الكاتبة : Daisy
"لا تتركيني وحدي..أحتاجك بجانبي..أرجوك عودي
أخاف البقاء وحيدة..أخاف من تلك المسؤولية ألتي وقعت على عاتقي ..لماذا تركتنا؟..كيف سأواجه أخوتي بالحقيقة المؤلمة ..هل تريدين تعذيبي..رجاءاً
لم أعد أتحمل كل هذا ..عذابي يزداد كل يوم ولساني ماعاد به قدرة على الكلام ..ضميري يؤنبني وليلي هجرني من كثر البكاء .. رجوتك كثيراً ودعوتك حتى في أحلامي ..أمي ..لا أمل في عودتك إذا وسأضل أنا ضمن هذه الدوامة اللامتناهية وأعهد بأني سأحميهم وإخلص لهم لكن هل هذا الإخلاص والخوف عليهم سينقلبان ضدي ؟"
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
قد تفاجئك الحياة يوماً بما لم يكن في الحسبان وتدرك بانك في متاهة لايمكنك الخروج منها وإن عليك أن تختار ماقدره لك القدر او ان تمضي حياتك في البؤس وتعلن ثورتك على كل شيء..والاصح ان تقبل بقدرك المكتوب وتفعل مابوسعك من اجل تغييره فالتغيير يكمن بداخلك وان شعرت بانك على وشك السقوط وليس بامكانك النهوض اثبت وحطم حاجز الخوف لديك وتمسك بخيط امل واحد ان وجد عله ينير لك دربك ويبشرك بقدوم غد جديد.
لطالما كرهت تلك الكلمة وصداها "المسؤولية "
تخنقني ما أن تتردد في ذهني..ألعنها ألآف المرات ولو كان بيدي لمحوتها من قاموس الكلمات ..لم أتخيل يوماً أنها ستلازمني وتحطمني.. كنت أردد دائماً المسوؤلية لنفسي فقط لا لغيري ..أعيش حاضري ومستقبلي فرحة لا يهمني شئ سوى نفسي وغيري عرض الحائط لا يوجد من يملي علي أفعالي ولا من يأمرني ما لا أطيق فعله ..إنها ﻷنانية كبرى مني أليس كذلك ..ليس هنالك شخص في الوجود لا يهتم بغيره فمن أنا ﻵتي بهذا المنطق السخيف ..الحياة ألتي أردتها لم أخطط لها بتاتاً ..كنت أجالس نفسي في صغري وأخطط ﻷشياء غريبة بعيداً عن أهلي كأن العالم كله لي وسينصاع لرغباتي ومتطلباتي اللامتناهية ثم...حل ما هدم كل شئ ..أحلامي الزائفة أراها تمد يدها إلي تستدعيني ﻷكون حبيستها تتلاشى في غمضة عين ويقطع الجسر الواصل بيني وبين دوافعي ألانانية ﻷبقى واقفة في محلي أتلصص هنا وهناك علني أجدها مجدداً وأطير معها لعالم من ألاوهام الزائفة.
أراني أقف يين النائحين المتوشحين بالسواد أمسك بطرف قميص والدتي ..كم كنت شديدة التعلق بها على غرار أختي وأخي الصغيرين لكن هي إيضا لم يكن لها حياة في عالمي المنسوج بتخيلاتي المستقبلية ..من كان حاضراً معنا بالأمس قد دس تحت التراب،فجأة هكذا دون سابق إنذار توفي والدي لم يكن يشكو من إي مرض وفي إيامه ألاخيرة أوفى بديونه جميعها أراد تخليصنا من كل الضغوطات كأنه عرف بقدوم أجله كم كانت مسؤوليتك عظيمة يا أبتي تفكر بنا حتى في لحظاتك الأخيرة وأنا فرحة بأني سأخلق عالم لي وحدي "لما تبكين أﻵن ألم تقولي بأنك لن تذرفي الدموع ولن تحزني ﻷحد أيا كان ﻷنك لاتريدين مثل هذا الشعور المخيف فلتستفيقي من ترهاتك وعودي لواقعك "ضميري الباطني يؤنبني وبكيت لفقدانه..بعدها حدث ماغير مجرى الأمور برمتها هجرتنا والدتنا أي صدمة هذه بعد ثلاث أشهر من وفاة والدي تهجرنا حدث ذلك في إحدى الليالي سمعت جدتي والدة أمي ألتي كانت تعيش معنا تصرخ بوجه إبنتها
-من سيتحمل مسوؤليتهم وأنا أمرأة عجوز أنتي بلا قلب تركهم والدهم وأنتي الآن ستهجرينهم أنى لك فعل هذا
-لن أتركهم طويلاً سأبتعد لفترة قصيرة للعمل بعدها سأعود
قالت جدتي كلمتها الاخيرة
-حسناً أفعلي ماسيرضيك لكن إن كان في عقلك هجرانهم للابد فستندمين في النهاية إبنتي هؤلاء ألاطفال سيحقدون عليك مستقبلاً
خرجت تنظر إلي مبتسمة بقهر وأبتعدت دخلت لغرفتها ووجدتها تضع ملابسها في الحقيبة شعرت بالغرابة إلى أين هي ذاهبة في مثل هذا الوقت سألتها
-إلى أين أمي..
