قصتي اليك فأعذريني

قصة قصيرة 

"قصتي إليكِ فأعذريني"
تأليف #Daisy

"أوراق بيضاء مبعثرة على العشب الأخضر الناعم تنتظر مني كلمة واحدة فقط ﻷسد الثغرات ألتي تنخر جسدي ، وأكاد أقسم إن أوراقي سئمت ترددي لعناتها وصرخاتها حين أهم بتمزيقها في كل مرة لا يعجبني ما أكتبه تمزق طبلة أذني حين أصب جام غضبي عليها .بنفسي أتصور إن تلك الورقة البيضاء الخفيفة كجسد أنثى ناعمة رقيقة مدللة خدش بسيط في أصبعها تملئ الدنيا صراخا وعويلا فكيف بي إن أقتلعت قلبها؟!هكذا تصورات وتخيلات شاب ينعت نفسه ب "كاتب قصص قصيرة" خسئ شخص مثلي لا يدلل ورقته أن يُنعتَ بهذا اللقب وهل يستحق إبن راع غنم أن يكتب؟!ولما لا فأبناء الرعاة بشر وماالكتابة إلا ﻹخراج الأصوات المكتومة بدواخلنا وﻹستعادة أنفسنا وثقتنا.أتسائل أحياناً لما أنتقص من نفسي كثيراًولما لا أكتب كما يكتب المحترفون ألأنني أفتقر للخبرة والتجربة هل كل تلك الكتب ألتي قرأتها وتملكتها بمقايضة ماأملك من مال لم تأتي بفائدة لي؟!
مضطجعاً على العشبِ متمنياً الآن لو كنتي معي ربما لو كنتي معي لعرفت ما أكتب ربما لكتبتك أنتي.أيتها الجاهلة ﻷصلي ونسبي سأكتبُ لكِ فصلٌ من حياتي فصل مرعب أودى بي أليكِ وأنتي تقرأينني ستكتشفينني شيئاً فشيئاً وإني ما فعلت هذا إلا ﻷكفر عن ذنبي ﻷقدم إعتذاري وجهلي.

نسمة هواء باردة تلفح وجهي الابيض الأنثوي صفة تعودت على سماعها من قبل أقربائي وأصدقائي القلة ولا أنكر هذا فملامحي ملامح أنثى ولولا شارباي الخفيفان لما ميزني أحدهم بين جمع من النساء نسخة مصغرة من وجه أبي بعينان واسعتان مظلمتان ليس لي قدرة على وصف نفسي فقد رأيتني وتمعنتي في ملامحي ولا زلت أذكر لمساتك الرقيقة على وجهي.تلك النسمة ألهمتني بضع كلمات فتحت جفنا عيناي ناهضا باحثا عن قلمي بين العشب وأنا أرددها بصوت مسموع "إفردي جناحيك وأستسلمي للنسيم"وجدت قلمي كتبت كلمة واحدة وإذا بصياح يأتي من خلفي طير إلهامي
-ماكوتو ..أهرب يا أخي الجنود في المنزل
تركت مابيدي واقفاً منتظراً وصول أختي الكبرى راكضة بجنون ﻷفهم ماقالته -ماذا تقصدين لماذا أهرب أجابتني مقطوعة النفس-بدأت الحرب يقومون بالتجنيد الإلزامي إن لم تهرب فستذهب للقتال وأنا لا أريد لهذا أن يحدث ..

الحرب يا قاتلة سعادتي وأحلامي هاقد بدأتي ولم أبدأ أنا قبلك بحربي للوصول لقمتي ضاعت أحلامي وضاعت قمتي.في لحظتها لم أدري ماافعل أأهرب كما قالت أختي العزيزة على قلبي أم أسلم نفسي إليهم وأفارق الأحباب وبينما أنا في متاهة داخل عقلي دخلت مجموعة من الجنود سور مزرعة أبي وتأكدت بإنهم هنا ﻷجلي حقاً فقد كنت الإبن الوحيد من بعد ثلاث فتيات تخيلت نفسي أموت على أيد الأعداء وهذا مالم أتخيله مطلقاً أردت جمع أوراقي وأقلامي فأن أردت الفرار فعلى الأقل لدي مايمكنني بيعه والعيش ليوم أو يومين بمالهم.كلها أفكار جنونية ﻷجل العيش ويا لسوء حظي ركضت مسافة بعدما منعتني أختي من جمعهم لضيق الوقت وإذا بصوت إطلاق نار يدوي في السماء محذراً إياي من الهرب تجاهلت صوته وركضت مجدداً ﻷي مكان أهرب فيه فقط ﻷحيا بدون قتال..إطلاق نار قريب جداً شل حركتي أخفظت رأسي وكان الجندي قد أطلقها مركزاً على قدمي متجنبا إصابتي وأستسلمت تلقيت لكمة من جندي آخر أدمت أنفي صارخاً بجنون مفزع بدا خائفاً أكثر مني
