
"مهلاً لحظة ..تشونغ قائد المتمردين هل يعلموا بفعلته هم مستحيل أن يوافقوا على شخص يريد إثارة حرب ..هل غيروا خططهم أم إنه خدعني ليصل لمخبئهم ويقضي عليهم ..بئساً لكِ أون سون لو أخبرته لهلكوا جميعا ..أنا لا بد أن أرى الزعيم لأكتشف الحقيقة ..يكاد رأسي ينفجر لهول مايحدث "
-إفتحوا الزنزانة حالاً ..
أون سون -ماذا تفعل سموك !!
-أخرجكِ من هنا ..هيا ماذا تنتظرون..
-جلالتها ستغضب لفعلتك ..أنقذتني كثيراً..
-لا ذنب لكِ فيما يجري ..جلالتها سأعلمها بما حدث..
أُخرجت من الزنزانة وفي طريق خروجهم صادفهم أمير تشونغ ..
-أون جو جئت لإخراجك بماذا تورطتي؟
داي جو"لم يعلم بماحدث بعد..سأفاجأه فقط إنتظر "
أجاب عوضاً عنها -أخرجتها أنا حصل سوء فهم ..
قبض شعيرات من شاربه بين أصابعه وجذبها -سوء فهم..تعالي معي
إنحنت معتذرة-أرجو إعطائي بعض الراحة فأنا متعبة سموك ..
تشونغ-حسناً..
تركتهم ليتبعها وونغ في حين ضل الاميران يبحلقان ببعضهما بشرارة تهدد كليهما ..لا كلام بينهما ..إنحنى داي جو له وذهبا في طريقهما متوعدان إحراق الاخضر واليابس في سبيل التخلص من الاخر.
في طريقهما صادفا وانغ يو يجول في أنحاء القصر ..
-هل لي بسيفي رجاءً؟
قال بشئ من إلاهانة التي لم تهتم لها
-آه ذات الجمال المشوه ..هل برئوكِ؟
وونغ غاضبا -هيه..صن لسانك ولا تتجاوز الحدود..
أخذ سيفها من خاصرته ورماه عليها فألتقطته -شكراً..
-بل شكراً لكِ لحمايتكِ سموها..
مرت جانبه فقال بإهتمام-عالجي جرحكِ لا تبدين جميلة به ..
سبقها في سيره ولم يسمع ردها ..
وونغ-من هذا ؟
-حارس اميرة شيلا..
-لم أرتح له..عموماً..ما خطوتكِ التالية؟
-سأنام اولاً..علي التأكد من صحة تورط أمير تشونغ..
وونغ"لاتزال جاهلة ومخدوعة به..سأريها الورقة لتتأكد أكثر"
مهجع سونغ هي الجديد..
سوبين-ستكونين ملكة عن قريب لذا تمعني جيداً فيما سأقوله..
سونغ هي-كلي آذان صاغية مولاتي..
-القصر ليس مكاناً للضعفاء..عادي من يعادونكِ ولا ترحمي أحد إن رحمتهم فسيأكولنكِ..كوني قوية على الدوام حتى لو مررتي بصعوبات أبدا لا تضهري عجزكِ وإلا سيفترسونكِ من حيث لا تدرين خذي كلامي على محمل الجد هكذا عشت سقطت مرة فنهشوني ..إستعدت قوتي وأريتهم من أنا ولم يتجرأوا بعدها على أذيتي ..
سونغ هي-لن أنسى نصائحكِ جلالتك.."سأحكم بطريقتي الخاصة وسأخضع الكل تحت قدمي "
اليوم التالي..
عقدت الجلسة وبها إنصدم أمير تشونغ من التهمة المزيفة المنسوبة إليه ..كان يتقدم مجموعة من وزراء القصر الموالين إليه المتصافين جهة اليمين ..ووزراء آخرون موالين للامير داي جو يتقدمهم كبيرهم جهة اليسار..الملك على العرش وعن يمينه ويساره الاميران تاي جو وداي جو ..
-مولاي كيف تشكك بولائي لك..لن أجرؤ أبداً على إفساد صلحة إنتظرتها أنت سنين عديدة ..أرجوك حقق بالامر..
ناشد الوزراء الموالين له الملك-نرجوك جلالتك حقق بالقضية
أمام هذا الضغط وإشتداد إلتهاب حنجرته عجل بإنهاء الجلسة
-سأمهلك يومان لا أكثر
-جلالتك ..كم أنت رحيم..
صوب نظره لداي جو وكان في ثبات لا يبادله النظرات
"داي جو أعلم إنها فعلتك ..لن تتخلص مني ببساطة "
داي جو"إن لم تسقط هذه المرة سأقتلك بيدي ..كم حاولت قتلي لن أنسى ذلك ما حييت "
مهجع الاميرة سونغ هي
مكث أمامها يعلمها ما أكتشفه..
-القتلة مرسلون من قبل الملكة السابقة شو..تعرفت على وجه أحدهم..
صكت على أسنانها وقبضت يداها -تلك اللعينة..أخطأ والدي في إبقاءها حية..تكفر عن ذنوبها ..هراء..أمثالها يستحقون التعذيب حتى الموت..لا أضنني سأتخلص منها ..
وانغ يو-إتهم أمير تشونغ زورا فماذا ستصنعين..
-علمت أنه يمتلك قوة كبيرة في القصر..سأستفيد منه كثيرا إن أصبحت ملكة..سأكون أتباعاً لي هنا لن أضل وحيدة لا أحد سأعتمد عليه إن مات أبي..
-سننقذه إذاً..شخصية عظيمة لايمكن الاستغناء عنها..
تجهزت أون سون لرحلتها القصيرة التي ستعلم بها بحقيقة تشونغ وولاء المتمردين له..جهزت حصانها وونغ تأهب لما سيخبرها به
-سيدتي..هناك شئ أود إطلاعكِ عليه يخص أمير داي جو وتش..
قاطعته مستعجلة بالرحيل-دعه لاحقاً الوقت ينفذ منا ..جهز حصانك بسرعة..
أدخل الورقة التي أخرجها من جيبه ولم تنتبه إليها لإنشغالها بتجهيز حصانها وأستعدا للانطلاق متوعدا بنفسه أن يطلعها عليها أمام المتمردين..بعبورهم غابة قطع طريقهم رجلين ملثمين على حصانين تبعاهما لحظة خروجهما من القصر..توقفت و وونغ ليسألاهما عما يريدانه..
وونغ-من أنتما وماذا تريدان؟
قال أحدهم -نريد ماعندك سلمنا الورقة في الحال وإلا قتلناكَ
أون سون-عن أي ورقة تتحدثان..مؤكد أخطأتما بنا
وونغ -دعونا نمر لا أملك ماتريدان..
-إذاً سيكون عليك قتالنا..
أون سون ل وونغ-هل تعرفهما..
وونغ نافيا-كلا"تبا كشفوا إختفاء الورقة ..وكشفوا هويتي أيضا لن أسلمها إياهم..ليست فقط دليل لسيدتي بل أيضاً دليل أقدمه لسمو داي جو "رفض تسليمهم الورقة ففكرته هي إعلام أون سون بها بعدها سينتظر مخططاتها فهو مخلص لدرجة أنه لايستطيع إتخاذ خطوة بنفسه إلا بعد دراستها من قبل سيدته وإلا ستغضب منه وهذا ما لايريده..تأكد من تغلبه عليهما مع سيدته وبموتهما سيخبرها فوراً..ترجل الملثمان من على حصانيهما وفعل وونغ وأون سون المثل..
أون سون-أنتما مصرين..حسناً..لكما ماتريدان..وونغ أخبرني بأفعالك المخبئة عني عندما ننتهي..
وونغ-حاضر..
واجهت أون سون أحدهما ووونغ الاخر..قتال لم يستمر فترة طويلة قضت به على خصمها وأستدارت تساند وونغ لتشهد لحظة لم تتمناها أبداً..سقط وونغ مطعونا ببطنه ..هجمت على خصمه تمرغله بالتراب
-من أمركم هاا...قل لي أيها الوغد ..
-سمو الامير داي جو..
أفلتت يدها عنه - أمير..داي جو..لماذا
-سرق وونغ ورقة سرية منه وأمر بقتله كيلا يفضح مايخطط له إليكِ كي لا تعادينه إن كشفته..
أفلت نفسه منها مستغلاً صدمتها بالورقة التي تمكن من أخذها من وونغ..أحست بشلل يسري بجسدها كله حتى إنها نسيت تابعها النازف ..لم تعنها قدماها على الوقوف فزحفت لوونغ..
-وونغ..إبقى حياً لا تمت ..أنا آمرك..
ضغطت على جرحه لتوقف تدفق الدم القوي..حرك يده اليمنى يتلمس خدها المخدوش -س..سيدتي..أنا..أ..أحبكِ.. يشرفني..الموت بين..يديكِ
صرخت به وعيناها أخذت تذرف الدموع لأول مرة تحس بدموعها حين كان أتباعها يقتلون أمامها لم تذرف ولا دمعة واحدة بل تعتكف الصمت ليوم واحد ثم تعود كما كانت..لكن وونغ يحمل معزة خاصة بقلبها..
-أخرس..لن تموت ستعيش وتقاتل معي حتى نموت سوية..
-كم..أنتي طيبة أون سون..أنقذتني مرة ولم أستطع إنقاذك تمنيت الموت بين يدي من أحبها وتحققت أمنيتي..إنه إحلى من حلم لا أشعر بألم وأنتي معي..
تكاثفت دموعها وزادت ضغطها على جرحه..
-عديني ..عديني بعيش ماتبقى من حياتكِ كأمرأة عادية عديني لأموت بسلام..
-لن تموت..أعدك بعيش حياتي كأمراة عادية وسأرغم قلبي على حبك فقط عش..إن مت بمن سأثق ..مع من سأنام في غرفة واحدة وأنا مطمئنة أن لا أحد سيسمني..لأنك موجود لحمايتي..
-آه..لا..أستحق ما.ت..قوليه..إنا لست ببريء قتلت أبرياء ..وها أنا الان أستحق عقابي..أون سون..
إسمها آخر كلمة لفظها لتفارق روحه جسده لعالم آخر..رمت بنفسها عليه صارخة منادية إسمه ولا مجيب يسكن قلبها المفطور أحبته كأخ لها..لطالما صدقت إنه أخاها وأعجبتها تمثليتهما على الاخرين هذا لأنها تمنت وجود أخ بمواصفاته لم تخبره بما يكنه صدرها تحب التحفظ بها وإطلاقها حينما تشعر بتوفر وقت مثالي كالوقت الذي أعترفت فيه له بإرغام قلبها على حبه..حملت نفسها ذنب موته..تندمت لأخذه معها في رحلتها..تندمت لأنقاذه في أول يوم التقته..ندمها الاكبر عدم إعترافها له في وقت مسبق أنها ستحبه. بدء الليل يزحف وهي لاتزال مستلقية قرب جثته..حملت جثته فوق الحصان وأنطلقت بعمق الغابة تحفر له قبراً بيديها العاريتين وحتى إنتهت كان الليل في منتصفه..مسحت الدم عن وجهه فكت شريطة شعره المهداة من قبلها وربطت بها معصمها الايسر...عصابته التي أظهرت ندبة العبودية على جبينه عصبت بها جبينه وضعت سيفه في خاصرتهاودفنته في التراب ..وقفت قربه وتذكرت ماقاله وونغ "هناك شئ أود إطلاعكِ عليه يخص الامير داي جو"
-إذا ياوونغ كنت في غيابي تحقق بأمره..تحول سيمات وجهها لغضب وشراسة أنتظرت وقتا للتحرر من جسدها..
-داي جو..الليلة ستموت على يدي..وونغ سأرسل إليك روحه لتنتقم منه في عالمك..
إمتطت حصانها والقصر هدفها..إرتدت ثياب سوداء..لثمت وجهها لتكشف عيناها فقط..تسللت لمهجع الامير رأته واقف بلا حرس وحيداً يتأمل القمر..أحس بزمجرة شخص يقف خلفه..أدار جسده لمقابلة صاحب الزمجرة القوية..لم يتعرف عليه لكن راوده إحساس سئ بإنه يطلب موته من سيفه
-من أنت ؟
-أنا ملك الموت جئت لأسلب روحك...ً
لم يميز نبرة الصوت بعد-أرسلك عمي ؟
-بل أرسلت من الظلام لأقتلع قلبك..
هجمت عليه فتصدى هجماتها ويسقط اللثام عنها ليصيح بدهشة
-أون سون!!!لماذا
-نعم ..أون سون ستسلبك روحك لقتلك وونغ..
وثبت عليه ضغط على حد سيفها حتى تسربت قطيرات دم من راحة يده اليمنى-وونغ قتل!!وتضنينها فعلتي..أنتي مخطأة أون سون لاتبدين بوعيك..
-بل أوعى منك..رفسته في بطنه وأسقطته رفعت سيفها لتطعنه لتحس بضربة قوية على رأسها أفقدتها توازنها لتسقط مغشياً عليها وكان حارسه..دنا منها داي جو يتحسس نبضها..حملها بين ذراعيه لغرفته..في الصباح رفت عيناها ..ميزت الجالس بقربها..سحبت بحذر خنجراً من تحت ملابسها وقفزت على داي جو واضعة خنجرها على رقبته..
-مصرة على قتلي..وونغ قدم مساعدة كبيرة لي بغيابك..أنقذ وزراء مخلصين للملك والمملكة أراد عمي قتلهم وكشفه وونغ فكيف لي أن أقتله..
-أنت مخادع كعمك لن أستمع لأحد من الان وسأفعل كل شئ بطريقتي..وونغ سرق منك ورقة سرية وعليها قتلته هذا ما أخبرني به قاتله ذكر إسمك كيف تفسر لي الان براءتك
-لا بد إنها خدعة من عمي..يعلم نقطة ضعفك وهو وونغ كونه أخ لك كما يعرف..ضن إن قتله ستقتليني لتثأري لأخاكِ وبهذا يتخلص مني أمعني التفكير..مستحيل علي قتله ..قال لي بغيابك إنه سيحقق بأمر عمي ليكشف خبثه لكِ ويأتي بدلائل تطيح به..
-لمَ لم يخبرني إذاً..
-ربما أراد التأكد من صحة الامور قبل إخبارك ..لديه أسباب تخصه
بدا ماقاله منطقياً فرفعت خنجرها عنه وجلست على ركبتاها..رفع نفسه من على الارض وقال -إبقي في غرفتي..أوضاع القصر مضطربة من المحتمل أن يقوم عمي بشئ ..سيتخلص من كل معارفي ..لازمي غرفتي..وتناولي طعامكِ ريثما أطلب منكِ المغادرة لمكان آمن..
تركها في حيرة لتنقض على الطعام تسد جوعها وتسكن آلامها.
مرت ساعات خرجت فيها تريد رؤية تشونغ "سأمثل عليه وإستدرجه في الكلام..سأرى ردة فعله حين اخبره بموت وونغ وياويله مني إن هو قاتله ..مشتهية اللحظة سفك الدماء أما أنت يا تشونغ أو داي جو "وصلت لمقره..أرهفت سمعها لكلامه مع رجاله
-قتلت وونغ مولاي..ستثأر له من داي جو..
تشونغ ساخرا-تلك الغبية تسهل علي أصعب الامور جاهلة مايحدث إن قتلته سأطلب منها التخلص من كل الموالين لداي جو ههها..
رفست الباب لينكسر وتدخل هي شاهرة سيفها أمامه..قال أحدهم-كيف تتجرأين على الدخول بهمجية وإشهار سيفكِ أمام صاحب السمو..
نظرت لوجه القائل لتتعرف عليه من عيناه-قاتل أخي..
صوبت سيفه ناحيته وذبحته فأستل الحاضرون سيوفهم لمهاجمتها وباتت الغرفة ساحة معركة..تولى فيها تشونغ الهرب من باب سري في الحائط ..أرادت الدخول إليه فمنعوها وأنتقلت المعركة خارج الغرفة ..أصيبت بجرح في ساعدها الايسر ..حوصرت من كل الجهات ..لاح أمامها بصيص أمل في النجاة بحصان يقوم شخص ما بتجهيزه للخروج..سرقته منه وعبرت به البوابة..رأى داي جو الشخص على الحصان ..سأل خادم ما -ماذا جرى في القصر ؟
-تعرض صاحب السمو الامير لتشونغ لمحاولة قتل من فتاة ..
-اللعنة..لقد ضاعت مني أون سون ..كيف سأجدها الان..
جاءه حارسه -مولاي ستعقد الجلسة الان فلتسرع..
-ماذا..تبقى يوم وتعقد لما عجل جلالته هل يعقل عمي وجد دليلاً بهذه السرعة...فشل مخططي..لكن لن أستسلم..
إقيمت الجلسة وتم إبطال التهمة الموجهة إلى الامير تشونغ من قبل شهادة وانغ يو ..مفاجأة أطلقها الملك..خلع ولي العهد تاي جو من منصبه لاثباته إنه غير مؤهل للحكم وتتويج داي جو بديلاً عنه وإعلان زواج الاميرة سونغ هي من ولي العهد الجديد من بين معارضين ومناصرين تمكن الملك من إخماد ثورتهم وما لا يستطيع إخماده لهيب الحقد المتأجج في قلب تشونغ.
توالت التبريكات لولي العهد الجديد لكن قلبه غير مطمأن ..
-يونغ هو سأستعين بالمتمردين الان وبكل أتباعي من قبائل "..."عمي لن يسكت على تتويجي..إنه يعد العدة للهجوم علي
يونغ هو-سنستعد للمعركة..بالمناسبة اميرة سونغ ستتزوجها حقا إنها أصل الصلحة..
-نعم سأتزوجها إسمياً فقط بعدها سأخلعها
-إن خلعتها سيبطل العهد بيننا وبين شيلا..
-نعم ستبطل لانني سأضم شيلا إلينا ولن يكون لإسمها وجود..شخص واحد يستحق أن يحكم معي وهي أون سون..لم أتمكن من إخبارها إن والدتها تبحث عنها..
يونغ هو-هذا لاننا علمنا بحقيقتها متأخرين..ولم تتوفر الفرص أمامك
-إرسل رجالنا للبحث عنها..وعدت أبويها بغيابها أنهم سيرونها كما سترى أهل قريتها..
عودة للاحداث السابقة من الرواية..
في رحلة الصيد التي أقامها داي جو نصب خيامه في إحدى التلال القريبة على قرية أون سون..نزح لهذا التل أهالي القرية وهناك إلتقوا بالامير وحكوا له قصتهم ولما طال إنتظار سماعهم بالنصر فقدوا آمالهم ليمد لهم يد العون نوى الهجوم على القرية وإستردادها لكن يونغ هو منعه من إثارة حرب يسخط فيها والده عليه ويستنزف دماء خاصة إن القبيلة المهاجمة على القرية تمتلك قوى عظيمة لايمكن للملك حتى إن يأتي على ذكر إسمها بالسوء وإلا ثارت ضده. قام بترحيلهم بحرا لاحدى المقاطعات الموالية لمملكتهم بالتعاون مع حاكم تلك المقاطعة وتم ذلك سرا ..والدا أون سون رفضا السفر معهم فآمالهم لم تنقطع بحياة إبنتهم ولم يعلم إن أون سون زعيمة القرية الا من جوونغ في آخر إجتماع لهم (بارت15).
طلب أمير تشونغ مقابلة اميرة سونغ هي يشكرها على صنيعها خاضا نقاشات عدة ليصل للمفيد
-جئتي هنا لتكوني ملكة..يؤسفني القول إن أمنيتكِ لن تتحقق
سونغ هي-سأصبح زوجة ولي العهد الجديد كيف لن اصير ملكة
تشونغ-داي جو لن يستلم العرش وفرضا أصبح ملكا..لن يتزوجكِ وبهذا أما تعودي لمملكتك وتقضين حياتكِ كأميرة أو كخادمة ..
سونغ هي-أفهم من قولك..أنك المالك الشرعي للعرش ..
تشونغ-ذكية..قرب اليوم الذي سأستلم فيه الحكم ..تصوري ماسيحدث لكِ..
سونغ هي-أنقذتك..ولن تردي لي الدين؟!
إبتسم لها-بالطبع سأرد لكِ دينك أطلبي ماتريدين..
فكرت مليا بمصيرها هي لاتحب لاتاي جو ولا داي جو وكلاهما لن يحكما ومجيئها لهذه المملكة لتحقق حلم والدتها ووحلمها والطريق أمامها واضح..لن تعود لشيلا لتموت على يد ملكة شو ..
-أنت لست بمتزوج ..فأجعلني زوجتك بمعنى ملكتك..
-ماذا ستقدمين لي ؟
-وريثاً يحمل إسمك..
وبهذا ضمنت سلامتها ومركزها ليتعهد لها بالزواج وعن طريقه الزحف لشيلا سيقدم له على طبق من ذهب بيديها الناعمتين.
يتبع
لا أحد يعاديني ع موت وونغ حتى انا انقهرت😢لكن. لابد من قتله👿اسفة
الفصل السابع عشر والأخير من رواية
صراع الأفاعي...
تاليف #Daisy
"أنا أون سون يفعل بي هذا..أخدع من قبل أمير تشونغ؟منذ متى أرتكب الحماقات..كم أشفق على حالي..لم أتعرض للخداع في حياتي..كدت أرتكب ذنبا لايغتفر أشرفت على أخباره بمعقل المتمردين ..لو أخبرته لماتوا الان بسببي بسبب غبائي..أطلق الوعود فقط وأتباطئ في تنفيذها..ماعدت أميز المفسد من المصلح كلهم سواء مستترين بساتر من العفة والطهارة وجوههم تفصح عن شىء وقلوبهم عن شىء آخر.. أيتها الشامان أخبرتني يوما بأني أما سأكون نورا للأمة أو لعنة تلعنها ألاجيال ..قبل اليوم لم أصدق لكني أدركت الآن إن كان رجلا لا يقوى على النهوض بأمته فسأقوى أنا..سأنهي ما بدأته..حان وقت تنفيذ وعودي..أمي أبي تأخرت بإيجادكما..أعلم أنكما بخير ..سأجدكما وأهالي قريتي مهما طالت السنوات" تناولت ثيابها المغسولة من قبلها من على حبل في غرفة إستأجرتها في نزل قديم مماتحمله من مال إحتفظت به في جيوبها مدة طويلة..عصبت جبينها بعصابة وونغ لفت شعرها بالكامل وغرست فيه دبوسا أبيض ..سيفيها عن يمين وشمال خاصرتيها..إستعدت للإنطلاق نحو معقل المتمردين..ترتشف حقيقة الأمير من يتبعوه..في سيرها بين الناس..رأت مايرثى له قلب بشر..متسولون..ذاك من يسرق يسد به جوعه وذاك من يستجدي عطف الناس وهناك النائمون فوق التراب لا يسقف يقيهم برداً أو حراً..نارٌ تلظت في حناياها..إنقبضت روحها لرؤيتهم يعانون..نبلاءٌ بثيابٍ من حرير مروا جانبها..رفس أحدهم جائع تشبث برجله يستجديه وآخر شتمه..كم ودت لو تقطع روؤسهم وهم في مكانهم خطوات قليلات بينها وبينهم فلما التردد ألم تكن يوماً تقتلهم وتسرق مالهم وتحرر العبيد فما إلاختلاف الآن "تماسكي أون سون..لاتفقدي صبرك..طفلين ينظران إليكِ لن أجعلهم ينظرون للدم..في وقت آخر إقتليهم "مشت خطوات لتسمع رجلين يتناقشان بأمور السياسة وعندما ذكرا إسم الامير داي جو توقفت للاستماع
-توج ولياً للعهد إنه خائن لا يستحق
قال المناصر له-التهم الموجهة إليه باطلة لابد وهناك من لفقها عليه إنه خير رجل للامة..
-بل صاحب السمو تشونغ من يستحق العرش
-ماذا فعله لك ها..إنه أس الفساد في مملكتنا..جميعكم مخدوعون به..لن أخشى التكلم عنه بالسوء إن أرادوا قتلي فليقتلوني لم نرى خيراً منه ولا من غيره..
-ستندم على كلامك ..الشعب قريبا سيثور مطالبين بحكم سمو تشونغ..
-أبسبب بضعة نقود أعطاها لفئة قليلةٍ من الناس باتوا يحبونه عجبا لكم من شعب ..أمتنا ستضيع بسببكم يا جهلة..عقولكم متحجرة تأبى الانفتاح ..
"عقلي متحجر أحسنت قولاً..أنا واحدة منهم سمعت كلامه وأنخدعت به..ثم أي خيانة آه لو بإمكاني العودة للقصر لأعرف ماجرى بغيابي"ً
مرت صدفة جنب بضاعة صاحبتها تبيع زينة للنساء..خطف نظرها دبوس شعر أحمر اللون..لمسته بإبتسامة تشتهي شراءه..أخرجت ماتبقى لها من مال لتحس بطفلين منعت نفسها بسببهما عن قتل النبلاء يجران أسفل ردائها..-نحن جائعان..إعطنا بعض الطعام ..
رمت مابيدها "ماذا دهاني..هناك من يموت جوعاً وأنا دنت نفسي على شئ تافه كهذا لافرق بيني وبين النبلاء الخونة بتصرفي "
-خذا هذه النقود وإشتريا ما تحتاجان إليه
أعطتهما مالها عن طيب خاطر لتحرم نفسها مما تشتهيه أي فتاة..واصلت السير ويا لسعد حظها..والدتها تمشي بسرعة أمامها من يفعل خيراً يلقى خيراً وبفعلتها المسبقة وجدت الخير بلقاء والدتها..تبعتها فصل بينهما مرور عربة قفزت فوقها وأكملت مسيرها..دخلت والدتها زقاقاً ضيقاً وبعدها لمنزل حجري صغير كان سيد تشوي يحد بعض السيوف في غرفة أثاثها بسيط لكن فيها مايحتاجانه من فرشٍ ونضد وموقد صغير..جلست زوجته جواره ترتب ملابسهما ..سألها سيد تشوي ..
-إستطعتي دخول القصر ؟
-هذه المرة لم أستطع منعوني من الدخول..هناك شئ يجري داخل القصر وسيرة خيانة سمو داي جو على كل لسان..
توقف عن شحذ السيف هائجاً-هراء ..خيانة..لن يرتكب جرماًفظيع كهذا لابد وأنها تهمة باطلة ليمنعوه عن الحكم..
-إن كان ماسمعته صحيح فلن يقدر على إيجاد إبنتنا..
-جئت إليكم بنفسي لا داعي له..
قالتها وهي تدخل..لم يصدقا مايريانه تركا مابيدهما ووسعوا من خطاهم يحتضنانها ويقبلاها..لم تسكت والدتها عن البكاء..
-كيف..كيف وجدتنا؟
أون سون بمزاح خفيف-دلتني الرياح عليكما..كنت أسير في الشارع ورأيتكِ تسرعين في المشي فلحقتك..
سيد تشوي-لاتعلمين كم بحثنا عنك..قالوا لنا إنكِ متِ لم نصدق بل آمنا بإنكِ حية في بقعة ما من هذه الأرض..
نظرت لوالدتها المستمرة في البكاء قبلت رأسها-أرجوكِ توقفي عدت إليكما..بحثت عنكما وأهل القرية لم أحصل على أية معلومات رأيتكِ يا أمي أول مرة في القصر وكم إرتحت لرؤيتك
-القصر!!!ماذا كنتي تفعلين هناك؟
-آه..إنها قصة طويلة..دعوكم مني ..قصا علي ماحدث ..
جلس الثلاثة وراح الاب يتحدث-ضللنا نرقب قدومكم لكن بلا فائدة ..لم يأتي أحد منكم ثار ألاهالي وبرروا عدم عودتكم بموتكم..رفضوا البقاء أكثر فالجوع والبرد هلكنا الخوف سيطر علينا.. حتى رحلنا مع الجميع وفي أعماقنا رفضنا ووالدتكِ فكرة موتك متأملين خيراً حتى أنقذنا من قبل أمير ..
أون سون-أمير!!!
-صاحب السمو ألامير داي جو
سرت قشعريرة في بدنها علمت لحظتها مدى الحماقات ألتي إقترفتها ناحيته-ماذا كان يفعل هناك؟
الام-كان في رحلة صيد في مكان قريب لقريتنا..هناك ساعدنا حتى إنه قرر شن هجوم وإستعادة القرية بيد إن قراره المتسرع رفضه أخاه وأتباعه لأن هذا سيوتر العلاقات بين الملك وتلك القبيلة..
سيد تشوي-أهل القرية رحلوا على متن قوارب إلى مقاطعة"..."الموالية للملك بإتفاقية عقدها بينه وبين حاكم المقاطعة سراً..بإستثنائي ووالدتك قررنا البقاء والبحث عنكِ..
الام-عندما رأيتني في القصر كنت ذاهبة لرؤيته لأطلب منه إيجادك ولم أوفق برؤيته..وفي زيارتي الثانية رأيته ..
أون سون"هذا يفسر معرفة إسمي له ضل يناديني بإسمي الحقيقي"
أكملت الام بسرور-آه كم أود رؤيته الان لأخبره بأنكِ معنا الان..
سيد تشوي-إنه شخص صالح لولاه لهلكنا في ذاك اليوم..
أون سون-وأهل القرية هل هم بخير الان وأنتما كيف تدبرتما أموركما؟
سيد تشوي-إنهم بأفضل حال أخبارهم لم تنقطع لو بقوا في مملكتنا لربما تشردوا وقتلوا..تعلمين أوضاعنا كم هي سيئة..
ألام-لم يقصر سموه معنا أبداً..يرسل لنا من يرى حاجاتنا ويساعدنا في المؤن غير إن والدك حز ذلك في نفسه يأكل من جهد غيره فعاد يصنع السيوف ويبيعهم وسموه لم يقطع بنا مع هذا..قومي لترتدي ملابس أفضل حالتكِ مزرية وملابسكِ رثة..
أون سون وهي تنهض-ملابسي لازالت معكِ ؟
-نعم..
سيد تشوي-حصلت أشياء عديدة معكِ..صحيح؟
أون سون-أكثر مما تتصور..سأخبركما بها بعد قليل
الام-وأين تابعكِ وونغ..لقد أحببته..
إمتقع لون وجهها وتذكرته كيف مات فجف حلقها وقالت بصعوبة وهي تتجه نحو غرفة ..
-قُتل..
تبعتها والدتها تعزيها فيما هي فيه..خلعت ملابسها فأقتربت والدتها تتفحصها وتقول برنة باكية..
-حبا لله..تشوه جسد إبنتي الغالية..ضهركِ يدكِ ووجهكِ الجميل أيا لسوء حظك..كيف لفتاة تتحمل كل هذا ألاذى هااا..
-أمي..تعودت ..من يسعى للتغيير وإلاصلاح عليه أن يضحي ..
-على حساب جسدك..فعلتي مالم يفعله الرجال ولا أدري هل أفرح أم أبكي لحالك..من هم بسنكِ تزوجن وأنجبن..
-إن ضلت النساء تعتمد على الرجال لهلكنا..لم نخلق فقط لنجلس في البيوت وراء جدران عفنة بل لهدف أسمى إن كانت لدينا قدرات لمَ نكتمها ..يا أمي الحياة صعبة كل ماعلينا هو القتال للنجاة هذه آرائي وهذه معتقداتي ..
-كنت مثلكِ يوماً ورثتي مني صفاتي وأحلامي ألتي لم أحققها أدركتها تواً ربما لو توفرت لي فرصة لكنت أعظم مقاتلة ههه
-شكراً لتوريثي هذا منكِ..
تكلم أمها بشئ وعقلها في عالم آخر"أخطأت بحقك أمير داي جو تسرعت في الحكم عليك أنقذت عائلتي وحاولت قتلك لو قتلتك وعلمت حينها بأفضالك لقتلت نفسي صدقاً كنت سأفعلها..لا ينفع الندم الان ..أون سون إنهي مابدأته ..صححي أخطاءكِ..إنتقمي لوونغ وكل من تأذوا وقتلوا..سددي ديونك المتراكمة لصاحب السمو ..فلتبطشي بطشتك وتكوني نوراً للأمة..لأموت وأنا سعيدة لإنجازي شيئاً في الحياة ..تضحيتي لأجل الخير.."
لبست رداء أسود بنقوش بيضوية ذو أكمام طويلة مفتوح من الجانبين يصل تحت ركبتيها ملفوف حول خصريها شريط بنفسجي وبنطال أسود لم تنسى تعصيب جبينها بعصابة وونغ ورفع شعرها بالكامل فبدت كهيئة رجل تماماً..جلست معهم لتناول الطعام وماإن أنتهت حتى أعلنت لهما قرارها..
-أبي..أمي..سأفارقكما مرة أخرى..
إنفعلت والدتها-ل..لماذا لانصدق أننا رأيناكِ..
كان والدها هادئاً كأنه يعرف ماتكنه..
-سأرد ديني لصاحب السمو أمير داي جو..أخطأت بحقه كثيراً وأردت قتله أيضاً بتهمة باطلة..
سيد تشوي-أون سون..إذهبي إلى هوانغ..
إتسعت عيناها دهشة ودخل السرور قلبها ِ
-م..معلمي..إنه حي؟
-نعم حي يرزق كان يبحث عنكِ كالمجنون ..بعت عدداً من السيوف لرجاله قبل أسبوعان ولم أدري إنهم أتباعه حتى جاء إلي وأخبرته عنكِ..
-إنقطعت رسائله عني فجأة حتى شككت بحدوث شئ له..أين يمكنني لقاءه
-مركز تجمعهم في وادي يطلق عليه وادي الوحوش..طمأنيه عليك وسيمدكِ أيضاً بالرجال ..إنه خير رجل لكِ يا أون سون..
أُحرجت مما قاله-أبي..لازلت مصرا على فكرتك..
-نعم..لن أجد من هو أفضل لكِ منه..
تطفلت الام-هناك ألامير داي جو..تقربي منه سيجعلك ملكة..
قال سيد تشوي بغير رضا -إياكِ وفعلها نحن نقدم خدماتنا لأرضنا ليس من أجل الثروة والشهرة..لاتدعي السلطة والجاه يغريانك فتتجبري في الارض كما فعل أسلافنا..ولدنا بسطاء وسنموت بسطاء..لا تشتهي مايضرك..تذكري قولي..
-أعلم أنكما تودان رؤيتي سعيدة مع زوج صالح ككل الفتيات وهذا من حقكما إلا إنني تعودت على الحرية وماأنا فيه وحين أقرر سأخبركما لتقررا عني من أتزوجه ..سأترك لكما هذه المهمة
ألام بإصرار-تزوجي عن حب أرجوكِ..كم أتمنى هذا
-الحب ليس من أولوياتي..إنه حاجز يمنعني من فعل ماأرغب إنه سجن تحررت منه بشق الانفس ..أنا أعلم بنفسي منكما فخير لي الابتعاد عنه وتركه لإصحابه..أنا إمرأة نذرت نفسها للخير..للوطن ..للشعب ..لاتحرماني نشوة إلانتصار التي أشعر بها في كل مرة أنتصر فيها..
إنحنت لهما وقامت-سأعود إليكما..إنتظراني..
بكت والدتها وعانقتها كما فعل والدها لتفارقهما ونفسها تأمل تحقيق نصر تنتشي منه سعادتها ألابدية.
القصر..مهجع الامير داي جو..
يونغ هو-أفراد من الشعب ثائرين لتتويجك ويدعونك بالخائن المغتصب عرش أخيه..ليس هذل فقط بل يطالبون بتتويج عمنا ..
كان هادئاً بشكل مخيف..يتوقع زوبعة تودي به لمكان سحيق..قوة عمه وحيله في الخداع لايستهان بها..طرق الخوف قلبه ماذا لو خلع من حوله جلودهم وبانوا على حقيقتهم كأفاعي تنتظر يومها لتخرج من جحورها لينقلبوا عليه.إن تحققت مخاوفه فقوته ستتلاشى وعندها لن يقدر على إيقاف عمه ولا أمثاله..لايملك من خطة سوى الصبر..
داي جو-توقعت مايحدث..يدس جواسيسه بين العامة ويثير الفتن بيني وبينهم ..
تنهد مغمض العينين -جلالته صحته متضررة جداً أخشى إستغلاله من قبل عمي..صعبت ألامور علينا يونغ هو..لأول مرة أشعر بالاحباط واليأس..
-لم أتعود على رؤيتك تعاني..تجلد أخي فخلفك قوة ستسحق من يتجرأ عليها..مايؤلمني حديثهم عنك بالسوء هل نسوا أفضالك بهذه السرعة..
دخل الحارسان الشخصيان لداي جو ويونغ هو ..قال أحدهم بإنفعال-حصل إنقلاب سموكما..
يونغ هو-إنقلاب!!!
قال الثاني-الوزراء والمستشارين الموالين لسموكما إنقلبوا عليكما ويطالبون بتنحية سموك داي جو..
ضرب يونغ هو الطاولة بعصبية-أولئك الخونة..لاشك أنهم هُدِدوا ..
أضاف ألاول-وعقد جلالته جلسة لمناقشة التهم الموجهة إليكما يطالب بحضوركما فوراً ..
تحققت مخاوفه وهاهو ينهض الآن بكل ماتبقى له من كبرياء لا يملك له سوى طاعة الملك..قال لحارسه..
-خذ رجالي وأذهبوا إلى المتمردين لايبقى أحد منكم هنا وإلا قتلتم ..
-مولاي..وأنت لن نغادر بدونك..
-لن أضحي بكم أكثر..ولن أقول المزيد غادر..حتى أنت أخي إفعل مثلي..
يونغ هو لحارسه-أطلب منهم الرحيل مع رجال أخي..وأبقى أنت إلى جواري..
خرجا ليقول داي جو برنة أمل-سنحاول تبرئتنا وإن لم تنفع محاولاتنا فهناك من سينقذنا..آسف أخي لجرك معي
"أون سون ليتكِ هنا أحتاجكِ حقاً ..أين أنتي"
يونغ هو-أخبرتك سابقاً لاأفعل هذا لرد دينك لي كلا بل لأنك أخي
توجها للقاعة وقبيل دخولهم إلتقوا بعمهما إنحنيا له ولولا قيمهما ومبادئهما المفروضة عليهما في إحترام الاكبر سناً لهجما عليه وسووا به الأرض خزهما بنظراته المتعالية ليقول بإبتسامة فوز
-ولى زمنكما..ستسقطان في القاع ولن يقدر أحد على إنتشالكما
داي جو -سنجرك معنا ..
-كيف بإدلة مزيفة..أو دليلك على أني أرسلت قتلة لقتل يونغ هو
-شئ مثل ماقلت..
ضحك بخبث وهو يسحب شيئاً مخبئ في جيب ردائه..
-أملك ماتزعم أنه دليلك ضدي..
فغر يونغ هو فاهه عجباً بينما داي جو أخفى مايخالجه من إنفعالات ..نفس الدليل الذي حصل عليه داي جو بتحقيقاته المستمرة عن كشف من حاول إغتيال يونغ هو ..بين يدي عمه
تشونغ-أرى أنك تتسائل من أين حصلت عليه ..سأجيبكما بما أن أمركما إنتهى ..دسست بين رجالك جاسوس وهو من أتى لي به وهو في طريقه الآن لقتل رجالك..كم أشفق عليهم أميرهم لاقوة له الان لإنقاذهم..
إختفت ضحكاته الشريرة وهو يدخل القاعة بينما الاميران متسمران لايقويان على الحركة..أتى حارس يونغ هو فأخبره سيده
-خذ ماتبقى لنا من رجال هنا وأتبعوا رفاقكم جاسوس عمي ورجاله في طريقهم للقضاء عليهم..أسرع..
إستدار لداي جو-لما أخبرنا عمي بمايخطط إليه ..
-لأنه متأكد من فوزه لندخل..
دخلا وألاعين تنهشهما من كانوا موالين لهما يوماً ناكسي رؤوسهم نادمين لفعلتهم ماذا يصنعون وقد هددوا بقتل عوائلهم وسرقة إرثهم.. الخيانة هي من ستبقي على حياتهم..في مكان آخر رجال أمير داي جو إستعدوا للإنطلاق إلى معقل المتمردين خرجوا من مركزهم ويضهر لهم من العدم رجال أمير تشونغ وبينهم جاسوسه فطن حارس داي جو الشخصي لماسيقومون به أعطى الأمر لرجاله بالقتال لتدور معركة شرسة قتل فيها نصف أتباع داي جو حتى جاء المدد..رجال الامير يونغ هو بسهامهم الطائرة أردتهم قتلى قفز حارس داي جو على رفيقه الخائن الذي باع نفسه لأمير تشونغ وطعنه..فر من بقي حياً وبقي آخرون جثثاً ترقد رقدتهاالاخيرة ..جمع رجال الأميرين جثث رفاقهم على ضهور أحصنة وفروا حيث سيجتمعون عند المتمردين.جثا ألاميران على ركبتيهما مرهفان السمع لما سينطق به الملك وعوضاً عنه أخذ أمير تشونغ زمام المبادرة ..
-جلالتك..هذان إلاثنان متهمان بالخيانة إنها لجريمة عظمى ترتكب من قبل صاحبي السمو..
الملك وهو يجاهد في الكلام لتكاثف المرض عليه-وما دليلك على خيانتهما؟
-إنهما متواطئان مع المتمردين أولئك الخونة الذين قتلوا نبلاء المملكة وينادون بإسقاط حكمك ..ألا يعني من فعلتهما إنهما يريدان العرش ..إنهما يسيئان إليك..جلالتك..
داي جو-طلب جلالته دليل فأين دليلك؟
أشار تشونغ لحارس بالدخول معه رجل مربوط بالحبال يتعثر في مشيه لمافيه من تعب وإرهاق إثر تعذيبه المستمر
-هذا واحد منهم قبضنا عليه وهو يتسلل للقصر يريد مقابلة أمير داي جو جعلناه يعترف بكل شئ حتى عن مكان تواجد المتمردين..
نظر الاميران له وكما ضنا كان فعلاً منهم ..يأس يونغ هو بإعتراف هذا الرجل عليهما وعن مكان تواجد المتمردين فنسبة نجاتهم صفر إن تم محوهم فمن سينقذهم وقد علقوا آمالهم بهؤلاء الرجال.
أكمل تشونغ-ليس هذا وحسب قام بترحيل قرية كاملة إلى مقاطعة"..."متعاقداً مع حاكمها بتقديم مؤن وتلبية حاجات أهالي القرية من مالنا الخاص بدون إذن منك جلالتك ..أوليست هذه بخيانة..
قال داي جو مدافعاً-إنهم أبناء أرضنا وواجب علينا كسوتهم لإننا حكام هذه الأرض..فعلت فعلتي لعلمي أن لامكان لهم هنا من سيستقبلهم من سينقذهم مماهم فيه إن لم نكن نحن إخوتهم..
تشونغ-ولماذا أتممتها سراً؟
-لأني أعلم أن جلالته سيرفض توفير أرض لهم لضغط الوزراء عليه
تشونغ-جلالتك..أسمعت كيف يتحدث إنها إهانة لك يشك بقدرتك على التعامل مع شعبك..يريد أن يبرهن لك أنه خير منك أهلٌ للحكم عنك..
يونغ هو-جلالتك أرجوك لا تستمع إليه لم نقصد سوى فعل الخير إنه يحاول إثارة الفتن والقلاقل بيننا..
تشونغ-أسمعت كيف يتحدث هذا الإبن العاق ..مولاي إنطق بحكمك..
ردد الوزراء والمستشارون بصوت واحد-جلالتك..إنطق بحكمك
الملك -تملكان ماتدافعان به ؟
أقر داي جو بهزيمته وحتى لو حاول تبرير أفعاله فلن يسكت ألافواه التي تنادي وتطلب سقوطه ..
-لا أملك ولكن إعلم جيداً إني مافعلت هذا إلا لحمايتك..ضع كل الملومة علي لاعلاقة لأخي يونغ هو بي..
يونغ هو-كلا..ماذا تفعل..
قال أحد الوزراء-جلالتك بموجب قانون البلاط العقوبة هي إلاعدام
بدأ الملك بالسعال بقوة يريد تأجيل الجلسة لوقت آخر حتى يتسنى لولديه الإتيان بحجة تبطل كل التهم الموجهة إليهما لكن غلبه المرض أغمي عليه فأمر تشونغ الحرس بحمله لغرفته وإستدعاء طبيب..إقترب من داي جو وقال
-من لايعي لعبة السلطة لا يستحق الحكم ..لم تلعب جيداً لذا لاتستحق الحكم..خذوهما للسجن الآن..
داي جو بإنفعال-جلالته يحتاج إلينا نريد البقاء بجانبه..
-مايحتاج إليه هو أنا والطبيب ..ماذا تنتظرون خذوهما..
يونغ هو-لم ينطق بالحكم علينا بعد ..لن تفعل هذا..إبتعدوا ..
جاء الحرس وأخروجهما قاومهم يونغ هو وراح يشتمهم ويلعنهم -أيها الخونة الحقراء نحن الاميران داي جو ويونغ هو ماذا تضنون أنفسكم فاعلون ..
تمكنوا منه وساقوهم لسجنهم.بقيت ملكة سوبين بجوار الملك وهي خائفة ترتعد تدعو أن يصحو وينقذ ولدها مماهو فيه ..
-أيها الطبيب ماحالته..؟
إصفر وجه الطبيب -لن يعيش اليوم..أنا..آسف..
بدأت بالنحيب ..دخل عليهم تشونغ قائلاً للحرس
-رافقوا صاحبة الجلالة لغرفتها وأمنعوها من الخروج..
سوبين-ماتضن نفسك فاعلاً ها..أنا الملكة من أنت لتحبسني..
تشونغ-ستمكثين بغرفتك وحتى آمر بخروجك ستخرجين خذوها..
إقتربوا منها ليسحبوها فنهرتهم -سأمشي لوحدي..تشونغ لن تسلم من هذا ستكون نهايتك شنيعة ثق بكلامي..
خرجت ليقترب من سرير الملك يجلس قربه
-مولاي..أولادك خانوك أنا الوحيد المتبقي لك..سأحمي العرش بكل ماأوتيت من قوة ..أخرج ورقة من جيبه ..-كل ماأحتاجه هو ختمك لأتمكن من حمايته وإلا أعوان داي جو وغيره من أعينهم على العرش سيسلبونه منا ويدمروا أمتنا..
قال الملك برنة ألم وقهر-ناولني الختم..أولادي جلبوا العار لأسيادنا ..أعطاه الختم وختم أمر تتويجه كملك من بعده..
-إحميه جيداً ..إحمي مملكتنا عدني..
أمسك تشونغ بيده -لاتقلق ستكون بإمان بين يدي..
تلاشى النور من عينيه أسبلها ولفظ أنفاسه الأخيرة ليبدأ عهد جديد من بعده عهد الملك تشونغ-أنتظرت هذا اليوم سنين طويلة أرقد يا أخي بسلام..صاح بأعلى صوته مدعياً الحزن ليعلم الجميع بموت صاحب الجلالة..جلس على عرشه مزهواً بنفسه آمراً بإعدام داي جو ويونغ هو.لبسوا ثوب الحداد من العامة من حزن لموت الملك ومنهم من لعنه وتمنى له حياة الجحيم بسبب ماجاء به إليهم من فقر وبؤس ومذلة.
عاد حارس داي جو متخفياً في ضهيرة اليوم التالي أفقد رجلان ممن يحرسان وعيهما ودخل محدثاً سيده وراء القضبان..
-مولاي لم يتبقى الكثير منا قتلوا على يد رجال سمو تشونغ إنهم في طريقهم للمتمردين لوضع خطة إنقاذ سموكما..
داي جو -فات الاوان عمي أرسل رجاله للقضاء على المتمردين يعلم بموقعهم إذهب وأعلم زعيمهم ليتركوا مكانهم لآخر ..
-وأنت مولاي..س..سأخرجكما عند عودتي..
يونغ هو بيإس-هذا إن لم نعدم الآن ..
مضى الحارس في طريقه كما مضت أون سون تبحث عن وادي الوحوش بدأ الليل يلقي يطغى على السماء وهي لاتزال على حصانها تطير به بلا كلل أو تململ"وونغ..ليتك معي في رحلتي ليتني أخبرك السبب الحقيقي لرفض حبك وحب من قبلك لي ليتني أخبرك أن من سأقابله هو حبي من الماضي هو مرضي الذي شفيت منه بعد معاناة..نعم كان حبي مرضاً لهذا خشيت التعلق بأحد إلى جانب إنه يعيقني عن مسعاي فهو المرض الوحيد الذي أصبت به..معلمي هوانغ..شفيت من حبك بعد رحيلك هل ياترى سيعود مرضي لولا إني أحتاجك الآن لما قطعت كل هذه المسافة "وصلت للوادي الموحش ربطت حصانها بجذع شجرة وذهبت حيث ناراً مشتعلة في كومة أخشاب..
-مرحباً هل من أحد هنا..سمعت أصوات خشخشة بين الاعشاش فأستلت سيفها..ست أشخاص على وجوههم أقنعة لوجوه حيوانات ويمسكون رماح زمجر أحدهم-من أنت ؟
-جئت لمقابلة الزعيم هوانغ ..
-لا أحد هنا بهذا الاسم لن تخرج من هنا حياً..إستعد لموتك..
نزل آخر من فوق شجرة بنفس مظهرهم فسحوا له المجال وتقدمهم -إن أردت مقابلته عليك التغلب علي..
-بسيطة..ولعلمك أنا أمرأة ..
-جميل..ياحلوتي..تعالي إلي
تواجها هو برمحه وهي بسيفه أسقطه من يدها ووثب عليها مثبتاً يديها على الأرض-غلبتكِ عشرات المرات ولامرة واحدة غلبتني أون سون..رفع يده اليمنى عن يدها وخلع قناعه كان حسن الوجه بتلك المحاسن التي تثير قلب أنثى صاحب العينين العسليتين لقب عرف عنه يوم كان أحد قاطني قرية أون سون العينين التي هامت بهما أون سون حباً وشغفاً طويل عريض المنكبين مفتول العضلات يجمع صفات المرح والجد والشراسة ايضاً قام لتقوم منحنية -معلمي..كيف أنت ؟"لم ينبض قلبي هذا مريح"
وبدون مقدمات جذبها من يدها وأعتصر جسدها قائلاً بنبرة مابين الحزن والفرح-إشتقت إليكِ..أنتي ..أنتي حية ..
نبض قلبها نبضته الأولى وتعود إليها تلك المشاعر معه وحده تشعربها..-وأنت حي..
بعمر الثانية عشر تخلى والدها عن تدريبها وأستعان بالفتى الذي يكبرها بسبع سنوات والذي عرف عنه أنه أشرس مقاتل إبن أعظم مدرب شهدت له القرية..كان معلمها وصديقها الوحيد من قضت معه مراحل مراهقتها وفي كل يوم تزداد تعلقاً به بعمر الخامسة عشر أحبته بأنانية رفضت الابتعاد عنه ورفضت تملكه من قبل شخص آخر نست معه وعودها بتطهير أرضهم من المجرمين لم تفصح عن شعورها له وجاء الوقت الذي تشجعت فيه ليتحطم قلبها موت والده على يد نبيل ليرحل من القرية ساعياً للانتقام لوالده وبدء رحلته في التطهير..لم تشفى من حبه وعانت حتى عادت لرشدها يوم ألتقت بقائد حركة تحرير العبيد لهت نفسها في القتال والترحال هنا وهناك حتى تخلصت من حبه ولم تحقد عليه وأقسمت بعدها أن الحب سيكون خطاً أحمر فبسببه تأذت وبسببه رحل من أحبته وبسببه أقفلت على قلبها لتمارس مهنتها وتحقق هدفها الاسمى.بحلق بها طويلاً أزعجها مايفعله
-لماذا تبحلق بي هكذا؟
لمس خدها براحة يده -من شوه وجه تلميذتي العزيزة ..
أبعدت يده برفق-شخص ميت..لمس يداها -يداكِ خشنتان ..
أجابت وهي تبعدها عنه-بفعل السيف وكأنك لا تدري..
-كانت يداكَِ ناعمة -سنظل واقفين تعبت ..-تعالي معي..
كان في الوادي أشبه مايكون بالمعسكر خيم كبيرة وكثيرة تملؤه دخلت إحداها معه وأمر بإحظار الطعام..جلست على الارض أمامه
متربعة بادرها بالسؤال-لقد أخبرني سيد تشوي كل شئ ورحت أبحث عنكِ في كل مكان..ثم تبدلت نبرته للاسف مشيراً للماضي
-اعتذر لاني توقفت عن كتابة الرسائل لكِ..الحراس الملكيين كانوا يطاردونا لقتلنا عدداً من النبلاء ونهب ثرواتهم فاضطررنا لتغيير مقرنا..
أوشكت أن تسأله الكثير عن حياته التي قضاها بعيداً عنها أن تلومه لتركها فقالت تغير الموضوع-لست هنا بصدد الحديث عن الماضي بإمكاننا تأجيل هذا ..الوقت يداهمنا ..
-أنتي هنا لأجل مصلحة إذاً وليس لر..تمنى إن مجيئها لرؤيته فأخفى خيبة ضنه-قولي ماتريدين..
-معظم رجالي لقوا حتفهم ومن تبقى قُطعت صلتي بهم ولا أدري أين هم الآن..ساعدني أو لأقول بصيغة أخرى أدمج قوتك مع المتمردين..لنساعد معا ألامير داي جو على إستعادة عرشه..
-أووو..ذاك الامير الخائن سمعت أنه سيعدم..
أهتز بدنها وأرتجف صوتها-س..سيعدم..لايمكن..
جثت على ركبتيها متوسلة-أرجوك أعطني عدداً من رجالك علي إنقاذه حالاً ..
جعلته بحركتها يشك بوجود علاقة بينهما-هل..تحبين هذا الشخص؟
رفعت رأسها مستغربة سؤاله-لما تسأل ..أريد رد أفضاله علي..
-لنقل أنقذتيه..إستعاد عرشه ..هل بإمكاننا إإتمانه على أرضنا على شعبنا..أم سيكون كغيره ممن سبقوه من الحكام؟
-أضنه خير رجل يمكننا إلاعتماد عليه..
-تضنين!!أفهم أنكِ لا تثقين به جيداً..
لاذت بالصمت فقدت الثقة بمن حولها بعد تعرضها للخداع ومايشغل عقلها سوى رد أفضاله..
-سنعرف هذا إن أنقذناه..ثم لانعلم إن كان سيستعيد عرشه ..
-مايهمكِ إذاً سوى رد أفضاله عليكِ..وتريدين مني المجازفة والتضحية برجالي لرجل لاتثقين به..
-إن قلت إني أثق به هل ستعطيني رجالك؟
-سأعطيكِ إياهم إلا إن نسبة ثقتكِ به ضئيلة أرى هذا في عينيكِ
صمتت بعدها أضافت-سأنقذه وأساعده في إستعادة عرشه إن إستعاده و فسد في الارض أقسم لك سأقتله بيدي ..هل يريحك هذا..
-ماأسهل القول وماأصعب الفعل..تجعلينني محتار في إتخاذ قراري..
إنتظرت منه القبول وحين لم يبدي أي رد فعل نهضت منحنية ..
-أتفهم وضعك ..معلمي..تضحي برجالك لقضية نسبة نجاحها ضئيلة شئ لا ألومك عليه..سأذهب وحدي الوقت يداهمني..شكراً على حسن ضيافتك..
قام من مجلسه ليمنعها-إنه الليل إنتظري للصباح..
قالت بإبتسامة جدية-لا أخشى الليل.. الليل يخشاني..الليل للجبناء..أولته ضهرها وخرجت..أحس في قولها إهانة له توهم أنها خصته بالجبن فعز على نفسه الخسارة أمامها والظهور بمظهر الجبناء..تبعها..-سأعطيكِ ماتريدين..وسأذهب بنفسي معكِ
توقفت في مشيها وأستدارت له-غيرت رأيك..لماذا؟
-أريد رؤية من ستعبرين الليل لأجله هل يستحق جهودكِ..
فهمت مايريد قوله-لاتأخذ الامر على نحو شخصي..أخبرتك..
قاطعها-تردين أفضاله..فهمت..
-قلبي ينتمي لي ليس ملك أحد ..
-حتى لي؟!!! -من قال إن قلبي لك؟..-شعرت بمشاعركِ بعد رحيلي عنكِ..
-كنت مراهقة لاتفقه شيئاً..أنا شخص جديد لست الطفلة التي عهدتها..أرتأت إنهاء الكلام قبل إنجرافها معه في ذكريات تعيد لها جراحاً جاهدت في نسيانها..
-هل ستعطيني رجالك أم لا..
-نامي ليلك هنا وفي الصباح سيكون فيه حديث آخر..
-وأين سأنام؟...قال على سبيل المزاح-معي في خيمتي ..
-أكره المزاح ...هوانغ-أعلم مذ كنتي طفلة وأنتي تكرهين المزاح نامي في خيمتي وسأنام في أخرى..
تتبعتها عيناه حتى أختفت من أمامه"أون سون تلميذتي الصغيرة أحبكِ اريد قولها لكِ لكن ليس الآن ..قلبكِ قاسي ياصغيرتي أيمكن أن أكون سبباً في شخصيتكِ هذه..لو فقط تستمعين لماعانيت في سنواتي الماضيات ..اليوم الذي ذهبت فيه إلى قريتك لأزف لكِ خبر ثأري لأطلبك من سيد تشوي أن تكوني زوجة لي..ألقي القبض علي على يد حراس من قتلته..عذبت حتى الموت..كان بإمكاني الموت لكن وجهك ضهر أمامي من العدم..لأجلكِ إستعدت روحي حتى فررت منهم..لو تسمحي لي أن أخبركِ لماذا لم آتي بعد فراري إليكِ..لأني سمعت خبر إنخراطكِ في حركة تحرير العبيد حينها علمت أن حلمكِ الذي لم تنفكي تتحدثين به معي قد تحقق ومن أنا لأمنعكِ منه..الآن لن تهربي مني لأني على ثقة بأن خلف قلبك المتحجر مشاعر محبوسة تنتظر يومها لتتحرر سأستعيدك ولا ذاك الامير ولا أي رجل سيأخذكِ مني "
القصر ..ذات الليلة ..يونغ هو نائم وداي جو جالس في زواية متربعا يفكر بالماضي والحاضر والمستقبل..تسلل إلى مسامعه خطوات أقدام وضحت حين وقف صاحبها أمام الزنزانة يهمس
-أمير داي جو إنه أنا..ميز صوته فقام يتأكد أكثر..قفز يونغ هو من نومه يدنو من أخيه ..الزائر وزير كبير في السن ملتحي كان موالياً لداي جو وخانه كما فعل رفاقه..ثار يونغ هو وبدأ يشتمه -أيها الخائن اللعين ماذا جاء بك تتشمت بنا..وضع داي جو يده على كتفه -إهدئ ولنستمع لماعنده..الوزير-مافعلته شنيع وأستحق الموت عليه..لم نملك خيار سموك هددنا بقتل عوائلنا ماذا كنت ستفعل لو كنت محلنا..
داي جو-جئت لتخبرني هذا؟..الوزير-اعتذر ..سأنقذكما يوم الاعدام بعد غد ثقا بي ..يونغ هو -نثق بخائن مثلك ها..ماهو دافعك..
الوزير-لازلت مخلصا لكما ولم أنسى صنيعك أبداً أمير داي جو سأخاطر بحياتي لأجلك..الحرس منتشرون في كل ركن من القصر لا أقدر الآن على إخراجكما..وغداً سيكون هناك إجتماع سأضطر فيه الى الحظور..مولاي..أنت أملنا الوحيد ..الملك تشونغ سيحرق الاخضر واليابس أرجوك إستعد عرشك وقد أمتنا نحو النور..
عاد له حماسه -أعدك أنا الامير داي جو على إستعادة عرشي والنهوض بأمتنا..وصاحبة الجلالة ووالدة يونغ هو ماذا سيحل بهم
الوزير-أخطط لاخراجهما أيضاً لتلتقوا جميعا وأخبئكم في مكان آمن
داي جو-نعتمد عليك لاتخيب ضني..
يونغ هو-سؤال آخر..القبائل الموالية لنا ماذا حل بهم
الوزير-تحت رحمة تشونغ..سأذهب وإلا فطنوا بي..
يونغ هو -تبا له من أين له كل هذه القوة..
داي جو-قلبي الآن مع رجالي أرسلتهم لحتفهم ماان يلتحقوا بالمتمردين رجال عمي سيقضون عليهم..
يونغ هو-وحارسك الشخصي تأخر كثيرا بالمجئ ..
مهجع الملكة سوبين..تطوف في الغرفة بثوب الحداد ألابيض قلبها ينزف ألماً لفقدان زوجها حتى إنه لم يسمح لها بحظور جنازته..تتمنى الموت أيضاً فمن لها بعد وفاة زوجها وإبنها سيعدم دخلت عليها الاميرة سونغ هي فأسرعت إليها تمسكها من يدها وتقول بصوت مبحوح-عزيزتي..أنتي بخير لم يؤذوكِ؟
سونغ هي-كلا..تعازي الحارة لكِ جلالتك..
-أخلفت وعدي معكِ بأني سأجعلك ملكة..لانعلم ماذا سيفعل بنا تشونغ..
-ومن قال لن أكون ملكة...سوبين-كيف!!"
-بالتأكيد لن أكون زوجة لجثة ..فالامير داي جو سيعدم ولن اكون زوجة لتاي جو الذي هرب من القصر ..
-هرب!!!ما..
-نعم..سمعت أنه نهب أموالاً تكفيه لعيش حياته برغد مع جارياته ولم يعلم أحد بمكانه..
-يالسوء لحظي بولديّ..و..ووكيف ستصبحين ملكة هاا..
-سأتزوج من جلالة الملك تشونغ..
لهول صدمتها خانتها قدماها فسحبت كرسيا تجلس عليه..
-هل جننتي..هاا..تقترفين خطأً فادحاً عودي لرشدك سونغ هي..
-هذه الطريقة الوحيدة لحفظ الحلف بين المملكتين ..
-أنتي مخدوعة ..خدعكِ محترف الخداع والنفاق ذاك..بعهده سيشن حرباً على شيلا..تأكدي من كلامي..لطالما أبدى مقته لشيلا..أتوسل إليكِ عودي لرشدك..
-أخبرتني أن أكون ملكة مهما صار وسأفعل..قضيت حياتي في البؤس وبعد المنفى بذلت جهدي لأثأر لوالدتي ..لم أرتح أبداً هذه المرة سأفعل ماأريد كل ماحرمت منه كل ماأشتهيته وأنا طفلة سامحيني خالتي لأني لن أفعل ماتريدين ..سأطلب من جلالته أن تعيشي معززة مكرمة بيننا..لست نادمة على أفعالي ولن أندم
تولت عنها وثارت سوبين تبكي وتبكي حتى أغمي عليها.
اليوم التالي..حارس الامير داي جو زاره سراً وطلب منه إخبار المتمردين بقيام الملك تشونغ بإرسال رجاله لمحوهم من الوجود فعل ما أمر ..وصل لمكانهم في الضهيرة ماوجده سوى جثث تأكل الغربان منها..جثى على ركبتيه منكسراً حزينا لسيده الذي لم يعد يملك مايحتمي به..لم يفقد الأمل أخذ على عاتقه مهمة إنقاذ سيده وصديقه من قضى عمره برفقته..هذا الوقت تجهز رجال هوانغ لمهمة إلانقاذ..عددهم ثلاثون والبقية من عددهم مائة وخمسون بقيوا في أماكنهم ..خرجت بهم أون سون وهوانغ على ضهور أحصنة زلزلت الارض زلزالها وأخرجت من هم متلهفون لما سيصنع البشر.
يوم الاعدام..جروهم بالسلاسل بين حشود تهتف لقتلهم وحشود تنادي لنجدتهم ..سرعان ماخرست تلك الافواه وبلغت القلوب الحناجر على تهديد الحرس بمعاقبة كل من يوالي الاميرين..كان داي جو هادئاً يعلم إن خطة الوزير ستفشل كعلمه بموت أتباعه لا وجود لمن سينقذه وأخاه ..فحري به الاستسلام والموت مع من ماتوا قبله..مايخشاه مقابلة أرواح رجاله..بأي وجه ستلتقي روحه بأرواحهم..هل ستنفع إعتذاراته لهم وهو من قادهم لحتفهم.ً
أنتبذت أون سون وهوانغ مكاناً خلف نزل صدف وإن كان موقعه مقابلا لموقع الاعدام..وضعوا فيه خطتهم للانقاذ..توالى عليهم مجموعة من رجال ملثمين..أشهرت أون سون والرجال سيوفهم ضد هؤلاء الغرباء..ثم مالبثوا إن توالت مجاميع أخرى عليهم لتصير أون سون وهوانغ وأتباعهم في مواجهة مع الفريقين المجهولي الهوية..الفريق ألاخير قائدهم عرف أون سون من صوتها وهي تسالهم التعريف عن هويتهم فخلع لثامه وكذا فعل من بجانبه صاحت بعجب -سيدي الزعيم..ثم ألتفتت لمرافقه-جونغ..
الفريق الثاني خلعوا لثامهم وقائدهم كان حارس داي جو الشخصي ومن معه أتباع الوزير الذي تعهد بإنقاذ الاميرين..
-سيدي..أنتم أحياء..ذهبت لمقركم لم أرى سوى جثثاً..
الزعيم-إنها جثث أعوان تشونغ فاجأونا بضربتهم لكنا تفوقنا عليهم وغيرنا مقرنا
-هذا يعني إن رفاقي وأتباع صاحب السمو بخير..
-نعم..
قاطعتهم أون سون فبينما هم يتحدثون هناك من سيموت..وضعوا خطة جديدة..لُف الحبل حول عنقي الأميرين..يونغ هو..
-أخي موتنا محتم..سامحني على كل مابدر مني..
داي جو-سامحني أنا أيضاً..أنا شخص فاشل أرسلت من أكترث إليهم لموتهم..أستحق الجحيم..
أشار الحارس لبدء العملية وبإشارته سهام متطايرة رشقت على صدور الحرس والجنود أطلقها رجال هوانغ..شقت أون سون وجونغ ورجالهم طريقهم بين الحشود المتراكضة تنقذ أرواحها..قتلت من حاصروها وهدفها التالي جنود يسحبون الاميرين بعيداً..دخل هوانغ الساحة وتبعها يذبح من يحاولون الهجوم عليها ومن معها..وصلت لهدفها ودكت بهم الارض..أثلج صدر الاميرين وراحوا يقاتلون معاً..جاء المدد من جند وحرس ألتفوا حولهم وضيقوا الخناق عليهم..أعطى هوانغ إشارة لرجاله بإطلاق السهام..تفسح لهم المجال..أخذت أون سون والحارس الشخصي لداي جو الاميرين حيث ينتظر الزعيم وخلفهم هوانغ وجونغ يحمون ضهورهم والحرية فرشت ذراعيها لهم.وجهتهم التالية مقر المتمردين الجديد هناك حيث أجتمع كل من يوالي داي جو..وألتقى الاميرين بوالدتيهما ..هناك أقسم لهم بروح المحارب على إستعادة عرشه وإعطاء السلام لأرضهم..في هذه الفترة أرسلت الاميرة سونغ هي رجالاً لشيلا لقتل الملكة شو ومساعيهم باءت بالفشل إذ إنها كانت في القصر تسترجع حكمها بعد موت الملك متأثراً بالسم المدسوس إليه في أطعمته من قبل محظية ولي عهده..عانى منه لمدة أسبوع تعذب فيه حتى وافاه الاجل وتوج ولي عهده ملكاً أخضع بفضل الامبراطور الجديد معارضيه ومارس سلطته كملك للبلاد.
بعد سنتين وثماني أشهر..عانت غوغوريو من طامتها الكبرى..ملكهم من خُدِعوا به وصفقوا له ذوقهم عذاباً مريراً..قتلهم..سبى بناتهم كجاريات له..أشعل حربا مع شيلا خسر فيها نصف شعبه حتى أستسلم وأنشغلت شيلا عنهم بحروبها مع ممالك أخرى..وغرق في بحر من الملذات والشهوات ..الملكة سونغ هي لم تقل عنه بل فسدت أيضاً تمنت يوماً أن لاتكون شبيهة شو وهاهي الان تفوقها شراً ومكراً..
بعد سنتين وثماني أشهر..عانت غوغوريو من طامتها الكبرى..ملكهم من خُدِعوا به وصفقوا له ذوقهم عذاباً مريراً..قتلهم..سبى بناتهم كجاريات له..أشعل حربا مع شيلا خسر فيها نصف شعبه حتى أستسلم وأنشغلت شيلا عنهم بحروبها مع ممالك أخرى..وغرق في بحر من الملذات والشهوات ..الملكة سونغ هي لم تقل عنه بل فسدت أيضاً تمنت يوماً أن لاتكون شبيهة شو وهاهي الان تفوقها شراً ومكراً..حققت كل ماتمنته وأكثر.. وانغ يو عاد لشيلا لحظور مأتم والده وغاب عنها سنة كاملة..جند داي جو جنوداً لايقهرون بمساعدة أون سون وغيرها من مناصريه..أنظمت له عدداً من القبائل والمقاطعات الضائقة بحكم تشونغ وأمدوه بالقوة..أرسل تشونغ رجاله للقضاء عليهم ولم يفلح وأنشغل بحرب أخرى مع مملكة أخرى..حرب نشبت بين داي جو وهوانغ بربح قلب أون سون ورفضتهما معاً وأشغلت نفسها بالتدريبات وزيارة أهلها سراً وأملها الوحيد..سلامٌ لأرضها المخضبة بالدماء..
