للكاتبة ايلول
قصة قصيرة / بعنوان : اميرتي استثنائية
في مكان تعمه السعادة وبين جدران قصر ملكي يقف شاب في العشرينيات من عمره يحمل هموم مملكةً لا يعرف مصيرها …
يسمح الحراس بدخول والدته " الملكة " للجناح الذي كان جالسا فيه
الملكة : بني … سنقيم حفلاً راقصاً لليوم … سيأتين اميرات متلهفات من جميع الممالك في الجوار يرتدين اجمل الحلي واغلى المجوهرات يتصارعن على الرقص معك
الامير : وما المطلوب مني
الملكة : سترقص مع ابنة عمك
الامير : امي لقد وعدتني في السابق … لن اتزوجها
الملكة : ومن قال انك ستتزوجها … لا زلت على وعدي … لن تتزوج الا من الفتاة التي تحبها
الامير يكمل ما تقوله : ولن تكون بينكما رابطة
الملكة تكمل : غير رابطة الحب

الامير :

يعانق والدته التي تفهمه دوماً فـ علاقتهما مبنية على الاحترام والصراحة والتفاهم …
……
يخرج الآمير من القصر متنكراً بزي فتى عادي يرافقه حارسه الشخصي او بـ الأحرى صديقه فهو يعتبر كل الناس المقربين اليه في طبقة واحدة فقد اعتاد على التجول بين سكان مملكته ومساعدة الفقراء من دون علم الملك لكن الملكة تعلم بذلك وتشجعه على فعل الخير دائماً
وفي اثناء تجوله يلاحظ فتى صغير يبكي انتاب الامير الفضول فأراد ان يقترب منه ليرى ما سبب بكائه وقبل ان يصل اليه اقتربت منها فتاة في الـ 19 من عمرها شعرها اسود طويل ترتدي ملابس بسيطة تدل على انها غير ثرية … تمسح دموع ذلك الصغير وتعانقه لتزيل قليلا من هم ذلك القلب الصغير
- لماذا تبكي ؟
- ا… انا جائع … و … امي مريضة … للغاية …
يقولها الطفل بنبرة خائفة يتخللها الضعف والحزن
الفتاة : حسناً تعال معي … لنتناول القليل من الطعام وسنذهب الى والدتك

- حسـ …ـنا

تمسك الفتاة بيد ذلك الطفل وتأخذه ليتناول بعض الطعام عله يسد صرير معدته الجائعة
انذهل الامير بفعلها الطيب فلم يرى فتاة بـ مثل طيبتها من قبل فعادتاً الناس هنا لا يهتمون سوى لأنفسهم فأراد ان يتابع مراقبته لها لكي يشبع فضوله بشأنها لكن يال الاسف لم يسمح القدر بذلك
تصرخ سيدة عجوز طالبتاً النجدة : انه سارق … !! لقد سرق لقمة عيشي .. لقد سرق الخبز
ينظر الامير الى تلك الفتاة نظراته الآخيره ربما لن يلتقي بها من جديد … ويذهب ليمسك بـ السارق فتلك العجوز الفقير التي لا تقوى على العمل تبيع بعض الخبز الذي تصنعه عله يسد حاجتها …
لم يوقف الامير التفكير بتلك الفتاة وبحث عنها في المملكة اصبح يتجول كل يوم لكن بلا فائذة لا أثر لها وكأن الارض ابتلعتها …
في احدى الايام خرج الملك في موكبٍ برفقته الامير وحراسه الـ كثيرون
كان الآمير جالس بجانب الملك يفكر في آمر ما
والملك بجانبه يَـرد التحية للناس
شخص ما يصرخ … « ياقوت … ياقوت »
يقطع سلسلة افكار الامير ينظر الى النافذة ليرى تلك الفتاة " ياقوت "
يتمعن في النظر ويعدل جلسته … يدقق في تفاصيلها ويردد " ياقوت اذاً "
الملك : هل قُـلت شيئا ؟
الامير : لا …
بعد عودة موكب الملك الى القصر يسرع الامير في ارتداء ملابسه متنكراً في هيئة شاب فقير
ويركض الى ذلك المكان الذي كانت تقف فيه
…
الامير : اين ذهبت ؟!
حارسه : لا اعلم … لكن بما انك عرفت اسمها ستجدها بسهولة .
الامير : …
[ في اليوم التالي ]
كانت " ياقوت " تخبز الفطائر في محل والدها المتوفي رغم انها من عائلة ثرية بكنها تفعل ذلك لتساعد الفقراء
:
…
يقفان بثياب تدل على فقرهما خلف شجرة اما المتجر
- رائحة جميلة