-أيها الخائن تهرب بينما وطنك بحاجة إليك

جنديان على يميني ويساري حوطا ذراعي وسارا بي للمجهول ودعت عائلتي متوعدا أبي بالرجوع فلا زلت أذكر دموعه على وجهه المترهل العجوز وهو يقول لي -إبقى حيا وعد إلينا سالما
لم أتأكد إن كنت سأبقى حيا فهذه حرب إما أن تستشهد فيها بطلا أو تحيا بعاقة وقل من نجا سالما.إنها سنة 1937بداية الحرب التي أجهل سببها وعمري حينها واحد وعشرون سنة كيف لشاب مثلي ضعيف البنية أن يقاتل أمضى حياته في حلب الأبقار مع والده وكتابة قصص يخدع بها نفسه وأصدقاء دراسته ..وعلى ذكرهم فبمجرد دخولي إحدى العربات العسكرية الضخمة ألتي حملت مئات الشباب والرجال ألتقيت بصديقي القديم لم أره منذ ست سنوات ﻹفتراقي عن المدرسة لفقدان شهيتي في الدراسة وعشت سنواتي كأبن راعي أبيع الحليب والبيض.لو عرفتني حينها هل كنتي ستقبلين بفقير وأنتي أبنة تاجر؟!سارت بنا العربات العسكرية نحو موتنا أخذونا على حين غرة من عقر ديارنا ورفضوا إخبارنا لماذا نقاتل أوامر مدربنا القاسية كانت تدمير البيوت قتل الناس بدون تردد وإلا قتلونا هم.بحياتي لم أقتل ذبابة فكيف بهم يأمرونني بقتل بشر؟!حين تدخل حرباً لا بد أن تمتلك أعصابا من فولاذ قلبا من حديد أو بالأحرى تفقد قلبك فمن يقتل بشرا لاقلوب لهم.

عانيت ماعانيت خلال أيام تدريبي المعسكرات ألتي وضعونا بها تفتقر للخدمات الشخصية بعضنا ينام أرضاً لقلة الأسرة وبعضنا مات بردا وجوعا وأنعم الله علي بنعمة الحياة كنت أصارع للبقاء وتمنيت أن أبقى على هذا الحال ولا أذهب للقتال نعم قبلت التمرغل في الوحل وأكل كعكات الأرز العفنة على قتل بشري وسلبهم ممتلكاتهم.هل تشفقين علي الآن هل ياتراك تبكين على حبيبك؟!لم أصل للجزء آلذي سألتقيك فيه وأخبرك بأنني آسف لقتلي من دافعوا عن وطنك منا نحن الوحوش أو هل تصدقين أنني تحولت لوحش أنا لم أصدق نفسي.قرعت طبول الحرب سنة 1938وتأهبنا للزحف نحو الأراضي الصينية أرسلت رسالة لعائلتي أودعهم بها وداعا أبدياً فلربما لن أعود مع إن شيئاً في داخلي يخبرني أنني سأبقى حيا أدينا التحية العسكرية لقائدنا الكبير المقاتل الشرس سرعان ماوقف أمامي حتى أرتعب بدني ضل يرمقني بإستصغار متجنبا النظر إليه فقال لي
-هل أنت رجل بحق ..ماهذا الوجه الأنثوي متأكد بأنك رجل قادر على القتال
أستفزني سؤاله وإستهزاءه بي فأجبته بثبات وثقة
-ليس ذنبي إن ولدت بوجه أنثوي..خلافاً لهذا فأنا رجل ولو لم أكن رجلاً لما جئت لهذا المكان وتحملت الصعاب
إبتسامة فاترة ضهرت على شفتيه بدا لي لم يعجبه كلامي ..ربت على كتفي قائلاً -أنت قوي ؟
أجبت بصوت خافت متردد-نعم...سيدي ..
كرر سؤاله-أنت قوي؟
كررت قولي بقوة وبصوت عالي سمعني كل من حولي -نعم..سيدي ..أنا قوي قوي جداً ..