دقت ساعة الصفر..ليلة هوجاء ..ورياح وهبت للأرض رجالاً ذبحوا من يحرسون بوابة القصر..فتحها لهم من الداخل جند تابعون لأربعة وزراء أنقلبوا على ملكهم سراً وتعاونوا مع داي جو..دخلها بزي محارب عن يمينه يونغ هو وعن شماله أون سون خلفها هوانغ وجونغ والزعيم مع نفر من رجال..كان تشونغ ومن معه غارقين في السكر والرقص..أفزعتهم أصوات السيوف..شُرع باب القاعة الملكية ودخلها داب جو ومن معه ذبحوا المتعفنين بالخمر ..لا شئ سوى دماء حارة تلوثت بها الارض ورحبت بمن عاثوا فيها تعذبهم وتروي ضمأها فيهم..تشونغ مرتجف في مكانه وقف أمامه داي جو -عمي..إستسلم مات أعوانك
إلتقط سيفا من على الارض وراح يصوبه نحوه..تراجع خطوات للخلف وتقدم إليه داي جوليقتله..إستفزته إبتسامة عمه.. دفع تشونغ برجله باباً سرياً في الحائط وأختفى فيه..تبعه رجال داي جو ولا أثر له..في اليوم التالي جلس على عرشه مفتخراً بنصره أول أوامره لزعيم المتمردين إيجاد عمه وقتله..أعطى لأون سون مهمتها الاخيرة بإعادة الملكة سونغ هي لشيلا لرفضها المكوث بينهم.
سارت أون سون وهوانغ وعدد من الرجال لشيلا يعيدون ملكتهم السابقة لموطنها..في الظلام طلبت منهم التوقف للراحة في بقعة صحراوية ..نصبوا لها خيمةوشددت الحراسة عليها..فكرت بدخول الخيمة لتتاكد من صحة سونغ هي شد سمعها همس ورحلت حواسها تلتقط الكلام..
سونغ هي ل كي -سنتسلل منهم بخفة بعد قليل
كي-هذا خطر جلالتك..الجنود منتشرون في كل مكان..
سونغ هي-ستدخلين حارسين هنا بحجة مرضي ونقتلهما ونرتدي ثيابهما..
كي-مولاتي ..هذا خطر أشك بنجاحنا..
-لانملك سواها..علينا المحاولة تشونغ ينتظرني عند الحدود..ً
مسحت على بطنها -سنهرب معا ونجمع قوة نستعيد بها عرشنا وسأجعل طفلي يخلفه ويدمر اعدائنا..
-فرضا نجحت خطتنا كيف سنسير للحدود وأنتي في الاشهر الاولى من الحمل ..أخاف على صحتك وصحة الجنين
عندما فر تشونغ لتلك الغرفة السرية أدت به لغرفة سرية أخرى في مهجع سونغ هي أختبأ عندها ..أخرجته بمساعدة وصيفاتها بإلبساه ثياب خادمة لثموا وجهه بحجة المرض ومرت الخدعة على حرس القصر وتواعدا الالتقاء عند الحدود
أبتسمت أون سون وطاف بذهنها خاطر لابد من تنفيذه والا ستتواصل الحروب ..أمرت الحرس بالابتعاد عن الخيمة وذهبت مع هوانغ وعدد من الرجال خلف الخيمة..خرجت كي ولم تبصر أحد أحظرت سونغ هي للخارج وأنتهزا فرصة خلو المكان..سارتاوبسرعة ليستوقفهما صوت أون سون..
-جلالتكِ الليل خطز فاين انتي ذاهبة
سونغ هي-هل ستقتلينني تقتلين ملكة غوغوريو
-كتتي ملكة..أما الان أنتي لاشئ مجرد خائنة..
-كيف تجرؤين..لم أخن أي أحد
-خنتي نفسكِ..قيمكِ..مبادئكِ..وطن كِ..شعبكِ
قالت بكل وقاحة-إنه ليس وطني وليسوا شعبي
-ألأنكِ من موطن آخرإستعملتي سياطكِ ضد غيرك..لوكانوا شعبك من موطنك هل ستتبعين نفس السياسة
-نعم سأفعل..الضعفاء لايستحقوا العيش..مهما عطفتي عليهم ومنحتهم مايريدون فسينقلبوا عليكِ
-في كلا الحالتين سينقلبوا عليك..لا أحبذ الحديث عن السياسة مهمتي فقط تخليص أرضنا من السياسين الفاسدين
-ملككِ الجديد ..هل يستحق ما تقومين به؟
-إنه في إختبار الآن إن فعل مافعل سابقيه سأقتله
-وإلى متى تنوين القيام بعملك ..الفساد لن ينتهي كل من يجلس على العرش يصبح طوع أمره يسحر بالملذات ألتي يقدمها لكِ
-أعلم الفساد والدمار لن ينتهي حتى تزول الارض ومن عليها..مادام هناك أشخاص مثلي فلن أخاف مولاتي ..أنا هي تلك الطفلة من اعادت لكِ لعبتك قبل سنوات
سونغ هي بدهشة -أنتي..مافائدة إخباري الان..
-فقط شعرت برغبة في اعلامك..مؤسف كان بامكاننا ان نلتقي بضروف أخرى..إستمعي وتمعني بقولي .
كِلتانا ضحيتانِ في هذا العالم القاسي يا أميرتي أُناس تموت ﻷجل أن يحيا أخرون وأُناس تحيا ﻷجل السلطة كما ينمو الزرع سريعاً ينمو الطمع والجشع وستُلون الأرضُ بدماء سكانها و لن يتوقف حمام الدم هذا إلا بإقتلاع الجذور المتعفنة أضنُ بأنني سأندم على ذلك ولكن لاعطائك السلام سأرسِلُكِ بعيداً ﻷجلك ﻷجل مليكنا ﻷجل الشعب ..
-ماذا تقصدين ..
-هذا..
وسعت من خطاها وبسرعة خاطفة كان سيفها قد غرس في بطن سونغ هي ..صرخت كي ..عانقت أون سون سونغ هي
-آسفة..ألمحارب يقتل بدم بارد ..عندما أخترت هذا الطريق عودت قلبي أن لايرف على مجرم ..مولاتي إن نجحت خطتك في الهرب لن نحظى بسلام ستلتحقين بتشونغ وسيجند جنودا يزحف بهم للقصر لإستعادة عرشه وسيتوج طفلك ..وستتوالى الحروب ..الموت راحة لك ولطفلك لن يلد في هذا الزمن ويصير طاغيا كوالده آسفة..صحيح بأني ساتندم فيما بعد هذه أول مرة أقتل فيها امراة لكني لا أملك خيارا هذه نهاية المتجبر..
أبعدتها عنها وبرفق مددتها على الارض لفظت نفسها الأخير وغادرت العالم ..أخذت كي تنوح رفعت بصرها لأون سون وقالت
-أقتليني ..أريد الموت مع سيدتي
- هذا ماترغبين به سأحققه..معلمي
فهم هوانغ ماتريد ..دنا من كي وغرس سيفه فيها
وجهت أوامرها لنفر من الرجال -أعيدوا الجثتين للقصر وأخبروا جلالته أن يدفنهما بشكل لائق
خصت أحدهم بمهمة-أحفظ رسالتي لجلالته حرفاً حرفاً
حفظ ماقالته له ورحل مع النفر للقصر..
-سنذهب الان للحدود لنواجه تشونغ ..
بمسيرة يوم ونصف يوم وصلوا عند الحدود عصراً..أتخذوا من معسكر مهجور مخبأً لهم.نشر هوانغ رجاله في الانحاء لمراقبة مجئ تشونغ.هتك سكون الليل صياح فارس جاء يبشرهم بوصول تشونغ مع زمرة من أتباعه تمركزوا عند واحة قريبة.تهللت أساريرهم أخيراً مسبب الحروب أمام مرأى من أنظارهم ماعليهم سوى شن الهجوم.أعطت إشارتها ونزحوا إليهم.كان تشونغ في خيمته تغلغل الخوف في صدره وهو يسمع صوت إحتدام السيوف أخذسيفه وأخرج رأسه يتلصص مارآه بث فيه الرعب أكثر وتيقن أنة نهايته قريبة لكن جثث أتباعه لم تثبط عزيمته في النجاةفروحه غالية ولن يسلبها منه أياً كان.وهو يتنطط في مشيته جاءه صوت ألفه-مولاي..أما أن تختارالحياة أو الموت..
قابلها وجها لوجه وزفر في حقد -أون سون ألن نخلص منكِ
-سأطارد أمثالك حتى في أحلامهم
-أما أنا أو أنتي الليلة أو لنمت معا
-إن قتلتني فستموت على أيديهم
-الملك لن يموت بدون قتال
-لن يفيد شمخوك سموك
طلبت منهم عدم التدخل فهو لها وحدها..أشرس وأبرع مقاتل وجدته لم تنازل شخصامثله في حياتها..تحول قتالهم قرب الواحة وهوانغ ورجاله تبعوهما..رفسته في بطنه وسقط في الواحة مع سيفه ..رفعت بسيفها تريد طعنه ليسبقها بغرس سيفه الذي التقطه من على قرب منه ببطنها قال متشمتا-لن أموت وحدي سترافقيني..جاهدت وهي تحاول غير إن الالم تمكن منها..ضعف بصرها وترنحت..لمحته بصعوبة وهو يريد طعنها مجددا فصدت ضربته وطعنته طعنة نفذت من قلبه لتخرج من ضهره وسقطت معه في الماء الصطبغ بدمهما..أسرع هوانغ إليها ينادي بإسمها إحتواها بين ذراعيه يجهش في البكاء كطفل رضيع ..سمعها تهمس بصعوبة-و..وونغ..قتلت قاتلك
هوانغ-لاتموتي..أحبكِ أون سون لاتموت
تدفق الدم من فمها -معلمي..أشعر بالالم ..سأموت بلغ سلامي لوالدي..
رفت عيناها وغابت عن الوجود..ظل يصرخ ويهتف بإسمها حتى أنتزعها منه رجاله..ضل يطعن بجثة تشونغ يلعنه ويسبه..لمسه شخص قائلاً-لم تمت ..قلبها لازال ينبض
مشى سريعاً إليها وضع أذنه على صدرها يستمع لنبضات قلبها الضعيفة..إنشرح صدره وأبتهج أخبروه عن طبيب مشهور في قريبة تبعد مسيرة يوم ..أمرهم بحمل جثة تشونغ الى القصر وإعلام داي جو بمصاب أون سون ..حملها على ضهر الحصان إلى حيث نجاتها..اليوم التالي.وصلوا بجثمان سونغ هي وخادمتهاللقصر..أشفقت الملكة سوبين على أبنة أختها وراحت تذرف الدموع ..قرأ حارس رسالة أون سون شفهيا للملك داي جو
-مولاي مافعلته إلا مصلحة لنا تواعدت مع تشونغ على عند الحدود للهرب والاستعانة بقوة تمكنهم من الزحف للقصر وإستعادة الحكم وأنا في طريقي لسحب تشونغ إليك ..أرجوك أحكم جيدا فربما لن أعيش لأشهد حكمك
أرتعد موتها شئ يفوق طاقته لام نفسه إن ماتت فسيكون هو قاتلها وحده من أوصلها لنهايتها ..لايمكن أن تموت هذا ماقاله أمر عددا من الجند بإيجادها وضل هو حبيس أوهامه القاتلة.
وصل للقرية حاملا جسدها بين ذراعيه يطوف الشوارع باحثا عن الطبيب المشهور..ساعده أحد المارة وأوصله لبيت الطبيب
-أرجوك ساعدها..أيها الطبيب ..أدخله بيته وأشرف وزوجته على علاجها..إنتهيا من عملهما وأنقض هوانغ على الطبيب يهز أكتافه ً
-كيف هي..قل لي
-لحسن حظها أن الطعنة لم تمس قلبها ..إنها في غيبوبة حاليا لانعلم متى ستستيقظ المهم سنستمر بتغذيتها السوائل والادوية حتى تستعيد صحتها..
زفر هوانغ براحة ..قال الطبيب بعد ماأبتسم -عجبب أمر هذه المرأة جسدها يرفض الموت إنها تدهشني أون سون..
هوانغ-هل تعرفها؟
مسح يديه بالمنديل وجلس على الكرسي -نعم..أنقذتها للمرة الثانية المرة الاولى عندما زج بنا في زنزانة معا كانت مصابة بسهم في ضهرها والان طعنة ..يالها من صدفة بعد كل هذه السنين نلتقي..
أنشغل داي جو بتصفية أتباع تشونغ ووضع قوانين جديدة ولم يكف عن التفكير في أون سون خاصة بعد علمه بإختفاءها نهائيا من قبل الرجال الذين أرسلهم لتتبعها ومما زاد من ثورته مجئ أتباع هوانغ بجثة عمه وإلقاء قنبلة تفجر بعدها لإشلاء يصعب لملمتها إلا برؤيتها..رفض تصديق فكرة موتها وراح يوهم نفسه أنها حية ونشر رجاله يبحثون عنها .
أرتعش جسدها..غمامة بيضاء أنقشعت عن عينيها..حركت رأسها يمنة ويسرة..تفحصت من يرقد بجوارها ..تحركت شفتاها تقول
-معلمي..ع..عطشة
أنتفض من مكانه تعثر وهو يأتي بالماء..رفع رقبتها لترتوي أعادها لوضعها-حمدا لله ضننتكِ لن تستيقضي..كنتي في غيبوبة لستة أيام..دخل الطبيب وزوجته -ها أستيقضت عاونوني بتحريكها وإلا سيُشل جسدها ..تعاونوا على رفعها وإجلاسها ..أكدت لهم قدرتها على تحريك أطرافها وإن ألمها قد زال وماتشعر سوى بدوار
-الطبيب سو هذا أنت ..
-واا..قدرتكِ على التذكر خارقة ..إلا متى سأنقذك ها
-ألم ترتحل؟
-نعم أرتحلت هنا وهناك حتى ألتقيت بحبيبة القلب وتزوجتها..
-مبارك لكما وشكراً على معالجتي عندما أستعيد قوتي سأكافأكما -لانريد شيئاً فقط أبعدي نفسك عن القتال وكافأي هوانغ المسكين ..حملقت بهوانغ وشكرته ولم يرد عليها.
بعد يومين..جهزت نفسها للخروج وأنتبه هوانغ لماتفعله
-أين ستذهبين وأنتي بهذه الحالة
-سأعود لأطمئن والداي وجلالته أيضاً سئمت من الجلوس أنابخير
لم تردعها توسلات الطبيب وهوانغ وماكان عليه إلا أن يتبعها.
إنشغل داي جو بتنظيف القصر من مخلفات تشونغ والدمار الذي سببه مع حاشيته..عين خدم ونصب وزراء جدد..أقام الجيش من جديد مستعيناً بالمتمردين وتنصيب زعيمهم قائداً ملكيا..وهو يتفصح رسائل وجهت إليه في القاعة الملكية دخلت عليه..ضنها وهما وسرعان ماتبدل الوهم لحقيقة..عانقها طويلاً وهو يقول
-أرسلت جنودي يبحثون عنك..ضننت أني فقدتكِ للابد
أزاحته عنها-أنا أمامك ومستعدة لتلقي أوامرك
-أريد مكافأتكِ..كوني ملكتي..أولا تملكين مشاعرً نحوي
لاتعرف ماتقول وأكتفت بالقول-إعجاب فقط..
-سيتحول لحب بمرور الأيام ..أنتي من أريد معي فكري سأمهلك وقتا
-مولاي..لا..
قاطعها-لاتقولي شيئاً ..سيرشدنكِ الخادمات لغرفتك
وهو يهم بالخروج قال-لن أنتظر أكثر
تبعت الخادمات لغرفتهافأوقفها هوانغ يسألها بفضول
-ماذا طلب منكِ جلالته
أجابت بصراحة-كوني ملكتي ..قال لي
سأل بإهتمام-ستلبين أمره؟
-لا أدري سأفكر
-أون سون ..حياة القصر لاتلائمك ..
-إبقى في القصر ربما سيكافئك ورجالك
صرفت نظرها عنه وتولت لغرفتها..يوم كامل قضته في التفكير أستولت صورة وونغ على عقلها وترردت كلماته وهو يطلب منها أن تعده بعيش ماتبقى من حياتها كأمرأة عادية هل ستنكث بوعدها معه وهناك والدها من نصحها وحذرها من حياة الملوك..معلمها الذي أعترف لها مؤخرابحبه لها وداي جو يضعها في موقف صعب تشعر بإنها آخر النساء على الأرض وكل من حولها من الرجال يريد قطعة منها..جلست على كرسي أمام المرآة "لما أنا ألا توجد نساء أُخريات..أون سون أنتي أداة يستغلونك كيفما يشاءون يحبونكِ لقوتك لاتكوني ملكة تنصاعين لهم ويوجهونك بإرادتهم لم تُخلقي لأجلهم ..لا كوني ملكة لولاكِ ماوصل الامير داي جو للحكم تأذيتي كثيراً في حياتك ..إنه وقت راحتك أخضعي من حولك إستغليهم ليخدموكِ كما خدمتهم ""مسحت المرآة بيديها ضاق صدرها قررت إستنشاق الهواء..تبينت هوية شخص كان يحادث جندياً فحثت خطاها إليه-وانغ يو ماذا تفعل هنا؟
-أون سون ..مرت فترة طويلة ..أنا هنا لأزور قبر سيدتي سونغ هي
-لست لتثأر مني ؟
-الحقيقة ..قمتي بخدمة لها ..أرحتها من هوسها في السلطة
-لم أتوقع ماقلته
-لا أنكر إعجابي بها يوماً ..تحول بعدها لنفور..جنت كانت شرهة للسلطة حتى أبتعدت عنها لم أحتمل ماتحولت إليه ولا أتمنى لكِ هذا
-وانغ يو بماذا تنصحني
-إفعلي ماتريدينه أنتي وليس غيرك..أما أن تكوني حبيسة هذه الجدران أو الحرية ..حكمي عقلك
-شكراً ..أين ستذهب
-سأعود لشيلا وأبدأ من جديد بعيداً عن القصر والقتل وأفعلي مثلي وإلا سيتشوه وجهكِ أكثر هه
إنحنى وتركها ..واصلت سيرها لتستمع لحديث خادمتين
-جلالة الملكة سوبين رفضت قرار جلالته بجعل تلك المحاربة زوجة له
-حتى أضنهم سيعترضون فبناتهم أولى هذا مايعتقدونه
-مسكينة هذه المحاربة نصيحتي لها أن تخرج وتحظى بالحرية على أن تعيش هنا ..إنهم وحوش لاتدرين متى ينقضوا عليك
-من يفعل خيراً لايلقى خيراً..شئ بشع
أثر فيها كلامهما وعرفت ماتريده..صباح اليوم التالي ..قابلته..سبقها في الكلام
-أفضالكِ لن تنتسى وأي قرار إتخذتيه فسيسعدني لايمكنني أن أكون ملكاً أنانياً
-مولاي..لا أنتمي لهذا المكان عشت حياتي حرة ولم أحلم باليوم الذي أتوج فيه ملكة ..
فهم مقصدها ..إن كان هذا الطريق سيبعدها عن الأذى ممن هم في القصر فلا بأس عنده ان يُجرح..دنا منها وأحاطها بذراعيه
-لاتقولي المزيد ..أمضي في طريقك وأختاري من تسعدين معه يكفيني شرفاً أني قابلتك وقاتلت إلى جوارك ويكفيني شرفاً أني أحببتك ..ومهما كافأتك تبقى المكافآت قليلة بحقك
-مولاي أحكم بالعدل ولاتتجبر ..إعطي قلبك لإمراة أخرى وأسعد في حياتك هذه مكافأتي..
-عودي لقريتك هناك مفاجأة "لا أعتقد بوجود إمرأة مثلك تحتل قلبي.. لن تحتليه فقط بل ستحتلين أشعاري وكتب التاريخ هذه هديتي إليكِ"
-لا تقل لي
-نعم
جثت على ركبتيها شاكرة -مولاي طلب أخير ..طبيب يدعى سو أوصيك به
-حسناً..
-أنا بخدمتك نادي مرة بإسمي وسآتي إليك
ودعته الوداع الأخير وتوجهت مع هوانغ لقريتها التي أستردها داي جو وأعاد أهاليها إليها .
بعد إثنا عشرة سنة..
خلال هذه السنوات قتلت الملكة شو نفسها ..زوجة إبنها ملك شيلا واضبت على إعطائها أدوية مسببة للهلوسة وفقدان الاعصاب بدأت ترى أشياءً غريبة وآخرها شبح سيدة يون والملك وسونغ و على إثرها جنت وطعنت نفسها لتشغل قاتلتها منصبها الاكبر.شهدت غوغوريو إصلاحات على يد ملك داي جو وعاشوا بسلام ورخاء.
أقيم مهرجان في المملكة..أمام موكب رقص وقفت سيدة بثياب نبيلة مع إبنها ذو التسع سنوات يشاهدا العرض..لمح إبنها طفلة صغيرة على وشك أن تصبح تحت رحمة حصان..هب لإنقاذها ووالدته تجري خلفه ..تمكنا من إنقاذها وسحباها لمكان آمن..أصوات هائجة تنادي على الطفلة حتى لمحوها من بعيد
-مولاتي هل أنتي على مايرام ؟
-نعم هذه السيدة وهذا أنقذاني
فسح الخدم مجالاٌ لسيدهم القادم لاهثا ..شخص ببصره إلى السيدة وصاح -أون سون
ليس بغريب صوته ولاشكله فأنحنت إليه بعدها إلتقت الاعين
-جلالة الملك داي جو كيف أنت ؟
-وكيف أنتي ؟
-بخير
-تغيرتي..حول نظره لإبنها -إبنُكِ؟
-نعم وهذه الصغيرة أبنتك ؟
-نعم إبنتي المشاغبة ..من زوجك؟
-تعرفه ..إبتسم لها -شكرا ..بماذا أكافئكما ؟
-كافأتني بالفعل جلالتك
تزوجت من هوانغ بعدما عادت مشاعرها تجاهه ..تخلت عن زعامة القرية لجونغ ومارست مع زوجها مهنة التجارة ووالدها توفي بعد إنجابها.. تزوج داي جو من إبنة مستشاره إلا إن حبه لأون سون ضل فيه خالد..ويونغ هو فعل المثل وعين بمنصب وزير .
تمشت مع إبنها فسالها-هل سنلتقي بهم مرة اخرى؟أمي
-لا أدري ربما تلتقيها يوماً..
في طريق آخر-هل سنلتقيهما مرة أخرى؟
-لا أدري ربما تلتقيه يوماً...
تمت بحمد الله
حقوق الرواية محفوظة إن وجد شئ شبيه لها فهو محض صدفة
كل شخصيات الرواية واحداثها خيالية اللهم فقط اسماء المملكتين حتى لاتقولوا عني محرفة لتاريخهم او شئ كهذا ..كما قلت إذا قرأتم او شاهدتم شيئاً فهو صدفة والله على ماأقول شهيد
كل النهايات التي اردت وضعتها لن تعجبكم ولم تعجبني فاكتفيت بهذه أتمنى ان تعجبكم ..
شكرا لكل من دعمي بتعليق ولايك رغم قلة التفاعل عليها إلا إني سعدت بكتابتها وسعدت لانها حظيت باعجاب قلة قليلة فشكرا ربما تكون هذه آخر رواية لي فأدعوا لي بالتوفيق لاني في مرحلتي الاخيرة من الجامعة وسانشغل بالدراسة والبحث ان توفر لي الوقت ساكتب قصصا قصيرة ..حفظكم الله جميعا.
جميع الحقوق محفوظة ولا نحلل السرقة او الاقتباس
#السلطة أفعى سامة تلدغُك من حيثُ لا تدري ،وما إن يجري سمُها فيك حتى تُصبح عبدها ،ومن تربع على عرشها فقد جوهره وعُميت بصيرته.
الصراعات وإلاقتتالات بينَ الممالك خلفت شعوبا جائعة وهيهات من يمد لهم حبل النجاة .ملوك يأكُلون طيورَ السمان على موائدهم وفقراء يقتاتون الزرع لإسكات قرقرة بطونهم الجائعة ويا حبذا لو عُكست الآية.
ليس #ذنبها إن توشحَت بلباسِ رجلٍ في سبيلِ قمع الظُلم منذ ان أبصرت تلك العجوز تُضرب في عقر دارها وليس ذنب #مثيلتها إن تبسمَ لها شبحُ السلطة وأوهمها إن الإنتقام لوالدتها هو السبيل ﻹجفال أعدائها ..وعلى من يُلقى الذنب ؟
" كِلتانا ضحيتانِ في هذا العالم القاسي يا أميرتي أُناس تموت ﻷجل أن يحيا أخرون وأُناس تحيا ﻷجل السلطة كما ينمو الزرع سريعاً ينمو الطمع والجشع وستُلون الأرضُ بدماء سكانها و لن يتوقف حمام الدم هذا إلا بإقتلاع الجذور المتعفنة أضنُ بأنني سأندم على ذلك ولكن لاعطائك السلام سأرسِلُكِ بعيداً ﻷجلك ﻷجل مليكنا ﻷجل الشعب "
<><><><><><><><><><><><><>
الفصل الأول
مجموعة من الجنود المسلحين تتقدمهم ملكة مملكة "شيلا "وهي في قمة غضبها نحو مهجع المحظية المفضلة لدى الملك في ليل مظلم بارد تتراقص فيه الشياطين كي تلقي بشعوذتها على عبيدها يجبر حرس المحظية ووصيفاتها على التنحي جانباً ويتم تطويق الغرفة يدفع الباب وتدخل الملكة لتراها نائمة في فراشها غير واعية عما يجري حولها وتصرخ
-سيدة "يون"أيتها الوقحة كيف تجرأين على النوم والقصر في حالة فوضى
تقفز سيدة "يون"من فراشها وتنحني لها
-ججلالتك ...مماذا يجري ؟
-هه...لا تعرفين مايجري ؟ نعم فأنتي تقضين معظم وقتك نائمة ..فتشوا غرفتها حالا
-جلالتك ...لماذااا
-صمتا ...فتشوها الان
ردد من حولها من الجنود
-حاضر جلالتك
أستجابت سيدة "يون"وتنحت جانباً مطلقة العنان لهم في فعل مايريدون مرتجفة من الداخل ضعيفة لا تقوى على مواجهة من هم أسمى منها درجة .
في وسط مهمتهم صرخ أحد الرجال
-جلالتك..أنظري لهذا
تقرب من الملكة وبيده قطعة قماش داكنة اللون ما إن فتحها حتى تبين إنها سم قاتل وشهقت الملكة إرتعابا مما رأته ووجهت نظراتها لسيدة "يون"ألتي كانت واقفة بكل كبرياء موجهة نظراتها الواثقة للملكة بدون نطق أي كلمة أقتربت منها الملكة وصفعتها
-ت...تجرأين على تسميم الأمير أيتها...الوقحة ..تسميم طفلي ...تسميم ولي العهد هااا
ليس غريباً أن يتم صفعها من قبلها فهي ملكتها الآمرة الناهية في القصر وكل من فيه يخشاها تعامل المحظيات والخدم كنفايات وليس عليهم سوى إطاعتها حتى الواحد منهم يقتل ﻹجلها في سبيل حياته ماعدا سيدة يون الرافضة لحكمها وتصرفاتها لا تطيعها عندما يتعلق الأمر بإقتراف جرم ما ومن يحميها منها هو الملك والآن وجدت الملكة فرحتها في إسقاطها
أجابتها بنفس البرود
-لا ..أملك شيئاً أدافع به عن نفسي ..
ركعت على ركبتيها
-أنا أستحق الموت جلالتك
-أنتي لست سوى محظية وقحة ..سرقتي مني الملك والآن تريدين سرقة طفلي مني هل تظنين أنك ستحصلين على العرش هههه حمقاء لنرى كيف سينقذك الملك.. أنتم لا تدعوا أحد يدخل لغرفتها وغدا سيتم محاكمتها
-نعم ...جلالتك
أبتسمت بمكر ونظرت إليها نظراتها المستحقرة وكأنها تعلن إنتصارها وغادرت لتبقى سيدة يون في عشها منتظرة مصيرها القادم مسحت على بطنها وقالت بثقة
-عزيزي ستكون بخير ..ستكبر وستحظى بمنزلتك لن أدع أحد يؤذيك
خارج مهجع سيدة يون رافقت خادمة تقارب الثلاثين طفلة صغيرة جميلة بعمر الثامنة كانتا متوجهتين لغرفة المحظية
-أميرتي...لابد وإن والدتك نائمة الآن فلنؤجل مجيئك إلى الغد
رفضت كلماتها قائلة بنبرة طفولية عذبة
-لم أرى والدتي منذ يومين ..لما تمنعوني عنها ثم إنها كثيرة النوم هذه الأيام
-هذا ﻷنها ...
لم تكمل جملتها إلا والأميرة قد ركضت لتصل الى المهجع وتفاجأ بالجنود المحيطين بالمكان وصلت إليها الخادمة
-أميرة سونغ هي ...فلنعد الوقت متأخر
أمرت الأميرة أحد الجنود بالتنحي
-تحرك من مكانك أريد أن أرى والدتي
الجندي
-آسف مولاتي جلالة الملكة منعت زيارة أي شخص لهذا المكان
إزدادت حدة نبرتها إلى غضب
-أنا...لست أي شخص أنا الأميرة تنحى جانباً
دفعته لتدخل ليمنعها صوت قادم من خلفها
-أيتها الاميرة يمنع عليك زيارة والدتك الخائنة من الآن ستودعينها في الغد
-أودعها جلالتك !!و...ولماذا ..أين ستذهب
-هه..إلى مكان أفضل أيتها الخادمة خذيها لغرفتها ولا تدعيها تخرج
أخذتها خادمتها وهي تنادي على والدتها والدموع بللت وجهها البرئ لتكون ضحية مؤامرة الراشدين في زمن الخيانة والدسائس .
--------------------------
في مملكة أخرى مملكة "غوغوريو"
دخل سيد "تشوي"لمنزله الفقير المعدم مقطب الجبين وإمارات حزن لاحت في عينيه الذابلتين فهو رجل في نهاية الاربعينات من عمره وجد التعب والقهر والأذى موطنا في جسده الضخم فعمله كحداد القرية لأكثر من عشرين سنة أمتص روحه المسكينة ولا يملك خيارا آخر سوى الرضوخ بما أختاره القدر له وكيف له أن يرفض مهنة كهذه وهي مهنة الأجداد والاباء أستمرت في عشيرتهم وتوارثها الأجيال فمن هو ليأتي الآن أو كيف له أن يخلف وعده مع أباه في وراثة مهنته ومركزه في القرية لذا حفاظاً على هذا الموروث فلا بد من بعض التضحيات ،أستقبلته زوجته لكن على غير عادتها فكانت تستقبله بإبتسامة تسكن أوجاعه رؤيتها له بهذه الحالة المثيرة للشفقة منعتها من الابتسام جلس على سريره الصوفي وتنهد بينما هي جلست بجواره تمسح على كتفيه
-أنت حزين على غير عادتك ماهو الأمر يا ترى ثم إنه منتصف الليل لما تأخرت كثيراً أقلقتني
إكتفى بإجابة باردة
-سهرت مع بضعة رجال
-يستوجب أن تعود فرحا بعد سهرتك لا أن تحزن هكذا
-آه..لما لم نرزق بصبي ؟هاا
-مابال سؤالك ومادخله بالسهرة ؟
-لقد تعبت أريد من يساعدني في العمل وفي أمور عدة ماذا...ماذا لو حدث شئ لي هاا أليس من المفترض أن يحل محلي أبني ..أو...أو..هذا الإرث من سيحمله عني ﻷجيال عديدة و...
قاطعته باكية لحالته باكية تلوم نفسها لعدم مقدرتها على إنجاب طفل يفرح قلب زوجها المتشوق لرؤية صبي يحمل إسمه كما تجري العادات فبعد إنجابها لفتاة أصيبت بمرض منعها من الإنجاب بيد إنها لو حملت فسيؤدي لمهلكها وخوفا على سلامة زوجته لم يطالب بالكثير وأكتفى بطفلة واحدة ولم يفاتحها في الموضوع منذ زمن فكيف به الآن يفتح جروحا أليمة
-أنا هي السبب لو إنني أمتلك القدرة على الإنجاب لانجبت العديد من الأطفال لك لكن..لكن لما لما تعيد فتح موضوع طوى عليه الزمن بعدما تواعدنا أن نمتثل للواقع ..لما
-أنا لا ألومك عزيزتي أنا فقط ..تحدثوا آليوم عن أبنائهم فشعرت بالضيق والحسرة قالوا لي أن أتزوج
شهقت زوجته ونهضت
-ت..تتزوج!!
نهض وعانقها
-مستحيل أن أتزوج شخصاً غيرك لا تأخذي الأمر على محمل الجد أنا فقط أعبر عن مابداخلي ..أريد عيش ماتبقى من عمري معك أنتي ..أنتي فقط وإن كان صبي سيفرقنا فأنا لا أريده
يكذب ليريح زوجته يحبها يعشقها كثيراً ولكن فكرة الحصول على طفل هي ما يشغل تفكيره الآن فلم يعد يتحمل البقاء وحده لا يتحمل فكرة أن يموت في أي وقت ويترك زوجته وابنته بلا معيل وهو بالتأكيد لا يريد الزواج فمن تتزوج بحداد فقير معدم مثله ويترك زوجته الطيبة ألتي أستبدلت حياتها السعيدة في كنف والديها لتعيش معه حياة الفقر والجوع لن يحتاج الآن إلا لشخص يزيح عنه هذه الأفكار ويعيده كما كان قبل أن تتفشى في جسده ويخونه قلبه ويرتكب جرما بحق زوجته ،وبدون سابق إنذار تدفع إبنته ذات العشر سنوات الباب وتدخل راكعة على ركبتيها بعدما كانت تستمع لكلامهما راجية باكية
-أبي...أرجوك...لاتتزوج على أمي...إن ..إن أردت إبنا فسأكون إبنا لك ..لكن لا تفعلها ..أبي
فوجئ بكلماتها وأمرها قائلاً
-لاتتفوهي بهذه الكلمات لن يحصل أي من هذا أنا أحبكما ولن أضحي بكما
الزوجة مسحت دموعها وأقتربت منها
-نعم...والدك لن يفعل هذا حبيبتي هل كنتي تتنصتين علينا طيلة الوقت
الابنة -نعم..أستوقفتني كلمات أبي وكونت مااريده الآن
الأب محاولا فهم قولها
-ومالذي تريدينه الآن ؟
بلهجة واثقة وتعابير جدية بددت تلك الملامح الطفولية البراقة نطقت مالم يستوعبه الوالدان
-دعني أكن أمرأة في ثوب رجل
صرخا متعجبين
-ماذااااااا
إزدادت حدة جديتها
-دعني أكن لك صبيا يحمل همك ويساعدك في عملك أمرأة لن يهزها كائن كان مستقبلاً ..إمرأة تحمل سيفا تقاتل من أجل العدل ..من إجل العائلة ..ضد الضلم..علمني صنعتك ..علمني القتال وسأشرفك وأجعل أسم العائلة يزهو ويخلد طويلاً
أهتزت قدما والدها فللحظة ما اشعرته كلماتها بالخوف منها كأنها ليست أبنته التي أعتاد على رؤيتها وسماعها تغني أغاني الأطفال كأن روحا راشدة مستها ووالدتها هزتها لتعيدها لرشدها
-أون سون عودي يا طفلتي ..هل أنتي من تتحدثين أيتها الروح أعيدي إلي طفلتي أرجوك
أبعدت يدا والدتها عنها ونهضت تستجمع قوتها في بث رغباتها
- ماذا..إلا أنني طفلة لا يحق لي التحدث بهذا الشكل أنتما تريانني على إنني طفلة تلعب في الحقول مع الأطفال وتعيش طفولتها كما يعيشها غيري..أفعل هذا فقط ﻷجلكما حتى لا تظنا أن خطبا ما أستولى علي ..في الواقع لا أحب لعب الأطفال كلما يستهويني هو شئ واحد فقط يا أبتي وهو السيف ..
الأب لم يعد بوسعه التحمل أكثر فجلس يستمع منصتا ﻷبنته
-لن أخفي عليكما سرا ..دائماً أذهب إلى معسكر القرية أراقبهم من بعيد وهم يتدربون أفعل كما يفعلون بالمثل ...
الام أظهرت غضبها لأول مرة لابنتها
-أون سون كنتي تخفين علينا كل هذا أنتي..أنتي جننتي ..
أون سون بذات الهدوء
-أعلم أني مخطئة وأطلب رضاكما لكن هذا ما أطمح إليه ..أعتذر كوني هكذا..أمي يجدر بي مساعدتك والتعلم منك ماتتعلمه الفتاة من إنها لكن أنا مختلفة نعم..طفلة مختلفة ..تريدين مني أن أتزوج وأنجب الأطفال في المستقبل ..لكن هذا حلمك وليس حلمي هذه هي اللحظة المناسبة ألتي قررت فيها الإعتراف لكما ..لم أعد أتحمل أريد تعلم القتال لاحميكما...
الأب بكامل عصبيته
-يكفي...يكفي لا أريد سماع هذه الترهات فلتخرجي
أسرعت إليه راكعة تمسك بقدمه رافعة رأسها تسترجيه قبول طلبها المنافي لعقلية والديها بدموع منهمرة
-أبي...أرجوك ..لا أريد أن أكون إبنة عاقة وارتكب شيئاً مخالفا لاوامركما وأتبع ما يمليه علي ضميري فقط علمني ولن تندم ...بالأمس..امرأة عجوز تعرضت للضرب أمام ناظري من قبل الصعاليك لعدم دفعها أجر سكنها ورماها مع امتعتها في الشارع واحفادها إلى متى اضل أراقب ..إلى متى ..نحن ضعفاء في زمن يستوجب القوة والقسوة ..النساء ضعيفات ..يحتجن القوة من يدافع عنهن ..
-وهل أنتي من ستدافعين عنهن ؟
--نعم..إن امتلكت القوة سأدافع عن الحق ..عن كل بشري يتعرض للاهانة ..قسوة الزمن علمتني الكلام هذه هي رغبتي إن حققتها فسأجعلك فخورا ...
إكتفى من السمع شعر بصداع شعر بالذنب بالشفقة على أبنته فأشار لها بالخروج ووجهه لا يكاد يميز عنه القبول من الرفض فأستجابت متمنية داعية أن يكون الحظ الجيد إلى جوارها وتحقيق أحلامها الطفولية .
الكاتبة daisy
تتحدث عن جيلين ..وفيها شخصيات عديدة كل واحد منها لديه قصة مختلفةأتمنى أن تلاقي على اعجابكم .
ألفصل الثاني
من رواية
صراع الأفاعي
مملكة شيلا
في صبيحة اليوم التالي أجتمع الوزراء والقادة في القاعة الكبرى للأستماع لشهادة المحظية "يون"بحظور الملك الجالس على عرشه بانتصاب بهيبته وشموخه المرسومتان على وجهه الموحي بالقوة والعظمة فبإشارة من أصبعه تكفي لأخراس شعبا برمته صفاته الملوكية تقف ضدا لعاطفته تجاه النساء فهذا الملك القوي ضعيف تجاه ملكيته سليطة اللسان قاسية القلب خارقة الذكاء تفوقه دهاءا وعظمة تجلس بجواره متحمسة لرؤية عدوتها تجر وراءها خيوط الذل والعار فأخيرا تحقق ما تمنته لسنوات طوال من الحروب في سبيل إمتلاك قلب الملك والحصول على العرش فازت هي وخسرت الأخرى لكن إن كانت قد أستولت على جسد وروح الملك فقلبه لا يزال معلقا بحبيبته فهو ما نكث وعده لها بأن يجعلها ملكة إلا ﻹخماد تلك الألسنة تلك النيران المتأهبة لحرق القصر ومن فيه في سبيل وضع إبنتهم على ذلك العرش لكن الآن عليه نسيان ضعفه وحماية حبيبته
-جلالتك ...وصلت المحظية يون
صوت أحد الخدم يعلن عن قدومها يفتح باب القاعة وتدخل متجملة بتاجها وفستانها الحريري الأحمر فمهما إشتد بها البلاء تكره الظهور أمام حبيبها أمرأة عادية جمالها وروحها العذبه هي كل ما استهوته حتى في آخر أيامها معه تحاول فرض جمالها عله يمنع عنها ما سينطق به لسانه ،جلست أرضاً تتوسط القاعة وعن يمينها وشمالها عيون حائرة غير مصدقة إن تلك الفتاة البريئة الهادئة يخرج منها ما صدم الجميع
وقف أمامها ألقاضي التابع للملكة
-سيدة يون لدينا دليل يثبت إدانتك في محاولة تسميم ولي عهد هذه البلاد ولو لا فطنة الخادمة لمات أميرنا فهل تعترفين بجرمك القبيح
-نعم...
أهتز الملك فما سمعه الآن مخالفا لما تمناه وأنفرجت إبتسامة نصر على فاه الملكة
-أنا هي من سممت طعام الأمير ..أستحق الموت جلالتك
الملك في قرارة نفسه مدركا إنها ما فعلت هذا إلا ﻹنقاذه
"كيف تطلبين الموت في حين تعلمين إني لن أنفذه "
القاضي -وتدركين العقاب لذنب كهذا ؟
-نعم...
إستدار للملك -جلالتك ..هي بلا شك مذنبة ..والقانون يجب أن يأخذ مجراه ..إنها خائنة والخائن يستحق الموت
صمت الملك وصمته أثار شكوك الملكة فنهضت
-مولاي..لا داعي لكل هذا التفكير إنها خائنة مجرمة أرادت قتل ابننا ..هي لا تستحق الرحمة ..فلتنطق بحكمك
واثقة تمام الثقة بإنه لن ينفذ أمرها وهي ما قالت هذا إلا لتجس نبضه
-أحبسوها في السجن إلى أن أنطق بحكمي
الملكة تحاول إمساك نفسها من الصراخ
-مولاي...
نهض متجاهلا إياها فالآن لا بد أن يفوز عليها ويمنع أيا كان من أن يقف ضد مايريد
-كل من سيتجاهل حكمي سيعتبر خائنا من الدرجة الأولى ينفذ به حكم الإعدام ويعلق جثمانه على بوابة القصر
رفع يده آذنا للجميع بالانصراف وقلوبهم مرتعبة خائفة من حكم كهذا وأخذت سيدة يون إلى السجن
-أواثق أنت من عدم الندم.. حبك لها قد أعماك وأبعدك عن المنطق من أرادت قتله هو أبني من عشيرة هان لاتنسى إن لم أحصل على إنتقامي منها ف...
-فسوف ماذا ..هاا..مهما كانوا فأنا لازلت ملك هذه الأمة ..كلمتي هي القائمة..لاتنسي هذا من جعل نفسه عظمة أكلته الكلاب ..كلامي إنتهى
تركها مغادرا تحيك الخطط ﻹفشال قراره
"هه..هل هذا تهديد مليكي ..عشيرتي قوم لا تهزهم الرياح العاتية مستعدون ﻷجل إبنتهم ملكتهم ..ستموت تلك القذرة على يدي ولا حكمك ولا أي شئ سيوقفني "
جناح الأميرة الصغيرة
-أريد أمي...أريد رؤيتها دعوني أراها ...أرجوكم
البكاء وتحطيم أثاث الغرفة هو كل ما قامت به الأميرة تنفيسا عن غضبها ولوعتها لرؤية والدتها ،خادمتها لا تملك القوة على إسكاتها وكلما حاولت تهدئتها تثار من جديد وتحطم ماهو أمامها
-مولاتي ..لا تتصرفي هكذا ..والدتك بخير ..
-كاذبة ..سمعت أحد الحرس يقول إنها في السجن..مالذي فعلوه بها..أمي ..
ألتقطت آنية ورمتها أمامها لتصطدم بقدم الملكة فتنطق إسمها بعصبية
-سونغ هي...
تراجعت خادمة سونغ هي منحنية والطفلة سالت دموعها مجدداً تطلب رؤية والدتها من الملكة
-دعيني أراها...دعيني...أرا....
صفعتها لتبقي أثرا داميا على خدها وتسقط أرضاً وتثير خوف الخادمة
-تصرفك همجي سونغ هي...الأميرات لا يتصرفن على هذا النحو يبدوا إن والدتك لم تعلمك النبل والأخلاق ..هه..فهذا طبيعي من ناحيتها
أحنت ظهرها وقربت وجهها لوجهها ممسكة ذقنها
-إن كنتي ترغبين بالعيش فأطيعيني وسترين والدتك
توقفت عن البكاء كإطاعة لأمرها وأستدارت الملكة متمتمة ضاحكة
-ربما ستريان بعضكما في حياة أخرى هههه
عانقت الخادمة سونغ هي فهي كوالدتها من بعد سيدة يون ربتها على يديها واعتنت بها
-هل أنتي بخير حبيبتي ؟
-هل...هل ستجعلني الملكة أرى أمي ؟
-نعم...سترينها سترينها فقط أطيعي الملكة
"جلالتك لو لا إصرار سيدتي علي في أن التزم الصمت لكنتي الآن في عداد الأموات حتى لو كلف ذلك موتي"
كانت مستعدة للتضحية بكل شئ من أجل سيدتها فهي من أنقذتها من حياة البؤس بعد وفاة زوجها وجعلتها خادمة لها .
جناح الملكة
تأتي خادمتها المخلصة ألتي لا تقل خبثا وقسوة عن سيدتها مسرعة
-مولاتي ..
-ماذا هناك ؟
-ذهب جلالته لزيارة سيدة يون في السجن
وخزت أصبعها بعدما كانت تطرز منديلا وعقدت حاجبيها مستشيطة غضباً نظرت لاصبعها وأمتصته
-ناوليني الورقة والريشة
-حاضر مولاتي
جيء بمطلبها وكتبت بضعة كلمات لم تستطع خادمتها إصطياد شئ منها مع محاولتها في التلصص ختمتها وسلمتها لها
-سلميها لخادمي الشخصي قولي له أن يذهب بها إلى أخي
-حاضر...مولاتي
"أخي..فلتريني ما أنت قادر عليه من بعد وفاة أبي "
في السجن
-لستي من فعلها واثق من هذا
يمسك بيديها من وراء القضبان ثائرا لرؤيتها على حالتها الحالية
-وما أدراك بأني لست الفاعلة ؟
-ﻷن حبيبتي لا تفعل جرما ..لست الملكة ..لو كنتي تريدين منصبها لقاتلتها عليها في يوم زفافي بها لأعترضتي علي
-كيف أعترض وعائلتها كانت بجوار والدك ملقية بسيوفها حول عنقه لأجل تتويجها ..
-مستحيل ..برري مافعلته
افلتت يدها ووضعت يده على بطنها
-من أجل إبني ..
أتسعت عيناه غير مصدق مايسمعه
-أنتي حامل!!!
-نعم.. أخبرني الطبيب إنه صبي ..إن كنت لم أحصل على مكانتي في العيش كملكة لك فسأجعل أبني وريثا لك لذا حاولت قتل الأمير ..
-لا أصدق ما تسمعه أذناي كم..كم أنتي غبية
-غبية !!
-غبية بفعلتك أتضحين بطفلنا هكذا هااا تدركين إن مصيرك الموت هل تريدين له الموت أيضا
-أعتقدتها ستنجح بغياب الأدلة ...
-حتى لو أعترفتي فأنا سأضل أصدق بأنك بريئة ووراء هذه الفعلة الملكة ..تسمحين لها أن تسقطك بهذا الشكل لم أعهدك هكذا
-سواء صدقت أم لا فهي أنا نفذ حكمك
-هل أنتي واثقة انني لن اطلب موتك ؟
-نعم..واثقة فقلتها بنفسك أنت تصدقني فلتستمر بكذبتك ..واعلم أيضا لن تفعلها بعدما أخبرتك بحملي
-سأنفيك ..هذا كل ما سأفعله لأجلك ولابننا وابنتنا ..أخاطر الآن بكل شئ من أجلك فالملكة لن تسكت ابدا
-إذا نفذ لي طلباتي
-لم تطلبي في حياتك شئ مني ..سعيد لسماعها الآن أطلبي ما تريدين
-إنفيني لمملكة "غوغوريو"مع أبنتي وخادمتي
-غوغوريو!!
-لا تنسى فهي موطني الام ترعرعت على سفوحها وجبالها
-حسناً..سأطلب كتابة مرسوم لملكها ربما سيستغرق ذلك أياما لوصول الرسالة فهل أنتي قادرة على التحمل ؟
-نعم...من أجلك سأتحمل كل شئ
شرد بذهنه قليلاً
"من أجلي إذا...هذا كل مافي الحكاية "
-ربي إبننا تربية جيدة ..وعندما يحين الوقت سأطلبه لينافس أخاه على العرش ..
-مولاي...لكن...الملكة...
-في المستقبل لا هي ولا عشيرتها سيكون لها دور لن أعود لعبة بأيديهم ..وجه أوامره للحارس
-الطعام والشراب لن ينقطعا وإن أمرت الملكة بغيره أخبرها بأوامري
-حاضر جلالتك
قبل يداها ونظر إليها نظراته الأخيرة فمن بعد الآن سيتحجر قلبه ولن يطئه الحب والحنان أبداً .
يتبع
الكاتبة #Daisy
الفصل الثالث
من رواية
صراع الافاعي
مملكة غوغوريو
أستيقظت الوالدة فتحت باب الغرفة وشهقت
-هااااا...أون...أون سون
خرج الأب نتيجة صراخها
-ماذا يحدث !!
فيجدانها جالسة على ركبتيها وآثار التعب والإرهاق واضحتان على وجهها البيضوي المصفر الشاحب أعتمدت طريقتها للتأثير على قرار والدها في ما أقترحته عليه بالأمس
الام-لا تقولي لي بأنك على هذه الوضعية منذ الأمس
تجاهلت والدتها محدثة الأب بصوت متحشرج
-أبي ...ماذا قررت ..سأزيد إصرارا إن لم تلبي طلبي
-أيتها الطفلة ...
وضع يده على جبينه وصمت لدقيقة وعاد بعدها للواقع-_حسناً..إن كنتي راغبة بشدة فسأعطيك ما تريدين
الأم-كلا...لا تفعل
أون سون فرحة -حقاً...
حاولت النهوض فخانتاها أقدامها
-أخ...لن...لن تندم أبي أعدك ش...شكراً لك
-عليك تحمل ما سأفرضه عليك ولا تتململي وتنزعجي مما سيلقى على أكتافك فهذا ما تريدين
-لن أفعل ...لن..أفعل
-إنهضي الان ..
ساعدتها والدتها على النهوض وإيوائها في فراشها ثم عادت لزوجها غاضبة
-كيف لك أن توافق على أمر شنيع كهذا..إنها طفلة
-لا تلقي باللوم علي فهذا ماتريده ..وأيضاً لا داعي لكل هذا الغضب ..ستستسلم مع ما ستمر به وتعود لرشدها متمنية لو لم تتفوه بمطلبها
خففت من غضبها قليلاً
-هل تعتقد هذا ؟فهي عنيدة
-نعم..ستستسلم متأكد
-هذا مريح سأذهب لإعداد الطعام
أعتقد أن ما يفكر به سيحدث لكن ثقته بنفسه ليست كثقة وإصرار وعزيمة إبنته .
مملكة شيلا
فتحت بوابة القصر لﻷبن الأكبر لعشيرة هان هذه العشيرة تعتبر من أكبر العشائر سليلة أحد الأمراء المغوليين سلطتها أكبر من سلطة ملك البلاد وقوتها لا يمكن إلاستخفاف بها ساعدت الملك الراحل في إستعادة عرشه المغتصب من إبن عمه وقتله وتوجته ملكا تتلاعب به وتوجهه أينما كان وفق شروط في سبيل إلاحتفاظ بعرشه وأحد هذه الشروط تزويج إبنة زعيمهم لولي العهد وهذا مانتج عن إتفاقهم تخلي ولي العهد المدرب على إيديهم عن محبوبته ﻹرضاءهم ووالده وإلا سيفقد عرشهم مجدداً ،وبعد وفاة الزعيم تولى إبنه الزعامة .
حث خطاه نحو جناح أخته وأحاط رجاله المكان في حين كان الملك متربعا في غرفته مع أمين سره يشرب الشاي دخل أحد أتباعه منحنيا
-مولاي ..زعيم عشيرة هان قد دخل البلاط
توقف عن الشرب مركزاً نظره على مايحتويه فنجانه
-وصل بهذه السرعة هه..
قال لأمين سره
-أوصلت رسالتي إلى مملكة غوغوريو ؟
-نعم..مولاي ما علينا سوى إلانتظار..لكن ...
-لكن ماذا ..
-لما إلى تلك المملكة مولاي إنهم أعداؤنا
-هناك أوقات تتطلب منا إتخاذ أعدائنا أصدقاء لنا
-مولاي هل هناك شئ يجول في خاطرك مستعد لسماعه
-دعنا لا نستبق الأمور عندما يحين الوقت المناسب فقط
"لو تحالفت مع تلك المملكة سنقضي على هذه العشيرة وتغلغل المغول في أراضينا "
عند الملكة
أستقبلت أخاها باكية
-أخي... أرادت تسميم أبني إبني الوحيد
أبعدها برقة عنه وسألها
-هل هو بخير تكلمي ؟
-نعم..إنه بخير شكراً لمجيئك بهذه السرعة
-تركت كل مافي يدي وجئت إليك مسرعاً فلتأمريني
جلسا حول طاولة صغيرة بعد إن جائت الخادمة بالشراب وامرتها بالخروج تحدثا عما يجول في خاطريهما
-أطلب منك مقابلة الملك
-ﻷي أمر
-تلك اللعينة لن يقتلها متأكدة من ذلك لذا يا أخي أنا أعتمد عليك في التأثير عليه اضنه سيفلت من بين إيدينا ..
-ماذا تقصدين بقولك؟
-لقد تغير لم يعد ذلك الشخص عندما كان في حظرة والدنا لم يعد يخاف منا خائفة يا أخي على طفلي أكثر من نفسي لا بد أن تستمر سلالتنا
-لقد كبرت شوكته إذاً حسناً يا أختي سأرى ما بإمكاني فعله
-لا أريدك أن تحاول بل أن تجبره تذكره من نحن لا أريد شيئاً سوى موتها ..موتها سيريحني
نهض للمغادرة بعدما إكتفى من السمع
-لا تتوقعي الكثير فأنا لست كوالدي
خرج ووجهته التالية الجناح الملكي فهو حقاً ليس كوالده لا يملك ذلك التأثير القوي على من حوله لكنه يحاول بذل مجهود أكبر في سبيل تشريف إسم والده
-مولاي الملك..زعيم عشيرة هان يطلب مقابلتك
صوت أحد الخدم خارج الغرفة يعلن عن وصوله
-فلتدخله ...
إنحنى له وجلس أمامه أرضاً لتتلاقى أعينهما منبأة عن مدى ثقتهما وكبريائهما القوي
-أثق بأنك كنت بخير..جلالتك
أبتسم
-هه..كيف لا أكون بخير وأنا ملك هذه الأمة
-صدقت فالضعف قد يلقي بك إلى منحى آخر
طرف بعينيه محاولا فهم قوله "تترقبون فرصة موتي ﻷجل حفيدكم هه "
-سأعتبر هذا إطراءا منك ..مضت فترة لم أرك فيها قللت زيارتك للقصر
-نعم..فبعد وفاة والدي أنتقلت كامل المسؤولية لي لا أملك حتى فرصة ﻷريح بها نفسي
-يجدر بك أن تتقاعد إذاً وتسلم الأمور ﻷخاك
-هه..أتقاعد ..أنا هو اليد الكبرى بعد والدي لن أكسر القوانين من أجل نفسي
فهم ملكه ماتخفيه كلماته وحاول مجاراته
-إذاً تبين لي إن ما أفعله هو ﻷرضاء ذاتي
-العاطفة في بعض الأحيان تضرك وربما لا تعرف إن حبك هذا قد ينقلب ضدك
-إذا أنت تعلم
-كيف لا أعلم وأختي هي الملكة إبنها تعرض لمحاولة قتل وأقف مكتوف الأيدي؟؟!!
-وماذا تطلب الآن ؟
-أنا لا أطلب ..أنا أجبرك على قتل محظيتك فالقانون يبقى قانون
سادت فترة من الصمت المشحون بمشاعر سلبية حتى حاول الملك أن يفقد أعصابه ليثور على هذا الكم من التهديدات إلا إنه أراد أن يظهر بمظهر الملوك الأذكياء الأقوياء الذين لا يرعبهم من أمامهم بل هم من يرعبون أعدائهم
-وأنا أجبرك على أن لا تتورط في هذه القضية
فقد الآخر أعصابه
-جلالتك...لا تنسى من أنت ومن نحن
-لا تعيرني بما فعلتموه لي فما مضى قد مضى ونحن الآن نعيش في الحاضر
-لن تقتلها إذاً ..أنت بذلك تكسر القوانين
-انا الحاكم والقوانين قوانيني أكسرها متى أشاء لا سلطة ﻷحد على سلطتي
ألتقت الأعين مجدداً بشرارة مهددة الواحد الآخر وبعد الصمت المثقل نهض الأخير
-لقد تغيرت ..أتمنى أن لا تتغير كثيراً فربما الآن تراني هادئاً لكن لا تعرف متى ستنطلق شرارتي لتحرق المكان
-وأنا أتمنى لك عودة سالمة فهذا الضعيف آلذي تراه بأعينك لن تدري متى ستنبثق قوته
كم هو واثق بنفسه إكتفى من السكوت والتقيد بقيودهم فلا بد من كسر تلك الأغلال والتحرر من أثرها الدامي .
دخل عليها ليصدمها بما تخشاه
-أختي عليك أن تقاتلي وحدك
وقفت مقتربة منه مستفهمة كلماته
-ما...ماذا تقصد ..هل ..فشلت بمحادثاتك معه
-في بعض الأحيان يستوجب علينا البقاء خارج المواقف المستعصية ليس في كل مرة نعلن الحرب فيها فلتتفهمي هذا
ثارت غاضبة
-مستحيل...أنت لا تملك ذرة من هيبة والدي كيف..كيف لك أن تفعل بي هذا
-أختي لن اتردد عن فعل أي شئ لك ولو كان الأمير قد مات لاحرقت القصر ومن فيه وقلتيها لست والدي لانريد إشعال حرب الآن وخصوصاً إن الأمير بخير إنتهى دوري وألعبي دورك فأنتي ذكية
إنحنى لها مغادرا فما فعله ليس إلا خوفاً من تهديدات الملك ألتي تلمسها منه ليس راغبا أن يفقد رأسه ورجاله في سبيل غيرة النساء من بعضها لكن لو كان الأمر كما ضن ومات الأمير فهذا لن يردعه بقتل حتى الملك نفسه فهو في النهاية حفيدهم من سيعلي شأنهم أكثر فأكثر .
مملكة غوغوريو
بعد ثلاثة أيام
أبتدأت فترة التدريب لأون سون ورأت جانباً آخر من والدها ولمعاملته القاسية لها لكنها سرعان ما أدركت إن هذه الطريقة هي ألتي ستتعلم بها القسوة والقوة،في مسية هذا اليوم الحار حيث وجدت الشمس فرصة للتتفيس عن غضبها على هؤلاء الفقراء فما زادتهم سوى عذابا فوق عذابهم دربها على حمل السيف في باحة منزلهم وعلى حمل ألاثقال الحديدية والحجر لتقوية جسدها كمحاولة منه لجعلها تستسلم لكن يخاب ظنه في كل مرة يشدد عليها الحمل وفي كل مرة تنزف والدتها ألما لرؤية وحيدتها تعاني
-أنت تعذبها ..فلتكف عما تقوم به أرجوك
-سأجعلها تستسلم فقط راقبيني
- ليس هكذا أنظر إليها كيف تعاني لا تزال طفلة
-لم يجبرها أحد على قرارها ..لا بد أن تتحمل إثم ما نطق به لسانها
سمعت بعض من حديثهما وهي مارة تريد شرب الماء من الجرة وابتسمت بخبث
-هه..تضن بأني سأستسلم يا أبتي..أنت مخطئ فأنت لا تعرف إبنتك سأريك
في قصر ملك غوغوريو
جالس مع ملكته يضحكان ويتناولان الفطور ليقطع سعادتهما خادمه يحمل برسالة له
-مولاي ..وصلت هذه الرسالة من ملك شيلا للتو
ناوله الرسالة وقرأها بتمعن وأبتسم سألته زوجته بفضول
-ماذا كتب فيها ؟
-يطلب الأذن مني بفتح أبوابنا ﻹستقبال محظيته في بلادنا
-محظيته!!!لما وماذا تدعى
-سيتم نفي السيدة يون ..
أرتجفت يداها ووضعت القدح بتوتر لاحظه زوجها
-هل أنتي بخير ؟
-هاااا
أجابته غير واعية لسؤاله
-ماذا حدث لما أنت مصابة بالذهول
عادت لواقعها تنفي قوله
-كلا..كلا..أنا بخير فقط شعرت بصداع فلتكمل كلامك
-حسناً يبدوا أنها متهمة بمحاولتها تسميم ولي العهد هه..غريب كيف أستطاع التفوه بحكم النفي فهذا مخالف للقانون حتى وإن كان هو من وضعه بنفسه
-هل ترى إن هذه بادرة للصلح
-أستطيع تمييز كلماته فطلبه ليس فقط لأنها أبنة هذه المملكة كلا هناك ما يدور بعقله
-هل..ستوافق بطلبه
-بما إنه من أبتدأ سأوافق لنرى ما سيأتي بعد هذا
-وأخاك
-سيخالفني بالتأكيد لكني متلهف فقدنا دماء كثيرة بحروبنا مع والده وبعهده الآن أريد الصلح
-فلتفعل ما تراه مناسباً
-فلتكتب الآن
بدأ خادمه يكتب وزوجته في عالم آخر تتخيل المستقبل "اللعبة ستبدأ الآن ..إنتظرت هذا كثيراً "
عند حدود المملكة
يبارز تلميذه بكل شراسة حتى أسقطه أرضاً ووجه سيفه على صدره
-هكذا القتال ...تحسنت عما في السابق
مد يده وساعده على النهوض
-من تدرب على يديك فبالتأكيد سيتحسن
-ههه..أحسنت
جاء أحد رجاله مسرعاً بخبر يعكر به مزاج قائده
-سيدي علمت من مصادري في القصر إن الملك منح أذنه لملك شيلا بإدخال منفيته إلى بلادنا
تغيرت تلك الملامح المبتسمة وأكتستها العصبية والغضب
-مااااااذا...أخي ...كيف لك أن توافق بدون مشورتي ..تبا أرى إنه يريد التحالف مع أولئك الحثالة أتباع المغول ...جهز حصاني سأعود للقصر
-حاضر سيدي
يتبع
الكاتبة #Daisy
الفصل الرابع
من رواية
صراع الأفاعي
ملاحظة: الرواية كما قلت سابقا أحداثها في مملكتين من ممالك كوريا القديمة شيلا وغوغوريو ..تجسد الواقع..أما العرش أو الموت وكيف إن الجيل الثاني من شخصيات الرواية ستتحد معا في سبيل الحصول على ماتريده وتصحيح أخطاء الجيل الأول .
مملكة شيلا
مضت ثلاثة أيام أخرى وهي المدة المحددة ﻹيصال الرسائل بين المملكتين وتلك السجينة ﻻزالت قابعة خلف تلك القضبان معتصرة قلبها وجسدها ولا سبيل لحبيبها سوى مراقبتها خوفاً من إنقلاب أتباعه عليه فبالكاد أخرسهم لإعتراضهم على قرار نفيها ، وبين الفينة والأخرى يزورها الطبيب الملكي متخفيا بأمر الملك للاطمئنان عليها وعلى صحة الجنين فإن علم أحد آخر بحملها وخصوصاً الملكة فستأمر بقتلها في خلسة حتى وإن كان لدى الملك أولاد من محظياته الآخريات ففكرة إنجاب طفل يزاحم إبنها على العرش من أكثر إمرأة تكرهها على الأرض هو موت بالنسبة لها أستطاعت تخييط شفاههم بنفوذها ووحشيتها إلا عدوتها لكانت قتلتها منذ زمن لكن والدها لم يكن يسمح لها أن تبدو أمام زوجها كمجرمة وينفر منها غير مدركة إنه يأبى حتى سماع إسمها ،وما إن توفي أظهرت كل ما أخفته في دواخلها من كره وإنتقام .
-هههه ...هل تستمتعين بمكوثك هنا ..إنه أمثل مكان ﻹمثالك
صوت ضحكاتها الهستيرية مﻷ السجن وأيقظ من هم في سباتهم وسيدة يون تنظر إليها بكبريائها آلذي لم تفقده صامتة وصمتها أشعل ثورة عدوتها لتقترب من القضبان مشددة قبضتها على الحديد
-بحالتك هذه. .لابد أن تطلبي الرحمة مني ..ألن تنحني لملكتك
يون -هل جئتي لتتشمتي بي لن أنحني لك من بعد الآن هه نفيي هو راحة لي من رؤيتك
الملكة -أيتها الوقحة القذرة لعبتي دورك بشكل جيد لتتخلصي مني ومن رؤيتي
يون -لا تغتري بقوتك وجبروتك فهما أمتلكتي فمصيرك الزوال
الملكة بعصبية -أنا والدة هذه الأمة ..أبنة التنين ..نادمة ﻷخذ كلام والدي ولم اقتلك ..كيف لك أن تصمدي طيلة هذه المدة
يون -لا أعلم لما هذا الكره الشديد لي هل لأن الملك يحبني أكثر منك أم ماذا
أرخت دوافعها وأفصحت بحزن عن مايثقل صدرها
-هه..أمتلكت كل شئ في هذه الدنيا سوى شئ واحد وهو الحب في قمة الحصول عليه دخلتي أنتي وأنهيتي كل شئ لم أرد سواه ...أنتي السبب فيما أنت عليه
يون-كان بإمكانك الحصول عليه لولا تصرفاتك الشريرة ستموتين وأمنيتك معك لن تحصلي عليه أبدا أتعرفين لماذا ؟ﻷنك إمرأة حقود متسلطة أنانية لو لو فقط أنتبهتي لنفسك وبما أصبحتي عليه لربما أحبك صفات المغول تجري في دمك ولو فكرتي جيداً لما حدث كل هذا ..لديك خير في قلبك فقط اضهريه
تستمع وكل كلمة منها تهز جسدها وتؤنبها لربما وعيت لحالها لربما صحى ضميرها ولكن أن تقاتل نفسك هو أقسى شئ ..ذلك الشعور بالتجديد في أن تولد مجدداً يلوح لك من بعيد يمد يده ﻹنقاذك من الهاوية ثم فجأة يتحطم الجسر المبني للوصول إلى روح جديدة وتعود تلك الشياطين لتذكرك بجذورك
-كلا...
تراجعت والعرق يتصبب من وجهها
-لن أسمح لك بالتأثير علي ابدا ابدا
قامت سيدة يون بعد إن أدركت كيف أثرت بها وهناك أمل في إصلاحها حتى لو تأخر الوقت
-أرى فيك خيرا يحاول الخروج فأستمعي لكلماتي وكوني تلك المرأة التي سيحبها الملك أنا سأسامحك على كل مافعلته لي في السابق
الملكة -هههه...فلتحلمي ...فات الآوان قلبي مات منذ زمن والحقد سيطر علي كل مايهمني الآن هو موتك ..لن يحققه الملك لكن...سأتأكد من موتك
يون-بهذا سيزداد كرهه لك
الملكة -لا يهمني ...فأنا ألتنين بذاته لن يتجرأ على مس شعرة مني اترين هؤلاء المتعفنين
تشير إلى المساجين المحتقرين
-ستتعفنين مثلهم هههههه
غادرت وما من علاج يسكن مرضها سوى إشباع روحها المظلمة بموت من تكرههم.
سمح لها بمغادرة عشها الصغير والتنعم بطعم الحرية الأخير بين حدائق القصر و أنهاره وتحت شجرة تجمعن إخوتها يلعبن بمرح متناسينها تماماً وما إن أقتربت منهم فرحة لرؤيتهم صرخوا عليها
-إبتعدي..لا نريد رؤيتك أنتي إبنة خائنة
علموا منطق هذه الكلمة من أمهاتهم محظيات الملك العديدات ﻹراحة وإسعاد ملكتهم دافع عنها أحد أخوتها آخذا بيدها للبعيد والملك يستمع ويشاهد من وراءهم متقطعا قلبه نازفا ألما لرؤيتها تعاني كوالدتها وإن تحرك أكثر مما ينبغي فسيف العشيرة جاهز ليقطع رأسه وما عليه إلا إنتظار المدد ممن كانوا أعدائهم في آلماضي وما أشعره بالرضى لوهلة وجود إبن حنون يأخذ بيد أخته ويلاعبها بعيداً عن الأنظار أقترب منهم هامسا ﻷبنه الخامس من محظيته إبنة خالته الحنون
الملك -لا تكره أختك كن لها عونا في المستقبل
-حاضر أبي فأنا أحبها ووالدتها إنهما يعاملانني بلطف عن باقي سيدات القصر
مسح على رأسه وقبله كما قبل أبنته
-أحبكما
الأميرة سونغ هي -أبي متى سأرى أمي
-في القريب العاجل حبيبتي .
إستدار وأمين سره همس له
-وصل المرسوم من ملك غوغوريو
-جيد سننهي الأمر أريد حراسة مشددة لموكب سيدة يون في طريقها للمنفى فلا أحد يدري ماستفعله الملكة من جرم آخر .