أجابت مستمرة في تجهيز حقيبتي غير ناظرة ألي
-سأسافر ﻷجل العمل ..وجدت لي عملا في الخارج
-هل ستعودين
-نعم سأعود فور أن أجمع مالا
-أمي كيف ستتركيننا هكذا ونحن في أمس الحاجة إليك
أقتربت مني مبتسمة وضعت يداها على كتفي
-لا تقلقي..سأرسل لكم المال وأطمئن عليكم بين الفينة والأخرى فقط لفترة قصيرة ستضلون بعهدة جدتك أنتي الان كبيرة فلتعتني بهما إيضا والآن سأذهب
أخذت حقيبتها مسرعة فلحقت بها مترجية أن لاتتأخر في عودتها أستيقظا من نومهما وعانقاها لتنظر إلينا نظرتها ألاخيرة وتستقل سيارة ذلك الشخص تبينت من مظهره على إنه ذو شأن رفيع،تلك الليلة قضت على جميع أحلامي وأدركت حينها إن مصيري قد حكم عليه بما لا أشتهيه ولا أهواه .
أعتنت بنا جدتنا بالمال آلذي تركه لنا والدنا ووالدتنا خلال تلك الأشهر لم تنقطع عن إرساله لنا حتى أرسلت رسالة تمعنت فيها بتقاطيع وجه جدتي ألتي سرعان ماتحولت إلى حزن وألم جليان عليها وأحسست إن وراء قطعة الورق هذه إحدى المصائب الجديدة ألتي سيرميها الزمن على عتبات منزلنا ويحلق تاركاً إيانا نعد العزاء لمستقبلنا..أجلستني جنبها وقالت متنهدة
-إبنتي سيتحتم عليك الآن رعاية أخوتك أنا أتقدم في العمر و لن أضل طويلاً معكم لهذا فلتجتهدي وتتحملي الصبر فقد كتب عليك الشقاء
صمت للحظة متمعنة بكلماتها أي شقاء هذا بل أي بلاء هذا كيف وأنا طفلة في الثانية عشر سأجتهد لرعايتهما وبدون إستئذان أخذت الرسالة وقرأت كلماتها
"أمي لن أعود فقد وجدت ملاذي وسأعيش حياتي ألتي أردتها فلتعذروا والدتكم ألانانية يا أطفالي أنا أحبكم وسأضل أحبكم لكن بقائي معكم لن يجلب لكم إلا الشقاء فليس وراء إمرأة مهملة إلا الخراب لم أعرف كيف أربيكم ولن أعرف فلتعتنوا بأنفسكم جيداً أطفالي وكونوا أفضل مني ولن ألومكم عندما تكرهوني فأنا أستحق أمي آسفة لتخييب ضنك لكنك منعتني من كل شئ أريد الحصول عليه حتى في زواجي والآن هذه لحظتي ..آسفة"
لكم أن تتصوروا مقدار المعاناة الأليمة ألتي دبت في جسدي رميت بها أرضاً وأرتميت على صدر جدتي أبكي بحرقة وحقد تأجج في قلبي أستطعت تبيانه خلال سؤال أخواي عنها
-متى ستعود أمنا لقد أطالت علينا
رددت عليهما بعصبية
-أمنا لن تعود من إجلنا لقد ماتت ..نعم ماتت وسنكافح من أجل الحياة
بكائهما المرير لم أحتمله وهجت عليهما فمنذها تغيرت شخصيتي إلى العصبية ففكرة ألاعتناء بهما أربكتني وأفقدتني صوابي فتحت باب ألمنزل وأسرعت الخطا إلى حيث لا أدري وتوسلات جدتي خلفي بالعودة أصمت آذاني فوقفت أصرخ بكامل قوتي وأنا واقفة أمام ذلك الجسر حتى تعبت وأنهرت أرضاً باكية ليسعفني رجل عجوز أخذ بيدي وأجلسني معه على أحدى المصاطب في الشارع وسألني
-ماذا يثقل كاهل طفلة صغيرة مثلك
وبحت بكل شئ أن تشعر برغبة في إفشاء مكنوناتك لأي شخص هو ما أردته فنصحني ومن بعد النصيحة أختفى كأنه شبح
-في الحياة أما أن تقاتل أو تقتل فقاتلي للحياة إن لم يكن ﻷجلك فﻷجل إخوتك ..كوني لهم عونا والحياة لن تردك سيعلوا شأنك بينهم ويتخذونك قدوة وسيكافئك الله على ذلك فما كتب عليك إلا لحكمة لا تدرين ماسيحدث بعد ذلك .