- ما رأيك ببعض الفطائر

- هههه حسناً … فلنشتري البعض
- لم احضرها

- كيف تنسى النقود ونحن خرجنا لمساعدة الناس
- هههه في الواقع خرجنا لمراقبة ياقوت

- وان يكن كان يجب ان تحضر القليل منها
- انت الامير كيف لا تحضر نقودا معك
- اوه … ماذا سنفعل الآن
-

- ستفعلها من اجلي صحيح
- ماذا
-

_____________
يذهب حارس الامير الى مخبز ياقوت
الحارس : احممم مرحبا
ياقوت : اهلا بك … كيف اساعدك
الحارس : انا في الواقع …
ياقوت : لم ارك من قبل … هل انت جديد في هذا الحي ؟
الحارس : ههههـ


تنظر ياقوت الى ثيابه … يبدوا فقيراً وتفهم مغزى كلامه
ياقوت : اووه … بما انك جديد هنا سأعطيك بعض الفطائر المجانية
الحارس : حقاً …؟ شكراً لكِ

يعود الى الآمير وهو حاملاً له الفطائر
- انها كريمة للغاية واخلاقها جميلة

- انها لذيذة للغاية … الذ من الفطائر الملكية
____
مرَّ اسبوعان والآمير يراقب ياقوت … ويزور المخبز الذي تعمل فيه ويشتري الفطائر اللذيذة التي تعدها
ياقوت : اخبرني … من انتَ ؟
الامير يجلس على طاولة خشبية موضوع عليها غطاء احمر يقول وهو يأكل الفطائر : اوه … لماذا هذا السؤال الغريب ؟
تتقابل اعينهما فيخفق قلبها بسرعة
ياقوت : ( لماذا … قلبي يخفق بهذه السرعة … هل هو سارق ؟ مجرم ؟!! )
ياقوت بدت ملامح الخوف عميقة على وجهها : فـي الـ …و … واقع … امرك مريب للغاية … ظهرت منذ اسابيع وتتردد الى هذا المكان كل يوم
الامير وقد فهم مغزى كلامها … يدرك جدية الموقف … يبتلع الفطيرة … ينهض من على الطاولة ويقول : حسناً … سأخبركِ بـ صراحة
تصغي ياقوت اليه تنظر الى عيناه من جديد وازداد خفقان قلبها
الامير : انا … معجب بك ………
تتسع مقلتا عين ياقوت … فهي لأول مرة تشعر بهذا الشعور
الامير : منذ ان رأيتك ورأيت طيبتك … احببتك بصدق …
ينظر الى تعبيرات وجهها المتفاجئ
الامير : انا… لم اتعلق بفتاة هكذا من قبل
ياقوت تُنزل رأسها وتحاول كتم مشاعرها : سأفكر بـ الامر
الامير : خذي وقتك … واعتذر اذا سببت لكِ الازعاج
……………
للحظة سمعت دقات قلبي وكأنها تهمس في اذني … لماذا … لماذا هذا الشعور ؟ من طريقة كلامه يبدوا لي انه شخص صادق وطيب … حسناً سأقبل مشاعره … بما انه اول شخص يفصح لي عن مشاعره بصدق … لكن ماذا عن عمتي ؟!
لقد رفضت فور ان اخبرتها … فهي لا تؤمن بشيء يسمى #الحب تقول انه مجرد خرافات وشيء خيالي … لكن … اظن بأني احببت ذلك الرجل …
………
" ياقوت فتاة جميلة للغاية طيبة القلب اخلاقها رفيعة لا يكاد الشخص ان ينظر الى عينيها العسليتين او الى جمالها الساحر او ان يتغزل بها حتى … يتيمة الابوين تعيش مع عمتها "
في صباح اليوم التالي تفتح ياقوت عينيها الناعستين تنظر الى السقف وتستعيد تفكيرها بكلام ذلك الرجل تنهض من السرير وتتجه الى النافذة تفتح الستائر … هل ما آراه … من صنع خيالي ؟!! تتمعن النظر بذلك الرجل فتدرك انه الواقع … كيف عرف عنوان منزلي ؟!
تنظر اليه من جديد فيبادلها النظرات ويبتسم تقوم بأغلاق الستائر مجددا
ماذا ؟! هل …
تستمع لأصوات تتسارع تنظر الى الساعة ظانتا انها عقارب الساعة لكن لا … انها نبضات قلبي !! هي تنبض من جديد هل ؟! … وقعت في حبه !! حقاً ؟!!!
………………
مرّت ايام وقد استمر الوضع على هذا الحال كل يوم يأتي الامير ليقف امام منزلها الا ان قبلت بـ مشاعره … واصبح يتسلل ليحدثها خوفاً من ان تكشفهما عمتها …
……………
في مخبز والدها الذي تقوم بـ العمل فيه
تجلس ياقوت مقابل الامير وهي لا تعرف من يكون لكن يربطهما الحب من اول نظرة …
- نحن لم تنحدث مسبقا في هذا الامر … إذاً عرفني عن نفسك
تقولها ياقوت وقد تغلبها الفضول
يمسك الامير بيديها فتشعر بحنانه يبتسم ويقول
- انا …
يقاطعهما الحارس وقد امتلئه الخوف يدخل للمخبز ليبلغ الآمير : ايها الامير والدك …
ياقوت متفاجأة … الآمير ؟! ظنت انها قد اخطأت السمع
ينهض الامير ويسرع الى القصر بدون اي كلمة فوالده مريض للغاية وعلى وشك الموت …
لكن ياقوت تتفاجئ كثيراً وتظل في صدمة فبعد ساعات انتشر الخبر في المملكة " الملك مريض للغاية " اذاً هو الامير حقاً وانا لم اخطأ السمع
اذاً هو ابن الملك الذي قتل والدي !!
قبل عشر سنوات عندما مرّ موكب الملك فقام الحراس بأطلاق السهام تقديراً له وكأحدى عاداتهم فأطلقوا سهماً بـ الخطأ على شخص ادى الى موته كان ذلك الشخص والد ياقوت لم يعتذر الملك حتى على ذلك بل قاموا بـ إخفاء الامر عن سكان المملكة
……………
وسرعان ما علمت عمتها بـ انها كانت,تلتقي بـ الأمير سراً منعتها من الخروج من المنزل واغلقت المخبز خوفا عليها واختفى الامير عن الانظار
…………
في القصر
في جناح الملك كان الامير والملكة يجلسان بجانب الملك على السرير لا يزال في غيبوبة
الامير : انا احبها امي … واريدها ان تكون اميرتي لا يهمني ما حدث في الماضي
الملكة : اتفهمك بني … انا اوافقك على زواجك بها لكن … ماذا عن والدك ؟ لقد اساء اليهم في الماضي
الامير : اذاً ماذا ؟

