تغيرت بسببك





بقلم : ترانيم قلم 
قصة قصيرة 


العالم مخيف ..يحول الارنب الوديع ..لذئب شرس ..يقولون لا تتغير ..لكن انى لارنب ان يعيش مع قطيع ذئاب !!
............كانت ليلة ماطرة ...........
مع كل قطرة مطر تهطل لتروي الارض ...تسقط دموعي لتذبل عيني ...وتهطل بشكل زخات تجرح قلبي المفطور بسماع ...خبر وفاة والدي ...في حادث مأساوي ..يأتي الخبر كصاعقة نزلت من السماء لتصقع عقلي ..وتبدأ قصة معاناتي ...مع قطيع الذئاب ..الذين تكفلوا بي !!!
اسير في جنازة والدي كجسد...بلا روح ..عيناي ...ضبابيتان ...تحمل بين خلاياها حزن دفين لم يشعر به احد ...سوى عين تراقب من بعيد !
ارى بعيني التي بزرقة السمااء ..البكاء والصراخ ...ولكن ...لما لست مثلهم .... الالام سكنت قلبي ..والبسمة هجرت ثغري ...واصبح اللون الاسود صديقي !
تقترب الافعى مني لينطع ثغرها الماكر بكلمات افزعت قلبي
- حبيبتي سايو ..تعالي الي ..الى عمتك ..سأعتني بك ..ستكونين كأبنتي !
ماكرة ..ذئبة ..كاذبة ..نمامة ..الغيبة لا تفارق لسانها..هل اذهب ؟!
استجمع قوتي وينطق ثغري ببرود
- لا ....لا اريدك ...ابتعدي عني ..فما فعلته بأمي ..لا يغفر ابعتدي !
- هههه لكن امك كانت ساذجة لا اريدك ان تكوني مثلها تعالي معي يا حبيبتي هياا !
لم اعتد الرد بلسان سليط كما تفعل ابنتها بل اكتفيت بالصمت والابتعاد عنها بهدوء قاتل ...والعين الخفية ما زالت تراقب !
اتنتهت الجنازة ....والناس مع الايام نسوهم ...ما عداي فما زال طيفهما يسكن... قلبي ..ابقى وحيدة في المنزل ساعات ...لا شئ يضحكني ولا شئ يشبعني ..ولا شئ يملئ الفراغ في جوفي !
مرت الايام ..والمعاملات تسير ..وانتهى بي الحال ...للعيش بين قطيع من الذئاب ....ان تظهر جانبك البرئ الصادق ..هذا يغضبهم ...وان استعملت جانب الشر يفرحهم ويبقى السؤال ....هل روحكما راضية عما ادى بي الحال ؟!
الايام تمضي والشهور تطير والسنوات تتلاحق ..و انا اتجرع منهم مالا يطيقه بشر ولا حجر ...اتعرف لماذا...لان لا احد يرغب بفتاة مريضة القلب مثلي ...جدي ..جدتي ..خالي ..خالتي ..من رغبت حقاً ان اعيش معهم ... تخلوا عني ..وبكل سهولة !!
اصبحت فتاة ...ماكرة .. لا احد يرغب بي ..لساني سليط ..عيني تعمل الخبث والحزن في آن واحد سيئة مثلهم ..وزدت عليهم ..احلامي التي بنيتها في،صغري ...تتحطم امام عيني ..وانا اراقب بصمت ..اتعرف لماذا...فقط ليرضى عني قطيع الذئاب ..الذين حولوا جوهري ..لما يرضيهم ويطيب نفوسهم ..كلما اطل علينا شخص ينطق ثغره بكلمات سمعتها من أناس قبله
- هل هي ابنتك ايامي ؟؟
- آه اجل انها كأبنتي اليس كذلك سايو؟!
الناس قد يرون اللطف في تصرفها لكني لا ارى سوى الغدر وسواد الضمير فيها ابتسم لاجيب عن تساءل عمتي
- اجل ..انها كأمي تماماً
- هذا واضح حتى التشابه بينكما كبير
هذا ما يقوله الكل حتى والدتي وهي حقيقة ...ولدت معي...وياليتها لم تكن !!