-حاضر مولاي .
مملكة غوغوريو
نزل من على حصانه الأسود بملابسه العسكرية المدرعة وسيفه ناحية خصره الأيسر حتى إن الواحد ما أن يلمحه من بعيد إلا وقد هرب منه خوفاً وإرتعادا فهو أخ الملك الوصي على العرش قائد القوات العامة للجيش وكلمته هي القائمة من بعد الملك ألاكثر شراسة،شجاعة ،وحشية ،وتسلط ضخم الجثة عريض المنكبين صورة المقاتلين الأشاوس أنذاك،حسن الوجه واسع العينين داميتان ثاقبتان بما يكفي لقتل شخص بنظرة منه، فرغم صغر سنه في بداية الثلاثينيات إلا إنه إستطاع أن يثبت مكانته في المملكة وأن يذاع صيته على قدم وساق محققاً مالم يستطع غيره من الأتباع تحقيقه وقف أمام البوابة مطلقاً تنهيدة إلاشتياق مغترا بنفسه
-آه..أشتقت للقصر ههه يبدو الوضع سيئاً بدوني في الداخل...
صاح أحدهم
-إفتحوا البوابة لصاحب السعادة
وفتحت وتوالت الهتافات والتهليلات مرحبين بعودته بعد غياب طال سنة كاملة لتدريب جنده وشق طريقه لقاعة إجتماع الملك والوزراء تبادلوا الرسميات وأمروا بالخروج ليفسح المجال لوساوسهم وتخوفاتهم
-أخي..القصر بكى إشتياقا لخروجك تركتنا طيلة عام في شوق إليك وعودتك الآن قد فاجأتنا قليلاً فما عودتك إلا لأمر جلل ؟
-إذا أنا ضيف ثقيل الضل عليكم الآن ؟
الملك -ههه..دائماً ما تفكر بهذه الطريقة ..هذا قصرك وعائلتك
-يسعدني سماع هذا..وﻷصدقك القول ماعاد بي هو عدم إشراكي في أمور الدولة
-ماذا تقصد؟
-صحيح بأني غبت فترة طويلة لكن أهذا يعني بعدم أخذ مشورتي من بعيد ؟
فهم مغزى كلامه وعلم إن حدة نقاشهما ستحتد
-إذا أعلموك ..لم أرد إخبارك لأنك ستعارض
-أردت إستقبال تلك المنفية ليست لأنها إحدى مواطنينا ولكن لشئ آخر أليس كذلك ؟
الملك -أنت سريع البديهة أخي ..سأقولها بصراحة أريد الصلح معهم.
فقد أعصابه ثائرا
-أخي..لا يجب أن تكسر قاعدة أبي ..
الملك -لم أكسرها بعد ..أنت تريد قتالهم وجعلها مملكة تابعة لنا وأنا أريد السلام
-أي سلام..أنسيت حروبنا معهم في عهد والدي أنسيت كيف خانونا وسلموا أمرهم للمغول متناسين وطنيتهم
الملك -سلموا أنفسهم لهم في سبيل استعادة عرشهم المغتصب
-هل تدافع عنهم الآن
بقي الملك ثابتاً محاولا ألا يفقد رباطة جأشه مفكرا لنقطة تنهي النزاع
- تشونغ..أريد إستئصال العدو الأكبر في البلاد..إنهم ليسوا أعدائنا ..ملكهم قد إستفاق الآن ويريد التحرر أنت تعلم لما أريد التحالف معهم
ضحك مستخفا بكلماته
-ههه...هل تضن إن معاونوهم سيسكتوا ..ما أن يعرفوا بخطتهم وخطتنا إلا ووجدت أمبراطورهم العظيم مكتسحا بجنوده أراضينا ..فلتفكر جيداً ..هناك العديد من الأمراء والقبائل ممن هم مستعدون لنصرتنا في سبيل إخضاع تلك المملكة الخائنة وبالتالي بتلك القوة سنتمكن من القضاء على تمدن المغول في آراضينا
الملك -لا أريد إراقة مزيد من الدماء يكفي ماعاناه الشعب من إستنزاف القوى أريد سلاما الآن
الامير تشونغ -لكن إن تحالفنا معهم سنصبح تحت رحمتهم وماهذه الثقة الكبيرة بملكهم ماذا لو خاننا كما خاننا أباه من قبل حين طلبنا مساعدتهم في قتال أعدائنا هااا .. ثم هل نسيت من زوجته ؟!قلت لك أمعن النظر في قرارك وإلا فسنندم
خرج تاركاً الملك في حيرة من إمره وبخروجه لقي فتى إمارات الذكاء والفطنة مشعتان في وجهه أبتسم إبتسامته المزيفة
-عمي..مرحباً بعودتك هل كنت بخير ؟
رمقه بنظرات إلاستصغار والتكبر
-وكيف لا أكون بخير وأنا وصي للعرش سموك سعدت برؤيتك لقد كبرت
-وكبرت معي فطنتي وذكائي
إبتسم مودعا قائلاً لأحد الخدم ممن يمشون ورائه
-فلتحظروا النساء والشراب والموسيقى فقد عدت والقصر سيحتفل معي ههههها
تصلب جسد الأمير الأصغر غير قادر على الحركة
-مولاي هل انت بخير
صوت العجوز خادمه ومعلمه الحنون مطمئنا عليه
-هل أنت قادر على الحركة ؟
-في كل مرة أراه يتصلب جسدي ..أنا أكرهه ..
-لما تقول هذا
-لا أحب المتخفين برداء الشرف والعفة وفي باطنهم سواد ينخر بدواخلهم ..أنا لن أصبح مثله ولا مثل أبي مستقبلاً ..آه..لو كنت أنا وليا للعهد ﻷستطعت تخليص العالم من براثين هؤلاء الحثالة
-من يسمعك الآن يا مولاي سيعتقد بإنك تريد العرش من أبيك
-وهل أنا الوحيد آلذي أريده ..فذاك عمي يريده ..وأبي غافل عن تصرفاته مسحور بكلماته
-ستلعب لعبة العروش إذا عندما تكبر
أبتسم بذكاء مجدداً
-هه...ولما لا من لا يستحق العرش لابد من رميه بعيداً
-فلتقاتل الآن بسلاحك وهو العلم
-نعم فالرجل العطشان يجب أن يحفر بشكل جيد ..دعنا ندخل الآن لتحية والدي
مشت في الشوارع مع إبيها بلباسها الصبياني آلذي أثار إنتباه الجموع الواقفة مدهوشة غير آلفة منظر معيب كهذا فتاة بزي رجل المنافي لعاداتهم وتقاليدهم بل خزي وعار تشبه النساء بالرجال ما ينتج عنه إختلال في توازن الطبيعة البشرية غير مدركين إن فعلتها الشنيعة بنظرهم ماهي الا لغرض في نفس طفلة شهدت على جرم من هم من صلبها وحز في نفسها الجلوس مكتوفة الأيدي فأندثرت معالم طفولتها لهدف وإن كان سيمحي ملامحها الأنثوية فهي لا تأبه لذلك ابدا.
تبعها الأطفال وهم يضحكون مطلقين كما هائل من إلاهانات
-غول...غول...هيه هيه
وقفت ناظرة إليهم الواحد تلو الآخر لتقفز أمامهم
-نياهاهاهاها..هذا الغول سوف يأكلكم ..فلتهربوا الآن هربوا خائفين فيما سبقها والدها لدكانه الصغير في حالة من الأسى والشفقة عليها نظر إليها تساعده في حمل أغراضه ضانا بإنها ستكون حزينة باكية مما حدث للتو ووجد العكس أنتبهت لنظراته
أون سون -مابك أبي هل هناك شئ ؟
-هل لا زلتي مصرة على ماتريدين بعدما رأيتي مافعلوه بك ؟
-لا تقلق أنا لن أتخلى عن رغبتي لا يهمني مايقولونه عني فهي حياتي...ثم
-ماذا؟؟
اون سون -ليست المرة الأولى ألتي أهان فيها ..لذا تعودت أبي لهذا السبب أريد أن أريهم ماانا قادرة عليه
-حسناً ..لا أملك كلاما أقوله غلبتني.. الآن سأريك كيف يتم تصنيع السيوف
وفي هذه الفترة رجلان أثارت إنتباههما بضربها للحديد فوقفا متحرشين بالاب وابنته
-هل أدركت الآن بعدم قدرة زوجتك على إنجاب الاولاد وجعلت إبنتك تلبس كالصبيان هههه
لم يتوقف ابدا عن طرق الحديد ولرؤيتهما غير مهتم بكلامهم أبتعدوا وفي نفسه ألف حسرة شعرت بالسوء ولامت نفسها
-أبي ..لا تحزن أنا هي السبب
-كلا...لست السبب ..إنه ليس ذنبنا ..لم يعد يهمني شئ أراد لي القدر أن أكون هكذا ..ولكن انعم علي بابنة قوية وولادتك كانت لسبب لربما لو حظيت بابن ﻷشعرني ذلك بالسوء ماذا لو أصبح عاقا عندها ماذا سأفعل ..
"إبنتي..سأدربك تدريب المقاتلين العظام لتشقي بطوم أمثال هؤلاء الرعاع ..أعلم أني سأعض اصابعي ندما ولكن لابد من المجازفة "
بعد قراره الخطير أقترب واحتظنها
-سأجعل منك مقاتلة شرسة لا تخشى أحدا..عديني بعدم تصويب السيف على الفقراء ومساندتهم
-سأفعل..أعدك
-إن كان هذا قرارك فلا أجرأ على رفضه سنبدأ وبقوة
-شكراً لك أبي
علم إن قراره خاطئ ولا يأتي بمنفعة فمهما حاول أن يجعل منها شيئا يفتخر به فستظل إمرأة غير قادرة على وراثته في إستمرار نسل عائلته وما أصعب أن يوهم الإنسان نفسه بأوهام لا يتجرع منها غير الأذى.
مملكة شيلا
أخرجت من سجنها لتلاقي مصيرها مع خادمتين اصطحبنها لغرفتها بإمر منها لتتزين قبل مكوثها بين يدي الملك كعادتها متوجة بتاج النقاء والعزة والكرامة بسطت ردائها وسجدت له تستمع لحكمه مع علمها المسبق به وقف أمامها الحاجب وبيده المرسوم
-نظرا ﻹعمالك ألتي لا تغتفر ولرحمة الملك المطلقة سيتم خلعك من منصبك وتجريدك من أملاكك المعطاة من قبل جلالته ونفيك وأبنتك إلى جبال مملكة غوغوريو حيث ستقضين ماتبقى من عمرك في الشقاء والذل بعدما كنتي معززة يمنع عليك الخروج من منزلك ومقابلة أي كائن كان ستصلك المواد الغذائية كل شهرين وعليك الاقتصاد وإلا فلتواجهي المجاعة أي خبر تمرد وعدم الإلتزام بالقواعد والقوانين المدرجة أعلاه سيكون الموت مصيرك لا محالة ..أرضخي لأوامر جلالته شاكرة إنتهى
صاحت بأعلى صوتها
-كم أنت رحيم جلالتك...فلتعش طويلاً ...فلتعش طويلاً
لم يعد العرش قادراً على حمل سيده أشتعل جسده متألم منكسر لرؤية عشيقته تعاني وهو يقف مكتوف الأيدي تمنى لو يأخذها يطير بها بعيداً تاركاً عرشه يفعل به مايشاء لكنه مطوق بحبل سيلتف عليه في أي لحظة وهو بالتأكيد لا يمكن أن يترك عرشه يغتصب من أعدائه حتى لو كلف ذلك فقدان أحبته ،لحقتها جمع من وصيفاتها الباكيات لحال سيدتهن العطوف ..خلع تاجها وملابسها الحريرية الحمراء وابنتها تقف لجوارها غير واعية عما يحدث وهي ترى والدتها يخلع عنها ردائها الملكي وتترك برداء أبيض لينتهي دورها في القصر كسيدة نبيلة لتلاقي مصيرها الجديد المعتم.
أسرعت تحمل خبرا قاصفا تقذفه على مسامع مليكتها
-جلالتك..سمعت للتو خبرا من خادمات سيدة يون تبادلنه سرا
بدت غير منتبهة لها تكتب رسائل لﻹتباعها وإخوتها راسمة بسمة ماكرة خبيثة
-إنها حامل بطفل الملك ..مولاتي
سقط الحبر على الورق وأتسعت عيناها مصدومة
-مااااااذا....كيف...كيف حدث مثل هذا الشئ ؟هل أنتي متأكدة ؟!!
-نعم...جلالتك .متأكدة
-هههههه
أطلقت ضحكاتها المجنونة وتوقفت
-فهمت الآن لم كتم خبر حملها...
خادمتها -عذراً؟؟
-يريد تربية إبنه في تلك البلاد ليكون تحت إيديهم وعندما يأتي الوقت ستتحطم مملكتنا ..يضن بإنه سينجح في جعل إبنها وريثا للعرش ههه...سأحرمه من هذه الفكرة ..نادي لي حارسي
لم تمض عدة دقائق إلا ومكث بين يديها..همست له بعض الكلمات فيستقبلها منصاعا ليغادر مخلفا ورائه إمرأة تلبسها الشيطان ليحرضها لفعل ستبكي آلسماء دما لجريمتها.
يتبع....
مارأيكم بالقصة لحد الان وبالشخصيات؟
الكاتبة
#Daisy
الفصل الخامس
من
رواية صراع الأفاعي
مملكة غوغوريو
منزل سيد تشوي
أصرت والدة أون سون على أخذها للتسوق وبعد عدة نقاشات حادة إستسلمت أون سون لقرار والدتها بعدما كانت تنوي التدرب مع والدها
الام: فلتخلعي ملابسك هذه وتردي هذا الفستان
أون سون وهي تراوغ :لقد أتفقت معك على الذهاب ولم نتفق على إرتداء هذا الفستان هه
الأم وقد نفذ صبرها تخلع ملابس إبنتها بسرعة والابنة تحاول التملص منها
-دعيني لا أريد إرتداء هذا الشئ لا أشعر بالراحة فيه
-أصمتي أيتها الطفلة الشقية إلى متى ستستمرين بالعناد وبإفكارك التافهة هذه
ألبستها ملابسها وسرحت شعرها لتعيد منظرها ألانثوي الطفولي بعدما كانت ترتدي ملابس الفتيان
الام :واااو...كم أنتي جميلة أكتسبتي جمالك مني ههه أنتي الآن فتاة بحق
أون سون وهي تلوي شفتيها إنزعاجا إستغلت خروج والدتها للحظة من الغرفة وقامت بإخفاء خنجر صغير في جيب فستانها
-خنجري الصغير أتمنى أن لا تكتشف أمي وجودك سأحميها إذا ماتعرضنه لسوء
شرد إنتباهها قليلاً
-أم علي أن أخذ سيفي آلذي صنعه لي والدي ...
وهي تفكر دخلت والدتها وخرجتا للتسوق كان السوق شديد الازدحام ففي الفترة الصباحية يكثر المتسوقون لشراء مستلزماتهم ويقضون ماتبقى من يومهم في النوم والراحة شعرت بالملل وهي ترى والدتها تساوم البائع وإدى بها مللها إلى ترك والدتها مسافة قصيرة بعدما لمحت درع حديدي في دكان أحدهم أقتربت منه وأخذت تتلمسه وتتخيل نفسها في زي القتال تمسك بسيفها وتحارب في الميدان ليقطع هذا الجو من ألتصورات وألاحلام صراخ والدتها
-أون سون أيتها الشقية كيف تتركيني وتجعليني أبحث عنك هااا ...
-أون سون وعيناها على الدرع
-شعرت بالملل
سحبتها والدتها وأثناء شراءهما بعض الخضروات سمعت والدتها حديث سيدتين
-سمعت إن هناك "شامان "لديها قدرة عجيبة على رؤية المستقبل
-حقااا...هذا مثير مارأيك أن نذهب لنستطلع عن مستقبلنا
-هيا دعينا إذا
إستدارتا للذهاب فأستوقفتهما الأم بعجل
-عذراً...أأين هي هذه الشامان ؟
أجابتها إحداهما
-نحن ذاهبتان إليها هل تريدين المجئ ؟
نظرت ﻷبنتها ألتي هي في عالم آخر من التخيلات ووجدتها فرصة جيدة لمعرفة مصير إبنتها ألذي ترثو عليه والدتها ذهبت مع النسوة ودخلوا مكان غريب ملئ برائحة البخور والتماثيل المخيفة فتسائلت أون سون :أمي ماهذا المكان ؟
ألام بشئ من الخوف :هنا...سنعرف مصيرك
-مصيري ؟؟؟
أدخل حارس الغرفة ألمرأتين وترك أون سون ووالدتها تنتظران خارجها حتى خرجتا وسمح لهما بالدخول كل شئ بدا عادياً حتى المرأة الشامان نفسها هؤلاء قلة من الناس الذين يدعون برؤية المستقبل وقدرتهم على الاستبصار تجعل الناس تخشاهم وتهابهم حتى الملك نفسه إذا ماتحقق شئ ممايقولونه فمعرفة المستقبل والإيمان بهذه الخرافات والنبؤات هو مايعيش عليه أناس هذا العصر ..جلستا أمامها ولم يرف لهذه المرأة جفن مركزة نظرها على أون سون مماجعلها تمسك بيد والدتها وهي ألتي لا تخاف حتى من السيف
سألتها والدتها وهي تبلع ريقها خوفاً مما سيلقى على سمعها
-جئت...جئت من إجل ...
قاطعتها الشامان كأنها تعرف ما جائت إليه تتحدث بدون إي تعابير كتمثال ناطق
-أعرف مجيئك لأجل إبنتك لذا لا حاجة للقول
-نعم...متشوقة لسماع ماستقولينه سيدتي
-تنبعث من إبنتك هالة دموية
الأم متفاجئة:هاااا ؟
-أعطيني يدك يا أبنتي
وبدون تردد أعطتها يدها لتمسكها وتغلق الشامان عيناها وتبحر في تنبؤاتها فتهتز يدها وترف جفونها لتفلت يد الطفلة وتخيفهما بتصرفاتها
الام تقترب منها
-ما...ماذا رأيتي ؟
تنفست الشامان ببطئ بعدها تحدثت بتلك التعابير الساكنة
-إبنتك ستكون نورا لهذه الأمة
الأم متعطشة لمعرفة المزيد -أكملي أرجوك أكملي
-ستكون هذه الطفلة وسيلة للعرش من سيقود هذه ألامة نحو السلام وإلازدهار ستكون هي جسره للوصول إليه
تشير لها
-لكن طريقها سيكون مليئاً بإشواك ضارة ستعيق مسعاها ..إن نجحت في إختيار الأمير الصالح فستكون حقاً نورا لهذه الأمة ...لكن إن فشلت ستكون لعنة تلعنها ألاجيال من بعدنا ومصيرنا الهلاك .
أون سون مطرقة تركز بكلامها مستوعبة كلامها كأنه شكل معززا لها ﻹستكمال ماحلمت به إذا فهو قدرها الآن أن يكون مصير أمة معلق على كاهلها ولا سبيل للتراجع أو الندم هذا ماتريده حلول السلام والأمان لمملكتها لن يكون هناك مزيداً من الدم ولن يكون هنالك من سيضرب العجائز في قعر دارهن ويطردهن فعادت لها تلك الصورة المؤلمة للعجوز ألتي كونت لها هذا الدافع فشدت قبضتها مستعدة للصعاب ألتي ستواجهها بنبوءة أو بغيرها فهذا هو هدفها ولن يكون هنالك أحد يجرؤ على كسر السيف ألذي ستقطع به الأعناق لدحر أعدائها والحيلولة بينها وبين دوافعها.
بينما والدتها ذهبت لمنحى آخر تماماً بسؤالها للشامان -هل هذا يعني إن أبنتي ستكون ملكة يوماً ماا؟
-لا يجب على إبنتك أن تشتهي أشياء مظرة بهدفها الأسمى .
دفعت لها النقود وقبل خروجهما أمسكت بيد الطفلة مجدداً تنذرها
-إختاري جيداً مستقبلنا يعتمد عليك .
عادتا لمنزليهما والام متمسكة بتلك الفكرة
:واااااو...سأجعل منك فتاة جميلة نبيلة وأدخلك للقصر عندما تكبرين لتتقربي من الأمراء وتكونين النور حقاً لأمتنا ههههه يا لسعادتي ..
:أحم...أحم...مالذي تتفوهين به ياامرأة ..أراك سعيدة أسرعت إليه زوجته وأجلسته لتقص على مسامعه ذاك الخبر الذي سلب لب أون سون ..فكرت بكل ماستواجهه مستقبلاً حلت عليها أفكار تجعل الجالس بقربها يخشاها تحولت على حين غرة من تلك الطفلة التي مالبثت إن تذوقت طعم الطفولة إلى طفلة شرهة إشتهاؤها الوحيد السيف وألامة المشرقة.
لاحظ سيد تشوي شرودها شرب شايه في محاولة أخيرة ﻹقناعها عن العدول
-أون سون...لا تفكري بالترهات ألتي سمعتها إنها تخاريف .
أون سون :ألا تصدق بها ؟
سيد تشوي :أصدق بالقدر الذي أعيشه كل يوم أصدق بالأمل أصدق بإنه بعد كل مشقة ستأتي السعادة فهل تدركين أين سعادتك ؟
أغمضت عيناها تفكر بسؤال والدها ولاذت بالصمت
-ألحياة يا أبنتي عملة ذات وجهين أما معك أو ضدك حكمي عقلك فما تشتهينه ليس سهل المنال
أجابت بعد تفكير
-أدركت ماهي سعادتي
سيد تشوي:وماهي ؟
أون سون وهي تحاول إنهاء هذا الحوار والتغلب على إبيها
-سعادتي تكمن بسعادة مملكتي
ثارت أعصابه قليلاً :وهل تتوقعين أنك وحدك القادرة على فعل ذلك ؟
أون سون:بنبوءة أو بغيرها هذا هو هدفي منذ الأساس سأحميك وأمي والناس ألابرياء سأقوم بما ليس للملك قدرة على فعله فقط إنتظر وسترى إن لم تتحقق النبوءة بإكملها سأحقق جزءاً منها
تنهد وأدرك قدرته على ألاستسلام
:خذي هذه النصيحة.. حتى وإن حوصرتي من قبل النمر..لو حافظتي على هدوئك فستتمكنين من النجاة وأعلمي إن الحبل الممدود إليك مستقبلاً سيلف حول عنقك إن لم تحسني إستخدام هذا
أشار لرأسه ونصيحة والدها تطرب في أذنها أنحنت له -سأبقي ذلك معي طول حياتي
-إذهبي لتنامي ...
"عجيب أمرك طفلتي تفكرين بمستقبل مملكتك على حساب طفولتك وحياتك الشخصية تراهنين على حياتك في حين النبلاء وغيرهم ينامون على أسرة من ذهب أكاد أصدق نفسي بأنك لستي إبنتي من إين جئتي بهذا الذكاء والفطنة ..آه..فلتنجزي مالم أنجزه لا أنا ولا من قبلي ولا من بعدي "
<><><><><>>>>><><><>>>>>>>
مملكة شيلا
قصر الملك
في جو ومكان آخر أشتعلت فيه مشاعر الحب واللهفة المنكهة بطعم الحقد والكراهية أحتظن الملك حبيبته المنفية يودعها فما أصعب تعلقك بشخص بل ما أصعب ذلك الشعور حين تفتقد شخصاً قريباً جداً منك مقيد بأغلال تصد عنك تقدمك تصدك عن حماية أحبائك ولا مهرب منها سوى إلاذعان لتجبر وتسلط أعدائك
-سأحميك وأطفالي لن أدع مكروها يصيبكم ..لم أستطع إنقاذك...أعلم إن العبئ كبير جداً عليك لكن ..فقط أنتظريني
سيدة يون وهي تبكي
-فكرة أن أبتعد عنك الآن تقتلني ..لم أرتكب هذا الجرم إلا ﻷجل مصلحتي ولم أفكر بالعواقب
أبعدها عنه ونظر لوجهها
:لا تكرري قولك أعلم جيداً من هو خلف كل هذا الصراع وأعلم جيداً فعلتك هذه ما هي إلا ﻹنقاذي
يون :قلت لك إنها أنا لما ترفض تصديقي
:لو قالوا لي بأنك وضعتي لي سما في طعامي أيضاً لن أصدق ..مهما يكن ..سأزورك سرا كلما سنحت لي الفرصة
يون :كلا..لا تفعل سيكون خطراً عليك
:كوني بخير حبيبتي أنجبي طفلنا عندها سأرجعك للقصر
يون :وكيف سترجعني
:حتى ذلك الوقت سيكون كل شئ قد تغير
شدد قبضته :وسأقضي عليهم جميعاً سأدمرهم حينها سأرجعك
يون مسحت دموعها وأبتسمت بعد سماع هذا
:سأنتظرك يؤسفني أنني لن أكون هنا ﻷشهد نصرك
"يوماً ما يا حبيبي سأكشف خيانتها لك إنتظرني فقط "
:سأذهب ﻷودع الأميرة سونغ هي
مسح على بطنها
:بني كن سالما لا تؤذي والدتك ستكون بين يدي قريباً
"حبيبتي لا يمكنني تصور حجم المعاناة ألتي تعانينها لكن ثقي بي ما أن يتم التحالف سندحر قواهم وستكونين بين ذراعي مجدداً "
خرج ومن بعيد رأته وبإبتسامة مكر
:نعم ودعها...سيكون هذا آخر لقاء بينكما وستعود من جديد لعبة بيدي هههههها
تم التحظير لموكب خروج السيدة يون وأبنتها من القصر وسمح لها بإختيار إحدى وصيفاتها لتستمر بخدمتها وقفت أمام بوابة القصر تستعيد تلك الذكريات الجميلة ألتي مرت بها ونبذت ماهو مقيت ما سبب لها ألالم آلذي تعيشه الآن ووعدت نفسها بإنها ستعود لتنتقم ...أنحنت للملك الواقف يشهد على آخر لحظات محبوبته محطم الفؤاد مكسور الخاطر على شفا حفرة من الإنهيار وللملكة الحاقدة بجواره ترددت في إلانحناء لها لكن لم ترد التخلي عن مبادئها وإبنتها بقربها لا تعي ما يحصل أمامها غير مدركة إنها ستكون طرفا في هذا النزاع يوماً ما.
وجهت آخر أوامرها لخادمة إبنتها أمسكت يدها وهمست لها
:فلتغادري القصر في الحال
الخادمة :سيدتي!!!
يون:أختفي عن الانظار لا تدعي أحد يعرف بوجودك هنا أبحثي عن مكان آخر وحاولي البقاء على قيد الحياة
دمعت عينا الخادمة وهي تستمع ﻷوامر منقذتها وسيدتها خدمتها لسنوات عديدة وهي الآن ستفارقها كأن لم يلتقيا أبدا
:سيدتي...كيف لي أن اتركك وحيدة لقد أنقذتني ولست مستعدة للتخلي عنك ...سييييدتي
يون :آسفة...هذه هي الطريقة الوحيدة ..لن ..لن أستطيع إنقاذ وصيفاتي جميعهن لكن على الأقل سأنقذك أنتي...كوني حية مهما حدث ..ما أن تسمعي بخبر رجوعي للقصر فلتدخليه ..ستكونين منقذتي أنا وأنتي سنتخلص من الملكة بشهادتك أليس هذا ما تريدينه ..؟؟
:بلى...هذا ما أريده ..لقد قتلت زوجي لعدم طاعته وأنقذتني منها...
جثت أرضاً :سيدتي سأفعل كل ما يتطلب مني ﻷرد دينك ونتخلص من عدوتنا
عانقتها سيدة يون وهي تبكي :وداعاً أذهبي بسرعة
عانقت الخادمة الأميرة وهبت مسرعة لتنجو بنفسها
إستدارت يون لوصيفاتها الباكيات فأنحنين لها جميعاً إحتراما فهي لم تقصر معهم في شئ بل عاملتهم كأحد أفراد عائلتها لكنها بطريقة ما تشعر بالتقصير والذنب تجاههم
:سامحوني إن كنت قد أخطأت بحقكم يوماً..لن أستطيع حمايتكم من بعد الآن ...فلتغفروا لي أرجوكم
جثون متعهدين بولائهم وإحترامهم قالت قائدتهن
-إن كنا سنموت فسنموت فداء لك أنقذتنا جميعاً من حياة البؤس وسنرد لك دينك
ركبت "المحفة" مودعة ملكها بروح منكسرة لتقاد بعيداً حيثُ مصيرها المحتوم.
ترك الملك الملكة واقفة في مكانها ليأتي حارسها
الملكة شو:هل نفذت الأمر ؟
:نعم...مولاتي..سيتحقق ما تريدين..لكن ...
الملكة شو:لكن ماذاا؟
:آسف...لكن لما تريدين قتلها في مملكة غوغوريو ولما ليس هنا؟
الملكة بإبتسامة منتصرة
:هناك لن يستطيع إنقاذها أحد ..ستأكلها وأبنتها ومن في بطنها الكلاب والذئاب ...وبما إننا سنجعل عملية القتل كأنها من صنع أتباع تلك المملكة ..فهذا سيعني الحرب ...فور معرفة ملكنا بخبر مقتلها على أيدي أتباع ملك غوغوريو ..سيشن حرباً وهذه الحرب ستكون طريقنا للمجد ..وبهذا سنحتل كل الممالك ههه
الحارس:مولاتي...أعتذر ..أعتقد بإنك مخطئة هذه المرة
ثارت بوجهه :كيف تجرؤ
الحارس :الملك ذكي وسيتبين له من الفاعل بسرعة
الملكة :وكيف ذلك
الحارس:ﻷنه يعد مرسوماً للتحالف معهم .
فقدت توازنها :ماااااا...هذا الهراء كيف حدث ...
الحارس:جاسوسنا أخبرنا ..
الملكة:هههههههه....وجهت نظرة قاتلة لحارسها فهم مقصدها وذهب لتنفيذ مهمته التالية
:يون ..لم يعرف أحد أصلك ووجدتي لك طريقة في العيش ههه أعجب بشجاعتك ..آه...سأفقد متعتي في ألايام القادمة هههه
"ههه...التحالف مع ألد أعدائنا ...هههه سترى أيها الملك العزيز "
جناح الملك
الملك لحارسه الشخصي
:ستتبعهم لطريقهم لغوغوريو ...إن تجرأوا بفعل أقضوا عليهم جميعاً ..
الحارس :حاضر...مولاي
خرج ليتحدث أمين سره
:مولاي ...هل تشك بها ؟
الملك وهو يرتجف خوفاً على محبوبته وأبنته
:نعم...ستفعلها ...معظم الجنود الذين أرسلتهم تمت رشوتهم هذا ما قاله جاسوسي ..تلك اللعينة ..
تحدث بنبرة حزن ألهبت مشاعر أمين سره
:إلى متى سأبقى صامتاً ...يقودونني كأنني لا شئ آه...يا أبتي ماكان عليك التحالف مع المغول في سبيل عرشك ..لكنت الآن أتنعم في الحياة مع من أحب هذا ثمن ألاموات الذين قتلوا في تلك الصراعات على العرش أتحمل أثم ألآف ...أنا أعاقب ..
فقد توازنه وجلس على عرشه وأمين سره يحاول تهدئته
-جلالتك ...هذا مقدر لك وعليك الصبر فيوما ستنقشع هذه الغمة
:نعم...كيف تسير أمور مباحثاتنا مع ملك غوغوريو ؟
:كل شئ يتم سرا ..لكن أضنهم يواجهون بعض الضغوطات
:حسناً...سنرى إلى أين سنصل .
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
مملكة غوغوريو
بعد مرور خمسة أيام
مر موكب ألاميرة في سوق المنطقة ألتي تسكن فيها عائلة سيد تشوي ألتي هي الطريق لمنفى سيدة يون بعد سفر متعب وشاق ..تواجدت أون سون في دكان والدها تساعده حينما سمعوا أصوات في الخارج تعلن عن إفساح المجال لموكب سيدة يون ...خرجا مع الجمع ينظرون لتلك المنفية وبين همسات المارة وتساؤلاتهم تنفست يون الصعداء ﻷول مرة بعد سنين طويلة تعود لموطنها وتذكرت أحبتها الذين تركتهم
"أختي...أتمنى أن تكوني بخير "
الأميرة أون سون تنظر هنا وهناك أبعدت الستارة لتنظر أكثر لتسقط لعبتها
:أمي ...سقطت لعبتي ...
أون سون بحدة نظرها أبصرت اللعبة
:أبي سأعود في الحال
:إلى أين ؟
لم تجبه وأسرعت الخطا ألتقطت اللعبة ولكن الموكب أبتعد كثيراً مما أضطرها لتتبعهم
"تلك الفتاة لا بد إنها تبكي لفراق لعبتها ...حسناً أنتظري سأجلبها لك"
وصل الموكب حدود القرية المهجورة لتصل بدورها أون سون
:توقفوا أرجوكم ...
أقتربت من العربة وهي تلهث لركضها طيلة هذه المسافة فتقدم أمامها جندي ضخم
:ماذا تريدين؟
أون سون :لعبة الاميرة...لقد سقطت ...
سونغ هي أخرجت رأسها من المحفة فرحة
:لعبتي...
الجندي :هيا أعطيها لها بسرعة وأذهبي
ألتقت ألاثنتان تنظران لبعضهما بدهشة أون سون دهشة لرؤية جمال كهذا وسونغ هي دهشة لرؤية فتاة ترتدي ملابس الفتيان أخذت لعبتها
:شكراً لك
:لاداعي للشكر
الجندي بحدة :أرجعي من حيث ماعدتي بسرعة
إستدارت للعودة وصورة الأميرة باقية في مخيلتها لا تعرف ربما يوماً سيكون هنالك لقاءا وأي لقاء سيكون هذا .
أعطى الجندي إشارة لتنفيذ الأمر فيذبح العبيد ممن يجرون المحفة وسيدة يون فقدت أعصابها وسيطر الخوف على جسدها لم تتوقع أن نهايتها ستكون بهذا الشكل وهي لاحول ولاقوة لها الآن وخادمتها دخلت وجلست بجوارها لتحميهما وضلتا تدعوان لنجاتهم ،وبدون إنذار وابل من السهام يرشق به هؤلاء الخونة ويسقطون صرعى وجرى قتال دامي ليفوز به أتباع الملك ويقضى به على أتباع الملكة ماعدا شخص واحد تمكن من الفرار ألا وهو ذلك الجندي ..رفع الستار شخص ملثم فترفع بذلك خادمة يون سكينها لتقتله فيكشف عن وجهه وتتعرف عليه يون حينها شعرت بألاطمئنان ..كل هذا جرى أمام ناظري أون سون المختبئة خلف أحد الاشجار شاهدة على معركة دامية ليهتز جسدها وتفر عائدة لدكان والدها آلذي ما إن وصلته لتشهد على صدمة أخرى ...والدها يسحب من قبل أحد الجنود فتثار وتتبعهم صارخة
:أبي ....إلى أين تأخذوه....أبي
تشوي :عودي للمنزل ..سأعود لا تقلقوا علي
:أبي......
إنهارت باكية ووالدها يجر بعيداً ويهان ليكون طرف مؤامرة أخرى لايسلم منها لا الضعيف ولا العاجز .
يتبع....
الكاتبة #Daisy
معلومات :
1-الشامانية هي ظاهرة دينية تتضمن مجالات وممارسات الشامان. بالرغم من أن الشامانية موجودة بعدة أشكال حول العالم، قد يكون موطن الشامانية بشكلها النقي سايبيريا وآسيا الوسطى، بالإضافة إلى السكان الأصليين للأمريكيتين والذين يبدون من أصول وسط آسيوية. للشامانية أيضاً وجود في ديانة الشنتو في اليابان، وممارساتهم متعلقة بشكل رئيسي بالطقوس القروية. وفي الهند الصينية، تهتم ممارسات الشامان بشكل رئيسي بمعالجة المرضى. أما بالنسبة للشامانية في كوريا فهي متعلقة أساساً بعالم الأرواح.
الشامان هم سحرة دينيون يقولون بأن لديهم قوة تتغلب على النيران، ويستطيعون إنجاز الأمور عن طريق الجلسات تحضير الأرواح التي فيها تغادر أرواحهم أجسامهم إلى عوالم الروح أو تحت الأرض حتى تستمر بمعالجة المهمات. الغرض الرئيسي للشامان في أي مكان هو المعالجة. يسيطر الشامان الناجح على الأرواح التي يعمل معها، ويستطيع (كما يدعي) التواصل مع الموتى. يدرب الشامان أحياناً بواسطة "سيد الشامانات" والذي يكون أكثر خبرة منه في الشامانية. يجب على الشامان معرفة كيفية السيطرة واستخدام بعض الأمور الشخصية الطقوسية، مثل قرع الطبال أو العربة التي يقودها للسفر، كما يجب عليه حفظ تلك الأشكال والأغاني الطقوسية المهمة بالنسبة إليه.
الشامانية: دين بدائي من أديان شمالي آسيا يتميز بالاعتقاد بوجود عالم محجوب هو عالم الالهة والشياطين وارواح السلف. وان هذا العالم لا يستجيب الاّ للشامان وهو كاهن يستخدم السحر لمعالجة المرضى ولكشف المخبأ والسيطرة على الأحداث. (عن قاموس المورد) هم أيضًا من زرعوا التبغ وأول من استخدموا السجائر في الاحتفالات الدينية
المصدر :ويكيبيديا
2-المحفة هي عربة ملكية من الخشب يجرها العبيد أنذاك .
3- المثل الكوري
" حتى لو أنك كنت محاصراً من نمر، لو حافظت على هدوئك فستتمكن من النجاة"
الموقف: لو أنك كنت في موقف صعب، حافظ على هدوئك وستتمكن من تخطي الأمر.
مااكتبه هو مايتعلق بديانة هذا الشعب وليس له أي صلة بديننا.
مارأيكم بالبارت
الفصل السادس
من رواية صراع الأفاعي
خيم الظلام على المملكتين وفتحت ألابواب على مصراعيها للمؤامرات كأن الليل هو الغطاء ألامثل للشبهات والجرائم المقترفة ...
مملكة شيلا
تنكرت بثياب خادمة وخرجت من القصر وحارسها بجوارها ..أمتطت حصانها وأسرعت تريد أخويها تزف لهما خبرا ..وصلت منزليهما بأمان ..أنتظرتهما لحين عودتهما في مجلس الضيوف ما إن أتيا حتى أمروا الخدم بإخلاء المكان ليلقي على كل منهم التحية والإحترام
الملكة شو :كيف حالكما
الأخ الأكبر زعيم العشيرة :نحن بخير جلالتك ..
ألاخ الأصغر تحدث باللغة الصينية
:أشتقت إليك جلالتك ..لم أرك منذ فترة
الملكة تبادره اللغة نفسها
:أشتقت إليك أيضاً ..لم تتعلم الكورية إلى ألان؟!!
ألاخ الأصغر :بل أعرفها نحن نعيش بينهم منذ سنوات الا إنني أكره كلامهم على لساني ...
الملكة :ههه...هذا بسبب تلك الفتاة الكورية التي رفضتك
لاذ بالصمت فالحديث عن مشاكله يزعجه ..
الزعيم :فلندخل في صلب الموضوع ..ماأتى بك ..أنتي لا تأنين إلا إذا كان هناك خطر ..
الملكة :نعم...خطر سيهلكنا إن لم نوقفه
الزعيم :هل يعلم الملك بخروجك ؟
الملكة:كلا...ليس لدينا وقت ..أعلمني جاسوسي إن ملكنا سيتحالف مع غوغوريو ..
الاخوان :ماذااااااا...!!
الملكة :نعم...فلنتصرف في الحال ..إخبرا ألامبراطور
الأخ الأصغر:امبراطورنا في حالة حرب الآن ﻹحتلال الجوار لا أضنه سيحشد جيشاً ﻷخافة الملك
الزعيم :لا نريد حرباً الآن سأخبره ونتعامل معه بطريقة أخرى
الملكة :فتسرعا ..أتعلمان إن حدث مانفكر به ..سيقضى علينا ..غوغوريو علاقتها قوية ببقية الممالك إن أتحدوا جميعاً بقواهم سنلغى من على الأرض
الزعيم :لن يحدث أي من هذا فأمبراطورنا سيدق أعناقهم إن تجرأوا كوني مطمئنة ..
الأخ الأصغر :فلتبتعدي عن السياسة الآن ..
الملكة :ماذا...هذا هو السبب في إدخالي للقصر ..أن العب دوري السياسي وأزودكم بالمعلومات
الزعيم :إنتهى دورك الآن ..وستلعبين دور آخر ..دورك كزوجة ..إجعلي الملك يحبك إستغلي فرصتك وقيديه من جديد
الملكة :ههه...هل تحسب أنه سيحبني ..حتى لو بعد ألف سنة ..
الأخ الأصغر :نحن سنتولى الأمور من هنا فلتعودي قبل أن يكتشف الملك خروجك .
في القصر
سار الملك مع أمين سره وأتباعه متوجها لجناح الملكة يحادثها في أمر ما ..وقف أمام المكان وتوترت الخادمة عندما طلب رؤيتها
:أخبري الملكة أني هنا لرؤيتها
الخادمة :ج..جلالتك...إنها نائمة لاتريد إزعاجا
تجاهل كلامها وشق طريقه لغرفتها ومع محاولة الخادمات لمنعه شك في حدوث شئ صرخ امين سره بوجههم ففسحوا له المجال ليدخل ...أقترب من السرير وقلوب الخادمات تطرب خوفاً من إكتشاف أمرهن أطمأن قلبه لرؤيتها نائمة ليغادر المكان وتنهض الخادمة فزعة ترتجف رعباً فكاد أن يكشف أمرها وملكتها...مضت فترة قصيرة لتعود الملكة مهجعها وتنام في سريرها ...وفي جهة أخرى لازم الملك سريره يتقلب هنا وهناك بعد إن خانه النوم وضل حبيسا لتخوفاته وشكوكه .
مملكة غوغوريو
مكان موحش مظلم ملئ بالحراس الملكيين رائحة الدم وأصوات السجناء المعذبين تلمئ المكان وسيد تشوي مقيد اليدين ورجلان يعذبانه بالسياط
:أعترف قمت بمساعدة المتمردين ببيعهم السيوف هيا أعترف
سيد تشوي :ليس...هناك...مااعتر...ف به...لا..أعلم ماتتحدث...عنه ...أنا برئ
الحارس:برئ ؟فلتعذبه اكثر...أخبرنا بمكانهم وسنطلق سراحك
سيد تشوي :لو..كنت أعلم ..ما تتحدث عنه ﻷخبرتك ..وحتى لو كنت أعلم لن ..أخبركم
:ترفض الإعتراف ...شاهدك أحد رجالنا وأنت تبيع سيوفا عديدة لمجموعة رجال في الليل ..كانوا هم المتمردين هذا هو ثمن حياتك ..أعترف وسنطلق سراحك
سيد تشوي زاد إصرارا هو حقاً لا يعرف مايجري لكنه لاينكر بيعه السيوف لمجموعة رجال أتوا في الليلة السابقة
:فلتعذبني كما تشاء قلت لك لا أعرف
هاج الحارس وأمر الآخر بزيادة الضرب حتى أفقدوه وعيه .
في منزل سيد تشوي
أون سون ووالدتها وحيدتان في المنزل تبكيان لا تعلمان ماحل بسيد تشوي لم تناما ليلهما ،وفجأة وبدون سابق إنذار يطرق الباب في ساعة الفجر وتهرع أون سون وتجد والدها في حالة يرثى لها ملابسه ممزقة والدم يغطي أنحاء جسده
:أمي....عاد أبي
تسرع والدتها ويحملانه كان فاقداً قدرة الكلام وماإن عولج من قبل زوجته وأخذه حساءا دافئا أرخى حواسه وأستعاد وعيه قليلاً حكى لهما ماجرى
:فقدت وعيي بعد تعذيبي بعدها سمعت صوتا ينادي إسمي فتحت عيناي ﻷرى رجلا ملثما ومن حولي من الحراس جثث هامدة والأرض أصبحت بحرا من الدماء قال لي إنه سينقذني ﻷني ساعدتهم ...في ذلك الوقت سلمت مجموعة رجال سيوفا ودروعا بدون حتى أن أسألهم عن حاجتهم بها ويتبين أنهم متمردين ضد حكم الملك وأحد ما من حراسهم كان يراقبني ووشى بي طلب مني مغادرة البلدة إلى أخرى
زوجته وهي تبكي لحاله :هل قاموا بكل ذلك ﻹنقاذك
سيد تشوي :قالوا لي أنني ساعدتهم إستعملوا تلك السيوف في قتل حراس الملك عند مهاجمتهم أحد المناطق وجاءوا ليس فقط من أجلي بل ﻹيصال رسالة للملك بقتلهم الجنود وأنقذوني ...
أون سون :إذا هل علينا مغادرة منزلنا أبتي ؟
سيد تشوي :نعم ..غداً سننتقل ﻹحدى المناطق القريبة ونختفي عن الأنظار وإلا سأتهم بالخيانة كل من رأوا وجهي من الجنود والحراس قد قتلوا ..فلتستعدوا ...أون سون عزيزتي الحياة أصبحت مريرة للغاية علينا أن ننجو بأنفسنا
الزوجة :كيف سنغادر وأنت بهذا الحال
سيد تشوي:سأتغلب على ألمي وأحميكما
أون سون :سأحميكما أبتي لاتقلقا ..
في قصر ملك غوغوريو
الملك في حظرة زوجته وأحد أتباعه
التابع :وصلت سيدة يون بأمان لمقرها
الملك :حمدا لله ماذا عن مباحثاتنا معهم هل تجري بشمب جيد
التابع :كل شئ يجري سرا...لكن مولاي المتمردون قد تمركزوا في البلاد بشكل واسع قتلوا مجموعة من رجالنا
الملك تنهد :أرسلت أخي لقمعهم لابد والسيطرة على تلك المنطقة التجارية
بمغادرة التابع دخل ألاميران تاي جو و داي جو كونهما اخوان شقيقان إلا إن ألفرق بينهما واسع جدا فولي العهد تاي جو لايملك الذكاء وكمراهق كل همه المتعة واللهو الغرور والتكبر والكسل هما صفات متلازمة به عكس أخيه الاصغر داي جو الذي يلاقي إستحسانا من الجميع حتى ﻷخوته غير الأشقاء فهو مصدر فخر وأمل لهم و الوزراء في البلاط يرونه الوريث المثالي للعرش بدل تاي جو بسبب شخصيته العبقرية وحنكته محبا للقراءة والكتابة سياسي منذ صغره محبا للخير والتعاون مع الجميع وهو يقف في مواجهة كبيرة بين ولي العهد والوصي على العرش عمه تشونغ رغم نيله إستحسان من في القصر إلا إن والدهم الملك لايتجرأ على كسر القوانين في جعل إبنه الأصغر وريثا له مع علمه التام بصفات ولي عهده لكن وضع في ذهنه أملا في أن يصبح إبنه شخصية جديرة بالحكم يوماً ما...
قدما أحترامهما لوالديهما كعادتهم كل يوم وتوجها بعدها لمهاجعهم وفي طريق داي جو لمح عمه من بعيد يعانق إحدى الخادمات فشعر بالاشمئزاز وقال لمعلمه وصديقه المقرب التابعان له
:هل تضنان بأني سأتغلب على عمي في المستقبل ؟
معلمه :ثق بقدراتك وامشي في الطريق الذي تراه سهل
صديقه :نعم كن واثق بنفسك كما أثق بك والمعلم
الأمير داي جو:نعم سأثق بنفسي كثيراً ﻷقضي عليه فعند صعود أخي العرش سيتلاعب به عمي ..أخي لايفقه شيئاً سأجهز نفسي لحماية أخي والجميع منه
المعلم:أتمنى أن أعش طويلاً ﻷراك تفعل هذا
صديقه :سأضل بجوارك مولاي وأحميك لذا فقط ثق بنفسك وبنا.
في آليوم التالي شدت عائلة سيد تشوي رحالها وغادرت المنطقة إلى أخرى بحثاً عن الأمان والسلام وخسر فيها دكانه الذي كان قد سرق أشيائه وقلب أون سون تعلق أكثر بتنفيذ مخططاتها بعد رؤية مملكتها والناس فيها يتعرضون للإذلال والتنكيل .
مملكة شيلا
صباح جنوني لملكة شو ..سمعت بخبر مقتل أتباعها ونجاة سيدة يون لتحطم أثاث غرفتها ويجن جنونها وﻷسكات ثورتها طلبت رؤية حارسها ما إن سمع أوامرها جن هو ألاخر لمطلبها
"ملكتنا جنت أخيراً لتطلب مثل هذا الطلب آه..ليس أمامي مخرج سوى التنفيذ "
شق طريقه نحو مهجع سيدة يون القديم وبصحبته رجلان سيافان قاموا بإخراج وصيفاتها وقتلوهن بدم بارد وحارس الملكة ينظر ينظر إليهن مجرد من الشفقة والرحمة تركوا المكان غارقا في الدماء البريئة ليضل مهجورا تسكنه أرواح ذاقت طعم الذل والهوان ...سمع الملك ماقامت به وقرر المضي قدماً بتنفيذ إنتقامه وتحالفه آلذي وجد فيه مفره من أيادي المغول.
مملكة غوغوريو
مضى تسعة أشهر وحان موعد إنجاب سيدة يون لطفلها زارها الملك بخفية في هذه الأشهر وتحمس كثيراً لإنجابها فبعدها سيعيدها للقصر بعد أن تم تحالفه السري مع شيلا فبعودتها سيحشد جيوشه ليحرر المناطق تحت سيطرة المغول ويعيق تحركهم في قصره ليبين لهم مدى قوته لكن هذه المرة وقف الأقدار ضد رغباته ..توفي الأمير الصغير فور إنجابه وعشيرة هان المغولية أعلمت أمبراطورهم بتحركات الملك فقام بقطع الطرق التجارية بحرا بينهم وبين مملكة غوغوريو وإرسال تهديداتهم مما جعل ملك غوغوريو يسحب تحالفه ويضل ملك شيلا وحيداً مجدداً محاطا باعداءه من كل جانب ويسلم أمرهم إليهم .
في جهة أخرى ..في قرية ريفية
حملت أون سون دلاءها متوجهة للبئر في وسط الاحشاش والأشجار ..ملئتهم بالماء وسمعت صراخا تركت مابيدها متعقبة مصدر الصوت ..رأت رجل يضرب فتاة حتى أدماها لم تتحمل رؤية هذا المشهد وغريزتها نادتها لإنقاذ الفتاة المسكينة
:هيه...أنت ..أبتعد عنها
الرجل :من أنتي ...اذهبي من هنا
وقام بضرب الفتاة مجدداً ..دفعت أون سون الرجل بعيداً عن الفتاة وأمسكت بيدها للهرب لكنه يقفز على الاثنتان ويدفع أون سون أرضاً ويأخذ بيد الفتاة الصارخة ويشتمها ويضربها...عندما رفع سيفه يريد قتل الفتاة أحس بألم ودم ينزف من بطنه ليستدير على أون سون ألتي أستلت سيفها وطعنته في ضهره فيسقط صريعا اقتربت من الفتاة تساعدها مرتجفة
:هل....هل أنتي على مايرام
الفتاة :نعم ...نعم شكراً لك
أون سون:من كان ؟
الفتاة :سيدي ...كان سيدي وأنا عبدة لديه هربت منه فوجدني ...
أون سون :أهربي بعيداً جدا هيا هيا
نهضت الفتاة شاكرة لها واختفت تاركة أون سون تنظر للجثة أمامها مرتعبة خائفة مرتجفة أسرعت للبئر تمسح الدم عن ملابسها وسيفها ملئت الدلاء وعادت للمنزل ...أخذت والدتها ملابسها لتغسلها ورأت بقع دم لتسألها بعصبية
:أون سون فسري لي ماأراه
اضطربت وتلعثمت
:إنه...لقد....ج...جرحت بينما كنت اتدرب ههه
الأم:حقاً...أين الجرح اريني اياه
تحسست يدها ورقبتها فأبعدتها خشية إكتشاف أمرها ووالدها علامات الشك طغت على وجهه ورفض تصديق قصتها
:أمي...أنا بخير ..سأذهب الآن
لم تمضي فترة منذ إن خرجت مع والدها لعمله عند أحدهم وكسابق مهنته حداد ليجمع أكبر قدر من النقود لشراء دكان له إلا وتناقل أهل القرية أخبار قتل أحد التجار حيث وجدوا جثته بين الاحشاش لتتصبب أون سون عرقا ويهتز جسدها حاولت إخفاء مظاهر الخوف والتوتر لكنها فشلت مما جعل شكوك سيد تشوي تقع في محلها أنتهى من عمله وأنتهت هي الآخرى من عملها آلذي أشاد به صاحب المكان كثيراً بقوله إنه اول مرة يرى فيه فتاة تمارس عملها في الحدادة وببراعة لا يتقنها إلا الماهرون ...أخذها بعيداً قرب نهر القرية حيث أعترفت له بكل شئ
تشوي :لا تخبري والدتك ...كيف تشعرين الآن ؟
أون سون :لا أشعر بالذنب لقتله فهو يستحق لكن أشعر بالخوف من المستقبل إن كان علي قتل المزيد من أمثاله
تشوي :هذه أول عملية قتل لك ...في المستقبل ستقتلين الكثير فهل أنتي مستعدة لتعذيب نفسك ذهنيا وجسديا
أون سون : إن كان هذا سيحمي الناس من حولي فلا أخاف شيئاً ولا يهمني إن تعذبت طالما ساتمكن من حمايتكم جميعاً
عانقها والدها فهي من الآن ستصبح أداة للقتل بحجة تغيير مصيير مملكتها .
بعد مضي عشر سنوات ....
خلال تلك السنوات شهدت مملكة شيلا فترة حرب مع إحدى الممالك إستطاع ملكها إحراز النصر والحفاظ على وجوده بمساعدة المغول تبعتها فترة سلام ..أما غوغوريو فحلت الطامة الكبرى ..تفشى الوباء وأستعبد الناس من قبل النبلاء ومرض السلطة نخر جسد ملكهم وأصبح لعبة بيد الوزراء والنبلاء والمجاعة والموت وجدت طريقها لمنازل الفقراء ولاسلام ولا إزدهار حل في تلك البلاد المنكوبة فهي ألان بيد أتباع الملك يسيرونها كيفما يشاؤون .
في جبال مملكة غوغوريو ..كوخ قديم
وضعت الغسيل على الحبل ومسحت العرق عن جبينها وتمثلت صور أمام ناضريها صور تلك المرأة المجهولة ذات العباءة السوداء ألتي لم تتح لها فرصة التعرف عليها ...تلك المدة لم ينقطع الملك عن زيارة سيدة يون وأبنتها لكنه أكتشف من قبل الملكة وقطع زياراته بسبب الضغط المتواصل عليه ..لم يكن هو الزائر الوحيد بل هناك شخص آخر أو بالاحرى أمرأة رفضت سيدة يون إخبار إبنتها عنها ..هذه المرأة ساعدتهم كثيراً وفي كل مرة تحاول سونغ هي إكتشافها أو رؤية جانب منها تفشل في مسعاها ولم تعرف السبب جراء فعلة والدتها ،هم أيضًا لم يسلموا من الوباء وتأثرت به سيدة يون
أسرعت خادمتهم لسونغ هي ألتي لا تزال تعلق الغسيل على الحبل ووجها لا يبشر بخير
:مولاتي ...سونغ هي...سيدة يون إنها إنها
سونغ هي أفلتت مابيدها وتوجهت حيث والدتها ..دخلت الغرفة حيث يون مستلقية على فراشها والمرض سلب منها قوتها فبدا وجهها شاحبا والتجاعيد كساه وتحولت من تلك الجميلة إلى إمرأة عجوز لاحول لها ولاقوة ..هزت جسد والدتها بقوة وهي تبكي
:أمي...أستفيقي ...أمييييي...
فتحت عيناها ببطئ وتحدثت بصعوبة
:أنصتي لقولي...لم يتبقى لي الوقت ...وعليك معرفة ..الحقيقة ...
سونغ هي :لا تتحدثي الان ..فل...فلتنامي
سيدة يون:لا...تكرهي والدك...
سونغ هي :هو السبب في حالتنا هذه ..كيف لا أكرهه ..كيف...
سيدة يون:قبل سنوات لست أنا من حاولت تسميم ولي العهد...
سونغ ها وهي تحاول إستجماع قوتها لتركز في قولها :أمي...ماهذا....
سيدة يون:لا تقاطعيني ...الملكة أتهمتني وزورت الادلة لتخرجني من القصر...وأنا حاولت مجاراة لعبتها لحماية والدك وحمايتك...كنت أملك دليلا قاطعا يثبت تورطها ويفضحها لكني...لم أجرؤ فهي من عشيرة هان ووالدك سيقضى عليه إن أتهمها بشئ ..حتى لوكانت هي الفاعلة فلن يجرؤ اجد على تصديقي ومصيرنا سيكون الهلاك ...لذا حفاظاً على سلامة الجميع أثبت أني الفاعلة ...والآن ..سأموت يا أبنتي جدي ذاك الدليل وأستعمليه ﻹنتقامك ..إنتقمي لنفسك ومن تلك الشريرة ...
سونغ هي :أمي...ماهو هذا الدليل ...أمي
هزتها بقوة لكنها لم تستفق وغادرت روحها جسدها علها تجد السكينة في مكان ما مخلفة وراءها إبنة سبيلها الوحيد في الحياة هو الإنتقام .
يتبع
في الجزء القادم ستبدأ اللعبة الحقيقية بين شخصيات الجيل الثاني .
الفصل السابع من
رواية صراع الأفاعي
ليل آخر حمل معه رياح هائجة ظلام بسط أجنحته على أهالي قرية في غوغوريو ،وفي مكان لتجارة العبيد أنتصب شخص متشح بالسواد كاد لايميز الفرق بينه وبين ظلمة الليل على سطح أحد المنازل رفع سيفه كإشارة لبدء المهمة ..قفزوا على السطوح في سباق مع الزمن المحدد للمهمة بلباس أسود موحد دخلوا مكان تجارة العبيد تعالت أصوات السيوف وصرخات الحراس توسطهم ذاك الشخص وبضربة واحدة جعلهم جثثا خامدة ..قاموا بإخراج العبيد من زنزاناتهم وبقي هذا الشخص وحده يتفحص الانحاء بينما أتباعه خرجوا سمع خطوات أقدام تبع مصدرها فوجد أحد العبيد يتلصص هنا وهناك في حيرة من أمره خائفاً من الخروج كيلا يمسك به احد...ما إن رآى الملثم إلا وتعثر في مكانه ضانا إنه سيقتله
:أ...رجوووك ...لا تقتلني
مد الملثم يده بعد إن اطمأن العبد إنه منقذه ..مشيا سويا يريدان الخروج ليلتف حولهما عددا من الجنود القادمين فور سماعهم بخبر الهجوم سحب الملثم سيفه وتردد قليلاً في قتالهم كانوا يفوقونه عددا وما من أحد من أتباعه يستنجد بهم تنفس بعمق وفكر بخطوته القادمة أبعد عنه العبد وقاتلهم ومما أثار إعجابه هو دخول العبد المفاجئ في أرض الحدث وقاتل كقتال الأبطال بالسيف الملقى جانبه مما أدى لتعرضه لضربة سيف أدمت ضهره ..الملثم حوصر من كل الجهات وعلم إنها ستكون نهايته ..عددا من أتباعه دخلوا هذه الحرب قال أحدهم له
:ستلتقي بالقائد في الغابة أذهب بسرعة سنحمي ضهرك
لم يجب وأكتفى بإيماءة من رأسه ..ساعد العبد على المشي ..ركب أحد الاحصنة مخلفا وراءه زوبعة دامية أنطلق بحصانه بعيداً نحو هدفه التالي...
في جبال المملكة ...
تحظرت الأميرة سونغ هي لرحلتها إلى شيلا بأمر من والدها الملك هي الآن وحيدة ولا قوة لها مما جعل والدها يأمر بإعادتها للقصر لتكون بين أحضان إخوتها لم تمضي فترة وجيزة على دفن والدتها في تلك الجبال النائية قلبها متحجر الآن من قتل والدتها حي يرزق يتنعم في ضل الملك أي قسوة هذه مسببو الدمار وجذور الفساد يتلحفون بثياب من حرير وإسرتهم من ذهب وطعامهم ما لا يتصوره أحد بل يتغذون على لحم أولئك الجياع يدقون أبواب القصر للقمة تسد جوعهم القاتل ليتلقوا الضرب والتنكيل من قبل أسيادهم وهي واحدة منهم ذاقت ما ذاقت من ألاذى جمالها الساحر أختفى بنيتها الجسدية أختفت لسوء العيش والتغذية السيئة موت والدتها وإكتشافها السر المسبب لتعاستها كل هذا جعلها تحسب خطواتها القادمة وهدفها آلذي ستحيا ﻷجله ستنتقم وتقاتل للحياة حتى لو كان على حساب شخص آخر ماذا سيضرها إن أتبعت طريقتهم في الحياة ستجعلهم يركعون لها مقبلين قدمها متوسلين خاضعين وضعت في خلدها كل السبل لسلاحها القادم ﻹخضاع أعدائها...
تناولت طعامها مع خادمتها وعيناها تقدحان شررا وتصاب خادمتها بالرهاب لمنظرها
:ممممممولاتي....مما بك ...وجهك مخيف
لعبت بطعامها تبتسم بجنون
:لن نأكل هذا الطعام من بعد الآن ...فلتفرحي سأصحح ألاخطاء عند عودتي وستساعديني في مهمتي هل ستفعلينها ...
الخادمة بخوف :ننعم...بكل تأكيد كلي ..كلي ولتنامي لدينا رحلة طويلة غداً
سونغ هي:من سيرسل لأخذنا ؟..هل سيرسلون مثل أولئك الأشخاص الذين أرادوا قتلنا منذ سنين
الخادمة : كلا ...تعرفين إنهم كانوا أتباع الملكة بالتأكيد سيرسل لنا أتباعه
تماثلت لسونغ هي صور الملكة لتمسك بالسكين وترميها على الخيال الممتثل أمامها وترعب خادمتها
:الملكة...ههههها ..أنتظريني اللعبة ستبدأ مغولية أولا سأدمرك حتى لو كنت سأموت هههههها
صهيل حصان كسر صمت الليل ..رياح هوجاء ثارت وعفاريت الغابة خرجت من مخابئها تتراقص على سنفونية الليل والملثم يرقص طربا لنصره وصل مخبأ في وسط الغابة نزل من حصانه والعبد مغمى عليه لم يستطع إنزاله بسبب جرح ساعده أطلق صفيرا تبعه صفيرا آخر علامة على إتمام المهمة جاء رجلان حملا المصاب وأدخلاه المخبأ ..دخل معهم الملثم لتلقي العلاج خاطبه أحدهم
:نحن سنذهب أتممنا المهمة وسنأخذ هذا المصاب معنا
الملثم :لكنه مصاب وفاقد للوعي سأهتم به وأجلبه لكم
:السفينة ستغادر الآن ليس هنالك وقت
الملثم :دعه إذا سأتكفل بأمره ...
فورها وقف أمامه رجل مهيب وقف منحنيا بإحترام بينما قال الرجل
:أون سون كنتي عونا كبيراً لنا لا أعرف كيف اكافئك هل تريدين الإبحار معنا ؟
نزعت أون سون لثامها ليكشف عن وجهها الحسن بملامح ثورية جمال بقسوة
:سيدي كان لي شرف القتال جانبكم ولا أستحق مكافأة فهذا واجبي ..وأعذرني فعائلتي وقومي بحاجة إلي علي البقاء بجوارهم وحمايتهم ..المهم اوصلوا العبيد بسلام
الزعيم :إذا سيكون هذا فراقنا
أون سون :نعم أوصل تحياتي للجميع
الزعيم :سنكون في خدمتك دائماً إن احتجتي إلينا لاتترددي في إخبارنا سنعلمك بمخابئنا بمسقط رأسنا الجديد ..
أنحنيا لبعضيهما وغادرا لتهتم بجرحها وبالمصاب أنضمت أون سون في تلك آلسنوات لحركة تحرير العبيد السرية التي دقت أعناق النبلاء والتجار ..دوختهم وأفقدتهم أموال طائلة أصدر الملك مرسوماً للقضاء عليهم ولم يفلحوا كانت الساعد الأيمن لزعيم الحركة حاولت بجهد التستر على عملها حماية لعائلتها وأهل قريتها لينصبها أهل قريتها التي يقارب تعداد ساكنيها المائتي شخص زعيمتهم وحاميتهم لشجاعتها ومساعدة إهلها في اوقات شدتهم ولم يتجرأ أحد على المساس بأهاليها ...هدأت العاصفة وهدأ معها الجريح المتأوه نهض من سريره المهترئ ممسكا بضهره ﻷلمه الشديد حاول الخروج ليمنعه صوت أون سون الحاد
:إلى أين ..تريد الهرب حتى يقبضوا عليك
إستدار لرؤية صاحب الصوت ويفاجأ كونها أمرأة بلباس رجل أشار بأصبعه ناحيته
:أنتي...
وضعت إناء الماء بجانب السرير وأقتربت منه
:نعم..أنا أمرأة لاداعي لقولها وأيضاً أنا من أنقذك هيا تعال ﻷعالج الجرح
أحس بشئ خنقه ومنعه من التكلم فأنصاع لمطلبها حذراً ..سمح لها بكشف ضهره وعلاجه مجدداً كان شابا شعره الطويل ولحيته الكثيفة وشارباه أخفيتا ملامح الشباب فيه فبدا رجل عجوز أكبر من سنه راقبها وهي تعالجه ولم يتجرأ على قول كلمة حتى ضبط أنفاسه وتلعثم في كلماته
:شش...كرا ﻹنقاذي...
نظرت إليه نظرة تراجع بها للخلف من فرط حدتها
:كنت تقاتل ببسالة كيف يعقل أنك عبد
الشاب :كنت حارسا شخصياً ﻷحد النبلاء ..باعني بعد إن أتهمني بتقصيري ومنذ ذلك الوقت وأنا قابع في السجن منتظرا سيدي الجديد ..
أنهت تضميد جرحه بصمت بينما أستمر بطرح الأسئلة
:إلى أين أخذتم العبيد؟
أون سون :لمملكة أخرى ليعيشوا حياتهم أحرار إن بقيوا هنا فصائدي العبيد سيبحثون عنهم ﻷرجاعهم يتكفل بهم شخص ثري يعطيهم مايكفيهم لعيش حياتهم وسأفعل معك بالمثل ما أن يلتئم جرحك ..
الشاب:كلا ..لا أريد ..أريد البقاء في مملكتي
أنفعلت أون سون قليلاً وصرخت بوجهه
:تريد البقاء هنا حتى تعود للخدمة هاااا ماذا إن وجدوك سترحل من هذا المكان وتعش حياتك أفهمت
قامت لتسكب الأناء في الخارج وعند عودتها وجدته جاثيا على قدميه
:مالذي تفعله إنهض الا يؤلمك ضهرك
الشاب:أدعى وونغ دعيني أرد لك ديني سأكون خادمك وحارسك المطيع
أون سون:ماذا...تريد أن تعود خادما من جديد ؟
وونغ:أمضيت حياتي كلها أخدم الناس وأن عشت خارجاً سأفعل المثل لكن لا أعلم نوع هذا الشخص الذي سأخدمه ...لكني أعلم نوعك وأريد البقاء بجوارك أنقذتني من موت محتم وسأرد لك الدين
أون سون :وهل تضن بأنك تعرفني جيدا لمجرد إنقاذي لك ؟
وونغ خافضا رأسه :لو لم تكوني شخص جيد لما أنقذتني وأنقذتي العبيد ليس لدي عائلة ولا أقرباء أعش من أجلهم فدعيني أعش لأجلك وأساعدك في مهمتك أتوسل إليك
لامست الصدق في عينيه ورغبته الشديدة في الدخول لحمايتها ومساعدتها ولن تفرط بحماس شخص مثله ليس لديه عائلة أو أهل ولا شئ يعش من أجله وبدل أن يخدم أشخاصا نبلاء همهم قتل الناس والاشتراك معهم في إثمهم ستستغله لفعل الخير في زمن لم يعد الخير يطرق أبواب الفقراء...
أون سون:حسناً وونغ...فلتقسم لي على الولاء
أحضرت له سيفا وناولته إياه
:هذا سيكون سيفك أقسم بأنك ستعينني على فعل الخير ولن تتزعزع أو تضعف قوتك ..أقسم لي ستخوض معي في كل الطرقات وإن أخلفت وعدك بالخيانة فسأقتلك بسيفي لتكون عبرة للآخرين..
أخذ سيفه وأقسم عليه
:سأكون سيفك وظلك أقسم بأني لن أتهاون في فعل الخير أقسم لك في اللحظة ألتي تزل بها قدمي سأقطع عنقي بنفسي ...
أشرق وجهها بإبتسامة رضا
:أدعى أون سون وسنذهب لبلدتي قص شعرك فهو طويل جدا وأحلق لحيتك لتكون بصورة أفضل ولكي لا يتعرف عليك أحد ...
أخرجت من جيبها خنجرها ألتي إعتادت على حمله منذ صغره وعصابة رأس
:أرجع لي الخنجر عند إنتهاؤك من قص شعرك وضع هذه العصابة على جبهتك لتخفي هذا الندب
وونغ:إنه علامة تميزني على أني عبد
أون سون:أعرف لهذا ستضعها سأجهز الخيل بينما تفعل ماامرتك به وسأثق بكلماتك
نهض منحنيا لها
:سمعا وطاعة ....