الملكة : بلى لكن…
الامير : لماذا كان على ابي فعل هذا


يستمع الملك لكلام ابنه فيحاول النهوض
الملكة : عزيزي
الامير يمسح دموعه : ابي …
………
بعد عدة ايام تتحسن حال الملك لكنه لا زال يلازم الفراش ولا يقوى على النهوض والابتسامه الكاذبة التي تخفي الآم قلب الامير لم تفارق ذهنه
[في ليلة ماطرة]
… يخرج الملك متنكراً الذي لا يقوى على المشي … من القصر وفي كل خطوه يخوطها يسقط لكن ينهض من جديد
ياقوت : من الذي يدق الباب في ساعة متأخرة
كهذه
تفتح الباب فتتافاجئ من ما رأته … تلك الملامح … ذلك الوجه … تعود ذكرياتها المؤلمة في لحظة فيقسو قلبها من جديد لكن … الملك في منزلها … اصبح الآن رجل ضعيف منذ ان رأته اخر مرة … ملابسه المبلله …
ياقوت متفاجأة : جـ … ـلالتك !!
الملك : ارجوكِ يا ابنتي … سامحيني على خطأ ارتكبته في الماضي …
ياقوت : هل …
الملك : ستكونين ملكة … الملكة ياقوت …
ياقوت : …

الملك يجلس على ركبتيه ويقول بصوت حزين : لا تجعلي الامير يعاني من الحب … لا تعذبيه من خطأ انا ارتكبته …
ياقوت تجلس على ركبتيها ايضاً وتبكي
يضع رأسه على كتفها وتقبض روحه الى السماء
ياقوت : انا اسامحك

______
- الملكة ياقوت
- نعم جلالة الملك
- ما رأيك ببعض الفطائر ؟
- هههه على حسابك

تعليقات