للكاتبة ريم
قصة قصيره
بعنوان...
قلب من عاشق...
داعبت الرياح الخجله خصلات شعرها بصورة تاسر القلوب...
رفعت شعيراتها الحمراء الهاربه ليكون مآلها خلف أذنها كاشفه عن قرط الاماسي الالمعي البراق ...بحركة لافته للنظر بيديها الناعمه ... مغريه لكل عين متلصصه... بينما تفرقع اسنانها اللؤلؤ البياض علكه بلا حياء تمخر في مشيتها بكعبها العالي ..رنات مثيره لنشوة السامع تتبع كل خطاها...
مغتره هي بقوامها الممشوق وجسدها الفاتن ...نظرات تثقب نصف جسدها العاري مفترسه لها من بعيد ...أسدلت وشاحها المنفوش لتستر ظهرها الكاشف.. متحديه ..فبادلها التحدي....رجل!!!
ملَّت مما هي فيه من إنتظار...وبأنثويه بالغه اشارت لصاحب التكسي بالوقوف ...مظهرة اسورتها الذهبيه وصوتها الرنان.!. لحسن حظها توقف ...غدت تمخر حتي إستغلت الكرسي الخلفي.. دفعت الباب جانبا خلفها ..مغلقه إياه ...كرست مقلتاها ذاتا لون السماء وقت الصفاء للبحث بحقيبتها ...تعابير طفوليه بحتة بادية علي وجهها وهي تبحث ..تذم شفتاها إنزعاجا فلم تجد ضالتها... مثيره !! تجعل الحواس في فوضى ..
....حتي من غير قصد !
تافف الراكب الامامي ...وبدا انزعاج بملامحه واضحا..
فالعربة لم تبرح مكانها...
رفعت مقلتاها مترددة بشك ...
فإذ بتلك الاعين ترمقها بإعجاب ...
بريعان شبابه جميل الخلقه كريم الخلق خلف مقوده بنظره ثابت علي المراه يراقبها ...
توسعت مقلتاها حتي اقصاها ...
حين كشفت لها هويته ...تجاهلته كالعاده وهبطت مسرعه...مبتعده ...
تتابعها عيناه حرصا عليها وخشيه...!!!
خطت خطاها بإنزعاج باد على ملامحه فما زادها غير بهاء علي جمال...
تحولت ملامحها لسخريه وضحكت بخفه حين تردد علي اذنها تغريد معدتها الخاويه...
قلبت نظراتها هنا وهناك ... فما من احد...اعادت الكره مرتين وما من احد...اوهمت نفسها بان لا يوجد احد
.وانشغل تفكيرها بسد جوعها...
دلفت إلي افخم المطاعم وأكثرها اناقه...مما يناسب ذوقها الرفيع ومكانتها الحساسه.. جذبت انظار الجميع بدخولها لوحدها لمطعم يعج بالثنائيات... وهذا ما زاد غرورها ...وعلي طاوله منفرده جلست وهجمت علي قائمه الاطعمه بنظرات سريعه خاطفه...حتي وقعت عيناها علي ظفرها المنخور جراء إستعجالها بالخروج... وهذا لا يليق بها فاخرجت طلاء تعيد به رونقه وتصلح فساده بعنايه فائقه ...كفنان يُعنى بلوحه..
اتي النادل إليها سائلا ...
تيبست تطيل النظر إليه إستغرابا ..فوقت علبتها صدمة وبلا شعور ...صوت سقوطها اعادها رشدها... سحبت حقيبتها مغادره تاركه له المكان مجددا... فتابعها بنظرات قائله...
لن ينتهي الأمر بعد...اعدك بالمزيد...!!
فقدت شهيتها كليا فقررت التمشي علها لن تلقاه تارة أخري...
وعلى رغمها إستمرت المطارده...!!..انتهي الامر كما تعتقد ...وقت كانت السماء القرمزيه تسقبل أخر خيوط مشعه للشمس المغادره بخجل.. آذنه لليل ان يرخي سدوله... تتابع عيناها منظرا للقلب مذيبا... وما اجمل من الغروب تراقبه بحديقة غناء علي البحر مطله.. !!
وخلف الكواليس...
تقدما ...وبيده علبة حمراء بها خاتم ذهبي جميل ....
لم يشأ التراجع ابدا للوراء فاليوم يومه...
اما فائزا او مكسورا...
قاطع خلوتها ولم ينظر الي انزعاجها...
جثي ركبته وبسط الزهور ...ليكتمل المشهد..
فحرك فاها لينطق بكلماته وناظره علي خاتمه مثبت ...
إجتاحت الدماء شراينها فإصبغت وجنتاها وتورد خداها.. اخفته بتصنع التثائب ... تلوح يدها مغلقه بها فمها ... بإستهزاء معلنه
انه ما اتي بالشيء الجديد ولم يكن بالفريد... فقد جاء به الرجال قبله واكثر...!