أبعد يده عن كتفي قائلاً بشئ من التحدي -ستثبت نفسك على أرض المعركة ..أستعد للذهاب

أيها الكاذب المخادع تجرأت على خداع نفسك وقائدك لم تكن قوياً كنت كالدجاجة بل إن الدجاجة أقوى منك عرفتي جبني وضعفي معك كنت شخصاً آخر قوياً بحق توغلنا في الأراضي الصينية وعلى الحدود الفاصلة بين اليابان والصين جرت معركة دامية قتل معظم زملائي وأنا متفرج فقط محتضنا بندقيتي مختبئا خلف صخرة كبيرة لم أقاتل بعد قدماي لم تقوى على النهوض والسير رجفان يدي منعني من حمل بندقيتي والدفاع عن نفسي وزملائي مصدوما لعظيم ما رأيت إنفجارات وقنابل تتلوها أخرى إلى متى سأضل مختبئا أشاهد القتلى والجرحى كل تدريباتي ومعاناتي ضاعت هبائا تذكرت قول قائدي ستثبت نفسك على أرض المعركة سأثبت نفسي هذا ما قلته فالحرب تجعلك تكتشف أشياء تجهلها عن نفسك تكتشف ما إن كنت جبانا بحق أم شجاع ولا يهمني سوى النجاة .شهدت مقتل صديقي أيام المدرسة فعزز بي روح المقاتل الباسل وشققت طريقي في الألغام المزروعة وتحولت وحشا كأن روحا أخرى حلت محل روحي الضعيفة هذا ﻷنني أردت الحياة مهما كلف الثمن.قاتلت وقتلت أرواحا بائسة تسعى للحياة مثلي لا أمتلك قدرة على وصف المشاهد المروعة سأكتفي بها لنفسي وأضنك شهدتي بعضاً منها زحفنا نحو المدن تشرد سكانها وضاعت أحلامهم مثلي بما إنها قد ضاعت فهل أملك السلطة على تضييع أحلام غيري وأنتقم منهم لكن ماذنبهم ؟!.لم أحتمل ضجيج وصراخ الجرحى صورهم تسبح في مخيلتي تسرق نومي وقوتي سددت أذناي بيداي آملا أن تتلاشى أصوات الأرواح ألتي تلاحقني في منامي وأنا مستلقي على سريري في معسكرنا الصيني المستولى عليه من قبلنا ألتفت على يساري رجلاً قدرت عمره بالاربعين يقرأ كتاباً ما وبجواره مسودة وقلما عادت ألي سطوة الكتابة فما شهدته يكفي لأن أكتب كتبا عنه طلبت منه إعطائي ورقة ﻷفرغ مابداخلي وأعود لعادتي القديمة في تعذيب الورق ولم يتردد عن إعطائي المسودة بأكملها وقلمه فقد كان يغوص في القراءة أخذتها وكتبت خربشات بنفسي لم أفهمها فتقرب أحد زملائي المزعجين الفضوليين بنفس عمري وسرق ورقتي -هل هي رسالة لحبيبتك أم لعائلتك ؟
أجبته ﻷشبع فضوله-لا أملك حبيبة وعائلتي تفصلني عنهم أميال فماهي ياصديقي إلا بضع كلمات أرتوي منها الأمل وأبتعد للحظة عن الواقع

بعد إن أفرغت ماأكتمه أرتميت على السرير ﻷنام بينما زميلي أخذ يقرأ كتاباتي بصوت مسموع على صوت ضحك عالي وثرثرات مشوشة لم أفهم منها شيئاً فقت من غفوتي نحو مصدر الأصوات وإذا بي أجد جمعا من زملائي محتشدون يضحكون على ما يسمعونه مما كتبته تقربت منهم متسائلا في نفسي هل يضحكون لتفاهتي أم مستمتعين بما كتبته فقال أحدهم كأنه عرف ما يراودني -أنت كاتب موهوب بحق ..أمتعتنا قصتك...وقال آخر -أتحفنا بالمزيد ..أسلوبك شيق هيا ياصديقي نحن شرهون لسماع ماعندك
بأسلوبي المبتذل وخيالي التافه بت أسرد لهم قصصا من عالم بعيد قصص كفيلة ﻹبعادنا عما نحن فيه عن القتال عن الدماء والعويل..حلمي تحقق بين حطام حرب أهدتني مكافأتي كاتب قصص لجنود شرهين نبذوا واقعهم والعيش في متاهة الخيال آلذي لا نهاية له سوى بموتنا ينتهي خيالنا.فترة هدنة وسلام أكلنا وشربنا فيها من خيرات غيرنا وفي الواقع مللت رغبت في الفرار بشدة من سجني الحصين وشاء القدر أن يحقق رغبتي المشتعلة أثر ماشهدت من جنون الجنود بقتل أبرياء وسلب بناتهم.أتخذت لي زاوية على ألتل القريب لمعسكرنا أراقب السحب المارة بصمت مترجيا إياها لحملي وقذفي بعيداً ..جاء الرجل الذي أخذت منه ألاوراق وكان سبب في شهرتي القصيرة قائلاً بهمس -سنهرب الليلة أنا وعدد من الرجال هل أنت معنا ؟
وأخيراً سألتقي بك أيتها المخلدة بين زوايا ذاكرتي الفانية فلتصبري ﻷعيد لك مشهد لقاءنا .
-نعم..أريد ذلك بل متلهف للخروج من هنا لكن كيف ؟
-لديك حلم ستحققه بالفرار من هنا فلا تقلق وتواجد هنا على سفح هذه التلة أترى ذلك السور المحوط بنا سنتسلقه حتى لو أدمانا ونفر فرار الأبطال ..