جئ بالعربة الملكية يجرها جمع من العبيد وعدد من الحراس الملكيين ..دخلتها سونغ هي وخادمتها متجهة لمملكتها الام شيلا ..حملت في أعماقها مخاوف عدة تجاه الحياة ألتي ستعيشها في القصر كيف ستتمكن من مواجهة الصعاب فالقصر هو الحياة والموت معا أخوتها وعدوتها اللدود كيف ستتعامل معه كل هذا وضعته في الحسبان ...كيف سترسوا على القارب آلذي أختارته هل سيكون نجاتها ..شخصيتها الجديدة ألتي على وشك البدء وخططها المنتظرة لتنفذ على أعدائها وتضعف أقدامهم لتنجو هي معتلية عرش النصر متباهية مفتخرة هل ستكون لجانبها أم ستخونها وتسقط في لعبتهم لتكون فريستهم ..شرحت لها خادمتها كل العوائق ألتي يجب عليها الحذر منها وتجنبها قدر الإمكان كونها كانت خادمة في القصر وتعلمت كل الحيل وأساليب الخداع المقترفة في سبيل الحياة ....
مملكة شيلا ..بوابة القصر الملكي ...
وصلت بعد سفر متعب شاق ..وقفت أمام البوابة وسيل من الذكريات القديمة أنهالت على رأسها البوابة ألتي خرجت منها وهي طفلة بريئة تعود إليها فتاة بالغة وجد إلانتقام والمكر طريقا لقلبها وكان لسر والدتها أثر فتذكرت كلام خادمتها يوم ماتت أمها..
سونغ هي: أين هو الدليل كي..هل تعرفيه
الخادمة كي :نعم أعرفه لكن لا أعلم أين هو الآن
سونغ هي:ماهو ؟
الخادمة كي :إنها الوصيفة ومربيتك السيدة يوان
سونغ هي :يوان !!!
ثم تذكرت كيف إن والدتها أمرتها بمغادرة القصر وأن تبقى على قيد الحياة لمساعدتها في المستقبل
كي:تملك دليلاً أقوى من مجرد محاولة الملكة لتسميم إبنها بل شئ يمكن أن يدمرها بالكامل ...
سونغ هي متحمسة بجنون :إذا سأبحث عنها فهي سبيلي الوحيد...
قطع عليها ذكرياتها صوت بوابة القصر وهي تفتح وصوت الحارس
:أفتحوا البوابة للاميرة المنفية ...
دخلت بحضرة خادمتها ولايوجد أحد ﻹستقبالها سوى أخاها غير الشقيق آلذي أعتاد على حمايتها منذ صغرها ...أسرع إليها الأمير تشيو وعانقها بسرور
:لقد كبرتي أختي مرحبا بك في منزلك
للوهلة الأولى لم تتذكره لكن بمجرد إحتضانها وحنانه الدافئ ألتي إعتادت عليه في صغرها تذكرته ودمعت عيناها شوقاً لرؤيته
:تشيو...أخي...لقد كبرت أنت أيضاً
تشيو :تعالي لندخل القصر وتلقي التحية على الملك إنه في شوق للقياك
أمسك بيدها وسارا معا لقصر الملك وعلى بعد خطوات وقف شاب نبيل بصحبة رجلان آثار الفطنة والذكاء مرتسمتان على وجهه قال أحدهم
:هذه الأميرة المنفية ههه سيبدأ القتال الآن
بينما الآخر قال :إنها جميلة لكن نحيفة جدا
رد عليه صديقه :وكيف لا وقد عاشت بين الجبال ألا توافقنا سعادتك
لم يجبهما وأكتفى بنظرات أصمتتهما بتاتاً ويشق طريقه حيث مايريد ....
أنحنت للملك والملكة وبادرتها الملكة نظرات كره وحقد لتبادرها الأخرى بالمثل وأصبح المكان أشبه بساحة قتال كلا منهما تتوعد ألاخرى بنظراتها
الملك :مرحباً بك في القصر أبنتي أنتي الآن أميرة حقيقية وكل من في القصر من خدم سيكونون تحت إمرتك
لم تعجب كلماته الملكة وقالت
:أنا هي الآمرة والناهية في بلاط السيدات أتمنى منك إلالتزام بالقواعد ألتي ستلقى على كاهلك ففتاة جبلية مثلك بحاجة لدروس عديدة فيما يخص شوؤن القصر
علم الملك مغزى كلامه ولم يتوقع خيرا وتأمل في قرارة نفسه أن تكون أبنته كوالدتها وتتعيش مع حالتها الجديدة وأعجبته حينما ألقت بقنبلتها ألتي ذكرت الملكة بأسوء أيامها مع عدوتها
:بلا شك سأتعلم منك الكثير مولاتي لكن ليس بقدر ماتعلمته من والدتي المرحومة..وخلافا لذلك أوصتني أن أتعلم منك العلم آلذي تكنينه في صدرك..العلم آلذي تتبعينه في العيش على حساب الآخرين
كان وقع كلماتها كالسكاكين في قلب الملكة شو أدركت مغزى الكلام وضبطت أنفاسها وأبتسمت بزيف
:سأعتبر هذا إطراءا منك سموك
بينما إطمأن الملك بقدرة إبنته أمر الخدم بأخذها لغرفتها وقلبها متعطش ﻹراقة دم قاتلة والدتها
"شوو...أيتها الملعونة ..ههه ستبدأ ألاعيبنا الآن ههه"
يتبع...
في الفصل القادم تقف اون سون وونغ ضد احد القبائل التي تحاول الاستيلاء عليها مما يؤدي إلى دخولها القصر وسونغ هي تحاول التكيف مع أوامر الملكة وبدءها شخصيتها الجديدة في خداع الملكة أنتظروني
هل اعجبتكم شخصيتي اون سون وسونغ هي بعد إن كبرتا ؟
الكاتبة#Daisy
الفصل الثامن من
رواية صراع الأفاعي ...
تأليف #Daisy
مملكة غوغوريو..
في قرية ريفية صغيرة في الشمال
على تلك الهضبة العالية وقفت ممتطية فرسها الأسود وبجانبها حارسها "وونغ"بطلته الجديدة حليق اللحية الكثيفة ألتي كانت تخفي ملامحه الآسيوية الحسنة بشاربيه الخفيفين وشعره آلذي قصه لرقبته معلقا سيفه بخصره ناظرا للقرية الريفية موطن سيدته الجديدة متأملاً معها..نظرت إليه تتأكد من مظهره
-وونغ..أجمع شعرك وأربطه بهذه الشريطة..
فكت شريط بنفسجي كانت تشده على معصمها وناولته له ..تردد في أخذه جاهلاً سبب إهدائه هذا الشريط..
-إنه ملكك سيدتي لا أستحقه...
-لا ترفض شيئاً يقدم إليك مني..أنت الآن فرد من عائلتي ..واجبي إطعامك ..كسوتك ..حمايتك..أهدي إليك كما أهدي أفراد عائلتي...
أخذه منها وربط شعره بطريقة ذيل الحصان
-سأحافظ عليه طيلة عمري ...ولكنك لم تبقي لي شيئاً أنا عبدك وواجب علي حمايتك ...
قالت مختصرة فهي ممن يحبون إختصار الحديث بكلمة مفيدة كافية لتخرس من حولها حين يتشعب الكلام
-سيدتك مختلفة ..لاتنسى العصابة ضعها على جبينك لتخفي الندبة ..
أطاعها وأنتهى من تعصيب جبينه لاحظ نظراتها المشتاقة الحنون وهي توزعها كأنها تحتضن القرية تطبع قبلاتها على كل منزل على كل حجر وعلى كل شجر ..أستشعر حنانها الفائض لقربه منها شك أن تكون صفات كهذه تسري في جسد قوي وشخصية جامدة مثلها..سرت قشعريرة باردة في جسده حين نادته مجدداً
-وونغ..مستعد لدخول قريتي ؟
-نعم..سيدتي ..
-فلندخلها إذاً سأفاجئ والداي وأهل قريتي بعودتي
قالتها مبتسمة شوقاً ..وتحركت يتبعها وونغ لدخول قريتها..
في القصر الملكي...
المكتبة الملكية..
شاب ينبعث من وجهه نورا ..حكمة ..حنكة ..مهيب في جلسته..في وقوفه..دقيق لبق في كلامه..غامض في هدوئه ..شاربان خفيفان مهذبتان زادته وسامة عيناه تفيض شاعرية يسحر كلا الجنسين ..باحرا في سفينته الخيالية في بحر يستمد منه الإلهام ..أغلق كتاب الشعر ووضعه يميناً ..تقاتلت أبيات شعرية في عقله ..كل كلمة متلهفة لتأخذ زاوية في ورقته البيضاء..أخذ ريشة ..نقع قمتها في الحبر و أطلق العنان لتخيلاته ..
-داي جو..أخي العزيز ..ماذا تكتب هاا؟!
أفزعه حظور أخيه غير الشقيق من العدم ..
-رسالة غزلية أم شعر لحبيبتك السرية ؟!
حرك حاجبيه فضولي بطبعه يحشر أنفه فيما لايخصه دائم الإزعاج للامير داي جو مع ذلك فهو يحب روحه الحماسية المرحة فقال واضعا ريشته طاويا ورقته
-حبيبة ..لو كان لدي لما رأيتني في المكتبة على الدوام ..
جلس أمامه على الكرسي وأخذ يقلب كتابا قائلا ً متحاشيا النظر لداي جو
-أشعر بالملل القصر سجن..أشعر بأني مراقب في كل خطوة أقوم بها ليس لي خصوصية حتى عندما أختلي مع إحدى النساء..سئمت..
رفع بصره ناحيته -ألا تسأم أنت من بقائك في المكتبة طيلة اليوم ..تكتب الشعر سأسميك الأمير الشاعر منذ الآن..
أثار ماقاله ضحك داي جو -ههه..أحب هذا اللقب وأحبك أيضا عندما تتحدث معي بدون تكلف ..أرى إن الحفلة ألتي جئت منها مللة أو النساء لسن جميلات هه
تنهد "يونغ هو"-آه..جلالة والدنا وولي العهد يقيمان الولائم والحفلات بكثرة ..يومياً وقد مللت حقاً..ثم إن النساء أغلبهن سمينات لايرقصن جيداً ولم تثر أي واحدة منهن إهتمامي ...تبا..
شرد داي جو مفكرا بما يقوم به والده وأخيه
-أتعلم بهذه الأموال ألتي ينفقانها يومياً بإمكانها إشباع شعب مملكتنا الجائع..
أخفض يونغ هو صوته -للجدران آذان..علينا السمع والطاعة يا أخي ..فنحن عبيد أيضاً لوالدنا وأخينا ولي عهدنا ملكنا في المستقبل..لا تحمل هموما وأسعد بحياتك..
لم يتلقى إجابة منه أثارت تحولات وجهه الغاضب تساؤلات يونغ هو "أخي لما أنت غامض لاتخبرني بما يجول في خاطرك..أتراك لا تثق بي "
داي جو -هل تثق بي يونغ هو..عندما أحتاجك هل ستساندني ..
وقف يونغ هو مقتربا منه واضعا يده على كتفه
-يقولون ان الأخوة غير الأشقاء لايكترثون ولا يحبون بعضهم وهذا واضح مع أخوتنا غير الأشقاء لكن أنت وأنا مختلفان تربينا على العطاء والمحبة تربينا على يد إمرأتين عظيمتين لم يشهد البلاط الملكي مثلهما قط أوصتني بك وأقسمت لها ..أي طريق ستمشي به سأمشي به معك .. أجعل ثقتك دائمة بي لن تخسر ..
ربت داي جو على يد يونغ هو مفتخرا
-كلامك ثمين..شكراً لك ..
يونغ هو -قلت لا تكلف بين الأخوة ..آه..نسيت شيئاً
داي جو-ماهو؟!
يونغ هو ضاحكاً -ههههي..جلالة الملكة جهزت لك جارية ..جميلة جدا كما سمعت فلتهنئ بها...
ضرب الكتاب بقوة على الطاولة
-جلالتها لن تكف عن أزعاجي ..قلت لها مئة مرة لا تستخدم هذه الحيل معي...اللعنة ...
يونغ هو -هون عليك..هي في النهاية أم تريد رؤية إبنها سعيدا ..حظا موفقا هذه الليلة هههه
يونغ هو ألابن الأكبر للمحضية الأولى للملك (عشيقة)شغلت هي والملكة قلب الملك وآثرهما على بقية المحظيات وعاشتا سوية في السلم طيلة سنوات ولم تنافس أحداهما الأخرى والدة يونغ هو أحبت داي جو كأبنها ومازاد حبها واحترامها له إنقاذه ﻷبنها في محاولة ﻹغتياله قبل سنوات وأوصته برد الجميل.شغل يونغ هو منصبا في القصر" المدرب الملكي"لبراعته في القتال رغم صغر سنه (20) إضافة كونه أمير وبشخصيته الفضولية قليلاً حاول التقرب من الوزراء ممن يعملون في البلاط ويديرون المملكة لطمعه في منصب ورغبته في الحصول على مساعدتهم إلا إنه لم يلقى إستحسانا منهم مما جعله يركز إهتمامه على التدريب..
خرجا معا من المكتبة يضحكان على دعابة ألقاها يونغ هو فقطع طريقهما خادم ..أنحنى لهما موجها كلامه لداي جو
-مولاي ..سمو ولي العهد يطلب حظورك في الحال
ذهبا معا تلبية ﻷوامره ..دخل القاعة الملكية الفوضوية ..عازفون على أﻵت الغاياغونغ ..راقصات يتمايلن بدون حشمة ..أخوته الأمراء السبعة وأبناء الوزراء فقدوا هيبتهم وكرامتهم..كأنه في بيت من بيوت الدعارة ..ومما زاد الوضع سوءاً ..ولي العهد ثملا يترنح هنا وهناك يداعب النساء ويسقط في أحضانهن ..لم يرق له الوضع ذهب يونغ هو لجهة أخرى وهو ضل واقفاً يتأمل فضيحة ولي العهد أنحنى له من في القاعة وأتخذ له زاوية يجلس فيها متربعا على الأرض أمام طاولة ممدودة مليئة بمالذ وطاب من الأطعمة ..منتظرا سماع سبب دعوة أخيه إليه ..أقتربت منه خادمة
-مولاي هل أصب لك الشراب؟
أجابها بأنفة -لا..لا أشرب خذيه من أمامي ..
لبت طلبه وأبتعدت تخشى غضبه آلذي على وشك الإنفجار ..جلس على أعصابه منتظراً إنتهاء ماسماه بالمهزلة .."قاعة ملكية محترمة تتحول كبيت دعارة لم أعد أحتمل الوضع ..سأخرج "
تجهز للنهوض وسمع همسا قريب منه ..ألتفت يساره ليجد عجوزين برتبة وزير يتهامسان حول موضوع حي متجسد أمامهما
الوزير1-كيف لولي عهد مخمور محب للملذات سيحكم مملكتنا لا أصدق هذا...
الوزير2-نعم..نعم..أرى مستقبل مملكتنا في الحضيض
الوزير1-ولما نهتم أصلاً ..فهي ضائعة ضائعة وماعلينا سوى ملئ بطوننا ههه...
أنتبها ﻷعين براقة مصوبة تجاههما لو كان بيده لأطلق بريقها عليهما وسوى بهما الأرض ..
الوزير2بخوف-هل..ياترى سمعنا سمو الأمير داي جو الوزير1مطمئنا لصديقه-لاتخف لا أضنه قد سمعنا ثم ماقلنا إلا الحق..أعتصر يديه غاضباً ولم يحتمل فهم بالخروج ليمنعه شئ آخر...
-أمير..داي جو..أخي..إلى أين لم ينتهي الحفل
صوت ولي العهد تاي جو أتاه من خلفه ..حاملاً كأس الخمر مقتربا من أخيه متمايلا في مشيته متأثراً بالخمر ..أستدار له مقتضبا كلامه ..مبتسما كرها
-مولاي..أرجو أن تسمح لي بالمغادرة إن لم ترغب في قول شئ لي...
أرتشف من كأسه رشفة متحدثاً بدون وعي
-تعال لنرقص معا..هيا..أطع مولاك ههه..ههه
ضحك داي جو في سره من مطلب سخيف كهذا في أي رتبة هو ليطلب منه الرقص كيف له أن يفقد نفسه وكرامته وسمعته المعروفة بالوقار والحكمة والشرف في آن واحد في سبيل إطاعة ولي عهد مملكته ...
-هل تريد عصيان أوامري ..هاا..ت..عال وأرقص معي إلا إذا كنت جاهلاً للرقص التقليدي ...لات..كن خجولا
محاصر من جهتين وكلا الحالتين سيفقد بهما سمعته فما إن يخرج متجاهلا أوامر ولي العهد سيتهمه الحاضرون بالخيانة وإن أطاع عليه خلع رداء العفة والشرف ...
أمير داي جو -سألبي أوامرك ..مولاي...
إنحنى له وأمير يونغ هو من بعيد يرمقه مصدوما بحركته المفاجئة هذه ...
أمير تاي جو-عظيم ..أعزفوا للأمير داي جو ...
أستل سيف أحد الحاضرين وتقدم لوسط القاعة والاعين تراقب بخوف سيفه الموجه لصدر ولي العهد.
مظاهر فرح عمت أرجاء القرية أهالي القرية يرقصون مهللين فرحين بعودة زعيمتهم ..تسير بينهم شامخة الرأس ثغرها الباسم ينبأ عن سعادتها المفرطة بعودتها سالمة لمن يحبها ويحترمها..ولجت داخل منزل أبويها وتبعها حارسها وونغ ..ويلتم شمل العائلة أحتضنها سيد تشوي-أبنتي..طال غيابك عنا أشتقنا إليك أحتضنتها والدته والدموع تفيض -عزيزتي أشتقنا إليك لابد أنك متعبة تعالي أجلسي ...
ضحكت أون سون -ههه...لم أمت عدت سالمة ولم أطل الغياب سوى ثلاث أشهر أنتما تحباني بحق ههه
الأم-ماهذا السؤال السخيف بالطبع نحبك أنتي أبنتنا..
لاحظ سيد تشوي وونغ جامد في مكانه صلب لايتحرك فهمس باذنها
-أون سون..من هذا الغريب...
أون سون-آه..إنه تابعي الجديد ..وونغ..
قدم أحترامه بإنحناءه لهما ..ولاذ بالصمت
أون سون - أبي فلتسمح له بالبقاء هنا إنه الآن فرد من عائلتنا...
سيد تشوي -لابأس ..أهلاً به بيننا ...
أون سون-أمي هناك غرفة شاغرة أليس كذلك؟
ألام-نعم...تعال معي سأرشدك...
وونغ ﻷون سون -سيدتي..لا أستحق كل هذا بإمكاني النوم في أي مكان ...
صفت حاجبيها معا ووبخته بأدب
-لازلت لا تفهم طبعي..سيدتك تربت على العطاء والكرم ..وإن الجميع متساوي ..إنتهى الكلام أسترح وإن طلبتك فتعال في الحال...
هز رأسه مستعدا لذهابه مع والدتها -حاضر سيدتي
تقرب سيد تشوي منها -هل تثقين به ؟
أون سون-نعم..الثقة بائنة في وجهه ..
القصر ...
أشهر سيفه بوجه ولي العهد وحبس الجميع أنفاسه وتأهب الحراس للدفاع عن ولي عهدهم إن حدث شئ أمير داي جو -مولاي أستميحك عذراً فلتبتعد ﻷن ما سأقوم به خطير..
ضحك بهبل وأبتعد منتظراً ماسيفعل أخاه بعد إن أطمأن أنه لاينوي شرا ..جلست الراقصات وعزف لحن هادئ ..وقف في المنتصف ليؤدي رقصة السيف ..رقصة يتفاخر بها المحاربون بقدرتهم القتالية يتلاعبون بالسيف يتطايرون في الهواء كالريشة .. تعمد توجيه السيف في كل خطوة نحو الوزيرين بنية إخافتهما وتهديدهما ومغزى حركاته إتضحت لهما..أنهى الرقص بهدوء وتعالت الهتافات..بهذه الطريقة ربح الكثير .إثبت مكانته وقدرته ولا سلطان أحد منهم قادر على تصديه..سيفه بيده متوجها به خارج القاعة آمرا حاجب ولي العهد
-أخرج سموه من هنا ..لغرفته في الحال..
-سمعا وطاعة مولاي..
دخل الحاجب برفقة حارسين وحملا الأمير الثمل لمهجعه ..دخل القاعة مجدداً وهذه المرة نيته تسلطت عليه..
-فليخرج من هنا في غضون خمس ثوان فقط ..
خرج الامراء يتبعهم الطبول والآلات وأختفت مع حامليها بإستثناء شخصين..أرتجف العجوزان حد الموت -ممولاي...
مسح داي جو على السيف ونظرة دامية وجهها لهما قائلاً بسخرية ...
-أتمنى أن معدتكما قد أمتلئت ..أليس كذلك ؟أجيبا
قالا معا-ننعم..مولاي ..
داي جو-جيد..إذاً لا تملكان حجة عندما أرسلكما للقبر الآن..ممتلئان تماماً..
جثيا أرضاً يطلبان الرحمة
-أرحمنا سموك..أرحمنا..
داي جو-سأرحمكما عندما ترحمان الشعب ..من الآن لا حفلات لتحضرانها ..وسأراقب عملكما وإلا الكلمات التي تلفظتما بها عن ولي العهد سأسمعها لجلالة الملك وستتهمان بالخيانة..حينها رأسكما سيعلق على بوابة القصر..هل تريدان ذلك؟
الوزير1يرتجف-أأبدا مولاي .ن.نحن عبيدك وتحت طاعتك..
داي جو-غادرا وأبدأ حياة جديدة ..حالا
الوزير2-بأمر سموك
غادرا ليتبعهما ..أرجع السيف للحارس ومضى بطريقه ليصادفه صديقه وحارسه الشخص حاملاً له نبأ على عجل..أنحنى وأخفض صوته قائلاً..
-سمو الأمير تشونغ كان وراء حادثة إغتيال الأمير يونغ هو ..مولاي تحقيقنا طيلة سنوات أتى بنتيجة
لم يضهر أي عﻻمات تعجب كأنه كان على علم بمخططات عمه ..
-شكوكي في محلها..والدليل ..
أخرج من تحت ملابسه قطعة ورقية ..
-هذا مرسوم يحمل ختم سموه يأذن فيه بعملية الإغتيال حصلنا عليه من منفذ العملية..
قلب النظر فيه وخبأه في جيب رداء يده الطويل
-قتلتموه..؟
-نعم..وأخفينا الجثة لن يعرف أحد بما جرى ..
-أذهب وأسترح ..
-حاضر..
"عمي..نهايتك ستكون على يدي يوماً لدي دليل على إحدى جرائمك تفريقي عن أخي وإلقاء اللوم علي بأنني القاتل ههه لم يجدي نفعا معي أنت أفعى وأنا أفعى سمي يدمر أمم "
شق طريقه لمهجع والدته الملكة حيث كانت جالسة تقرأ كتابا ..أنحنى وجلس قبالتها منتظرا إنتهاؤها من القراءة..جائت الخادمة وقدمت له الشاي ..أغلقت كتابها ووضعته جانباً..أبتسمت له وقالت بصوت رخيم
-سموك جئت في وقتك ..أنهيت توا كتابا رائعاً يعلمك طرق التعايش مع الناس من حولك فور إنتهائي منه سأعطيه إليك لتقرأه...
أمير داي جو-متشوق لقراءته مولاتي..جئت إليك بنبأ سيسر خاطرك..
الملكة -أسمعني ..
أمير داي جو-منفذ عملية الاغتيال قبل سنوات كان وراءها عمي كما ضننا ...وهذا هو الدليل ...
أخرج الدليل وتفحصت كلماته ثم ضحكت مستبشرة
-ههها..وأخيراً خبئه جيداً لليوم آلذي سنقطع فيه مخالبه..يريد قتلك بشتى الطرق..ملكنا في أي ساعة سيغير رأيه ويجعلك وريثا للعرش بدلا من أخيك وما أن يحدث هذا فلن يكون لتشونغ أي قيمة لذا يحاول إثارة الفتنة بين الأخوة لزعزعة العائلة الملكية
-لن أسمح له جلالتك
-إن لم تكن وريثا للعرش فأوصيك بأخيك أحمه ودافع عنه من عمك وأمثاله ممن يستغلون ضعف ولدي حان الوقت لتخلع جلد الأفعى وتلد من جديد ...
-خلعت جلدي القديم يا مولاتي أنا أفعى حديثة الولادة لايزال السم يجري في جسدي سأنفثه على أعدائي وأعداء عائلتنا ومملكتنا...
الخلاف بين الأمير داي جو والوصي على العرش عمه الامير تشونغ نشب منذ زمن حين أعرب الملك عن قلقه من تنصيب ولي عهده الأمير تاي جو ملكا من بعده بسبب شخصيته الضعيفة علم بتأييد جمع من الوزراء للأمير داي جو لرزانته وهيئته الملوكية مما أثار الغيرة والحقد في قلب الأمير تشونغ فحاول بقدر إستطاعته إطاحة أبن أخيه داي جو من أعين الوزراء ليستغل فرصته ويحكم القبضة على العرش ويتحكم بضعيف الشخصية الأمير تاي جو إلا إن كل مساعيه بائت بالفشل أمام دهاء الأمير داي جو الذي في كل مرة يكتشف مخططات عمه وينجو بنفسه .
مشى وحيداً في حديقة القصر وظهر أمامه عمه محتميا بعدد من الحراس وأنحنى له ...
-سموك ..لم نلتقي منذ فترة ..لقد كساك الشيب
ضحك الأمير تشونغ متباهيا -ههها..إلا إني لازلت قويا رغم شيبي..لا أرى حراس حولك ألا تخشى أن يصيبك سهم ..
الأمير داي جو متعمدا قوله-لست ممن يحتمون ببطانة سافلة ..فأنا قادر على حماية نفسي ..وهذا آلذي يريد إغتيالي ربما يكون موجودا في القصر وربما يكون أحد أقاربي...
تقلب وجه الأمير تشونغ وأرتجفت عينه اليمنى وملامح الانزعاج والتوتر ضهرت على محياه..فهذب لحيته قائلاً -لا تغتر بنفسك كثيراً ..وراقب أقوالك لاتدري ربما هذا السهم سيخترقك في أي وقت ...
داي جو-سأحفظ نصيحتك في قلبي وعقلي ...
أهتزت الأرض لخطوات رجاله الذين يتبعونه وقلبه يغلي حقدا وشرا على أبن أخيه..
مملكة شيلا...
جالسة بهيبة وتاجها يبين عزة قوتها وسلطانها يجلسن أمامها محظيات الملك الخمس وألاميرات الثماني بنات الملك من محظياته المتعددات يقدمن إحترامهن وطاعتهن لملكة التنين شو..تفحصت النظر إليهن واحدة واحدة وغلا دمها لعدم رؤية الأميرة الجديدة بين الحظور فدوى صوتها في القاعة الملكية المخصصة للنساء ...
-مالي لا أرى أميرتنا الجديدة ..
أجابتها المحظية الثانية -يالوقاحتها جلالتك إنها لا تفقه في الأصول ربما لا تزال نائمة..
المحظية الرابعة -نعم هذا واضح إنها أبنة خائنة من أين ستتعلم الأصول وقد تربت في الجبال ووالدتها لا تفقه شيئاً...
الملكة شو-تحتاج لمن يعلمها درساً ..
"درساً قاسياً جداً سأفعل بك مالم أستطع فعله مع والدتك "
أمرت الخادمة إحضار الأميرة سونغ هي إليها في الحال فتقديم إحترامها وطاعتها للملكة في الفترة الصباحية أمرا لا بد منه إن أرادت إحدى الاميرات النجاة بحياتها فالقانون مطاع وإن أخلفه أحدهم فبينه وبين مقصلة الموت خطوات..أسرعت الخادمة كي لغرفة الاميرة توقضها..
-مولاتي ..مولاتي أستفيقي في الحال خادمة جلالتها خارجاً تطلب رؤيتك في الحال
"آه..كيف غاب عني تذكيرها بتقديم إحترامها للملكة ماذا سأفعل"
قامت من فراشها مفزوعة ..-هاا..ياالهي أستغرقت في النوم ..كان عليك إيقاضي..
-أسفة سموك هيا لا مجال للكلام ..أخلعي ملابسك بسرعة لترتدي هذا..
ساعدتها في خلع ملابسها وحثا خطاهما لرؤية الملكة يتبعنها ثلاث وصيفات وخادمتها كي ..في طريقها ألتقت أعينها بعيني شخص أدركت من مظهره أنه نبيل فانحنى لها ورفيقيه من بعيد وتجاهلته ..
1-أرأيت كيف تجاهلتنا تلك الأميرة المنفية ..
2-نعم..بالأمس وصلت وها هي الآن تتصرف بكبرياء
1-شئ آخر ههه إنها نحيفة جدا ماهذا لم أرى إمرأة نحيفة مثلها ...ههه
أخذا يستهزئان بها فوبخهما سيدهما الشاب
-أغلقا فمكما وأعلما عمن تتحدثا..قريباً سأكون تحت خدمتها وأي كلام يمسها فسأعاقبه...
قاعة المحكمة الداخلية للنساء...
جثت أمامها راكعة ..
-جلالتك أغفري لي زلتي ..
تهامس الحاظرين مستهزئين منها ..وواحدة من أخواتها أشفقت لحالها وتسرب الحزن لقلبها وهي ترى أختها تعاقب من قبل الملكة ..أمرت خادمة بجلب عصا مصنوعة من الخيزران
-ألا تعلمين إن النوم حتى وقت متأخر مخالفا لقواعد المحكمة الداخلية هااا..
لم ترفع عينها بعين الملكة
-لازلت جديدة ولا أفقه بالقواعد ..لا أستحق العقاب ..
وقفت الملكة شو غاضبة -وتتجرأين على الرد علي بكل وقاحة..حقا فتاة همجية..أرفعي ثوبك حالا..
أعينهن تنبأ شرورهن وحقدهن لم ترد إضهار ضعفها أمام أي أحد تعرف جيداً إن تحدت الملكة فمصيرها الفناء..أفكار تتلوها أفكار صكت أسنانها وخضعت لواقعها المشؤوم هي على شفير الانجرار للقاع ولن تفلت منه إلا بإخضاع نفسها..كشفت عن ساقيها وتحضرت للعقاب..ضربتها على ساقيها مرات لاتحصى توقعت منها ألاستسلام والركوع طلبا للرحمة وتوقعاتها خذلتها أمام روح سيدة يون ألتي تجسدت في جسد أبنتها..صلبة واثقة كوالدتها وجه الشبه العظيم بين الاثنتين زاد جنون الملكة الحاقدة وزادت ضربا لها حتى أدمتها أشتهت دماءا وهاهي دماء واحدة كانت أمها يوماً خصماً أفقدت غريمتها عقلها وجوهرها ..
-هذا تحذير لتجاوزك الحدود في الغد ستبدأ دروسك معي لن أرضى بالتكاسل..غادري...
لم تقوى على المشي ورغم ذلك أنحنت تجر نفسها جرا لتلاقيها خادمتها باكية لحالها
-مولاتي..كم هي قاسية آه..أكشفي ساقيك ﻷعالجهم كيف تحملتي هذا..
لم يرق لها دمعا وكضمت غيضها وألمها وعدت نفسها أن لا تبكي ﻷحد حتى لنفسها لتتصنع القوة بينما هي في أمس الحاجة إليها...
-سأكون كلبتها المطيعة..
الخادمة كي -ماذااا...لاتقولي كلام وضيع عن نفسك
-سأنجرف معها فيما تريد ..فلتضربني وتلعني كيفما تشاء حتى يأتي يومها ولنرى من سيضحك في النهاية
مملكة غوغوريو..
مهجع الامي الأمير داي جو..
دخل غرفته مشتما رائحة العطور ألتي تمﻷ الغرفة ورود متناثرة على الأرض وفتاة مرتجفة تنتظر بخوف قدوم أميرها..تذكر كلام يونغ هو "جلالتها جهزت لك جارية جميلة هذه الليلة هنيئاً ههه"
تنهد متململا فهذا ليس بالشئ الجديد لم تستسلم والدته في إحضار الجاريات له بحجة إلانجاب وتكثير النسل الملكي وليس بجديد عليه رفضهن..تقدم نحو الحسناء المرتجفة بصورة غير طبيعية لتقف منحنية سألها بحنية
-لا تقلقي..لن أفعل بك شيئاً فلتذهبي..
لم ترفع عينها وأجابته بصوت متحشرج
-لكن..مولاي..جلالتها ستعاقبني...
-لن تعاقبك سأتحدث معها بهذا الشأن لا تخافي وعودي حيث جئتي ..
-شكراً لك مولاي شكراً...
وأسرعت تهرب بنفسها ..رمى بنفسه على السرير مرهقا"كل النساء أمامي سواسية..لا فيهن مايهز عظامي ..إمرأة صنديدة خالدة ..متى سأراك يا مخلدة ههه..ربما لن ألتقي بإمرأة مثلها..هذا موجود فقط في الكتب "
في مقر حرس القرية ..
أجتمعت بأفضل عشر حراس تستمع لما تعرضت إليه القرية طيلة مدة غيابها وزف على مسامعها نبأ أفقدها صوابها...
-سيدتي..قبائل الجنوب أستولت على خمس قرى مجاورة وأرسلت تحذيرا لنا بإخلاء القرية في غضون يومين وإلا فسنواجه الموت ...
لكمت الطاولة بقوة -ماذا متى حدث هذا...
-بالأمس سيدتي...ماذا سنفعل الوقت يداهمنا
-مستحيل لن أسلمهم قريتي إلا على جثتي...
-بهذه الشاكلة سيقتلوننا ...
بعد فترة من التفكير نطقت قرارها..
-لنخلي القرية سيمكث أهل القرية في الوادي البعيد عن هنا أربعة أميال..مكان آمن محصن وسيتم ذلك سرا..وسنقاتلهم لنمنعهم من تنفيذ قرارهم الوحشي وما إن نغلبهم سيرجعون إلى هنا ..أطلق جرس الإنذار أطلق جرس الإنذار بنفخة بوق قام بها حرس القرية واجتمع الأهالي لسماع ماعكر عليهم صفو يومهم ..أوضحت لهم ماسيحدث وأيدوها في الهرب حفاظاً على حياتهم آملين خيرا من زعيمتهم في إسترداد أملاكهم.
بعد يومين...
أخليت القرية من قاطنيها مودعة والديها وأهل قريتها ووعدها لهم بالنصر وعودتهم سالمين ..من بقي للقتال أربعون شخصاً فقط بين كبير وصغير فمعظم الأهالي عجائز وأطفال لاقوة لهم على القتال وقرعت طبول الحرب..تقدم جيشها الصغير في مواجهة مع أكبر القوات المحتشدة أمامها بشرارة منبعثة تخترق عين الاخر نابعة منها ومن زعيم تلك القبيلة الثائرة متأكدة من فوزها ومن شجاعة فرسانها ..تذكر وونغ طلبها "إن حدث لي شئ فأعهد إليك بأبي وأمي وأهل قريتي فأحمهم من بعدي..مهما سيحدث لي أقسم الآن على تنفيذ أمري "وتقاتل الطرفان أما النصر أو الموت على عتبات قريتها..للحظة أدركت خطأها بعد رؤية أتباعها يقتلون الواحد تلو الآخر ماكان عليها سوى ألاستسلام واضعة في فكرها إنها ستدشن جنودا كثر وتعود ﻹستعادة قريتها...سهم من بعيد أخترق ضهرها وهي تهرب مع أتباعها حاملين جثث قتلاهم
-أذهب ..أقسمت لي على حماية عائلتي أذهب ..
تركها وحدها تسقط نازفة متأوهة.
يتبع.
الفصل التاسع من
رواية صراع الأفاعي..
تأليف #Daisy
من هو الصالح والطالح؟أحجية غير مفكوكة للآن ..ثيابهم وهيئتهم ماهي إلا وسيلة لخداع من حولهم للحصول على مبتغاهم ..ودواخلهم تضمر ما لا يحسب له قلب بشر ..ينهشون لحم بعضهم البعض ..لا إخاء لا مساواة ..مسميات أندثرت ماعاد لها وجود في العالم ولا ركن في قلب أحدهم ..
قصور قاطنيها متعطشون لسفك دماء غيرهم ماعاد أسم "قريب"ينفع ..أب ضد أبنه ..أبن ضد أبيه.. أم ضد إبنتها ..وأبنة ضد أمها..أخ ضد أخيه ..و..عم ضد أبن أخيه..سلالة ملكية تربعت على العرش بعداءها ضد بعضها ..كل فرد في سباق دموي جائزته "العرش"وشعب ختم على جبهته "لا حياة لكم عندنا فنكسوا رؤوسكم وأطيعوا"
-إن الأمير داي جو أفعى متنكرة بجلد عفيف ..كريم ..حكيم..لا أحد غيري يعلم مايخفيه تحت هذا الجلد..يتحداني ويعيق مسعاي..يضن بإنه قادر على إيقافي ..
وضع أمير تشونغ كأس الشراب بقوة على الطاولة حتى كادت أن تنكسر وأكمل
-سأعيد المجد لهذه الأمة يوماً وسيأتي هذا آليوم قريباً ..أخي بينه وبين طريق الموت خطوات خفيفة في أي وقت خفتها ستضعف وتضعف حتى تختفي أبدياً ..ومن سيعقيني بينه وبين سيفي قيد شعرة..
عقب خادمه الشخصي
-مولاي ولدت لتقود أمتنا نحو الفلاح وكل من سيعارضك سيوفنا مستعدة لقطع الرقاب...
زاده الإطراء غرورا وعاد لمجلسه ..
-عندما يتوج ولي العهد ملكا سأتلاعب به وأعيد ماهو لي ..
خادمه -ستتوج أنت بدلا عنه مولاي لما إلانتظار كل هذه المدة..
أمير تشونغ-كلا..لا أريد الظهور بمظهر غير لائق أمام الوزراء والقادة ولا أريد لهم أن يسموني بمغتصب العرش وأفقد هيبتي أمامهم ..سأوطد علاقاتي بهم حتى عندما يأتي الوقت صعودي للعرش سيكون سليما
خادمه -وسمو الأمير داي جو ؟!
أمير تشونغ-وخزه بالإبرة الآن لن يجعله ينزف ..سنمكر له ولنرى من سيفوز ...
في باحة القصر..
ألاميران داي جو ويونغ هو يتمشيان وحدهما
أمير يونغ هو-مارأيك في الخروج للصيد؟!
بدا وكأنه أعجب بالفكرة
-ولما لا فلنخرج لكن سيتحتم علينا أخذ الأذن من صاحب الجلالة..
أمير يونغ هو -لن يرفض سنبقى عدة أيام في الشمال الصيد فيها مزدهر..
أمير داي جو-لم أذهب للصيد منذ فترة ..مارأيك بدعوة أخوتنا..وولي العهد لا ننساه أيضاً..
تجهم وجه الأمير يونغ هو وصاح معارضاً
-أنسى الأمر لن أذهب وأذهب معهم انت..
أمير داي جو-مابال هذا الوجه..
أمير يونغ هو-أن أتوا معنا فستتحول الرحلة لحرب لا تنسى كل واحد منا يكره الآخر..أنا وأنت وحراسنا فقط ..
أمير داي جو -حسناً حسناً كما تريد..فقط لا تتجهم
رفت جفونها بسرعة ..همس غير واضح أزعج أذنيها فتحت عيناها ببطئ شديد وصورة شخص مشوشة ماثلة أمام وجهها..رائحة عفنة تخللت أنفها وأعادت لها وعيها ففزعت
-أبي..أمي..وونغ..
-أستفقتي..أخيراً..ضننتك لن تستفيقي مطلقاً ..
أدارت برأسها يسارا وحدقت بوجه رجل ثلاثيني بمظهر مزري بملابس دامية ووجه شاحب ..حولت نظرها للمكان تتأكد من وجودها..
-سجن..أنا في السجن
أجابها الرجل-نعم أنتي في السجن..كنتي في غيبوبة ﻷربعة أيام..
أرتفع صوتها متعجبة-هاا..أربعة أيام..
"آه..لم يعد ضهري يؤلمني ماذا حدث لي "
-ومن تكون أنت؟
-أنا سو ..طبيب وأشرفت على علاجك ...
رفعت يدها وراء ضهرها تتلمس مكان الإصابة وبدر لذهنها هاجس مخيف...
-هل...رأيت جسدي؟!!!
سو-أبداً..لاتقلقي..عالجت مكان الإصابة فقط..
أون سون-آه..شكراً..
"ياترى ماذا حدث لهم..خيبت ضن الجميع..لابد وأن أخرج ﻷستعيد قريتي"
-لاداعي للشكر..هذا واجب الطبيب
-ولما أنت هنا..؟
-صدف وإن تواجدت في المكان والزمان الخطأ..أنا طبيب رحالة..آخر معقل لرحلتي كان في قرية قريبة من هنا في اليوم الثاني من بقائي بها جرت معركة وسقطت القرية على أيدي هؤلاء وأخذت رهينة..
أون سون-مالذي سيفعلونه بنا الآن؟
سو-ربما..سيقتلوننا..
في هذه اللحظة وقف أمام القضبان زعيم القرية الجديد مع خادمه يحمل طعاماً..وحدث إن سمع كلامهم..
-لن أقتلكم ..لن أفرط بقوة تملكينها خصوصاً أنتي
ردت عليه وفي نيتها أفتراسه-وفر كلامك أيها العجوز
الزعيم-هههها..عجوز..وذكية أيضاً أعجبتني ..أدركتي غايتي بسهولة.
أون سون-الموت راحة لي من أكون عبدة لك أيها السفاح ..
أمر خادمه تقديم الطعام لهما
-تناولا طعامكما..وأنتي كلامك لن ينفع معي عندما أرى شيئاً لامعا أتهالك عليه..كأنتي أيتها اللامعة
أون سون-لاتغتر بلمعاني يا هذا ربما سيعمي عينيك
"اللعنة عليك..أنت الزعيم إذاً..أنتظرني عندما أضع يدي عليك"
هبط الليل..لاقمر متوسط كبد السماء ولا نجوم متدليات ..سماء توشحت بالسواد..طقس هدوئه غير طبيعي ينبأ عن عاصفة هوجاء..سهام أطلقت من فوق الأشجار المحيطة بالقرية لتغرس في صدور حراس القرية المغتصبة ..حطوا خطاهم على الأرض ملثمين يتقدمهم ثائر تسلق سور القرية ليتبعه أمثاله..جردوا سيوفهم من مغامدها وتعالت أصوات تلاحم السيوف ..سهام أخرى أطلقت من بعيد وفاضت الأرض بالدماء..هدفهم ليس ببعيد ..هجموا على الموقع آلذي كان يوماً ملكا لهم وذبحوا من فيه..هاجت هي الأخرى مع الطبيب يتلمضون هنا وهناك ليدركوا إن فرجهم قد حان ..وكسرت القضبان وأنحنى لها الستة الملثمين مدججين بالسيوف والرماح ..كشف أحدهم عن وجهه وميزته بسرعة
-وونغ..جئت ﻹنقاذي ..
تحدث وونغ على عجل -فلنخرج بسرعة قبل إزدياد أعدادهم..
خطت للخارج والطبيب واقف حيران ..
أون سون-ماذا تنتظر ..موتك يا طبيب سو..تعال بسرعة..
أطاعها وفر معهم ..تجمع عددا من الحراس حولهم وجاءها المدد من أتباعها الآخرين ..ألتقطت سيفا ملقيا قرب جثة وقاتلتهم مع أتباعها وفروا سالمين ..نزل أفراد من على الاشجار بنبالهم وأمنوا لزملائهم طريق الهروب ..أمتطت حصانها وخلفها يجلس الطبيب وأسرعت مع أتباعها لمقر يبعدهم عن مغتصبي قريتها ..مقر آمن تسترجع فيه قوتها وسلطانها.
مملكة شيلا...
تعرضت الأميرة سونغ هي ﻹسوء معاملة في القصر يمكن أن يتعرض لها شخص ..عذاب نفسي وجسدي أخذ محله في جسدها الضعيف..لم تسلم من تلك الألسنة القبيحة ألتي لم تتردد ولو لثانية عن نفث سمها في آذانها..كأنها ولدت من عار..دروس يومية بدأت بإخذها مع أخوتها الأميرات لا راحة ولانوم والمعلم في طوع الملكة يتعمد تحميلها مالاطاقة لها به يميزها عن غيرها من الأميرات..في كل مرة تخطأ تعاقب بالضرب وضحكاتهن تدوي في أذنيها لتنبذ الرحمة و الطيبة من قلبها وتتأجج القسوة والحقد في قلبها .
تهالكت على السرير ..إعياء شديد أصابها وخادمتها تندب حظ سيدتها العاثر ..أخذت تشهق وتبكي ألما لرؤيتها تعاني ..
-مولااااتي..أي لعنة أصابتك ..جلالتها لن يهدأ لها بال إلا بعد موتك..أرجوك..أخبري جلالته لايصح مايجري معك ..
جاءها صوتها المهزوز -فلتفعل بي ماتشاء قلت لك سأتماشى وأتكيف مع الوضع ..إن كانت هي تنين فأنا أفعى لا تعلم في أي ساعة سأنفث سمي وأسقطها
الخادمة كي -ومتى سيأتي هذا آليوم؟
-دعيني أنم الآن رجاءاً...
نامت لنصف ساعة فقط لتأتي خادمتها وتوقضها
-مولاتي..مولاتي..جلالة الملك يرغب برؤيتك في الحال...
في جناح الملكة ...
الخادمة-جلالتك لما تعاملينها بلطف إنها لا تستحق أن تعلميها وتجعلينها في منزلة النبلاء...
أرتشفت شايها ببطئ ..ثم أسترسلت في الكلام..
-أنفذ أوامر جلالته..ببساطة أعطيه مايرضيه ويعطيني ما يرضيني..بدأ يركن لي هذه الأيام وسأستغل ضعفه لصالحي..ثم أني أريد الضهور بمظهر لائق أمام من في القصر..الملكة تضم أبنة غريمتها في الاحضان شئ آخر أثارت إعجابي تلك الوضيعة..كلبة مطيعة حقا
الخادمة-لاتغفلي عنها مولاتي..فمن تهيأ بمظهر كلب وفي ..قلبه من أسد..
الملكة شو-فلتراقبي أفعالها جيداً..سيأتي يوم وأتخلص منها...
جناح الملك...
جثت أمامه وأستوت جالسة أمامه متلهفة لسماع ماعنده ..
الملك-ماتمرين به يصعب علي تحمله فكيف بك تتحملينه بكل هدوء..
أميرة سونغ هي-لا تنسى أبنة من أنا..جلالتك..
نادى الملك على شخص ما
-وانغ يو..فلتخرج..
فتح باب سري خلف عرش الملك وخرج منه شاب عشريني بملامح ثورية بزي حرس شخصي سيفه بيده وجذب أنتباهها لترفع رأسها ناظرة إليه
"هذا ..أضنني ألتقيت به ..نعم..أنحنى لي ذلك الوقت كان يرتدي ملابس نبيلة"
الملك-هذا وانغ يو حارسك الشخصي منذ الآن أبن حاجبي الأكبر..قدم لي الولاء وأقسم على خدمتك ..
أنحنى لها وانغ يو وألتزم الصمت مجدداً..
أميرة سونغ هي-ولما حارس شخصي ..تريد حمايتي من الملكة..
الملك-من كل شخص يحاول أذيتك..ستغادرين في الغد لقصرك الجديد...
أميرة سونغ هي-قصري الجديد!!!ماذا تقصد ؟
الملك -سأحاول إبعادك عن الملكة بشتى الطرق إن بقيتي هنا فحياتك ستتحول لجحيم..لذا قصرك الجديد مؤثث وبه حرس وخدم وستعيشي بهناء...
علا صوتها على الملك -كلا..تريد حمايتي الآن هاا ماذا كان سيحصل لو حميت والدتي في السابق...
الحاجب-مولاتي..راقبي كلماتك فأنتي تتكلمين مع جلالة الملك
رفع الملك يده ﻹسكاته وواصلت هي الكلام..
-لن أغادر مكاني ..سأتنعم كما يتنعم أخوتي هنا من فضلك وكرمك..حياتي كلها جحيم لايفرق شئ الآن أنا ذاهبة ..تصبح على خير...
لم يتمكن من إقناعها وأمر وانغ يو باللحاق بها..
الملك-إنها عنيدة ..كوالدتها..لم تترك لي خيار سأزوجها وأبعدها عن الملكة...
الحاجب-فلتفعل ماتراه مناسباً لها جلالتك..
لحقها وانغ يو يمشي وراءها ببطئ كما تمشي هي فوقفت واستدارت إليه ..
-لم أطلب منك اللحاق بي ولم أوافق على خدمتك أذهب ..
رد وانغ يو خافضا رأسه بإحترام -سأوصلك لجناحك بسلام وأعود ...
مملكة غوغوريو...
حطوا رحالهم في مغارة جبلية وأشعلوا نيرانا تنير ضلمة ليلهم الدامي..تفحصت النظر إليهم واحدا واحدا وأستغربت قلة عددهم ...
-كم عددكم ؟
أجابها وونغ..-خمس وعشرون سيدتي ...
أون سون-ماااذااا..أين بقيتكم..؟
أجاب رجل من بينهم -معظمهم ماتوا في حربنا ومن جرح مات أيضا ..لم نستطع علاجهم...
أون سون -دفنتموهم جيداً ؟
-نعم..مولاتي..
وونغ-أين وجهتنا التالية سيدتي؟
أون سون-أولاً..سنذهب ﻷهالي القرية سآخذهم لمكان آمن بعدها سأجند جنوداً ونستعيد القرية..أستريحوا الآن وغدا سننطلق..
لاحظت علامات حزن وخوف في أعينهم كأنهم يكتمون شيئاً عنها يثقلهم البوح لها ..
-مابال نظراتكم هذه..هل تخافون وأنتم مقاتلون أشاوس هاا..
وونغ-ليس الأمر هكذا..
أون سون-إذاً؟!!
صعب عليه إخبارها وترك الأمر لصاحبه..
-أهالي القرية أختفوا جميعاً..
تلعثمت كلماتها-أ..خ..ماا..ذا تقول...أنت..
-ذهبنا لنجدهم ..ولم يكونوا في المكان بحثنا وبحثنا وبائت مساعينا بالفشل..وقررنا إنقاذك عندما علمنا من أحدنا أنك حية..رآهم يأخذونك ..فأستجمعنا قوتنا وقررنا القيام بالعملية...
أحتضنت رأسها براحة يديها ..
-أختفوا..هكذا..أين..
أخذت تتمتم غير واعية ماتقول ..وبخطى متعثرة دخلت المغارة لتحتضن حزنها وألمها الجديد.
يتبع...
رأيكم ..ماذا تتوقعون أين أختفى أهالي القرية ؟
في البارت القادم يوم الأربعاء..
-هل هناك نساء محاربات في عالمنا يا يونغ هو..أضنني سأقاتلها ..
-سأدخل القصر هل أنت معي وونغ..
الفصل العاشر من رواية
صراع الأفاعي..
تأليف #Daisy
-هل تم الأمر ؟
قال الأمير داي جو موجهاً كلامه لحارسه الشخصي والأخير رد عليه مطمئنا أميره..
-تم الأمر بسرية تامة راقبنا البحر وأنطلقت السفن بسهولة بدون أي عقبات ..
-أحسنت..كل ماعلينا فعله الآن تعزيز قوتنا سيتحتم علينا الآن البحث عن الفتاة المدعوة بأون سون أوكل إليك بهذه المهمة ..
-بأمر مولاي...
خرج الحارس تاركاً الاميران معا..أرخى الأمير يونغ هو ضهره على الكرسي قائلاً بثقة مهزوزة
-تضن إن هذه الفتاة ستساعدنا؟!
رد عليه كحاله لايعلم إن كانت مساعيه ستنجح
-متأكد أنها ستساعدنا..ألم تسمع ماقاله زعيم الثوار إنها بألف رجل تملك أتباعا مخلصين شخص بمثل قوتها لايمكننا التفريط به..
يونغ هو - أتمنى أن نجدها بسرعة..
داي جو-آمل ذلك..علينا أن نعجل في عودتنا للقصر وإلا ستبدأ الشائعات ..
يونغ هو-نعم..أخي أريدك أن تعتمد علي..
-لا يوجد أحد في القصر أثق به أكثر منك..أضن عمي سيبدأ بتحركاته..ماإن يقوم بخوطته فسأتمكن من حماية جلالته وولي العهد والعرش منه
أتخذ الأمير داي جو من رحلة الصيد فرصة ﻹخبار أخيه عن مخططاته لﻹطاحة بعمه وكيف كان هو الرأس المدبر لمحاولة أغتيال يونغ هو..ألتقيا في طريقهم بزعيم ثوار متمردين ضد حكم الملك وعقد صلحا معهم بالاستفادة من قواهم لتعزيز مكانته بجعلهم تابعين له موضحاً لهم فساد المملكة الناتج عن أفعال عمه المنحطة .ماإن يمتلك جيشاً خاصاً به مدربين على يديه فلاشئ سيزعزع طمأنينته وقواه لن تكتمل إلا بدمجها مع قوة كأون سون.
في القصر...
جناح الأمير تشونغ..
إنتهى من ترتيب كتبه في خزانته الصغيرة ألتي لا يسمح لأحد من الخدم فتحها أو حتى تنظيفها إلا هو بنفسه،وجلس على كرسيه يتفحص رسالة أستلمها قبل ساعات..دخل عليه حارسه منحنيا له
-مولاي..شوهد الأمير داي جو في مقر لزعيم المتمردين..
طوى رسالته ورفع رأسه لتظهر تجعدات جبهته .رفع حاجبيه الكثيفين مثارا بما سمعه
-زعيم المتمردين..وماذا بعد.؟
الحارس-أيضاً..سفن خمس غادرت حدود المملكة لم نعلم وجهتها تابعة للأمير..
أمير تشونغ-بماذا كانت محملة؟
الحارس-لم نرى شيئاً بسبب الظلام ..
أشر بيده يأمره بتركه وأطاعه..أخذ يلعب بلحيته الرمادية وعيناه تبرقان غدرا فماسمعه ماهو إلا فرصة ﻹخراج أفعاه من جحرها
"ماذا تخطط إليه أيها الأمير..تريد القيام بتمرد ههها ستسقط بيديك وسأمهد الطريق لسقوطك "
جناح الأمير تاي جو..
ممد على الأرض ردائه الأبيض يكشف عن صدره الأبيض شعره الاسود منسدل على ضهره وعنقود عنب بيده وجارية تصب له الشراب وأخرى ترقص أمامه في حالة لاعقلانية متناسي منزلته وماسيكون عليه مستقبلا..سأل خادمه العجوز
-ألم يعد أخي داي جو بعد ؟
أجابه العجوز منحني الضهر بصوت خشن محترم
-كلا سموك لم يعد..
أطلق تنهيدة تدل على ملله -آه..أشتقت إليه و ﻷشعاره التي يتلوها علي..لما لم يأخذني معه..
جاءه صوت أحد الخدم في الخارج معلنا وصول الأمير تشونغ فسارع بتعديل ثيابه آمرا جارياته بالخروج فوراً فركد في مجلسه متصنعا الوقار والرزانة فآخر مايريده هو نفور عمه تشونغ منه ..دخل عليه بهيبته وشموخه لينحني إلاثنان لبعض ويستقرا جالسين أمر خادمته بصب الشراب لعمه ومغادرتهم..
-كيف حال سموه لم آتي لزيارتك منذ فترة
أمير تاي جو - بخير لا أشكو من شئ وأنت سموك ؟
شرب أمير تشونغ شرابه دفعة واحدة متباهيا بصحته
-ألا تراني كيف أشرب شرابي ..فأنا لست عجوزا بالمرة ..أنت في ريعان الشباب قلل من المسكرات
شرب شرابه كما فعل عمه متباهيا أيضاً
-شاب مثلي بصحة جيدة وقوية لا تؤثر به أشياء كهذه
ضحك عمه مشيداً بنباهة الأمير ثم أبرز أنيابه
-إسمعني سموك ..أهتممت بك منذ صغرك أنت كأبني الذي لم يولد..مصلحتك تهمني..ألم يخطر ببالك ولو مرة مانوع الشخص آلذي هو عليه أمير داي جو ؟!
لم يفهم مغزى كلام عمه وأجابه متسائلاً
-مادخل أخي بلقائنا هذا؟
أمير تشونغ-أحذر منه فلربما يجالسك ..يتسامر معك ويضحكك لكنه يضمر في قلبه خفايا شيطانية ..أتفهمني ...
لم يفهم مجدداً قصده فهو يحب أخيه ولامرة شكا منه أو أتهمه بشئ ودائماً مايشعر بالراحة لوجوده قربه ولاذبالصمت مفكرا بما يريد عمه الوصول إليه وعندما لاحظ شروده أتضح لتشونغ إنه لم يفهم بعد..
-سمعت عن ماحدث في الإحتفال قبل ليالي ..أمير داي جو قام برقصة السيف أتعلم السر المخفي وراء هذه الرقصة ..عندما قام بها فهو كان يريد أن يثبت من هو المسيطر في القاعة..من هو الحاكم المسيطر كان يريد تبيان حقيقتك للجميع بأنك لاتستحق العرش وأنه هو من يجدر به أن يتوج ملكا عليك ..فهمت الآن
وضع طرف إبهامه الأيمن أسفل ذقنه مفكرا بحقيقة كلامه ..كل كلمة قالها عمه أخذت تتضارب في صراع لتقبل الحقيقة ..لم يتوقع خيانة من أخيه لم يبدي أي أثر أو علامة على خيانته سوى تلك الرقصة ألتي لم يفهم نيتها الخيرة وهي تخويف من يريد ويتكلم عن ولي العهد بالسوء بإن خلفه قوة تحميه ..أراد التأثير عليه بشدة وإشعال نار الفتنة بين الأخوة ليجعل من أبن أخيه خاتم في أصبعه ليزيف له الوقائع لصالحه ..
-أضن أن الأمير على وشك القيام بتمرد لخلعك من منصبك ..لاتنسى خلفه خمس قبائل مستعدة للتضحية لأجله ..فكر جيداً وأعلم صديقك من عدوك
بدأ يصدق مايدسه في عقله من سموم وأهتاج في مكانه -إن كان هذا حقيقي فماذا عساني فاعل؟
تأكد من نجاح محاولته في تحريضه على ألامير داي جو-أترك كل شئ لي ..سأبين لك خيانته وشروره وماعليك سوى إقامة الولائم للوزراء والقادة إغريهم وأجعلهم تحت قدميك...
كيف لكلمات مخادعة كريهة تنطلي عليه ليتغلغل الحقد في قلبه فهذا واضح من نفس ضعيفة كنفسه سريعة التأثر بالاكاذيب ليتحول من أخ محب لأخيه ﻹخ يمقت أخيه مفضلا منصبه ومكانته عليه جاهلاً بطانة أخيه الحقيقية
المغارة الجبلية...
منطلية على نفسها هادئة لم تحرك ساكنا منذ ليلتها العسيرة تفكر بما سلب منها ومن حولها أصطاد بعض الأرانب وجعلوها طعاماً لهم ..
-ترفض الطعام منذ الأمس على هذا الحال سيصيبها الفتور وتختفي قوتها...
هذا ماقاله أحد أتباعها لوونغ الجالس يمسح عن سيفه آثار الدم..أنتهى وأعاده في غمده ..أخذ سيخ اللحم متوجها به ﻷون سون ..كان وجهها شاحبا وشفتاها جافة مبيضتان وعيناها ذابلة ..صعب عليه رؤيتها بشكل لم يعتد عليه منذ وقت خدمته لها..قرب إليها الطعام ..-فلتأكلي أرجوك..جسدك ضعيف..
صوبت نظراتها المهمومة عليه ومن ثم على الطعام فجرته منه وأكلت حتى شبعت ..أقترب الطبيب سو منهما حاملاً آنية بها بعض الأعشاب..
-دعيني أضمد جرحك سيتقرح إن لم أستبدل اللفافة
ساعدها وونغ على النهوض وأدخلها المغارة وراقب أفعال الطبيب فهمس بأذنه مهددا
-إحذر أن ترى شيئاً منها وإلا..
سحب سيفه بخفة وتفاجأ لعدم رؤية خوفه ..
-لست بمنحرف ﻷختلس النظر..وخلافا لهذا أنا طبيب ويحق لي الكشف عن مرضاي ..
بدأ بتضميد جرحها متأثراً بقوتها الجسدية ..
-ﻷصدقك القول أنتي أول حالة غريبة مرت علي
ردت عليه مستغربة-وضح ماتقصده ؟
الطبيب سو-أقصد هناك أشخاص يغيبون عن الوعي لمدة طويلة ويستيقضون وهم لايذكرون شيئاً وبنيتهم خاملة ضعيفة شهدت حالات كهذه لكن أنتي مختلفة عنهم ...
لم تتأثر فقد سمعت كلام كهذا منذ صغرها وأعتادت عليه ..-أنعم الله علي ببنية جسدية قوية ماذا أفعل هل أرفس النعمة..
الطبيب سو-بالتأكيد لا...أنتهيت أرتدي ردائك..
بعد لحظات خرجت ﻷتباعها مستردة قواها كما عهدوها -أنصتوا إلي..
هموا واقفين متأهبين لتنفيذ أوامرها
-سنفترق للبحث عن أهالي القرية في القرى المجاورة والأسواق وكل شبر من المنطقة ..في نهاية اليوم سنجتمع هنا لتبادل المعلومات ..متأكدة من إنهم بخير ..وونغ..جوونغ أنتما ستبقيان معي والبقية تفرقوا ..
رددوا بصوت واحد-حاضر سيدتي...
آتاها الطبيب سائلاً عما سيقوم به..-وأنا ماذا سأفعل
أون سون-ستأتي معنا سنستفيد من وجودك..
لم يرتح وونغ له لذا قال معلنا عن مشاعره -سيعيق مسعانا اقترح أن نتركه هنا..
رمقه الطبيب معلنا هو ألاخر عن كرهه له ..تدخلت لفك النزاع الذي على وشك البدء
-ألزما الصمت وكفا عن إزعاجي لست بمزاج لتصرفكما الطفولي..ولنتحرك...
جوونغ-سيدتي كيف ستخرجين بمظهر كهذا أنتي والطبيب
نظرا كلاهما لملابسهما المبقعة بالدماء
أون سون-ليس لدي ماارتديه كل ملابسي عند والدتي
جوونغ-لاتقلقا سأشتري لكما ملابس من القرية المجاورة بحوزتي بعض المال..
أمتطى حصانه وماهي إلا لحظات حتى جاء لهم بملابس جديدة..أراد الطبيب الدخول معها للمغارة لتبديل ملابسه فسحبه وونغ من يده غاضباً
-إلى أين ..أرتدي ملابسك هنا..
أرتدت ردائها المزرق المنقش يصل لركبتيها مفتوح من الجانبين ممايسهل عليها التحرك بحرية طوقت خصرها بشريط أرجواني وبنطال أبيض مع صندالها ولفت شعرها للأعلى ولم تنسى لبس القلادة المصنوعة من حجر اليشم المهداة من والدتها ..خرجت إليهم ليتلقاها تابعها جوونغ ويهمس في أذنيها
-سيدتي..لاتنسي سنخرج للعلن ممايعني المتاعب ربما ستقابلين جنوداً ضربتهم من قبل وأيضاً سمعت أنهم يبحثون عن المتمردين وقد كنتي من ضمنهم لذا أخذ الحذر واجب..
مل وونغ من حديثه المطال -فلتكف عن الكلام ياثرثار
قامت بفك شعرها وجعلته منسدل على كتفيها وقالت
-من الآن أدعوني ب اون جو وعندما نجتمع معا نادوني باسمي القديم..
تفحص الطبيب جسدها متعجبا لتغيرها المفاجئ
-وااا..تبدين أكثر أنوثة الآن بإستثناء ملابس الرجال التي ترتدينها..شكلك تغير بتسريحتك هذه ههه
صرخ عليه وونغ-هيه..إنتبه مع من تتحدث ..
أبتسمت لهم
-وونغ..أريد سيفي..
أعطاها سيفها آلذي أحتفظ به عندما سقطت جريحة في المعركة ..رفيقها الوحيد رافقها منذ لحظة صنعه من قبل والدها ولا تقدر على الاستغناء عنه
بعدها أمرتهم بإتباعها أينما تذهب.
مملكة شيلا...
تنزهت في حديقة القصر وخلفها وصيفاتها وحارسها الجديد ..سألت خادمتها كي ..
-لايزال يتبعني ؟
الخادمة كي-نعم..مولاتي..
لاحظت الخادمة ولي العهد يسير برفقة حرسه وخدمه فنبهت الاميرة سونغ هي
-مولاتي ..إنه سمو ولي العهد ...
نظرت ناحيته لتلتقي أعينها بأعين الشخص آلذي بسببه أتهمت والدتها ظلما بمحاولة تسميمه..أخفت ملامح الكراهية الطاغية على وجهها لحظة رؤيته وأنحنت له عند أقترابه منها..
-كيف حال مولاي..
أجابها ببرود وكره بائن -أبنة من حاولت تسميمي وأخيراً ألتقيت بها..فلتعيشي بهناء هنا ههه
أطلق ضحكات مستهزئة بالحال ألتي تمر به بسبب الملكة بإستثناء أخاها غير الشقيق طيب القلب الأمير تشيو ..أبتسم لها وقال مبينا لها إنه موجود لحمايتها
-أختي..سأشرب الشاي عندك الليلة ..
أميرة سونغ هي-نعم..سأنتظرك..
حول نظره لحارسها -وانغ يو أخدم سموها جيداً
وانغ يو-حاضر..مولاي..
أقترب منها هامسا -أذهبي لوالدتي ستساعدك فيما تنوين القيام به..
كأنه عرف غرضها الأساسي في رفضها دعوة الملك ﻹخراجها من القصر وقرر تقديم يد المساعدة منفذا وعده قبل سنوات للملك عندما طلب منه حماية أخته
-كي..ماذا تعرفين عن السيدة يون هوا ؟
كي-إنها محظية الملك الرابعة والدة الأمير تشيو من عائلة عريقة والدها الساعد الايمن للملك كانت صديقة المرحومة يون تعارض حكم جلالة الملكة سرا لكنها لاتظهر هذا خشية منها..
سونغ هي-سأذهب إليها..لسان وصيفاتي إن تفوهن بشئ لغيرهن فسأقلعه لهن ..أخبريهم بهذا..
أدركت حتمية تحركها بسرعة بعد ماعلمت بنية والدها لاخراجها من القصرفبدل تباطؤها في تنفيذ خططها عليها التسارع تأهبا لحدوث ماينغص عليها حماسها.ألتقت بالسيدة يون هوا إمرأة في منتصف الاربعينات حسنة المظهر حكيمة ذكية ماإن رأت سونغ هي حتى قامت بإحتضانها باكية نادمة لعدم قدرتها على مساعدة والدتها أنذاك ..لامست صدقها وعفويتها فقررت إشراكها معها..
-لاتزالين تكرهين جلالتها ؟
سيدة يون هوا-بل أمقتها ..ألعنها صباحاً ومساءا أنتظر لحظة سقوطها ﻷرقص فرحا...
-بإمكاننا إسقاطها معا
يون هوا -وكيف؟
سونغ هي-لدي دليل يثبت جرمها
يون هوا-جريمة تسميم ولي العهد..
سونغ هي-إذا تعلمين إن أمي ليست الفاعلة ؟!
يون هوا-أمك كانت طيبة القلب تتجرع ألاذى ولاتجرؤ أبداً على الإنتقام لنفسها ..
سونغ هي-أضن هذا الدليل لايرتكز فقط على محاولة التسميم بل أقوى من ذلك..
يون هوا-هل تملكينه الآن؟
سونغ هي -كلا..في القريب العاجل حتى ذلك الوقت أحتاج ثقتك ومساعدتك..
قالت بعد شئ من التفكير-من الصعب جداً إطاحتها فخلفها ظهر قوي ..ألامبراطور الصيني..لو حدث لها شئ فمملكتنا ستتأذى..
سونغ هي-لايهمني سقوط مملكتنا أو تدمير شعبنا كل مايهمني إسقاط من جعل شعبنا يعاني..وجعلني أعاني ..ضعي يدك في يدي والظروف ستكون لجانبنا
تعلم السيدة يون هوا أنها ستودي بنفسها للتهلكة لكن لحقدها المشابه للاميرة ورغبتها في الإنتقام لن توقف ماانتظرته لسنوات ..
"فشل واحد مميت أخطر من مئة نصر..آه..قبل موتي أريد رؤيتها منكسرة "
-سأساعدك بكل ما أوتيت من قوة
سونغ هي-أحتاج لخادمات أهل للثقة مستعدين للتضحية بأرواحهم ﻷجلنا..
يون هوا-لدي ماتطلبينه..
نجحت صفقتها بمنتهى السهولة وماعليها سوى التنفيذ وانتظار الضروف لتكون بجانبها معتمدة على الحظ .أمتثل حارسها وانغ يو أمامها راكع مخفض رأسه
-هل أنت مستعد للتضحية بنفسك من أجلي؟
أجابها بصوت حاد مخلص -سأفديكي بروحي مولاتي ماعلى العبد سوى إطاعة مولاه هذا ماولدنا ﻷجله نحن معشر الحراس والعبيد..
سونغ هي-إذاً سأثق بك..وأوكلك بمهمة ..جد لي الدليل آلذي سأدحر به الملكة..
