
للكاتبة : Tulip
قصه قصيره رومنسيه حزينه
احببته منذ الصغر لطالما احببته راقبته من بعيد وقلبي مع كل حركه منه ينبض بقوه انتظرت منه ان ينتبه لي ان ينظر الي ولكنه حلم ممنوع و امنيه صعبة التحقيق فقلبه ملك لاخرى لصديقتي بل لصديقتنا كنا ثلاثه اصدقاء نلعب ونمرح معا كان يهتم بها يقدرها ينفذ طلباتها اما انا فلم اكن سوا هامش على تلك الذكريات المره ..
صديقتي كانت ايه في الجمال والانوثه بعكسي انا قبيحه الملامح لم اكن املك خيارا غير المراقبه من بعيد وكان قلبي يتالم كل يوم ويزداد حقدا عليهما ..
وفي يوم ما تقرر سفر صديقتي لمكان بعيد لا اخفي عنكم شعرت بساعدة لا توصف فاكبر هم وعقبه سيبتعد عن طريقي واخيرا ساملك الفرصه ..
هذا ما ظننته او ما تنميته ولكن الواقع والحقيقه كانت مؤلمه والايام لم تزده غير بعد عني الى ان وصلنا الى يوم الذي لم يعد يذكر فيه حتى اسمي ...
سامت من هذا اريد ان اتغير اريد ان اصبح اجمل اريده ان يهتم بي يحبني ....
نزع عن وجهها الضمادات برويه امسك بمراه مربعه الشكل يمدها اليها فتحت جفنيها ببطا لترى الطبيب يقف بجانبها وبيده المراه ومن الجهة الاخرى ممرضتين تنظران اليها ببمتسامه..
امسكتها بيدين مرتجفتين نظرت الى صورتها الى شكلها الجديد لترتسم على ثغرها ابتسامه جعلت من قلبها المتحطم يلتام قليلا ...
ناولها الطبيب صوره لفتاه ثم قال بصوت يملؤه الثقه و الغرور بالنفس ..
-نجحت العمليه بحمد لله واصبح وجهك صور طبق الاصل عن الفتاه فيها .
اخذت تقلب نظرها بين الصوره وصورتها بالمرآه هو محق فهي تشبهها تماما ...
اخيرا اصبحت جميله ..من هذه اللحظه ستغير حياتها .... اسمها ... شخصيتها ... ستدفن الماضي خلفها ..
دخلت الى ذلك المقهى الذي في نهايه الشارع تسير برشاقه و فستانها القرمزي يداعب ساقيها النحيلتين ... تتراقص في مشيتها تتباها بجاملها... و خصلات شعرها البني تداعب نسيم الرياح الممتزج بعبق بن القهوه لتجعل كل من في المقهى ينظر اليها مشدوها ...
حيته بابتسامه جعلت من قلبه ينبض بجنون يقف شارد الذهن والتفكير سحب لها كرسيا لتجلس ثم جلس قبالتها ..
نظر اليها يتاملها بشغف وحب وهي تكاد تطير من السعاده فهو اخيرا ينظر اليها ... عينيه تفضحان مشاعره نحوها هو اخيرا يحب...
قطع افكارها واحلامها الورديه بكلاماته التي ذكرتها بحقيقتها ...
-كامليا لم ارك منذ سبعه عشر سنه ..
اغلقت عينيها بحزن و اسى و الدموع تكاد تنفجر من مقلتيها .
ابتسمت شبه ابتسامه ثم قالت بصوت رقيق يذيب القلب ..
-نعم عدت الى هذه البلاد البارحه و فورا طلبت رؤيتك ...
اه لو تعلم من انا ... اه لو تعلم حقيقتي ... ليتك تعلم حبي لك ... راقبتك طوال تلك السنين ...عشت بجوارك لعشرين سنه .... ولم تعرني اي اهتمام... الى ان دفنت هويتي ...شخصيتي ...وحتى اسمي ...الى ان اصبحت امراه اخرى ...المراه التي احببتها ( كامليا )
خرجا من المقهى يسير احدهما بجوار الاخر اخذ يقرب كفه اليمنى من يدها الناعمه ليتشجع اخيرا ويشبك اصابعه القويه باصبعها الرقيقه شعرت بحراره جسده تسير في جسدها تتسلل الى اوصالها ...
استمرا على هذه الحال الى ان وصلت الى وجهتها ...
تركت يده ثم سارت خطوتين للامام التفت اليه ...
ورسمت على وجهها الجميل ابتسامه ولوحت له مودعه ..