نعم نحن أبطال فمن ينجح في الهرب يوسم بوسام الأبطال قل من تمكنوا من الهرب ونجوا من بطش قادتنا من كان يهرب فمقصلة الإعدام تنتظره.وضعنا كل ماسيحدث في الحسبان وهجم الليل علينا بساعات قصرت من يومنا تسارعت ﻷجلنا ومضينا لمهمتنا تسلقنا السور ست رجال كنا ذاق بنا الحال ذرعا جرحت يدي بينما أتسلق فساعدني زميلي ذو الأربعين عاماً لحد الآن لم أعرف إسمه كل أنواع المساعدة والتسهيلات كانت لجانبنا فيا لسعد حظنا ضباب شديد سهل هربنا ولم يعرف أحد بنا أتفقنا على الفراق وكل إثنان منا يذهبا سوية تجنباً للريبة والشك قطعنا مسافات عدة لم نعرف أين نذهب فكل الأراضي ملغمة ومستولى عليها أما من قبلنا أو من قبل الصينيين.أهلكنا التعب والجوع لمدة ثلاث أيام متواصلة فرشت الغابة بساطها ونعمها علينا أكلنا من ثمارها وبتنا فيها أيام وليالي كل الأيام كانت متشابهة فقدنا قدرتنا على الحساب وأملنا الوحيد هو النجاة مهما أمضينا من أيام.برد قارس أنقض علينا كأنه غار من سلامنا وراحتنا القصيرة في الغابة المثمرة وما جاء إلا لينقم منا أشعلنا النار وأستدفأنا مستمعا لهذيان صديقي مجهول الإسم -أريد النجاة ﻷرى زوجتي وأبنائي ..أريد النجاة هل سننجو ؟
أجبته بثقة -سننجو ..إلا إننا سنعش معذبين
-وكيف ذلك ..لا أريد العيش معذبا
-أرواح من قتلناهم ستلازمنا وتعكر صفو حياتنا هذا جزاؤنا وقليل بنا ...
لم يوافقني -من قتلناهم أرادوا قتلنا ..ماقتلناهم إلا دفاعاً عن أنفسنا ..
-إنهم مثلنا سحبوهم كالحيوانات وغسلوا أدمغتهم
حدة سجالنا بشأن المذنب والبرئ إزداد وعلى إثره فجعنا بقدوم دورية صينية تجوب الانحاء بحثاً عن فارين منها أو أعدائها لتقتلهم .لمحو نارنا وركضوا بإتجاهنا من ملابسنا ميزونا على أننا أعداؤهم ومات صديقي المجهول وحلمه بالعودة قد ضاع أيضاً لازالت صرخاته تدوي في أذني -أهرب ..أهرب وحقق حلمك

تركته فارا بجلدي رث الحال هروب يتبعه هروب أنقلب الطقس مطرا وبردا طقوس تجمعت في طقس واحد وأنا ضحيتهم رميت نفسي من على منحدر فارا ممن يتراكضون خلفي وحملني تيار المياه إليك.ياحوريتي المقدسة أو كنتي حورية حقاً أم هذا نبض خيالي وجنوني؟! نعم كنت حورية بعثت ﻹنتشالي من أعماق موطنك القاسي آلذي كسر عظامي وكاد أن يسلب روحي.من بين الركام رأيت أحدهم ينتشل جثتي لم أتبين من هو إذاً من أنا الواقف أرقب جثتي ترمى مع بقية الجثث تمنيت أن يكون هذا حلما وفعلاً كان حلم لمسة يد حانية مسحت على جبيني فتحت جفنا عيناي بتثاقل صورة مغوشة همسات غريبة لم أفهم معناها أتضحت الصورة والخيال الماثل أمامي كان أنتي ببراءة وجهك الصافي صفو السماء في ليلة لانجوم ولاقمر يستوطن فيها رحت أتسكع بين مقلتاك الداكنتان المغريتان حد الثمالة مندهشا بالملاك الأبيض بينما أنتي تتمتمين لغة غريبة بصوتك الناعم فهمت منها
-هل أنا بخير ..رفعت جسدي ﻷتكأ على الوسادة على السرير ولم أقوى على الحراك جسدي كله مشلول فساعدتني لم أنطق بشئ صمت أستحوذ علي أثر الصدمة المكان أشبه بكوخ صغير معدم من أثاث سوى القليل ..سريرين وثلاث كراسي وملابس نسائية معلقة على الحائط بدا لي إن هناك شخصاً آخر يسكن معك تركتني بعدما تأكدت من حرارتي ورحتي تتحدثين مع فتاة أخرى لم أتبين ملامحها شعرت بالنعاس ونمت من جديد ﻷستفيق بعد ساعات على رائحة شهية ألا وهي الطعام المقدم ألي من قبلك تحدثينني بلغة الإشارة كأنك علمتي أني لا أقوى على الكلام..أستعدلت في جلستي متربعا على السرير ربما كان سريرك نفسه وأكلت بنهم حساء اللحم ولم يهمني وجودك بقربي أو وجود فتاة غيرك جالسة على يساري ترمقني بإستغراب لم تكن ناعمة أو ساحرة مثلك بل جمالها فاتر،وعندما شبعت أشرتي على بطنك فهمت ماتقصدينه إن كنت قد شبعت أم لا وأضحكني تصرفك وأخيراً حلت عقدة لساني ونطقت سواءً كنتي ستفهمين أم لا تفهمين المهم أن أسمعك صوتي متجاهلا الجالسة على يساري كأنها غير متواجدة -شكراً لك على إنقاذي ..وفوجئت بالرد تحدثتي بلغتي وماأجملها من لغة صدرت منك أتسعت عيناك فاغرة فاهك -إذاً أنت تتحدث ضننت بأنك أبكم أعذرني ...أجبتك -وأنتي تتكلمين لغتي !!