أحدثت كلماته أثرا في قلبي وﻷول مرة سأتحمل تلك المسوؤلية التي لعنتها سأجربها وأكن الأخت المثالية لهما لكن ماقاله كان خلافاً للواقع فمازادتني الحياة إلا شقاءا وصدمات تتلوها صدمات.
مرت السنوات وحملت معها عواصف إستطعنا النجاة منها وخلالها تركت المدرسة بسبب حادثة ..كوني الأخت الكبرى فالواجب علي حماية أخوتي حتى وإن تطلب ذلك التضحية بنفسي ..تعمدت الرسوب في كل صف ﻷبقى معهم في نفس المدرسة أحببتهما كثيراً ودللتهما حتى بإصغر الأشياء يعتمدون فيها علي أبكي لحزنهماوأضحك لسعادتهما وتعلقا بي وتعلقت بهما في يوم ما إجتمعت مجموعة طلاب في ساحة المدرسة وقاموا بضرب أخي وجاءت إلي أختي تبكي وتطلب مني المساعدة ولم أتهاون عن تقديمها هجت لرؤية دماء أخي فضربتهم وأدى هذا إلى فصلي عن المدرسة وعنهما وأنقطعت السبل لحمايتهما وهما وحدهما ولمت نفسي لتدليلهما أكثر من اللازم وعدم تعليمهما الإعتماد على النفس ..أرادت جدتي نقلي لمدرسة أخرى ﻹستكمال الدراسة فرفضت ﻷن الدراسةلم تعد همي وكرست نفسي للعمل من أجلهما وتوفير مستقبل جيد أهم شئ سعادتهما كانت كفيلة ﻹسعادي وعلمت معنى التضحية والمسوؤلية في الحياة ونشوة أن تكون خدمة صغيرة تقدمها ﻷجل ذويك هي السعادة نعم هكذا شعرت ..لم أهتم بنفسي ابدا بقدر مااهتممت بهما ولكن طعم السعادة هذا لم يدم طويلاً ..عانيت من مشاكل عديدة مع أخي خلال مراهقته يمد يده على أختي ويضربها تطلب مني إستخدام العصبية والقوة عليه ومع تهديداتي وجدتي لم ينفع وتمرد علينا ،وحدث مالم أتوقعه كنت أغسل ملابسه وإذا بي أجد علبة للسجائر "مستحيل أخي هل وصل بك الحال لتقترف مثل هذه الأشياء هل قسوتي عليك جعلت منك هذا الشخص "بلغ السيل الربى وتوجهت إليه ورميتها بوجهه
-من أين جئت بهذا السم إلى هنا
نهض من على سريره نظر للعلبة ناكرا وجودها
-ليست لي
لم أتمالك نفسي وبحثت في خزانته ووجدت علب كثيرة هل إن إهمالي في الآونةالأخيرة عدم إنتباهي إليه سبب هذا أم إن ثقتي الكبيرة خانتني دخلت جدتي وأختي وأنا في حالة هيجان فصفعته بقوة
-لماذا الا تعلم أن هذا سم ..كم مرة أخبرتك أن لا تمشي مع أصحاب السوء كم نصحتك ونصحتك وانت تأبى النصيحة هااا قل لي
صرخ بوجههي -ليس لديك الحق في ضربي فلم أعد طفلاً سئمت الحياة هنا وإلالتزام بقوانينك
ردت عليه جدتي-أختك هي سندك لولاها لما وصلت إلى هذا المستوى لكنت وأختك الصغرى تنامان في الشارع
-أصمتي أنتي
رفعت يدي لضربه مجدداً لتجاوزه على جدتي فردني ودفعني أرضاً ليغادر بكلماته الاخيرة
-لن أعود سأجد طريقي بنفسي أن أعيش في منزل تحرم الحرية فيه هذا ما لا أريده