اتذكر كلام امي العابر على شريط ذكرياتي معهما
- حبيبتي سايو انك تشبيهين عمتك كثييراً امممم اجل انفكما متشابة لكن صفاتكما مختلفة ^^
هذا الكلام الذي كنت انزعج كلما سمعته ...لاني كنت اكرهها فما سمعته من امي اشبعني حقاً !
مع مرور السنين اصبحت اقف على بوابة الجامعة ...الان اصبحت فتاة جامعية ...واصبحت كل عادات عماتي وعمي ..كلها في ...وزدت عليها قليلاً ..امشي في الممرات بصمت كلما اقتربت مني فتاة ...احدثها ...تهرب ..هل تعاملت مع وحش ... ؟! ..سوى تلك العين التي بقت تراقب من بعيد !
الايام تمضي وانا وحيدة .لا الومهم فالعادات التي اكتسبتها واللؤم الذي تجرعته قد اخذ نصيبه في ....اقتربت تلك الفتاة مني ....كالافعى بصوت فحيحها
- هممم لما انت وحيدة
-اعتقد ان هذا ليس من شأنك !
- هههههه اعجبتني حقاً ما رأيك ان نكون صديقتان فأنا
ثم بصوت ماكر اردفت
- احب امثالك ..سايو تشان..
تلك الفتاة تبدو سيئة مثلي ....لا استطيع احصاء الاعترافات التي حصلت عليها في المدرسة المتوسطة لكن الان ....Zero ...رغم جمالي ..فتاة بشعر كستنائي مثلي وعيون ..كالسماء ...لكن لما لم يرغب بها احد ...لا اعرف !!
اصبحت تلك الافعى سايوري صديقتي المقربة فقد ...حصلت على رضى عماتي ..لا احتاج للسؤال ...فالتشابة بينهم كبير !
اخذنا نسرح ونمرح ومع ذلك يبقى السؤال ...هل روحهما ..مرتاحة وانا هكذا ....ام ..انني ازيد عذابهما شدة ؟ يبقى السؤال بدون اجابة !
السواد وسوء الحظ رفيقاي ...التشاؤم ..الكره ..الغدر ..الخيانة ..الغيبة ..النميمة ..كلها سجاياي التي لم ولن ترضى عنها تلك العين التي ..تراقب بصمت !
.....ويبقى الحال على حاله ..بدون تغير ....اصبحت عائلة امي تكرهني ...لانها ليست من ذلك النوع الذي اصبحت عليه ...ولكن ...اصبحت لا اهتم من اراد حبي فاليحبني كما انا ومن اراد كرهي فاليكره فأنا لم اعد ..اكترث لهم !
يوم كسائر الايام ...يرن هاتفي ...لترى مقلتي ذلك الرقم الغريب ..لاضع الهاتف على اذني ليقول لي
- سايو ..اريدك ...اريد ان اراك
تفاجأت عند سماع صوته فقد كان حبي الاول " ياماتو "
- م..ماذا تريد مني ..
انه قريبي ..الم يتخلوا عني ..مالذي يريده مني الان
- اريد ان اراك بعد كل هذه السنين هل ذلك مسموح لي سايو ؟!
- ل..لا بأس اين تريد ان نلتقي ؟
- غداً في حديقة ......الساعة العاشرة صباحاً هل هذا مناسب ؟
- اا اجل هذا مناسب لكن اسمع يا فتى ان فعلت شيئاً سيئاً،فسمعتك ثق انها في الحضيض
- لا تخافي فقط تعالي في الموعد
اغلق الخط وبيقت انا اتساءل نزلت الى عمتي فقد اصبحت وكيلة اسراري وان فعلت شيئاً لا تعرفه ...اثق ان نهايتي في الجحيم ..فما كان من امرها حين اخبرتها
- ههه لقد تخلوا عنك لانك مريضة في قلبك والان ابنهم يريدك من يخادعون انهم اوغاد ..لا نعرف مالذي يريدونه منك ..افضل الا تذهب!
- عمتي ...ان ياماتو ..ليس كنا تقولين..وانا سأذهب فقط لارى مالذي يريده ذلك السافل الخائن !
ضحكت بمكر وقالت
- احستني هكذا اريدك وان حدث شئ اتصلي علىّ حسناً
بادتها تلك النظرات الخبيثة فقد اصبحت عادتي
- حسناً ..عمتي الا تثقين بتربيتك ؟!
- بلى هههههههه
ضحكت معها ثم ..دخلت غرفتي واغرق في افكاري وتساؤلاتي عن سبب دعوة ياماتو لي !