-تعلمتها منذ صغري فوالدي كان تاجرا يسافر هنا وهناك وعلمني ..معظم أصدقاءه كانوا يابنيين
من قولك شعرت بحزنك وأنتي تتحدثين حوله مؤكد أنه ميت هذا ماقلته في ساعتها،وصوت قطع لحظتنا معا متحدثاً بلغتي أيضاً موجهة حديثها إليك -آن آن توقفي عن سرد قصة حياتك لهذا الغريب
إذا يا آن آن أسمك أسم على مسمى يعني السلام كما قلتي لي وجاء في محله بعثتي سلاما بداخلي عند رؤيتك أول مرة ..سألتها أيضاً مستغرباً-أنتي ايضا تتكلمين لغتي
أجابتني بغرور-نعم..فأنا من نسل ياباني ..
كتفت يداها سائلة تريد ألتأكد من هويتي
-أنت جندي ياباني هارب صحيح ؟
طأطأت برأسي بينما قالت ل آن آن بعصبية -أخبرتك إنه جندي هارب ..والآن ماذا سنفعل به لو أتى ألجنود هنا ..لم يجدر بك جلبه إلينا ..
قلتي موجهة حديثك إلي تطمئنيني لملاحظتك أظطرابي الواضح -لا تقلق المكان آمن نحن في جهة بعيدة عن الحرب لن يصل إلينا أحد كن مطمئنا وأسترح ألان ..بالمناسبة ماهو أسمك ؟
-ماكوتو آنستي ..
أشرقت أبتسامة منك بعثت أملا في قلبي
-أنا آن آن وهذه صديقتي نامي ..
أنحنيت -أهلاً آنستاي ..آسف على إزعاجكم لن أضل طويلاً هنا ..
بل أردت البقاء طويلاً وإلاستماع لقصتك ﻷعرف ماتخفيه عيناك من غموض هل كان علينا نسيان ماضينا وألاكتفاء بعيش حاضرنا ؟!عيناك تغويني ﻷعرف عنك أشياء وعلمتها بالفعل.خرجتما وبقيت وحيداً لم أدري أين غبتما ومضت ساعات مللت فيها من الاستلقاء ومراقبة الجدران فمشيت نحو الباب أفتحه ليلاقيني الظلام فعدت أدراجي أنتظركما كلا بل أنتظرك أنتي وعندما عدتي طرب قلبي جئتي لي بملابس ناولتني إياهم -أخلع ملابسك ﻷرميهم في البحر لا يجب أن يعلم أحد أنك جندي هارب عندما تخرج من هنا ..آسفة هذا كل ماحصلت عليه
قلت شاكراً حسن نيتك-شكراً لم يكن عليك تكبد هذا العناء ..
-لا عليك...هيا ..أرتديهم ريثما نحضر العشاء
جلسنا نحن الثلاثة ومن الجيد أننا كنا نتشارك نفس اللغة وإلا لكنت غريباً سألتكما بدافع الفضول -لما أنتما وحيدتان؟! قلتي لي حزينة -توفيت والدتي وأنا صغيرة وتوفي والدي قبل الحرب صديقتي نامي عرفتها منذ سنتين هربت من عائلتها لمحاولتهم تزويجها إكراها فألتقيت بها إحدى المستشفيات ألتي كنت أعمل بها ممرضة وأشرفت على علاجها حينما كانت مريضة وصرنا صديقتين وعندما بدأت الحرب تم قصف مكان سكننا ولحسن حظنا لم نتواجد فيه وفررنا هنا منذ شهر ..