رفع رأسه مصدوما تدحر الملكة هذا شئ ليس بسهل الحصول مع ذلك ماعليه سوى إلاذعان
-ماهو دليلك لابحث عنه ؟
سونغ هي-إمرأة تدعى سيدة يوان أسأل عنها في أرجاء المملكة سرا..قبلها أريد رساما ﻷصف له وجهها ليسهل عليك البحث ..جند أتباعا لك مستعدين للامتثال لي..
-حاضر مولاتي..وهم منصرفا .
مملكة غوغوريو..
لم يسفر بحثهم عن شئ مهم..ضلوا يتجولون جيئة وذهابا سائلين الصغير والكبير وبدون جدوى حطوا أقدامهم في حانة مفتوحة تطل على سوق قرية متعبين وطلبوا طعاماً ...
أون سون-جوونغ من أين لك هذه النقود؟
قهقه جوونغ -ههه..لم أخرج من قريتنا خالي اليدين
أون سون-عندما أحصل على نقود سأردها لك
-كلا..لاتتفوهي بمثل هذه الأشياء فضلك علي كبير أنقذتني من موت محتم ..
صوت عصبي ملئ المكان أدارت وجهها نحو مصدره وكان رجلا يصرخ على أمرأة عجوز صاحبة المكان خادمتها لم تقم بخدمة الزبون جيداً رفع يده وضرب المرأة فثارت غريزتها وقفزت من مكانها متوجهة إليه
-هيه..أنت..ألا تخجل لضربك إمرأة كبيرة في السن هاا؟
-ومادخلك أنتي ..عودي حيث جئتي..أيتها العاهرة
قفز كل من وونغ وجوونغ وأستلاسيفهما
وونغ-صن لسانك وألزم حدودك ..
أعطتهم إشارة بيدها لتسكتهم
-عاهرة هاا..سأريك من هي العاهرة..وونغ جوونغ لا تتدخلا..
الزبائن أتخذوا لهم جهة يختبئون فيها لعلمهم إن عراكا سيحدث ..أصدر ضحكات مستهزئة -إمرأة تقاتلني أنا تعالي إذاً ياحبيبتي ..
بدأ العراك أشبعته فيه ضربا جعلته يندم على ماقاله جر عاره وفشله خارج المكان وعادت هي لرفاقها
الطبيب-لم تتأذي؟على هذا الحال لن يشفى جرحك..
جوونغ -رائع..سيدتي لقنته درساً لن ينساه ههه
أتت السيدة العجوز تشكرها-لاداعي لشكري جدتي هذا واجبي
أما وونغ فكان خائفاً من حدوث مالم تحسب له أون سون حساب فبمجرد خروجهم كان الرجل آلذي ضربته برفقة ست رجال قادمون سعيا ﻷخذ الثأر لصديقهم أخليت الساحة والبائعون أغلقوا محالهم روتين يومي في كل مرة يحدث قتال في السوق ..المشترون رجالا ونساء وأطفالا هربوا بجلدهم ولم يتبقى سواهم أختبئ الطبيب خلف عربة بقالة وأحتدمت المعركة دفعت أون سون رجلا على العربة وسقط الطبيب مهتاجا صارخا-آهههههه...اللعنة..أي
في وقت كهذا خرج ألاميران برفقة حارسين متنكرين بثياب العامة ووجهتهم كان السوق..لمحوا تراباً يتصاعد في آلسماء وأثار فضولهم ..سارعوا لرؤية مايحدث وهنا ألتقى الأمير داي جو بإمرأة تمنى لقياها يوماً ما ..أخذ يتأمل حركاتها القتالية المدروسة بذكاء..أرتجف قلبه ولاحظ يونغ هو شروده -وقعت بحبها من أول نظرة ؟!
تحاشى النظر لأخيه مركزا كلامه ووعيونه عليها-لم أرى أمرأة مثلها ..هل هناك نساء محاربات في عالمنا يا يونغ هو...؟
-مثال حي أمامك..فكر يونغ هو وهو ينظر إليها وخرج بنتيجة -مهلا..هل يمكن أن تكون هي أون سون
وافقه داي جو -من المحتمل أن تكون هي..أريد خوض قتال معها كم أنا متلهف لهذا
إنتهى القتال بفوزها وأتباعها جعلتهم يركعون لها مستسلمين -إن رأيتكم مجدداً هنا لن أتهاون في ذبحكم ..أذهبوا من أمامي..
مرت بجوار الأمير بدون أن تلقي نظرة عليه حتى بينما هو سحر قلبيا وعقليا بها آملا أن تكون فتاتهم المنشودة.
-لنتبعها ..أضنها هي...
شعر وونغ بصدى أقدام أشخاص تتبعهم
-سيدتي ..هناك من يتبعنا...
أون سون وقد لاحظتهم -أعلم..جوونغ خذ سو وعودا للمغارة أنا و وونغ سنأخذ طريقا آخر ونلتقيكم هناك..
وبلمحة بصر أختفت مما جعلت الامير يركض باحثا عنها فأوقفه يونغ هو-ماذا جرى لك ..سحرت من حيث ﻻتحتسب ..
داي جو-تبا..ليس هذا وإنما مواصفاتها نفسها التي قالها الزعيم ..غدا سننتظرها هنا على أمل أن نراها..
أخذت ووونغ منعطف أودى بهما لمكان متجمهر به عدد من الحراس والجنود والناس ..سألت رجل عما يحدث
-ماذا يجري هنا؟
-عملية إعدام...
-إعدام...
قام أحد الجنود بإنزال حبل المشقة ولف حول عنق من سيعدم.."وجهها ليس غريباً أين رأيتها من قبل "
هذا ما فكرت به وهي تحاول جاهدة تذكر المرأة التي ستشنق..أتاها صوت من أمامها مناجيا ...
-أون سون..أختاري جيداً..مصير مملكتنا عاتق برقبتك
أعادتها وقع هذه الكلمات للماضي يوم ألتقت بالشامان لتخبرها بمصيرها رفعت بصرها فارجة فاهها لتعدم الشامان وتذهب روحها لخالقها..ضاق صدرها وشهقت فحس وونغ بعلاقة كانت تربطها بهذه المرأة فسأل الرجل الواقف جوارهم -ﻷي سبب أعدمت هذه المرأة؟
-تنبأت بموت الملك وهذه تعتبر جريمة..الآن الملك سيعدم أمثالها وينهي زمنهم...
-أضنني سأدخل القصر يا وونغ..وليكن الله في عوني
إنتهى..
الكلام السري بين الامير وحارسه في البداية واختفاء الاهالي سيتم ذكره في الفصول القادمة..+رأيكم..
الفصل الحادي عشر من
رواية صراع الأفاعي..
تأليف #Daisy
مملكة شيلا...
مهجع الأميرة ..
أنتظرت بصبر مجئ خادمتها لتروي ضمآن قلبها..أمضت ليلها تدور في غرفتها متلهفة لبدء مهمتها وحتى جائت خادمتها إلا وصبرها قد نفذ..
-تأخرتي كثيراً كي..أين كنتي طيلة الوقت...
ردت عليها تلتقط أنفاسها
-أعتذر مولاتي..أستغرقت وقتا ﻷتذكر أسماءهن ..
-وهل خرجتي بنتيجة ..
ناولتها قطعة ورقية-نعم..دونت أسماء الوصيفات اللاواتي لعبن دورهن بإتقان ﻹيذاء والدتك المرحومة بأسم الملكة..إنهن ثلاث وموجودات حالياً في القصر..
أخذت تقرأ أسمائهن وعيناها تقدحان شررا فتبدلت هيئتها إلى وحش مفترس مستعداً للانقضاض على فريسته..
-ماذا عن وصيفات والدتي ؟
-ذبحتهن بدم بارد منذ سنوات ..
طوت الورقة -وانغ يو في الخارج ؟
-نعم..هل أناديه..
-ناديه..أمتثل أمامها مبهورا بجمالها للمرة الأولى يراها بثياب النوم البيضاء الحريرية مسدلة شعرها الطويل خلف ضهرها جالسة أمامه بكبرياء تناظره بنظرة لاذعة فهم منها أنها تأمره بإلتزام حدوده فنكس رأسه منتظراً أمرها..
-هل أنت مستعد للقتل ..ﻷجلي؟
لم يضهر ردة فعل فهذا ليس شيئاً يصعب تنفيذه فلطالما كان ينفذ رغبات والده الحاجب الملكي الأكبر بقتل من يسيئون للحكم ..
-على أتم الاستعداد..فقط أعطني الأمر حالا وسأنفذه...
ضحكت مفصحة عن مشاعرها ..
-أنت تعجبني..رف قلبه لثانية وقال-لا أستحق هذا..
-لاتفهمني بشكل خاطئ..تعجبني صرامتك وحدتك وإنصياعك لي وغلاظة قلبك أيضاً ..أتمنى أن تضل وفيا لي على الدوام..
وانغ يو-أريحي عقلك ..لن أخونك إن كنتي تشكين ما العبد إلا الانصياع ..
-عن ماذا أسفر بحثك؟
-أوكلت المهمة لرجلين مخلصين سيبحثان عنها مستندين على الرسمة..
سونغ هي-جيد..لديك مهمة الآن..هل تعلم من كان وراء محاولة تسميم ولي العهد قبل سنوات؟
وانغ يو-سيدة يو...أنتبه لما يريد قوله -أعتذر...
سونغ هي-لابأس هذا ماأوهموكم به..الملكة هي من قامت بدس هذه التهمة للتخلص من والدتي..والدليل آلذي أمرتك بالبحث عنه هو من سيخلصني من الملكة ويحقق إنتقامي..
وانغ يو-لم أعلم بهذا..مولاتي..
سونغ هي-هذه الليلة ستبدأ اللعبة ..أقتل لي صاحب الإسم إلاول في هذه الورقة..ناولته الورقة وحفظ الإسم جيداً ثم أعادها وجهت كلامها للخادمة كي...
-دليه على مكانها ليراها..
-حاضر مولاتي"آه..كيف لوجه جميل أن يتحول لشئ قاسي ليتني منعتك من المجئ هنا"
أمرت خادمتها بإحضار ورقة أخرى وريشة ..خطت بضع كلمات وناولتها لوانغ يو ..-تأكد من وضع هذه الورقة في ملابس الجثة...
-حاضر ...كيف تريدين قتلها ؟
-كي الوصيفة بماذا آذت والدتي ؟
-دفعتها في النهر عندما كانت حاملاً بك فجراً..أعتادت أن تتأمل وحدها عند النهر وأستغلت الوصيفة الفرصة ..أخبرتني سيدة يوان أن والدتك رأتها ..لوهلة ضننا أننا سنفقدها لكن الحظ وقف لجانبها
-إذاً..أغرقها "أصبري شو..سأفقدك صوابك "
سارت الخادمة كي معه لمهجع الوصيفات والوقت كان فجرا أنتظرا خروج فريستهما من مخبأها وهناك خرجت ..تأكدا من عدم وجود حراس أو خدم وتبع وانغ يو الوصيفة حيث نهر يجري في القصر ﻷخذ بعض الماء منه للاستحمام ..أحست المرأة بأنفاس شخص خلفها ثم يد قوية تطبق على فمها ضربها بسيفه على رأسها ليفقدها وعيها ومن ثم رماها في النهر..تلفت تأكدا من خلو المكان وقفز للنهر يتفحص نبضاتها بعدما أدرك موتها الحتمي وضع الورقة في جيبها وخرج تسوقه أقدامه ليبشر أميرته.
مملكة غوغوريو...
المغارة ..
تقرفصت في جلستها تفكر بأحداث يومها ومن حولها نائم.."كيف ميزتني تلك الشامان من بين جمع غفير من الناس ..رأتني قبل سنوات طوال حقاً إنهم يمتلكون رؤيا.."ثم أعتراها الشك بخصوص ماقاله لها تابعيها بشأن أختفاء أهلها ..أخبرها أحدهم بأن شاهد رأى مجاميع من الناس عند حدود المملكة مكبلين بالسلاسل يقودهم صائدوا العبيد ،وقال آخر إن شاهدة رأت مجاميع من الناس يذبحون على أيدي قطاع الطرق كل هذا كان كفيل أن يقلب ليلها عليها وتغدرها عيناها ..رفضت الفكرتين بتاتاً وأملت نفسها بأمل زائف فهي ليست ممن يفقدون أملها وتعلن إستسلامها رهينة كلمات غير معقولات رفضت تصديقهن..أراحت عيناها وهي على هذه الوضعية لتشعر بشئ يخز كتفها ..رفعت رأسها لترى الطبيب سو
-آسف ﻹيقاظك..
أرخت جسدها -هل تريد شئ؟
سو-أخشى أني سأفارقكم..وجودي هنا يثقلكم لذا سأرتحل
بداخلها قبلت رحيله فهي ليست بحاجة لشخص يثقل عليها وتهتم به -إلى أين سترتحل ؟
-لا أدري ..ستقودني قدماي ..أستمتعت كثيراً معكم..
-أستمتعت..هه..رجل غريب ..كل هذه المعاناة وتقول أستمتعت
سو-لا يحظى المرء بتجارب كهذه في حياته وهذه أول مرة لي أخوض مغامرة كهذه..ههه..
-هل لديك نقود لتسافر ؟
-جمعت أعشابا من هنا وهناك وسأبيعهم ..لاتقلقي ..معتاد على ألسفر والنقود أحصل عليها من خلال أعمال الطبابة
نهضت لتودعه -حسناً شكراً لك على علاجي أنقذتني من الموت
-لاداعي فعلت ماكنتي ستفعلينه أنتي لأي شخص مصاب..
-ألن تودعهم..
-كلا..علاقتي بهم سطحية وسأوقضهم وذلك الوونغ يكرهني ههه ودعيهم عني..مد يده لمصافحتها وصافحته ..
-خذ هذا الحصان سيساعدك على تخطي العثرات ..
-شكراً أتمنى أن تحققي مرادك..
-وأتمنى لك رحلة آمنة..
راقبته وهي يغادر على حصانه ليستيقظ وونغ آلذي كان يراقبهم خشية إقدام الطبيب على شئ يؤذي بها سيدته فهو على نقيضها تماماً ثقته محدودة بالناس ..-رحل أخيراً..
نظرت إليه-ها..كنت مستيقظ إذا..
وونغ-نعم..أراقب أفعاله..
رفعت رأسها تنظر للسماء -أيقضهم أشرقت الشمس وهناك مااريد قوله لهم..
أيقضهم ووقفوا مكونين صفا واحدا لتلقي أوامرها..
-أثق بل كلي ثقة أن والداي وأهالي القرى على قيد الحياة وإنهم في بقعة ما في هذا الكون لن أستسلم وسأضل أبحث عنهم لكن لدي مهمة سأنجزها معها ..شعبنا يموت جوعاً ..كثر المتسولون قبائل تثور على الأخرى وتسرق قوتهم ومنازلهم..وملك يسيطر عليه النبلاء..لا أحد يهتم بنا ويسأل عنا..كثرت العبودية ومملكتنا لم تعد لنا من هب ودب يأخذ قطعة منا ونحن متفرجون ..لم نعد نشعر بقيمة بلادنا كأنها ليست وطننا..نحن الآن أناس بلا وطن أناس لدينا أنفسنا فقط..لكن إن أردنا أسترجاع وطننا فلن نظل مكتوفي الأيدي..إن لم يبادر ولو شخص واحد للإصلاح فسأبادر أنا أعلم أني إمرأة لكني إمرأة تمتلك عزيمة وإصرار إن قلت شيئاً أنفذه حالا..لذا أبلغكم بقراري سأدخل القصر ﻷضع يدي بيد الشخص آلذي سيعيد المملكة لمجدها القديم..لاساعده في دك رؤؤس المفسدين ..ﻷساعد الشعب ﻷقتل من يسرق قوت الشعب لانصب ملكا تفخر به الناس ليسجل أسمه في التاريخ من ضمن المصلحين..أنتم لامكان لكم هنا من الآن غادروا لمقرأأمن من هذا وأستمروا في بحثكم عن أهالينا لن نفقد الأمل الحلقة الواصلة بيني وبينكم سيكون جوونغ يبلغني أخباركم وأخباري خلال أوقاتكم ساعدوا الفقراء ..أعطيكم الصلاحية لذبح النبلاء الفاسدين..أنتشروا حالا..
ركعوا لها رافعين سيوفهم صارخين بصوت واحد
-فلتحيا قائدتنا أون سون..فلتحيا قائدتنا أون سون ..
وهكذا تولوا عنها بحثاً عن مقر جديد يعصمهم من ألاذى.
في الفترة الصباحية خرج الأمير داي جو مع يونغ هو وحارسه متخفين بملابس العامة لم ينم ليله وهو يفكر في أون سون ذهل بقدرتها القتالية دعا أن تكون هي فتاته المنشودة من ستمد له القوة لتحقيق مراده ..يونغ هو -مصرا على البحث عنها ..
داي جو-متأكد إنها هي ..أتمنى أن ألتقي بها حقاً بل ومصمم على التجول في الشوارع بحثاً عنها..
يونغ هو بطريقة ساخرة -لقب الأمير الشاعر يلائمك الآن أكثر من أي وقت سبق وأيضاً..أحم..تبدوا أوسم من قبل بعد حلاقتك لشاربيك ههه كل هذا من أجل أون سون ههه
داي جو-توقف عن إزعاجي وتذكر نحن نريدها لمصلحة سياسية
يونغ هو -بل قل نستغلها..
تمشت مع حارسها وونغ تنظر لحال المشردين والفقراء ولاحظ وونغ إهتمامها..-سيدتي ماذا سنفعل قبل ذهابنا للقصر وبأي حجة سندخل؟
أون سون-سنقوم ببعض الأعمال لجني المال بعدها سأفكر بطريقة للدخول إلى القصر ..تذكرت هنا ماكانت والدتها تردده دائماً"أبنتي الغالية سأدخلك القصر كسيدة نبيلة أنيقة لتعجبي الأمراء وتكوني ملكة يوماً آه كم أحلم بهذا اليوم"أبتسمت "أمي سأدخله لكن ليس كسيدة نبيلة ولا لاتزوج وأكون ملكة بل لشئ سأجعلك ووالدي تفخران بي "طرأ في عقلها فكرة في لحظة رؤيتها لنزال في حلبة وسط السوق متجمعين الناس حوله مشجعين الصالح والطالح معا ..استفسرت عن نوع هذا النزال ليخبرها رجل من ضمن المتجمعين أنها مبارزة لكسب المال يتراهنون الناس على الفائز ويكسبون الكثير..لمعت تلك الفكرة الجهنمية وقررت خوض نزال رفضه وونغ بتاتاً ..-لاتجازفي الأمر خطير..
-لاتخشى علي سأفوز بالتأكيد..واحصل على النقود
-دعيني أقم به رجاءاً ...اون سون بحدة -كلا..لا أريد لتابعي أن يصاب بأذى..تنحى جانباً..أريد تعليم أولئك الاوغاد درساً عمن هي المرأة ..أشارت بيدها نحو رجلين سمعتهما يسخران منها لملبسها وهيئتها ..وونغ-سألقنهما درساً فقط أبعدي الفكرة عن رأسك..
-وونغ..هذه أول وآخر مرة تأمرني بها..لو أني لست واثقة بفوزي لما كنت سأجازف الآن...أبتسمت بثقة -راقب وشجع سيدتك ..
في القصر ..في جناح الملكة سوبين..
أمتثلت أمام الملكة إمرأة آثار القهر والتعب والألم أخذت محلها على وجهها المترهل ً
الملكة سوبين-يبدوا إن الأميرة سونغ هي تبحث عنك الآن للتخلص من الملكة شو..
-كيف علمتي جلالتك؟
الملكة سوبين-لدي جاسوسة من ضمن خادمات الأميرة تخبرني بكل صغيرة وكبيرة ..
-إذاً سأوفر على أميرتي الصغيرة عناء البحث عني وأعود لمملكتي مباشرة..
الملكة سوبين-سيدة يوان هل تدركين ماهي مهمتك ؟إن كشفك أحد هناك فسينتهي كل شئ..
سيدة يوان-سأتخفى كما كنت أفعل وأفعل الآن صدقيني مولاتي سأعبر النار والبحر والثلج ﻷجل أميرتي وسيدتي المرحومة يون لايهم ماسيحصل لي سأسلم ماعندي وإن مت فسأموت وأنا مرتاحة البال ...
الملكة سوبين-سنعقد آمالنا عليك لكن..أخشى أن الملكة شو لن تسقط بسهولة..أنا عما قريب سأنقذ الأميرة من يدها ..أنتظر فقط صحة جلالته أن تتحسن...
سيدة يوان-سأذهب بحرا لمملكة شيلا الآن..حتى ذلك الوقت شكراً لك ﻹيوائي جلالتك..
أنحنت لها خارجة لقصد مملكتها ألتي نفيت منها مع سيدتها.عندما تم نفي سيدة يون زارتها وصيفتها سيدة يوان في منفاها مرة واحدة وأعلمتها يون عن صلتها القريبة بملكة غوغوريو طالبة منها الاحتماء بأختها ريثما يأتي الوقت المناسب لطلب مساعدتها في إطاحة الملكة شو وهذا مافعلته وطيلة سنوات رعتها الملكة سوبين إمتثالا ﻷمر أختها الكبيرة وعدت عدتها مع سيدة يوان ﻷجل ساعة الصفر.
في هذه الأثناء ألاميران معا يتجولان في الأسواق حتى وصلا لبقعة متجمع فيها الناس لرؤية فتاة مقاتلة هزمت على يديها حتى الآن أربع رجال وتابعها وونغ يجمع المال من المراهنين..هنا وجد ضالته خفق قلبه مجدداً ماتمناه قد تحقق ليس هنالك مهرب منه وماعليه سوى إصطيادها..علا صوت الحكم معلنا عمن يريد نزالها لاحظ الأمير يونغ هو تحمس أخيه -داي جو ..هل تفكر فيما أفكر فيه ؟
داي جو وعيناه مثبتتان عليها -تقرأ أفكاري جيداً ونغ هو ...
أستل سيفه وصاح -أنا..من سينازلها...
رمقته بعفوية ثم أبتسمت-ستكون آخر رجل أهزمه لذا فلنعجل ..
أبتسم لها بدوره -على مهلك..لن تتخلصي بسهولة مني..أريد عقد إتفاق معك..
أون سون-وماهو ؟ ...داي جو-إن تغلبت عليك فكوني تابعة لي ..
قهقهت-ههها..متأكد من فوزك ياهذا..دعني أفكر...
وونغ -سيدتي..هز رأسه يدعوها لرفض دعوته..
أون سون-وإن تغلبت عليك...نظرت ﻷصبعه فأعجبها خاتمه
-ستعطيني خاتمك..نظر لخاتمه -مطلبك بسيط مقارنة بي حسناً موافق ....أون سون -وأنا موافقة ...
وونغ -كلا لاتفعلي...ردت عليه -وونغ فلتثق بي...
أمتﻷ الجو بهتافات المشجعين وتقابل إلاثنان..تبارزا أرادت ضربه في بطنه وإطاحته كما أطاحت خصومها السابقين لكنه قفز عليها وأسقطها لم يهمه في هذه اللحظة جنسها كل مايريده التغلب عليها وسحبها لجانبه..سقط سيفها ووجه سيفه لوجهها..أستعملت قبضتها في صد السيف وألقت بنفسها أرضاً تأخذ سيفها..وعادت له تبارزه "إنه خصم قوي تبا ..لكني لن أخسر أمام رجل "
"يالها من إمرأة..تعجبني حقاً ..محترفة في حركاتها أكاد أجزم بأني سأخسر أمامها..لكن لن يحصل هذا"أستغلت شروده فضربته في بطنه ليسقط مع سيفه متأوها وهتف الجماهير لها ليعلن الحكم إنتصارها ..أقتربت منه تمد يدها أعتقد أنها ستساعده على الوقوف -أعطني خاتمك ..غلبتك..نظر إليها متمعنا بملاحها ..قام من مكانه ..نفض التراب عن ملابسه ثم خلع خاتمه -تفضلي..مهاراتك القتالية بارعة ..
أخذت خاتمه تنظر إليه -خاتم رائع..شكراً..تبدوا عليك السعادة ألن تلعنني وتشتمني كما فعلوا خصومي من قبلك لفوزي عليهم..
داي جو-كلا..ليس من شيمي التعدي على النساء ولو بكلمة يكفيني شرف قتالك..
أون سون -رجل نبيل لو كان هناك رجال مثلك لا يتعدون على النساء الضعيفات لاصبحت الدنيا بخير..وداعا يا نبيل وشكراً على الخاتم أضنك غنيا وستشتري غيره..نادت على وونغ وغادرا ..
وونغ-كنتي رائعة سيدتي تهانينا على فوزك ..
شقت وجهها إبتسامة عريضة ناظرة للخاتم -شكراً..سأبيعه ولنرى كم ثمنه ..
عد وونغ النقود ألتي بيده-حصلنا على نقود كثيرة ومع ثمن الخاتم سنعيش أغنياء ههه
لم يعجبها كلامه -النقود لن تكون لنا ....وونغ متسائلاً-لمن إذاً؟
أون سون-للفقراء..نحن سندخل القصر فماحاجتنا للنقود هيا نذهب لنبيعه...
وانغ يو ساخرا-ههه تغلبت عليك إمرأة يا للعار..ستحتاج إلى تدريب على يدي...
داي جو-لست ضعيف وإنما..سكت لبرهة ثم أكمل -ضعفت أمامها تعالا سألحق بها ﻷسألها عن عن أسمها...
لحقوا بها حيث دكان صغير لبيع الجواهر ..باعت الخاتم وحصلت على ثمن زهيد..أستدارت تريد المغادرة فوجدته واقفاً أمامها -ماذا أيها النبيل للتو أدركت خسارتك؟لم يجبها وسألها ماكان يدور في ذهنه مدة طويلة -هل أنتي أون سون ؟لم تبدي أي رد فعل وتصنعت الجهل ماعدا وونغ أمتعق لونه وأخرج جزءاً من سيفه تأهبا لشئ ..أون سون-كلا..لست فتاتك ألتي تبحث عنها..والآن إن أنتهيت فأعذرني..أصر داي جو على معرفة أسمها -إنها فتاة مقاتلة مثلك ..إن لم تكوني أون سون فماأسمك..؟
نفد صبرها لكثر أسئلته فقالت بحدة محاولة التملص منه -أسمعني لا أحب إماطة الحديث..النساء المقاتلات كثرن في هذا العصر وأون سون تلك ربما ستجدها في أي بقعة من الأرض لكني لست هي..إن كنت لاترغب بالموت فلا تتبعني مجدداً ﻷني لست بهينة ...فولت عنه تاركتا إياه بحيرة -إن لم تكن هي فمن تكون ..تلفت يميناً يسارا ولم يرى يونغ هو -أين ذهب ..وماهي إلا دقيقتين حتى عاد -أسمع ..سألت البائع قال إن أسمها أون جو دون أسمها من ضمن زبائنه..أطرق داي جو يفكر في أمرها وأحتفظ بفكرة أنها هي..أون سون.
مملكة شيلا...
أصبح القصر في فوضى بعدما وجدت جثة وصيفة الملكة في النهر فقدت صوابها وهي تقرأ ماكتب على الورقة المتروكة بملابس الجثة"جلالتك..جاء لي طيف السيدة يون في حلمي الأمس..قالت لي أنها ستجوب القصر لتعذيب من دمروا حياتها واحدا بعد الآخر أنا خائفة مولاتي..سأترك لك هذه الرسالة تحسبا لشئ وإن وجدتها فهذا يعني أن طيفها قد تمكن مني "ذعرت من المكتوب وصرخت بأعلى صوتها-سأقيم جلسة في المحكمة الداخلية ﻷحقق في الأمر..أعلموا ألجميع...أستجابوا ﻷمرها وأجتمع في القاعة الخدم والوصيفات المذعورات لموت زميلتهن المفاجئ..لم تسمع مايثيرها وقررت تأجيل الجلسة لوقت آخر..تحركت الخادمة ألتي وجدت الجثة وركعت قائلة بخوف-مولاتي..كنت خارجا فجراً ﻷبدأ بمهمتي في غسل الملابس..لفت أنتباهي شئ عند النهر..
الملكة-ماهو تكلمي...
-إمرأة برداء أبيض تحيطها هالة غريبة أدارت برأسها ناحيتي وأبتسمت بشيطنة..بدت لي كأنها .س...سيدة يون..
قامت الملكة من مجلسها يعتريها الخوف-هراء..لا وجود للاطياف هذا هراء...أكملت الخادمة.-أختفت من أمامي بلمحة بصر ركضت للنهر فوجدت ..الجثة ...ثم بدأت تذرف الدموع ..طردتهم الملكة بحالة هستيرية وهوت جالسة على الأرض -ألن تكتفي مني تلك الوقحة حتى بعد موتها...عادت لتعذبني من جديد..حظرت خادمتها تهدأها-مولاتي..أهدئي..فكري
-نعم ومن غيرها..أقترح أن تستدعيها...فكرت قليلاً ثم قالت بعدها-ليس الآن سأنتظر ماسيحدث بعد هذا إن كانت هي فيا ويلها مني سأبيدها وهي في مجلسها ..لا أحد يلعب معي وينجو ..
جناح المحظية يون هوا...
-سيدتي..بلعت الملكة الطعم..لم تري ملامحها عندما أخبرتها عن الطيف ...
وضعت فنجان قهوتها على الطاولة وأبتسمت -أحسنتي التمثيل سننتظر أمر أميرتنا الجديد..تصرفي كما أتفقنا وضخمي قصة الطيف..
-حسناً مولاتي...
جناح الاميرة
سعادتها لسماع ماحدث لغريمتها لاتوصف تمكنت منها بشئ بسيط للغاية فما تكيد لها الآن أكثر أعظم من سابقتها..
-وانغ يو..هل جلبت الأفعى؟
-نعم...مولاتي...
فتح سلة محكمة الإغلاق لتخرج منها أفعى..ألتقت عينها بأعين الأفعى لتروضها بنظرة واحدة ..لاعبتها بيدها وخادمتها أصيبت بالهلع -مولاتي..أحذري منها...
-أنا وأنتي واحد ..أفعاي الجميلة..سأعطيك شيئاً لم تحصلي عليه من قبل ...
الفصل الثاني عشر من رواية
صراع الأفاعي...
تأليف #Daisy
قراءة ممتعة
مملكة غوغوريو...
بعد يوم شاق شقا طريقهما نحو نزل ليبيتا ليلتهما فيه ..قابلهما صاحب المكان وكان رجل عجوز اشعث الشعر ملامحه قاسية صوته خشن -لدينا غرفة واحدة فقط..فماذا ستفعلان؟
ألتقطت أون سون المغزى من كلامه فقالت باسمة -إنه أخي لابأس إن نمنا في غرفة واحدة...تفاجأ وونغ لكلامها لكنه سرعان ماادرك هو الآخر مغزاها..دفعت له أجرة ليلة واحدة وتبعاه لغرفتهما البسيطة الضيقة المؤثثة فقط بفراشين على الأرض وجرة ماء لم يرق لوونغ الوضع -هل لديك غرفة أوسع من هذه؟
-كلا..أخبرتكما أنها آخر غرفة لم تحجز...
أون سون -شكراً لك سيدي ..
تركهما فأغلقت الباب ثم حولت نظرها لوونغ -مابك لن نظل طويلاً هنا ..
وونغ -لاشئ ..لكن..هذه الغرفة لاتلائمك ..
تناولت مغرفة وشربت بها الماء من الجرة-لا أهتم بنوع المكان الذي أنام فيه ..مايهمني هو إراحة جسدي...فلتنم ..
وونغ -كم أنتي بسيطة ومتواضعة سيدتي...
تقبلت مديحه برحابة صدر-شكراً..فلنخلد للنوم الآن ..لانعرف كيف سيقابلنا الغد..
وضعت سيفها جانبها وغطت نفسها نائمة على ظهرها..وقف في مكانه متوترا أول مرة له يبقى فيها مع إمرأة لوحدهما.."ليت لي مثل هدوئها هل لهذه الدرجة تثق بي حتى تنام جواري.."قالت له كانها عرفت مايفكر فيه -لو أني لم أثق بك لما جعلتك تابع لي في أول يوم التقيتك به..
-نعم..شاكرا لك حسن ضنك بي..مع ذلك سحب فراشه بعيداً عنها وأستسلم للنوم وسيفه جواره..مرت ساعة..قلب فيها جسده لليمين فوجدها متكئة على الحائط متعمقة في التفكير..سألها -سيدتي هل من خطب؟..لم ترد عليه فأثارت خوفه ليجلس على فراشه مناديا-سيدتي..أنتي بخير سيدتي..
أنتبهت لندائه -ها..لم أستطع النوم..
وونغ-تفكرين بأهلك ؟أون سون-نعم..وفي كثير من الأشياء..
وونغ-يجب عليك أن تنامي ليس سليما بقائك بدون نوم..
أون سون-النوم ليس صديقي..أريح عيني لنصف ساعة ..كافي جدا
فكر بغرابة أمرها وتبينت مايفكر به مجدداً-تضنني إمرأة غريبة ..تلعثم -ك..ك..كلا..لا أفك..أقصد لا أضن هذا...مع العلم إنه يقر بغرابتها ويحاول فهمها بشتى الطرق..أون سون-لا بأس إن ضننتني غريبة فأنا حقاً غريبة..والآن أخلد للنوم..ودعني أفكر بطريقة أدخل فيها القصر...وونغ-قبل النوم..أنا أفكر بذاك النبيل كيف ياترى يعرف أسمك ...
-توصلت لتتيجة..ربما قبضوا على أحد المتمردين وجعلوه يعترف بأسمائنا..وذاك النبيل ماهو إلا أحد المطاردين ..إن كان كما أشك فسأقطع عنقه..خلد للنوم وبقيت ساهرة تعيد ترتيب أفكارها
ماهي إلا دقائق قصار مرت ليفزع من نومه على إثر صراخ نساء وتضارب السيوف..رأى أون سون تمسك سيفها تختلس النظر من فتحة الباب متأهبة لحدوث شئ ..حمل سيفه وأقترب منها همست له -لاتصدر صوتا سأستعلم عن مايحدث..وونغ -سآتي خلفك..فتحت الباب بخفة وخرجت لترى شخص بملابس سوداء ملثم الوجه يقاتل مجموعة رجال كانوا قد لاحقوه للنزل..صاحب المكان يصرخ عليهم ﻹخراجهم من المكان ونساء خرجن من غرفهن عندما سمعن مايحدث..أمعنت النظر بحركات الملثم القتالية فبدت مألوفة لها..تذكرت عندما كانت تتدرب مع تابعها "جوونغ..مالذي فعله..سحقا"همست لوونغ -إنه جوونغ..دعنا نساعده..
-جوونغ..كيف سنساعده؟
-أعطني ردائك..خلع ردائه وقدمه إليها..قسمته لقطعتين -خذ هذا النصف ولثم به وجهك...لاتقلق سأشتري لك غيره
-حاضر..فعل كما فعلت بتلثيم وجهها..أستلا سيفهما ودخلا القتال أرتاح جوونغ لظهور سيدته المفاجئ..أومأت برأسها ليفر من المكان وأستلمت مهمته في قتالهم مع وونغ..حطموا مايوجد في النزل من أثاث وحين لم يستسلم الثلاث رجال عن قتالهم..أنسحبت و وونغ للخارج..ركضا في الشارع يتبعهم الرجال ..سمعا صوت ينادي عليهم..ليدخلا زقاقا ملتحقين بجوونغ..أستطاعوا الفرار منهم ..فقدوا الرجال أثرهم وولوا حيث جاءوا..خلعوا لثامهم لتبدأ بإستجوابه-ماذا فعلت ها..جوونغ -قتلت تاجرا علمت أنه يحتكر السلع ويبيعهم للفقراء بثمن بخس..وكثير منهم أشتكوا منه فقتلته..ولاحقني حراسه..
-كن دقيقاً في تحركاتك لاتدعهم يمسكون بك..
أعطته صرة من المال كانت قد علقتها تحت ردائها -خذ هذا المال وقسمه مع البقية..ولا تطئ هذا المكان أبداً..هل رأوا وجهك..؟
-كلا..ماذا كنتي تفعلين هنا؟أون سون-أستأجرت ووونغ غرفة..
جوونغ فزعا يؤشر عليهما -هل نمتما معا؟ضربه وونغ بسيفه على يده -أخرس..ماهذا الهراء..
اون سون-لاتزال كما أنت..جوونغ فاركا يده-لم أقصد شئ آسف قصدت في غرفة واحدة وأنت لاتكرر مافعلته للتو مرة أخرى..
وونغ ل أون سون-أين سنذهب الآن سيدتي.؟
أجابه جوونغ-هناك طريقة لدخول القصر سيدتي ..
أون سون-ماهي؟جوونغ-قرأت مرسوماً ملكيا يعلن فيه عن رغبتهم بتجنيد جنود وحراس ملكيين ..قالت بعد فترة صمت تفكر فيها بخطوتها-حسناً..سندخل القصر كمتدربين جدد..الآن سنذهب..
وافقها وونغ -حسناً..سنذهب..
أون سون لجوونغ-شكرا..أبلغ تحياتي للرجالً..سنحمي ضهرك عند فرارك هيا أذهب..
جوونغ -وداعاً وشكراً لانقاذي ...
فر من المكان بسرعة وهي و وونغ راقبا المكان تحسباً لمجئ مطاردي جوونغ.
في القصر..جناح الأمير تاي جو..
أعلن الأمير داي جو عن رغبته في تقديم إحترامه ﻷخيه ولي العهد تاي جو فذهب وحيداً لجناحه..أنحنى له وكان ولي العهد كما هو حاله دائماً برفقة جارياته..
داي جو-هل أنت بصحة جيدة ..سموك؟
تاي جو-بأفضل حال..ضننتك لن تزورني بعد رحلتك..
داي جو-يستوجب على الأخ الأصغر تقديم إحترامه لأخيه الأكبر وهذا شئ لن أمل منه..
رشف جرعة من شرابه -هيا..صب لي..بعدها سأصب لك..
صب داي جو الشراب له -لا..أشرب..أحب الحفاظ على جسدي سليما..
ضحك تاي جو من قوله-ههها..متحفظ ومتزمت..لاإهانة...
ضحك داي جو مجاملة-هها..أحب إهاناتك..لأنها تطابقني تماماً وخصوصاً منك..أخي..
تاي جو-لما لم تدعني معكم لرحلة الصيد..هاا..أم خفت أعكر عليك الجو وأتدخل فيما..تخطط له..كانت بالتأكيد ضربة سيئة من الأمير تاي جو بإفصاح عن ماأكتشفه عنه من عمه غير مدرك إن داي جو ذكيا لايتلاعب معه أحد في الكلام..أكتفى بإجابة يريح فيها أخاه متصنعا الجهل ..
-واجهنا متاعب جمة في رحلتنا..حتى أننا قررنا عدم الصيد مجدداً ولوكنت معنا لتأذيت كثيراً لذا حرصاً على سلامتك..لم نرغب بمجيئك معنا خشية إصابتك بمكروه نندم عليه لاحقاً..
تصنع تاي جو الجهل بالمثل ضاحكاً بهبل موهما إياه إنه تحت تأثير الخمر -هههها..أعرف أنك..تريد سلامتي..كنت أمازحك...وأيضاً لا أحب الصيد.."لم يبدي أي رد فعل ..هل لم يسمع ماقلته بوضوح عن مخططاته "
داي جو-سأذهب سموك..تأخر الوقت..تصبح على خير..
قام من مجلسه ثم ألتفت إليه..-أرح جسدك سموك..ستصبح ملكا يوما ما..نحتاج لملك قوي ..
أعتبر تاي جو ماقاله كإهانة له أكثر مما هي نصيحة فما إن خرج حتى رمى بكأسه على الباب"أراك تريد عرشي يا أخي تضن نفسك أقوى مني..عمي..سأمشي وراء خططك..لن أسمح لأحد بسلب ماهو لي"
حث خطاه نحو مهجعه مستشيطا غضباً ..أوقفه مجئ أحد أتباعه ..أنحنى وهمس -ذهبت لقرية أون سون..لم أجدها هناك ..
داي جو-تابع بحثك سنحتاجها أكثر الآن..فعمي بدأ تحركاته ..هناك من يتبع تحركاتنا ..توخوا الحذر وأمسكوه إن سنحت لكم الفرصة..
-مالذي يجعلك تضن هذا مولاي؟
-ولي العهد ذكر شيئاً عن مخططاتي..من غير عمي يقوم بدس سمه في آذان غيره ليثير الفتن..أنصرف..
مملكة شيلا...
هدأ القصر بعد أحداث آليوم الماضي والملكة تتحين الوقت المناسب لنفث سمها على غريمتها الجديدة..توسطت خادمة الغرفة منحنية تسرد لها التفاصيل الصغيرة عما حدث في المحكمة الداخلية وكيف تصرفت الملكة لسماعها عن طيف السيدة يون وكل كلمةٍ تخرج منها هي بمثابة دعابة تضحك عليها الأميرة الصغيرة مستأنسة متشمتة بعدوتها اللدود..كافأتها بصرة من المال وصرفتها لتجتمع بمساعديها في تنفيذ خطتهم التالية..أخرج وانغ يو الأفعى من مخبأها لتجلس في حضن الأميرة كقط أليف وقلب الخادمة كي يقرع كالطبل على وشك الخروج من مكانه ووانغ يو تثير أعجابه في كل تصرف تقوم به فأصبح أسيرها..
سونغ هي-كي..قولي له قصتك ...
كي -حاضر..قبل سنوات خرجت بأمر الوصيفة سيدة يوان من جناح السيدة يون لاملئ جرة يالماء..وعند عودتي..رأيت إحدى وصيفات الملكة تركض بسرعة خارجة من مهجع سيدتي..علمت بحدوث شئ فسارعت لاشبع فضولي وكانت الصاعقة..أفعى بطول متران تطوق عنق سيدتي يون والخادمات تصرخن ويوان تحاول إبعادها عن عنقها..كانت تنازع ﻹبعادها عن عنقها ضننت أننا سنفقد سيدتنا وطفلتها معا لأنها كانت في شهرها الثامن حبلى بأميرتنا سونغ هي لكن تدخل القدر بمجئ أحد الحراس الواقفين في الخارج ليقطع بسيفه الأفعى لنصفين وأنقذت سيدتنا..
لم يستغرب لافعال الملكة فهو دائماً مايسمع عن شرورها وأفعالها القاسية والوحشية...
سونغ هي-هل فهمت مطلبي منك..
وانغ يو -نعم..مولاتي..تخلصي من اعدائك بالمثل...
سونغ هي-العين بالعين والسن بالسن...
أخرجت قطعة ورق وسلمتها له-ضعها على الجثة وتوخ الحذر لا أريد فقدانك...
سار في ظلمة الليل مع الخادمة كي ترشده على غرفة الوصيفة تسلل بخفة داخل الغرفة بيده كيس حيث تتواجد الأفعى ولم تكن متواجدة قرر تأجيلها ليوم آخر إلا إن كي تذكرت أين يمكن أن تتواجد الوصيفة بمثل هذا الوقت وتأكدت ضنونها ..وجدوها تستحتم في حمام الوصيفات في حوض ملئ بالورود ..أخرج أفعاه بطول متران فزحفت نحو الحوض حيث الوصيفة في حالة تأمل ..شعرت بملمس ناعم يتسلق ضهرها ضنت أنه شعرها وتجاهلته حتى وصلت الأفعى لرقبتها وطوقته..هنا تيقضت حاولت الصراخ لتشعر بيد قوية تطبق على فمها فاسحا المجال لافعاه بأعتصار ضحيتها ودس سمها فيها..
-هذا لأجل أميرتي ووالدتها..لن أعتذر فأنتي تستحقين موتة كهذه
حتى بعد موتها ضلت ملتفة حول عنقها وضع الورقة على الأرض حمل الأفعى وأدخلها الكيس فارا بجلده.
صباح فوضوي..خدم وحرس يتذبذبون هنا وهناك حيارى خائفين وقفت الملكة شو أمام الجثة تلتقط بنفسها الرسالة الثانية
"مولاتي..ستحل علينا اللعنة ..سنعاقب لجرائمنا..رأيت سيدة يون تلاعب أفعى ثم مالبثت إن تحولت هي وهجمت علي ..إن كنتي تقرأين رسالتي فهذا يعني أنها تمكنت مني ..فأحذري مولاتي"
شددت قبضتها اليمنى على الورقة حتى أبيضت أوردتها لتطلق صرخة أهتزت لها الأرض..أقامت جلسة أخرى وهذه المرة عذبت كل الخادمات والوصيفات تنفيسا عن غضبها ولولا ترجي خادمتها لها بإنهاء تعذيبهن على أيدي الحرس لهلكوا جميعا وغرق القصر بدماء عفنة..
-مولاتي..أرجوك عودي لرشدك..هناك من يتلاعب بك وأنتي تسمحين له ...لابد وأنه أفرط من الضحك عليك..
أحتقن الدم في وجهها هي وفستانها الأحمر واحد ..محمران تماما صمتها مخيف ..عيناها شيطانية ترهب من يجالسها..أستأذنت وصيفتها المدرج أسمها ضمن قائمة الأميرة للتحدث مع ملكتها كأنها تبينت نوع اللعبة ...
-مولاتي..هذا ليس بفعل طيف ..هناك من يحاول إرهابك وزعزعة الامن في القصر..أولا تتبينين نوع اللعبة...
الملكة-ماذا تريد التوصل إليه؟
-كما تدين تدان..فلتتمعني في القول..لطالما كنا سببا رئيسيا في تعذيب سيدة يون ..يعاد تكرار ماحدث قبل سنوات..وانا الآن تحت ضلك فأحميني مولاتي ...
عقبت الخادمة الأخرى- ماذا قلت لك مولاتي..إنها افعال تلك الشيطانة اللعينة الأميرة...
كانت متأكدة أنها من أفعال الأميرة مع ذلك لم تحرك ساكناً وقبل أزدياد ضحاياها حسمت أمرها -أطلبوا منها المجئ لرؤيتي حالا..
على تمام الإستعداد كانت..علمت إن الملكة ستطلبها في أية لحظة تبعتها وصيفاتها إلى مهجع الملكة ..لحظة صمت ثقيلة على كلا الطرفين مرت..دخلت في صلب الموضوع...بدون أي مقدمات كأنها على ثقة تامة بفوزها...
-كفي عن ألاعيبك الطفولية ..سونغ هي..والدتك لم تتذاكى علي ولامرة في حياتها..فلا تحاولي تحدي من هو أكبر منك...
أضهرت طفولتها البريئة وتلئلئت عيناها-مولاتي..أتشكين بي ..كيف سأثبت لك صدق نواياي وبأنني ممتنة لك لتعليمي دروسا عظيمة توقعت بل وأجزمت أني لن أحضى بها في حياتي ..
لثانية فقط تأثرت ببرائتها ووجهها الطفولي ..لكن قلبها يخبرها بعدم التسرع...
-ماذا إن حصلت على دليل يثبت جرمك ..
سونغ هي-عندها لك الحق في قتلي ..
-تسلمين نفسك ببساطة لي!!!
سونغ هي-إن وجد دليل يثبت جرمي فأستحق القتل لتجاوزي على جلالتك وحتى لو كان دليلاً مزيفا فالموت على يديك رحمة وراحة لي من حياتي البائسة ...
"هذه الطفلة تفقدني صوابي بشدة..ماذا هي بالضبط تتصنع الجهل غبية أم ساذجة..أصبري ..سواءً قدمتي ولاءك لي ام لا فسأقتلك ..شئتي أم أبيتي"
-انصرفي..
-حاضر مولاتي...قبل خروجها قالت شئ جعل من الملكة ثائرة -إن قتلتني فمن سيسليك..فكري ..مولاتي...
لعنتها خادمة الملكة-اللعينة..حقاً عديمة أخلاق...
صكت على أسنانها "حقيرة كوالدتك..سأقتلك اليوم قبل غداً"
-أكتبي رسالة لحارسي أطلبي منه المكوث بين يدي بأسرع وقت
مملكة غوغوريو...
مجاميع متطوعة للتدريب ملئت القصر برمته ومن ضمنهم أون سون و وونغ..وصل لها الدور في تسجيل أسمها وتلقت معاملة مزدرئة من مشرف على العملية بدين بغيض بشاربين سميكين يمتلك نظرة ولسان وقح -أنتي أمرأة أم رجل؟
تعمدت أون سون تدويخه-إلاثنان معا..
-ماذا يعني هذا بالضبط ..إمرأة مسترجلة..!!!
أون سون-هذا ماتضنه في؟حسناً قل ماتشاء عني..سجل أسمي من فضلك
-لانسمح للمسترجلين بالتسجيل عد حيث جئت أو جئتي ههها..
قبضت يداها نافدا صبرها فأوقفها صوت رجولي هز الارض جعل من الموجودين يهتابون منه قافزين ناكسي رؤؤسهم..
-سجل إسمها وإلا قطعت رأسك..لايهم إن كانوا رجالا أو نساءا مايهم هو الهدف الواحد ..الدفاع عن مملكتنا...
-حاضر سمو الأمير تشونغ..
أنحنت له شاكرة -شكراً مولاي..
أمير تشونغ-أتمنى أن أرى منك ماسيثيرني..
لم تفهم ماقاله وأكتفت بالصمت تراقبه يمشي بهيبة بين الجموع مع حرسه.."ماذا قصد ياترى..."في لحظة تفكيرها صرخ عليها الرجل البدين -هيه..ماهو أسمك..يا مسترجلة..
سحب وونغ سيفه ليؤدبه على تماديه فمنعته
-أسمي..أون جو..وهذا أخي وونغ..
لم يرفض وونغ ماأتفقا عليه بإدعاء الأخوة في القصر تفادي المشاكل ومنعا ﻹثارة الشك..سجل أسماءهم وخز وونغ الرجل بنظرات قاتلة كاد قلب الرجل أن يقلع من مكانه..لاقت إستهزاءا وكلمات نابية من بعض المتدربين فتجاهلتها عكس وونغ المشتعل نارا ينتظر أمرا منها بتلقينهم درساً ..في الضهيرة شكلوا ست صفوف مكونة من عشرة أشخاص مستعدين للتدريب..من ضمن المدربين تواجد الأمير يونغ هو وعمه الأمير تشونغ ومساعديهم شاء وإن جعل صف أون سون يقع تحت أيدي الأمير تشونغ وشاء القدر أن لاتلتقي أعينها بأعين يونغ هو الواقف أمامها يعد ويحصي عددهم وشاء أيضاً أن تعجب بقوة وهيبة الأمير تشونغ ووطنيته فقد ترك إنطباعا جيداً عندها متمنية أن يكون عند حسن ضنها...حفظوا الخطابات والقوانين الملقاة على اسماعهم حتى حل الليل وتجهزوا للمبيت في غرفهم المعدة لهم..
وونغ -سيدتي كل شخصين في غرفة واحدة..هل سمعتي؟
أون سون بنبرة موبخة-ألم نتفق مسبقاً أن لاتناديني باسمي ..أنت أخي وأنا أختك الان شئت أم ابيت هذا لصالحنا..
وونغ مبتسما -حاضر..أختي..ههه
-لاتحدثني بتكلف من بعد الآن ..نحن عاديان لاتفرقة بيننا منذ اللحظة ..أفهمت..وأيضاً القصر واسع جدا كالقلعة..ولديهم غرف كثيرة أيضاً..لاتقلق..لن ننام في الشارع..
وونغ-لم تفهمي قصدي..أخ..رفض لسانه نطقها لكنه قاومه -أختي..
أون سون-ماذا تقصد إذاً...
وونغ-أقصد أنا وأنتي في غرفة واحدة...
أون سون -وإن يكن..نحن أخوان"مهلا لحظة..إنها مشكلة كيف نسيت ..أعني لن نبيت لليلة واحدة معا..وإنما فترة طويلة على هذه الشاكلة..لن ..أستطيع خلع ملابسي أو ألنوم بحرية تبا لكن هناك جانب إيجابي..أفضل من النوم مع رجل غريب تحت سقف واحد على الأقل وونغ تابعي ..أنا أتكلم كثيراً ماذا يجري معي "
أدرك وونغ من وصول مغزى كلامه لها بعد ملاحظته إرتباكها وصمتها فطمأنها -كما قلتي نحن أخوان الآن..لن تشعري بوجودي فخذي راحتك..أتفقنا...أختي أون جو...
-حسناً..إنه يوم شاق فلندخل لغرفتنا..أخي ...ونسترح..
مضت ساعة ..أستفاقت من نومها وقررت السير في أرجاء القصر ﻹكتشاف شئ يثيرها..طافت في القصر متأملة جمال بنيانه والطبيعة الخضراء المغلفة المكان..حتى وصلت حديقة خلفية تحسست أذنها أصوات غريبة ..ساقتها قدماها لمصدرها فتسمرت بمكانها فاتحة ثغرها متسعة عيناها.. رجل وأمرأة يقبلان بعضهما وحين أستدارت تريد الفرار أوقفها صوته الحاد -توقف عندك
أدارت بجسدها ناحيته قائلة معتذرة-أعذراني..لم أقصد سأذهب فورا ..حركت قدميها لتذهب فأوقفها مجدداً -لن تذهب ﻷي مكان ستعاقب لتطفلك علينا..
-أعاقب ..لم أفعل شيئاً ..مررت صدفة فرأيتكما وبأي حجة ستعاقبني
-وتجرؤ على رفع صوتك علي أيها الحقير
أون سون "مابه هذا مجنون ..وعديم بصر "
-راقب ألفاضك ياهذا..يا للمهزلة..هذا قصر محترم..لما لاتفعلان ما..كنتما تفعلانه في غرفتكما أو أي مكان ..مستهتران...ولعلمك أنا أمرأة أم أنت أعمى
أنقض عليها ممسكا معصمها بقوة وعيناه تقدحان فأمالت برأسها للخلف معدة قبضة يدها لضربه -أنى لك الحديث مع ولي العهد هكذا هااا..أيها السال..
رفضت تصديقه-ها..ولي العهد..أطلقت ضحكة خفيفة -هها..ولي العهد ليس مستهترا مثلك..يعانق النساء ويقبلهن أمام العلن فاقداً هيبته ..أبعد يدك القذرة عني وإلا ...
أفلت يدها وأوقعها أرضاً مناديا الحراس-أيها الحراس تعالوا بسرعة ..سأعاقبك بشدة أيها النذل ..
أتى الحراس حاملين سيوفهم ملقين القبض عليها..لم تستطع تخليص نفسها كي لاتثير الفوضى في قصر تعتبره مقدس لرؤية جانب واحد مهيب منه وماخفي عنها أعظم..في طريقهم للسجن أوقفهم شخص..-ماذا يحدث..؟
أنحنى الحراس له وقال أحدهم -هذه الخادمة أسائت الأدب مع سمو ولي العهد..
لم ترفع رأسها لرؤية الشخص "إذا..كان حقاً ولي العهد يا..للمصيبة ماذا دهاك يافتاة "
أقترب منها مميزا إياها مصدوما لرؤيتها على هذه الحالة بل غير مصدق مايراه -ألستي أنتي..من أخذ خاتمي مني..
رفعت بصرها لتتشابك الأعين -ألسيد النبيل..
مملكة شيلا...
وقفت أمام بوابة القصر مفطية رأسها بعباءة بيضاء طويلة لفت جسدها من فوقه لتحته تحمل تحتها قماش عقدت أطرافه ليكون أشبه مايكون بالحقيبة توزع نظراتها المشتاقة على المكان
-أخيراً عدت كم أشتقت لرؤية وجهك الجميل أميرتي الصغيرة ...
الفصل الثالث عشر من رواية
صراع الأفاعي...
تأليف #Daisy
قراءة ممتعة
مملكة غوغوريو..
أمر الحراس بإفلاتها فأذعنوا ﻷمره تاركين المكان.."أنحنوا له..أذعنوا ﻷمره حين أمرهم..هذا يعني إنه ذو شأن "فكرت منتظرة حركة منه تقطع صمتهما ..سألها عاقدا ذراعيه خلف ضهره -ماذا تفعلين في القصر ؟
-أنت ماذا تفعل هنا ؟
رفع حاجبيه متوقع إجابة ذكية منها -ماذا تتوقعين؟
فعلت المثل -ماذا تتوقع؟
أجاب بذكاء-متدربة جديدة..
أون سون-وأنت أما أبن وزير أو أمير..
داي جو-سأترك لك إكتشاف منصبي..وأخبريني ماذا فعلتي ليقتادوك الحراس للسجن..
أون سون باختصار-أسأت لولي العهد..
أسبل يديه مكررا قولها بتعجب-أساتي لولي العهد!!!
أون سون-لم أعرفه أهانني في البداية فأهنته..
منعا ﻹثارة الفوضى قرر أخذها لمهجع ولي العهد تقدم إعتذارها له -أنقذتك الآن..أدعي أن يرحمك لفعلتك..
أون سون بجرأة -لو لم يكن وليا للعهد لما قبلت بتقديم إعتذاري ولطرحته ارضا..امير فاسد
أعجب لجرأتها وشجاعتها فمن يتجرأ على ذكر ولي العهد بسوء بينه وبين الموت قيد شعرة ولولا تفهمه لما بقيت حية في لحظتها -أنتي جريئة جدا..توخي الحذر فيما تقوليه فالطيور تستمع الى حديث النهار والجرذان تستمع الى حديث الليل..من يدخل القصر يعمي بصره ..يصم آذانه ويبكم فمه فهمتي..
-سأبقي نصيحتك في عقلي دائماً..
سار بها نحو مهجع ولي العهد حيث كان يستعد للنوم ..قبل مقابلة داي جو جاهلاً من يرافقه..أنحنى له ..
-مولاي..هناك شخص يود تقديم إعتذاره وإخلاصه لك ..
تاي جو -من هو..فلتدخله..
داي جو -أدخلي..
دخلت منحنية له غاضة بصرها عنه..تذكرها فوراً وصاح غاضباً
-هذا الوغد..مالذي جاء بك ها..ألم آمر الحرس بزجك في السجن..
أخذ داي جو زمام المبادرة -مولاي..أولاً هذا ليس برجل إنه فتاة وثانياً هي متدربة جديدة تجهل قوانين القصر ولا معرفة لها بأمراء ونبلاء القصر..فأغفر لها..
رفض جسدها الخضوع لشخص ترك إنطباعا سيئاً عنه في أول لقاء وأمر شئ عندها أن يكون ذلك الشخص هو ولي العهد ملك البلاد مستقبلاً ..شعرت بالقرف تجاهه ولاسيما فعلته المضرة بسمعته لكن ماباليد حيلة سوى إجبار جسدها على الخضوع حفاظاً على روحها الغالية..جثت متوسلة وهي ألتي لا تتوسل ﻷحد هل هذه نهايتها تتوسل لشخص مقرف خسيس يسمي نفسه ولي العهد ﻹنقاذ نفسها..هل عليها ان تنافق كما يفعل البعض خاسرين كرامتهم ..إن كان هذا سيكشف لها خساسة أرواحهم فلا ضرر من المجازفة لتعلم من ستصافح يده مستقبلاً معلنة ولائها ..
-مولاي..إغفر لعبدتك المطيعة جهلها..أستحق الموت لفعلتي و لا تؤاخذني لجهلي وسفاهتي ..لو علمت لحظتها أنك ولي العهد لقتلت نفسي بيدي ..مجيئي هنا ما هو إلا لخدمتك وحماية مملكتك فإن قتلتني لن يتبقى مخلصين لك يحمونك سموك..فدعني اقدم اخلاصي لسموك المتواضعة
ذهل الامير داي جو لتناقضها..قبل لقاءها بولي العهد كرهها له كان واضحا في معالم وجهها حتى لسانها فضحها انفا فكيف لها ان تخضع وتذلل نفسها له هل روحها رخيصة لتقدمها قربان له اطرا يفكر ناظرا اليها وتاي جو شعر بالاطراء لمديحها فرفع صدره متفاخراً ليبين لها إنه عطوف رحيم
-سأسامحك على فعلتك..لا أريد التضحية بأتباعي..أنصرفا أريد ألنوم..
أون سون مهللة -كم أنت رحيم سموك ..كم أنت رحيم..
أنحنيا له وأنصرفا ..أنحنت مجدداً لداي جو شاكرة إياه على صنيعه أعترض طريقها تداعبه أمنية أن تكون هي أون سون ..
-لازلتي تنكرين هويتك ؟
-عفواً!!!
-أون سون ..
بذات الاريحية المدروسة من قبلها قالت -لم تجدها للآن ..يا للسوء أبحث جيداً علك تجدها...أخي ينتظرني سأذهب..
أعترض طريقها مرة أخرى -أخاك..!!
-نعم...لما العجب..
"لديها أخ..أخبرني رئيس المتمردين إنها وحيدة أهلها..إذاً إنها ليست هي "أنطلت عليه كذبتها بسهولة ..عقدت ذراعيها على صدرها مكتفية من إعتراض طريقها
-أيها النبيل..لما تستمر بدعوتي أون سون وماذا تريد مني بالضبط داي جو بطريقة مباشرة-كوني تابعتي لتردي الدين ..ألم أنقذك للتو..
أنفرج ثغرها بإبتسامة أرتاح ورف لها قلبه مرهفا سمعه لتلقي إجابتها..
-لاتحكم علي من مظهري ما أدراك بأنني سأنقلب عليك في أي وقت..لن أكون تابعة لأحد ببساطة..سأرد الدين بطريقة أخرى تصبح على خير..
"أون سون..أون جو أو أيا ماتكونين..سأجعلك تابعة لي بأقرب وقت لن أفرط بشخص مثلك"
تتبعتها عيناه حتى أختفت من أمامه..جاب المكان جيئة وذهابا ماسكا سيفه قلقاً على غياب سيدته ألتي طالت عودتها حتى لمحها قادمة ..منع نفسه من العصبية إحتراما لها ..
-سيدتي أين كنتي طيلة الوقت..؟
-هل قلقت علي ؟
أحرج قليلاً ضاغطا على سيفه -بالطبع..فأنتي..فأنتي أختي..
ربتت على كتفه باسمة ليرتعش جسده -أخ جيد..أدخل ﻷقص لك ماحدث معي..
قصت له ماحدث ليتناقشا متوصلان لما سيفعلاه..
وونغ-ماذا ستفعلين؟
أون سون مرة تصوب نظرها ناحيته ومرة لقلادة اليشم المحتلة كفيها
-صفات سيئة أمقتها...النفاق والمجاملة وإخلاص مزيف..ولسوء حظي سأظطر للاتصاف بهم كرها..
وونغ -ماقصدك..
أون سون-ﻷكتشف الفاسد من الصالح ..سأتبع هذه الطريقة ﻷعرف مع من سأتعامل..سأتعايش معهم حسب مايريدون عندها ستتبين بطانتهم..أريد منك خدمة..
وونغ-ماهي ؟
أون سون-أكشف لي من هو النبيل
وونغ-حاضر في الغد سأسال الخدم..إن تبين إنه شخص صالح فماذا تنوين..أعني هل ستكشفين عن هويتك له..
أون سون-سأتبعه..
وونغ -وإن لم يكن ..
أون سون-سأقتله إنتقاما لمن آذاهم..
تذكر شيئاً فجأة -آه..لقد زارني جوونغ..
أون سون-حقاً ..كيف!!!
وونغ-حارس هنا صديق له فأخبره أنه يود زيارتي ..
لاحظ قلقها-لم يخبره عنك ..وللأسف أيضاً..لم يجدوا خيطا يدلنا على أهالي القرية..
تنهدت -أين يمكن أن يكونوا..
وونغ بفضول-بالمناسبة..كيف ألتقيتي بجوونغ..
أون سون-كان تابع لزعيم القرية السابق وبعد وفاته أتابعه أصبحوا أتابعي ..إنه مخلص ومرح يضحكني كثيراً عندما أحزن لشئ..إنهم عائلتي
وونغ -نعم..تصبحين على خير ..غداً سيبدأ التدريب..
أون سون-كأننا نحتاج لتدريب ..
وونغ-كما قلتي سنتماشى معهم..
سحب نفسه لفراشه الموضوع بعيداً عنها وأستسلم للنوم بينما هي هجمت عليها أفكار لامعدودة أرتدت قلادتها "أبي أمي أثق بانكما بخير وسأجدكما لا محالة"وضعت برأسها على الوسادة ولاتدري لما صورة ولي العهد ومضت في عقلها لتكز على أسنانها مقهورة لشخصيته الدنيئة ألتي يوما ستحكم مملكتها"هذا ملك المستقبل ..هزلت..علي التحرك بسرعة ﻹيجاد من هو أهل لمنصبه وإلا تدهورت مملكتي وقضي الشعب"
مملكة شيلا..
جناح كان يوماً تسكنه روحا طاهرة..حرق ومات صاحبه ليضل مهجورا محطما يرثي فقدانه سيده..
متصلبة في وقفتها..دمعات منسالة مبللة خديها الناعمين ..لم يعد جسدها يحتمل شهقاتها القوية المتواصلة ..طمست معالمها الطفولية ليغتصبها الشر ..مسحت دموعها تقول لنفسها"هذا يفسر آثار الحرق في رقبة والدتي وضهرها ..أمي أنتظري سأريح روحك "أدارت كامل جسدها ناحية حارسها وانغ يو المستاء لحالها
-سأعود لوحدي..وونغ نفذ ماستسمعه من كي..
وانغ يو-بأمرك..مولاتي..
سونغ هي-كي عندما تنتهين وافيني لمساعدتي مع خادمات سيدة يون هوا..
كي -حاضر..قمنا بتجهيز كل شئ..
أنحنيا لها لتتركهما..مسحت كي دموعها اليابسات فكانت تبكي مع أميرتها فقدان سيدتها...
وانغ يو -ماذا يجري لا أفهم..أليس هذا الجناح القديم المحترق يعود لسيدة يون ؟!
لم تبعد مقلتاها عمن أمامها متحدثة بحزن ممزوج بغضب وحقد
-وهو كذلك..بعدما أنجبت سيدة يون الأميرة..أشتعل هذا المكان باللهب..تمكنا من إنقاذ الطفلة والملك دخل بنفسه ﻹنقاذ محبوبته فوجدها مغشي عليها وقطعة خشب كانت فوقها مشتعلة دخلت ويوان لمساعدة الملك وسيدتنا وأنقذناهم بشق الأنفس..حقق الملك بالقضية وأعدم الملك ثلاث أشخاص أبرياء نسبت إليهم التهمة زوراً وأغلقت القضية..علمنا جميعاً إنها من أفعال الملكة لكن سيدتنا فضلت الصمت مضحية بنفسها..وبعد الحادثة بأسبوع كنت متوجهة لجناح الملكة وإذا بي أستمع لحديث وصيفة معها عن فعلتها الشنيعة..أختبأت حتى خرجت ورأيت وجهها..ولم نفعل شيئا ﻷننا لم نملك دليلاً أو أمتلكناه لكن لخوف سيدتنا على الملك آثرت الصمت مجدداً..
وانغ يو-لما الملكة حاقدة على سيدة يون هكذا ..أريد أن أفهم
كي-ﻹنها لم تسلب عقل الملك كما فعلت سيدتنا ..الآن عرفت ماتريد الأميرة؟
وانغ يو-نعم..متلهف جداً..
كي-هذه الوصيفة غالية جدا للملكة..بحيث جعلت لها جناحا خاصاً بقرب جناحها..
وانغ يو-محظوظة..لكن ستودع حظها الليلة..
لثم نفسه حسب خطواته بحذر ..تلفت يميناً يسارا ..لم ينسى ألتقاط بضع حجرات لإوهام الحرس..رماهم أرضاً ليفزعوا ويأخذوا سيوفهم ليتفحصوا المكان ..تسلل لغرفتها بخفة وكانت نائمة..أشعل سريرها أنتظر حتى يشتعل بالكامل وما إن تأكد من إتمام مهمته فر هاربا ليشتعل المكان برمته وتمسي الوصيفة ليلتها متفحمة جراء أفعالها القذرة..دق ناقوس الخطر ..فزعت الملمة من نومها على أصوات مستغيثة ورائحة النار عطرت الجو خرجت بملابس نومها البيضاء الحريرية ..تتبعها خادماتها لتفجع بما رأته..صاحت على خادمتها الواقفة تعطي أوامرها لإخماد النار
-هل ..هل ماتت ؟
-نعم..كما ماتت الأخريات...
صداع شديد نهش رأسها..عيناها ماعادتا تحتملان الألم..إستدارت يائسة شعور فجائي حل بها..لاسابق له..لمحت شخص من بعيد بملابس بيضاء لتتبعه فاقدة حواسها وخلفها خادماتها يترجينها بالعودة حتى إنهن تراهنوا على إصابتها بالجنون..تبعته حتى وصلت قدماها لمكان أعاد الذكريات لها..خرج لها الشخص الأبيض بين الظلام يشبه عدوتها القديمة يغطي نصف وجهه قطعة بيضاء شفافة مشدودة بإحكام قائلاً بصوت مخيف حتى أجزمت أنه شبحها..
-عدت ﻷخذ بثأري..أغرقتيني ..سممتيني و أحرقتيني ونجيت ولم أنتقم..أيام سوداء ستطاردك..سأعذبك أكثر مما عذبتيني حتى تموتي وألتقي في آلسماء بروحك ..لأقتص منك أكثر..ألعنك ولعنتي لن تفارقك حتى تخمد روحك في التراب..