ناديته وناديت كثيراً لرجوعه لكنه نكر الجميل ومضى بطريقه،في كل ليلة أنتظره متأملة عودته لكن يخاب ضني بحثت عنه كثيراً وبدون جدوى وتألمت لهجره لنا
ومضت ألايام وأنا أعمل في مطعم جدتي المحلي فهو كان مصدر رزقنا ..خرجت منه في ذلك اليوم الممطر ﻷلقي القمامة وسمعت صوتا رجل يسعل بشدة حتى سقط أرضاً سارعت إليه
-سيدي ..هل أنت بخير
أجابني بتألم
-بخير...بخير.
مع إنه لم يكن كذلك ساعدته في النهوض فأغمي عليه لم أعرف مايجب علي فعله سارعت لجدتي وأخذناه للمستشفى بحثت في هاتفه عن أي شخص من عائلته ولم أجد اسما هل يعقل تم هجره هو أيضا بقينا لجواره حتى إستفاق لم أفسر نظراته إلي هل إن لقائي به سيغير مصيري ..أصر على مكافئتنا لكن إمتنعت فللحظة ما لم أشعر بشعور جيد تجاهه وأخذت جدتي وعدنا لمهجعنا ..حدث مؤسف آخر وهجران أبدي لم أسلم منه موت جدتي المفاجئ خلف فجوة كبيرة في قلبي وإزدادت أﻵمي وتعاستي فأستلمت زمام الأمور وأختي في إدارة المطعم وذاك الأخ لم أعلم عنه شيئ هل هو حي أم ميت كل تلك الأفكار والقهر والحزن نخروا قلبي وجسدي كأنني لم اولد فقط للمعاناة ..بعد وفاة جدتي زارني ضيف لم أتوقعه بل إسمه لم يأتي ابدا على شفاهي أمي طرقت باب منزلنا بثيابها الفاخرة وسيارتها على أحدث طراز بداخله نفس الرجل آلذي أخذها معه في ليلة خروجها من منزلنا إذا لم تتركنا من إجل فراغ بل تزوجته لم أبدي أي عطف أو إشتياق لها بل كل ماجال بخاطري هو إبعادها عن ناظر أختي أخبرتهما منذ صغرنا بإنها ماتت فكيف سأضهر الآن بالنسبة إليها مؤكد إنها ستغضب مني ولكن أنا لست السبب فلما تغضب من أختها
-أشتقت إليكم لقد كبرتي حقاً
هذا ماقالته بدموع زائفة أجبت من طرفي بعدم مبالاة -ماذا جاء بك لهنا ..هل للتو عاد إليك عقلك
-تزوجت وكونت ثروة وعدت من إجلكم أريد أخذكم معي ونعش سويا
ضحكت لجنونها أبعد كل هذه آلسنوات تأتي تطرق بابنا وتقول هذا الكلام لم أصدق وبدون إستطالة الحديث
-عودي من حيث جئتي فأنتي ميتة منذ سنين إياك أن تعودي مجدداً وتعكري صفو حياتنا
أغلقت الباب بقوة متناسية ماحدث قبل قليل بعدها بأيام أتت أختي على غير عادتها وصرخت بوجهي
-لماذا كذبتي بشأن والدتنا ..إنها ليست ميتة
ألا ليتني مت قبل سماع هذا حدث ماكنت أخشاه
-أختي..آسفة..لكن فعلت هذا من إجلنا أن تموت أفضل من تعلقنا بأمل زائف بعودتها يوماً
-هذا غير منطقي ..جائت إلى مدرستي واخبرتني بإنها أرسلت رسائل كثيرة لنا خلال هذه المدة وتطلب رؤيتنا ولكن شخصاً ما كان يمنعها إنها أنتي أليس كذلك ؟