نامي لم يعجبها تدخلي في أموركم الشخصية أنذاك ولازلت أذكر كيف تحدثني بعجرفة وأنانية فتركتنا وحيدين ونامت على بعد مسافة منا ولم أعلم ربما سمعت حوارنا الذي أشتاق إليه الآن.تشعب الكلام بيننا وشيئا فشيئاً تقربنا منذ تلك الليلة فصحنا عن أحلامنا وفتحتي فصول حياتك إرتحتي لي وأرتحت لك كنا بحاجة لبعضنا وأخفينا مشاعرنا رغم أنك تكبرينني بأربع سنين إلا إنني لم آبه وأخفيت عنك سني وفصول حياتي وحلمي الثاني بان لي وهو عيش حاضري ومستقبلي معك.توالت ألايام وأنا معك رفضت إلابتعاد عنك كنت في فردوس أبدي ولم يتجرأ أحد على تخطي حدوده معنا ساعدتك ونامي في كل شئ بدت حارسا لكما حتى أني قتلت جنديا سكيرا أمام ناظريكما طرق بابنا فجأة وأراد تجاوز حدوده معكما وبالذات أنتي يا قمري ..مستعدا لقتل كل من يتجرأ على مسك وتعجبت لتحولي المخيف.ساعدتني مجدداً حينما خرجنا سوياً نجمع الحطب وإذا بجمع من الجنود يفتشون عن الهاربين والاعداء وعندما رأوني إمارات الشك وضحت على جباههم وعلمت أن نهايتي قد حانت ودمدمتي كلمات فهمت نصفها أن أمثل دور الابكم ألمختل عقليا أمامهم ﻷنجو بنفسي أسعد لحظاتي الممتعة معك كانت هذه لعبت الدور بإحتراف مبعدهم عنا وحانت لحظة أعترافنا بحبنا قرب النهر آلذي أنتشلتني منه
-أنا أحبك وأعترفتي بالمثل -أنا أحبك ..ناديت حينها ياسحبا أحمليني معها لفردوسنا الازلي رحت أشعر بشاعرية لم أدري من أين خطرت لي كل تلك الأبيات ولوكنت أمتلك ورقا لدونتها قبل فرارها ضحكاتك الجنونية ملئت الجو ولعبنا كأطفال في مياه النهر متناسين الحرب الفتاكة ألتي تنهش البلاد غير أني أحسست بشئ يراقبنا حرب ثانية ستنفجر وتبعدنا عن بعضنا حرب الغيرة والحقد.لم تتواجدي ذات يوم في الكوخ الصغير الذي جمعنا معا أنا وأنتي وصديقتك لم أسألك إلى أين سوى -فلتعودي سالمة
قطعت بعض الأخشاب وإذا بيدين تحوطان خاصرتي بحميمية وصوت باكي أفزعني -أنا أحبك ..أرجوك أبتعد عن آن آن ..حاولت تخليص نفسي منها لكن بدون جدوى أصرت أكثر وأكثر على عناقي وصعقتني بالحقيقة المزيفة عنك وكشفت عن وجه الصداقة الحقيقي -إنها متزوجة من طبيب منذ سنة ..ذهب للحرب متوعدا بالعودة إليها ..أنت مخدوع من قبلها لاتعرف من هي حقا ..أنا صديقتها وأعلم عنها مالاتعلمه ..قاطعتها صارخا بوجهها دافعاً إياها أرضاً نافيا إتهاماتها ناحيتك وعادت تتشبث بي بجنون وتعانقني وتدس بي أفكارا شنيعة عنك فتطاير الغضب مني وتلبستني شياطيني سحرت من قبلها وكرهتك لخداعي وخيانتي فخنتك أيضاً معها تنفيسا عن غضبي لتأتي من بعيد وتريني على هذا الحال معها ما إن رأتك حتى لاذت بالفرار داخلة الكوخ مغلقة الباب على نفسها وصفعتني ودموعك منهمرة ..هل ياتراك تستعيدين المشهد وتبكين ؟!أتهمتني بالخيانة -أيها الخائن اللعوب تخونني مع صديقتي ؟!
بادرتك نفس الإتهام -كنتي تخدعينني طوال الوقت لماذا لم تقولي بأنك متزوجة هاااوبأنك كنتي حامل أسقطته من أجلي ..
ضحكتي بجنون مخيف سيطرت عليك روحا أخرى -نعم..أنا متزوجة ..أتصدق وقتلت الطفل آلذي كان في بطني من أجلك قبل أن تدب فيه الحياة ..لا أريد رؤية وجهك أبتعد من هنا وخذ صديقتي بما إنك تحبها وأنطلت علي الكذبة خدعت من قبلكما غير إن آخر ماقلتيه أعادني للواقع بينما كنت على شفير من الهاوية -لا أريد لرجل ضعيف مثلك يصدق أقوال الآخرين يشك بي وينبذ الثقة ألتي نشبت بيننا منذ أول يوم تلاقينا ..غادر ...