تراجع الشبح خطوات للوراء ليختفي في الظلام بين جدران سوداء محترقة..تصببت عرقا ..أهتزت الأرض من تحت قدميها..هوت أرضاً مصروعة صارخة بإسم يون حتى أوشكت حنجرتها على الإنفجار...
في هذا المكان المحطم عملت خادمات المحظية يون هوا مع الأميرةسونغ هي لجعلها شبحا يخيف ملكتهم المتسلطة ..شو..
وصل الخبر للملك ليوقضه من نومه وينادي على حاجبه
-أطلب رؤية أميرة سونغ هي فوراً...
الحاجب-ما يحدث في القصر سببه سونغ هي..
أدرك كل الحوادث الماضية ليستنتج الآتي -إنها سونغ هي..
وماهي إلا لحظات قصار حتى أمتثلت أمامه جاثية..رمقها بغضب ظاهر..
-إستعدي غدا لزفافك..
رفعت رأسها بصدمة-ز..زفافي!! لما هذا فجأة؟!!
-إنه أبن وزير الحرب ..تقدم لخطبتك ووافقت ..أعلمي أني أفعل هذا لمصلحتك..
سونغ هي بعناد-لن أفعل..
صاح بعصبية -سووونغ -هي..بعد ما فعلته لن تنجي من الملكة
-تضنها فعلتي..؟
-إنه واضح..
-لن أنتظر منك أن تحميني ...وبإهانة متعمدة -لم تنقذ والدتي فكيف ستحميني..الزواج لن ينفع..أقر في داخلك أنت توافقني فيما أقوم به..
-ستؤدين للمملكة إلى الهلاك..
-وكأن هذا لا يحصل فهي متدمرة منذ الأزل..مايهمك هو العرش فقط لو كنت تحب والدتي حقاً لبرئت إسمها من تهمتها الباطلة
عقد لسانه أمام كم إلاهانات ألتي شعر بأنه يستحقها..لافرصة له أمامها لينهي الصراع..بينما هي أكملت..
-ما أفعله ليس إنتقاما لوالدتي وحسب وإنما لك ولكل من ماتوا تحت يديها..سأبرأ أسم والدتي وأنت من سيفعل ﻷنك الملك
قامت من مكانها لتسمعه آخر كلماتها كأنها ملكة عليه
-سأحطم مملكتي بإكملها في سبيل الحفاظ على حبي الوحيد هذا ما كنت سأفعله إن كنت في مكانك..جئت بي للقصر بإرادتك لكن لن تخرجه مني بإرادتك سأنهي مهمتي بتحطم من أبعدت عنك حبيبتك ..
غادرت ليدخل عليه حاجبه ويجده يكح بقوة ..
-مولاي..أنت على مايرام؟
طغى الحزن والندم على صوته ليقول منكسرا فاقداً للأمل
-إنتهى كل شئ..أنا ملك جبان عديم الفائدة...
حاجبه مخالفا مايقوله-كلا..مولاي ..لايجدر وصف نفسك بالسوء..
الملك-لم أستطع حماية مملكتي ولا من أحب ..هويت بها للحضيض أستسلم ..أنا غير قادر على فعل شئ..سونغ هي أقوى مني بكثير...
الحاجب-لا تفقد الأمل مولاي فالسماء أرسلت لنا بهدية..
الملك -ماذا تقصد...
الحاجب-وصلتني رسالة من تابعي في الصين يخبرني بها أن الامبراطور على فراش الموت..وأيضاً أخ الملكة الأكبر قد قتل في إحدى معاركه قبل خمسة أيام...
أستبشر وجهه خيرا ليحل الأمل قلبه
-هل علمت الملكة ؟
الحاجب-كلا..لو إنها علمت لرحلت لعائلتها ...هذه فرصتك لتثبت لابنتك وللكل من أنت...
الملك-سأحميك سونغ هي ..سأفعل مالم أفعله لوالدتك..الحظ أبتسم لي هذه الليلة والسلاسل ألتي قيدتني لسنين قد كسرت الآن...
سارت برفقة خادمتها و حارسها ليصلوا لمهجع الوصيفة ..لايزال الدخان منبعثا منها والخدم ينظفون الفوضى..
-أحسنتما عملا..شو لاتزال في حالة صدمة ..أنا فرحة كثيراً..
خالج كي شعوراً سيئاً في أن تنجرف الأميرة كثيراً في إنتقامها لذا أستجمعت شجاعتها قائلة..
-مولاتي..أطلب منك التوقف فيما ستفعلينه مستقبلاً ..أخشى عليك أن تكوني مثلها..
ضحكت بهدوء حتى لايلاحظ أحد انها تتشمت لموت الوصيفة ..
-سأكون مثلها وأكثر..ﻷحطم أمثالها..أنا يا كي مذ وطأت قدماي القصر هويت بقلبي بعيداً وأختفى كل خوفي..أزددت قوة بعد قوة وهي تقوم بتعذيبي..لاتزال الأفعى متعطشة..لاروي ضمأها سأكثف البحث عن سيدة يوان...
مملكة غوغوريو..
أستيقظ المتدربون الجدد على وقع قرع الطبول..تأهبوا لتدريباتهم وهي تتدرب تنظر للأمير تشونغ وشخصيته المهيبة الحادة تمنت في نفسها أن يكون عند حسن ظنها..أعطيت لهم فترة أستراحة قضاها وونغ بالتحري عن أمير داي ليأتي إليها مسرعاً..قاطع شربها الماء ..
-إنه أميريدعى داي جو..الشقيق الأصغر لولي العهد...
لم تصدم كلياً فهي أستنبطت من ملابسه وهيئته في أن يكون إما أبن وزير أو أمير..أكملت شرب الماء من المغرفة ..
-داي جو..ماعلي سوا إكتشاف نواياه ولما مهتم بي ...
وونغ -كيف؟..عليك توخي الحذر فيما ستقومين به..
أون سون-سأتقرب منه كما سأتقرب من أمير تشونغ
"ألتقيت بأميرين الآن..ولي العهد أستثنيه..هذان الأثنان مرشحان لتولي العرش إن حدث شئ لولي العهد..لكن من منهما فاسد وصالح ..هما الوحيدان اللذان يمتلكان قوة في البلاط الملكي آه إن كانا سواسية فسأعمل لوحدي ..لأنني وبالتأكيد غير راضية عن حثالة مثل تاي جو "
أعترض حديثهما شاب متدرب وقح ألقى بكلماته السامة مدعيا شرب الماء من آنية فخارية جلست أون سون قربها أرضاً..
-آه..فتاة مسترجلة تجلس هنا..
وبحركة متعمدة أسقط مغرفته عليها لتتبلل ملابسها..لم تظهر رد فعل لوقاحته..أما وونغ فقام بضربه على فمه مسقطا إياه..
-إياك والتجرأ على أختي لأني في المرة القادمة سأقتلك..
أستمر الشاب بوقاحته ماسحا الدم من فمه
-ماذا هل تحب أختك كثيراً...
وونغ بعدم مبالاة -نعم أحبها كثيراً لدرجة أني سأقتل من يسئ إليها..هم برفعه ليضربه مجدداً فمنعته ..
-دعه وشأنه..تجاهل السفيه على سفاهته
الشاب-سآخذ بثأري..صدقيني..وساجعلك وأخاك تعتذران لي..
أون سون -أغلبني في نزال إن غلبتني فسأعتذر..
وونغ -لايزال صغيرا غير قادر على إمساك السيف فكيف تقاتليه دعينا نذهب..
الشاب -من يستهزئ بالضعيف يلقى نهاية شنيعة..
لم تهتم بما تفوه به وونغ وأعتبرته مجرد كلام يخوف به أعدائه ليحميها منه غير مدركة إن الصدفة أهدته هذا الموقف ليعترف بما ضاق به صدره فترة طويلة...
أنتهت الإستراحة وعادوا لتدريباتهم..كل كلمة يلقيها أمير تشونغ على مسامعهم تزيدها إعجابا به بوطنيته المخادعة هذه فخطوتها نحو إتباعه ليست بصعبة المنال ..رفع من بين المتدربين شاب يده ليعلن عن شئ..
-هلا سمحت لي مولاي بخوض نزال ؟
ألتفت له أمير تشونغ -ﻷي غرض تريد النزال؟
-ﻷري من أهانني قوتي ...
-أها..تريد التباهي إذاً..هل لديك القوة الكافية لتصرع خصمك؟
-بالطبع..فأنا لست بضعيف وإلا لما دخلت القصر..سأثبت لك إن للنساء لا مكانة لهم بيننا..
عرف أمير تشونغ من يشير بكلامه فقال مشيرا بسيفه له بتحدي مع ثقته التامة بخسارة الشاب
-إن أستطعت إثبات إنها لاتستحق مكانة بيننا فسأنصبك حارسا ملكيا للقصر..وإن فشلت ستأخذ هي منصبك وسأجعلك تنظف القصر ﻷسبوع ولوحدك لتجرأك على الآخرين...
فقال بعدم تفكير-موافق مولاي..
أون سون -وأنا موافقة...
فسح الحاضرين المجال لهما وبسيوف خشبية بدأ نزالهما..منهم من يشجعها ومنهم من يشجعه..لفت إنتباهها الأمير داي جو وهو قادم من بعيد ليتوقف شاهدا على مايحدث..أستغل الشاب شرودها وضربها على ضهرها في منطقتها المجروحة ألتي تكافح لتلتئم بعد إصابة عميقة..سقط سيفها الخشبي ..شعرت بالألم وضنت أنها ستستسلم لهذا آلذي لا يقارن قوتها ولو لذرة..عاد لها وعيها فوثبت عليه كالنمر ولوت يده ليسقط صريعا متأوها وتعالت أصوات الهتافات فرؤيتهم لقوتها جعلتهم يخشونها ومالهم سوى تفادي المشاكل معها..دنا أمير تشونغ منه قائلاً بإستهزاء..
-أثبت للجميع أنك لاتستحق الإنتماء هنا..تحتاج لتدريبات مكثفة للوصول لمستواها..الآن أستعد لتنظيف القصر..
قام ونفض التراب عن ملابسه ليقول بحقد -ستندمين لا محالة
وونغ -نعم..نعم..أذهب ياخاسر..
أمير تشونغ-عودوا لتدريباتكم حالا..
وضع يده على ضهر أون سون داعياً لها أن تسير معه..و وونغ بقي يتدرب قلقاً مما يمكن أن يحدث أكثر..الأميران داي جو ويونغ هو يصوبان نظراتهما ناحية عمهما وأون سون ..
يونغ هو-مجئ الفتاة للقصر مثير للشبهات..
داي جو-حقاً..إنها ليست بعادية ..أخشى أن يستغلها وتسقط في شركه..
يونغ هو-هذا ماأضنه أيضاً..لذا قم بخطوتك نادرا مانرى أقوياء مثلها مخلصين..
داي جو-سأجعلها ملكي..
يونغ هو مازحا-قبل أن يخطفها العجوز أسلب قلبها ههه
داي جو بنظرة وفم واثق-حلمت بفتاة مثلها وسأحصل عليها
لايزالان يسيران في منطقة التدريب ..
أمير تشونغ-مااسمك ؟
أون سون-أون جو سموك..
أميرتشونغ-أثرتي أعجابي أون جو..قوتك لايمكن التفريط بها لماذا تودين ان تكوني حارسة بينما يمكنك الوصول للقمة..
أون سون-لأدافع عن ملكنا ومملكتنا..
أمير تشونغ بطرف عين مستدرجا إياها بالكلام..
-ألا تملكين نوايا أخرى..أون جو..
بادلته بذكاء تستدرجه لتتعرف على شخصه
-وأنت مولاي..ألا تملك نوايا مدفونة..؟
صدرت منه ضحكات متقطعة -ذكية ..تعجبينني ..لو كان غيري يقف معك لعاقبك لتجرأك عليه..أتعرفين أنشرح صدري لك وأشعر بالسوء حيالك لتتدربي مع هؤلاء الحثالة..ببساطة سأعيد المجد ﻷمتنا ..
برقت عيناها مستبشرة به..يماثلها في قولها تماماً..فأستعجلت في حكمها عليه خافيا عنها حقيقته المشأومة..
-إذاً أنت لست راضيا عما يحدث في المملكة ..؟
-وطنيتي ووفائي لايسمحان لي أن أقف مكتوف الأيدي عما يفعله النبلاء بالشعب..سأقطع الشجرة المتعفنة لكيلا تثمر أكثر..وما أريده هو أناس مخلصين أستعين بهم لفعل الخير..يا أون جو أرضنا تتدهور شيئاً فشيئاً وإن لم نتحرك الآن سنوصم بالعار إلى الأبد ..لن أجبرك لكن فكري جيداً..لن تجدي في القصر مخلصين وأوفياء تتبعينهم قدرتك حافضي عليها ﻷناس أكفاء..فكري جيداً..
تركها ترتعش ..كلامها ألهب فيها حس الوطنية المفرطة..لما عليها المخاطرة في السير على الثلج بينما لديها جسر مبني بالكامل..هدفهما واحد أو هذا ما فكرت به..غير واضعة في خلدها أنها ستلعب مع أفعى سامة ربما تلدغها على حين غرة..خفيت عليها أفعاله القاسية في تسييس النبلاء والوزراء على الملك والشعب ..هو من أجبرهم على تقديم مرسوم مطالبين الملك بفرض ضرائب قاسية على الشعب ولضغطهم لم يكن عليه سوى الخضوع لتوسلاتهم متوعدهم أمير تشونغ بالسلطة مكثفا أتباعه وحتى يثور الشعب على سلطة الملك وتقوم القيامة.. يلمع في سماءهم بطلا مغوارا ثائرا معهم ضد أخيه الملك مغتصبا عرشه والشعب في جهل مصفقين مادحين تعميهم غشاوة ستسلبهم أرواحهم لتسقط أون سون بشركه حافرة لها حفرة لامخرج لها منها أبداً.
مملكة شيلا..
أعطى الملك الأذن للتحقيق في حوادث القصر الماضية والحالية وفي رأسه تتراقص خططه متلهفة للتنفيذ..والملكة في صمت مثقل تتراءى لها صور ليلتها العسيرة ..تقدمت نحوها خادمتها الماكرة ..
-مولاتي..شخص واحد فقط مقرب من يون واكب أحداث القصر قبل سنوات..
فهمت بذكاء تلميحات خادمتها ..لتكمل مافي جعبتها..
-وبما إن الأميرة وعدتك بقتل نفسها حين تجدين دليلاً يثبت إجرامها ..
قاطعتها -ودليلي خادمتها كي ..إن أعترفت عليها فستموت عاجلا لا آجلاً..
تحدثت الخادمة كشيطان يزين ﻷنسي فعل المنكرات-نعم..كما إن حارسك لم يأتي للآن وهو الوحيد القادر على تنفيذ أوامرك بسلاسة ودقة فأستمتعي بتعذيب الأميرة بتعذيب خادمتها العزيزة ولنأمل أن يرافقنا الحظ السعيد لتعرف عليها..يامولاتي..
أنفرجت شفتاها بإبتسامة خبيثة -لدي أساليبي في التعذيب ههها
مهجع الأميرة..
أخرجت أشيائها القديمة من خزانة من خشب راقي ..وضمن أشيائها دمية خشبية على شكل بنت لتنقب في ذاكرتها عن سالف الأيام..دخلت خادمة كي تحمل طعام الإفطار..رأتها شاردة الذهن
-مولاتي..من اللذي سلب عقلك؟
هبط عقلها من دنياها الخيالية لدنيا الواقع..
-أعادت لي دميتي ذكراي عن شخص ما..لولاه لما بقيت دميتي معي تذكرني بوالدتي ..
-من هذا الشخص ؟لأني لا أذكر..
سونغ هي وهي تلاعب دميتها باسم ثغرها ملامحها الطفولية زخرت في وجهها كأنها لم تكن فتاة الليلة الماضية..
-فتاة بثوب فتى ..هي من أنقذتها لي..أتمنى رؤيتها ﻷشكرها وأصادقها..
صبت القهوة لها وقالت -تذكرتها كانت جميلة جدا مع إنها ترتدي ملابس فتيان..أتمنى أن تلتقي بها يوماً..
أعادت دميتها لمكانها وتحضرت لتأكل -الملكة صامتة لم تتحرك..
-وحده الله يعلم ما تكيده لنا..
-سأخرج من القصر للتنزه أدعي وانغ يو لمرافقتي . .
-ألن تأخذي أذن الملك؟
-كلا..من الآن لا سلطة ﻷحد علي ..سأتمرد ..
تخفت بعد ساعات بملابس عادية وخرجت سرا مع خادمتها ووانغ يو وأعين تطاردهما لا علم لهم بها..طافت الأسواق حتى خفت نور الشمس وأستسلمت للنوم..راكبة على حصانها يجره وانغ يو وجوارها كي عائدين للقصر ليعترض طريقهم ثلاث رجال ملثمين مستلين سيوفهم وعلم وانغ يو أنها مصيبة..
-أبعدي الأميرة من هنا بسرعة..
نزلت من حصانها خائفة وجريتا بعيداً عنه ..ليهاجمهم ..
سونغ هي-أخشى أن يصيبه مكروه..
كي-لن يصيبه شئ فهو قوي لنعد للقصر في الحال...
حاصرهما رجلان..أمسك أحدهم بكي والآخر بسونغ هي..قال الأول -لاتتاخر إحملها بسرعة..
سبقه بعد أن أفقد كي وعيها وحمل الثاني الأميرة على ظهره ليهرب بها مع حصانه فأتته ضربة سيف طائر من أمامه..ليسقط صريعا مع الأميرة..دنا منها يحركها
-مولاتي هل أنتي بخير..
حركت جسدها بصعوبة ودم يتدفق من يدها المجروحة لسقوطها أرضاً..عانقته باكية ..
-أخذوا كي أخذوها..
جانبها الطفولي تعالى وهي تشهق ليغوص قلبه حزناً عليها
-لنعد للقصر الآن..وسأنقذها..
أبعدت رأسها عن صدره -هل رحلوا؟
-قتلتهم جميعاً لا داعي للخوف..
حملها وأجلسها على ضهر حصان مات صاحبه توا وأنطلقا عائدين للقصر.
مملكة غوغوريو..
حملت سيوفا ونبالا لاعادتهم لمكانهم وتسللت ﻷذناها موسيقى تذوب الأنفس..أغوتها لتنطلق مسرعة نحو مصدرها..حديقة جميلة تتوسطها راقصات ومغننين ونبلاء ووزراء سكارى يتراقصون مع الراقصات وولي عهدهم فاعلا مثلهم.."اللعنة عليكم جميعاً يا فاسدين يامنحطين..هناك بطون تبكي لكسرة خبز وأنتم تبذرون تسحقون على الطعام.."لاسامع يسمعها وهي ترثوا حالهم ليأتيها صوت
-أيتها المتدربة الجديدة تعالي ..
تمعنت في وجهه وإذا به الأمير تاي جو ..وضعت مابيدها جانباً ووافته منحنية -بأمر مولاي..
تاي جاي وهو يشرب من خمرته -أحتفلي معنا هيا تعالي..
-كلا..مولاي..لاأستحق هذا الشرف "أي شرف هذا ..بئسا..جاريه جاريه وحسب حتى يوم موته"
سحبها من يدها غير منتظر إجابتها..رآها أمير داي جو الحاضر للحفل بإلحاح من أمير تاي جو وصعق لرؤيتها هنا"ماذا تفعل هذه الفتاة هنا هل جنت"أشر بأصبعه ليوقف الرقص والموسيقى قائلاً بحالة سكر
-أسمعوني جميعاً..هذه..المتدربة..أقس
-برهني هذا إذاً..
أون سون-ك..كيف..!!!
أشر بأصبعه على أبن وزير -أقتلي هذا..فزع الرجل وأنتفض كما أنتفضت هي وداي جو وكل الحاضرين.."هل يمازحني..كلا لن يدعني أقتله فهو يختبرني "سحبت سيف التدريب الخشبي من خصرها ووجهته لعنق الرجل..فقالت مازحة -بئسا إنه سيف خشبي..ههه ..قهقه الأمير ومن معه لمزحتها وأستراح الضحية لتكمل بجدية متصنعة -لو أمتلكت سيفا حقيقيا لما ترددت في تنفيذ أمرك سموك...
تاي جو - أعجبتني حقاً..أنصبك الآن تابعة شخصية لي ...
وهنا تذكر كلام عمه قبل ساعات من إقامة الحفل "أسرق الفتاة من داي جو وإلا سرقها قبلنا..تاي جو-ولما عمي ؟تشونغ -لان داي على علاقة معها كما أخبرني جاسوسي..رآها معه في أحد الأسواق ..من المحتمل جداً إنهما على علاقة..لن نفرط بها سنجعلها تنحاز إلينا..خوف أتباعك بها حتى يعلموا أن وراء ضهرك وحوش "..مد رقبته يدنو إليها هامسا -أوصاني عمي الأمير تشونغ بك..
تشوش عقلها "ماذا يحدث..ألم يقل صاحب السمو أنه سيقطع رؤؤس الفساد..وولي العهد وشرذمته فاسدة..ماذا يجري حبا لله حسنا لاخيار أمامي ..سأكشف مايخبئونه"جثت على ركبتيها -مولاي أقبل كرمك بكل تواضع ..
أعتصر أمير داي جو قبضته حتى أبيضت مفاصله ..خاب ضنه بها وطارت من بين يديه..جلس على مضض وما إن رآها تغادر حتى لحق بها ممسكا ساعدها بعيداً عن أعينهم..
-ماذا تسمين فعلتك ؟
حولت نظرها ليده المطبقة على ساعدها وبحركة خفيفة مهذبة أبعدتها -لم أفهم..
-أعرفي جيداً مع من تتعاملي..
-هل تغار من أخاك لأنني قبلت دعوته بدلا عنك سمو الامير داي جو..
-إذا عرفتي..لم تنصدمي..
-لا أملك شعور الصدمة ..
-ماذا قال لك عمي؟لتصبحي هكذا..
-أخبرتك أن لاتحكم علي من مظهري..لكل شخص مصلحته الشخصية..
-عمي ليس بهين ..أون جو..لا تتبعيه فسيسقطك ويتخلى عنك بسرعة..
-لاتهتم بي وأهتم بما تفعله..أعتقدتك أميرا ذوو هيبة لكن بعد رؤيتي لك تجالسهم وتحضر مهازلهم وتتخم معدتك على حساب شعبك ألاموات..سقطت من عيني.."وسأزيلك كما سأزيل العفنين معك .."
قرب وجهه لوجهها فرف قلبها لعيناه المخترقتانها وبنبرة حادة جادة-ستندمين على فعلتك وحين تكتشفين من هو عمي ستتمنين لو إستمعتي إلي وحتى هذا الوقت سأبعدك عنه وأجعلك ملكي..
مهجع الملك ..
أسرعت الملكة سوبين لتوافي زوجها الملك لأمر جلل طلبها فيه
-هذه فرصتنا..ألامبراطور على حافة الموت ..قبل تنصيب إمبراطور جديد سنعقد الحلف..
الملكة سوبين -وصلني الخبر توا..لنتحالف فهناك طريقة..
-ماهي؟
-عن طريق تزويج تاي جو بإحدى بنات الملك "وهي سونغ هي ..أصبري لن يطيل عذابك أكثر"..
يتبع..
ردود أفعالكم +نقدكم+توقعاتكم..
اي شي لم تفهموا بالرواية اسالوني اعرف في بعض الاشياء غامضة لكنها رح تتضح في الاجزاء الاتية..ولمن يقراها صمتا اتمنى منكم نقدي حتى لو كان سلبي اتقبله😊
لم يتبقى الكثر لتنتهي الرواية ﻷن دوامي سيبدأ قريبا ♥
حقوق الرواية محفوظة..لااحلل من ينسبها إليه
الطيور تستمع الى حديث النهار والجرذان تستمع الى حديث الليل
مثل كوري يقصد به التحذير
الفصل الرابع عشر من رواية
صراع الافاعي...
تأليف #Daisy
مملكة شيلا..
في سرداب تحت الأرض قبعت السجينة المعذبة كي..مربوطة بعمود خشبي ومكبلة بالاغلال ..أوقف الرجل تعذيبها بأمر من ملكته ..دنت منها مستهزئة بحالها..
-أرثو حالك حقاً..هل أميرتك غالية عليك لهذه الدرجة؟
قالت كي بصوت متقطع مبحوح كثر الصراخ تكز على أسنانها مانعة ألمها..
-أكثر مما ..ت..تصورين..جلالتك..
-ولازلتي ترفضين الإعتراف ؟آه..ماذا أفعل بك أكثر من هذا..
-أعترف بماذا..لم أفعل شئ..
شبح إبتسامة حقيرة خطفت على ثغرها..
-ذكية..تضنين أنني جاهلة مثلك..كنتي ملمة بحوادث القصر في آلماضي وأنتي من علمتها فعل هذا بي لتثأر لوالدتها ..
زل لسانها وأعترفت بجرمها عفويا إلا إنها لاتبالي فخادمة وضيعة ك..كي..من السهل قتلها لعدم إمتلاكها قوة أو سلطان يعصمها من إلاذى..
-أتدركين..يا..مولاتي..بأنك
الملكة-وإن يكن..لن تضلي طويلاً...حية..سأقتلك كما سأقتل أميرتك..
كي-سيمنعك جلالته..لن تتخلصي منها بسهولة..أقدم نفسي قربانا لك ﻷجل مولاتي...
دوى صوت ضحكاتها ثم خفت -جلالته جبان..لو كان بيده قدرة لانقذ يون..فكيف به الآن وهو على مشارف الموت إنقاذ إبنته..
لم ترد عليها بسبب ألم أسنانها..فأكملت الأخرى
-ببساطة ..سونغ هي ستقدم نفسها لي ﻹنقاذك وبهذا سأتخلص منكما الاثنتان وسأنعم بحياتي...
وجهت أمرها لتابعها-لا ماء ولاطعام تقدمهم لها..
-حاضر مولاتي..
خرجت من المكان تاركة كي بين الحياة والموت.
مهجع الأميرة سونغ هي..
-لم تجدها؟
قالت لوانغ يو الواقف أمامها يطالع تحركاتها المقلقة في الغرفة تحوم حول نفسها تطارد فكرة علها تنجد بها خادمتها..فأجابها
-كلا..أمرت أتابعي بالبحث عنها ..ألملكة لن تخفيها في القصر..
وقفت كأنها وجدت فكرتها..فقالت بيأس..
-هذه المرة..لا أملك قواي..وجدت نقطة ضعفي..جلالته هو الحل الوحيد..سأذهب إليه..
توجهت للقاعة القابع بها الملك مع خادمتين يتبعها وانغ يو ..تعلم جيداً شخصية والدها الضعيفة ..مع ذلك آملت أن كلماتها السابقات ربما قد أثرت فيه..دخلت لوحدها وكان برفقة الملك حاجبه الأمين أنحنت ورفعت رأسها تثبت النظر في عينيه..
-مولاي..أطلب مساعدتك..الملكة خطفت خادمتي..لم أطلب منك شئ قبلا فلا تردني خائبة..
عادت له قوته وهيبته فتحدث بلهجة الواثق مما سيقدم عليه
-لن أردك خائبة..أنا أبن آليوم وجلالتها قوتها ستزول قريباً
تشرب قلبها الأمل هذه المرة لرؤية من كان ضعيفا يستعيد قوته بشكل فاجأها عاقدة أملها عليه.
مملكة غوغوريو...
دخل غرفتهما بعد يوم شاق..إعتاد أن يرى الغرفة مضاءة وسيدته تشحذ سيفها في زاوية الغرفة..هذه المرة رأى العكس..نائمة كالملاك متدثرة بلحافها وشعرات قليلة رميت على وجهها..رغم غرابة الأمر والقلق المتسرب فيه..تدفق الدم في وجنتيه لم يعد قادر على كتمان مشاعره فقرر وهو يبحلق بها أن يعترف لها بطريقة مباشرة..خلع ملابسه مرتديا لباس النوم الأبيض ..وضع سيفه جانبه تدثر مستلقيا على شقه الأيمن حيث نائمة هي على بعد متر منه..بدأ النوم يتلاعب به..تارة يغمض عينيه وتارة يفتحها أخيراً قرر البقاء مستيقظا ريثما يشفق عليه النوم..أحس بوجود خطب ما بسيدته..لما لاتتقلب في نومتها غريب فكر وعقله يزوده بأفكار مرعبة ..أبعد لحافه وتقرب ببطئ ليسكت وساوسه..همس بإسمها بخفة ولا مجيب وهذا ماأربكه..أنار اللمبة الموضوعة على دولاب صغير وحملها ليضئ المكان أكثر..ليصعق برؤية دم يسيل من فراشها..وضع اللمبة جانباً بسرعة ورفع لحافها قالبا جسدها على شقها الأيسر ليرى ضهرها يغطيه دماءكثيرة ..مزق ردائها العلوي ليجد مصدر الدم وإذا به من جرحها القديم فصاح بها ..
-سيدتي..أون سون..أون..
كل مافكر به هو إحضار طبيب لكن من أين في ساعة متأخرة من الليل.. أخذ سيفه خارجاً يبحث عن مساعدة يتعثر في خطواته لكثر تفكيره بها..خرج من المكتبة وتمشى مع حارسه..ليلمح وونغ يسير على عجل ..أنتابه الفضول وأسرع ناحيته..
-تريث..هل من خطب ما؟
أستدار عليه وأنحنى ..هدية أرسلت إليه وماعليه سوى القبول لأنه في أمس الحاجة إليه حتى لو كان لايثق به..رغم مايمر به ..أستمر بتمثيله فيما يخص علاقته بأون سون..
-مولاي..إن أختي في حالة خطرة..أرجوك ساعدها..
مالها تكون بخطر وقد تحدث إليها قبل ساعات ..مؤكد أصابها شئ طيلة الطريق لغرفتها يفكر بخوف بعد إن أمر حارسه بإحظار الطبيب ..عالجها الطبيب الملكي بعدها خرج لطمأنة كل من أمير داي جو و وونغ الواقفان خارجا وكلا منهما يحملان مشاعر متساوية تجاهها..
أمير داي جو -هل هي بخير..أيها الطبيب
الطبيب-قمت بعلاجها وستكون بخير إن لازمت فراشها لمدة على الأقل خمسة أيام..وبما إنها مقاتلة فهذا سيؤثر على حركتها ..لذا عليها الراحة لتستعيد قواها...
ناوله صرة من المال وهمس له -أكتم الأمر..
إن أنتشرت ولو ذرة صغيرة عن خبر مساعدة الأمير داي جو لفتاة عادية في القصر فالشائعات ستتوالى وحينها لن يسلم منها أبداً.
دخلا سوية لرؤيتها وكانت لاتزال في حالة اللاوعي ..
أمير داي جو-بماذا أصيبت ؟
وونغ -إنه جرح قديم وحدث إن نازلت متدربا هذا الصباح وأصابها في ضهرها..
أمير داي جو-سأزورها في الصباح أهتم بها جيدا..
وونغ-حاضر ..شكراً للطفك سموك..
أخذ وونغ إنطباعا جيداً عنه للطفه إلا إن الشك ساوره لملاحظته إهتمام الأمير المبالغ بفتاة لايعرفها وقرر وقتها إكتشاف سر هذا الأمير ليبعده عن سيدته إن نوى شرا.
في الصباح ..
كوابيس عن والديها طاردتها في غيبوبتها القصيرة حيث روحها تهيم في عوالم لامتناهية..
-أبي ..أمي..
فزعت منادية والديها معانقة شخص جالس بقربها..حرك يده اليمنى لاإراديا ماسحا على ضهرها..وعت فعلتها وحسبت من عانقته لاشعوريا هو حارسها وونغ..أرجعت جسدها للخلف لتلتقي عيناها بعينا من لم تحسب له ألف حساب ..أمير داي جو ..ضلت تحدق به مسحورة بنظراتها المثبتة بمقلتاها لم يوقفها سوى صوته وهو يقول ..
-تشعرين بتحسن؟
تنحنحت خجلة ثم أستعدلت في جلوسها تريد الانحناء فمنعها
-وفري على نفسك أنتي مريضة..
-شكراً سموك "يا للاحراج مالذي أتى به هنا "
-لقد قلقت عليك ..يجدر بك الاعتناء بجسدك ..
نظرت إليه متسائلة عن سبب قلقه الغريب عليها..لم ترد التمادي معه فحافظت على المسافة بينهما كأمير و فتاة عادية
-أقدر قلقك علي لكن لا داعي فنحن لسنا على قرابة ..
-وهل القلق على الآخرين محرم ..وحدي من أقرر على من أقلق
ضنت أنه سيقوم بعدما لمحت له أنها تريد مفارقته عنها..فضلت الصمت منتظرة تململه وخروجه ..
-أتشعرين بألم؟الطبيب قال أن لاتتحركي كثيراً..
إذاًإنه جدي في قلقه علي ..فكرت منكسة رأسها..
-ألم خفيف فقط..إنها لمعجزة بقائي حية بعد إصابة قوية..
أنتبهت أنها أكثرت من الحديث في فتح مواضيع تريد تجنب ذكرها معه للتخلص من وجوده ..
-ماهو سبب الإصابة..؟
فوراً غيرت الموضوع متعمدة التخلص منه
-أعتذر مولاي..أنا بخير الآن بإمكانك أن تستريح..
"تضنين أنك ستتخلصين مني بسهولة ..مخطئة ..أون جو "بما إنه الوقت المناسب آلذي ربما لن يتوفر له في بقاءهما وحيدين معا عليه أن يفاتحها بالموضوع وعندما أراد لسانه الانطلاق قاطعته
-أصبحت أدين لك مرتان على إنقاذي..
مهدت له الطريق فيما ينوي قوله..
-أضنك لاتملكين فكرة عما يمكن تقديمه لي..؟
حكت خدها الأيمن بطرف سبابتها مفكرة فيما يمكن تقديمه له ﻹسكات تصرفاته ألتي باتت مزعجة لها ولم تجد شيئاً..
-بإمكانك قول هذا..
تنهد رافعا صدره للأعلى فبدا لها كملك مهيب جالس على عرشه ولم تخفي إعجابها المسيطر عليها القادم من العدم"له صفات الملوك ..ماذا أنت أيها الأمير حقاً تثير فضولي .."
-سأسهل لك الطريق..الدين الأول..هناك مهرجان بعد يومين أريدك أن ترافقيني..متنكرين..
فتحت فمها مستغربة طلبه بشئ بسيط ضنت أنه سيلقي عليها قنبلة ..دين لابد من رده للتخلص من حمل ثقيل لطالما كرهت أن تكون مدينة للآخرين بشئ حدث غصبا عنها..فما عليها سوى الرضوخ وقبل إعلامه بموافقتها سألته
-ألا تملك رفيقة..أميرة..أو أي أحد؟
-لا أملك..كل أميرات القصر متملقات مغرورات ليس فيهن مايثيرني "كأنتي..أون جو ..بحديثي معك أشعر بطبيعتي ليس علي التصنع أمام الغير ..معك أنسى بأني أمير رغم إلتقائي بك فترات قليلة.."
قطعت أفكاره -موافقة وطلبك الثاني..
سعد بموافقتها ولم يضهر تعابيره حفاظاً على صورته..
-أقطعي علاقتك بعمي..
تنبهت لمايريد قوله-هذا شئ لن أنفذه..
علم بعنادها لكنه لن يفشل وضع لنفسه هدفا آخر وهو الحصول عليها وإن لم يكن بالقوة فسيذيب قلبها..
-لم أصل لمبتغاي بعد..أعلمي مع من تتعاملين لاأضنك فتاة سيئة أون جو لاتتبعي الشيطان لوكره..حذرتك منه مرتين عندما يكشف قناعه ستندمين..
أبى عقلها تقبل تحذيراته كأنه سحر وخدع أبدياً من قبل أمير تشونغ..
-ماهو هدفك من تحذيري ؟
-ﻷبعدك عنه..أعلم في أعماقي أن هدفنا واحد
اون سون-لنفترض أن هدفنا واحد..لكني أتبع طرقي الخاصة
مل من جهلها فحد من نبرة صوته-وإن كانت طرقك فاشلة تؤدي بك للانهيار..ماذا تفعلين؟
شعرت بالضعف أمامه فزل لسانها بما لم تشتهيه..
-سأثبت لك أنه ليس بشخص سئ..
أعطته ماتمناه فأبتسم في سره
-هذا ماأردت الحصول عليه من البداية..إن أثبتي لي سوءه فستسلمين نفسك لي..ستتبعينني للأبد..لا آبه أي الطرق ستستخدمين..إن فشلتي..عندها تكونين قد وقعتي في الحفرة ألتي حفرتيها لنفسك..ولن أكون قادر على إنقاذك حينها..
دخل وونغ يحمل صينية الحساء ليراهم على حال لاينبأ بخير فأسرع ينهي الصراع قبل إحتدامه..
-أختي..أستيقضتي أخيراً..جئت لك بالحساء..
قال الأمير كلامه الأخير-ضعي ماقلته في الحسبان..وكلي جيداً لتستعيدي صحتك..أرغب في نزالك والفوز عليك...
أبتسم مغادرا المكان..قدم لها وونغ طبق الحساء فرفضته في البداية قائلة وفكرها بعيداً..
-وونغ انا الان حارسة رسمية لولي العهد سأطلب منه أن يوليك منصباً وسنعمل معا لكشف مايتآمرون عليه..داي جو وتشونغ كلاهما فاسدان ..سأقتلهما معا بعد إيجاد الدليل وبهذا سأقطع الروؤس الكبيرة ولن يتبقى سوى الوضيعين عندها سأعمل لوحدي ..
وونغ-معك في كل شئ سيدتي..لكن ماذا سنستفيد في النهاية؟
-الموت بشرف..نموت ونحن قد حاولنا فعل شئ لبلادنا..خلقنا على هذه الأرض وواجب علينا حمايتها..إن لم أنهض أنا وأنت ببلادنا فمن سينهض..منحنا قوانا لسبب وسنستغلها لحماية وإسترجاع مافقدناه من أرضنا..
بعد يومين..
مملكة شيلا..
ضاقت أميرة سونغ هي لتأخر والدها في حمايتها كما قال لاتعلم إن كانت خادمتها لا تزال حية أم ميتة،فخرجت بنفسها إلى التهلكة
-مولاتي..أعفي عن خادمتي أترجاك وخذيني أنا بدلا منها..
توسلها وتضرعها مازاد الملكة سوى قوة ونصرا..
-تضنين أنها معي ..حسناً..مستعدة للموت بدلاً منها..مهلا جئتي للموت برجليك أنتظرتك طويلاً..أخرج..
خرج من باب سري في الغرفة خادمها القديم الذي أستقال للراحة وهاهو الآن يستعد في تنفيذ أمرا ضن أنه لن ينفذه مجدداً..
دنا من الأميرة الخائفة المرتجفة..رفع سيفه ليقتلها..فداهم الغرفة حراس الملك لتنقذ الأميرة من موت محتم..دخل الملك شخصياً الغرفة فأنحنى الكل وحتى الملكة ..
-أخلعك من منصبك ملكة شو..فأذعني ﻷمري..
رفعت رأسها مقهقهة قائلة بكل وقاحة..
-تخلعني أنا..أونسيت نسبي..أم أذكرك..
-ماعاد لنسبك قوة ﻹنقاذك..أخاك الأكبر قتل في إحدى المعارك تفككت عشيرتك ولاذ أخاك الأصغر بالفرار والامبراطور على مشارف الموت..والامبراطور الجديد ليس كوالده..فأنتهى زمنك
تراجعت للخلف بخطوات مهزوزة خائرة القوى ضعف سيطر على جسدها سلطانها ضاع ولاهناك من ينقذها..فرحت سونغ هي بنصرهاوإنتقامها فأستعدت لمحاكمة غريمتها..انقذت كي من السرداب الذي كان تحت غرفة الملكة..حاولت ملكة شو إلاستنجاد بأتباعها من الوزراء في القصر فخذلوها وجردت من لباسها وتاجها الملكيان فأرتدت البياض وأسدلت شعرها الاشيب فرغم الشيب جمالها لم يبهت لتدخل القاعة كما دخلتها ضحيتها سيدة يون بهيبتها المعتادة لسماع حكم الملك..وقف الحاجب امامها يلقي عليهاحكم الملك..
-نجتمع جميعا هنا لمحاكمة جلالة الملكة شو بناءً على أدلة تثبت جرمها آلماضي والحاضر..أولاً..تهمة خيانة الملك مع حارسك الشخصي ..
صدمت لما سمعته هذه معلومات سرية فمن جاء بها ليكشف أعمالها أمام العلن حالها كحال سونغ هي الشاعرة بالقرف نحوها أكمل الحاجب..
-ثانياً لدينا سجلات بأسماء الأراضي المستقطعة من قبل جلالتها بطريقة غير قانونية أساءت لجلالة ملكنا صارت من نصيب أفراد عشيرة جلالتها..ثالثاً..محاولة تسميم ولي العهد بتعاونها مع عدد من الوصيفات والمحظيات للإطاحة بمحظية الملك سيدة يون رابعاً أستخدام سلطتها في تخويف وترهيب الضعفاء في البلاط الملكي خامساً وأخيراً قيامها بأعمال شغب في البلاط منذ فترة بقتل وصيفاتها للإطاحة بسمو الأميرة سونغ هي..
-التهمة الأخيرة ملفقة لم أفعل هذا ..جلالتك"هناك من كان يتجسس علي وإلا كيف علموا وحصلوا على هذه الدلائل"
لكنه لم يوليها إهتماماً وأكمل الحاجب..
-ليس أماك فرصة للاعتراف فجميع الادلة واضحة تشير لك وبموجب القانون الملكي الموت هو مصيرك لكن لرحمة جلالته وإلتزاما بوعده لوالدك في حمايتك سيتم خلعك من منصبك وتجريدك من أملاكك وتنفين إلى جبال المملكة في معبد"..."لتعيشي بقية حياتك كراهبة تكفري عن ذنبك وأخطاءك أقري بخطأك وأذعني ﻷمر مولاك...
لاذت بالصمت وقبلت بمصيرها مذعنة فمن كان عزيزاً قوياً بالأمس أمسى ذليلا فقيراً..أنحنت مرات عديدة له تنظر فيها لسونغ هي جالسة في مكانها تبتسم إبتسامة النصر ..خرجت من البوابة مع خادمتها يرافقها حرس الملك نظرت نظرتها الأخيرة لتقول
-ربما فقدت سلطاني وجبروتي لكني سأعود وفي عودتي أدعوا الله أن يكون في عونكم..
ركبت المحفة ذاهبة لتقضي حياتها كراهبة متأملة من إبنها ولي العهد ألذي قطع لها وعدا من نظراته وهو يودعها بإعادتها عاجلا وليس آجلاً..
-مولاي لو أمرت بقتلها ﻷستراحت والدتي في قبرها الآن..وأيضاً من أين حصلتم على كل هذه الدلائل..أيعقل..
فكرت وهي تنظر لوالدها لتأتي ضنونها في محلها ..قامت من مكانها غير مصدقة ماتراه..
-سيدة يوان...
دخلت من الباب معانقة الأميرة بلهفة ...
-مولاتي..كبرتي وأصبحتي جميلة تكاد عيناي لاتصدق..
مسحت دموعها الفائضة وبادلتها الأميرة ببكاء لاتستطيع كبحه
-بحثتي عنك كثيراً..أين كنتي ..
قاطعهما الملك يريد تركهما بمفردهما-سونغ هي..لقد منحت شو فرصة لتتغير فيها كل شخص مثلها يمتلك ذرة من الخير إن أخرجناها وبينا له أعماله لربما سيدرك خطأه ويتوب وهذا ما آمله في شو رغم فضاعتها ووحشيتها بينا لها كم نحن رحيمين مثلها وغيرها نشفق عليهم لأنهم لايملكون مانملك ..تفهمي قولي وفعلي وأعتبري منها...
سونغ هي-سأحفظ نصيحتك..جلالتك..
جلستا تتحدثان عن الماضي لتكشف الألغاز
يوان - والدتك وأنا وضعنا هدفا لوجودنا في القصر وهو إلاطاحة بشو نهائياً..حققنا في كل ماتقوم به من أعمال مريبة..كنت أول من أكتشف علاقتها بحارسها الشخصي ..سيدتي هي من أكتشفت قيامها بإستقطاع الأراضي عن طريق وزير في القصر أخلص لسيدتي وحصلنا على سجل اسماء الوزراء الفاسدين المتعاملين معهامحاولة تسميم ولي العهد كشفتها عن طريق تحقيقي مع باعة السم وفي النهاية توصلت للبائع آلذي باع السم لخادمة الملكة رشوته وأعترف..
-سونغ هي كل هذا فعلتموه ولم تخبروا الملك!!!
يوان-لم تكن والدتك تريد إثارة البلبلة في القصر لذا قررت بعد أن تضع مولودها إخبار جلالته مع إننا جزمنا بعدم نجاح الأمر نظرا للقوة ألتي تسندها مع ذلك آملنا خيرا ولسوء الحظ سبقتنا هي في تحطيمنا وفضلت والدتك الصمت بعدما أدركت الخطر الذي سيهدد الملك حتى مجئ الوقت وتوفر الحظ الجيد لجانبنا ..هناك خبر سار لك..
سونغ هي-هل هناك من سيسعدني ويسرني أكثر من هزيمة شو يوان-خالتك هي ملكة غوغوريو..
أنتفضت سونغ هي مصدومة-هاا..تمزحين..لدي خالة وملكة أيضاً كيف..كيف عرفتي
يوان-ﻷني كنت برفقتها هناك بأمر من سيدتي يون ستزورك يوماً ما وتخبرك قصتها ووالدتك معا..
تم إعدام كل المتواطئين مع ملكة شو جميعاً حتى لايبقى لها أمل في التعامل معهم..جردت ثلاث محظيات من مناصبهم لمشاركتهم شو في أفعالها وتم تبرئة أسم يون من التهمة الملفقة لها وخضع من في القصر لسونغ هي معتذرين لما فعلوه بها خائفين متوسلين على حياتهم وأشرق القصر بنور جديد.
مملكة غوغوريو..
أستلمت أون سون مهمتها الجديدة كحارسة شخصية لولي العهد تاي جو وبطلب منها تولى وونغ مهتمه أيضاً كمدرب برتبة لكفائته وقدرته العالية ألتي تغلب فيها على أقرانه..خلال هذين اليومين لم تجد شيئاً يثيرها في ولي العهد بل كرهها له يزداد بالثواني ومرافقتها له ماهي إلا وسيلة تتوصل فيها لمبتغاها.
-جائني جوونغ ليلاً يحمل خبرا مفاجئاً؟
بعيداً عن الأعين وقفا يتبادلان المعلومات في نهاية القصر قرب بئر
أون سون-وجدوا أهل القرية؟!
وونغ-للأسف لا..أخبرني إن أميرا ما تعاون مع المتمردين وهو من يقودهم الآن للإصلاح..
أشرق وجهها نورا وزخر قلبها بالأمل والتفاؤل..
-من هو الأمير هل قال اسمه؟
وونغ بيأس-كلا للأسف لم يعرف إسمه تحفظوا جدا ﻹشهار إسمه
أون سون- إذاً كل ماعلينا فعله هو معرفة إسمه لنمد له القوة وننظم إليه..
مهجع الامير تشونغ..
حمل خادمه خبرا طازجا ألتقطته أذناه بينما كان يتجول في أنحاء القصر ورماه لسيده ..
أمير تشونغ-من كلامك هذا ..فأون جو عضو في جماعة المتمردين إنصرف
بإنصرافه سأله حارسه الشخصي
-مولاي..ماذا ستفعل؟
قال بعد تفكير خبيث-أون جو تبحث عن الإصلاح أدرك سبب قدومها للقصر ويفسر أيضاً لما قبلت بأن تكون تابعة لي بعدما أغويتها بكلامي وهذا أيضاً دليل ﻷقضي به على داي جو نهائياً وأبعدها عنه فبقواها وقوة المتمردين لن أستطيع هزيمته..
الحارس-ولاتنسى يا مولاي على يد اون جو سنبيد المتمردين عن بكرة أبيهم
قهقه بخبث-تلك الفتاة ليست بالذكاء آلذي تمنيته لا تدري بأنها ترمي بنفسها إلى الجحيم سأكسبها لجانبي وأدعها تقتل داي جو فلتحضرها لي..
ماهي إلا دقائق ولبثت عنده ..
-سمعت في الآونة الأخيرة إنك لم تكوني بخير؟
أون سون ورأسها للأسفل-نعم لكن صحتي تحسنت شكراً لقلقك علي مولاي..
أمير تشونغ بنظرة وكلام متملق-فتاة مثلك لايجدر بها أن تمرض إن مرضتي فبمن نستعين لدحر الاعداء
أون سون-لن أمرض مجدداً مولاي
-كيف هو العمل مع ولي العهد ؟
-لابأس به أحاول بكل قوتي تنفيذ طلباته
-أحسنتي..أون جو ساعديني على حماية العرش
-إن كان من سيصعد العرش ملكا قوياً فسأقدم نفسي قربانا له
فهم مغزاها وتابع -أعلم ماتقصدين..ولي العهد أنا من ربيته وأنا الوصي عليه ينفذ كل طلباتي وبإرشادي ونصحي له سيكون ملكا قوياً تنشد له الممالك أجمع ..أنا حالياً أستعين بالمتمردين لجانبي
رفعت رأسها تنظر إليه -متمردين!!!
-نعم إنهم يسعون للإصلاح كما أسعى أنا توحدت معهم للقضاء على المفسدين وحماية العرش من أي شرذمة تريد الاستيلاء عليه
وأخيراً عناء البحث عن الأمير قائد المتمردين لن تتكبده فها هو الآن بلحمه وشحمه ماثل أمامها المتمردين لن يتعاملوا مع شخص قذر فاسد إلا إذا كان صالحاً هدفه كهدفهم بهذه الفكرة سقطت في فخه مجدداً وتعهدت له بالولاء لكنها لم تبين شيئاً له عن حقيقتها وعلاقتها بهم تحسباً وللحيطة فتصنعت الخوف
-مولاي هل أنت واثق مما تفعله ماأن يعلم جلالته سيضنك تريد العرش منه..
-لاداعي للخوف سأكشف كل شئ عما قريب..ومنصبي يكيفيني أن أكون ملكا من بعد أخي هذا شئ لن أجرأ حتى بالحلم فيه
تنهد -آه شخص ما يزعجني ويعيق مساعيي إن طلبت منك التخلص منه فهل ستفعلين؟
هذه المرة بدت جادة متحمسة-كل من يجرؤ على إعاقة هدفنا في إصلاح مملكتنا فسأبيده بيدي هاتين..فقط أخبرني
-إنه أمير داي جو ..وركز النظر لوجهها يلمح ردة فعلها..خف حماسها لسماع إسمه وتخوفت -أمير داي جو مابه؟
-لاتستمعي لكل مايقوله لك فهو أفعى سامة لطالما أضهر رغبته علنا أمام الملك بالعرش بدلاً عن ولي العهد وفي كل مرة أناقش فيها الملك بمايعود بالنفع لبلادنا يعارضني أخشاه فهو لايستهان به إن صعد للعرش فسيقضى علينا وستتدهور مملكتنا وأنا عندها سأقتل نفسي لعدم تقديم قوتي لارضي وشعبي..فخذي حذرك
"كلاهما يحذرني من الآخر..أمير تشونغ يقود المتمردين لحماية المملكة وجعل ذلك ألاحمق تاي جو لعبة بين يديه يوجهه كيفما يشاء هذا يعني إنه لايريد العرش بعكس أمير داي جو هل ياتراني أخترت الطريق المستقيم فكلام أمير تشونغ يثيرني حقاً أرى نفسي فيه وكم هو خائف على مملكتنا آه ليت والدي معي يوجههني وداي جو هذا سأتقرب منه ﻷكشف مدى سوءه عندها سأقتله إن كان كما قال تشونغ "
فكرت وهي تمشي حتى أعترض طريقها صوته وهو يبتسم
-أنتي مستعدة للمهرجان سيبدأ ..
أنتصبت واقفة تنحني له -قطعت وعدا وسأوفيه سموك
"أريد أن أرى منك مايثير الريبة آليوم إن فعلت عكس ماقاله أمير تشونغ فسأقر بإستعجالي في الحكم عليك وأعيد النظر بمايجري أتمنى أن لايتحقق شئ مما أتمناه وأضطر لقتلك لااعلم ولكن قلبي يخبرني الآن بعدم الاستعجال"
داي جو-تعالي معي إذاً..
سحبها من معصمها وتوجه بها إلى حيث لاتعلم ..وفي وقتها خرج أمير تشونغ وحارسه -هل تضنها سموك أقتنعت بما قلناه؟فها هي تمشي معه
تشونغ-دعها إن ضهر منها مالا أحسب له فسأقتلهما معا
تقدم إليه حارس آخر-مولاي..أفراد من الشعب بدأو تحركاتهم قريبا سنرى ثورة...
أنفرجت عنه إبتسامة بشعة -عظيم..أنشر إلاشاعات بأن الملك صحته تتدهور وولي العهد غارق في الملذات ولم يتبقى سواي أخبرهم أني ساعدت الفقراء وسأكلم الملك بمنع الضرائب ..
"عندما يثور سأثور معهم ضد أخي وأجعلهم يقبلون بي ملكا حتى لو أضططرت لقطع أعناقهم فالعرش عرشي والأرض أرضي"
أخذت أون سون بدون حتى معرفة الوجهة إلى غرفة في القصر وثلاث خادمات وقفن أمامها منحنيات على وشك تنفيذ أوامر الأمير ..
أون سون-ماذا يحدث مولاي..
تجنب الرد عليها وقال للخادمات-خذوها ماذا تنتظرن..
سحبتها الخادمات وقلبها يتراقص خوفاً حتى إنها سحبت جزءا سيفها للدفاع عن نفسها إن كان ينوي سوءاً..أدخلتها الخادمات وخلعن ملابسها رغما عنها وهي تترجاهم تحاول التملص حتى خرجت مرتدية "الهانبوك"الزي التقليدي بألوان براقة متناسقة رفع شعرها بالكامل وزين بالدبابيس ومساحيق تجميل خفيفة ليبرز مضهرها الأنثوي آلذي حرمت نفسها منه وحملت نفسها الرقيقة عبئاً لن تتخلص منه إلا بالوصول لمناها ومبتغاها.
أشاح بوجهه عنها ليخفي مايعتمل صدره من إنفعالات وجدانية لرؤيته بهذا الجمال المبهر تنحنح عاقدا يديه خلف ضهره
-هيا لنذهب..سيري ورائي ..
رفضت المشي -مولاي لن أمشي بهذا الشكل ..
-ماهذا الهراء تستنكفين الضهور بشكل أنثوي أنتي حقاً إمرأة غريبة لاتتفوهي بالغباء الوعد هو الوعد..
-لكنك لم تخبرني بهذا..رباه..لا أشعر بالراحة ..
-أصمتي ولاتفضحينا ..هيا لنذهب قبل أن يدركنا الوقت
أنتبهت لشكله الجديد -مولاي شعرك منسدل هذه المرة
مرر أصابعه بين خصيلات شعره قائلاً -لطالما كنت أسدل شعري أنتي عمياء
-هاا..هذه المرة أسدلته كله..
-لنذهب
إستجابت ﻷمره مكرهة تتعثر في مشيتها بسبب الثوب المقيد لحركتها والأمير يضحك ويسخر منها وفي سرها تلعنه ..عند البوابة لقيهم وونغ وقف لتقديم إحترامه للأمير..لم تلمح عيناه مرافقة الامير وحتى رفع رأسه أقشعر بدنه ووجهه تقلب لعدة ألوان -أخ...تي..
أون سون-أحم لاتبالغ برد فعلك وونغ..
-إلى أين أنتي ذاهبة؟
أجاب عنها الأمير -لاتقلق مشوار صغير ثم نعود إطمأن..
-أها..سيفك معك؟
طبطبت على ساقها اليسرى بحركة عفوية -طبعاً أنا لا أستغني عنه..
مد الأمير يده بإشارة ﻹعطائه سيفها -لاتفسدي الأمر لاحاجة لنا بالسيف هذا آليوم..
ضمت حاجبيها غاضبة من وونغ وهمهمت لنفسها كلمات لم يفهماها أخرجت سيفها من تحت ثيابها السفلية وناولته لوونغ وهمت خارج القصر..أعترى وونغ الشك والخوف من حدوث شئ لها فتبعهم سرا.
أبتدأ المهرجان في الأسواق عالم لم تشهده أون سون في حياتها فأنطلقت كالفراشة متناسية همومها وأمانيها المتكدسة تنتظر لحظتها لتشرق تشرب قلبها السعادة في لحظات ربما لن تتكرر لها.أعادت النظر في أحكامها بدأت أفكارها تتزاحم أوليس هذا الامير من يريد إغتصاب عرش أخيه أوليس هو من يتعارض مع أفكار عمه في بناء المملكة أوليس هو أفعى سامة متغطرسة كما قال عمه الامير تشونغ فما باله الآن يضهر العكس في تصرفاته الطيبة العفوية الدالة على شخصه مع أناس فقراء يتسامر يضحك معهم ويساعدهم أمامها..توصلت لنتيجة تريح بها نفسها وضميرها
"كلا ألاميرين صالحان هدفهما واحد إلا إنهما يتبعان طرق مختلفة للحصول على مبتغاهم وكلاهما قويان بشخصيتهما مملكتنا ستزدهر إن وحدا قواهما فالأرض ستخضر ويعم الخير علينا نادمة ﻷني أستجعلت بالحكم عليه..سأعمل على توحيد قواهما ﻷجل الخير"هذا ماضنته وشعرت به غير إن الحقائق قد عميت عليها والمنطق ماعاد يأتي على شفاهها وسمم عقلها لتقود روحها للهلاك فاسحة المجال للعدو الأكبر الدوس عليها واستغلالها.رزء القمر في آلسماء وأنعكس نوره على سطح بحيرة وقفا جوارها داي جو-هل إستمعتي؟
أون سون-نعم..
داي جو-أراهن أنها أول مرة لكي تحظين بهذه المتعة..
أون سون-نعم..
إكتفى من إجابتها المختصرة فدار برأسه ليمعن النظر في وجهها المشع نورا ناظرة للقمر يجوب عقلها معالم أخرى لاتولي مايقوله إهتماماً حركت رأسها لتقول شيئاً وأتسعت عيناها لرؤية وجهه قريباً منها تيبست في مكانها توردت وجنتاها وهو يبعد خصلة مرمية على جبينها وبحلق بها مطولاً تقرب أكثر منها لتشعر بنبضات قلبه ليقطع جوهم الشاعري صوت أحدهم..
-وااا...أنظروا من لقد سقطت بأيدينا ياهذا...
حولا نظرهم ناحية الرجل الماسك رمحا بيده ..أخذ يصفر وعلى إثره جمع من الرجال طوقوا المكان..
أون سون-من..من هؤلاء...
شبك يدها وسحبها خلفه -إبقي وراءي هؤلاء قطاع طرق تعاملت معهم فيما سبق
أون سون-تقصد ضربتهم...
داي جو-شئ كهذا..يريدون الإنتقام مني ..حقاً جئتم في وقت غير ملائم..
الرجل -هذه فرصة ذهبية لن تصادفنا أقضوا عليه
أون سون بتذمر -لو سمحت لي بأخذ سيفي..كيف سأقاتلهم الآن
داي جو-سؤال سخيف إستعملي قواك البدنية..
وتقاتلوا المكان مطوق ولافرصة لهم بالفرار..شخص جاء من العدم طائرا أحتل المعركة وضرب أربع رجال دفعة واحدة..رمى بسيف ﻷون سون ليسقط لثامه وإذا به وونغ..بثلاث قوى مجتمعات جعلوهم ينقلبوا على أعقابهم خاسئين..
داي جو-لنغادر فوراً قبل مجيئهم مجدداً.. إستأجروا أحصنة ليرجعوا بها للقصر..
وونغ -أنتي بخير؟
أون سون-نعم..شكراً لك جئت في وقتك..
داي جو-كنت تراقبنا أليس كذلك؟
وونغ-أعذرني لكني أخشى على أختي..
داي جو-أخ مخلص...
أون سون -لم يعرفوا بك أمير..
داي جو-نعم..قبل شهر أمسكتهم وأتباعي يقومون بتجارة ملح غير قانونية قاتلناهم وأخذنا الملح نبيعه في الأسواق
شكوكها به بدأت تخف وفي أعماقها لاحت لها فكرة فكرت بها مسبقاً بتحالف ألاميران معا ..مملكة مزدهرة وشعب آمن مطمأن.
ليلتهم لم تنتهي بمسير الثلاثة نحو مهاجعهم أعترض طريقهم ولي العهد -داي جو..كنت في المهرجان هذا واضح
داي جو-نعم..سموك..
أمال برأسه ليرى من الفتاة-من هذه ..
أون سون-إنها أنا ..أون جو سموك..
فتح فمه غير مصدق -أون..جو ياللروعة ..تبدين أنثى وجميلة ..
وضع يده على معصمها -تعالي معي..
وضع داي جو هو الاخر يده على معصم يدها الأخرى يمنعها من الذهاب-إلى أين..
أعتصر وونغ قبضة يده غير موافق على مايحدث أراد التحرك هو ألاخر ليخرجها من هذا النزاع آلذي لا طعم له فتمالك نفسه لكي لايظهر أمامها كأنه يريد قطعة منها كما يفعلون أجمع مستغلينها حررت يديها منهما منحنية معتذرة لداي جو لتتبع ولي العهد فبصفتها حارسته عليها تنفيذ الأوامر..
-صبي لي الشراب وأشربي معي..
صبت له الشراب وأمتنعت عن الشرب..
-لما لاتشربين ؟أنتي بعهدة ولي العهد
أون سون-أعذرني سموك ..الشرب مضر بصحتي إن تضررت فمن سيحميك"اللعنة عليك ..أنا اتذلل لشخص مثله لولا وصية امير تشونغ عليك لرفضت منصبي هذا وآثرت التمرغل بالوحل مع المتدربين عليك"
تاي جو-محقة..أمنعك من مرافقة أخي إن لم تفعلي ماآمرك به فسأقتلك
أون سون-هاا..لماذا
تاي جو-إنه أمر..مرافقة الخائنين تعتبر خيانة عظمى
أون سون"خائن..أي هراء هذا..عندما أخذت عن داي جو إنطباعا جديدا مخالفا لتشونغ يأتي هذا ويزرع بي بذور الشك من جديد"
-حاضر مولاي..سأنفذ أمرك
-أرقصي لي فأنا بمزاج جيد الليلة..
لاذت بالصمت تفكر"ارقص له..هزلت هل يضنني راقصة أو إحدى عاهراته..رباه ماهذا الموقف الذي أنا فيه.."
-لا أعرف الرقص..سموك..
وضع كأسه جانباً وقام من مكانه متقربا منها..-سأعلمك قومي..
ناشدته مترجية-مولاي..إن هذا حقاً لا يليق بمكانتك..
سحبها من مكانها بقوة غاضباً - هذا ماينقصني لم يتبقى سواك ليعلمني مكانتي..
-لم..لم أقصد شئ سموك..
-هل يعجبك داي جو..تكلمي ..إن طلب منك أن ترقصي له فهل ستفعلين...
أستجمعت شجاعتها لتقول - مولاي لست براقصة ولا بعاهرة أنا فتاة مقاتلة حارستك الشخصية أنفذ أوامرك أجمع..إلا هذا فهو ليس من إختصاصي..تفهم ذلك..
ضغط على معصمها بقوة -سأعلمك أن تكوني مثلهن وأجعلك ملكي ..
أفلتت يدها بالقوة منه ليتعثر ويسقط أرضاً وخرجت من الغرفة مقترفة إثما تعرف جيدا أنها لن تخرج به من القصر سالمة..
في الليلة ذاتها أجتمع الملك بالوزراء والامراء والاتباع ليفصح لهم عن قراره بالتحالف مع مملكة شيلا وقوبل بالاقبال عليه والموافقة حتى من قبل أمير تشونغ الضامر نوايا شخصية"أخي أنت تسهل الطريق لي .ماأن أصبح ملكا شيلا والممالك الأخرى ستكون تحت رحمتي سأبني إمبراطوريتي والشكر لك"
بقي في القاعة الملك والملكة وأمير تشونغ ليغادر ولي العهد ثائرا على قرار تزويجه..
الملك-الملكة سوبين ستزور شيلا لاختيار أميرة تكون زوجة لولي العهد وأطلب منك إمدادها بأتباعك المخلصين ومع أتباعي وحرسي لن يتجرأ أحد على إعتراض طريقها في سفرها...
-لاتقلق سموك..لدي من هو مناسب لهذه المهمة وهي تابعة مخلصة تدعى أون جو ...
مهجع الامير داي جو ...
أجتمع بسرعة مع أتباعه للتخطيط بماسيفعله..
-موت عمي قريب جداً ..هذه الصلحة هي من ستمحيه من الوجود
يتبع..
الفصل الخامس عشر من رواية
صراع الأفاعي..
تأليف #Daisy
ربما ستجدون بعض الأشياء المعقدة في هذا الجزء أرجو قراءتها بتمعن
مملكة غوغوريو..
خرجت من القاعة الملكية ضائقة الصدر بعد تحميلها مهمة لا تدري هل تفرح بها أم تحزن ..هل تفرح لزواج ولي العهد ألذي عسى ولعل أن يتغير به وتخمد ثورة سيفها المشتهي سفك دمه أم تحزن ﻷن رحلتها هذه ربما لن تعود فيها حية وتندثر جهودها.دب في جوفها مخاوف ووساوس لكن بذرت في أرض مخاوفها بذور الأمل.أتخذت لها مكانا هادئاً نهاية القصر تتدرب فيه وتعيد ترتيب أفكارها..تارة تصوب بسيفها نحو الأعلى وتارة تخفضه وفي كل ضربة في الهواء تهاجمها الأفكار"سأعود سالمة لن أدع الموت يأخذني إلا بعد إكمال مهمتي..ماإن أعود سأطلب من أمير داي جو مساعدتي في البحث عن أهلي في مقابل ولائي له لن أدع أحد يؤثر على عقلي من بعد الآن لو كان أميرا سيئاً لما وقفت خلفه قبائل"...."التي ساعدت الملك السابق في القضاء على من هددوا المملكة إنهم معروفون بتقديم ولائهم وإخلاصهم للاقوى لمن هدفه كهدفهم..بالمعلومات التي جمعها لي وونغ ومما رأيته فيه سأثق به..سأكشف عن هويتي للامير تشونغ ولداي جو سنوحد قوانا جميعاً ونعمل معا..نعم سأبدأ تحركاتي ﻷنني تأخرت سأدعمهما بكل ما أوتيت من قوة لنعمل على فضح الفاسدين أمام الملك وقتلهم ونحفظ مملكتنا من الإنهيار هذا ماخلقت لأجله ولن أعيش أبداً حياة عادية"
حركت سيفها بطريقة خاطفة ليصد حركتها شخص قائلاً محذراً بأدب-إحذري أن تقطعي رأس أحدهم بحركتك هذه..
أنزلت سيفها ووقفت بإستقامة تنحني -سمو الأمير داي جو أعطيتني نصائح كثيرة ..شكراً لك..
داي جو - نصيحة أخرى لاتفكري وأنتي تتدربي أعتبري نفسك في معركة لاتدرين ربما سيباغتك العدو ويقتلك في لحظة تفكيرك..
أون سون-صحيح..هل كنت تراقبني؟
داي جو-شئ كهذا..مستعدة لخوض نزال معي هذه المرة سأغلبك
تذكرت شيئاً حدث الليلة السابقة-سمو ولي العهد منعني من مرافقتك سيقتلني إن رآني معك ..
أخفض رأسه يمسح سيفه براحة يده قائلاً بفضول
-لماذا يمنعك ؟
أون سون محاولة إستدراجه-قال بأنك خائن..
توقف عن مسح سيفه يفكر "تعتبرني خائن إذاً أخي..عمي غيرك بالفعل..تمشي وراءه جاهلاً إنه يستغلك كما يفعل مع أون جو لاتدريان أنكما تحفران قبركما بيديكما حقاً أشفق عليكما..إن لم أستطع إنقاذ كليكما فسأنقذ أحدكما .. قتل أناس مخلصين لم أستطع ولا أي أحد حتى الملك من إيقافه لكني سأوقفه "
نظر لعينيها ببريق أجفلها -أون جو ..نصيحة أخيرة لك..سأضرب لك مثلاً سخيفا بعض الشئ..إن قالوا لك أن الشمس لونها أزرق هل تصدقين؟
أون سون-بالطبع لا أصدق الغبي فقط من يصدق..
داي جو-أحسنتي .. الحكمة من مثلي يا أون جو..لا تبني أحكامك على شخص مما تسمعينه ..إن قالوا لك إن شخصاً رأيته للمرة الأولى أنه وغد وشرير..هل هو كذلك حقاً؟بعض المظاهر تخدعنا ما يهمنا هو باطنه وأفعاله لماذا تغتابينه وربما يكون أفضل منك صدقي ماترينه منه أنتي وليس غيرك ..
فكرت بكلامه بدقة"إن مايقوله صحيح..لقد فقدت مبدأ كنت أشجع عليه وأستبدلته بسوء الضن بالآخرين..لم أرى منه إلا ألاشياء الجيدة مع ذلك خالفت مارأيت وصدقت ماسمعت..إذاً لماذا ولي العهد وأمير تشونغ يقولان عنه سوءاً..هناك شئ لم أدركه بعد"
رغم كل مامرت به معهم لازالت تجهل حقائق واضحة لها وضوح الشمس ..تحاول ربط الأشياء ببعضها للوصول لنتيجة والنتيجة تعارضها ليأكل عقلها الحيرة كأن شيئاً ما يمنع عنها نور الحقيقة
أخذت وضعية الهجوم وبرزت سيفها متجنبة تشعب الحديث بينهما
-المرة السابقة طلبت مني أن أكون تابعة لك ماذا تطلب الآن؟
داي جو-فكرة جيدة لم أفكر بها قبل طلبي نزالك..دعينا نتبارز الآن بعدها سنحدد ..