رسائل كثيرة لم أتلقى أية رسائل كيف لها أن تخدع أختي وتحول بيني وبينها فطرأ في خاطري شئ وفتحت خزنة جدتي وإذا بكم من الرسائل تعود لها اذا هي لم تكذب ومن ضمن الرسائل رسالة من جدتي لنا خبئتها للمستقبل تقول فيها إنها فعلت هذا لأجلنا بعد كل مافعلته أنا لأجلهم وتعلقي باخوتي لم تسمح جدتي أن تأتي إبنتها وتاخذنا منها او تاخذهم مني وﻷبعد السوء عنها أخبرت اختي انني أنا الفاعلة فلم أرد لحب وجهد جدتي أن يذهب سدى ،وتم هجراني إيضا ذهبت معها لتعيش حياة النعيم ناكرة جميلي هذا هو ألم الهجران وبقيت وحدي في العالم مهلا تحقق حلمي نعم مااردته هو البقاء وحيداً في عالمي لا أحد يملي علي أفعالي لكن ليس هكذا...أحتضنت جدران منزلي وحدي خالية من أية مشاعر ندمت على تفضيلهم على نفسي وماذا جنيت منهم غير التعب والهجران متناسية نفسي المسكينة المنكسرة لكني لم أيأس حتى وإن كرهوني فسأضل أحبهم حتى وإن نكروا جميلي لن أنكر وجودهم .
بعد سنة من هذه الحوادث عدت لمنزلي من مطعمي الصغير فوجدت الباب مفتوحاً كيف ذلك ومتأكدة أنا من إغلاقه هممت مسرعة للدخول وآثار دم تملئ المكان وغريب نائم على الأريكة غارقا بدمه أمعنت النظر فيه ويا لفرحتي بل يا ﻷسفي على أخي عاد إلي بعد حياة ملؤها الزيف والعار وحب الشهوات أخذته ﻷقرب مستشفى وتكاليف عمليته كانت باهضة جدا وبالكاد نجا بعد تلك الرصاصة التي تلقاها في بطنه وما إن نجا وأطمئن قلبي فكرت بالنقود تحدثت مع الطبيب ليفاجئني بقوله
-لا تقلقي تم دفع تكاليف العملية
-ماذا كيف ومن ؟
-رجل أمتنع من الإفصاح عن هويته
لطف بنا الله ذلك الوقت وذاك الرجل أرسل لنا كهدية ليمنع عنا بأسنا وشقاءنا ..أخي ندم على أفعاله التي ارتكبها بعد لقائه بزمرة سوء وندمه الأكبر لهجرنا ووضع يده بيدي طالبا مسامحتي لم أكرههم ابدا وحبي لهم عميق واسامحهم من كل قلبي حتى لو لم يسامحوني عشنا سوية ولايزال مصدر رزقنا مطعم جدتي المبارك حتى تزوج أخي وهجرت من جديد لكن لواقعة سعيدة وأختي لم أسمع عنها شيئاً فقد أغرتها الحياة مع والدتي ، والاسعد من ذلك كان أخي هو حلقة الوصل بيني وبين سعادتي الرجل الذي انقذته منذ سنوات هو منقذ أخي علمت بذلك منه عندما جاء لمطعمنا طوال تلك المدة كان يراقبني ولم يتجرأ على قول كلمة لي بسبب مرضه المزمن بداء السكري طلب مني الزواج ترددت في بادئ الأمر لكني جازفت فأنا أريد سعادتي بعد عناء طويل ..بعد ست سنوات من الزواج ﻷول مرة شعرت بسعادة حقيقية معه وبالحياة لكنه هجرني بموته هو الآخربسبب إشتداد مرضه كتب كل أملاكه لي وبقيت وحدي لكن ليس تماماً بل مع أبني.
كل مااريد قوله هو لا تيأسوا في الحياة فمهما إشتدت الصعاب وتعرضنا ﻷلم الهجران وآلفقدان والحرمان فلا بد يوماً أن تجد السعادة طريقا في حياتنا ووضعنا أملا في الله أكبر.
أنتهت ..
أسفة لكونها حزينة بعض الشئ لكن هذا هو الواقع أتمنى أن تنال ع اعجابكم .
الكاتبة #Daisy
تعليقات