ارتديت فستان قصير واسدلت شعري واخذت نظارلتي الشمسية لاذهب لملاقاته
..جلست على النافورة ..اراقب صفاء ماءها ..وصوت خريرها الذي يطرب الآذنان ..ليدنو مني هامساً
- صباح الخير سايو
فوجئت به فقلت له بعد ان وضعت يدي على خاصرتي النحيفة
- هه مالذي تريده مني ايها الخائن ؟!
قال لي باسماً
- سايووو هيا بنا
امسك يدي وبدأنا نلعب العاباً مختلفة ...لاقول الصدق ...لم اشعر بالمرح كما شعرت به معه ....كادت السماء ان تلبس الثوب الاسود المرصع بالنجوم ..وجلسنا ..والصمت سيد الموقف ..لينظق ثغره
- سايو سأسافر ل روسيا لاكمل دراسة الطب
قلت له ببرود ولسان سليط
- اذهب ولا تعد ..ايها الخائن
نهض من الكرسي ..ليقف قبالتي ..ويرفع يده ..ليصفع خدي ..ليحمر من شدة الصفعة ...وامسك بخدي قبل ان انطق بشئ قال بصوت مخنوق
- سايو ...مالذي فعلوه بك....انني ..احبك ...بل واعشقك ..حرمتني السنين ان اراك ...ولكن قلبي كان ينبض شوقاً لرؤياك ..فما ذنب عاشق ..الا يراك ...القدر فرقنا ..ولكن عيني ظلت تراقب حزنك بصمت ..لم يكن بيدي فعل شئ
صدمت لسماع ذلك منه فنطق ثغري بتفاجأ
- ه..هل حقاً ...تحبني ؟!
اقترب مني واخذ يده ومسك بخدي المصفوع وقال
- بل واعشقك
- ا..امي ..كانت ..تحبكم ..جميعاً ووالدي كذلك ...ولكن حين رحيلهم ..لم يعرني احد اهتمام ..ورميتموني لوادي الذئاب ...لاعيش حياتي في الجحيم مقيدة ...لماذا؟
قال بهدوء
- لم يتخلوا عنك ..لكن نفوذ عمتك طغى عليهم واخذتك رغم الجميع
- هه..هذا مستحيل اا ..امي ..انني اسفة ..
بدأت الدموع تتساقط،من عيني ولاول مره منذ وفاتها اخذني ياماتو ودفن رأسي،بين اضلاعه ليقول بصوت لطيف
- ابكي ...ان كان ذلك يريحك .....اعلم ان صدمة فراق والديك ..حبست المدموع في مقلتيك ولكن الان ..ابكي وبكل ما اوتيتي قوة
اصبحت اجهش بالبكاء واصرخ في صدره حتى بللت دموعي قميصه ...فما اشد قسوة الحياة ...ولكن اشخاص يحبونك ...هم نعمة لتطيب بهم الحياة !
بعد نصف ساعة ...ابتعدت عنه ..ومسحت اناملي عيني بلطف .. ونظرت لعينيه الدامعة ..التي تأثرت بجهشي بالبكاء ..نطق ثغري بعد صمت دام طويلاً
- متى ستعود ياماتو ؟
- حين اراك كما اريد ..ان تصبح اخلاقك ..كما اريد ..ان يكون اطفالي منك !
احمرت وجنتي لاقول ببعض الانزعاج
- ههمم اريد اجابة واضحة .. ياماتو
- لن اخبرك الا عندما تصبحين كما اريد ان اراك
- هل تعدني ان تعود حقاً ياماتو ان اصبحت كما تريد ؟
- اعدك ..عزيزتي
عدت للمنزل والابتسامة ولاتفارق ثغري بعد ان هجرتني اعوام ..شعرت ان الروح التي فارقت ذلك الجسد قد عاد..ومع مرور الايام القادمة لاجلك ..ياماتو ..سأصبح كنا تريد واريد ويريدان ..امي ابي ! بلا ادنى شك لاحظت عمتي ذلك التغير فأقتربت سائلة
- مالذي حدث مع ياماتو ؟
- لا شئ كان يريد فقط رؤيتي هل لديك مانع ؟
- ل..لا انا فقط خائفة عليك.منهم فهم خائنون كما تعرفين
- اصمت انت ...اتظنين ان الحشو الذي حشيتيني اياه لا زال موجود ..فأنت مخطئة فقد عرفت الحقيقة وكل ما فعلته يالك من ذئبة
- شكراً لك عزيزتي على المديح
تركاتها وتوجهت للغرفة افكر في كيفية عيش حياتي الاتية كما اريدها انا لا هم وبدأت اخيراً بعد سنوات اذوق طعم الحرية !