بدآ النزال وتبادلا الكلام ذات الوقت..
داي جو-أين دليلك عن عمي؟
أون سون-ألا أكفي أن أكون دليلاً..
داي جو-قصدك؟!
أون سون-ناقشت معه عدة أمور أفكاره تشبه أفكاري ليس بشخص سئ كما تقول..سمعت منك عنه أشياء حيرتني وما رأيته منه يخالف أقوالك ورأيت فيك مايخالف اقواله ..طبقت مثلك للتو عرفت..
داي جو -هذا يعني أنك تثقين بي؟..
أراد إطاحتها فتجنبته -شئ كهذا..عندما أعود من شيلا سأضع الامور في نصابها..ستتغير أشياء كثيرة..وستعرف كل شئ عني..
فاجأها بحركة لم تتوقعها ليسقطها مع سيفها..
-فزت عليكي..
إنتبه لما قالته توا-هل قلتي شيلا..ماذا ستفعلين هناك؟
مد يده ليرفعها من على الأرض ولم تأخذ بها ..نفضت التراب عنها
-سأرافق جلالة الملكة في رحلتها ﻹختيار عروس ولي العهد أنه أمر من سمو الأمير تشونغ..
شدد قبضته على السيف وأنفعل داخلياً "ستصعبين المهمة بذهابك معهم أخشى فشل مخططاتي..اللعنة عليك عمي..لما هي بالذات"هدأ من نفسه مستفسرا منها-متى ستغادرون؟
أعادت سيغها لخصرها -غدا..
تقدم نحوها يريد الذهاب -رحلة آمنة أحمي جلالتها جيداً وعودي سالمة..
-لم تطلب مني شئ فزت علي
-كما قلت أحمي جلالتها جيدا وعودي سالمة
تركها متوجها لمهجعه حيثُ أجتمع بأتباعه..أصطفوا ليتلقوا أوامره وهو جالس هيبته وهالته قيدتهم ..
-مهمتكم ستبدأ غدا..سنجعل من تمثيليتنا كأنها واقعية وهذا يعتمد على إدائكم وفطنتكم..إنها فرصتي الأخيرة للاطاحة بعمي لن أجد مثلها قبل أن يغدر بي سأغدر به..كما حاول الكيد لي قبلا ولم يفلح سأكيد له آليوم وسأفلح..أخبرت قائد الحرس الملكي آلذي سيرافق جلالتها بخطتنا ووضحت له ماسيحدث..سأخبركم التفاصيل الآن..سترتدون زي القتلة المستأجرين كالقتلة المستأجرين من قبل عمي ودروعا تحتها تجنباً موتكم ربما ستتعرضون لجراح وستشفون منها..عندما يعود موكب الملكة من شيلا أعترضوا طريقهم وأبتدإوا معركتكم مع قائد الحرس وأتباعه سيميزكم من خلال دخان ستتطلقونه وهنا ستبدأ المعركة أقتلوا الأميرة من ستتزوج ولي العهد وتجنبوا أذية جلالتها مجموعة منكم ستدعي الموت وبقيتكم سيهرب من يبقى ميتا سأوصيه بهذه الرسالة..
أخذها من على الطاولة ومررها لأحدهم -هذه الرسالة تحمل ختم عمي فيها أوامره بقتل الأميرة آذنا لقتلته بتولي المهمة قائد الحرس سيجدها عندك وبمجرد تسليمها لجلالة الملك سيتهم عمي بالخيانة ويقضى عليه..والحرب بيننا وبين شيلا ستبدأ لننتصر عليها ونمحي إسمها من على الوجود
"وعندها يا أخي ستخلع من منصبك ولن يتبقى سواي ﻷحكم مملكتي ﻷعيد النور إليها ﻷنقذ شعبنا البائس وأحقق السلام فبوجودك ووجود أمثال عمي لن نرى النور مطلقاً فأعذرني ﻷنني سأتخلى عنك"
رغبته في الحرب مع شيلا والاستيلاء عليها تماثل رغبة عمه..أخفى في آلماضي آرائه الشخصية والسياسية فيما يخص شيلا موافقاً والده بشأن الصلحة متجنبا تماثل رغباته مع عمه،فموقعه لايسمح له التدخل بشوؤن الملك والسياسيين الكبار في المملكة ممن يديرونها.أتخذا من صمته هذا سلاحاً يقضي به على عمه يوماً لمعرفته بمعارضته الصلحة مع شيلا ،وحين تتفتح للملك الأسباب وتسهل الطرق للصلحة سيتحرك لهدر الدماء..جاسوسه آلذي زرعه بين أتباع عمه بين له رغبة عمه بعدم معارضة الملك وإنه مستعد للصلحة متخليا عن رأيه السابق مما جعل الأمير داي جو يبدأ خطته المدفونة سنوات طوال..وهو تقديم دليل مزيف للملك عن أمير تشونغ يطيح بعمه به..جاسوسه سرق ختم تشونغ وكتب داي جو رسالة تماثل خط عمه فيها ختمه الشخصي آمرا قتلة بقتل أميرة شيلا.
دخل عليه الأمير يونغ هو وجلس أمامه
-أفراد من الشعب حانقين على جلالته مطالبين تنحية ولي العهد وتتويج عمنا عوضا عنه..
داي جو-من أين عرفت هذا؟
يونغ هو-تمشيت في الخارج وأندسيت بين الشعب أستمع ﻵرائه
تنفس عميقاً ثم صمت يريح حنجرته بينما الأمير داي جو يفكر بكلامه .توصل لنتيجة فقال
-علما يبدوا بدأ يتبع إستراتيجية جديدة وهي الإستعانة بالشعب كم هو داهية..
يونغ هو-نعم..قام بإغوائهم وطرح وعود كاذبة لايدركون ماسيفعله بهم لايدرون إن الضرائب ألتي يدفعونها هي من فعلته إن حدثت ثورة فسيستجيب جلالته..
داي جو-الشعب أو بدونه سيحصل على مراده بشتى الطرق إنهم مأخوذون به كما تفعل أون جو..
يونغ هو-إذا علينا التعجيل بموته ..إنه مستولي على كل شئ الجيش يقف لجواره ناهيك عن قبائل"•••••"تمده بالقوة ..صعوده للعرش ليس بعيداً وسنكون تحت رحمته..
قال بنبرة الواثق-لا تقلق سيقع في مكيدتي عن قريب ..الخيانة وحدها تكفي لمحيه من الوجود نهائياً...
يونغ هو-غريب موافقته على الصلحة ضننته سيعارض كما يفعل دائماً..أتراه يخطط لشئ
داي جو-أخبرني جاسوسي إنه مرحب بالصلحة كثيراً ولا ينوي إفسادها وإلا لما كنت سأخاطر الان بإيقاعه..أدعو فقط أن يرافقنا الحظ الجيد في مهمتنا..
يونغ هو-أخي أنت أملنا الوحيد..جلالته مريض لكنه يدعي القوة تاي جو ليس مؤهلاً للحكم وإن حكم فعمي سيستغله ويحكم عنه
صب له شاي وأكمل..
-خمس وزراء سيقدمون عريضة لجلالته يعترضون فيها على حكم تاي جو ويطالبون بتتويجك..
أستغرب داي جو ماقال فلم يرده أي من هذا..وقال بعصبية
-من أين تأتي بكل هذه الأخبار..ألا يعلمون أنهم حين تقديمهم العريضة فعمي سيقف لهم بالمرصاد ..سيلقون حتفهم لا محالة
وضع يونغ هو فنجان الشاي وقال مريحا أخيه
-لاتقلق كثيراً رجالي وأنا من سيحميهم..إن غير الملك رأيه فسيتوجك ..
نهض يريد الذهاب وبشارة أمل نضبت في وجهه
-إن مات عمنا ولم تتوج أنت فثق بأنك يوماً ستصبح ملكنا وملكا عظيماً تفخر الأجيال به..
عند أون سون و وونغ ..جلسا في مكان التدريب وحدهما
وونغ بإصرار-دعيني أذهب معك..أنا أرجوك
أون سون بإنفعال-قلت لك لا..ستبقى هنا تجمع الأخبار لي من جوونغ..إنه أمر فلا تصر أكثر..
كتم زمجرة أرادت أن تمرق من بين أسنانه بقوة وأومأ برأسه مطيعا عارفا رغبتها في حمايته من ما سيصادفها..رأسه يؤلمه لكثر التفكير فيما يود الإعتراف لها به..لاوقت متوفر له للبوح عن مشاعره..وخوفه الأكبر من رفضه..فأستعد الآن لتحرير مشاعره المدفونة بطريقة غير مباشرة ليستعلم منها نظرتها في الحب
-سيدتي..هل سبق وأن أحببتي شخصاً؟
توقفت عن ربط شريط شعرها المفكوك ونظرت إليه بشئ من الغرابة والإستفسار
-ماهذا السؤال المفاجئ..
وونغ بحرج -لاتردي..تجاوزت الحدود..
أحكمت شد الشريط ..أسبلت يداها على فخذيها وقالت -قلبي لم يخلق للحب..لايعرف طريق مسمى الحب..سمعت عنه قصصاً لم تستهويني..إنه لشئ جميل أن تحب وترتبط لكن لا أريد لنفسي هذا الشعور..كرست حياتي لهدف ولا أريد لشئ أن يعترضني إن أحببت فسأحب بقوة ﻷني أتعلق بالأشخاص بسرعة..وهذا سيعيقني عن مساعيي وربما سأعرض من أحب للخطر..
لم يعجبه ماتقول وعارض فكرتها بنفسه وأمله الصغير قد ضاع فقال بنبرة حزينة لم يستطع كتمانها متجنبا النظر في وجهها كي لا تلمح تقلبات وجهه..آخذا راحته في حديثه فهي أعطته حرية التحدث معها
-ألا تشعرين بشئ ناحيتي أو الأمير داي جو عندما تكونين معنا؟
قامت تقول كأنها شعرت بمشاعره ومشاعر الأمير داي جو ناحيتها وخاصةً حركته ألتي قام بها عند البحيرة تلك الليلة
-وونغ..أعرف بأني قاسية القلب..أنا محطمة قلوب الرجال..لست الوحيد والأمير من وقعا بحبي هناك ثلاث غيركم..لن أخفي عليك هويتهم..تاجر شاب تعاملت معه عندما توليت زعامة القرية ..رجل نبيل ساعدنا في تحرير العبيد وآخر شخص هو جوونغ كل هؤلاء رفضتهم..حطمت قلوبهم..لم أدفعهم لحبي ..هكذا خلقت وهكذا سأموت ..لو خلقت بقلب رقيق كقلوب النساء لما بخلت عليك بحبي
نهض بدوره جاثيا -سيدتي..إعذري وقاحتي وعودي سالمة لارضك فهي تحتاجك..قلبك ملكك فأفعلي ماتشائين
ضغطت على كتفه الأيمن -سأعود وأشياء كثيرة ستحدث لن أبقى في منصبي هذا سأشغل منصباً أكبر في القصر وسأحتاجك..إبقى حيا
مشت بضع خطوات ثم وقفت لاتنظر إليه
-وونغ ..
رفع رأسه ينظر لضهرها
أون سون-ربما في حياة أخرى سأحبك فأنت شخص رائع..
بهذه الكلمات إستطب قلبه بعد جرحه ..وجد له هدفا في الحياة ..حماية من سكنت قلبه وتنفس الحياة بوجودها ،وإن لم يحصل على حبها فيكفي وجوده قربها .
مهجع الامير تشونغ..
-مولاي..جئت إليك بطلب ؟
لعب بلحيته ناظرا إليها بطرف عين ..خرج صوته المزلزل سائلاً
-إطلبي لن أرد لك شئ
أون سون-أسأت لولي العهد بشئ وهو غاضب ولا أجرؤ على مقابلته..أضنه سيعاقبني لذا أرجوك مولاي أعفيني من مهمتي..
ضحك قليلاً بعدها توقف ليقول-ولي العهد مشغول حالياً في التفكير بعروسه لا تقلقي لن يحدث لك شئ فأنا موجود..ومهمتك ربما ستتغير أحمي من سترافقينهم جيداً فالرحلة خطيرة..
أون سون-سأعيد ألجميع سالماً..كن بخير سموك..
خرجت تنوي تجهيز نفسها للرحلة فلمحت من بعيد إمرأة في هيئتها ومشيتها تشبه والدتها..من سيسكت ثورة جسد لرؤية من فرقتهم الحياة فجرت خلف المرأة لتأكدها إنها هي والدتها عبرت بوابة القصر وبينهما سوى مسافة قصيرة لتصل إليها لتشعر بيد قوية تستريح على كتفها وصوت ذكوري مرعب ينهرها..فأختفت والدتها من أمامها كالسراب ..
-تعالي ساعدينا في تجهيز الموكب بسرعة..
ضلت تحدق في الموقع آلذي أختفت فيه والدتها..أهي صورة وهمية من مخيلتها تجسدت على أرض الواقع لفرط إشتياقها لهم أم حقيقة نزلت على قلبها كالماء البارد لتغسله وتطمأنه أن من تشتاق إليهم على قيد الحياة..مادامت قد رأتها فبلا شك ليس وهم "أمي..نعم هي..لا أحلم..لم أفلح في إيقافك لكن في المرة القادمة سأوقفك وأعلم منك ماجرى..وجودك ينبأ عن إن ألجميع أحياء فقط إنتظري عودتي وكرري زيارتك أنا أرجوك"
آليوم التالي موعد خروج موكب الملكة سوبين..
إستعد الموكب للإنطلاق محفة ملكية بداخلها الملكة يجرها جمع من العبيد ضخام البنية وحاشيتها خلفها وعن يمينها وشمالها حرس أشداء أقوياء ومحفتان أخريتان بداخلهما مبعوثا الملك يحملان مرسوم الصلحة..بسبب مرض الملك لم يستطع الذهاب شخصيا للقاء ملك شيلا وعوضا عنه زوجته وحدها تكفي لبدأ عهد جديد..يتقدم الجمع قائد الحرس الملكي وجواره أون سون بملابسها العسكرية وحصانها الأسود مهيبة في تحركاتها حتى الملكة خشيت منها"تلك الفتاة تابعة لتشونغ أخشى قيامها بشئ يفسد علينا صلحتنا ..آه..تشونغ متى سأخلص منك "
كان ألاميران واقفان خارج البوابة لتوديعها مع سكان القصر ..
يونغ هو-حصل مالم نتوقعه..المبعوثان برفقة حراسهم أخشى حصول مجزرة وإنكشاف كل شئ..
داي جو-ﻷجل مملكتنا سأخاطر بكل شئ ..رجالنا أقوياء أذكياء سيقومون بمهمتهم على أكمل وجه..وقائد الحرس رجل موثوق به ضد عمنا لذا كل السبل متوفرة وسنضرب ضربتنا ونفوز..
يونغ هو-هل أعطيهم الأذن ؟
داي جو -نعم فليتبعوهم حالا..
عندما أختفت أون سون من أمامه مخاوفه بفقدانها تضاعفت وخوفه الأكبر منها قيامها بتخريب خططه
"أون جو..لاتفسدي علي ماأنتظرته سنوات طوال لاتجعليني أحقد عليك لااريده أن يحدث..إن فشلت خطتي فعمي والعرش خطوة"
مملكة شيلا...
عهد جديد شهده القصر..وتسلط الأميرة سونغ هي..أعطاها الملك الصلاحية بفعل ماتريد ومنها إغراق القصر بدماء خدم الملكة السابقة شو..إنتقمت إنتقاما جنونيا من كل أتباع الملكة ممن كانوا سبباً في تعاسة ألابرياء من وقعوا ضحيايا تحت أيديهم..لم يعد للرحمة والشفقة مكان في قلبها..تشبهت بأفعالها بعدوتها..أخضعت سكان القصر لرحمتها حتى إنها رشحت المحظية يون هوا من ساعدتها في القضاء على شو ملكة وبالفعل تم تتويجها ملكة شيلا الجديدة.وضعت والأميرة قوانين جديدة تخص الخدم لم ترحهم بل كانت أسوء من سابقتها وخشيهم الكل.ضربت بيد من حديد خافي عليها تشبهها بشو ليسري سم السلطة في جسدها لتتحول في يوم وليلة أفعى عملاقة ويكفي فقط فخرها أن خالتها ملكة وبدورها ستصبح ملكة غوغوريو..سيدة يوان رثت حال من ربتها لتقرر ماستقوم به بقية حياتها..دخلت غرفة الأميرة الجالسة تقرأ كتاب فنون السلطة..أغلقت كتابها وأستمعت لمربيتها
يوان-مولاتي..لقد شبت وماعاد لجسدي قدرة على خدمتك..جئت أخبرك أني سأعتكف للعبادة في معبد"..."وأقضي ماتبقى من حياتي في التأمل بعد ذهابك لغوغوريو..فأسمحي لي..
سونغ هي-أتفهم قرارك رغم أني حزينة لمفارقتك..لن أرغمك فلك الفضل العظيم فيما وصلنا إليه الآن لا أعلم كيف سأكافأك..
غطت يوان فمها بمنديل وكحت بعدها أردفت
-فعلت هذا تلبية لوصية المرحومة يون..هذا أقل شئ أفعله لفضلها علي..مكافأتك لي هي بقاءك حية وبصحة جيدة..
دنت سونغ هي منها وعانقتها ..ربتت على ضهرها بحنان..
-إسمحي بتقديم نصيحة لك..أحكمي بعدل تسلمي في حياتك أحكمي بتسلط ووحشية كما فعلت شو ستلعنين في حياتك أبدياً ولن تجدي الراحة..
رغم تغهمها للنصيحة إلا إن شيطانها يهمس لها العكس تسلطي وأحكمي العالم تعيشي ممجدة..وهاهو من يذق طعمها مرة واحدة يدمن عليها.. فالعطشان لا تكفيه شربة ماء واحدة.
وصلوا سالمين إلى غوغوريو لاعقبات ولا ضواهر كونية أعاقت رحلتهم..سكان القصر والملك بذاته وملكته الجديدة أستقبلوا الوافدين من بلاد بعيدة..أنحنوا لها كما أنحنت لهم وأون سون كحارسة مؤقتة لها تقف خلفها..
الملك-أهلاً بكِ في مملكتنا مالي لا أرى ملككم ؟
الملكة سوبين- الملك يقدم إحترامه وإجلاله لك رغب حقا في لقاءك لكن صحته ليست بجيدة فأرسلني والمبعوثان لبدء عهد جديد بيننا ملؤه السلام والازدهار..
أعجب بشخصيتها فلو لم تكن ذكية وذات خبرة سياسية لما عهد إليها زوجها مثل هذه المهمة ولم ينكر في نفسه عواطفه التي نضحت لرؤية سمات في وجهها تشبه حبيبته يون. بدأت مراسيم الاحتفال ترحيبا بها وبالصلحة وغنى الشعب ورقص آملين العيش الكريم.فضحت علاقتها بسونغ هي وأختيرت كزوجة وملكة مستقبلية لغوغوريو لم يتعجب الملك من إختيارها فيوان أفصحت له عن كل شئ ونشبت الغيرة قلوب الاميرات ليستسلمن لواقعهن.
في مكان آخر مقدس في معبد ما جلست إمرأة مرتدية ملابس الرهبان مقرعة رأسها حول عنقها تتدلى سبحة كبيرة في حالة تأمل بعيدة عن العالم. دخلت خادمتها تعلمها بمجئ شخص من القصر.ركعت محظية أبنها ولي العهد المرشحة بمنصب الملكة أمامها فتاة خبيثة متكبرة جمال جاسوستها بعد غيابها عن القصر
-مولاتي متى ستعودين انا وولي العهد بحاجتك سيخلع سموه من منصبه يوما فالامراء ثائرين لعدم عزله عن منصبه كونه أبن خائنة أعذري قولي
رفعت جفنيها ببطئ متنفسة بعمق.. قالت كأنها مخططة لإصلاح الامور -الملك أخطأ بعدم قتلي..سأعجل صعود أبني للعرش لأعود قالت الاخرى بذكاء -كيف ولم تعودي تملكين أتباعا كلهم أعدموا صحيح إن عشيرتي معك لكنها ليست بتلك القوة.. الامبراطور قد مات وأخوك أيضا وأخاك الاصغر فر بعد تفكك عشيرتك والإمبراطور الجديد لم يبلغ السن القانوني للحكم فمن سيساندك
إبتسامة فوز خطفت على ثغرها لتقول-من قال باني لا أمتلك أتباع لاتزال قوتي بأوجها ..سأقتل الملك وأنتي من سينفذ المهمة أرتجفت فقتل الملك جريمة عظمى -ماتقوليه مبالغ فيه كيف كيف لي فعلها بهذا سأقود نفسي للهلاك ..
-عزيزتي للقتل فنون.. ليس وكأني أطلب منكِ طعنه وهو نائم
أشرت لخادمتها بإحظار شئ تعرفه خادمتها مسبقا.. دقيقتان ووصل كيس من القماش محكوم الإغلاق ليد الملكة..مدت يدها وأعطته لمحظية إبنها..
-هذا سم بطئ القتل يدهور الاعصاب يدمر الاعضاء الداخلية ببطئ يشل حركة الجسد يجعل الموت ناتج عن مرض ضعيه في الدواء الذي يتناوله الملك الطبيب يو لايدري أحد أنه تابع مخلص لي تعاملي معه سأرسل أمري إليه أعتمد عليك ِ
أخفته في جيبها بحرص -إعتمدي علي.. هناك مشكلة أخرى سونغ هي ستصبح ملكة غوغوريو..
شو-وكأن هذا سيحصل تعتقدين أن وجودي هنا للتكفير عن أخطائي كلا بل لأعيد صقلهم من جديد.. صحيح بأني قاسية إلا إنني الان حزينة على موت أتباعي وأخواني..حطمتني تلك الحقيرة كليا وسأدمرها.. لن تصل لغوغوريو حية سأقتلها وستنشب الحرب إن مات الملك في ضل هذه الفترة صعود أبني مضمون
ضمت قبضة يديها وضربتها على الطاولة أمامها قائلة أمريكا على أسنانها بقوة - ماهو ملكي سيبقى ملكي..
نظرت إليها المحظية بعين الشفقة ساخرة بداخلها "نعم.. سأحصل على العرش بفضلك بعدها لن يكون لكِ أي وجود أو فائدة"
القصر..
منتصبة في وقتها أمام مهجع الاميرة من يراها يضنها تمثال وبجوارها يقف وانغ يو سألها ليكسر الجمود بينهما مع علمه بسؤاله الغبي
-أنتي حارسة الملكة ؟
ردت متجنبة النظر إليه -نعم..بشكل مؤقت فأنا حارسة لولي العهد..
لم يكتفي وسألها ما أربكها -كيف هو ولي العهد؟
بسؤاله هذا هل عليها الكذب بشأن شخصية ولي العهد وتضهر في الاخير ذات شخصية مخادعة حين ينكشف أمره أم عليها قول الحقيقة وتخريب علاقات المملكتين في كلتا الحالتين ستكون محررا أساسيا في التخريب.. أجابت بذكاء مدروس
-ستكتشف من هو حين تراه..
ثم ساد الصمت وأنشغلا في التفكير
وانغ يو"لو أنني ذو مكانة عالية لأخذتها لنفسي إجابتها لا تبشر بخير "
أون سون"وونغ كيف يبلي الان.. ليتني أخبرته عن رؤيتي بوالدتي ليترصد مجيئها مجددا ونعلم مكان الجميع.. كم هو محير إختفاءهم لكني حقاً سعيدة لرؤيتها"
عند الاميرة والملكة سوبين ..
سردت لها قصتها وإختها ..أخبرتها كيف عاشتا مع أمهما الفقيرة وحياة البؤس بعد وفاة والدهما.عملت كخادمة في القصر وعانت ما عانت من حياة الشقاء لتوفير لقمة عيش لإبنتيها دخلتا للقصر معها بعد بلوغهما وشهدن معاناتها ملتا وسخطتا على الحياة في القصر وخاصة بعد وفاتها فتوعدتا أن تصبحا ملكتين لتغيير القوانين القاسية المؤذية لمن يعيش في القصر.نجحت سوبين في كسب قلب الملك بينما يون لم تنافس أختها بل أحتفضت بفكرة دستها في عقلها إحدى الخادمات في الهرب إلى شيلا وتحقيق مبتغاها هناك.تحمست للفكرة وأعلمت سوبين بقرارها لتفارق أختها وضل سرهما في أنهما أختين مدفونا حتى آليوم كما أخبرتها أنها هي صاحبة الرداء المجهولة من كانت تزورهما في منفاهما.
سونغ هي بنبرة مقهورة-لما أخفت أمي حقيقتك عني ..لماذا لم تساعدينا
سوبين وقد أخذ الحزن موقعه في وجهها-قررت إخبارك عندما تبلغين..لطالما كانت متحفظة كتومة تحاول دائماً تحميل نفسها ذنوبا بغنى عنها حبا وحماية لمن تحبهم..
أضافت بعد فترة صمت إستعادت فيها قوتها-صدقا حاولت إنقاذكما لكن يداي قصيرة الملك لايعرف بماضي مع أختي..والعلاقات بين المملكتين كانت متوترة خشيت حصول شئ سئ لغعلتي..وحين عم المرض المملكة أغلقت أبواب القصر ومنعت من مغادرته حتى حل عنا وأسرعت إليكما ولم أجدكما بل وجدت قبرا لم أدري هل هو لك أم ﻷختي.
بدأ صوتها فجأة يأخذ نبرة جديدة فيها الكثير من المرارة والندم المتراكم سنين طويلة وسونغ هي تستمع بصمت
-أمرت حراسي بحفر القبر وكانت يون آه كم بكيت وتقطعت ملايين القطع ندم نخر قلبي وتمنيت الموت بالثواني والدقائق والساعات فقط لأكون معها..أخذت الجثة ودفنتها في قبر يليق بها وحين علمت بجواسيسي في القصر هنا أنك حية أقسمت على حمايتك وجعلك زوجة ﻷبني ملكة لغوغوريو ﻷحقق حلم أختي ..
مملكة غوغوريو...
قدم وزراء موالين للأمير داي جو وإثنان منهم زعماء قبائل"..."عريضة للملك يطالبون فيها بتنحية ولي العهد من منصبه وتتويج الأمير داي جو عوضا عنه..أخر الرد على مطالبهم حتى إشعار آخر بسبب صحته فهو يحتاج تصفية ذهنه فيما يخص أمر مصير المملكة والشعب .
ظلام دامس وسكون مخيف خيم على القصر.سلك في طريقه لغرفته طريقا مؤدي لمهجع الأمير تشونغ إستوقفه ما أثار حواسه خروج مجموعة رجال غرباء مخيفين من سكن الأمير.تغلب عليه فضوله فتبعهم بهدوء متنصتا عليهم مختبئا خلف حائط.سمع أحدهم يقول -لم أفهم شيئاً مما قاله الأمير..
أجابه الآخر بعصبية-غباءك يقتلني..سنقتل الوزراء الموالين للأمير داي جو بعد منتصف الليل ..
قال آخر متحمس -عظيم سنريق دماءا الليلة لم أقتل أحدا منذ فترة
-سيطلبنا كثيراً هذه الفترة للتخلص ممن يعيقوه في القصر لذا دعونا نتوخى الحذر في أفعالنا وتلثموا جيداً وإلا سيعاقبنا سموه
خفق قلب وونغ بسرعة لايدري مايصنع..شئ واحد تبين له وهو أن من تثق به سيدته ماهو إلا رجل مجرم.منتصف الليل ليس ببعيد ودماء ستراق بعده.درس بحذر وذكاء ماسيقدم عليه إخبار أمير داي جو ماسمعه وتقديم دليل حي لسيدته يثبت فساده وشرفه المصطنع.وقف طويلاً أمام مقر يجتمع فيه الأمير سرا بأتباعه داخل القصر علم بموقعه من تحرياته الدائمة.رآه حارس الأمير الشخصي وتخوف منه سحب سيفه وباغته من خلفه واضعا سيفه على رقبته-ماذا تريد وكيف كشفت المكان؟
قال ليهدأ ثورة الحارس -أريد لقاء الأمير ﻷمر عاجل يخص الامير تشونغ..
أبعد سيفه عنه-إنتظر سأستأذن منه..
وقف هنيهة على حاله حتى عاد الحارس آذنا له بالدخول.إستغرب رؤية جوونغ ورجال كان يجتمع بهم الأمير قفز جوونغ من مكانه يرحب به -وونغ يارجل لم أرك منذ فترة أحمل أخبار رائعة.
أشار داي جو له بالجلوس معهم ومشاركتهم قال مؤنبا
-لماذا كتمت حقيقة أون جو عني ؟
رمق وونغ جوونغ نظرات متسائلة يطلب منه التفسير
جوونغ-لاتخف الأمير علم كل شئ..أخبرته أني أوصل رسائل لفتاة هنا وهي أون سون ..
وونغ-ماهي علاقتك بسموه؟
جوونغ-إنه من يقود المتمردين الآن ..
تشوش فكره -مهلا لحظة ..سيدتي قالت لي أن الأمير تشونغ هو قائد المتمردين
إنتفض داي جو ويونغ هو كما أنتفض الرجال الجالسين ..
داي جو-اللعنة كيف وصلت إليه مثل هذه ألأخبار ..إنه يعلم الآن بسري
صاح زعيم المتمردين غاضباً -هل أعطته أون سون أي معلومات تلك الفتاة مالذي دهاها لترتكب حماقة كهذه
وونغ-لم تخبره بشئ بل توعدت عند عودتها ستفضح كل شئ له ولسمو داي جو حتى إنها قررت عقد صلح بينك مولاي وبين سمو تشونغ
يونغ هو-صلح!! هل هي جادة
داي جو مدافعا عنها-لا تلوموها فقد غسل عقلها كما فعل مع غيرها"يا الهي سترتد الامور ضدي إن أستعمل دعم المتمردين لي دليلاً للملك فسينتهي أمري"تعاون معهم ليس ﻷجل خيانة الملك بل لحمايته وولي العهد والعرش من أمير تشونغ وأمثاله وحين سطت في عقله فكرة أخذ العرش من أخيه لم تفارقه نواياه الاصلية في إستخدامه للمتمردين لحماية الملك والمملكة.إنتبه أمير يونغ هو وعلم مايفكر فيه أخاه بمعلومات كهذه لاشئ يستحيل على تشونغ في تزييف الحقائق وتقديمها للملك ليطيح داي جو ..
-إطمأن لن ينتهي أمرنا هكذا لننتظر ماسيحدث بعد أيام عندما تموت الأميرة فالتخلص منه حتمي..
وونغ- رجاله سيقومون بقتل الوزراء المعارضين له بعد منتصف الليل هذا ماسمعته من رجاله..
يونغ هو-بئسا ..سأجمع رجالي ﻷحميهم..
داي جو-لاتدعهم يموتون إن حميناهم فسيتضاعف ولائهم لنا عجل برحيلك..
ألتفت لوونغ-شكراً لك عند عودة أون سون أخبرها بما حصل ولتأتي لي بها.."كنت متأكدا إنها هي..تلاعبت بي ..أتمنى أن لاتصاب بأذى فيما سيحدث "
اخذ جوونغ وونغ خارجاً وألقى عليه الخبر السعيد..
-أهالي القرية وجدناهم..
أتسعت عيناه وتصور كم ستكون أون سون سعيدة
-كيف!!!!
بعد خمسة أيام..مملكة شيلا..
طلبت أميرة سونغ هي رؤية أون سون لغرض في نفسها أخذتها كي إليها وفي مسيرهم لمقابلتها تذكرت كي شيئاً فقالت بصوت عالي-بمضهرك تشبهين أحدا ذكرته لي مولاتي قبل أيام..
أون سون بفضول-حقاً..من؟!!
كي-طفلة ألتقتها قبل عشر سنوات كانت مرتدية ملابس فتيان لا أعرف لما خطر هذا في ذهني فجأة..
عادت لها الذاكرة بهذا اليوم لتسر بصدفةستجمعها بصاحبة الدمية الخشبية.جلست قبالتها دهشة من منظرها وهيئتها الملوكية"أجمل مماكانت عليه وهي طفلة..ذلك ألاحمق لا يستحقها آمل حقاً أن يتغير على يديها ويد سمو تشونغ ليقود بلادنا نحو الأفضل"
سونغ هي-كيف هو ولي العهد؟وصمتت تترقب الإجابة..
"ياللصدفة كسؤال حارسها..تبا هل علي إلاجابة بكل صراحة وإفساد علاقة المملكتين ألتي حتى لم تبدأ"
-مولاتي ستعرفين الجواب عندما ترينه ..تجالسينه وتتكلمين شخصيا معه..تفهمت الوضع ولزمت الصمت ..
الحدود العسكرية بين شيلا وغوغوريو..
موكب الملكة في وصول لغوغوريو..توقفوا للراحة..ليقع بعض الخدم صرعى سهام قادمة من فوق جبل..أرتعبوا مما يحدث وقائد الحرس علم إنها ليست علامة أتباع الأمير داي جو..نزلوا من على الجبل مترصدين موكب ألاميرة سونغ هي بثياب تماثل الثياب ألتي يرتديها أتباع داي جو وهي في الأصل زي القتلة المستأجرين..فشلت الخطة وأون سون لاعلم لها بالنزاع فموكب الملكة يتقدم موكب ألاميرة والمبعوثان..تحمي الملكة أم الأميرة إنعدمت خياراتها ..ضربة شمس قوية غوشت عيناها وعقلها في صراع تعبت منه... تبقي على من وتقتل من أم تضحي بنفسها للاثنتين.
في غوغوريو ..
أقتحم سكن الأمير تشونغ لص سرق حاجة منه وولى بالفرار.ضن ماقام به سيعود عليه بالنفع لايدري أن خلفه شاهد عيناه كعينا الصقر كشف هويته ليسرع إلى أمير تشونغ في مقره العسكري ويأتي لاهثا لسكنه كأنه يعلم بفقدانه لشئ كبير بحث بين أشيائه ليجد ورقة مفقودة من سجل أسراره وفي الورقة أسماء سياسيين موالين للملك قرر قتلهم لتفرغ الساحة له وﻷتباعه.
-مولاي..كان أخ حارسة ولي العهد وونغ ..
أغمض عيناه ليفكر ثم فتحهما وفي عقله لمعت فكرة جهنمية
-دع أحد رجالك يقتله أمام أون جو عندما تعود ويخبرها إنه قتله بأمر من أمير داي جو.. حاولت قتله مرات لاتحصى..هي خلاصي منه
يتبع..
هذه العلامات "...""••••"تعني قبائل مختلفة لا اريد تسميها فربما ستكون حقيقية...جزءان وتنتهي الرواية أخبروني برأيكم
معلومة تقريع الراس عند الرهبان البوذ جزء من ديانتهم مكتفين بقطعة قماش واحدة تلف اجسادهم ذات لون برتقالي فاقع
المعلومات المذكورة لاتعني باني اشجع عليها وانما بريئة منها مخالفة لتعاليم ديننا الحنيف ذكرتها فقط كمعلومة للفائدة آمل تفهمكم.
الفصل السادس عشر من
صراع ألافاعي...
تاليف #Daisy
مسبلة عينيها متعمقة في التأمل.هبطت روحها من أرض الأحلام إلى أرض الواقع على صوت خادمتها..
-مولاتي..القتلة غادروا قبل ساعات.. أضنهم وصلوا الآن للحدود
شو- رائع..لنرى إن كانت ستنجو
قالت الخادمة بقلق-أخشى فشلهم.. أعني عددهم قليل..
شو- أحياناً القليل ينفع من الكثير.. سأنجح بقتلها هذه المرة..
عند الحدود...
تفصد العرق على جبينها مطبقة قبضتها على السيف مترددة بخطوتها..دنت من محفة الملكة وأبعدت الستارة ليقفز قلب الملكة سوبين رعبا ظانة إن إون سون ستقتلها بأمر من تشونغ..
أون سون -مولاتي لا تخافي إنهم يستهدفون الاميرة أعطيني أوامركِ..
إطمأنت بسلامتها وتحول خوفها ورعبها على سونغ هي فقالت
-أذهبي لحمايتها بسرعة..
هزت يرأسها ووجهت كلامها لقائد الحرس.. تعجبت لبروده الشديد كأنه متضامن مع مايفعله القتلة.. تلمست العون منه بأدب
-سيدي.. جلالتها أمرت بمد العون لحراس سموها.. دعنا نساعد
أنتظرت منه جوابا وحين لم يجب أخذت طريقها لوحدها..لايزال في حيرة من أمره.. إنهم ليسوا أتباع الامير.. عدم تحركه لقتالهم سيضمن موت الاميرة عندها سيتحرك لوضع الرسالة في جثة أحدهم لكنه لا يمتلكها بل عند قائد أتباع أمير داي جو الذين لا وجود لهم هذه الساعة.. وإن تحرك سيكون ذلك بمثابة خيانة الامير..أتاه رجل ملثم ميزه على أنه تابع الامير وسلمه رسالة
-الخطة فشلت لكن ليست بأكملها لايزال بوسعنا تنفيذ الجزء الاخير أُرسل هؤلاء المجهولون لنا هدية.. سيموتون عوضا عنا ضع الرسالة في إحدى الجثث وقاتلهم..
أخذها منه آمرا بعض الحرس باللحاق به وبعضهم بقي لحماية الملكة..بينما أتباع امير داي جو أختبئوا خلف جبل ليشهدوا ما سيحدث.. القتلة العشرة لم يتبقى منهم سوى سبعة وحوصروا من قبل الحرس.. علموا إن الموت ينتظرهم وكيف لهم الموت وقد أقسموا لملكتهم على قتل الاميرة.. سيرحبون بالموت بعد تنفيذهم القسم..وثب منهم رجل ضخم على محفة الاميرة المستنجدة..إنشغل الحرس بقتال الاخرين..أوشك على طعنها لتسحبه يدان من دبره ويسقط أرضا ليواجه أون سون..لم تستطع صد ضرباته القوية عليها لفارق الطول والضخامة بينهما..خدشها بسيفه على خدها الايسر وأسقطها إستغل فرصة إنشغالها في مسح الدم عن خدها وأتجه الاميرة وقف أمامه وانغ يو..
-إلى أين تضن نفسك ذاهب..
وصوت أنثوي مهدد أتى من خلفه
-خدشتني وتضن أنك ستبقى حياً
وانغ يو -إستسلم أنظر لرفاقك جميعهم ماتوا
رفاقه سقطوا جميعا ولم يتبقى سواه لتنفيذ المهمة..سيقتلها حتى لو وصل إليها زحفا حتى لو طعن وقطعت أعضاءه سيقتلها لم يقتل والدتها قبل سنوات في نفس المكان و خان وعده لملكته هذه المرة لا أحد سيمنعه..قائد الحرس قام بحركته بسلاسة ووضع الرسالة في جثة أحد القتلة مستغلا شرود الجميع ...قاوم ضربات وانغ يو وأون سون تارة يضربهما وتارة يضربانه حتى تمكنوا منه وأردوه قتيلاً..
وانغ يو- قاتلتي ببسالة.. أمسحي الدم عن خدك.. تشوه جمالك
أون سون -وأنت أيضاً ..مقاتل بارع..
تأكد من سلامة الاميرة وجاءت الملكة على حصان برفقة حراسها تطمئن على سونغ هي فصاحت بقائد الحرس غاضبة
-إكشف لي من هو مرسلهم.. لن ينجو بفعلته أياً كان..
تفقد القائد جثث القتلة إستخرج الرسالة من ملابس جثة أحدهم ليصيح وهو يمشي للملكة -مولاتي وجدت رسالة في ملابس أحدهم تحمل ختم الامير تشونغ...
أخذتها منه وقرأتها -إنها من فعلته يريد تخريب الصلحة ونشب حرب بين المملكتين اللعين ..أحتفظ بها عندما نصل ستريها لجلالته أوقفت نظرها على أون سون التي كانت تمسح الدم عن سيفها ولم تسمع ما قيل تواً
-ألقوا القبض على هذه الفتاة إنها تابعة للأمير تشونغ
إستجاب الحراس وأمسكوا بها وهي في حالة صدمة وكذلك سونغ هي المشيدة بشجاعتها في إنقاذها صدمت كذلك
أون سون -جلالتكِ مالذي فعلته ليلقوا القبض علي..
أرتها الرسالة لتقول -هذه رسالة من سيدكِ تشونغ يأمر فيها قتل الاميرة.. لا شك بأنكِ متعاونة معه...ستتهمان بالخيانة العظمى
أون سون وقد سطا عليها ألم خدها المجروح ورأسها لم يعد يعي شيئاً-أنقذت سموها فكيف لي أن اكون متورطة معه
تدخلت سونغ هي تدافع عنها -مولاتي لقد أنقذتني لا تقسي عليها..
سوبين بإصرار -لا تنخدعي بهم سموكِ حركتها هذه لتستر على سيدها.. ماذا تنتظرون قيدوها..
لا تقدر على تغيير قرار خالتها فهي مصرة كثيرا.. تم ربط أون سون بالحبال وسحبوها معهم.. إإتمنت وانغ يو على سيفها وتعهد بحفظ الامانة "هل هكذا أجازى انقذت أميرتهم للتو وماهذا الهراء بأني مشتركة مع أمير تشونغ لقتلها..أيعقل أنها فكرته حقا.. لماذا الم يفكر ب الآف الارواح التي ستزهق إن نشبت حرباً بيننا وبين شيلا.. لما تصرف هكذا.. هل أخطأت بالحكم عليه وتعهدت بالولاء والاخلاص له.. لشخص محترف بخداع الآخرين..آه كم كنت حمقاء مع هذا أتمنى أن يكون هذا وهماً ..إن تبين إنها فعلته حقاً لن أسامح نفسي مطلقاً لن أسامح نفسي أبداً"
في القصر..سرداب سري تحت غرفة الامير
-يونغ هو هل هم أحياء.. طمأن قلبي..
قال داي جو بإضطراب شديد
يونغ هو -تمكنا من حماية الوزراء قتلنا منهم إثنان وفر البقية
خفت ضربات قلبه القوية -جيد أين هم الان ؟
يونغ هو -شددنا الحراسة على منازلهم ..نترقب خطوتهم التالية
داي جو -هذه المرة المعركة شديدة جلالته سيموت بأي لحظة علينا التعجيل بفضح عمي أمامه ..ثقته به كبيرة.. أرجو أن تسير الامورلصالحي
بعد يوم
طرقت الطبول معلنة وصول موكب الملكة وتجمع من في القصر لتحية القادمين..عندما دخلت الاميرة وأمتثلت أمامهم أهتزت الارض بداي جو تأكد من بقاءها حية إن خطته بائت بالفشل وما أفقده توازنه أكثر رؤية أون سون مقيدة يسحبوها بالحبال
-ما..ماذا يحدث.. فشلت خطتي يا أخي..
حالة يونغ هو تماثل حالة داي جو الفكرة لديه عما يريانه..تقدم إليه حارسه وهمس له -مولاي الجزء الاكبر من الخطة فشل
داي جو -كيف!!!
-ظهر مجموعة قتلة من العدم أستهدفوا الاميرة لم نعلم هويتهم ولا أضنهم أتباع سمو تشونغ كما بدا لي إنهم من مملكة شيلا
يونغ هو- ماذا فعلتم بسرعة..
-سلمت الرسالة للقائد ونجح في وضعها في جثة لأحدهم وأراها للملكة..
سُر داي جو ويونغ هو فعلى الاقل جهودهم لم تذهب سدى..أضاف الحارس -أون سون وشخص آخر حميا الاميرة
داي جو -وبما إنها تابعة لعمنا فجلالتها شكت بتواطئها معه
"يا ألهي بماذا أدخلتي نفسك.. سأنقذكِ إنتظريني "
وونغ في حالة ثورية لرؤية سيدته تعاني ..إنعدمت الحلول أمامه
-كيف سأنقذها مما هي فيه.. سيقبضون علي إن أخرجتها من السجن وحدي.. فكر مجدداً وخرج بنتيجة -أمير داي جو.. نعم بلا شك سينقذها..
أقيم إحتفالا على شرف ألاميرة ..فضحت الملكة علاقتها بها وأصابت الحاضرين الصدمة.. بحلق ألاميران بوجه الاخر أشرفا على قتل إبنة أخت جلالتها والتي هي إبنة خالة داي جو لو ماتت وكشف عن القاتل الحقيقي لن يجد السلام إطلاقا ووالدته ستلعنه أبديا..قابلت سونغ هي ولي العهد وكلاهما كرها الآخر من أول لقاء ..لا هو إشتهى جمالها العادي بالنسبة إليه و لا هي إشتهت مظهره وشخصيته الهزلية لا توافق بينهما بتاتاً فكيف لها أن تكون زوجته وملكته لتحقق حلمها ووالدتها.
رافق وونغ أمير داي جو وحارسان آخران لزنزانة أون سون
داي جو- لما أنتي هنا ؟
رأى وونغ الخدش الكبير على وجهها فثارت عصبيته
-من فعل هذا بوجهكِ أقسم بأني سأذبحه..
دنت من القضبان -قتلتهُ..
حولت نظرها لداي جو ..أنحنت له وقالت بصوت متعب
-فجأة وجدت نفسي متهمة بالخيانة لتواطئي مع أمير تشونغ في محاولة قتل الاميرة ..
تصنع داي جو الجهل وأستراح لمعرفتها بحقيقة عمه ..
-خيانة ..كيف..
أون سون-هوجمنا من قبل قتلة وتبين أنهم أتباع الامير تشونغ فأمرت جلالتها بحبسي ..
داي جو -أرأيتي ..حذرتكِ منه فأبيتي الانصياع لي وأنظري لحالكِ الان لا زلتي تعتقدين إنه شخص جيد ..أراد إشعال حرب ..
أخفظت رأسها نادمة -لا أملك ماأقول ..أخطأت وخطأي شنيع..
"مهلاً لحظة ..تشونغ قائد المتمردين هل يعلموا بفعلته هم مستحيل أن يوافقوا على شخص يريد إثارة حرب ..هل غيروا خططهم أم إنه خدعني ليصل لمخبئهم ويقضي عليهم ..بئساً لكِ أون سون لو أخبرته لهلكوا جميعا ..أنا لا بد أن أرى الزعيم لأكتشف الحقيقة ..يكاد رأسي ينفجر لهول مايحدث "
-إفتحوا الزنزانة حالاً ..
أون سون -ماذا تفعل سموك !!
-أخرجكِ من هنا ..هيا ماذا تنتظرون..
-جلالتها ستغضب لفعلتك ..أنقذتني كثيراً..
-لا ذنب لكِ فيما يجري ..جلالتها سأعلمها بما حدث..
أُخرجت من الزنزانة وفي طريق خروجهم صادفهم أمير تشونغ ..
-أون جو جئت لإخراجك بماذا تورطتي؟
داي جو"لم يعلم بماحدث بعد..سأفاجأه فقط إنتظر "
أجاب عوضاً عنها -أخرجتها أنا حصل سوء فهم ..
قبض شعيرات من شاربه بين أصابعه وجذبها -سوء فهم..تعالي معي
إنحنت معتذرة-أرجو إعطائي بعض الراحة فأنا متعبة سموك ..
تشونغ-حسناً..
تركتهم ليتبعها وونغ في حين ضل الاميران يبحلقان ببعضهما بشرارة تهدد كليهما ..لا كلام بينهما ..إنحنى داي جو له وذهبا في طريقهما متوعدان إحراق الاخضر واليابس في سبيل التخلص من الاخر.
في طريقهما صادفا وانغ يو يجول في أنحاء القصر ..
-هل لي بسيفي رجاءً؟
قال بشئ من إلاهانة التي لم تهتم لها
-آه ذات الجمال المشوه ..هل برئوكِ؟
وونغ غاضبا -هيه..صن لسانك ولا تتجاوز الحدود..
أخذ سيفها من خاصرته ورماه عليها فألتقطته -شكراً..
-بل شكراً لكِ لحمايتكِ سموها..
مرت جانبه فقال بإهتمام-عالجي جرحكِ لا تبدين جميلة به ..
سبقها في سيره ولم يسمع ردها ..
وونغ-من هذا ؟
-حارس اميرة شيلا..
-لم أرتح له..عموماً..ما خطوتكِ التالية؟
-سأنام اولاً..علي التأكد من صحة تورط أمير تشونغ..
وونغ"لاتزال جاهلة ومخدوعة به..سأريها الورقة لتتأكد أكثر"
مهجع سونغ هي الجديد..
سوبين-ستكونين ملكة عن قريب لذا تمعني جيداً فيما سأقوله..
سونغ هي-كلي آذان صاغية مولاتي..
-القصر ليس مكاناً للضعفاء..عادي من يعادونكِ ولا ترحمي أحد إن رحمتهم فسيأكولنكِ..كوني قوية على الدوام حتى لو مررتي بصعوبات أبدا لا تضهري عجزكِ وإلا سيفترسونكِ من حيث لا تدرين خذي كلامي على محمل الجد هكذا عشت سقطت مرة فنهشوني ..إستعدت قوتي وأريتهم من أنا ولم يتجرأوا بعدها على أذيتي ..
سونغ هي-لن أنسى نصائحكِ جلالتك.."سأحكم بطريقتي الخاصة وسأخضع الكل تحت قدمي "
اليوم التالي..
عقدت الجلسة وبها إنصدم أمير تشونغ من التهمة المزيفة المنسوبة إليه ..كان يتقدم مجموعة من وزراء القصر الموالين إليه المتصافين جهة اليمين ..ووزراء آخرون موالين للامير داي جو يتقدمهم كبيرهم جهة اليسار..الملك على العرش وعن يمينه ويساره الاميران تاي جو وداي جو ..
-مولاي كيف تشكك بولائي لك..لن أجرؤ أبداً على إفساد صلحة إنتظرتها أنت سنين عديدة ..أرجوك حقق بالامر..
ناشد الوزراء الموالين له الملك-نرجوك جلالتك حقق بالقضية
أمام هذا الضغط وإشتداد إلتهاب حنجرته عجل بإنهاء الجلسة
-سأمهلك يومان لا أكثر
-جلالتك ..كم أنت رحيم..
صوب نظره لداي جو وكان في ثبات لا يبادله النظرات
"داي جو أعلم إنها فعلتك ..لن تتخلص مني ببساطة "
داي جو"إن لم تسقط هذه المرة سأقتلك بيدي ..كم حاولت قتلي لن أنسى ذلك ما حييت "
مهجع الاميرة سونغ هي
مكث أمامها يعلمها ما أكتشفه..
-القتلة مرسلون من قبل الملكة السابقة شو..تعرفت على وجه أحدهم..
صكت على أسنانها وقبضت يداها -تلك اللعينة..أخطأ والدي في إبقاءها حية..تكفر عن ذنوبها ..هراء..أمثالها يستحقون التعذيب حتى الموت..لا أضنني سأتخلص منها ..
وانغ يو-إتهم أمير تشونغ زورا فماذا ستصنعين..
-علمت أنه يمتلك قوة كبيرة في القصر..سأستفيد منه كثيرا إن أصبحت ملكة..سأكون أتباعاً لي هنا لن أضل وحيدة لا أحد سأعتمد عليه إن مات أبي..
-سننقذه إذاً..شخصية عظيمة لايمكن الاستغناء عنها..
تجهزت أون سون لرحلتها القصيرة التي ستعلم بها بحقيقة تشونغ وولاء المتمردين له..جهزت حصانها وونغ تأهب لما سيخبرها به
-سيدتي..هناك شئ أود إطلاعكِ عليه يخص أمير داي جو وتش..
قاطعته مستعجلة بالرحيل-دعه لاحقاً الوقت ينفذ منا ..جهز حصانك بسرعة..
أدخل الورقة التي أخرجها من جيبه ولم تنتبه إليها لإنشغالها بتجهيز حصانها وأستعدا للانطلاق متوعدا بنفسه أن يطلعها عليها أمام المتمردين..بعبورهم غابة قطع طريقهم رجلين ملثمين على حصانين تبعاهما لحظة خروجهما من القصر..توقفت و وونغ ليسألاهما عما يريدانه..
وونغ-من أنتما وماذا تريدان؟
قال أحدهم -نريد ماعندك سلمنا الورقة في الحال وإلا قتلناكَ
أون سون-عن أي ورقة تتحدثان..مؤكد أخطأتما بنا
وونغ -دعونا نمر لا أملك ماتريدان..
-إذاً سيكون عليك قتالنا..
أون سون ل وونغ-هل تعرفهما..
وونغ نافيا-كلا"تبا كشفوا إختفاء الورقة ..وكشفوا هويتي أيضا لن أسلمها إياهم..ليست فقط دليل لسيدتي بل أيضاً دليل أقدمه لسمو داي جو "رفض تسليمهم الورقة ففكرته هي إعلام أون سون بها بعدها سينتظر مخططاتها فهو مخلص لدرجة أنه لايستطيع إتخاذ خطوة بنفسه إلا بعد دراستها من قبل سيدته وإلا ستغضب منه وهذا ما لايريده..تأكد من تغلبه عليهما مع سيدته وبموتهما سيخبرها فوراً..ترجل الملثمان من على حصانيهما وفعل وونغ وأون سون المثل..
أون سون-أنتما مصرين..حسناً..لكما ماتريدان..وونغ أخبرني بأفعالك المخبئة عني عندما ننتهي..
وونغ-حاضر..
واجهت أون سون أحدهما ووونغ الاخر..قتال لم يستمر فترة طويلة قضت به على خصمها وأستدارت تساند وونغ لتشهد لحظة لم تتمناها أبداً..سقط وونغ مطعونا ببطنه ..هجمت على خصمه تمرغله بالتراب
-من أمركم هاا...قل لي أيها الوغد ..
-سمو الامير داي جو..
أفلتت يدها عنه - أمير..داي جو..لماذا
-سرق وونغ ورقة سرية منه وأمر بقتله كيلا يفضح مايخطط له إليكِ كي لا تعادينه إن كشفته..
أفلت نفسه منها مستغلاً صدمتها بالورقة التي تمكن من أخذها من وونغ..أحست بشلل يسري بجسدها كله حتى إنها نسيت تابعها النازف ..لم تعنها قدماها على الوقوف فزحفت لوونغ..
-وونغ..إبقى حياً لا تمت ..أنا آمرك..
ضغطت على جرحه لتوقف تدفق الدم القوي..حرك يده اليمنى يتلمس خدها المخدوش -س..سيدتي..أنا..أ..أحبكِ..
صرخت به وعيناها أخذت تذرف الدموع لأول مرة تحس بدموعها حين كان أتباعها يقتلون أمامها لم تذرف ولا دمعة واحدة بل تعتكف الصمت ليوم واحد ثم تعود كما كانت..لكن وونغ يحمل معزة خاصة بقلبها..
-أخرس..لن تموت ستعيش وتقاتل معي حتى نموت سوية..
-كم..أنتي طيبة أون سون..أنقذتني مرة ولم أستطع إنقاذك تمنيت الموت بين يدي من أحبها وتحققت أمنيتي..إنه إحلى من حلم لا أشعر بألم وأنتي معي..
تكاثفت دموعها وزادت ضغطها على جرحه..
-عديني ..عديني بعيش ماتبقى من حياتكِ كأمرأة عادية عديني لأموت بسلام..
-لن تموت..أعدك بعيش حياتي كأمراة عادية وسأرغم قلبي على حبك فقط عش..إن مت بمن سأثق ..مع من سأنام في غرفة واحدة وأنا مطمئنة أن لا أحد سيسمني..لأنك موجود لحمايتي..
-آه..لا..أستحق ما.ت..قوليه..إنا لست ببريء قتلت أبرياء ..وها أنا الان أستحق عقابي..أون سون..
إسمها آخر كلمة لفظها لتفارق روحه جسده لعالم آخر..رمت بنفسها عليه صارخة منادية إسمه ولا مجيب يسكن قلبها المفطور أحبته كأخ لها..لطالما صدقت إنه أخاها وأعجبتها تمثليتهما على الاخرين هذا لأنها تمنت وجود أخ بمواصفاته لم تخبره بما يكنه صدرها تحب التحفظ بها وإطلاقها حينما تشعر بتوفر وقت مثالي كالوقت الذي أعترفت فيه له بإرغام قلبها على حبه..حملت نفسها ذنب موته..تندمت لأخذه معها في رحلتها..تندمت لأنقاذه في أول يوم التقته..ندمها الاكبر عدم إعترافها له في وقت مسبق أنها ستحبه. بدء الليل يزحف وهي لاتزال مستلقية قرب جثته..حملت جثته فوق الحصان وأنطلقت بعمق الغابة تحفر له قبراً بيديها العاريتين وحتى إنتهت كان الليل في منتصفه..مسحت الدم عن وجهه فكت شريطة شعره المهداة من قبلها وربطت بها معصمها الايسر...عصابته التي أظهرت ندبة العبودية على جبينه عصبت بها جبينه وضعت سيفه في خاصرتهاودفنته في التراب ..وقفت قربه وتذكرت ماقاله وونغ "هناك شئ أود إطلاعكِ عليه يخص الامير داي جو"
-إذا ياوونغ كنت في غيابي تحقق بأمره..تحول سيمات وجهها لغضب وشراسة أنتظرت وقتا للتحرر من جسدها..
-داي جو..الليلة ستموت على يدي..وونغ سأرسل إليك روحه لتنتقم منه في عالمك..
إمتطت حصانها والقصر هدفها..إرتدت ثياب سوداء..لثمت وجهها لتكشف عيناها فقط..تسللت لمهجع الامير رأته واقف بلا حرس وحيداً يتأمل القمر..أحس بزمجرة شخص يقف خلفه..أدار جسده لمقابلة صاحب الزمجرة القوية..لم يتعرف عليه لكن راوده إحساس سئ بإنه يطلب موته من سيفه
-من أنت ؟
-أنا ملك الموت جئت لأسلب روحك...ً
لم يميز نبرة الصوت بعد-أرسلك عمي ؟
-بل أرسلت من الظلام لأقتلع قلبك..
هجمت عليه فتصدى هجماتها ويسقط اللثام عنها ليصيح بدهشة
-أون سون!!!لماذا
-نعم ..أون سون ستسلبك روحك لقتلك وونغ..
وثبت عليه ضغط على حد سيفها حتى تسربت قطيرات دم من راحة يده اليمنى-وونغ قتل!!وتضنينها فعلتي..أنتي مخطأة أون سون لاتبدين بوعيك..
-بل أوعى منك..رفسته في بطنه وأسقطته رفعت سيفها لتطعنه لتحس بضربة قوية على رأسها أفقدتها توازنها لتسقط مغشياً عليها وكان حارسه..دنا منها داي جو يتحسس نبضها..حملها بين ذراعيه لغرفته..في الصباح رفت عيناها ..ميزت الجالس بقربها..سحبت بحذر خنجراً من تحت ملابسها وقفزت على داي جو واضعة خنجرها على رقبته..
-مصرة على قتلي..وونغ قدم مساعدة كبيرة لي بغيابك..أنقذ وزراء مخلصين للملك والمملكة أراد عمي قتلهم وكشفه وونغ فكيف لي أن أقتله..
-أنت مخادع كعمك لن أستمع لأحد من الان وسأفعل كل شئ بطريقتي..وونغ سرق منك ورقة سرية وعليها قتلته هذا ما أخبرني به قاتله ذكر إسمك كيف تفسر لي الان براءتك
-لا بد إنها خدعة من عمي..يعلم نقطة ضعفك وهو وونغ كونه أخ لك كما يعرف..ضن إن قتله ستقتليني لتثأري لأخاكِ وبهذا يتخلص مني أمعني التفكير..مستحيل علي قتله ..قال لي بغيابك إنه سيحقق بأمر عمي ليكشف خبثه لكِ ويأتي بدلائل تطيح به..
-لمَ لم يخبرني إذاً..
-ربما أراد التأكد من صحة الامور قبل إخبارك ..لديه أسباب تخصه
بدا ماقاله منطقياً فرفعت خنجرها عنه وجلست على ركبتاها..رفع نفسه من على الارض وقال -إبقي في غرفتي..أوضاع القصر مضطربة من المحتمل أن يقوم عمي بشئ ..سيتخلص من كل معارفي ..لازمي غرفتي..وتناولي طعامكِ ريثما أطلب منكِ المغادرة لمكان آمن..
تركها في حيرة لتنقض على الطعام تسد جوعها وتسكن آلامها.
مرت ساعات خرجت فيها تريد رؤية تشونغ "سأمثل عليه وإستدرجه في الكلام..سأرى ردة فعله حين اخبره بموت وونغ وياويله مني إن هو قاتله ..مشتهية اللحظة سفك الدماء أما أنت يا تشونغ أو داي جو "وصلت لمقره..أرهفت سمعها لكلامه مع رجاله
-قتلت وونغ مولاي..ستثأر له من داي جو..
تشونغ ساخرا-تلك الغبية تسهل علي أصعب الامور جاهلة مايحدث إن قتلته سأطلب منها التخلص من كل الموالين لداي جو ههها..
رفست الباب لينكسر وتدخل هي شاهرة سيفها أمامه..قال أحدهم-كيف تتجرأين على الدخول بهمجية وإشهار سيفكِ أمام صاحب السمو..
نظرت لوجه القائل لتتعرف عليه من عيناه-قاتل أخي..
صوبت سيفه ناحيته وذبحته فأستل الحاضرون سيوفهم لمهاجمتها وباتت الغرفة ساحة معركة..تولى فيها تشونغ الهرب من باب سري في الحائط ..أرادت الدخول إليه فمنعوها وأنتقلت المعركة خارج الغرفة ..أصيبت بجرح في ساعدها الايسر ..حوصرت من كل الجهات ..لاح أمامها بصيص أمل في النجاة بحصان يقوم شخص ما بتجهيزه للخروج..سرقته منه وعبرت به البوابة..رأى داي جو الشخص على الحصان ..سأل خادم ما -ماذا جرى في القصر ؟
-تعرض صاحب السمو الامير لتشونغ لمحاولة قتل من فتاة ..
-اللعنة..لقد ضاعت مني أون سون ..كيف سأجدها الان..
جاءه حارسه -مولاي ستعقد الجلسة الان فلتسرع..
-ماذا..تبقى يوم وتعقد لما عجل جلالته هل يعقل عمي وجد دليلاً بهذه السرعة...فشل مخططي..لكن لن أستسلم..
إقيمت الجلسة وتم إبطال التهمة الموجهة إلى الامير تشونغ من قبل شهادة وانغ يو ..مفاجأة أطلقها الملك..خلع ولي العهد تاي جو من منصبه لاثباته إنه غير مؤهل للحكم وتتويج داي جو بديلاً عنه وإعلان زواج الاميرة سونغ هي من ولي العهد الجديد من بين معارضين ومناصرين تمكن الملك من إخماد ثورتهم وما لا يستطيع إخماده لهيب الحقد المتأجج في قلب تشونغ.
توالت التبريكات لولي العهد الجديد لكن قلبه غير مطمأن ..
-يونغ هو سأستعين بالمتمردين الان وبكل أتباعي من قبائل "..."عمي لن يسكت على تتويجي..إنه يعد العدة للهجوم علي
يونغ هو-سنستعد للمعركة..بالمناسبة اميرة سونغ ستتزوجها حقا إنها أصل الصلحة..
-نعم سأتزوجها إسمياً فقط بعدها سأخلعها
-إن خلعتها سيبطل العهد بيننا وبين شيلا..
-نعم ستبطل لانني سأضم شيلا إلينا ولن يكون لإسمها وجود..شخص واحد يستحق أن يحكم معي وهي أون سون..لم أتمكن من إخبارها إن والدتها تبحث عنها..
يونغ هو-هذا لاننا علمنا بحقيقتها متأخرين..ولم تتوفر الفرص أمامك
-إرسل رجالنا للبحث عنها..وعدت أبويها بغيابها أنهم سيرونها كما سترى أهل قريتها..
عودة للاحداث السابقة من الرواية..
في رحلة الصيد التي أقامها داي جو نصب خيامه في إحدى التلال القريبة على قرية أون سون..نزح لهذا التل أهالي القرية وهناك إلتقوا بالامير وحكوا له قصتهم ولما طال إنتظار سماعهم بالنصر فقدوا آمالهم ليمد لهم يد العون نوى الهجوم على القرية وإستردادها لكن يونغ هو منعه من إثارة حرب يسخط فيها والده عليه ويستنزف دماء خاصة إن القبيلة المهاجمة على القرية تمتلك قوى عظيمة لايمكن للملك حتى إن يأتي على ذكر إسمها بالسوء وإلا ثارت ضده. قام بترحيلهم بحرا لاحدى المقاطعات الموالية لمملكتهم بالتعاون مع حاكم تلك المقاطعة وتم ذلك سرا ..والدا أون سون رفضا السفر معهم فآمالهم لم تنقطع بحياة إبنتهم ولم يعلم إن أون سون زعيمة القرية الا من جوونغ في آخر إجتماع لهم (بارت15).
طلب أمير تشونغ مقابلة اميرة سونغ هي يشكرها على صنيعها خاضا نقاشات عدة ليصل للمفيد
-جئتي هنا لتكوني ملكة..يؤسفني القول إن أمنيتكِ لن تتحقق
سونغ هي-سأصبح زوجة ولي العهد الجديد كيف لن اصير ملكة
تشونغ-داي جو لن يستلم العرش وفرضا أصبح ملكا..لن يتزوجكِ وبهذا أما تعودي لمملكتك وتقضين حياتكِ كأميرة أو كخادمة ..
سونغ هي-أفهم من قولك..أنك المالك الشرعي للعرش ..
تشونغ-ذكية..قرب اليوم الذي سأستلم فيه الحكم ..تصوري ماسيحدث لكِ..
سونغ هي-أنقذتك..ولن تردي لي الدين؟!
إبتسم لها-بالطبع سأرد لكِ دينك أطلبي ماتريدين..
فكرت مليا بمصيرها هي لاتحب لاتاي جو ولا داي جو وكلاهما لن يحكما ومجيئها لهذه المملكة لتحقق حلم والدتها ووحلمها والطريق أمامها واضح..لن تعود لشيلا لتموت على يد ملكة شو ..
-أنت لست بمتزوج ..فأجعلني زوجتك بمعنى ملكتك..
-ماذا ستقدمين لي ؟
-وريثاً يحمل إسمك..
وبهذا ضمنت سلامتها ومركزها ليتعهد لها بالزواج وعن طريقه الزحف لشيلا سيقدم له على طبق من ذهب بيديها الناعمتين.
يتبع
لا أحد يعاديني ع موت وونغ حتى انا انقهرت😢لكن. لابد من قتله👿اسفة
الفصل السابع عشر والأخير من رواية
صراع الأفاعي...
تاليف #Daisy
"أنا أون سون يفعل بي هذا..أخدع من قبل أمير تشونغ؟منذ متى أرتكب الحماقات..كم أشفق على حالي..لم أتعرض للخداع في حياتي..كدت أرتكب ذنبا لايغتفر أشرفت على أخباره بمعقل المتمردين ..لو أخبرته لماتوا الان بسببي بسبب غبائي..أطلق الوعود فقط وأتباطئ في تنفيذها..ماعدت أميز المفسد من المصلح كلهم سواء مستترين بساتر من العفة والطهارة وجوههم تفصح عن شىء وقلوبهم عن شىء آخر.. أيتها الشامان أخبرتني يوما بأني أما سأكون نورا للأمة أو لعنة تلعنها ألاجيال ..قبل اليوم لم أصدق لكني أدركت الآن إن كان رجلا لا يقوى على النهوض بأمته فسأقوى أنا..سأنهي ما بدأته..حان وقت تنفيذ وعودي..أمي أبي تأخرت بإيجادكما..أعلم أنكما بخير ..سأجدكما وأهالي قريتي مهما طالت السنوات" تناولت ثيابها المغسولة من قبلها من على حبل في غرفة إستأجرتها في نزل قديم مماتحمله من مال إحتفظت به في جيوبها مدة طويلة..عصبت جبينها بعصابة وونغ لفت شعرها بالكامل وغرست فيه دبوسا أبيض ..سيفيها عن يمين وشمال خاصرتيها..إستعدت للإنطلاق نحو معقل المتمردين..ترتشف حقيقة الأمير من يتبعوه..في سيرها بين الناس..رأت مايرثى له قلب بشر..متسولون..ذاك من يسرق يسد به جوعه وذاك من يستجدي عطف الناس وهناك النائمون فوق التراب لا يسقف يقيهم برداً أو حراً..نارٌ تلظت في حناياها..إنقبضت روحها لرؤيتهم يعانون..نبلاءٌ بثيابٍ من حرير مروا جانبها..رفس أحدهم جائع تشبث برجله يستجديه وآخر شتمه..كم ودت لو تقطع روؤسهم وهم في مكانهم خطوات قليلات بينها وبينهم فلما التردد ألم تكن يوماً تقتلهم وتسرق مالهم وتحرر العبيد فما إلاختلاف الآن "تماسكي أون سون..لاتفقدي صبرك..طفلين ينظران إليكِ لن أجعلهم ينظرون للدم..في وقت آخر إقتليهم "مشت خطوات لتسمع رجلين يتناقشان بأمور السياسة وعندما ذكرا إسم الامير داي جو توقفت للاستماع
-توج ولياً للعهد إنه خائن لا يستحق
قال المناصر له-التهم الموجهة إليه باطلة لابد وهناك من لفقها عليه إنه خير رجل للامة..