ليتني لم أتسرع في الحكم عليك وليتني نسيت كلام نامي عنك وتقبلت الأمر الواقع لكني رجل يتلاعب به غيره بسهولة فأعذري حماقتي وضعفي .. كيف للبشر أن يمتلكوا قدرة على إيذاء غيرهم والتلاعب بهم وإبعادهم عمن يحبون كما فعلت صديقتك معنا ..لم أغادر كما أردتي رفضت نامي عدة مرات رفضت تقربها مني وإستغلال بعد علاقتنا كلما حاولت التقرب منك ..أعذري يا حبيبتي جهلي وغبائي شككت بك وبعت الثقة ألتي بيننا أعذريني لأنني أتهمتك بدون دليل ..عدت للواقع وعلمت أني حقا أحبك ولا يهمني إن كنتي متزوجة أم لا فقررت عدم المغادرة بدون تبرئة نفسي وبدون محاولة ﻹسترجاعك فكنتي عنيدة متكبرة ماأردته مني فقط مغادرة حياتك ..نبت حبنا من بين ركام حرب وأنتهى بسوء فهم صغير بني على حجة باطلة بغيرة صديقتك وغبائي وشكوكي ألتي تلبستني ..تعرضت لغسيل دماغ من قبل صديقتك أكثر عندما رمت بإتهام آخر أخبرتني قبل مغادرتي بيوم أنك أستعنتي بالجنود ليخرجوني بأنك وشيتي بي رأتك وأنتي تخاطبينهم أحقا كرهتني لهذه الدرجة ﻷنني خنتك؟!لم أصدق تجرؤك بفعل كهذا ثرت في وجهها -مستحيل أنتي كاذبة ..
ودست بي هذا الفكر كما فعلت أول مرة وشكوكي تضخمت قالت لي -أنتظر للغد وستتأكد بنفسك
وبالفعل جاء الجنود ولم أرك معهم أختفيتي فجأة تمكنت من الفرار منهم بأعجوبة كانوا قد أمسكوا بي لكني قاتلتهم وفررت منهم ..لا أخفي عليك شيئاً فقد كرهتك قليلاً إختفاؤك برر فعلتك وأثبت جرمك لماذا فعلتي هذا كشفتي عن سواد قلبك ووجهك الثاني وجعلتني أصدق أفعالك ..لكن مهلا في أعماقي أعلم إنك بريئة من كل التهم يستحيل على ملاك مثلك أحبني بشغف كما أحببته أن يفعل سوءاً حتى لو كان حقيقي فأنا لازلت أحبك ولايهمني أفعالك .عدت لموطني في رحلة بحرية مع أناس هاربين لبلاد أخرى واضعا في عقلي أنني سأمسك في أي لحظة وأعدم ويا لحظي السعيد كنت قطة بسبعة أرواح كما يقال لم يكتب لي الموت وتمكنت من العودة لمنزلي بلادنا كانت بخير مقارنة ببلادك ..والدي كان قد توفي وتزوجت إثنان من أخواتي وأختي الصغرى تعيش مع والدتي في المزرعة وعدت لسابق عهدي لكن ليس كأبن راعي بل راعي بحق غير إن حلمي لم يمت وصورتك لم تفارق مخيلتي شرعت بكتابة قصتي إليك آملا أن تقرأيها ..
وها انا جالس الان خلف قضبان نافذتي المطلة على شاطىء البحر الذي تتضارب امواجه الراقصة تحت ظلمة الليل الذي اتخذته غطاءا لها تتستر به من عيون حسادها..أمعن النظر في السماء بحثا عن صديقي رفيقي الابدي الذي اتشارك معه اسراري يناجيني واناجيه في لحظات تعاستنا ينير لي دربي في أحلك ضروفي متخذا منه موطن أحلامي وخيالي الذي اسرح معه في دنيا الخيال ..متسائلاً اين هو الآن ؟!لم لا يسطع كبقية الليالي؟! اشعر بالحزن بالثقل يشدد على كاهلي ياترى ماذا حل به ؟!هل اختفى ليناجي نفسه بنفسه تاركا إياي منتظرا لازف له انيني اه والف اه حتى انت تتركني بينما انا في امس حاجتي اليك من ياترى سوف يشاركني فرحتي الصغيرة التي ستجعلني مشهورا ..نعم مشهورا هذه الكلمة التي تلازمني طوال الوقت اريد ان اشتهر ان أكتب لها أن اجعل اسمها مخلدا بين زوايا صفحاتي علها تستجيب وتعود الي لا اريد لاسمك ان يفارقني اريد ان يكون محفورا في اعماقي في كتاباتي لعلي ارتشف من كاس الامل لكن مهلا لحظةاي فرحة هذه ستدخل قلبي ياقمري انا من بعدها ضمآن مثقل بالهم والاسى ..اين انت الم تكتفي من الاختباء الن اراك ولو لثانية اضهر ارجوك لاشبع عيناي من بريقك الذي يلازمني لاكحل جفون عيناي البائسة من وهج محياك ...