هجرت الغيبة والنميمة ..وحصنت لساني ...لم اعد اهتم ان رضوا عني او لا ...كل اهتمامي ان ارضي ذاتي ...مرت الشهور وانا اتحسن ...كان ذلك صعباً لان كل تلك الصفات لازمتني اغلب حياتي ..ولكن ...لاجلك ياماتو سأفعل المستحيل لاجلك ...ولاجل حبي لك !
******** مرت ثلاث سنوات ********
اصبحت موظفة اتلقى راتب محترم ....استقللت بحياتي بعيداً عن الذئاب الذين نهشو جوهري ولكنك ...ياماتو ...اعدتني لحقيقتي ....كم انا ممتنه لك !
اعود للمنزل بخطوات واثقة ..وصوت كعبي العالي يطرب الاسماع ..ارتمي على فراشي الدافئ لاتفحص هاتفي ..لارى رسالتاً من مجهول ....
- اريد رؤيتك انسة سايو ..اريد اخبارك بشئ مهم !
عرفت انه ياماتو فطرت فرحة ..اخطو بخطوات سريعة .. لمكان اللقاء وكلي ثقة انه ياماتو اخذت التقط انفاسي ومقلتي تتجول في المكان بحثاً عنه ولكن ...انى للاحلام ان تتحقق فقد كان زميلي في العمل وقفت امامه وقلت ببرود بعد خيبة امل
- مالذي تريده
توتر واحمر واخيراً تطق ثغره بما فاجأني
- اريدك .....ان تتزوجيني ...فأنا احبك ارجوك
لم اتوقع ان يكون هذا ما اراده فقلت له بعد ان اجتمعت شتات نفسي
- اعتذر لكنني لا احبك ....لدي من احبه وهو ...
قاطعني صوته الصارخ
- اين هو ...لما لم يتزوجك ..اراهن انه حتى قد نسيك
اخذ يهز اكتافي ويهزها كنت على وشك ابعاده عني لكن يد امتدت قلبي ..لتبعدها عني وتضمني اليه ويقول بصوته الغاضب
- انا هو ياماتو هل لديك مانع ؟
ارتبك وتلعثم
- ااا.ااا اعتذر
انسحب بهدوء لابقى اجهش بالكباء في صدره ويده الدافئة ..تمسح شعري بلطف ...ثم ارفع رأسي وانظر اليه ليقول لي بلطف
- اشتقت اليك عزيزتي
نطق ثغري ..وانامله تمسح عيني
- وانا اشتقت اليك اكثر ياماتو
امسك يدي وقال
- متى موعد الزفاف سايوو ؟!
كانت لحظة رائعة فقد كان عاد من سفره في ذلك اليوم .. وحدد موقعي من خلال GPS وقرر مفاجأتي وتفاجأ بما رآني عليه !
مر شهر والجميع منشغل بأمور الزفاف وها انا واقفة بثوبي الابيض وبجانبي ياماتو ببدلته السوداء ليدلي كل منا بموافقته وارى امامي من كنت اظنهم خائنين ..لكنهم هم حقاً من اراد لي الخير في النهاية !
مرت الايام وتلتها السنوات لن اقول ان زفانا مثالي 100% ولكننا نحاول ان نتغاضى عن اخطاء بعضنا ..وانا لازلت احاول ان اتخلص من تلك الخصال التي ارهقتني وشوهت جوهري وها انا امام ابنتي الصغيرة وزوجي
فقلت لطفلتي معاتبة
- حبيبتي لما فعلت ذلك ..الم اخبرك الا تكذبي !!
- ماما ...نونة اسفة لن اكررها
ربت ياماتو على رأس نورا وابتسم لي ...حتى بعد مرور كل تلك السنوات لا زال قلبي يصرخ ...ياماتو.. بفضلك اعتقد ان روحهما راضية علي الان كم انا ممتنة لك ^^ ،،،،،،.
.
.
~النهاية ~



تعليقات