-بل صاحب السمو تشونغ من يستحق العرش
-ماذا فعله لك ها..إنه أس الفساد في مملكتنا..جميعكم مخدوعون به..لن أخشى التكلم عنه بالسوء إن أرادوا قتلي فليقتلوني لم نرى خيراً منه ولا من غيره..
-ستندم على كلامك ..الشعب قريبا سيثور مطالبين بحكم سمو تشونغ..
-أبسبب بضعة نقود أعطاها لفئة قليلةٍ من الناس باتوا يحبونه عجبا لكم من شعب ..أمتنا ستضيع بسببكم يا جهلة..عقولكم متحجرة تأبى الانفتاح ..
"عقلي متحجر أحسنت قولاً..أنا واحدة منهم سمعت كلامه وأنخدعت به..ثم أي خيانة آه لو بإمكاني العودة للقصر لأعرف ماجرى بغيابي"ً
مرت صدفة جنب بضاعة صاحبتها تبيع زينة للنساء..خطف نظرها دبوس شعر أحمر اللون..لمسته بإبتسامة تشتهي شراءه..أخرجت ماتبقى لها من مال لتحس بطفلين منعت نفسها بسببهما عن قتل النبلاء يجران أسفل ردائها..-نحن جائعان..إعطنا بعض الطعام ..
رمت مابيدها "ماذا دهاني..هناك من يموت جوعاً وأنا دنت نفسي على شئ تافه كهذا لافرق بيني وبين النبلاء الخونة بتصرفي "
-خذا هذه النقود وإشتريا ما تحتاجان إليه
أعطتهما مالها عن طيب خاطر لتحرم نفسها مما تشتهيه أي فتاة..واصلت السير ويا لسعد حظها..والدتها تمشي بسرعة أمامها من يفعل خيراً يلقى خيراً وبفعلتها المسبقة وجدت الخير بلقاء والدتها..تبعتها فصل بينهما مرور عربة قفزت فوقها وأكملت مسيرها..دخلت والدتها زقاقاً ضيقاً وبعدها لمنزل حجري صغير كان سيد تشوي يحد بعض السيوف في غرفة أثاثها بسيط لكن فيها مايحتاجانه من فرشٍ ونضد وموقد صغير..جلست زوجته جواره ترتب ملابسهما ..سألها سيد تشوي ..
-إستطعتي دخول القصر ؟
-هذه المرة لم أستطع منعوني من الدخول..هناك شئ يجري داخل القصر وسيرة خيانة سمو داي جو على كل لسان..
توقف عن شحذ السيف هائجاً-هراء ..خيانة..لن يرتكب جرماًفظيع كهذا لابد وأنها تهمة باطلة ليمنعوه عن الحكم..
-إن كان ماسمعته صحيح فلن يقدر على إيجاد إبنتنا..
-جئت إليكم بنفسي لا داعي له..
قالتها وهي تدخل..لم يصدقا مايريانه تركا مابيدهما ووسعوا من خطاهم يحتضنانها ويقبلاها..لم تسكت والدتها عن البكاء..
-كيف..كيف وجدتنا؟
أون سون بمزاح خفيف-دلتني الرياح عليكما..كنت أسير في الشارع ورأيتكِ تسرعين في المشي فلحقتك..
سيد تشوي-لاتعلمين كم بحثنا عنك..قالوا لنا إنكِ متِ لم نصدق بل آمنا بإنكِ حية في بقعة ما من هذه الأرض..
نظرت لوالدتها المستمرة في البكاء قبلت رأسها-أرجوكِ توقفي عدت إليكما..بحثت عنكما وأهل القرية لم أحصل على أية معلومات رأيتكِ يا أمي أول مرة في القصر وكم إرتحت لرؤيتك
-القصر!!!ماذا كنتي تفعلين هناك؟
-آه..إنها قصة طويلة..دعوكم مني ..قصا علي ماحدث ..
جلس الثلاثة وراح الاب يتحدث-ضللنا نرقب قدومكم لكن بلا فائدة ..لم يأتي أحد منكم ثار ألاهالي وبرروا عدم عودتكم بموتكم..رفضوا البقاء أكثر فالجوع والبرد هلكنا الخوف سيطر علينا.. حتى رحلنا مع الجميع وفي أعماقنا رفضنا ووالدتكِ فكرة موتك متأملين خيراً حتى أنقذنا من قبل أمير ..
أون سون-أمير!!!
-صاحب السمو ألامير داي جو
سرت قشعريرة في بدنها علمت لحظتها مدى الحماقات ألتي إقترفتها ناحيته-ماذا كان يفعل هناك؟
الام-كان في رحلة صيد في مكان قريب لقريتنا..هناك ساعدنا حتى إنه قرر شن هجوم وإستعادة القرية بيد إن قراره المتسرع رفضه أخاه وأتباعه لأن هذا سيوتر العلاقات بين الملك وتلك القبيلة..
سيد تشوي-أهل القرية رحلوا على متن قوارب إلى مقاطعة"..."الموالية للملك بإتفاقية عقدها بينه وبين حاكم المقاطعة سراً..بإستثنائي ووالدتك قررنا البقاء والبحث عنكِ..
الام-عندما رأيتني في القصر كنت ذاهبة لرؤيته لأطلب منه إيجادك ولم أوفق برؤيته..وفي زيارتي الثانية رأيته ..
أون سون"هذا يفسر معرفة إسمي له ضل يناديني بإسمي الحقيقي"
أكملت الام بسرور-آه كم أود رؤيته الان لأخبره بأنكِ معنا الان..
سيد تشوي-إنه شخص صالح لولاه لهلكنا في ذاك اليوم..
أون سون-وأهل القرية هل هم بخير الان وأنتما كيف تدبرتما أموركما؟
سيد تشوي-إنهم بأفضل حال أخبارهم لم تنقطع لو بقوا في مملكتنا لربما تشردوا وقتلوا..تعلمين أوضاعنا كم هي سيئة..
ألام-لم يقصر سموه معنا أبداً..يرسل لنا من يرى حاجاتنا ويساعدنا في المؤن غير إن والدك حز ذلك في نفسه يأكل من جهد غيره فعاد يصنع السيوف ويبيعهم وسموه لم يقطع بنا مع هذا..قومي لترتدي ملابس أفضل حالتكِ مزرية وملابسكِ رثة..
أون سون وهي تنهض-ملابسي لازالت معكِ ؟
-نعم..
سيد تشوي-حصلت أشياء عديدة معكِ..صحيح؟
أون سون-أكثر مما تتصور..سأخبركما بها بعد قليل
الام-وأين تابعكِ وونغ..لقد أحببته..
إمتقع لون وجهها وتذكرته كيف مات فجف حلقها وقالت بصعوبة وهي تتجه نحو غرفة ..
-قُتل..
تبعتها والدتها تعزيها فيما هي فيه..خلعت ملابسها فأقتربت والدتها تتفحصها وتقول برنة باكية..
-حبا لله..تشوه جسد إبنتي الغالية..ضهركِ يدكِ ووجهكِ الجميل أيا لسوء حظك..كيف لفتاة تتحمل كل هذا ألاذى هااا..
-أمي..تعودت ..من يسعى للتغيير وإلاصلاح عليه أن يضحي ..
-على حساب جسدك..فعلتي مالم يفعله الرجال ولا أدري هل أفرح أم أبكي لحالك..من هم بسنكِ تزوجن وأنجبن..
-إن ضلت النساء تعتمد على الرجال لهلكنا..لم نخلق فقط لنجلس في البيوت وراء جدران عفنة بل لهدف أسمى إن كانت لدينا قدرات لمَ نكتمها ..يا أمي الحياة صعبة كل ماعلينا هو القتال للنجاة هذه آرائي وهذه معتقداتي ..
-كنت مثلكِ يوماً ورثتي مني صفاتي وأحلامي ألتي لم أحققها أدركتها تواً ربما لو توفرت لي فرصة لكنت أعظم مقاتلة ههه
-شكراً لتوريثي هذا منكِ..
تكلم أمها بشئ وعقلها في عالم آخر"أخطأت بحقك أمير داي جو تسرعت في الحكم عليك أنقذت عائلتي وحاولت قتلك لو قتلتك وعلمت حينها بأفضالك لقتلت نفسي صدقاً كنت سأفعلها..لا ينفع الندم الان ..أون سون إنهي مابدأته ..صححي أخطاءكِ..إنتقمي لوونغ وكل من تأذوا وقتلوا..سددي ديونك المتراكمة لصاحب السمو ..فلتبطشي بطشتك وتكوني نوراً للأمة..لأموت وأنا سعيدة لإنجازي شيئاً في الحياة ..تضحيتي لأجل الخير.."
لبست رداء أسود بنقوش بيضوية ذو أكمام طويلة مفتوح من الجانبين يصل تحت ركبتيها ملفوف حول خصريها شريط بنفسجي وبنطال أسود لم تنسى تعصيب جبينها بعصابة وونغ ورفع شعرها بالكامل فبدت كهيئة رجل تماماً..جلست معهم لتناول الطعام وماإن أنتهت حتى أعلنت لهما قرارها..
-أبي..أمي..سأفارقكما مرة أخرى..
إنفعلت والدتها-ل..لماذا لانصدق أننا رأيناكِ..
كان والدها هادئاً كأنه يعرف ماتكنه..
-سأرد ديني لصاحب السمو أمير داي جو..أخطأت بحقه كثيراً وأردت قتله أيضاً بتهمة باطلة..
سيد تشوي-أون سون..إذهبي إلى هوانغ..
إتسعت عيناها دهشة ودخل السرور قلبها ِ
-م..معلمي..إنه حي؟
-نعم حي يرزق كان يبحث عنكِ كالمجنون ..بعت عدداً من السيوف لرجاله قبل أسبوعان ولم أدري إنهم أتباعه حتى جاء إلي وأخبرته عنكِ..
-إنقطعت رسائله عني فجأة حتى شككت بحدوث شئ له..أين يمكنني لقاءه
-مركز تجمعهم في وادي يطلق عليه وادي الوحوش..طمأنيه عليك وسيمدكِ أيضاً بالرجال ..إنه خير رجل لكِ يا أون سون..
أُحرجت مما قاله-أبي..لازلت مصرا على فكرتك..
-نعم..لن أجد من هو أفضل لكِ منه..
تطفلت الام-هناك ألامير داي جو..تقربي منه سيجعلك ملكة..
قال سيد تشوي بغير رضا -إياكِ وفعلها نحن نقدم خدماتنا لأرضنا ليس من أجل الثروة والشهرة..لاتدعي السلطة والجاه يغريانك فتتجبري في الارض كما فعل أسلافنا..ولدنا بسطاء وسنموت بسطاء..لا تشتهي مايضرك..تذكري قولي..
-أعلم أنكما تودان رؤيتي سعيدة مع زوج صالح ككل الفتيات وهذا من حقكما إلا إنني تعودت على الحرية وماأنا فيه وحين أقرر سأخبركما لتقررا عني من أتزوجه ..سأترك لكما هذه المهمة
ألام بإصرار-تزوجي عن حب أرجوكِ..كم أتمنى هذا
-الحب ليس من أولوياتي..إنه حاجز يمنعني من فعل ماأرغب إنه سجن تحررت منه بشق الانفس ..أنا أعلم بنفسي منكما فخير لي الابتعاد عنه وتركه لإصحابه..أنا إمرأة نذرت نفسها للخير..للوطن ..للشعب ..لاتحرماني نشوة إلانتصار التي أشعر بها في كل مرة أنتصر فيها..
إنحنت لهما وقامت-سأعود إليكما..إنتظراني..
بكت والدتها وعانقتها كما فعل والدها لتفارقهما ونفسها تأمل تحقيق نصر تنتشي منه سعادتها ألابدية.
القصر..مهجع الامير داي جو..
يونغ هو-أفراد من الشعب ثائرين لتتويجك ويدعونك بالخائن المغتصب عرش أخيه..ليس هذل فقط بل يطالبون بتتويج عمنا ..
كان هادئاً بشكل مخيف..يتوقع زوبعة تودي به لمكان سحيق..قوة عمه وحيله في الخداع لايستهان بها..طرق الخوف قلبه ماذا لو خلع من حوله جلودهم وبانوا على حقيقتهم كأفاعي تنتظر يومها لتخرج من جحورها لينقلبوا عليه.إن تحققت مخاوفه فقوته ستتلاشى وعندها لن يقدر على إيقاف عمه ولا أمثاله..لايملك من خطة سوى الصبر..
داي جو-توقعت مايحدث..يدس جواسيسه بين العامة ويثير الفتن بيني وبينهم ..
تنهد مغمض العينين -جلالته صحته متضررة جداً أخشى إستغلاله من قبل عمي..صعبت ألامور علينا يونغ هو..لأول مرة أشعر بالاحباط واليأس..
-لم أتعود على رؤيتك تعاني..تجلد أخي فخلفك قوة ستسحق من يتجرأ عليها..مايؤلمني حديثهم عنك بالسوء هل نسوا أفضالك بهذه السرعة..
دخل الحارسان الشخصيان لداي جو ويونغ هو ..قال أحدهم بإنفعال-حصل إنقلاب سموكما..
يونغ هو-إنقلاب!!!
قال الثاني-الوزراء والمستشارين الموالين لسموكما إنقلبوا عليكما ويطالبون بتنحية سموك داي جو..
ضرب يونغ هو الطاولة بعصبية-أولئك الخونة..لاشك أنهم هُدِدوا ..
أضاف ألاول-وعقد جلالته جلسة لمناقشة التهم الموجهة إليكما يطالب بحضوركما فوراً ..
تحققت مخاوفه وهاهو ينهض الآن بكل ماتبقى له من كبرياء لا يملك له سوى طاعة الملك..قال لحارسه..
-خذ رجالي وأذهبوا إلى المتمردين لايبقى أحد منكم هنا وإلا قتلتم ..
-مولاي..وأنت لن نغادر بدونك..
-لن أضحي بكم أكثر..ولن أقول المزيد غادر..حتى أنت أخي إفعل مثلي..
يونغ هو لحارسه-أطلب منهم الرحيل مع رجال أخي..وأبقى أنت إلى جواري..
خرجا ليقول داي جو برنة أمل-سنحاول تبرئتنا وإن لم تنفع محاولاتنا فهناك من سينقذنا..آسف أخي لجرك معي
"أون سون ليتكِ هنا أحتاجكِ حقاً ..أين أنتي"
يونغ هو-أخبرتك سابقاً لاأفعل هذا لرد دينك لي كلا بل لأنك أخي
توجها للقاعة وقبيل دخولهم إلتقوا بعمهما إنحنيا له ولولا قيمهما ومبادئهما المفروضة عليهما في إحترام الاكبر سناً لهجما عليه وسووا به الأرض خزهما بنظراته المتعالية ليقول بإبتسامة فوز
-ولى زمنكما..ستسقطان في القاع ولن يقدر أحد على إنتشالكما
داي جو -سنجرك معنا ..
-كيف بإدلة مزيفة..أو دليلك على أني أرسلت قتلة لقتل يونغ هو
-شئ مثل ماقلت..
ضحك بخبث وهو يسحب شيئاً مخبئ في جيب ردائه..
-أملك ماتزعم أنه دليلك ضدي..
فغر يونغ هو فاهه عجباً بينما داي جو أخفى مايخالجه من إنفعالات ..نفس الدليل الذي حصل عليه داي جو بتحقيقاته المستمرة عن كشف من حاول إغتيال يونغ هو ..بين يدي عمه
تشونغ-أرى أنك تتسائل من أين حصلت عليه ..سأجيبكما بما أن أمركما إنتهى ..دسست بين رجالك جاسوس وهو من أتى لي به وهو في طريقه الآن لقتل رجالك..كم أشفق عليهم أميرهم لاقوة له الان لإنقاذهم..
إختفت ضحكاته الشريرة وهو يدخل القاعة بينما الاميران متسمران لايقويان على الحركة..أتى حارس يونغ هو فأخبره سيده
-خذ ماتبقى لنا من رجال هنا وأتبعوا رفاقكم جاسوس عمي ورجاله في طريقهم للقضاء عليهم..أسرع..
إستدار لداي جو-لما أخبرنا عمي بمايخطط إليه ..
-لأنه متأكد من فوزه لندخل..
دخلا وألاعين تنهشهما من كانوا موالين لهما يوماً ناكسي رؤوسهم نادمين لفعلتهم ماذا يصنعون وقد هددوا بقتل عوائلهم وسرقة إرثهم.. الخيانة هي من ستبقي على حياتهم..في مكان آخر رجال أمير داي جو إستعدوا للإنطلاق إلى معقل المتمردين خرجوا من مركزهم ويضهر لهم من العدم رجال أمير تشونغ وبينهم جاسوسه فطن حارس داي جو الشخصي لماسيقومون به أعطى الأمر لرجاله بالقتال لتدور معركة شرسة قتل فيها نصف أتباع داي جو حتى جاء المدد..رجال الامير يونغ هو بسهامهم الطائرة أردتهم قتلى قفز حارس داي جو على رفيقه الخائن الذي باع نفسه لأمير تشونغ وطعنه..فر من بقي حياً وبقي آخرون جثثاً ترقد رقدتهاالاخيرة ..جمع رجال الأميرين جثث رفاقهم على ضهور أحصنة وفروا حيث سيجتمعون عند المتمردين.جثا ألاميران على ركبتيهما مرهفان السمع لما سينطق به الملك وعوضاً عنه أخذ أمير تشونغ زمام المبادرة ..
-جلالتك..هذان إلاثنان متهمان بالخيانة إنها لجريمة عظمى ترتكب من قبل صاحبي السمو..
الملك وهو يجاهد في الكلام لتكاثف المرض عليه-وما دليلك على خيانتهما؟
-إنهما متواطئان مع المتمردين أولئك الخونة الذين قتلوا نبلاء المملكة وينادون بإسقاط حكمك ..ألا يعني من فعلتهما إنهما يريدان العرش ..إنهما يسيئان إليك..جلالتك..
داي جو-طلب جلالته دليل فأين دليلك؟
أشار تشونغ لحارس بالدخول معه رجل مربوط بالحبال يتعثر في مشيه لمافيه من تعب وإرهاق إثر تعذيبه المستمر
-هذا واحد منهم قبضنا عليه وهو يتسلل للقصر يريد مقابلة أمير داي جو جعلناه يعترف بكل شئ حتى عن مكان تواجد المتمردين..
نظر الاميران له وكما ضنا كان فعلاً منهم ..يأس يونغ هو بإعتراف هذا الرجل عليهما وعن مكان تواجد المتمردين فنسبة نجاتهم صفر إن تم محوهم فمن سينقذهم وقد علقوا آمالهم بهؤلاء الرجال.
أكمل تشونغ-ليس هذا وحسب قام بترحيل قرية كاملة إلى مقاطعة"..."متعاقداً مع حاكمها بتقديم مؤن وتلبية حاجات أهالي القرية من مالنا الخاص بدون إذن منك جلالتك ..أوليست هذه بخيانة..
قال داي جو مدافعاً-إنهم أبناء أرضنا وواجب علينا كسوتهم لإننا حكام هذه الأرض..فعلت فعلتي لعلمي أن لامكان لهم هنا من سيستقبلهم من سينقذهم مماهم فيه إن لم نكن نحن إخوتهم..
تشونغ-ولماذا أتممتها سراً؟
-لأني أعلم أن جلالته سيرفض توفير أرض لهم لضغط الوزراء عليه
تشونغ-جلالتك..أسمعت كيف يتحدث إنها إهانة لك يشك بقدرتك على التعامل مع شعبك..يريد أن يبرهن لك أنه خير منك أهلٌ للحكم عنك..
يونغ هو-جلالتك أرجوك لا تستمع إليه لم نقصد سوى فعل الخير إنه يحاول إثارة الفتن والقلاقل بيننا..
تشونغ-أسمعت كيف يتحدث هذا الإبن العاق ..مولاي إنطق بحكمك..
ردد الوزراء والمستشارون بصوت واحد-جلالتك..إنطق بحكمك
الملك -تملكان ماتدافعان به ؟
أقر داي جو بهزيمته وحتى لو حاول تبرير أفعاله فلن يسكت ألافواه التي تنادي وتطلب سقوطه ..
-لا أملك ولكن إعلم جيداً إني مافعلت هذا إلا لحمايتك..ضع كل الملومة علي لاعلاقة لأخي يونغ هو بي..
يونغ هو-كلا..ماذا تفعل..
قال أحد الوزراء-جلالتك بموجب قانون البلاط العقوبة هي إلاعدام
بدأ الملك بالسعال بقوة يريد تأجيل الجلسة لوقت آخر حتى يتسنى لولديه الإتيان بحجة تبطل كل التهم الموجهة إليهما لكن غلبه المرض أغمي عليه فأمر تشونغ الحرس بحمله لغرفته وإستدعاء طبيب..إقترب من داي جو وقال
-من لايعي لعبة السلطة لا يستحق الحكم ..لم تلعب جيداً لذا لاتستحق الحكم..خذوهما للسجن الآن..
داي جو بإنفعال-جلالته يحتاج إلينا نريد البقاء بجانبه..
-مايحتاج إليه هو أنا والطبيب ..ماذا تنتظرون خذوهما..
يونغ هو-لم ينطق بالحكم علينا بعد ..لن تفعل هذا..إبتعدوا ..
جاء الحرس وأخروجهما قاومهم يونغ هو وراح يشتمهم ويلعنهم -أيها الخونة الحقراء نحن الاميران داي جو ويونغ هو ماذا تضنون أنفسكم فاعلون ..
تمكنوا منه وساقوهم لسجنهم.بقيت ملكة سوبين بجوار الملك وهي خائفة ترتعد تدعو أن يصحو وينقذ ولدها مماهو فيه ..
-أيها الطبيب ماحالته..؟
إصفر وجه الطبيب -لن يعيش اليوم..أنا..آسف..
بدأت بالنحيب ..دخل عليهم تشونغ قائلاً للحرس
-رافقوا صاحبة الجلالة لغرفتها وأمنعوها من الخروج..
سوبين-ماتضن نفسك فاعلاً ها..أنا الملكة من أنت لتحبسني..
تشونغ-ستمكثين بغرفتك وحتى آمر بخروجك ستخرجين خذوها..
إقتربوا منها ليسحبوها فنهرتهم -سأمشي لوحدي..تشونغ لن تسلم من هذا ستكون نهايتك شنيعة ثق بكلامي..
خرجت ليقترب من سرير الملك يجلس قربه
-مولاي..أولادك خانوك أنا الوحيد المتبقي لك..سأحمي العرش بكل ماأوتيت من قوة ..أخرج ورقة من جيبه ..-كل ماأحتاجه هو ختمك لأتمكن من حمايته وإلا أعوان داي جو وغيره من أعينهم على العرش سيسلبونه منا ويدمروا أمتنا..
قال الملك برنة ألم وقهر-ناولني الختم..أولادي جلبوا العار لأسيادنا ..أعطاه الختم وختم أمر تتويجه كملك من بعده..
-إحميه جيداً ..إحمي مملكتنا عدني..
أمسك تشونغ بيده -لاتقلق ستكون بإمان بين يدي..
تلاشى النور من عينيه أسبلها ولفظ أنفاسه الأخيرة ليبدأ عهد جديد من بعده عهد الملك تشونغ-أنتظرت هذا اليوم سنين طويلة أرقد يا أخي بسلام..صاح بأعلى صوته مدعياً الحزن ليعلم الجميع بموت صاحب الجلالة..جلس على عرشه مزهواً بنفسه آمراً بإعدام داي جو ويونغ هو.لبسوا ثوب الحداد من العامة من حزن لموت الملك ومنهم من لعنه وتمنى له حياة الجحيم بسبب ماجاء به إليهم من فقر وبؤس ومذلة.
عاد حارس داي جو متخفياً في ضهيرة اليوم التالي أفقد رجلان ممن يحرسان وعيهما ودخل محدثاً سيده وراء القضبان..
-مولاي لم يتبقى الكثير منا قتلوا على يد رجال سمو تشونغ إنهم في طريقهم للمتمردين لوضع خطة إنقاذ سموكما..
داي جو -فات الاوان عمي أرسل رجاله للقضاء على المتمردين يعلم بموقعهم إذهب وأعلم زعيمهم ليتركوا مكانهم لآخر ..
-وأنت مولاي..س..سأخرجكما عند عودتي..
يونغ هو بيإس-هذا إن لم نعدم الآن ..
مضى الحارس في طريقه كما مضت أون سون تبحث عن وادي الوحوش بدأ الليل يلقي يطغى على السماء وهي لاتزال على حصانها تطير به بلا كلل أو تململ"وونغ..ليتك معي في رحلتي ليتني أخبرك السبب الحقيقي لرفض حبك وحب من قبلك لي ليتني أخبرك أن من سأقابله هو حبي من الماضي هو مرضي الذي شفيت منه بعد معاناة..نعم كان حبي مرضاً لهذا خشيت التعلق بأحد إلى جانب إنه يعيقني عن مسعاي فهو المرض الوحيد الذي أصبت به..معلمي هوانغ..شفيت من حبك بعد رحيلك هل ياترى سيعود مرضي لولا إني أحتاجك الآن لما قطعت كل هذه المسافة "وصلت للوادي الموحش ربطت حصانها بجذع شجرة وذهبت حيث ناراً مشتعلة في كومة أخشاب..
-مرحباً هل من أحد هنا..سمعت أصوات خشخشة بين الاعشاش فأستلت سيفها..ست أشخاص على وجوههم أقنعة لوجوه حيوانات ويمسكون رماح زمجر أحدهم-من أنت ؟
-جئت لمقابلة الزعيم هوانغ ..
-لا أحد هنا بهذا الاسم لن تخرج من هنا حياً..إستعد لموتك..
نزل آخر من فوق شجرة بنفس مظهرهم فسحوا له المجال وتقدمهم -إن أردت مقابلته عليك التغلب علي..
-بسيطة..ولعلمك أنا أمرأة ..
-جميل..ياحلوتي..تعالي إلي
تواجها هو برمحه وهي بسيفه أسقطه من يدها ووثب عليها مثبتاً يديها على الأرض-غلبتكِ عشرات المرات ولامرة واحدة غلبتني أون سون..رفع يده اليمنى عن يدها وخلع قناعه كان حسن الوجه بتلك المحاسن التي تثير قلب أنثى صاحب العينين العسليتين لقب عرف عنه يوم كان أحد قاطني قرية أون سون العينين التي هامت بهما أون سون حباً وشغفاً طويل عريض المنكبين مفتول العضلات يجمع صفات المرح والجد والشراسة ايضاً قام لتقوم منحنية -معلمي..كيف أنت ؟"لم ينبض قلبي هذا مريح"
وبدون مقدمات جذبها من يدها وأعتصر جسدها قائلاً بنبرة مابين الحزن والفرح-إشتقت إليكِ..أنتي ..أنتي حية ..
نبض قلبها نبضته الأولى وتعود إليها تلك المشاعر معه وحده تشعربها..-وأنت حي..
بعمر الثانية عشر تخلى والدها عن تدريبها وأستعان بالفتى الذي يكبرها بسبع سنوات والذي عرف عنه أنه أشرس مقاتل إبن أعظم مدرب شهدت له القرية..كان معلمها وصديقها الوحيد من قضت معه مراحل مراهقتها وفي كل يوم تزداد تعلقاً به بعمر الخامسة عشر أحبته بأنانية رفضت الابتعاد عنه ورفضت تملكه من قبل شخص آخر نست معه وعودها بتطهير أرضهم من المجرمين لم تفصح عن شعورها له وجاء الوقت الذي تشجعت فيه ليتحطم قلبها موت والده على يد نبيل ليرحل من القرية ساعياً للانتقام لوالده وبدء رحلته في التطهير..لم تشفى من حبه وعانت حتى عادت لرشدها يوم ألتقت بقائد حركة تحرير العبيد لهت نفسها في القتال والترحال هنا وهناك حتى تخلصت من حبه ولم تحقد عليه وأقسمت بعدها أن الحب سيكون خطاً أحمر فبسببه تأذت وبسببه رحل من أحبته وبسببه أقفلت على قلبها لتمارس مهنتها وتحقق هدفها الاسمى.بحلق بها طويلاً أزعجها مايفعله
-لماذا تبحلق بي هكذا؟
لمس خدها براحة يده -من شوه وجه تلميذتي العزيزة ..
أبعدت يده برفق-شخص ميت..لمس يداها -يداكِ خشنتان ..
أجابت وهي تبعدها عنه-بفعل السيف وكأنك لا تدري..
-كانت يداكَِ ناعمة -سنظل واقفين تعبت ..-تعالي معي..
كان في الوادي أشبه مايكون بالمعسكر خيم كبيرة وكثيرة تملؤه دخلت إحداها معه وأمر بإحظار الطعام..جلست على الارض أمامه
متربعة بادرها بالسؤال-لقد أخبرني سيد تشوي كل شئ ورحت أبحث عنكِ في كل مكان..ثم تبدلت نبرته للاسف مشيراً للماضي
-اعتذر لاني توقفت عن كتابة الرسائل لكِ..الحراس الملكيين كانوا يطاردونا لقتلنا عدداً من النبلاء ونهب ثرواتهم فاضطررنا لتغيير مقرنا..
أوشكت أن تسأله الكثير عن حياته التي قضاها بعيداً عنها أن تلومه لتركها فقالت تغير الموضوع-لست هنا بصدد الحديث عن الماضي بإمكاننا تأجيل هذا ..الوقت يداهمنا ..
-أنتي هنا لأجل مصلحة إذاً وليس لر..تمنى إن مجيئها لرؤيته فأخفى خيبة ضنه-قولي ماتريدين..
-معظم رجالي لقوا حتفهم ومن تبقى قُطعت صلتي بهم ولا أدري أين هم الآن..ساعدني أو لأقول بصيغة أخرى أدمج قوتك مع المتمردين..لنساعد معا ألامير داي جو على إستعادة عرشه..
-أووو..ذاك الامير الخائن سمعت أنه سيعدم..
أهتز بدنها وأرتجف صوتها-س..سيعدم..لايمكن..
جثت على ركبتيها متوسلة-أرجوك أعطني عدداً من رجالك علي إنقاذه حالاً ..
جعلته بحركتها يشك بوجود علاقة بينهما-هل..تحبين هذا الشخص؟
رفعت رأسها مستغربة سؤاله-لما تسأل ..أريد رد أفضاله علي..
-لنقل أنقذتيه..إستعاد عرشه ..هل بإمكاننا إإتمانه على أرضنا على شعبنا..أم سيكون كغيره ممن سبقوه من الحكام؟
-أضنه خير رجل يمكننا إلاعتماد عليه..
-تضنين!!أفهم أنكِ لا تثقين به جيداً..
لاذت بالصمت فقدت الثقة بمن حولها بعد تعرضها للخداع ومايشغل عقلها سوى رد أفضاله..
-سنعرف هذا إن أنقذناه..ثم لانعلم إن كان سيستعيد عرشه ..
-مايهمكِ إذاً سوى رد أفضاله عليكِ..وتريدين مني المجازفة والتضحية برجالي لرجل لاتثقين به..
-إن قلت إني أثق به هل ستعطيني رجالك؟
-سأعطيكِ إياهم إلا إن نسبة ثقتكِ به ضئيلة أرى هذا في عينيكِ
صمتت بعدها أضافت-سأنقذه وأساعده في إستعادة عرشه إن إستعاده و فسد في الارض أقسم لك سأقتله بيدي ..هل يريحك هذا..
-ماأسهل القول وماأصعب الفعل..تجعلينني محتار في إتخاذ قراري..
إنتظرت منه القبول وحين لم يبدي أي رد فعل نهضت منحنية ..
-أتفهم وضعك ..معلمي..تضحي برجالك لقضية نسبة نجاحها ضئيلة شئ لا ألومك عليه..سأذهب وحدي الوقت يداهمني..شكراً على حسن ضيافتك..
قام من مجلسه ليمنعها-إنه الليل إنتظري للصباح..
قالت بإبتسامة جدية-لا أخشى الليل.. الليل يخشاني..الليل للجبناء..أولته ضهرها وخرجت..أحس في قولها إهانة له توهم أنها خصته بالجبن فعز على نفسه الخسارة أمامها والظهور بمظهر الجبناء..تبعها..-سأعطيكِ ماتريدين..وسأذهب بنفسي معكِ
توقفت في مشيها وأستدارت له-غيرت رأيك..لماذا؟
-أريد رؤية من ستعبرين الليل لأجله هل يستحق جهودكِ..
فهمت مايريد قوله-لاتأخذ الامر على نحو شخصي..أخبرتك..
قاطعها-تردين أفضاله..فهمت..
-قلبي ينتمي لي ليس ملك أحد ..
-حتى لي؟!!! -من قال إن قلبي لك؟..-شعرت بمشاعركِ بعد رحيلي عنكِ..
-كنت مراهقة لاتفقه شيئاً..أنا شخص جديد لست الطفلة التي عهدتها..أرتأت إنهاء الكلام قبل إنجرافها معه في ذكريات تعيد لها جراحاً جاهدت في نسيانها..
-هل ستعطيني رجالك أم لا..
-نامي ليلك هنا وفي الصباح سيكون فيه حديث آخر..
-وأين سأنام؟...قال على سبيل المزاح-معي في خيمتي ..
-أكره المزاح ...هوانغ-أعلم مذ كنتي طفلة وأنتي تكرهين المزاح نامي في خيمتي وسأنام في أخرى..
تتبعتها عيناه حتى أختفت من أمامه"أون سون تلميذتي الصغيرة أحبكِ اريد قولها لكِ لكن ليس الآن ..قلبكِ قاسي ياصغيرتي أيمكن أن أكون سبباً في شخصيتكِ هذه..لو فقط تستمعين لماعانيت في سنواتي الماضيات ..اليوم الذي ذهبت فيه إلى قريتك لأزف لكِ خبر ثأري لأطلبك من سيد تشوي أن تكوني زوجة لي..ألقي القبض علي على يد حراس من قتلته..عذبت حتى الموت..كان بإمكاني الموت لكن وجهك ضهر أمامي من العدم..لأجلكِ إستعدت روحي حتى فررت منهم..لو تسمحي لي أن أخبركِ لماذا لم آتي بعد فراري إليكِ..لأني سمعت خبر إنخراطكِ في حركة تحرير العبيد حينها علمت أن حلمكِ الذي لم تنفكي تتحدثين به معي قد تحقق ومن أنا لأمنعكِ منه..الآن لن تهربي مني لأني على ثقة بأن خلف قلبك المتحجر مشاعر محبوسة تنتظر يومها لتتحرر سأستعيدك ولا ذاك الامير ولا أي رجل سيأخذكِ مني "
القصر ..ذات الليلة ..يونغ هو نائم وداي جو جالس في زواية متربعا يفكر بالماضي والحاضر والمستقبل..تسلل إلى مسامعه خطوات أقدام وضحت حين وقف صاحبها أمام الزنزانة يهمس
-أمير داي جو إنه أنا..ميز صوته فقام يتأكد أكثر..قفز يونغ هو من نومه يدنو من أخيه ..الزائر وزير كبير في السن ملتحي كان موالياً لداي جو وخانه كما فعل رفاقه..ثار يونغ هو وبدأ يشتمه -أيها الخائن اللعين ماذا جاء بك تتشمت بنا..وضع داي جو يده على كتفه -إهدئ ولنستمع لماعنده..الوزير-مافعلته شنيع وأستحق الموت عليه..لم نملك خيار سموك هددنا بقتل عوائلنا ماذا كنت ستفعل لو كنت محلنا..
داي جو-جئت لتخبرني هذا؟..الوزير-اعتذر ..سأنقذكما يوم الاعدام بعد غد ثقا بي ..يونغ هو -نثق بخائن مثلك ها..ماهو دافعك..
الوزير-لازلت مخلصا لكما ولم أنسى صنيعك أبداً أمير داي جو سأخاطر بحياتي لأجلك..الحرس منتشرون في كل ركن من القصر لا أقدر الآن على إخراجكما..وغداً سيكون هناك إجتماع سأضطر فيه الى الحظور..مولاي..أنت أملنا الوحيد ..الملك تشونغ سيحرق الاخضر واليابس أرجوك إستعد عرشك وقد أمتنا نحو النور..
عاد له حماسه -أعدك أنا الامير داي جو على إستعادة عرشي والنهوض بأمتنا..وصاحبة الجلالة ووالدة يونغ هو ماذا سيحل بهم
الوزير-أخطط لاخراجهما أيضاً لتلتقوا جميعا وأخبئكم في مكان آمن
داي جو-نعتمد عليك لاتخيب ضني..
يونغ هو-سؤال آخر..القبائل الموالية لنا ماذا حل بهم
الوزير-تحت رحمة تشونغ..سأذهب وإلا فطنوا بي..
يونغ هو -تبا له من أين له كل هذه القوة..
داي جو-قلبي الآن مع رجالي أرسلتهم لحتفهم ماان يلتحقوا بالمتمردين رجال عمي سيقضون عليهم..
يونغ هو-وحارسك الشخصي تأخر كثيرا بالمجئ ..
مهجع الملكة سوبين..تطوف في الغرفة بثوب الحداد ألابيض قلبها ينزف ألماً لفقدان زوجها حتى إنه لم يسمح لها بحظور جنازته..تتمنى الموت أيضاً فمن لها بعد وفاة زوجها وإبنها سيعدم دخلت عليها الاميرة سونغ هي فأسرعت إليها تمسكها من يدها وتقول بصوت مبحوح-عزيزتي..أنتي بخير لم يؤذوكِ؟
سونغ هي-كلا..تعازي الحارة لكِ جلالتك..
-أخلفت وعدي معكِ بأني سأجعلك ملكة..لانعلم ماذا سيفعل بنا تشونغ..
-ومن قال لن أكون ملكة...سوبين-كيف!!"
-بالتأكيد لن أكون زوجة لجثة ..فالامير داي جو سيعدم ولن اكون زوجة لتاي جو الذي هرب من القصر ..
-هرب!!!ما..
-نعم..سمعت أنه نهب أموالاً تكفيه لعيش حياته برغد مع جارياته ولم يعلم أحد بمكانه..
-يالسوء لحظي بولديّ..و..ووكيف ستصبحين ملكة هاا..
-سأتزوج من جلالة الملك تشونغ..
لهول صدمتها خانتها قدماها فسحبت كرسيا تجلس عليه..
-هل جننتي..هاا..تقترفين خطأً فادحاً عودي لرشدك سونغ هي..
-هذه الطريقة الوحيدة لحفظ الحلف بين المملكتين ..
-أنتي مخدوعة ..خدعكِ محترف الخداع والنفاق ذاك..بعهده سيشن حرباً على شيلا..تأكدي من كلامي..لطالما أبدى مقته لشيلا..أتوسل إليكِ عودي لرشدك..
-أخبرتني أن أكون ملكة مهما صار وسأفعل..قضيت حياتي في البؤس وبعد المنفى بذلت جهدي لأثأر لوالدتي ..لم أرتح أبداً هذه المرة سأفعل ماأريد كل ماحرمت منه كل ماأشتهيته وأنا طفلة سامحيني خالتي لأني لن أفعل ماتريدين ..سأطلب من جلالته أن تعيشي معززة مكرمة بيننا..لست نادمة على أفعالي ولن أندم
تولت عنها وثارت سوبين تبكي وتبكي حتى أغمي عليها.
اليوم التالي..حارس الامير داي جو زاره سراً وطلب منه إخبار المتمردين بقيام الملك تشونغ بإرسال رجاله لمحوهم من الوجود فعل ما أمر ..وصل لمكانهم في الضهيرة ماوجده سوى جثث تأكل الغربان منها..جثى على ركبتيه منكسراً حزينا لسيده الذي لم يعد يملك مايحتمي به..لم يفقد الأمل أخذ على عاتقه مهمة إنقاذ سيده وصديقه من قضى عمره برفقته..هذا الوقت تجهز رجال هوانغ لمهمة إلانقاذ..عددهم ثلاثون والبقية من عددهم مائة وخمسون بقيوا في أماكنهم ..خرجت بهم أون سون وهوانغ على ضهور أحصنة زلزلت الارض زلزالها وأخرجت من هم متلهفون لما سيصنع البشر.
يوم الاعدام..جروهم بالسلاسل بين حشود تهتف لقتلهم وحشود تنادي لنجدتهم ..سرعان ماخرست تلك الافواه وبلغت القلوب الحناجر على تهديد الحرس بمعاقبة كل من يوالي الاميرين..كان داي جو هادئاً يعلم إن خطة الوزير ستفشل كعلمه بموت أتباعه لا وجود لمن سينقذه وأخاه ..فحري به الاستسلام والموت مع من ماتوا قبله..مايخشاه مقابلة أرواح رجاله..بأي وجه ستلتقي روحه بأرواحهم..هل ستنفع إعتذاراته لهم وهو من قادهم لحتفهم.ً
أنتبذت أون سون وهوانغ مكاناً خلف نزل صدف وإن كان موقعه مقابلا لموقع الاعدام..وضعوا فيه خطتهم للانقاذ..توالى عليهم مجموعة من رجال ملثمين..أشهرت أون سون والرجال سيوفهم ضد هؤلاء الغرباء..ثم مالبثوا إن توالت مجاميع أخرى عليهم لتصير أون سون وهوانغ وأتباعهم في مواجهة مع الفريقين المجهولي الهوية..الفريق ألاخير قائدهم عرف أون سون من صوتها وهي تسالهم التعريف عن هويتهم فخلع لثامه وكذا فعل من بجانبه صاحت بعجب -سيدي الزعيم..ثم ألتفتت لمرافقه-جونغ..
الفريق الثاني خلعوا لثامهم وقائدهم كان حارس داي جو الشخصي ومن معه أتباع الوزير الذي تعهد بإنقاذ الاميرين..
-سيدي..أنتم أحياء..ذهبت لمقركم لم أرى سوى جثثاً..
الزعيم-إنها جثث أعوان تشونغ فاجأونا بضربتهم لكنا تفوقنا عليهم وغيرنا مقرنا
-هذا يعني إن رفاقي وأتباع صاحب السمو بخير..
-نعم..
قاطعتهم أون سون فبينما هم يتحدثون هناك من سيموت..وضعوا خطة جديدة..لُف الحبل حول عنقي الأميرين..يونغ هو..
-أخي موتنا محتم..سامحني على كل مابدر مني..
داي جو-سامحني أنا أيضاً..أنا شخص فاشل أرسلت من أكترث إليهم لموتهم..أستحق الجحيم..
أشار الحارس لبدء العملية وبإشارته سهام متطايرة رشقت على صدور الحرس والجنود أطلقها رجال هوانغ..شقت أون سون وجونغ ورجالهم طريقهم بين الحشود المتراكضة تنقذ أرواحها..قتلت من حاصروها وهدفها التالي جنود يسحبون الاميرين بعيداً..دخل هوانغ الساحة وتبعها يذبح من يحاولون الهجوم عليها ومن معها..وصلت لهدفها ودكت بهم الارض..أثلج صدر الاميرين وراحوا يقاتلون معاً..جاء المدد من جند وحرس ألتفوا حولهم وضيقوا الخناق عليهم..أعطى هوانغ إشارة لرجاله بإطلاق السهام..تفسح لهم المجال..أخذت أون سون والحارس الشخصي لداي جو الاميرين حيث ينتظر الزعيم وخلفهم هوانغ وجونغ يحمون ضهورهم والحرية فرشت ذراعيها لهم.وجهتهم التالية مقر المتمردين الجديد هناك حيث أجتمع كل من يوالي داي جو..وألتقى الاميرين بوالدتيهما ..هناك أقسم لهم بروح المحارب على إستعادة عرشه وإعطاء السلام لأرضهم..في هذه الفترة أرسلت الاميرة سونغ هي رجالاً لشيلا لقتل الملكة شو ومساعيهم باءت بالفشل إذ إنها كانت في القصر تسترجع حكمها بعد موت الملك متأثراً بالسم المدسوس إليه في أطعمته من قبل محظية ولي عهده..عانى منه لمدة أسبوع تعذب فيه حتى وافاه الاجل وتوج ولي عهده ملكاً أخضع بفضل الامبراطور الجديد معارضيه ومارس سلطته كملك للبلاد.
بعد سنتين وثماني أشهر..عانت غوغوريو من طامتها الكبرى..ملكهم من خُدِعوا به وصفقوا له ذوقهم عذاباً مريراً..قتلهم..سبى بناتهم كجاريات له..أشعل حربا مع شيلا خسر فيها نصف شعبه حتى أستسلم وأنشغلت شيلا عنهم بحروبها مع ممالك أخرى..وغرق في بحر من الملذات والشهوات ..الملكة سونغ هي لم تقل عنه بل فسدت أيضاً تمنت يوماً أن لاتكون شبيهة شو وهاهي الان تفوقها شراً ومكراً..
بعد سنتين وثماني أشهر..عانت غوغوريو من طامتها الكبرى..ملكهم من خُدِعوا به وصفقوا له ذوقهم عذاباً مريراً..قتلهم..سبى بناتهم كجاريات له..أشعل حربا مع شيلا خسر فيها نصف شعبه حتى أستسلم وأنشغلت شيلا عنهم بحروبها مع ممالك أخرى..وغرق في بحر من الملذات والشهوات ..الملكة سونغ هي لم تقل عنه بل فسدت أيضاً تمنت يوماً أن لاتكون شبيهة شو وهاهي الان تفوقها شراً ومكراً..حققت كل ماتمنته وأكثر.. وانغ يو عاد لشيلا لحظور مأتم والده وغاب عنها سنة كاملة..جند داي جو جنوداً لايقهرون بمساعدة أون سون وغيرها من مناصريه..أنظمت له عدداً من القبائل والمقاطعات الضائقة بحكم تشونغ وأمدوه بالقوة..أرسل تشونغ رجاله للقضاء عليهم ولم يفلح وأنشغل بحرب أخرى مع مملكة أخرى..حرب نشبت بين داي جو وهوانغ بربح قلب أون سون ورفضتهما معاً وأشغلت نفسها بالتدريبات وزيارة أهلها سراً وأملها الوحيد..سلامٌ لأرضها المخضبة بالدماء..
دقت ساعة الصفر..ليلة هوجاء ..ورياح وهبت للأرض رجالاً ذبحوا من يحرسون بوابة القصر..فتحها لهم من الداخل جند تابعون لأربعة وزراء أنقلبوا على ملكهم سراً وتعاونوا مع داي جو..دخلها بزي محارب عن يمينه يونغ هو وعن شماله أون سون خلفها هوانغ وجونغ والزعيم مع نفر من رجال..كان تشونغ ومن معه غارقين في السكر والرقص..أفزعتهم أصوات السيوف..شُرع باب القاعة الملكية ودخلها داب جو ومن معه ذبحوا المتعفنين بالخمر ..لا شئ سوى دماء حارة تلوثت بها الارض ورحبت بمن عاثوا فيها تعذبهم وتروي ضمأها فيهم..تشونغ مرتجف في مكانه وقف أمامه داي جو -عمي..إستسلم مات أعوانك
إلتقط سيفا من على الارض وراح يصوبه نحوه..تراجع خطوات للخلف وتقدم إليه داي جوليقتله..إستفزته إبتسامة عمه.. دفع تشونغ برجله باباً سرياً في الحائط وأختفى فيه..تبعه رجال داي جو ولا أثر له..في اليوم التالي جلس على عرشه مفتخراً بنصره أول أوامره لزعيم المتمردين إيجاد عمه وقتله..أعطى لأون سون مهمتها الاخيرة بإعادة الملكة سونغ هي لشيلا لرفضها المكوث بينهم.
سارت أون سون وهوانغ وعدد من الرجال لشيلا يعيدون ملكتهم السابقة لموطنها..في الظلام طلبت منهم التوقف للراحة في بقعة صحراوية ..نصبوا لها خيمةوشددت الحراسة عليها..فكرت بدخول الخيمة لتتاكد من صحة سونغ هي شد سمعها همس ورحلت حواسها تلتقط الكلام..
سونغ هي ل كي -سنتسلل منهم بخفة بعد قليل
كي-هذا خطر جلالتك..الجنود منتشرون في كل مكان..
سونغ هي-ستدخلين حارسين هنا بحجة مرضي ونقتلهما ونرتدي ثيابهما..
كي-مولاتي ..هذا خطر أشك بنجاحنا..
-لانملك سواها..علينا المحاولة تشونغ ينتظرني عند الحدود..ً
مسحت على بطنها -سنهرب معا ونجمع قوة نستعيد بها عرشنا وسأجعل طفلي يخلفه ويدمر اعدائنا..
-فرضا نجحت خطتنا كيف سنسير للحدود وأنتي في الاشهر الاولى من الحمل ..أخاف على صحتك وصحة الجنين
عندما فر تشونغ لتلك الغرفة السرية أدت به لغرفة سرية أخرى في مهجع سونغ هي أختبأ عندها ..أخرجته بمساعدة وصيفاتها بإلبساه ثياب خادمة لثموا وجهه بحجة المرض ومرت الخدعة على حرس القصر وتواعدا الالتقاء عند الحدود
أبتسمت أون سون وطاف بذهنها خاطر لابد من تنفيذه والا ستتواصل الحروب ..أمرت الحرس بالابتعاد عن الخيمة وذهبت مع هوانغ وعدد من الرجال خلف الخيمة..خرجت كي ولم تبصر أحد أحظرت سونغ هي للخارج وأنتهزا فرصة خلو المكان..سارتاوبسرعة ليستوقفهما صوت أون سون..
-جلالتكِ الليل خطز فاين انتي ذاهبة
سونغ هي-هل ستقتلينني تقتلين ملكة غوغوريو
-كتتي ملكة..أما الان أنتي لاشئ مجرد خائنة..
-كيف تجرؤين..لم أخن أي أحد
-خنتي نفسكِ..قيمكِ..مبادئكِ..وطن
قالت بكل وقاحة-إنه ليس وطني وليسوا شعبي
-ألأنكِ من موطن آخرإستعملتي سياطكِ ضد غيرك..لوكانوا شعبك من موطنك هل ستتبعين نفس السياسة
-نعم سأفعل..الضعفاء لايستحقوا العيش..مهما عطفتي عليهم ومنحتهم مايريدون فسينقلبوا عليكِ
-في كلا الحالتين سينقلبوا عليك..لا أحبذ الحديث عن السياسة مهمتي فقط تخليص أرضنا من السياسين الفاسدين
-ملككِ الجديد ..هل يستحق ما تقومين به؟
-إنه في إختبار الآن إن فعل مافعل سابقيه سأقتله
-وإلى متى تنوين القيام بعملك ..الفساد لن ينتهي كل من يجلس على العرش يصبح طوع أمره يسحر بالملذات ألتي يقدمها لكِ
-أعلم الفساد والدمار لن ينتهي حتى تزول الارض ومن عليها..مادام هناك أشخاص مثلي فلن أخاف مولاتي ..أنا هي تلك الطفلة من اعادت لكِ لعبتك قبل سنوات
سونغ هي بدهشة -أنتي..مافائدة إخباري الان..
-فقط شعرت برغبة في اعلامك..مؤسف كان بامكاننا ان نلتقي بضروف أخرى..إستمعي وتمعني بقولي .
كِلتانا ضحيتانِ في هذا العالم القاسي يا أميرتي أُناس تموت ﻷجل أن يحيا أخرون وأُناس تحيا ﻷجل السلطة كما ينمو الزرع سريعاً ينمو الطمع والجشع وستُلون الأرضُ بدماء سكانها و لن يتوقف حمام الدم هذا إلا بإقتلاع الجذور المتعفنة أضنُ بأنني سأندم على ذلك ولكن لاعطائك السلام سأرسِلُكِ بعيداً ﻷجلك ﻷجل مليكنا ﻷجل الشعب ..
-ماذا تقصدين ..
-هذا..
وسعت من خطاها وبسرعة خاطفة كان سيفها قد غرس في بطن سونغ هي ..صرخت كي ..عانقت أون سون سونغ هي
-آسفة..ألمحارب يقتل بدم بارد ..عندما أخترت هذا الطريق عودت قلبي أن لايرف على مجرم ..مولاتي إن نجحت خطتك في الهرب لن نحظى بسلام ستلتحقين بتشونغ وسيجند جنودا يزحف بهم للقصر لإستعادة عرشه وسيتوج طفلك ..وستتوالى الحروب ..الموت راحة لك ولطفلك لن يلد في هذا الزمن ويصير طاغيا كوالده آسفة..صحيح بأني ساتندم فيما بعد هذه أول مرة أقتل فيها امراة لكني لا أملك خيارا هذه نهاية المتجبر..
أبعدتها عنها وبرفق مددتها على الارض لفظت نفسها الأخير وغادرت العالم ..أخذت كي تنوح رفعت بصرها لأون سون وقالت
-أقتليني ..أريد الموت مع سيدتي
- هذا ماترغبين به سأحققه..معلمي
فهم هوانغ ماتريد ..دنا من كي وغرس سيفه فيها
وجهت أوامرها لنفر من الرجال -أعيدوا الجثتين للقصر وأخبروا جلالته أن يدفنهما بشكل لائق
خصت أحدهم بمهمة-أحفظ رسالتي لجلالته حرفاً حرفاً
حفظ ماقالته له ورحل مع النفر للقصر..
-سنذهب الان للحدود لنواجه تشونغ ..
بمسيرة يوم ونصف يوم وصلوا عند الحدود عصراً..أتخذوا من معسكر مهجور مخبأً لهم.نشر هوانغ رجاله في الانحاء لمراقبة مجئ تشونغ.هتك سكون الليل صياح فارس جاء يبشرهم بوصول تشونغ مع زمرة من أتباعه تمركزوا عند واحة قريبة.تهللت أساريرهم أخيراً مسبب الحروب أمام مرأى من أنظارهم ماعليهم سوى شن الهجوم.أعطت إشارتها ونزحوا إليهم.كان تشونغ في خيمته تغلغل الخوف في صدره وهو يسمع صوت إحتدام السيوف أخذسيفه وأخرج رأسه يتلصص مارآه بث فيه الرعب أكثر وتيقن أنة نهايته قريبة لكن جثث أتباعه لم تثبط عزيمته في النجاةفروحه غالية ولن يسلبها منه أياً كان.وهو يتنطط في مشيته جاءه صوت ألفه-مولاي..أما أن تختارالحياة أو الموت..
قابلها وجها لوجه وزفر في حقد -أون سون ألن نخلص منكِ
-سأطارد أمثالك حتى في أحلامهم
-أما أنا أو أنتي الليلة أو لنمت معا
-إن قتلتني فستموت على أيديهم
-الملك لن يموت بدون قتال
-لن يفيد شمخوك سموك
طلبت منهم عدم التدخل فهو لها وحدها..أشرس وأبرع مقاتل وجدته لم تنازل شخصامثله في حياتها..تحول قتالهم قرب الواحة وهوانغ ورجاله تبعوهما..رفسته في بطنه وسقط في الواحة مع سيفه ..رفعت بسيفها تريد طعنه ليسبقها بغرس سيفه الذي التقطه من على قرب منه ببطنها قال متشمتا-لن أموت وحدي سترافقيني..جاهدت وهي تحاول غير إن الالم تمكن منها..ضعف بصرها وترنحت..لمحته بصعوبة وهو يريد طعنها مجددا فصدت ضربته وطعنته طعنة نفذت من قلبه لتخرج من ضهره وسقطت معه في الماء الصطبغ بدمهما..أسرع هوانغ إليها ينادي بإسمها إحتواها بين ذراعيه يجهش في البكاء كطفل رضيع ..سمعها تهمس بصعوبة-و..وونغ..قتلت قاتلك
هوانغ-لاتموتي..أحبكِ أون سون لاتموت
تدفق الدم من فمها -معلمي..أشعر بالالم ..سأموت بلغ سلامي لوالدي..
رفت عيناها وغابت عن الوجود..ظل يصرخ ويهتف بإسمها حتى أنتزعها منه رجاله..ضل يطعن بجثة تشونغ يلعنه ويسبه..لمسه شخص قائلاً-لم تمت ..قلبها لازال ينبض
مشى سريعاً إليها وضع أذنه على صدرها يستمع لنبضات قلبها الضعيفة..إنشرح صدره وأبتهج أخبروه عن طبيب مشهور في قريبة تبعد مسيرة يوم ..أمرهم بحمل جثة تشونغ الى القصر وإعلام داي جو بمصاب أون سون ..حملها على ضهر الحصان إلى حيث نجاتها..اليوم التالي.وصلوا بجثمان سونغ هي وخادمتهاللقصر..أشفقت الملكة سوبين على أبنة أختها وراحت تذرف الدموع ..قرأ حارس رسالة أون سون شفهيا للملك داي جو
-مولاي مافعلته إلا مصلحة لنا تواعدت مع تشونغ على عند الحدود للهرب والاستعانة بقوة تمكنهم من الزحف للقصر وإستعادة الحكم وأنا في طريقي لسحب تشونغ إليك ..أرجوك أحكم جيدا فربما لن أعيش لأشهد حكمك
أرتعد موتها شئ يفوق طاقته لام نفسه إن ماتت فسيكون هو قاتلها وحده من أوصلها لنهايتها ..لايمكن أن تموت هذا ماقاله أمر عددا من الجند بإيجادها وضل هو حبيس أوهامه القاتلة.
وصل للقرية حاملا جسدها بين ذراعيه يطوف الشوارع باحثا عن الطبيب المشهور..ساعده أحد المارة وأوصله لبيت الطبيب
-أرجوك ساعدها..أيها الطبيب ..أدخله بيته وأشرف وزوجته على علاجها..إنتهيا من عملهما وأنقض هوانغ على الطبيب يهز أكتافه ً
-كيف هي..قل لي
-لحسن حظها أن الطعنة لم تمس قلبها ..إنها في غيبوبة حاليا لانعلم متى ستستيقظ المهم سنستمر بتغذيتها السوائل والادوية حتى تستعيد صحتها..
زفر هوانغ براحة ..قال الطبيب بعد ماأبتسم -عجبب أمر هذه المرأة جسدها يرفض الموت إنها تدهشني أون سون..
هوانغ-هل تعرفها؟
مسح يديه بالمنديل وجلس على الكرسي -نعم..أنقذتها للمرة الثانية المرة الاولى عندما زج بنا في زنزانة معا كانت مصابة بسهم في ضهرها والان طعنة ..يالها من صدفة بعد كل هذه السنين نلتقي..
أنشغل داي جو بتصفية أتباع تشونغ ووضع قوانين جديدة ولم يكف عن التفكير في أون سون خاصة بعد علمه بإختفاءها نهائيا من قبل الرجال الذين أرسلهم لتتبعها ومما زاد من ثورته مجئ أتباع هوانغ بجثة عمه وإلقاء قنبلة تفجر بعدها لإشلاء يصعب لملمتها إلا برؤيتها..رفض تصديق فكرة موتها وراح يوهم نفسه أنها حية ونشر رجاله يبحثون عنها .
أرتعش جسدها..غمامة بيضاء أنقشعت عن عينيها..حركت رأسها يمنة ويسرة..تفحصت من يرقد بجوارها ..تحركت شفتاها تقول
-معلمي..ع..عطشة
أنتفض من مكانه تعثر وهو يأتي بالماء..رفع رقبتها لترتوي أعادها لوضعها-حمدا لله ضننتكِ لن تستيقضي..كنتي في غيبوبة لستة أيام..دخل الطبيب وزوجته -ها أستيقضت عاونوني بتحريكها وإلا سيُشل جسدها ..تعاونوا على رفعها وإجلاسها ..أكدت لهم قدرتها على تحريك أطرافها وإن ألمها قد زال وماتشعر سوى بدوار
-الطبيب سو هذا أنت ..
-واا..قدرتكِ على التذكر خارقة ..إلا متى سأنقذك ها
-ألم ترتحل؟
-نعم أرتحلت هنا وهناك حتى ألتقيت بحبيبة القلب وتزوجتها..
-مبارك لكما وشكراً على معالجتي عندما أستعيد قوتي سأكافأكما -لانريد شيئاً فقط أبعدي نفسك عن القتال وكافأي هوانغ المسكين ..حملقت بهوانغ وشكرته ولم يرد عليها.
بعد يومين..جهزت نفسها للخروج وأنتبه هوانغ لماتفعله
-أين ستذهبين وأنتي بهذه الحالة
-سأعود لأطمئن والداي وجلالته أيضاً سئمت من الجلوس أنابخير
لم تردعها توسلات الطبيب وهوانغ وماكان عليه إلا أن يتبعها.
إنشغل داي جو بتنظيف القصر من مخلفات تشونغ والدمار الذي سببه مع حاشيته..عين خدم ونصب وزراء جدد..أقام الجيش من جديد مستعيناً بالمتمردين وتنصيب زعيمهم قائداً ملكيا..وهو يتفصح رسائل وجهت إليه في القاعة الملكية دخلت عليه..ضنها وهما وسرعان ماتبدل الوهم لحقيقة..عانقها طويلاً وهو يقول
-أرسلت جنودي يبحثون عنك..ضننت أني فقدتكِ للابد
أزاحته عنها-أنا أمامك ومستعدة لتلقي أوامرك
-أريد مكافأتكِ..كوني ملكتي..أولا تملكين مشاعرً نحوي
لاتعرف ماتقول وأكتفت بالقول-إعجاب فقط..
-سيتحول لحب بمرور الأيام ..أنتي من أريد معي فكري سأمهلك وقتا
-مولاي..لا..
قاطعها-لاتقولي شيئاً ..سيرشدنكِ الخادمات لغرفتك
وهو يهم بالخروج قال-لن أنتظر أكثر
تبعت الخادمات لغرفتهافأوقفها هوانغ يسألها بفضول
-ماذا طلب منكِ جلالته
أجابت بصراحة-كوني ملكتي ..قال لي
سأل بإهتمام-ستلبين أمره؟
-لا أدري سأفكر
-أون سون ..حياة القصر لاتلائمك ..
-إبقى في القصر ربما سيكافئك ورجالك
صرفت نظرها عنه وتولت لغرفتها..يوم كامل قضته في التفكير أستولت صورة وونغ على عقلها وترردت كلماته وهو يطلب منها أن تعده بعيش ماتبقى من حياتها كأمرأة عادية هل ستنكث بوعدها معه وهناك والدها من نصحها وحذرها من حياة الملوك..معلمها الذي أعترف لها مؤخرابحبه لها وداي جو يضعها في موقف صعب تشعر بإنها آخر النساء على الأرض وكل من حولها من الرجال يريد قطعة منها..جلست على كرسي أمام المرآة "لما أنا ألا توجد نساء أُخريات..أون سون أنتي أداة يستغلونك كيفما يشاءون يحبونكِ لقوتك لاتكوني ملكة تنصاعين لهم ويوجهونك بإرادتهم لم تُخلقي لأجلهم ..لا كوني ملكة لولاكِ ماوصل الامير داي جو للحكم تأذيتي كثيراً في حياتك ..إنه وقت راحتك أخضعي من حولك إستغليهم ليخدموكِ كما خدمتهم ""مسحت المرآة بيديها ضاق صدرها قررت إستنشاق الهواء..تبينت هوية شخص كان يحادث جندياً فحثت خطاها إليه-وانغ يو ماذا تفعل هنا؟
-أون سون ..مرت فترة طويلة ..أنا هنا لأزور قبر سيدتي سونغ هي
-لست لتثأر مني ؟
-الحقيقة ..قمتي بخدمة لها ..أرحتها من هوسها في السلطة
-لم أتوقع ماقلته
-لا أنكر إعجابي بها يوماً ..تحول بعدها لنفور..جنت كانت شرهة للسلطة حتى أبتعدت عنها لم أحتمل ماتحولت إليه ولا أتمنى لكِ هذا
-وانغ يو بماذا تنصحني
-إفعلي ماتريدينه أنتي وليس غيرك..أما أن تكوني حبيسة هذه الجدران أو الحرية ..حكمي عقلك
-شكراً ..أين ستذهب
-سأعود لشيلا وأبدأ من جديد بعيداً عن القصر والقتل وأفعلي مثلي وإلا سيتشوه وجهكِ أكثر هه
إنحنى وتركها ..واصلت سيرها لتستمع لحديث خادمتين
-جلالة الملكة سوبين رفضت قرار جلالته بجعل تلك المحاربة زوجة له
-حتى أضنهم سيعترضون فبناتهم أولى هذا مايعتقدونه
-مسكينة هذه المحاربة نصيحتي لها أن تخرج وتحظى بالحرية على أن تعيش هنا ..إنهم وحوش لاتدرين متى ينقضوا عليك
-من يفعل خيراً لايلقى خيراً..شئ بشع
أثر فيها كلامهما وعرفت ماتريده..صباح اليوم التالي ..قابلته..سبقها في الكلام
-أفضالكِ لن تنتسى وأي قرار إتخذتيه فسيسعدني لايمكنني أن أكون ملكاً أنانياً
-مولاي..لا أنتمي لهذا المكان عشت حياتي حرة ولم أحلم باليوم الذي أتوج فيه ملكة ..
فهم مقصدها ..إن كان هذا الطريق سيبعدها عن الأذى ممن هم في القصر فلا بأس عنده ان يُجرح..دنا منها وأحاطها بذراعيه
-لاتقولي المزيد ..أمضي في طريقك وأختاري من تسعدين معه يكفيني شرفاً أني قابلتك وقاتلت إلى جوارك ويكفيني شرفاً أني أحببتك ..ومهما كافأتك تبقى المكافآت قليلة بحقك
-مولاي أحكم بالعدل ولاتتجبر ..إعطي قلبك لإمراة أخرى وأسعد في حياتك هذه مكافأتي..
-عودي لقريتك هناك مفاجأة "لا أعتقد بوجود إمرأة مثلك تحتل قلبي.. لن تحتليه فقط بل ستحتلين أشعاري وكتب التاريخ هذه هديتي إليكِ"
-لا تقل لي
-نعم
جثت على ركبتيها شاكرة -مولاي طلب أخير ..طبيب يدعى سو أوصيك به
-حسناً..
-أنا بخدمتك نادي مرة بإسمي وسآتي إليك
ودعته الوداع الأخير وتوجهت مع هوانغ لقريتها التي أستردها داي جو وأعاد أهاليها إليها .
بعد إثنا عشرة سنة..
خلال هذه السنوات قتلت الملكة شو نفسها ..زوجة إبنها ملك شيلا واضبت على إعطائها أدوية مسببة للهلوسة وفقدان الاعصاب بدأت ترى أشياءً غريبة وآخرها شبح سيدة يون والملك وسونغ و على إثرها جنت وطعنت نفسها لتشغل قاتلتها منصبها الاكبر.شهدت غوغوريو إصلاحات على يد ملك داي جو وعاشوا بسلام ورخاء.
أقيم مهرجان في المملكة..أمام موكب رقص وقفت سيدة بثياب نبيلة مع إبنها ذو التسع سنوات يشاهدا العرض..لمح إبنها طفلة صغيرة على وشك أن تصبح تحت رحمة حصان..هب لإنقاذها ووالدته تجري خلفه ..تمكنا من إنقاذها وسحباها لمكان آمن..أصوات هائجة تنادي على الطفلة حتى لمحوها من بعيد
-مولاتي هل أنتي على مايرام ؟
-نعم هذه السيدة وهذا أنقذاني
فسح الخدم مجالاٌ لسيدهم القادم لاهثا ..شخص ببصره إلى السيدة وصاح -أون سون
ليس بغريب صوته ولاشكله فأنحنت إليه بعدها إلتقت الاعين
-جلالة الملك داي جو كيف أنت ؟
-وكيف أنتي ؟
-بخير
-تغيرتي..حول نظره لإبنها -إبنُكِ؟
-نعم وهذه الصغيرة أبنتك ؟
-نعم إبنتي المشاغبة ..من زوجك؟
-تعرفه ..إبتسم لها -شكرا ..بماذا أكافئكما ؟
-كافأتني بالفعل جلالتك
تزوجت من هوانغ بعدما عادت مشاعرها تجاهه ..تخلت عن زعامة القرية لجونغ ومارست مع زوجها مهنة التجارة ووالدها توفي بعد إنجابها.. تزوج داي جو من إبنة مستشاره إلا إن حبه لأون سون ضل فيه خالد..ويونغ هو فعل المثل وعين بمنصب وزير .
تمشت مع إبنها فسالها-هل سنلتقي بهم مرة اخرى؟أمي
-لا أدري ربما تلتقيها يوماً..
في طريق آخر-هل سنلتقيهما مرة أخرى؟
-لا أدري ربما تلتقيه يوماً...
تمت بحمد الله
حقوق الرواية محفوظة إن وجد شئ شبيه لها فهو محض صدفة
كل شخصيات الرواية واحداثها خيالية اللهم فقط اسماء المملكتين حتى لاتقولوا عني محرفة لتاريخهم او شئ كهذا ..كما قلت إذا قرأتم او شاهدتم شيئاً فهو صدفة والله على ماأقول شهيد
كل النهايات التي اردت وضعتها لن تعجبكم ولم تعجبني فاكتفيت بهذه أتمنى ان تعجبكم ..
شكرا لكل من دعمي بتعليق ولايك رغم قلة التفاعل عليها إلا إني سعدت بكتابتها وسعدت لانها حظيت باعجاب قلة قليلة فشكرا ربما تكون هذه آخر رواية لي فأدعوا لي بالتوفيق لاني في مرحلتي الاخيرة من الجامعة وسانشغل بالدراسة والبحث ان توفر لي الوقت ساكتب قصصا قصيرة ..حفظكم الله جميعا.
جميع الحقوق محفوظة ولا نحلل السرقة او الاقتباس
تعليقات