حاولت الاستداره ولكنه منعها من ذلك حيث قرب خدها الناعم الى شفتيه وطبع قبله رقيقه عذبه عليه جعلت من خديها يتوردان بحمره الخجل ..
ثم غادر سريعا وهو يلوح قائلا اراك غدا ..
بقيت جامده في مكانها لا تتحرك من اثر الصدمه الى ان ايقظها من نشوتها حارس البوابه ..
من شده خجلها صعدت السلالم بسرعه ودون وعي منها دخلت شقتها المظلمه واقفلت الباب خلفها ..
سندت ظهرها بظهر الباب وضعت يدها على خدها لتعود الحمره اليه ...
اه ان قلبي ينبض بشده ... اشعر بسعادة لا توصف ... هل هذا ما يشعر به العشاق ... هل ساشعر بهذه العاطفه دائما ...
عاد الى ذهنها ان كل ما يحدث الان ليس سوا حلم ستستيقظ منه عاجلا ام اجلا وسيعود الالم الى قلبها مجددا .
فتحت عينيها هذه المره تنظر الى الهاتف وقد ازعجها رنينه المستمر ..
نهضت من فراشها بتكاسل و بنفس وتيرت مشيها البطيئه و ضعته على اذنها ..
صوت نبضات قلبها صمت اذنيها انه هو بلا شك ..
استغرقت المكالمه عدة دقائق ثم خرجت بعدها الى المكان المتفق لتلتقيه ..
هذه المره كانت ترتدي فستان ابيض اللون يعكس وجنتيها المحمرتين..
وفور وصولها اسرع اليها بخطوات واسعه امسك بيديها ثم اخذ يسير بسرعه ...
-ما الامر لما العجله ؟!
توقف قليلا ليقول هامسا في اذنها
-اريد ان ابقى معك اطول وقت ممكن ساستغل كل ثانيه من هذا اليوم لابقى بجوارك .
كادت الحقيقه ان تقتحم سعادتها وتذكرها بان هذا مجرد كذبه ... وتيقظها من نشوتها ...
لا لن اسمح للحزن ان يصلني ... يكفي ما اصاب قلبي من الم ... اريد ان ابقى بجوراه ... في احضانه الدافاه ... ولن اهتم اذا كانت هذه المشاعر ملكي او ملك صديقتنا ( كاميليا )
بقيت على هذه الحال لايام ... لاسابيع .... ثم الى شهور ... وهي تقنع نفسها ان احزانها الماضيه تكفيها ... و انه يحق لها ان تعيش مثل البقيه ... ان تسعد ...ان تحب ... ان تتناسى الواقع الاليم ... وتعيش على اوهام و احلام معرضه للكسر في اية لحظه ..
وفي يوم ما التقيا مثل العاده ..سارا متشابكا الايدي وصلا الى حديقه غايه في الجمال تملؤها الالوان وكانها لوحه رسمت على يد فنان اما عبق الازهار فيمتزج مع النسائم التي تتلاعب مع ملابسهما الرقيقه ..
ترك يدها وعاد خطوتين للخلف اخذ يتمتم بصوت غير مسموع الى ان اختفى تماما مع هذا الضجيج واشتداد الرياح ..
بدات الاصوات تتعالى ماذا يحدث وما مصدر كل هذا رفعت راسها الصغير الى اعلى ..
قطعت قماش بيضاء اللون معلقه بمروحيه سوداء دققت النظر جيدا فتلك القطعه نقشت عليها بضع كلمات حركت شفتيها وعينيها ...
(هل تقبلين الزواج مني ...((( كاميليا ))) )
لا اصدق ما تراه عيني .... يريد ان يتزوجني ... هو يحبني .. بل يعشقني ... خطط لكل هذا من اجلي ..
لا ..ليس لك .. بل لكاميليا ... للفتاه التي تنتحلين شخصيتها ..استيقظي مما انت فيه وكفاكي احلاما
حدثها الصوت الذي بداخلها الذي دفنته باعماقها طول تلك المده ..
هاهو يخرج الان ... يؤنبها ... يوقظها ... ينبهها ..
لن استمع اليك لن التفت للماضي انا كاميليا انا من يحب انا من يعشق اما انت فعد من حيث اتيت فلن تؤثر بي وانا لن اتخلى عنه ..
طل اليوم المنتظر بحلته البهيه و ها هي تسير بجواره و ذيل ثوبها الابيض المزين بالماس يسير وراها اوراق الازهار و التهاني تنهال عليهما من جميع الجهات .. و اصوات الفرح والمرح يسيطر على الاجواء ...
في البدايه كانت محط التساؤلات ..
-اين والدكي ؟!! لما لم يحضرا !!
هذا ما سال عنه الجميع ...