اضن لافاءدة من ترجياتي فانت عنيد كعنادها وستستمر بتجاهلي ..لاأعرف إن كنتي ستقرأين قصتي غير المكتملة معك أم لا ولا أعرف إن كانت خربشاتي ألتي كتبتها ستنشر ويقرأها العالم كل ماأعرفه إن قصتي المكتوبة إليك ماهي إلا إعتذار أعتذر لك لجعلك تعانين أعتذر لك لخيانتك بينما حبك محفور في قلبي برئتك من كل التهم الموجهة إليك سواء كنتي مخادعة أو متزوجة أو أيا يكن أو حتى لقتلك روحا طاهرة في بطنك فأنا أحبك ربما يقولون بأني بالغت كثيرا ﻷكتب لك بهذه الشاكلة معتذرا لك وربما يقولون أن قصتي سخيفة ومافرقنا هو أمر تافه يحدث في كل القصص ويتناساه الاحباب ويتحول حبهم بحب شخص آخر لكني لست مثل أولئك الاحباب أحببتك بعمق ولا زلت وماكتبته قليل بحقك ﻷنني عشت معذب الضمير فوق سلبي ﻷرواح في الحرب سلبتك سعادتك ولا أضنني سأكفر عن ذنبي وخطأي المقترف معك ولا أظنك ستسامحيني حتى ندمت لتسرعي وندمي قاتل فأعذريني سأوفي بوعدي وعدتك أنني سأشتهر وسأحقق حلمي فأكرر إعتذاري .ملحوظة إليك أنهيت قصتي وأنا في جزيرة هاواي في أمريكا في منزل صيفي مطل على شاطئ البحر ﻷتذكر ذكرياتي معك على حافة النهر وأعتراف الحب بيننا
أنتهت "
تركت المقال آلذي نشرت فيه قصته إليها مبللا بالدموع فقد كانت القصص تنشر في المقالات والجرائد أنذاك مغادرة المستشفى آلذي تعمل فيه في اليابان إنها سنة 1942شنت أمريكا حربها على اليابان وأخذت آن آن أسيرة من قبل الجيش الأمريكي مع السفينة ألتي كانت تقل المهاجرين إلى شتى البلدان وتوجهوا بالسفينة وراكبيها إلى اليابان .هربت بعدما قطعت علاقتها بحبيبها وصديقتها بدون ترك أية أثر أحبته بعمق ولم يهن عليها مارأته صعب عليها تركه ولكن هي الأخرى قد غسل عقلها وأتهمته بالخيانة غير قادرة على سماع تبريراته وإصرارها بهجره أعمى بصيرتها.تمكنت من علاج جرحى الجيش الأمريكي ونالت على إستحسانهم وعملت ممرضى لهم حفاظاً على حياتهم.المقال أخذته من جندي أمريكي أشرفت على علاجه وندمت لهربها ذاك اليوم ولو أنها بقيت معهم وسمعت سبب خيانته.طلبت من الجندي مساعدتها للذهاب إلى أمريكا وقبل مساعدتها هربها عن طريق عبارة متوجهة ﻷمريكا لتتزود بالأسلحة والقنابل أمنها مع صديقه ووصلت لموقعها.أمضت أيامها في بلد غريب تبحث عنه هو ألاخر وصل لهذا البلد قبل حرب أمريكا على اليابان بعد وفاة والدته زوج أخته الصغيرة وغادر بسلام ليحقق حلمه كما أخبره أحد الأشخاص بأن هذا البلد يسهل فيه تحقيق الأحلام وتوجه لاهثا نحو حلمه مهاجرا غير شرعي عبر البحار .نشر عدة قصص في إحدى دور النشر ولاقى إقبالاً كبيراً ليشتهر في فترة قصيرة ﻷجلها.وجدته في تلك الجزيرة من قبل شخص صدف وكان المسؤول عن نشر قصته ألتقت به في دار نشر حينما كانت تسأل عن موقع ناشر القصة واقف على حافة البحر ينظر لماوراء الأفق البعيد يرسمها بخياله فميزته من بعيد حثت خطاها إليه تفاجئه بقدومها فألتقيا نطقت إعترافها -لست بمتزوجة ولم أتجرؤ على إخبار الجنود عنك ..كنت أحبك بشدة ولم أعرف ماذا أفعل عندما رأيتك معها جن جنوني وأختفيت فلتعذرني أنا لجهلي وحماقتي ..
وأعترفا بحبهما كما في أول أعتراف لهما .فما كان فراقهما إلا نتاجا عن غيرة وحقد وأكاذيب باطلة تفوهت بها صديقتها نامي ﻹبعادهما عن بعضهما ومجئ الجنود كان من فعلها لتفرقهم فراقا أبديا فتجنبوا الشك وتجنبوا الأقاويل الباطلة ألتي تهدم الإنسانية.
تمت
أتمنى أن تكون قد لاقت ع اعجابكم إنها ثاني قصة أكتبها فشجعوني إن إعجبتكم وشكراً





تعليقات