اومأ براسه إيجابا متفهما... فمتوقع من. من زينها تاج الجمال وتربعت بعرشه رافعه راسها عاليا متكبره تغض الطرف عن الرعيه ...
حينها تدفق سيل من الكلمات لاثبات صدقه لكنها عرضت شيئا من الطلبات لتاكد بنفسها...بعد صمت يحبس النفاس
ثلاث طلبات ...بدا عليها صعبه المنال...وتنفيذها من سابع المستحيل
حسنا ... لاقول الحق..
غارقه هي بحبه حتي اذناها ...لكن كلمه ولاء ليست في قاموسها ...فليس من شيمها الولاء لرجل واحد ....
فهي كذاك القمر ياسر القلوب اجمع في هيامه وحيدا يتوسط السماء ليس ملك احد..!! فارادت إبعاده قليلا وهي واثقه من عودته ...ليكرر الطلب...
أما هو... كان مجنون بحبها وبرفضها صار الجنون امرا محتوما... فإختار اصعب الطلبات قريبة المنال..
ذهب يجر اذيال الخيبه خلفه ممثله بتلك الزهور الباليه التي احضرها حيث ذبلت بكلماتها..
توالت الايام البائسه العابسه عليها... تتردد بالخروج كل مره توزع مقلتاها بالارجاء ولا احد كررت مره اخره ولا احد ثم اعقبت بواحده و ماكس ليس بموجود ... شعرت ببعض تانيب الضمير ارادت الاعتذار لكن هي ليست ممن تتلاحق الرجال...فالرجال خواتم باصابعها ...حركت راسها نافيه للفكره برمتها وتابطت حقيبتها ذاهبه للعمل عنده ...
كانت المفاجئة ...فالشركة اعلنت افلاسها وفصلت ....!!!
تنهدت بضيق والاصح زمجرت غضبا ولكن لا مفر من الحقيقه...
حبيسه منزلها وصديقة الوساده صارت... فالعمل ليس ممتعا بدون ابتسامته الدافئه فيشرق به يومها..
قرعت سنها ندما وعضت اصابعها ...و كبرياءها لم يسمح بالانكسار ...
فما عادة بعدها تلك الفتاة صاحبه الرجال...
وبيوم...
وصلتها رساله القدر بيد طبيب فاجر مجرم ...
قلت النوم كحلت عينيه ...بدا عليه الإرهاق واضحا عروقه بارزه من فرط التوتر واعصابه مشدود ...غارق هو .ببحر من العرق كاد يلجمه لجاما... لاول مره في تاريخه الاجرامي يصاب بهكذا موقف ...كان مهددا تحت وطأة السلاح فاتركب قتل مهدده بامره منه.. !!!
والان هو متردد كيف يوصله لها ...
فكره من زخم الافكار عرضت نفسها فتمسك بها تمسك الغريق بقشه...
وضع علبته اسفل الدرج وقرع الجرس بجنون وهرب راكضا لكنه لم يبتعد فقرر المراقبه من بعيد...
مفزوعه نهضت من سريرها بحاله مزريه كل شعيرتها مرتفعة بطريقة تضحك الناظر ...
ذهبت لتستقبل الزائر بعد ترتيب حالها طبعا... فاذ بعلبه صغيره تشبه التي كانت عنده يومها فاشرق محياها سرورا ...
حاولت فتحها وما من جدوى كررت ولم تفتح...إنتشلت اقرب سكين من المطبخ وكسرتها وياليتها لم تفعل...
انهيار عصبي جلطه تكاثرت عليها الصدمات حين فتحت ...وقعت مغمي عليها امام مقلتي الطبيب فاتى اخيرا بعمل شريف... انقذها ...
صارت تحتسي الندم كل يوم من حادثتها فياليتها ماتت وقتها...
طلباتها...
ان يزاوج بين الشمس والقمر...
ان ياتيها بقلبه في علبه حمراء لها وحدها...
ان يعيد لها ما دس تحت الثرا حيا يرزق...
تأويلها عندها ....
ان يتزوجا...
فهو لها تلك الشمس المنير التي تكتسب منها بريقها
والان صار قمرها مسودا بفعلتها... فما من شمس محبه ترسل لها ضوءها
ان يبرهن لها حبه وهذا مافعل...
اراد الخلاص منها ولكن ما يريحه قلبه الذي ينبض حبها معها
الذي دس تحت التراب هي العفه
و ان تحتمي خلف من يحميها...
ارادت ابعاده قليلا لتكون كالقمر لحاجة بنفسها ...
وخسرته الي الابد....
حسنا مغزي القصة
كن حريصا علي ان لا تخسر انسان قد لا يقدمه لك القدر مره اخرى

تعليقات