-والدتي مريضه ولذلك بقيا في الخارج فالسفر يؤثر على صحتها .
استطاعت التملص من هذا السؤال بهذه الكذبه ...ولكن الى متى ستستمر بالغش .... الكذب ....الخداع ...
ظهرت الاجابه امام عينيها جليه لتنهي هذه المسرحيه الهزليه .... اتسعت مقلتيها دهشتا... فزعا ...تكاد لا تصدق ما يحدث ..ففي وسط فرحتها و بهجتها التي هي فيها ...
*(ظهرت كاميليا الحقيقيه بشحمها ولحمها )*
اخذت تركض ... تجري ... هاربه ونبضات قلبها تتسارع مع كل دقيقه و في كل خطوه تلتفت للوراء تتفقد .. ما من احد يتبعها .. يرتاح قلبها ثم تعود و تكوم ثوب زفافها بين كفيها الصغيرين وتعود تركض من جديد ..
من جراء الصدمه و الفزعه تحجرت عينيها و لم تهبط منهما اي دمعه ..
وصلت اخيرا الى منزلها الى غرفتها المظلمه اقفلت الباب خائفه ثم تكورت في منتصفها ..
احداث هذا اليوم عادت امام عينيها ... كيف تحول هذا اليوم السعيد الى ....
ظهر ذلك الصوت من جديد يخبرها... يذكرها ...
الم اقل لك ... الم احذرك ... الم انبهك ...
اغلقت اذنيها كي لا تسمع المزيد صارختا ...
يكفي .... يكفي انا اعلم ان الذنب ذنبي ... لم يكن يحق لي ان احلم ... ان اعيش سعيده مع من احب ... انا كنت اعلم منذ البدايه ان مصير هذه الكذبه ....
امسكت بالمراه تنظر الى صورتها لتعود الى راسها وجه محبوبها وهو يقلب نظره بينها و بين كاميليا الحقيقيه ..
انفجرت الدموع من عينيها واخذت تنهمر على المرآه لتغطي صورتها نظرت الى ثوب زفافها ..زينة شعرها .. وكل الالم والحزن الذي عاد اليها ...
عاد الصوت ثانيه وفي هذه المره لم تستطع الصمود اخذت تصرخ وتبكي بحرقه ليملا صوتها المكان امسكت بفرشاة شعرها ...
حطمت كل مراه ظهرت امامها ملات اهات قلبها المكان وكانه نحيب اشباح محبوسه ..
اه يا كل احلامي ... اه يا كل امالي ...لم يعد لكي وجود بعد غياب الحبيب عني ... وظهور هادم اللذات ... ومفرق الجماعات ... محبوبته الاصليه ....كاميليا ..
بعد كل هذا غرقت في ياسها و المها وقررت الفرار والهرب من هذا العالم الذي اعتبرته في منتهى القصوه ..
تاركتا خلفها كل ذكرياتها المره التي لم تذق فيها طعم السعاده ...
بدايه من سفر كاميليا عندما كانوا في عمر السابعه حيث اخذ يبتعد عنها شيئا فشيئا حتى محا وجودها من قاموسه وكيف كانت تراقبه كل هذه السنين و تتبعه من مكان لاخر الى ان اجرت العمليه لتصبح نسخه عن كاميليا وكيف تقمصت شخصيتها واستحوذت على اسمها الذي جعلته ملكا لكها ...
هكذا فارقت الحياه وهي تراجع شريط ذكرياتها الذي تمحور حول شخص واحد و بسببه لم تنعم براحه البال ... (((كاميليا )))
في صباح اليوم التالي شهدت شقتها المظلمه على حدث هز نفوس الجيران و من علم بوجودها يوما ... كانت في وسط تلك الفرفه بمنظر يفطر القلب الما وحزنا ويقص احداث حياتها المؤلمه ..
ومع كل اصوات النواح والبكاء على موتها كانت بجانب النافذه قطعه ورق صغيره حركتها الريح لتهبط بجانب يدها وقد كانت تحتوي على بضع هذه الكلمات ....
اريدك ان تعلم اني احبك ....
قلبي امتلا بحبك ...
حتى انه لم يعد يقوى على التحمل ...
وبعد كل هذا الحب ...
تحطم الى قطع صغيره ...
حاولت ان اجمعها ان اصلحه ...
ان الئم جروحه والامه...
ولكنه صاح بوجهي يخاطبني بحزن قائلا ...
يكفي ما اصابني ...
استيقظي من هذا الحلم ...
فليس كل ما نتمناه ندركه ...
******** The End ********
تمت بحمد الله ..
رايكم ؟ ^^
بقلمي#Tulip

تعليقات